هل فعلا عرفنا الله بالعقل ؟ -٣ -
نستطيع من الظاهر أن نعرف وظيفة وعمل إنسان ما , فنراه يلبس معطف أبيض , ويضع على كتفيه سماعة أو يمسك بجهاز ضغط فنقول هذا طبيب , أو نرى إنسان يمسك بأدوات الرسم الهندسي قلنا هذا مهندس , أو يلبس بدلة عسكرية قلنا هذا عسكري وهكذا دواليك , هذا طيار هذا قبطان هذا عامل هذا كذا أو كذا...
فكيف نعرف وظيفة الإنسان من الظاهر أو من الأدوات التي حصل عليها واختلف فيها عن غيره , فالإنسان كما قال تعالى ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) الآية , فأعطانا ربنا أدوات لكي نستعين بها على مهتنا في الدنيا , وهذه المهمة يمكن أن نتعرف على ملامحها من بعض هذه الأدوات والغرائز التي غرسها الله فينا بفضله وقدرته...
فإذا وضعنا إنسانا وحيوانا في مقابل ظلم ما , نجد أن الإنسان يتأثر وينفعل للذي يراه بينما الحيوان لا ينفعل لهذا الظلم , فيحكم العقل بأنه يحب العدل مغروس فيه الإنتصار له مع كراهية الظلم ...
وينظر الإنسان إلى الشمس والقمر والنجوم , فيرى الشمس تخدم الإنسان في الضوء والدفء , وتخدم أيضا المخلوقات التي يحتاج لها الإنسان من نبات وحيوان , ولكن الإنسان يهلك ويموت والخادم مستمر في عمله , فكيف يموت السيد ويبقى الخادم معمرا ؟ يحكم العقل بأنه لابد من يوم آخر يكون فيه الإنسان هو الباقي والخادم فاني ومنتهي , وهذا اعتقاد عقلي بوجوب يوم آخر قبل الشرع...
يرى العقل نفسه موجودا في الإنسان متميزا به هذا الكائن , بينما أغلب المخلوقات لا عقل لها يساويه أو يقاربه و وإنما غرائز مثبتة فيها بحيث تستطيع أن تتحرك بناء على ما غُرس فيها , فتأكل وتشرب وتنام وتنكح وتفترس وتنتقم وتغضب وتحقد , ولكنها لا تضحك ولا تبكي ولا تتدبر ولا تتشرف بالعلوم الشرعية ولا تهتم بالعمران في الدنيا ... فهذه المميزات في الإنسان إنما هي لغاية , ليست لعبا ولا لهوا وإنما لمهمة تعلو مهمات باقي المخلوقات التي تساويه في الشهوات والغرائز ولكنه يفرق عنها في الجوهرة المسماة بالعقل ...
فإذا أهمل الإنسان عقله واهتم بغرائزه وعصى ربه صار أسوأ من الكلب النجس , لأن الكلب لا يعصي الله تعالى بينما الإنسان يعصي , وإذا أطاع ربه وعرف حقه وشكر فضله واستخدم عقله في التقرب إليه صار أفضل من الملائكة , لأنها لا شهوة لها لتغالبها بينما هذا الطائع له شهوة وقد غالبها حتى سيطر عليها وتمكن من أن يجعلها خادمة له مطيعة له معينة له على أداء وظيفته بنوع من الراحة والإرتياح...
يتبع إن شاء الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم آمين نحن وإياكم أخي الكريم ...
هو يحسب أن المسألة لعب ولهو , ويتناسون أخطر ما يلاقيه الإنسان في مستقبله وهو يوم الحساب و كما قال القرآن ( إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ) الآية , هو يوم ثقيل جدا على الكافرين غير يسير...
لا يتخيل أن يخرج من نعمته التي يتقلب فيها فتلسعه النيران على جلده الناعم ويضرب على وجهه وظهره بقضبان حديدية , وييشرب من نار مصهور ويعوم في صديد أهل النار ...
لو أراد العبرة فليذهب ليزور مستشفى الحروق وينظر إلى المصابين هناك كيف حالهم وكيف ينامون على فرش لينة معلقة لكونهم لا يقدرون على احتمال أن تمس جلودهم المحروقة شيء اثقل منه أو أشد خشونة...
نورت الصفحة يا أخي الكريم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله وحده وجزانا وإياكم أختنا الكريمة , يسعدني أن هناك فائدة وعسى الله يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما
.
فكيف نعرف وظيفة الإنسان من الظاهر أو من الأدوات التي حصل عليها واختلف فيها عن غيره , فالإنسان كما قال تعالى ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) الآية , فأعطانا ربنا أدوات لكي نستعين بها على مهتنا في الدنيا , وهذه المهمة يمكن أن نتعرف على ملامحها من بعض هذه الأدوات والغرائز التي غرسها الله فينا بفضله وقدرته...
فإذا وضعنا إنسانا وحيوانا في مقابل ظلم ما , نجد أن الإنسان يتأثر وينفعل للذي يراه بينما الحيوان لا ينفعل لهذا الظلم , فيحكم العقل بأنه يحب العدل مغروس فيه الإنتصار له مع كراهية الظلم ...
وينظر الإنسان إلى الشمس والقمر والنجوم , فيرى الشمس تخدم الإنسان في الضوء والدفء , وتخدم أيضا المخلوقات التي يحتاج لها الإنسان من نبات وحيوان , ولكن الإنسان يهلك ويموت والخادم مستمر في عمله , فكيف يموت السيد ويبقى الخادم معمرا ؟ يحكم العقل بأنه لابد من يوم آخر يكون فيه الإنسان هو الباقي والخادم فاني ومنتهي , وهذا اعتقاد عقلي بوجوب يوم آخر قبل الشرع...
يرى العقل نفسه موجودا في الإنسان متميزا به هذا الكائن , بينما أغلب المخلوقات لا عقل لها يساويه أو يقاربه و وإنما غرائز مثبتة فيها بحيث تستطيع أن تتحرك بناء على ما غُرس فيها , فتأكل وتشرب وتنام وتنكح وتفترس وتنتقم وتغضب وتحقد , ولكنها لا تضحك ولا تبكي ولا تتدبر ولا تتشرف بالعلوم الشرعية ولا تهتم بالعمران في الدنيا ... فهذه المميزات في الإنسان إنما هي لغاية , ليست لعبا ولا لهوا وإنما لمهمة تعلو مهمات باقي المخلوقات التي تساويه في الشهوات والغرائز ولكنه يفرق عنها في الجوهرة المسماة بالعقل ...
فإذا أهمل الإنسان عقله واهتم بغرائزه وعصى ربه صار أسوأ من الكلب النجس , لأن الكلب لا يعصي الله تعالى بينما الإنسان يعصي , وإذا أطاع ربه وعرف حقه وشكر فضله واستخدم عقله في التقرب إليه صار أفضل من الملائكة , لأنها لا شهوة لها لتغالبها بينما هذا الطائع له شهوة وقد غالبها حتى سيطر عليها وتمكن من أن يجعلها خادمة له مطيعة له معينة له على أداء وظيفته بنوع من الراحة والإرتياح...
يتبع إن شاء الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة عقل أخذها العرب من العقال وهو القيد الذي تربط به أرجل البعير
كأن العقل قيد يمنع الانسان من العبث كما يمنع العقال البعير الضخم من الهيجان ومن العبث بأرواح الناس ..
كذلك الملحد
يشبه البعير المجنون استطاع بقوة عناده ان يهرب من القيود العقلية فنطلق عابثا مستهترا بالحياة وبالدين و بالاخلاق والقيم ... وسيلقى جزاءه في جهنم مذموما مدحورا
رضي ربي عنك و أرضاك شكرا لك :وردة:
اللهم آمين نحن وإياكم أخي الكريم ...
هو يحسب أن المسألة لعب ولهو , ويتناسون أخطر ما يلاقيه الإنسان في مستقبله وهو يوم الحساب و كما قال القرآن ( إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ) الآية , هو يوم ثقيل جدا على الكافرين غير يسير...
لا يتخيل أن يخرج من نعمته التي يتقلب فيها فتلسعه النيران على جلده الناعم ويضرب على وجهه وظهره بقضبان حديدية , وييشرب من نار مصهور ويعوم في صديد أهل النار ...
لو أراد العبرة فليذهب ليزور مستشفى الحروق وينظر إلى المصابين هناك كيف حالهم وكيف ينامون على فرش لينة معلقة لكونهم لا يقدرون على احتمال أن تمس جلودهم المحروقة شيء اثقل منه أو أشد خشونة...
نورت الصفحة يا أخي الكريم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما شاء الله ما شاء الله شـ هالإبدآع و الإقنآع
،
أخر مشآركتين قمة ، إستفدت منهم جداً و ألهمتني فوق مآ تتصور يآ بو عمر
،
جزآك الله خير :وردة:
الحمد لله وحده وجزانا وإياكم أختنا الكريمة , يسعدني أن هناك فائدة وعسى الله يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما
.