اكثر ما سائني بهذه الانتخابات هو تأخر مركز استاذ القانون الدكتور ثقل العجمي الذي حصل مع الاسف على المركز 26 بحوالي 3000 صوت فقط في دائرة كبيرة كالدائرة الرابعة , أي بفارق 4000 صوت عن المركز العاشر .
الدكتور ثقل العجمي صاحب طرح لا يختلف كثيرا عن طرح صديقه وزميله الدكتور عبيد الوسمي بل ويتميز على الدكتور عبيد بصفته الهادئة , الا أن الدائرة وبالرغم من سقوط واحدة من فرعياتها الا أن الثقل القبلي واضح تأثيره من هذا الفارق بالاصوات .
أن لا ينجح استاذ في القانون بمقابل نجاح إمام مسجد مثلا , او قبيض خاض الفرعية كالخنفور وغيرهم فهي طامة وتعبر عن استمرار التعصب القبلي حتى لو غابت الفرعيات .
شخصيا مستاء من رقم العجمي ولكني فرح بأننا كسبنا رجل راهن على المبدأ وترك وراءه فرصة النجاح الاكبر في الدائرة الخامسة , وعزز هذا الرأي بإنشغاله في بعض الأيام عن الحملة الانتخابية بمتابعته وبجهوده في موضوع الدفاع عن معتقلي تجمعات البدون .
شكرا دكتور ..
---------------------
قبل اكثر من عام او ربما اثنين , تحدث الدكتور عبيد الوسمي بأحد لقاءاته في الوطن عن قضية قانونية معينة , وفي حواره ذكر بأنه ليس بسياسي وانما هو رجل قانون فني ولا يتحدث الا من هذا المنطلق .
ومن الواضح بطريقة الخطابة للدكتور عبيد حداثة عهده بالسياسة بمقابل ثقته بنفسه في جانب أداءه القانوني , وشخصيا الاحظ نفس اندفاعي في الطرح السياسي للدكتور عبيد وحماسة خطابية زائدة عن اللزوم , والدكتور يجب أن ينتبه الى امرين ..
1- الدكتور مرشح لأن يحظى بمكانة مميزة عند الناس اكثر من التي حصل عليها في الانتخابات , وهي مكانة شبيهة بمكانة الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي الذي يعتبر هو اكثر من حاز على ثقة الناس لطرحه القانوني والدستوري البعيد عن أي تأثير سياسي , تماما كما هو الحال عند الحديث عن الدكتور محمد المقاطع ورأيه الدستوري المسيس بإتجاه حدس دائما وأبدا , ولم يحصل بأن طرح رأيا دستوريا مخالف للموقف الحدسي أبدا , مما جعل الفصل عند الفيلي لسنوات طويلة مع التقدير لمكانة المقاطع , وبالتالي فإن الدكتور عبيد عليه أن يفصل بين الموقف السياسي وبين الرأي الفني ليحافظ على مصداقيته التي ستحافظ على ثقتنا كمواطنين في رأيه الفني.
2- الدكتور عبيد الوسمي , بات له ثقل وتأثير شبابي كبير يتعدى الدائرة الرابعة والرقم الانتخابي الذي حققه فيها , وبالتالي عليه فعلا أن يكون حريص بالتعامل مع الشباب , فالحكمة يجب أن تكون هي العنوان , وزمن الخطابات الحماسية قد ولى ولم يعد له مكان الا في الجنوب اللبناني وفي كوبا وبالدول والمناطق الاخرى في العالم ذات المستوى السياسي المشابه , والدكتور بات نائبا في البرلمان وبيده صلاحية التشريع والرقابة ولديه تحالفات الاغلبية , وبالتالي عليه أن يكون حريصا بالتعامل مع النفوس الشابة المتمردة بطبيعتها مما قد يقودنا الى نقطة اللا عودة .