وليد المجني
عضو بلاتيني
العدل في صدق النقل
في الآونة الأخيرة شاع بين الناس من الطُرف والمزاح، وتناقل بينهم ما يسمى بنكت الجاهلية
وغيرها حتى أصبحت نوعاً من الدعايات في البرامج والإذاعات، وما يثير الدهشة أن هناك من
الموظفين الأكاديميين العاملين في الإذاعات يخصصون فقرات يتداولون فيها هذا النوع من سوء
المزاح، فهذا الباب لو فتح لا يغلق إلا بعد غم، وقد قيل إن لكلِّ شيء بذرا، وبذرُ العداوة المُزاحُ.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المزاحُ استدراجٌ من الشيطان واختداعٌ من الهوى».
فإن كثرة الضحك تذهب الهيبة، وكثرة المزاح تذهب المروءة، ومن لزم شيئاً عٌرف به، ولا بأس
بالمزاح ما لم يكن سفهاً، والله تعالى وعد اللًّممِ بالتجاوز والعفو، فقال: (الذين يجتنبون كبائر الإثم
والفواحش إلا اللمم). فعلينا جميعاً اجتناب المزاح الذي لا طائل تحته، وقد يسأل البعض هل هناك
مزاح فيه حق؟ الجواب نعم وهو المزاح الذي ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد كان
لا يمزحُ ولا يقول إلا حقاً، فقد قال لامرأة من الأنصار: الحقي زوجك ففي عينيه بياضٌ. فسعت إلى
زوجها مرعوبة، فقال لها: ما دهاكِ؟ قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي إن في عينيك
بياضاً، فقال : نعم والله وسـواداً.
تحيتي واحترامي