`` ~~ روائح العقول ~~ ``

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
هل فعلا عرفنا الله بالعقل ؟ -٣ -

نستطيع من الظاهر أن نعرف وظيفة وعمل إنسان ما , فنراه يلبس معطف أبيض , ويضع على كتفيه سماعة أو يمسك بجهاز ضغط فنقول هذا طبيب , أو نرى إنسان يمسك بأدوات الرسم الهندسي قلنا هذا مهندس , أو يلبس بدلة عسكرية قلنا هذا عسكري وهكذا دواليك , هذا طيار هذا قبطان هذا عامل هذا كذا أو كذا...

فكيف نعرف وظيفة الإنسان من الظاهر أو من الأدوات التي حصل عليها واختلف فيها عن غيره , فالإنسان كما قال تعالى (
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) الآية , فأعطانا ربنا أدوات لكي نستعين بها على مهتنا في الدنيا , وهذه المهمة يمكن أن نتعرف على ملامحها من بعض هذه الأدوات والغرائز التي غرسها الله فينا بفضله وقدرته...

فإذا وضعنا إنسانا وحيوانا في مقابل ظلم ما , نجد أن الإنسان يتأثر وينفعل للذي يراه بينما الحيوان لا ينفعل لهذا الظلم , فيحكم العقل بأنه يحب العدل مغروس فيه الإنتصار له مع كراهية الظلم ...

وينظر الإنسان إلى الشمس والقمر والنجوم , فيرى الشمس تخدم الإنسان في الضوء والدفء , وتخدم أيضا المخلوقات التي يحتاج لها الإنسان من نبات وحيوان , ولكن الإنسان يهلك ويموت والخادم مستمر في عمله , فكيف يموت السيد ويبقى الخادم معمرا ؟ يحكم العقل بأنه لابد من يوم آخر يكون فيه الإنسان هو الباقي والخادم فاني ومنتهي , وهذا اعتقاد عقلي بوجوب يوم آخر قبل الشرع...

يرى العقل نفسه موجودا في الإنسان متميزا به هذا الكائن , بينما أغلب المخلوقات لا عقل لها يساويه أو يقاربه و وإنما غرائز مثبتة فيها بحيث تستطيع أن تتحرك بناء على ما غُرس فيها , فتأكل وتشرب وتنام وتنكح وتفترس وتنتقم وتغضب وتحقد , ولكنها لا تضحك ولا تبكي ولا تتدبر ولا تتشرف بالعلوم الشرعية ولا تهتم بالعمران في الدنيا ... فهذه المميزات في الإنسان إنما هي لغاية , ليست لعبا ولا لهوا وإنما لمهمة تعلو مهمات باقي المخلوقات التي تساويه في الشهوات والغرائز ولكنه يفرق عنها في الجوهرة المسماة بالعقل ...

فإذا أهمل الإنسان عقله واهتم بغرائزه وعصى ربه صار أسوأ من الكلب النجس , لأن الكلب لا يعصي الله تعالى بينما الإنسان يعصي , وإذا أطاع ربه وعرف حقه وشكر فضله واستخدم عقله في التقرب إليه صار أفضل من الملائكة , لأنها لا شهوة لها لتغالبها بينما هذا الطائع له شهوة وقد غالبها حتى سيطر عليها وتمكن من أن يجعلها خادمة له مطيعة له معينة له على أداء وظيفته بنوع من الراحة والإرتياح...

يتبع إن شاء الله


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة عقل أخذها العرب من العقال وهو القيد الذي تربط به أرجل البعير
كأن العقل قيد يمنع الانسان من العبث كما يمنع العقال البعير الضخم من الهيجان ومن العبث بأرواح الناس ..

كذلك الملحد
يشبه البعير المجنون استطاع بقوة عناده ان يهرب من القيود العقلية فنطلق عابثا مستهترا بالحياة وبالدين و بالاخلاق والقيم ... وسيلقى جزاءه في جهنم مذموما مدحورا

رضي ربي عنك و أرضاك شكرا لك :وردة:



اللهم آمين نحن وإياكم أخي الكريم ...

هو يحسب أن المسألة لعب ولهو , ويتناسون أخطر ما يلاقيه الإنسان في مستقبله وهو يوم الحساب و كما قال القرآن ( إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ) الآية , هو يوم ثقيل جدا على الكافرين غير يسير...

لا يتخيل أن يخرج من نعمته التي يتقلب فيها فتلسعه النيران على جلده الناعم ويضرب على وجهه وظهره بقضبان حديدية , وييشرب من نار مصهور ويعوم في صديد أهل النار ...

لو أراد العبرة فليذهب ليزور مستشفى الحروق وينظر إلى المصابين هناك كيف حالهم وكيف ينامون على فرش لينة معلقة لكونهم لا يقدرون على احتمال أن تمس جلودهم المحروقة شيء اثقل منه أو أشد خشونة...

نورت الصفحة يا أخي الكريم



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما شاء الله ما شاء الله شـ هالإبدآع و الإقنآع

،

أخر مشآركتين قمة ، إستفدت منهم جداً و ألهمتني فوق مآ تتصور يآ بو عمر

،

جزآك الله خير :وردة:



الحمد لله وحده وجزانا وإياكم أختنا الكريمة , يسعدني أن هناك فائدة وعسى الله يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما

.

 

جزاك اللــه خيــر أخـــي
الفاضــل أبـو عمــر على المواضيــع الطيبـــة

كلمــة ( إن اللــه عرفنــاه بالعقــــل ) دارجـــة بين عامة المسلمين وبكثــرة بسبب الجهـــل
والحقيقـــة عرفنــا اللـــه من خلال العقيــدة عقيدتنــا الصحيحــة السليمــة
أنه هو الخالق الرازق المحيي المميت
وله الأسمــاء الأسمــاء
وأن لا معبود بحق إلا اللــــه

وهذه مخلوقاته وعجائب قدرتـــه أبهرت العقــول وحيرت العبــاد
وآمنت به البشريـــة ممن أسلموا لــه وآمنوا بـــه
 

.. عصآمية *

عضو مخضرم

وينظر الإنسان إلى الشمس والقمر والنجوم , فيرى الشمس تخدم الإنسان في الضوء والدفء , وتخدم أيضا المخلوقات التي يحتاج لها الإنسان من نبات وحيوان , ولكن الإنسان يهلك ويموت والخادم مستمر في عمله , فكيف يموت السيد ويبقى الخادم معمرا ؟ يحكم العقل بأنه لابد من يوم آخر يكون فيه الإنسان هو الباقي والخادم فاني ومنتهي , وهذا اعتقاد عقلي بوجوب يوم آخر قبل الشرع...



فقرة تدعو للتأمل !!
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
هل فعلا عرفنا الله بالعقل ؟ -٤ -

كما سبق ظهر أن العقل لا يمكنه بحال من الأحوال أن يحيط بما لا ليس حدود مثل الخالق سبحانه , فهو يعرف الآثار ويتعامل مع المحسوس ويؤمن بما هو وراء المحسوس ولكن كيف له أن يقيس أو يعلم عن الذي ليس له حدود من زمان أو مكان ؟ نحن لنا حدود فنعرف الأمام والخلف والأعلى , ونعرف الماضي والمستقبل والحاضر , ولكن رب العالمين لا تحيط به هذه الحدود ولا يعرف إلا آثاره في الأرض أو بالإخبار عنه بطريق صحيح السند ...

أفضل العقول على وجه الأرض لم تصل إليه بغير الإخبار , فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في غار حراء - قبل نزول الرسالة عليه - في كل عام شهرا كاملا وهو شهر رمضان و يطعم الفقير ويتصدق ويختلي بنفسه وهو يتدبر أمر السماوات والأرض , متلهفا إلى المعرفة بخالق الكون إلا إنه صلى الله عليه وسلم لم يصل إليه بعقله , وقد ثبت أن عقل النبي صلى الله عليه وسلم في كل الجوانب البشرية قد فاق أعتى العقول حتى وصفوه من وضعوا العظماء بأنهم أعظمهم وهذا في الكتاب المشهور العظماء مائة...

لم يمكن لهذا العقل الجبار أن يصل إلى الله تعالى حتى نزل جبريل عليه السلام وبدأ الوحي والإخبار عن الله تعالى , وحتى إبراهيم عليه السلام الأمة والخليل لم يهتدي إلى الله تعالى بعقله , وكل المسلمين يعرفون قصة النجوم والكواكب التي جلس أمامها ابراهيم عليه السلام يقول هذا ربي هذا أكبر والآيات معروفة , وإن كان هذا إستدلال عقلي صحيح بأن يحكم باستحالة الألوهية على ناقص يأفل أو يغيب أو يصغر أمام ما هو أكبر منه إلا إنه لم يصل إلى الله تعالى بعقله...


بل أثبت القرآن الكريم ان الله تعالى هداه إلى الرشد فقال سبحانه ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ) الآية , وقد استغل ابراهيم عليه السلام هذا العقل الكبير في إثبات التوحيد عندما هجم على التماثيل وهدمها وعلق الفأس على كبيرهم , حتى إذا رأى الناس هذا , علموا أن هذه أصنام لا تنفع ولا تضر وأن كبيرهم لم يمكنه من أن يمنع عنهم الأذى فضلا عن الإستهزاء به بتعليق الفأس على كتفه , فأي إله هذا ؟ ولهذا وصل إلى هذه النتيجة آزر عندما وقع إبراهيم في النار ليقتلوه على فعلته بآلتهم الصماء , ورآه وقد تحلل من قيوده وبقي في النار سالما معافا فقال ( نعم الرب ربك يا إبراهيم ) , رب يحمي وأرباب متفرقون يهدم بعضهم أمام بعض ولا يتحرك أحد من مكانه لينصر نفسه .... ما هذا الهراء العقلي !!!

وقال عبد الله بن رواحة ( والله لولا الله ما هتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا ) , وورد عن ذو النون المصري أنه قال ( عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي )

معرفة الله تعالى لا تتحصل بالعقل إلا في الإطار الذي ذكرناه من قبل , ولو تدبر الإنسان واعتكف ونظر وعصر عقله عصرا ما أمكنه من أن يزن ماء البحار ولا الجبال ولا أن يعرف عدد حبات الرمال ولا المجرات والنجوم والكواكب , فكيف له أن يعرف خالق هذا الكون العظيم ؟

إن المسافة من أقصى نجم في مدتنا إلى أقصى نجم في المقابل تعادل تسعين ألف سنة ضوئية و والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في حوالي ٣.٢٦ عام , وسرعة الضوء تعادل ١٠٠٠٠٠ كيلومتر في الثانية الواحدة , فاحسب كم تساوي هذه المسافة ثم اعرف حجم جزء بسيط من السماء التي نعيش فيها و ثم ارجع البصر مرة ثانية إلى نفسك وتأمل كم هو صغير وضئيل حجم الإنسان مقارنة بالأرض التي هي لا تساوي شيئا امام حجم الشمس أو المجموعة الشمسية أو المجرة او المجرات العظيمة التي نسعى فيها...

العقل يحتاج إلى تهيئة كبيرة جدا لكي يفهم هذه الأمور أو يحاول أن يتخيل ولو جزءا بسيطا للغاية من حقيقتها , فكيف إذا يفهم ما وراء ذلك ؟ ربما نكون مثل الذر على سطح مكتب , فإذا كان سكح جسم الإنسان فيه ما يزيد على مائة ألف مخلوق أو أكثر كثيرا لايراه الإنسان بعينه فكيف هو حالنا على الحقيقة ؟


العقل يحكم بوجوب أن يكون هناك حكمة أعلى من عقل الإنسان يرجع إليها , فعقول الناس جميعا تتفاوت وتختلف ولا تصل إلى الغاية الكبيرة , ومهما كبر العقل أو تمكن في فنه فإنه يخطئ فيلزم أن يكون هناك مرشد أو رسول يعلم الناس كيف هو السير هو الحق والصواب وإلا ضل الناس وضاعوا وهلكوا في أودية الفكر والفلسفة , ولو كان هذا لصار الخلق عبثا وما كان منه غاية ولا هدف أبدا , فترك الخلق هملا بغير هداية سماوية أو رسالة معصومة إنما هو من قبيل اللهو واللعب وحاشا ذلك على الخالق سبحانه الذي أحسن خلق الإنسان وجعله مبهرا يعيش في كون مبهر , فما هو المطلوب منه وكيف هو السبيل إلى تحقيقه ؟ يتبع إن شاء الله


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جزاك اللــه خيــر أخـــي
الفاضــل أبـو عمــر على المواضيــع الطيبـــة

كلمــة ( إن اللــه عرفنــاه بالعقــــل ) دارجـــة بين عامة المسلمين وبكثــرة بسبب الجهـــل
والحقيقـــة عرفنــا اللـــه من خلال العقيــدة عقيدتنــا الصحيحــة السليمــة
أنه هو الخالق الرازق المحيي المميت
وله الأسمــاء الأسمــاء
وأن لا معبود بحق إلا اللــــه

وهذه مخلوقاته وعجائب قدرتـــه أبهرت العقــول وحيرت العبــاد
وآمنت به البشريـــة ممن أسلموا لــه وآمنوا بـــه


جزانا وإياكم أخي الكريم , هي كلمة دارجة فعلا فيها جزء صحيح وأغلبها خطا , والمشكلة في استخدام هذه الجملة كأنها أصل ينطلق منه الإنسان , فإذا سمع الشرع يتحدث في مسألة وأراد أن ينكرها قال ( الله عرفناه بالعقل ) إذا لا يصح أن يكون هذا كذا أو كذا...

نحتاج إلى تصحيح المفاهيم وتصحيح أصولنا لكي نصل إلى نتيجة صحيحة والله المستعان , نورتنا يا السنعوسي الحبيب


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقرة تدعو للتأمل !!

من أجمل كلام الشيخ الزنداني حفظه الله تعالى وهو يستدل على الإيمان باليوم الآخر من العقل الصحيح , ولا أذكر اسم المحاضرة الآن لكوني انتفعت بهذا الكلام من زمان طويل...

.


 

.. عصآمية *

عضو مخضرم


أفضل العقول على وجه الأرض لم تصل إليه بغير الإخبار , فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في غار حراء - قبل نزول الرسالة عليه - في كل عام شهرا كاملا وهو شهر رمضان و يطعم الفقير ويتصدق ويختلي بنفسه وهو يتدبر أمر السماوات والأرض , متلهفا إلى المعرفة بخالق الكون إلا إنه صلى الله عليه وسلم لم يصل إليه بعقله , وقد ثبت أن عقل النبي صلى الله عليه وسلم في كل الجوانب البشرية قد فاق أعتى العقول حتى وصفوه من وضعوا العظماء بأنهم أعظمهم وهذا في الكتاب المشهور العظماء مائة...

لم يمكن لهذا العقل الجبار أن يصل إلى الله تعالى حتى نزل جبريل عليه السلام وبدأ الوحي والإخبار عن الله تعالى , وحتى إبراهيم عليه السلام الأمة والخليل لم يهتدي إلى الله تعالى بعقله , وكل المسلمين يعرفون قصة النجوم والكواكب التي جلس أمامها ابراهيم عليه السلام يقول هذا ربي هذا أكبر والآيات معروفة , وإن كان هذا إستدلال عقلي صحيح بأن يحكم باستحالة الألوهية على ناقص يأفل أو يغيب أو يصغر أمام ما هو أكبر منه إلا إنه لم يصل إلى الله تعالى بعقله...



كلام جميل ،

لكن الله عرفناه بالعقل مو بالضرورة القصد منهآ معرفة الله كمآ نعرفه من القرآن و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم بـ صفاته و أسمائه الحسنى ،

القصد إن المتأمل يدرك أن هناك إله للكون

يدرك وجود الله بالتفكر ، يدرك أن هنآك عظيم هو صنع ما صنع و من صنع

،

يعني لمآ آلوآحد يلحقه شك بالله ، فقط فـ ليتبصر بـ نفسه ، فـ يعرف أن هذآ لم يكن من العدم و لم يكن مجرد شيء عشوائي !!

،

طبعاً لن نتوصل لـ طريقة العبادة و الصفات و الأسماء

لكن نتوصل أن هناك إله بالعقل ،

و إلآ شرآيك يآبو عمر
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
العقل والطريق إلى الله - ١ -

عندما ينظر العقل في الأفكار الموجودة في الدنيا يجد أن الغالب الأعم منها إلا الشاذ النادر يؤمنون بالله تعالى على اختلاف هذه الصور , وكل الناس عندما يرون شيئا جميلا يقولون ( الله ) باختلاف اللغات , والشيطان رمز القبح والفساد في أذهان الناس جميعا , وإذا أرادوا أن يدعوا ربهم رفعوا أيديهم أو أنظارهم إلى السماء ولم ينظروا في الأرض أو على اليمين أو على اليسار ...


ولو سألتهم عن الله لأجابوا جميعا بجواب فطري طبيعي من كونه سبحانه قوي وكبير وعليم وسميع وبصير , ولكنه لا يأكل ولا يشرب كما نفعل نحن ولا يتزوج , وهذه أجوبة تجدها من أي إنسان بقيت فطرته على صحتها سواء كان في شمال أوروبا أو في صحراء أفريقيا , على اختلاف المناهج والأفكار سواء كانوا يعبدون بقرا أو حجرا أو شجرا أو شمسا أو قمرا أو إنسانا مخلوقا أو أي صورة أنزلها الإنسان في عقله...

حتى أهل اليابان وهؤلاء الذين يعتقدون بوجود أرواح في السماء ترعاهم , فإنهم اتفقوا مع غالب الناس على وجود خالق أو قوة عظيمة خلقتهم وخلقت الكون ولكنهم اختلفوا على صورتها وعلى الواطسة بينه وبينهم , فبينما يرى الموحدون أنه لا واسطة بين الإنسان وبين الله , يرى غيرهم قياسا على الدنيا أنه لابد من وجود واسطة سواء كان نبي أو رجل صالح أو قطعة منه أو من شيء مسه بيده أو قبر أو غير ذلك....

العقل عندما ينظر في هذه الأفكار التي تدعو نفسها مؤمنة وأنها على طريق الله تعالى , يخلص بنتائج لا يخالفه فيها عقل آخر صحيح , فلو أخذنا مثلا عبادة البشر للمخلوقات والحيوانات , فلا يمكن لعقل سليم أن يستقبل هذا الكلام بطريقة صحيحة أو سليمة أبدا , فكيف لمخلوق أن يعبد ما هو أضعف منه في كل شيء !! إن البقر يركبه الإنسان ويسيره ويتحكم فيه ويذبحه ويأكله , فكيف يمكن لعقل أن يعبد ما هو أدنى منه مرتبة وأضعف منه قوة وأقل حيلة ؟ لا شيء يستفيده الإنسان من هذه العبادة أو هذا التقديس البتة من ناحية العقل فضلا عن رفض العقل لأن يكون الخالق تحت الحواس التي هي نفسها لا تعرف كيف تقيس أمورا أخرى مخلوقة , فتصير الروح مثلا أعلى ذكاء من الخالق الذي ظهر وأمكن للعقل أن يراه ويتأمله بينما أفلتت الروح من ذلك....

إن أي عقل يعلم أن القوة التي يطمئن إليها هي القوة التي تمنع صاحبها أولا ثم تمنع من يتولاها , فإذا أراد شعب صغير أن يحقق أمنا فإنه لابد وأن يلجا إلى قوة معينة تحميه ويعقد معها تحالفات , فلا يلجأ إلى دولة أضعف منه وأقل عددا وسلاحا وتقدما وخبرة لكي يحقق هذا الأمن , هذا مناقض للعقل غير مقبول , فالإطمئنان إلى القوة تنبع من إنبهار العقل بهذه القوة واعتقاده بأنها تحميه من غدر الأعداء والأصدقاء , وهكذا يركن العقل إلى الركن القوي الكبير , فكيف يقفل عقلا أن يكون اعتماده على بقرة أو حشرة أو حجرا ؟ هذا عقل لا يسير في الإتجاه الصحيح أبدا


يتبع إن شاء الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلام جميل ،

لكن الله عرفناه بالعقل مو بالضرورة القصد منهآ معرفة الله كمآ نعرفه من القرآن و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم بـ صفاته و أسمائه الحسنى ،

القصد إن المتأمل يدرك أن هناك إله للكون

يدرك وجود الله بالتفكر ، يدرك أن هنآك عظيم هو صنع ما صنع و من صنع

،

يعني لمآ آلوآحد يلحقه شك بالله ، فقط فـ ليتبصر بـ نفسه ، فـ يعرف أن هذآ لم يكن من العدم و لم يكن مجرد شيء عشوائي !!

،

طبعاً لن نتوصل لـ طريقة العبادة و الصفات و الأسماء

لكن نتوصل أن هناك إله بالعقل ،

و إلآ شرآيك يآبو عمر


طبعا موافق أختنا الكريمة , وهذا هو ملخص ما سبق بطريقة مختصرة مفيدة , فهناك حدود لمعرفة الله تعالى اعتمادا على العقل فقط , ولكن ما بعد هذا الحاجز لا يمكن للعقل أن يتقدم في قياس الغير محسوس ...

أحسنتم أختنا الكريمة

.

 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
العقل والطريق إلى الله - ٢ -

إتصالا بما سبق أكمل هذه النقطة , فإن العقل عندما ينظر إلى العقائد المتواجدة على الساحة والتي دخلتها أيدي التغيير , يكتشف أن كل عبث قد أخرجه من صفته المنطقية إلى أخرى غير منطقية , فالعقيدة اليهودية التي دخل عليها التحريف جعلها تنتج إنتاجا عنصريا عجيبا , جمع بين ضعف الإله - والعياذ بالله - من جهة وبين العنصرية في التعامل , فيكون شعب الله المختار هم اليهود حتى لو أذنب أو عصى , وهذا لا يرجع إلى كونهم موحدين أو غيره وإنما إلى نسب الدماء فقط , بينما العدل يقتضي أن الإنسان يحاسب على أعماله وافعاله واعتقاداته لا عن دماءه التي لم يتدخل فيها بعمل أو اجتهاد....

بل في الحقيقة إنه كلما كان نسب الإنسان إلى العظماء والفضلاء أقرب كما كان عليه مسئولية في القيام بواجبات الإصلاح , فالقانون يطبق على المواطن إذا سرق مثلا , ولكنه يكون أشد إذا كان هذا المواطن ضابط شرطة مسئول عن تنفيذ القانون , وهذا يعني أن الشريف عليه مسئولية أكبر من العادي فكيف انقلب هذا في الفكر اليهودي إلا أن يكون محرفا ؟؟؟

وفي العقيدة النصرانية نجد أن الله تعالى عبارة عن " أسرة " أب وابن روح قدس , وهذا مناقض تماما لما يقره العقل من كون الذي خلق يجب أن يكون أعظم من المخلوق وإلا صار المخلوق ندا له أو أعلى منه وهذا باطل عقلا , وهو يناقض ايضا كون العقل يشابه المخلوق بالخالق لكي يصل بفكره إليه وهذا يدخله في حيز العقل وهو باطل كما قدمنا من قبل ...

فضلا عن أن كون نظرية تعدد الآلهة أيضا باطلة , فالعقل يحكم بأن الإله كامل في صفاته وقدراته , وهذا يعني أنه قوي لا يهزم , عليم لا يخفى عليه شيء , مدرك لكل الأشياء ولا تدركه الأشياء وإلا فإن أي شيء يكون مدركا له فقد صار ندا له , فكيف يكون الحال بين آلهة ثلاثة ؟ واحد أقوى من الثاني أم كلهم في نفس القوة ؟ لو كانوا جميعا في نفس القوة فمن الذي خلق ؟ لابد أن أحدهما بدأ الخلق والآخر عاونه , وهذا يعني أن المعاون أضعف من المعاوَن , ولأدى ذلك أيضا أن الذي خلق كان محتاجا لغيره لكي يساعده وبهذه الصور جميعا تنتفي صفة الكمال ....

فالكمال يستدعي عدم النقص في أي شيء , فالإنسان ناقص فيحتاج إلى أن يأكل ويشرب وينام لكي يكمل حياته , ويحتاج إلى أن يتعلم ليعرف ويفهم , ويحتاج إلى غيره لكي يقوي نفسه وشوكته , وهكذا وهذه من صفات نقص الإنسان , واما الله تعالى فهو كامل في كل شيء فلا يجوز أن يكون في الصورة التي وضعها النصارى له أو أي صورة أخرى من تشبيه أو تمثيل ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأما العقيدة الإسلامية فلا تتناقض في العقل , بل في الحقيقة هي الموافقة للمنطق الصحيح , فالله سبحانه هو الخالق وهو موجود حي ولكنه ليس كحياتنا وليس كوجودنا , وهو يتصف بصفات الكمال والقوة فلا تدركه الأبصار ولا العقول وإلا صارت قدرته أقل من قدرة العقول , وإنما عظمته من خفاءه الكامل عن محسوسات الإنسان إلا بآثاره فقط التي دلل عليها سبحانه وعرفنا عن نفسه بواسطتها , ولولا هذا لصار الغير محسوس محسوس والغير مدرك مدرك ولأمكن للعقل أن يصف نفسه بالألوهية ولامكنه أن يدعي الخلق ولم لا وقد صار في إمكانه أن يعرف ذات الله تعالى بنفسه بغير وحي ولا خبر....


العقيدة الإسلامية من توحيد الله تعالى لا تتناقض في العقول الصحيحة , لأنه سبحانه عادل مع الناس جميعا حتى الكافر يعطيه على قدر اجتهاده ولا يحرمه من نتية عمله لأنه غير مؤمن , فينزل المطر على أرض الكافر والمؤمن على السواء , وتضرب الزلازل والبراكين أرض الموحدين والكافرين والمشركين كلهم على سواء , فالبلاء والنعم والخيرات متساوية بين الناس ولكن على اختلاف وتنوعها ....


يتبع إن شاء الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الله يعطيك العافية ، متآبعين ،


آمين , نحن وإياكم أختنا الكريمة

.
 

ولد وايل

عضو مخضرم
يا حبيبي يا بوعمر .. عسى المانع خير .. من شهر سبعه الموضوع واقف ..

وبالنسبة لحجة العقل على البشر .. لا شك بها .. فالله سبحانه وتعالى قد أنعم على لانسان بنعمة العقل عن سائر الدواب الأخرى .. وجعلها حجة عليهم يوم القيامة .. فمن لا يعقل .. فمابه "" طب "" :)

الله يجعلنا واياكم من العقلاء :)
 

نسج الورود

عضو مخضرم


العقل مدرك للأحكام وليس بحاكم فأنى لذا جاء الشرع عقل ونقل لا الرون لأحدهما دون الآخر

جزاك الله خيرا شيخنا أبو عمر

كم استفدت من قلمك الزاخر بالفائدة وحججك الداحضة للباطل

رعاك الله وننتظر اكمال الموضوع

الله معك وحفظك الله
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
يا حبيبي يا بوعمر .. عسى المانع خير .. من شهر سبعه الموضوع واقف ..

وبالنسبة لحجة العقل على البشر .. لا شك بها .. فالله سبحانه وتعالى قد أنعم على لانسان بنعمة العقل عن سائر الدواب الأخرى .. وجعلها حجة عليهم يوم القيامة .. فمن لا يعقل .. فمابه "" طب "" :)

الله يجعلنا واياكم من العقلاء :)



المانع خير والحمد لله خفت الأحوال قليلا , جزاكم الله خيرا على مشاركتك وعسانا نكمل مرة ثانية إن شاء الله أخي الكريم

...
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
أبشرك وأبشر الأخوان أبو عمر بخير ولله الحمد لكنه مشغول حاليا مع الأحداث الجارية في مصر



الله يكرمك يا مطوعنا وجزاك الله خيرا على دوام سؤالك , عسى الله يجعلك من الفائزين الغانمين في الدنيا والآخرة

..
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس


العقل مدرك للأحكام وليس بحاكم فأنى لذا جاء الشرع عقل ونقل لا الرون لأحدهما دون الآخر

جزاك الله خيرا شيخنا أبو عمر

كم استفدت من قلمك الزاخر بالفائدة وحججك الداحضة للباطل

رعاك الله وننتظر اكمال الموضوع

الله معك وحفظك الله



الله يحفظكم ويحفظ كل أخواتنا الكريمات , وعسى الله يجعل في كلامنا فائدة وخير إن شاء الله...

بارك الله بكم أختنا الكريمة

..
 
أعلى