البهائية

طالب علم

عضو فعال
من كتاب البهائية


الدكتور طلعت زهران السكندري


مقدمة


رفعت عائلة بهائية مصرية قضية لدى محكمة القضاء الإداري اشتكت من إجبار ضباط مصلحة الأحوال الشخصية أفرادها على تسجيل ديانتهم كمسلمين في هوية الأحوال المدنية ورفض تسجيلهم كبهائيين . وقد حكمت المحكمة في جلسة يوم الثلاثاء 4-4-2006 ، برئاسة القاضي فاروق عبد القادر بحق العائلة بتسجيل ديانتها كما تشاء ، وبحق البهائيين في تسجيل ديانتهم في أوراقهم الرسمية ومنع إجبارهم تسجيل أنفسهم مسلمين . والطلب من وزارة الداخلية تثبيت ذلك في أوراقهم الرسمية . ويترتب على هذا إثبات صفة «بهائي» في خانة الديانة بالوثائق الرسمية ، والسماح بعودة المحافل البهائية التي أغلقها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1960م .

وأشادت المنظمة المصرية بالقرار ووصفته بـ" انتصار حقيقي لحرية الدين والمعتقد التي يكفلها الدستور واتفاقيات حقوق الإنسان ". وكانت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية قد طالبت الحكومة المصرية مرات عديدة بإلغاء التمييز ضد البهائيين ، باعتباره انتهاكاً للعهود الدولية لحقوق الإنسان.
وقد رفض علماء أزهريون القرارَ ، وأكدوا أنه يمثل انتكاسةً قضائيةً يجب التراجع عنها فورًا ؛ لأن الإسلام لا يعترف بالبهائية ، وهي ديانةٌ وضعيةٌ أَلصقت نفسها بالإسلام . كما أن الحكم يخالف الدستور المصري ، الذي ينص على أن الدين الرسمي للدولة المصرية هو الإسلام . كما انتقد الدكتور عبد المعطي بيومي- عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر- هذا الحكم أيضًا ، وقال: إن ما أقدمت عليه محكمة القضاء الإداري يخالف قواعد الدين الإسلامي ومبادئ الشريعة ، وأضاف أنه رغم أن الإسلام أتاحَ الحريةَ في اعتناق الديانات ، فمن شاء أن يؤمن فليؤمن ، ومن شاء أن يكفر فليكفر... إلا أن هذا لا يُبيح لمحكمة أن تُصدر قرارًا يَعترف بديانةٍ ليست موجودةً من الأصل ولم تنزل بها رسالةٌ من السماء .
تعريف البهائية:
ديانة منحرفة أسستها طائفة خرجت في إيران ، جعلت لها كتاباً بدل القرآن سموه: البيان , وكتابا آخر اسمه: الأقدس , وهم يعتقدون أن البيان والأقدس أفضل من القرآن، وإنهما ناسخان له , وأن قول الله: {خَلَقَ الأِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن:3-4]، أي: علَّمه كتاب الميرزا البهائي الذي ألفه, ومقرهم في عكا ، ولهم انتشار في الولايات المتحدة وغرب أوروبا.
وقد اتفق علماء المسلمين على تكفيرهم, وكذلك كفرهم علماء الروافض في عصرهم.

:: وقد انشقت البهائية عن البابيةِ الضَّالة المنحرفة لتصبح ديناً مستقلا ::

تعريف بالبابية:
تأسست البابية في إيران على يد الميرزا "علي بن محمد رضا الشيرازي"، الذي ظهر حوالي سنة 1817م بكربلاء في العراق. وهو رجل مجهول الأصل والمولد والمنشأ. ويذكر بعض الباحثين أن الذي أظهر البابية هو قسيس نصراني - ادعى أن اسمه كاظم الرشتي - ورشت قرية من قرى إيران بالرغم من أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئًا. وقد استغل من مبادئ الشيعة الإثني عشرية فكرة الغائب بالسرداب المنتظر فعمل على إيجاد شخص يضفي عليه هذا اللقب؛ ليصل بواسطة هذا الباب إلى كل ما يريد. وقد ادّعى أن الشخص الجديد هو باب الله، وروّج له الروس على أنه هو المهدي المنتظر، ثم وصل به الحال إلى ادعاء النبوة والرسالة مستغلا هو وأصدقاؤه من الروس جهل الناس بأحكام الإسلام.
واتخذ الرشتي لنفسه مجلسًا، واستطاع أن يستميل إليه بعض ذوي النفوس المنحرفة والقلوب المريضة وجعلهم تلاميذ له. وكان من أخبث هؤلاء رجل يقال له : حسين البشروئي - من بشرويه إحدى قرى خراسان أضفى عليه المدعو كاظم الرشتي لقب كبير التلاميذ واختاره ليكون المنفذ الحقيقي لهذه المؤامرة البشعة ولقبه باب الباب.
ومن أخطر هؤلاء التلاميذ امرأة أصلها من الشيعة الإثني عشرية كانت تسمى فاطمة بنت صالح القزويني ، كانت بارعة الجمال فلقبها أبوها بلقب زرين تاج ؛ لأنها كانت ذات شعر ذهبي . زوجها أبوها وهي صغيرة من ابن عم لها، فنفرت منه وانفصلت عنه واتصلت بكاظم الرشتي بالمراسلة ، ونشط هو في مكاتبتها ؛ إذ وجد فيها ضالة منشودة له. ولقبها في رسائله لها بأنها : قرة العين: ودعاها إلى ترك قزوين والحضور إلى كربلاء غير أنه هلك قبل وصولها إليه. وما أن وصلت إلى كربلاء حتى تلقفها حسين البشروئي وبقية تلاميذ الرشتي. وقد صارت أجرأ هؤلاء التلاميذ على إعلان الخروج على الإسلام والدعوة إلى الشيوعية في النساء ، ولما أخذت تطبق هذا الأمر علنًا مع بعض تلاميذ الرشتي أطلقوا عليها لقب الطاهرة. وكان من بين تلاميذ الرشتي شاب يقال له علي محمد الشيرازي ، المولود بشيراز عام 1819م، وقد توفي والده وهو صغير فكفله خاله علي الشيرازي ، ثم رحل به خاله إلى ثغر (بو شهر) على ساحل الخليج في مقابلة الكويت وافتتح له متجرًا هناك وقد لاحظ خاله أنه بدأ ينحرف عن مذهب الإثني عشرية وقد أصابته لوثة عقلية كانت تعتريه في بعض الأحيان فرأى خاله أن يبعثه إلى كربلاء وسنه إذ ذاك عشرون عامًا فبصر به بعض تلامذة الرشتي وحملوه إلى أستاذهم الذي أخذ يوصي إليه بقرب ظهور المهدي ويدس له من يملأ نفسه بأنه الباب.
ولما مات الرشتي توجه إلى شيراز فأقام حسين البشروئي (قرة العين) مقام الرشتي في التدريس لتلاميذ الرشتي بكربلاء وكانت قد اصطفت لنفسها من بينهم رجلاً قوياً يقال له محمد علي البارفروشي ولقبوه القدوس .
وقد توجه البشروئي إلى شيراز ولحق بعلي محمد الشيرازي وأخذ يستغل سذاجة هذا الشاب وغروره فواصل الاجتماع به وأوهمه أنه يوشك أن يكون له شأن وأنه علم من شيخه الرشتي الإشارة إلى أن علي محمد الشيرازي يمكن أن يكون هو الباب وأن البشروئي هو باب الباب ولم يزل به حتى أعلن هذا الشاب المغرور في شيراز أنه باب المهدي. وسارع حسين البشروئي ؛ ليبشر بقية التلاميذ بظهور الباب وأعلن أنه هو باب الباب .
وقد ظهر أن وراء هذه العصابة الجاسوس الروسي " كنياز دالكوركي" ، الذي كانت وظيفته الظاهرة مترجماً بالسفارة الروسية في طهران، تظاهر أنه اعتنق الإسلام وأخذ يلازم مجلس كاظم "الرشتي " ويغرس هذه الشجرة الملعونة في أرض الأمة الإسلامية وقد لعب دورًا خطيرًا في ضم مجموعة من الرجال إلى هذه العصابة ؛ إذ جلب لها رجلاً يقال له: حسين علي المازندراني والمولود بطهران عام 1233هـ ، وقد أوصى إليه هذا الجاسوس بعد ذلك بدعوى الألوهية والتلقب بالبهاء. واستعمله مخلب القط لكل ما يريد. كما ضم إلى هذه العصابة يحيى المازندراني الأخ غير الشقيق لحسين علي ولقبه بعد ذلك بصبح الأزل .
رغم انضمام "حسين علي" لدعوة "الباب الشيرازي". فإن الأخير لم يعتبره من "حروف حي" وهم الأشخاص الذين يشكلون صفوة الزعامة لدعوة البابية الضالة ؛ ما دفع "حسين علي" إلى الحقد على "الباب" وتحين الفرص للانشقاق وهو ما حدث بالفعل.
ويقول هذا الجاسوس الروسي في مذكراته التي نشرت في مجلة الشرق "السوفيتية" سنة 1925م: "والخلاصة أني خرجت حسب الأمر في أواخر سبتمبر إلى العتبات العاليات وفي لباس الروحانية باسم "الشيخ عيسى اللنكراني". ووردت كربلاء المقدسة.
ويقول: وكان بقرب منزلي طالب علم يسمى السيد علي محمد من أهل شيراز صادقته بحرارة ، وكان يضيفني وكنا نشرب الحشيش. ثم يستمر هذا الجاسوس في مذكراته فيقول: سأل طالب تبريزي يوماً السيد كاظم الرشتي في مجلس تدريسه فقال : أيها السيد: أين صاحب الأمر الآن؟ فقال السند: أنا ما أدري ولعله هنا ولكني لا أعرفه.
ثم يشرح الجاسوس كيف حاول باستمرار الإيحاء إلى علي محمد رضا هذا أنه هو المنتظر إلى أن أقنعه بذلك بواسطة حسين البشروئي فأعلن أنه الباب.
ويصف الجاسوس نصائحه إلى هذا الباب فيقول له: إن الناس يقبلون منك كل ما تقول من رطب ويابس ويتحملون عنك كل شيء حتى ولو قلت بإباحة الأخت وتحليلها للأخ فكان السيد يصغي ويستمع ، فطفق كل من الميرزا حسين علي- البهاء- وأخوه الميرزا يحيى - صبح الأزل - والميرزا رضا علي - الباب - ونفر من رفقتهم يأتونني مجدداً ولكن مجيئهم كان من باب غير معتاد للسفارة.
أعلن علي محمد الشيرازي بتشجيع حسين البشروئي وتدبير الجاسوس الروسي أنه الباب إلى الغائب الذي بالسرداب، ثم توجه من شيراز إلى بو شهر مختفياً. وأخذ البشروئي يذيع أنه رأى الباب بعينه وأخذ يدعو الناس إلى متابعته وأطلق على من تبعه اسم (البابية) ثم لم يلبث البشروئي أن حوله من باب المهدي إلى المهدي نفسه وأطلق عليه "قائم الزمان" وانضم إليه في ذلك رجل يقال له محمد علي البارفروشي وآخرون بلغ عددهم سبعة عشر رجلا ًوامرأة وهي الملقبة لديهم بقرة العين وتوجهوا إلى بو شهر واجتمعوا بزعيمهم الجديد ( الباب ) وصاروا معه تسعة عشر شخصاً. فلذلك قرر أن يجعل عدة الشهور تسعة عشر شهراً والشهر تسعة عشر يوماً واعتبر اليوم الذي أعلن فيه دعوته يوم 5 من جمادى الأولى سنة 1260 هـ هو بدء التاريخ ثم جمع جملاً متناقضة مملوءة بالسفسطات والأكاذيب وجعلها أساس دينه الجديد وسماها البيان.
ثم أدعى أنه الممثل الحقيقي لجميع الأنبياء والمرسلين فهو نوح يوم بعث نوح وهو موسى يوم بعث موسى وهو عيسى يوم بعث عيسى وهو محمد يوم بعث محمد عليهم الصلاة والسلام. ثم زعم أنه يجمع بين اليهودية والنصرانية والإسلام وأنه لا فرق بينها. ثم أنكر أن يكون محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين وحرّم قراءة القرآن ثم زعم أن الله تعالى حلّ فيه وادعى أنه أكمل هيكل بشرى ظهرت فيه الحقيقة الإلهية. وأنه هو الذي خلق كل شيء بكلمته. وألغى الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة الجماعة إلا في الجنازة وقرر أن الطهر من الجنابة غير واجب، وأن القبلة هي البيت الذي ولد به في شيراز أو البيوت التي يعيش فيها هو وأتباعه، وجعل الحج هو زيارة هذه البيوت. أما الصوم فيكون من شروق الشمس إلى غروبها لمدة شهر بابي أي تسعة عشر يوماً وينتهي بعيد النيروز المجوسي. وأباح لأتباعه خمسة أيام قبل الصيام يرتكبون فيها ما شاءوا من الشهوات وأوجب أن يؤخذ في الزكاة خمس المال، وأوجب الزواج على من بلغ الحادية عشرة من الذكور والإناث ولا يحتاج الزواج لأكثر من رضا الذكر والأنثى ويجوز إيقاع الطلاق تسع عشرة مرة وعدة المطلقة تسعة عشر يوماً ، ولا يجوز الزواج بأرملة إلا بعد دفع دية وبعد انقضاء عدتها ومقداره خمسة وتسعون يوماً، وحرم على المرأة الحجاب ، وقرر أنه لا وجود للنجاسة ، وأوجب دفن الميت في قبر من البلور أو المرمر المصقول ، مع وضع خاتم في يمناه منقوش عليه فقرة من كتابه البيان. وأوجب استقبال قرص الشمس ساعة عند شروقها .
وقد ثار علماء شيراز على دعاة البابية فقبض واليها حسين خان عليهم ، ثم أمر بإحضار الباب من بو شهر فأحضر وأحيل إلى مجلس الحاكم فخر على الأرض ترتعد فرائصه فلطمه الحاكم وبصق في وجهه ثم رمي به في السجن سنة 1847م. ثم رأى الحاكم أن يختبره بنفسه فأرسل إليه وأحضره من السجن ، وأظهر له أنه تأسف على ما بدر منه فانطلق الباب المغرور يمنيه بأنه سيجعل منه سلطاناً فيما بعد على الدولة العثمانية حينما تدين الدنيا كلها له ولأتباعه . ثم فوجئ الباب بحشد من العلماء في قصر الحاكم ففزع فأوهمه الحاكم بأنه جمعهم للتمكين لدعوته وإعلانها فاغتر الباب وحضر مجلس العلماء ثابت الجنان ثم بدأ يخاطب العلماء بقوله إن نبيكم لم يخلف لكم بعده غير القرآن فهاكم كتاب البيان فاتلوه تجدوه أفصح عبارة من القرآن ، ولما اطلع العلماء عليه وجدوه كفراً بواحاً وأخطاء فاحشة في اللغة فلما نبهوه إلى هذه الأخطاء ألقى اللوم على الوحي الذي جاء بها هكذا .
وهنا أمر الحاكم رجاله فعلقوه من رجليه ثم انهالوا عليه ضرباً فأعلن أنه كفر بدعوته ورضي أن يطاف به في الأسواقِ على دابةٍ شوهاء ثم أعيد إلى سجن شيراز.
بيد أن الجاسوس الروسي بواسطة جاسوس روسي آخر هو منوجهر خان الأرمني الذي دفعته الحكومة الروسية لإعلان إسلامه فغمره الشاه بالفضل وأولاه ثقته وعينه معتمداً للدولة في أصفهان استطاع ر هذا أن يخلص الباب من السجن ويهربه إلى أصفهان. ولما مات منوجهر عثر بالباب يمرح في قصره فقررت الحكومة نفيه إلى قلعة ماكو بأذربيجان.
· مؤتمر بدشت سنة 1264هـ
اجتمع الدعاة المرتدون الثمانية عشر وقرروا أن يحضروا معهم كل الذين استمالوهم وأن يعقدوا منهم مؤتمراً في صحراء بدشت بين خراسان ومازندران وعلى رأسهم باب الباب (حسين البشروئي) وقرة العين وحسين علي المازندراني الذي تلقب فيما بعد بالبهاء وجعلوا الدعوة الظاهرة لهذا المؤتمر هي التفكير في الوسائل الممكنة لإخراج الباب من السجن، أما المقصود لهذا المؤتمر فهو إعلان نسخ دين الإسلام. وما أن انعقد المؤتمر حتى اندفعت قرة العين تلهب حماسهم وتقرر حقيقة نحلتهم الجديدة فقالت:
اسمعوا أيها الأحباب والأغيار إن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب وأن أحكام الشريعة الجديدة البابية لم تصل إلينا، وإن اشتغالكم الآن بالصوم والصلاة والزكاة وسائر ما أتى به محمد كله عمل لغو وفعل باطل، ولا يعمل بها بعد الآن إلا كل غافل وجاهل. إن مولانا الباب سيفتح البلاد ويسخر العباد وستخضع له الأقاليم المسكونة وسيوحد الأديان الموجودة على وجه البسيطة حتى لا يبقى إلا دين واحد وذلك الدين الحق هو دينه الجديد. وبناء على ذلك أقول لكم وقولي هو الحق: لا أمر اليوم ولا تكليف ، ولا نهي ولا تعنيف فاخرجوا من الوحدة إلى الكثرة ومزقوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال ، وأصلوهن بعد السلوة وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا وأن الزهرة لا بد من قطفها وشمها ؛ لأنها خلقت للضم والشم ولا ينبغي أن يعد أو يحد شاموها بالكيف والكم ، فالزهرة تجني وتقطف ، وللأحباب تهدي وتتحف. وأما ادخار المال عند أحدكم وحرمان غيركم من التمتع به فهو أصل كل وزر وأساس كل وبال ، لا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم إذ لا ردع الآن ولا حد ، ولا منع ولا تكليف ولا صد ، فخذوا حظكم من هذه الحياة فلا شيء بعد الممات.
وبعد انفضاض المؤتمر وتسرب أنبائه ثارت ثائرة رجال الدين والدولة في إيران فطلب الشاه من ولي عهده ناصر الدين وهو في تبريز أن يحضر الباب من سجنه فأقر الباب أمام العلماء بأنه جاء بدين جديد فوجه إليه العلماء هذا السؤال : ما النقص الذي رأيته في دين الإسلام وما الذي كملت به هذا النقص لو كان؟ فارتج الدعي ولم يجد شيئاً، فاستقر الرأي على وجوب قتله مرتداً بعد أن أطبق العلماء على كفره وردته .
ولما جاء وقت التنفيذ حمل الباب من سجنه ومعه أحد أتباعه لإعدامهما في أحد ميادين تبريز الذي كان مكتظاً بفئات كثيرة من الناس حضروا ليشاهدوا مصرع هذا الضال بيد أن القنصل الروسي استطاع أن يتصل بقائد الفرقة المكلفة بتنفيذ حكم الإعدام وأن يغريه برشوة كبرى ليحاول إنقاذ الباب. وشد هذا الباب إلى عمود طويل ومعه تابعه والناس يلعنونه ويستعجلون الفتك به، وأطلق الجنود ثمانمائة رصاصة استقرت كلها في جسد تابعه المغرور غير واحدة من هذه الرصاصات فقد قطعت الحبل الذي ربط به الباب وحينما إنجاب الدخان الكثيف رأى الناس جسد التابع ممزقاً تحت العمود ، أما الباب فقد فر، غير أن بعض الجند الذين كانوا يعرفونه ويجهلون قصد قائدهم مزقوا جسده بالرصاص فانهار قنصل الروس وبكى من هول ما أصيب به. وقد تركت جثته في خندق طعاماً للوحوش بعد أن صور قنصل الروس الجثة وبعث بالصورة إلى حكومته ثم نكلت الحكومة بأتباعه وأعدمت الكثير منهم ومن بينهم قرة العين.
 

طالب علم

عضو فعال
تكمله

من البابية إلى البهائية :-بعد أن قُتل الباب حاول الروس اختيار شخص آخر من أتباعه ليكون خليفة له، ويقول الجاسوس الروسي كنيازد الكوركي في مذكراته: قلت لميرزا حسين علي - البهاء - ونفر آخرين أن يثيروا الغوغاء بالضجيج والتظاهر ، ففعلوا وأطلقوا الرصاص على الشاه ناصر الدين. فقُبض على كثيرين ، منهم حسين علي المازندراني وبعض آخر من أصحاب السر ، فتوسطت لهم وشهدت ومعي عمال السفارة وموظفوها أن هؤلاء ليسوا بابيين ، فنجيناهم من الموت وسيرناهم إلى بغداد. وقلت لميرزا حسين علي: اجعل أنت أخاك الميرزا يحيى وراء الستر وادعوه (من يظهره الله) ، وأعطيتهم مبلغاً كبيراً فألحقت به في بغداد زوجته وأولاده وأقرباءه. فشكلوا في بغداد تشكيلات وجعلوا له كاتب وحي. وواصلت السفارة الروسية في طهران دعمها لكل من اعتنق البهائية، بل لم يكن لهم البتة مأوى سوانا.
دب الخلاف بين البابيين فتبعت جماعة حسين المازندراني وتبعت أخرى أخاه يحيى ورفضت جماعة أن تنصاع لأحد الرجلين. وبدأ النزاع بين هذه الفرق الثلاث. وتأكد لشاه إيران أن البابية رغم مقامهم في بغداد بعيدا عن حدوده ما زالوا يمثلون خطراً داهما على دولته فطلب من الحكومة العثمانية إخراجهم من العراق، فأصدرت أمرا بنفي حسين المازندراني وأخيه وأتباعهما إلى الآستانة سنة 1281هـ.
وتجمع هؤلاء في حديقة نجيب باشا والي بغداد استعداداً للرحيل فاستغل حسين المازندراني اجتماع هؤلاء وأعلن أنه الموعود الذي جاء الباب ليبشر به وأنه بهاء الله، وان الغاية من ظهور الباب أنها كانت لإعداد الناس لقدوم بهاء الله. وما أن وصل هؤلاء إلى الآستانة حتى طلب السفير الإيراني نقلهم إلى مكان بعيد عن العاصمة فنقلوا إلى أدرنة وفيها احتدم النزاع بين الأخوين فعرف أتباع يحيى بالأزليين؛ إذ صار يحيى يلقب صبح الأزل وعُرف أتباع حسين بالبهائيين إذ أطلق على نفسه لقب بهاء الله.
وحاول حسين القضاء على أخيه بدس السم له كما حاول قتله غيلة مما حدا بالحكومة إلى نفي يحيى إلى قبرص ونفي حسين إلى عكا في فلسطين وقد عمدت الحكومة العثمانية إلى إقامة عيون على كل واحد من الأخوين من أتباع الآخر.
وما أن وصل حسين إلى عكا واستمر في سجنها حوالي أربعة أشهر حتى امتدت الأيدي الماسونية والصهيونية لإمداده بالمال الوفير وتهيئته للدعوة لدينه الجديد، وأطلق سراحه من السجن فاستقبل مع أتباعه استقبالا حافلا من قبل اليهود الذين دعموه بالمال وخالفوا فرمانات الباب العالي القاضية بفرض الإقامة الجبرية عليه وأسكنوه قصرا يعرف باسم "البهجة" وفي عكا ما لبث أن دبّر مؤامرة لأتباع أخيه فأبادهم ليلاً بالحراب والسواطير مما حمل الحكومة على اعتقال البهائيين في أحد معسكرات عكا. كما وضع أتباعه في منزل آخر وأذن لأتباعه ولغيرهم في زيارته والتحدث إليه.
بدأ حسين المازندراني بدعوى أنه وصي الباب ثم زعم أنه المسبح قد نزل ثم ادعى لنفسه النبوة ثم زاد في تبجحه وادعى إنه إله السماوات والأرض زاعماً أن الحقيقة الإلهية لم تنل كمالها الأعظم إلا بتجسدها فيه. وقد أمدته الصهيونية بلقب بهاء الله الموجود في المزامير إذ قد ردد فيها (أن السماوات تحكي عن بهاء الله) فزعم أو زعموا له أنه هو هذا البهاء وأنه مظهر الله الأكمل، وأنه موعود كل الأزمنة ومجيئه الساعة الكبرى وقيامه القيامة والانتماء إليه هو الجنة ومخالفته هي النار، حتى وصل به الحال إلى ادعاء الألوهية ووضع برقعا على وجهه؛ بزعم أنه لا يجوز لأحد أن يطلع على بهاء الله !!
وأخذ ينسخ من البابية ما لا يوافق هواه ، وألف الإتقان والإشتراقات ومجموعة الألواح والأقدس المطبوع ببغداد لأول مرة عام 1349هـ ، في 52 صفحة وهو أهم كتاب عندهم وهو في نظرهم أقدس من جميع الكتب المقدسة وقد حشاه بالآراء المضطربة والأقوال المتناقضة ، ولم يخرج في جملته عن مثل ضلالات شيخه الباب.

- هلاك حسين المازندراني :
استمر حسين المازندراني في نشر افتراءاته بدعم المؤسسات الماسونية والصهيونية، التي اتخذته مطية لتحقيق أهدافها. وفي أواخر حياته أصيب بالجنون فحبسه ابنه عباس حتى لا يراه الناس وتكلم باسمه، إلى أن أنهكته الحمى فهلك في مايو 1892. وقيل أنه قتل على يد بعض البابيين فتولى "عباس أفندي"، أكبر أولاده الذي كان قد سماه (عبد البهاء) زعامة البهائيين. وكان قبل هلاكه قد جمع وصف الألوهية له ولولده هذا؛ إذ كتب له يقول: من الله العزيز الحكيم إلى الله اللطيف الخبير"، كما كان يلقبه بالفرع العظيم المتشعب من الأصل القديم. وقد ترك وراءه من زوجتيه أربعة أبناء وثلاث بنات.
ý تنازع الإخوة على الرئاسة :-
عندما أعلن عباس (عبد البهاء) أنه وصي أبيه نازعه أخوه محمد علي وانضم إليه بقية إخوانه غير أنه استطاع أن يستأثر بالأمر دونهم. وقد كان عباس هذا أشد مكراً من أبيه وأعرق في الخبث والدهاء. انتقل إلى حيفا حيث أخذ يضم إلى ضلالات أبيه ضلالات أخرى وأخذ يتزلف إلى كل أعداء الإسلام في الأرض، فحضر الصلوات في المساجد والكنائس، وأعلن أن عيسى عليه السلام هو ابن الله، وأعلن إيمانه بألوهية المسيح وصلبه، فقال: ولما أشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة الحق المتعال وقعت في أيدي اليهود أسيرة لكل ظلوم وجهول وانتهى الأمر بالصلب.
وادعى أن البهائي يجمع بين جميع الديانات فهو يقول في " خطابات عبد البهاء ص99: اعلم أن الملكوت ليس خاصاً بجمعية مخصوصة فإنك يمكن أن تكون بهائياً مسيحياً وبهائياً ماسونياً وبهائياً يهودياً وبهائياً مسلماً. ودعا إلى التجمع الصهيوني والعمل على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بقوله: وفي هذا الزمان وفي تلك الدورة سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة وتتجمع أمة اليهود التي تفرقت في الشرق والغرب والجنوب والشمال، فالآن تأتي طوائف اليهود إلى الأرض المقدسة ويمتلكون الأراضي والقرى ويسكنون فيها ويزدادون تدريجياً إلى أن تصير فلسطين كلها وطناً لهم.
استمر هذا الأفاك في نشر ضلالاته وضلالات أبيه حتى أهلكه الله في يوم الاثنين السادس من ربيع الأول سنة 1340 هـ عن ثمان وسبعين سنة بعد أن عهد إلى المدعو شوقي ابن بنته ضيائية نكاية في أخيه محمد علي الذي استمر مناوئاً له إلى آخر رمق.
عقيدتهم وعباداتهم :-
استمر البهائيون حتى يومنا هذا بإظهار عقيدة وسلوكيات غير ما يبطنون فلهم من المعتقدات ما لا يظهر حتى في كتبهم المتداولة عملا بمبدأ "التقية". واخترع هؤلاء المجرمون لأنفسهم تاريخاً جعلوا مبدأه يوم إعلان دعوة الباب وهو 5 من جمادى الأول سنة 1260هـ وجعلوا أشهر السنة تسعة عشر شهراً واخترعوا لهذه الشهور أسماء من وحي خيالهم وهي:
البهاء - الجمال - العظمة - النور - الرحمة - الكلمات - الأسماء - الكمال - العزة - المشيئة - العلم - القدر - القول - المسائل - الشرف - السلطان - الملك - العلا.
- الإيمان بحلول الله في بعض خلقه، وأن الله قد حلَّ في "الباب" و"البهاء".
- جحدوا كل أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، ويعتبرون كل ما يضاف إلى الله عز وجل إنما هم رموز لأشخاص امتازوا من بين البشر، فهم مظاهر أمر الله ومهابط وحيه
- الإيمان بتناسخ الكائنات ، وأن الثواب والعقاب يقع على الأرواح فقط.
- الاعتقاد بأن جميع الأديان صحيحة ، وأن التوراة والإنجيل غير محرَّفين ، ويرون ضرورة توحيد جميع الأديان في دين واحد هو البهائية .
- يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس.
- ينكرون معجزات الأنبياء .
- يحرمون الحجاب على المرأة ، ويحللون المتعة ، ويدعون إلى شيوعية النساء والأموال.
- يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- كتاب " الأقدس " الذي وضعه البهاء حسين وعن الكتب المقدسة لدى البهائيين فإنها تربو على مئة كتاب ، أبرزها » الكتاب الأقدس « الذي يتضمن كل أفكار » بهاء الله « ، ويعتقدون أنه ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم . بالإضافة إلى كتاب » الاشراقات « و» البشارات « و» الإيقان « .
- يعتقدون بألوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول وأن لا انفصال بين اللاهوت والناسوت للبهاء ولهذا وضع برقعا على وجهه. وجاء في كتاب " الأقدس": "من عرفني فقد عرف المقصود ، ومن توجه إلي فقد توجه إلى المعبود‍".
• يقولون إن الوحي لا يزال مستمرا وإن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينة.
• يصفون المسلمين بأوصاف قبيحة، جاء في كتاب " الإيقان ":"وجميع هؤلاء الهمج والرعاع يتلون الفرقان( القرآن الكريم ) في كل صباح ، وما فازوا للآن بحرف من المقصود".
• يحرمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت ، جاء في كتاب "الأقدس": "ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس ، حين يمشي في الطرقات والشوارع".
• يعتقدون بقدسية العدد 19 فالسنة 19شهرا والشهر 19 يوم. والتركيز على رقم 19 يعود إلى أن البهائيين يؤمنون - فيما يؤمنون به من خرافات - بالقيمة العددية للحروف والتي تفتح الباب على مصراعيه للتأويلات والتفسيرات الأهوائية. والقاعدة في هذا المجال تقوم على أن عدد حروف البسملة هو 19، وكلمة (واحد) تساوي وفق القيمة العددية للحروف - 19 ؛ حيث و = 6؛ والألف = 1؛ وال ح = 8؛ وال د = 4) !!.
• يعتقدون أن القيامة مجيء البهاء في مظهر الله تعالى.
• لا يؤمنون بالجنة أو النار.

................................

o جرأت البهائية على التلاعب بالنصوص وأولتها على طريقتها الباطنية الملحدة ، ومن ذلك:-
1. القيامة في القرآن المقصود بها قيامة البهاء بدعوته وانتهاء الرسالة المحمدية.
2. النفخ في الصور دعوة الناس إلى إتباع البهاء.
3. البرزخ هي المدة بين الرسولين محمد صلى الله عليه وسلم والباب الشيرازي.
4. إذا الشمس كورت: أي انتهت الشريعة المحمدية وجاءت الشريعة البهائية.
5. إذا العشار عطلت: أي تركت الإبل واستبدل عنها بالقاطرات والسيارات والطائرات.
6. إذا الوحوش حشرت: أي جمعت في حدائق الحيوانات في المدن الكبيرة.
7. إذا البحار سجرت: أي اشتعلت فيها نيران البواخر التجارية.
8. إذا النفوس زوجت: أي اجتمعت اليهود والنصارى والمجوس على دين البهاء.
9. إذا الموءودة سئلت: أي أسقطت الأجنة من بطون الأمهات فيسأل عن ذاك من سن القوانين التي تمنع الإجهاض.
10. إذا الصحف نشرت: أي انتشرت الجرائد والمجلات وكثرت.
11. إذا السماء كشطت: أي انقشعت، أي أن الشريعة الإسلامية لم يعد يستظل بها أحد.
12. وإذا البحار فجرت: أي وصل بعضها ببعض عن طريق القنوات.
13. إذا الجحيم سعرت: لمن عارض البهاء
وإذا الجنة أزلفت الأولى: لأتباعه المؤمنين به.
14. إذا القبور بعثرت:أي استخرجت الأشياء والتحف ذات القيمة.
15. إذا الجبال سيرت: الجبال هنا هم الملوك والوزراء دونوا لهم دساتير يسيرون بموجبها، وهي الدساتير الحديثة.
16. هل ينظرون إلا تأويله: إلى آخر الآية الكريمة أي مجيء البهاء.
17. يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة:الحياة الدنيا هي الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، والآخرة هي الإيمان بالبهاء.
18. فريقاً هدى: أي الذين آمنوا بالبهاء، وفريقاً حق عليهم الضلالة: الذين أبوا الإيمان به.
19. ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون. وقال الذين أوتوا العلم: أي علم دين البهاء والإيمان به، لقد لبثتم في كتاب الله –الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم – أي لبثتم في إقامة كتاب الله وهو القرآن الكريم والعمل بشريعته إلى يوم البعث ؛ أي إلى قيام بهاء الله وظهوره، فهو المراد بالبعث، أي خروج الناس من دين محمد صلى الله عليه وسلم إلى دين البهاء.
20. إذا السماء انفطرت: أي سماء الأديان انشقت.
21. إذا الكواكب انتثرت: هم رجال الدين لم يبق لهم أثر على الناس.
22. وإذا القبور بعثرت:أي فتحت قبور الآشوريين والفراعنة والكلدانيين لأجل الدراسة.
23. والسموات مطويات بيمينه: الأديان السبعة البرهمية البوذية ، والكونفوشستية ، الزرادشتية ، واليهودية ، والنصرانية ، والإسلام ، مطويات جميعاً بيمين البهاء.
• لا يؤمنون بالملائكة والجن.
• لا يؤمنون بالحياة البرزخية بعد الموت بل يقولون أنها المدة بين محمد والباب الشيرازي.
• يحرمون الجهاد والحرب تحريما قطعيا ومطلقا وهذا أحد أسرار علاقتهم بالقوى الاستعمارية. كما أنهم يحرمون الخوض بالسياسة ، كما أن كتب البهاء تدعو للتجمع الصهيوني في فلسطين !! .
• يبيحون المتعة الحرام للنساء ، والزنا بالإكراه له عقوبة مالية فقط.
• لا يعتقدون بالانتماء للوطن تحت دعوى وحدة الأوطان وكذلك يدعون إلى إلغاء اللغات والاجتماع على اللغة التي يقررها زعيمهم !
· يتبعون التقية في عقيدتهم فيظهرون خلاف ما يبطنون ولقد بين الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- ذلك وقال إن شعارهم:"احفظ مذهبك وذهبك وذهابك".
 

طالب علم

عضو فعال
تكمله

أما عباداتهم فهي كعقيدتهم ضالة وغريبة عجيبة:-
1. الصلاة: لا يبيحون الصلاة في جماعة إلا على الميت والصلاة عندهم ثلاث مرات هي الصبح والظهر والمساء في كل مرة ثلاث ركعات دون تحديد لكيفية معينة.
2. أما قبلتهم فهي نحو قصر البهجة في عكا. والوضوء فقط للوجه واليدين بماء الورد وان لم يوجد فيقولون باسم الله الأطهر الأطهر ... خمس مرات !
3. لا يعتقدون بالنجاسة من الجنابة أو سواها لأن من اعتقد بالبهائية فقد طهر!
4. الصوم: تسعة عشر يوما في السنة وهي من 2-21 مارس الذي يعرف عندهم باسم شهر "العلاء" وهو آخر الشهور البهائية. وهو من سن 11-42 ويعفى منه الكسالى ومن يعملون أعمالا مرهقة وغيرهم! ، وفيه يجب الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب، ويعقب شهر صومهم عيد النيروز.
5. الزكاة: 19% من رأس المال تدفع مرة واحدة!
6. الحج: لقبر البهاء بقصر البهجة في عكا! وهو للرجال دون النساء
7. العقوبات: ألغوها جميعا عدا الدية.
8. الزواج: لواحدة أو اثنتين على الأكثر، مع إباحة زواج الشاذين، كما يحرم زواج الأرامل إلا بعد دفع دية معينة والأرمل يتزوج بعد 90 يوما والأرملة بعد 95 يوما. وجعلوا المهر تسعة عشر مثقالاً.

.................................



- علاقتهم بالصهيونية :-
رأينا كيف اتصل البهاء باليهود في تركيا وكيف احتفى به اليهود في عكا وأعدوا له قصر البهجة. أما ابنه عباس أفندي "عبد البهاء" فقد استقبل الجنرال اللنبي بحرارة، عقب سقوط فلسطين، وحصل على لقب"سير"، ومنح عددا من الأوسمة الرفيعة، وحضر المؤتمرات الصهيونية ! وبعد عباس أفندي تولى زعامتهم صهيوني أمريكي يدعى "ميسون" ولقد عقدوا مؤتمرا لهم سنة 1968 في فلسطين المحتلة وجاءت قرارات ذلك المؤتمر موائمة للأفكار والرؤى الصهيونية.
* وللعلم فإن أبرز مكونات العقيدة اليهودية واضحة جدا في نظيرتها البهائية.
فمبدأ حلول الإله في مخلوقاته يشكل دعامة العقيدة اليهودية وأساس تفسيرها للوجود والإنسان والحياة. وأساسها فكرة توحد »شعب الله المختار في « جوهر الخالق »يهوه« ومفهوم النبوة في اليهودية هو نفسه في البهائية مع فارق سطحي هو أن الحاخامات هم الموحى إليهم كأنبياء ومبشرين«.
وعن فكرة المعاد، فإن اليهودية لا تؤمن بوجود عقاب وجزاء أخرويين، بل تذهب إلى أن محاسبة الروح يتم على الأرض، وأن روح اليهودي وحدها التي تنجو من العقاب »لماهيتها الإلهية«، أما أرواح الآخرين فمصيرها الشقاء الدائم. والبهائية تقتفي أثر اليهودية في نظرتها إلى علامات يوم الخلاص، حيث تعتبر أن قضية الخلاص مرتبطة بعودة اليهود إلى »أرض الأجداد« فلسطين.
وبهذا الخصوص كتبت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة تقريراً أشارت إلى أن علاقة البهائيين باليهود في فلسطين هي أعمق من علاقة المسلمين بفلسطين، وأن البهائيين يدعمون تشكيل دولة صهيونية.
ويرى عباس أفندي أيضاً »إن النجاح الذي بدأ اليهود يحققونه في عهده دليل على عظمة بهاء الله وعلى عظمة دورته الإلهية«!!.
وفي 30 يونيه 1948 بعث الزعيم البهائي وقتذاك أشوجي أفندي رباني برسالة إلى بن جوريون »يعبر له عن أطيب تمنياته من أجل رفاهية الدولة الجديدة مشيراً إلى أهمية تجمع اليهود في مهد عقيدتهم. كما أن زيارات البهائيين إلى الكيان اليهودي الغاصب لم تعرف الانقطاع طيلة المراحل السابقة، وهي تأخذ بعداً دينياً عميقاً، يتمثل في كون أهم مركز ديني بهائي في العالم مُقام في مدينة حيفا على جبل الكرمل. وقد تم منذ حوالي عقدين إنشاء قصر ضخم في نفس المدينة ليستوعب عدد الزائرين سنوياً من بهائيي العالم.
· عددهم وأماكن وجودهم:-
أما عن عدد البهائيين في العالم فإنه طي الغموض، والمؤشرات المتوفرة تذهب إلى أن عددهم يفوق بأضعاف الرقم المعلن وهو مليونا بهائي. وهم يوجدون في أكثر من 230 بلداً وفقاً لمصادرهم الخاصة على شبكة الانترنت. وأكثر ما يتركز نشاطهم في أفريقيا والهند وفيتنام، وفي مناطق واسعة من أميركا اللاتينية، وعلى سبيل المثال، يوجد في البيرو وبوليفيا قرى تنتمي بكاملها إلى البهائية.
وفيما يختص الهيئة الإدارية للحركة البهائية، فإنها تنقسم إلى هيئتين حاكمتين: »إحداها إدارية والأخرى تعليمية، أما الهيئة الإدارية، فهي تتكون من المجالس الروحية القومية، وأما المجالس المحلية فهي تتكون من تسعة أشخاص )والتي يمكن تأسيسها أينما وُجد تسعة بهائيين(وبيت العدل العمومي) وهو الهيئة العليا ولها سلطة تغيير كافة القوانين حينما تدعو إلى ذلك التغيرات الدنيوية. ثم هناك الهيئة التعليمية وهي مكونة من بناء هرمي من المجالس والقادة.
انحسر وجودهم في مصر التي كانوا قد افتتحوا بها محافل خاصة بهم وصدر قرار جمهوري سنة 1960 برقم 263 بإغلاق تلك المحافل والمراكز، ولم يعد لهم في مصر وجود يذكر، وفي العراق انحسر وجودهم وحتى الدار التي أقام بها البهاء حسين بعد نفيهم من العراق اشتراها مسلمون. ورغم أن البهائيين حاولوا شراءها بمبالغ مالية ضخمة إلا أن المسلمين رفضوا بيعها لهم. ومن حيث العدد فإن إيران أكبر تجمعاتهم، ولهم وجود بسيط في سوريا وفي فلسطين، إلا أن أهم وجود لهم هو في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يبلغ عددهم 2مليون ينتسبون إلى 600 جمعية منها حركة شبابية مقرها نيويورك تسمى " قافلة الشرق والغرب ". وأكبر معبد لهم في العالم موجود في شيكاغو ويدعى "مشرق الأذكار" ، ورغم قلة عددهم إلا أن لهم ممثلا في الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختلفة مثل اليونيسيف واليونسكو‍ وغيرها.
وتتعمد الولايات المتحدة وأوروبا بين الفينة والأخرى إثارة قضيتهم تحت مسمى حقوق الإنسان وحرية المعتقد وهم يقولون إن الحكومة في طهران تضطهدهم
· نماذج من كلام البهاء:-
يقول البهاء " انتهت قيامة الإسلام بموت علي محمد الباب ، وبدأت قيامة البيان ودين الباب بظهور من يظهره الله – يعني نفسه - فإذا مات انتهت قيامته ، وقامت قيامة الأقدس ودين البهاء ببعثة النبي الجديد "كتاب الإيقان ص 71.
ويقول في كتاب البديع ص 113: " كان المشركون أنفسهم يرون أن يوم القيامة خمسون ألف سنة!! فانقضت في ساعة واحدة !!
ويقول في كتابه الأقدس ص 34 " ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس حين يمشى في الطرقات والشوارع".
ويقول في ص 41 " كتب عليكم تجديد أثاث البيت في كل تسعة عشر عاماً ". ويقول: " أُحِلُ للرجل لبس الحرير لقد رفع الله حكم التحديد في اللباس واللحى".
ويقول:" قد منعتم من ارتقاء المنابر فمن أراد أن يتلو عليكم آيات ربه فليجلس على الكرسي" .

.................................


خاتمة: رأي علماء المسلمين في البهائية

البهائية دين مستقل وليست فرقة أو مذهبا كما يروج البعض. وقد قررت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925 أن الدين البهائي دين مستقل عن الدين الإسلامي. وأفتى علماء السنة والشيعة بكفرهم وبطلان عقائدهم. فعلماء السنة أمثال د.محمد سعيد رمضان البوطي ، ود.يوسف القرضاوي ، والشيخ محمد متولي شعراوي ، ومشيخة الأزهر الشريف ، وعلماء السعودية ، والعراق ، واليمن ، وفلسطين قرروا: أن البهائيين كفرة لا يزوَّجون ولا يتزوج منهم ولا يحل أكل ذبيحتهم ولا يدفن موتاهم في مقابر المسلمين .
· نص فتوى دار الإفتاء بالأزهر :
" بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:...
فالبهائية فرقة مرتدة عن الإسلام ، لا يجوز الإيمان بها ، ولا الاشتراك فيها ، ولا السماح لها بإنشاء جمعيات أو مؤسسات ؛ لأنها تقوم على عقيدة الحلول ، وتشريع غير ما أنزل الله ، وادعاء النبوة ، بل والألوهية ، وهذا ما أفتى به مجمع البحوث الإسلامية في عهد الشيخ جاد الحق ، وأقره المجمع الحالي .
- يقول فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق – رحمه الله - :
.. والبابية أو البهائية فكر خليط من فلسفات وأديان متعددة ، ليس فيها جديد تحتاجه الأمة الإسلامية لإصلاح شأنها وجمع شملها ، بل وضُح أنها تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار ، فهي سليلة أفكار ونحل ابتليت بها الأمة الإسلامية حربا على الإسلام وباسم الدين " ا.هـ .
· فتوى الشيخ ابن باز مفتي المملكة السعودية - رحمه الله -: الذين اعتنقوا مذهب (بهاء الله) الذي ادعى النبوة ، وادعى أيضا حلول الله فيه ، هل يسوغ للمسلمين دفن هؤلاء الكفرة في مقابر المسلمين ؟
فأجاب: إذا كانت عقيدة البهائية كما ذكرتم فلا شك في كفرهم وأنه لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين ؛ لأن من ادعى النبوة بعد نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو كاذب وكافر بالنص وإجماع المسلمين ؛ لأن ذلك تكذيب لقوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (40) سورة الأحزاب ، ولما تواترت به الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده ، وهكذا من ادعى أن الله سبحانه حال فيه ، أو في أحد من الخلق فهو كافر بإجماع المسلمين ؛ لأن الله سبحانه لا يحل في أحد من خلقه بل هو أجل وأعظم من ذلك ، ومن قال ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين ، مكذب للآيات والأحاديث الدالة على أن الله سبحانه فوق العرش ، قد علا وارتفع فوق جميع خلقه .
وهذا الذي أوضحه لك ، هو عقيدة أهل السنة والجماعة التي درج عليها الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ودرج عليها خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودرج عليها ...
كما يقول الشيخ محمد السند أحد علماء الشيعة:"هم معدودون من الكفار ؛ لأنهم كفروا بدين الإسلام...ومن كان على دين الإسلام فاعتنق البهائية فهو مرتد ، ومثله من تشهد بالشهادتين ومع ذلك يعتنق البهائية فإنه مرتد أيضا " أهـ .




أخيراً:

- من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن حفظ لها أصول دينها: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ، والذكر يشمل القرآن والسنة ، وأن هيأ لها العلماء الربانيين ، والأحبار الراسخين ، الذين ينفون عن الكتاب والسنة تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين .
- لقد ابتليت الأمة الإسلامية في هذا العصر بكم هائل من الحركات الهدامة ، والأفكار المنحرفة ، والعقائد الباطلة ، ما لم تواجه به في عصورها المختلفة ، ولولا أن الله عصمها من أن تجتمع على ضلالة لاندثرت معالمها وعفي أثرها ، كيف لا ؟ وقد تجمعت قوى الشر واتحدت ، وعملت بخطى ثابتة ، وخطط مدروسة ، ونَفَس طويل على إزالة الإسلام من الساحة ، بحيث لم يدر المصلحون من أين يبدأون ولا بم يهتمون .

تكاثرت الظباء على خـراش فما يدري خراش ما يصيد

مما يجعل المرء يعجب لصمود هذا الدين، ويتساءل:

متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدم


ولو ألف بانٍ خلفهم هادم كفى فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم



.............................




الخلاصة

أولاً: البهائية من الحركات الباطنية الهدامة والعقائد الباطلة التي قامت على أنقاض الإسلام.
ثانياً: الدخول في هذه النحلة والإيمان بما جاءت به يعتبر كفراً بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- .
ثالثاً: لا يحل لمؤمن أن يتعاون مع هذه النحلة أو أحد من أفرادها بأي نوع من أنواع التعاون، نحو تأجير المحال لهم أو العمل معهم .
رابعاً: ينبغي لولاة الأمر أن يقضوا على هذه النبتة الشيطانية في مهدها ، وأن لا يسمحوا لها بالعمل تحت أي مظلة من المظلات.
خامساً: لا ينبغي لمسلم أن يتعاطى شيئاً من المساعدات من هذه النحلة المشبوهة ، إذ لا يحل لأحد أن يبيع دينه بعرض من أعراض الدنيا مهما كانت حاجته.
سادساً: فضح مثل هذه الحركات وبيان مخالفتها للإسلام من أجل القربات .


كتبهُ:


د/ طلعت زهران


ثغر الإسكندرية
 

الهاملي

عضو ذهبي
الحمد لله علي نعمة الأسلام

شكراا لك أخي علي المعلومات

والشرح عن هذه الفئه

ونسألك الله الكريم أن يهديهم
 

أوراد الكويت

عضو بلاتيني
في لقا ء مع بهائى كويتي قرأت هذا الموضوع .. على صفحات الوطن ..
وتعرفت على البهائيه ..
وكأنني اليس في بلاد العجائب ..

تحياتي لك ..
 
المبادئ التي أعلنها حضرة بهاء الله

[FONT=Times New Roman (Arabic)]لا [/FONT]يمكن التعريف بالمبادئ والتعاليم والأحكام التي أمر بها حضرة بهاء الله في العُجالة التي يفرضها الحيز المحدود لهذه الصفحات، ولكن يكفي أن يتعرّف القارئ - مؤقتاً - على بعض الدعائم الأساسية التي يقوم عليها الدين البهائي وتتناول تفصيلها تعاليمه وأحكامه، حتى يتسنّى له أن يلمس بنفسه مدى قدرتها على إبراء العالم من علله المميتة، ويرى بعينه النور الإلهي المتشعشع من ثناياها، فتتاح لمن يريد المزيد من البحث والتحرّي أن يواصل جهوده في هذا السبيل.

وأول ما يسترعي الانتباه في المبادئ التي أعلنها حضرة بهاء الله طبيعتها الروحانية البحتة، فهي تأكيد بأن الدين ليس مجرد نعمة سماوية فحسب، بل هو ضرورة لا غِنى عنها لاطمئنان المجتمع الإنساني واتحاده وهما عماد رُقيّه مادياً وروحانياً*. وفي ذلك يقول حضرة بهاء الله: "إن الدين هو النور المبين والحصن المتين لحفظ أهل العالم وراحتهم، إذ أن خشية الله تأمر الناس بالمعروف وتنهاهم عن المنكر"١ كما يتفضل أيضاً في موضع آخر: "لم يزل الدين الإلهي والشريعة الربانيّة السبب الأعظم والوسيلة الكبرى لظهور نيّر الاتحاد وإشراقه*. ونموّ العالم وتربية الأمم، واطمئنان العباد وراحة من في البلاد منوط بالأصول والأحكام الإلهية"٢.

ولكن القدرة والحيوية والإلهام التي يفيض بها الدين على البشر لا يدوم تأثيرها في قلوبهم إلى غير نهاية، لأن القلوب البشرية بحكم نشأتها خاضعة لناموس الطبيعة الذي لا يعرف الدوام بدون تغيير. وقد ذكر سبحانه وتعالى في مواضع عدة من القرآن الكريم قسوة قلوب العباد من بعد لينها لكلماته كما جاء في سورة الحديد مثلاً: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُم وَكَثِيرٌ مِنْهُم فَاسِقُونَ"٣.

فَبدارُ الناس إلى الاستجابة لأوامر الله محدّد بأمد معيّن، تقسوا قلوبهم من بعده وتـتحجّر فتضعف استجابتها لكلمة الله وبالتالي لإسلام الوجه إليه، فينتشر الفساد إيذاناً بحين الكَرَّةِ. فَتَعاقُبُ الأديان ليس مجرد ظاهرة مطّّردة فحسب، بل هي تجديد متكرّر للرباط المقدس بين الإنسان وبارئه، وتجديد للقوى التي عليها يتوقف تقدّمه، وتجديد للنّهج الذي يضمن بلوغه الغاية من خلقه، فهو بمثابة الربيع الذي يجدّد عوده المنتظم نضرة الكائنات،* ولذا يصدق عليه اسم البعث الذي يُطلقُ الطاقة الروحانيّة اللازمة لنماء المواهب الكامنة في الوجود الإنساني. وفي هذا المعنى يتفضل حضرة بهاء الله: "هذا دين الله من قبل ومن بعد مَن أراد فليقبل ومَن لم يرد فإن الله لغنيّ عن العالمين"٤.

فتجديد الدين إذاً، سُنّة متواترة بانتظام منذ بدء النشأة الأولى، وهو تجديد لأن أصول الرسالات السماوية ثابتة وواحدة، وكذلك غاياتها ومصدرها، ولكن أحكامها هي العنصر المتغيّر وفقاً لمقتضى الحاجة في العصر الذي تظهر فيه، لأن مشاكل المجتمعات الإنسانية تتغير، ومدارك البشرية تنمو وتتبدل، ولا بد من أن يواجه الدين هذا التغيير والتبديل فيحل مشاكل المجتمع ويخاطب البشر بحسب نمو مداركهم، وإلاّ قَصَّرَ عن تحقيق مهامه. فما جاء به الأنبياء والرسل كان بالضّرورة على قدر طاقة الناس في زمانهم وفي حدود قدرة استيعابهم، وإلاّ لما صلح كأداة لتنظيم معيشتهم، والنهوض بمداركهم في التقدم المتواصل نحو ما قَدَّرهُ الله لهم.

والمتأمل في دراسة الأديان المتتابعة بدون تعصّب يرى في تعاليمها السامية خطة إلهية تتضح معالمها على وجه التدريج، غايتها توحيد البشر. فالواضح في تعاليم الأديان المختلفة سعيها المتواصل لتقارب البشر وتوحيد صفوفهم على مراحل متدرجة وفقاً للإمكانيات المتوفرة في عصورهم. ولهذا فإن المحور الذي تدور حوله جميع تعاليم الدين البهائي هو وحدة الجنس البشري قاطبة؛ اتحاد لا يفصمه تعصّب جنسي أو تعصّب ديني أو تعصّب طائفي أو تعصّب طبقي أو تعصّب قومي، وهذا في نظر التعاليم البهائية أسمى تعبير للحب الإلهي، وهو في الواقع أكثر ما يحتاجه العالم في الوقت الحاضر*.

ولكن لا يمكن تحقيق هذا الركن الركين لسلام البشرية ورخائها وهنائها إلاّ بقوة ملكوتية، ومَدَدٍ من الملأ الأعلى مُؤيَّدٍ بشديد القوى، لأنه هدف يخالف المصالح المادية التي يهواها الإنسان ويسعى إليها بحكم طبيعته، وكلّها مصالح متباينة ومتضاربة ومؤدّية إلى الاختلاف والانقسام. وقد نبّه حضرة عبد البهاء إلى التزام البهائيين بهذا المبدأ بقوله: "إن البهائي لا ينكر أي دين، وإنما يؤمن بالحقيقة الكامنة فيها جميعاً، ويفدي نفسه للتمسك بها، والبهائي يحب الناس جميعاً كأخوته مهما كانت طبقتهم أو جنسهم أو تبعيّـتهم، ومهما كانت عقائدهم وألوانهم سواء أكانوا فقراء أم أغنياء، صالحين أم طالحين".‬

ولو أعدنا قراءة التاريخ وتفسير أحداثه بمعايير روحانية لتَحَقَّقَ لنا أن هذا الهدف لم يهمله الرسل السابقون، وإنما اقتضت ظروف أزمنتهم تحقيق أهداف كانت حاجة البشرية لها أكبر في عصورهم، والاكتفاء بالتمهيد للوحدة الإنسانية انتظاراً لحين توفر الوسائل المادية والمعنوية لتحقيقها. وقد وَحّدت تعاليم السيد المسيح بين المصريين والأشوريين وبين الرومان والإغريق بعد طول انقسام وعديد من الحروب المهلكة. كما وَحّدت تعاليم الإسلام بين قبائل اتخذت من القتال وسيلة للكسب، وجمعت أقواماً متباينة مآربها، مختلفة حضاراتها، متنوعة ثقافاتها، متعددة أجناسها؛ من عرب وفرس وقبط وبربر وأشوريين وسريان وترك وأكراد وهنود وغيرها من الأجناس والأقوام*.

وهكذا تهيأت بالتدريج الوسائل والظروف لكي تُشيِّدَ التعاليم البهائية الاتّحاد الكامل الشامل للجنس البشريّ بأسره في هذا العصر الذي يستعصي فيه التوفيق بين ثقافات وحضارات الشرق والغرب، ويقدم توحيدهما تحدّياً أعظم من التحديات التي اعترضت سبيل توحيد الأمم في العصور السالفة*.

ألا يذكرنا التوافق بين ظهور رسالة حضرة بهاء الله والتغيير الذي شمل أوضاع العالم بالتغييرات الجَذرِيَةِ التي حقّقتها الرسالات الإلهية السابقة في حياة البشر؟ ألا يدعونا هذا التوافق إلى التفكير في الرباط الوثيق بين الآفاق الجديدة التي جاءت في رسالة حضرة بهاء الله وبين التفتّح الفكري والتقدم العلمي والتغيير السياسي والاجتماعي الذي جدّ على العالم منذ إعلان دعوته؟

ومهما بدت شدة العقبات وكثرتها فقد حان يوم الجمع بعد أن أعلن حضرة بهاء الله: "إن ربّكم الرحمن يحبّ أن يرى مَن في الأكوان كنفس واحدة"٥، ويتميز المجتمع البهائي العالمي اليوم بالوحدة التي تشهد لهذا الأمر والتي جمعت نماذج من كافة الأجناس والألوان والعقائد والأديان والقوميات والثقافات وأخرجت منها خلقاً جديداً، إيذاناً بقرب اتحاد البشرية وحلول السلام والصلح الأعظم، إنها المحبة الإلهية التي تجمع شتات البشر فينظر كل منهم إلى باقي أفرادها على أنهم عباد لإله واحد وهم له مسلمون. إنّ فطرة الإنسان التي فطره الله عليها هي المحبة والوداد، والأخوة الإنسانية منبعثة من الخصائص المشتركة بين أفراد البشر، فالإنسانية بأسرها خلق إرادة واحدة، وقد خرجت من أصل واحد، وتسير إلى مآل واحد، ولا وجود لأشرار بطبيعتهم أو عصاة بطبعهم، ولكن هناك جهلة ينبغي تعليمهم، وأشقياء يلزم تهذيبهم، ومرضى يجب علاجهم. حينئذ تنتشر في الأرض أنوار الملكوت، ويملأها العدل الإلهيّ الموعود*.

كان الاتحاد دائماً هدفاً نبيلاً في حدّ ذاته، ولكنه أضحى اليوم ضرورة تستلزمها المصالح الحيويّة للإنسان*. فالمشاكل التي تهدّد مستقبل البشريّة مثل: حماية البيئة من التلوث المتزايد، واستغلال الموارد الطبيعيّة في العالم على نحو عادل، والحاجة الماسة إلى مشروعات التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة في الدول المتخلّفة، وإبعاد شبح الحرب النوويّة عن الأجيال القادمة، ومواجهة العنف والتطرف اللذين يهددان بالقضاء على الحريّات والحياة الآمنة، وعديد من المشاكل الأخرى، يتعذّر علاجها على نحو فعّال إلاّ من خلال تعاون وثيق مخلص يقوم على أسس من الوفاق والاتحاد على الصعيد العالمي، وهذا ما أوجبه حضرة بهاء الله: "يجب على أهل الصفاء والوفاء أن يعاشروا جميع أهل العالم بالرَّوح والرّيحان لأن المعاشرة لم تزل ولا تزال سبب الاتحاد والاتفاق وهما سببا نظام العالم وحياة الأمم*. طوبى للذين تمسّكوا بحبل الشفقة والرأفة وخلت نفوسهم وتحرّرت من الضغينة والبغضاء"٦.

علّمنا التاريخ،* وما زالت تعلّمنا أحداث الحاضر المريرة، أنّه لا سبيل لنزع زؤان الخصومة والضغينة والبغضاء وبذر بذور الوئام بين الأنام، ولا سبيل لمنع القتال ونزع السلاح ونشر لواء الصلح والصلاح، ولا سبيل للحدّ من الأطماع والسيطرة والاستغلال، إلا بالاعتصام بتعاليم إلهية وتشريع سماوي تهدف أحكامه إلى تحقيق هذه الغايات، و‬من خلال نظام عالمي بديع يرتكز على إرساء قواعد الوحدة الشاملة لبني الإنسان وتوجيه جهوده إلى المنافع التي تخدم المصالح الكلية للإنسانية*.

وفي الحقيقة والواقع أَنَّ حسنَ التفكيرِ والتدبيرِ مساهمان وشريكان للهداية التي يكتسبها الإنسان من الدين في تحقيق مصالح المجتمع وضمان تقدّمه. فإلى جانب التسليم بأن الإلهام والفيض الإلهي مصدر وأساس للمعارف والتحضّر، لا يجوز أن نُغفِل دور عقل الإنسان أو نُبخّس حقّه في الكشف عن أسرار الطبيعة وتسخيرها لتحسين أوجه الحياة على سطح الأرض، فهو من هذا المنظور المصدر الثاني للمعارف اللازمة لمسيرة البشرية على نهج التمدّن، والتعمّق في فهم حقائق العالم المشهود*.

وقد تعاون العلم والدين في خلق الحضارات وحلّ مشاكل ومعضلات الحياة*، وبهما معاً تجتمع للإنسان وسائل الراحة والرخاء والرقي ماديّاً وروحانيّاً*. فهما للإنسان بمثابة جناحي الطير، على تعادلهما يتوقّف عروجه إلى العُلى، وعلى توازنهما يقوم اطّراد فلاحه. أما إذا مال الإنسان إلى الدين وأهمل العلم ينتهي أمره إلى الأوهام وتسيطر على فكره الخرافات، وعلى العكس إذا نحا نحو العلم وابتعد عن الدين، تسيطر على عقله وتفكيره ماديّة مفرطة، ويضعف وجدانه*، مع ما يجرّه الحالان على الإنسانية من إسفاف وإهمال للقيم الحقيقية للحياة. ولعلّ البينونة التي ضاربت أطنابها بين الفكر الديني والتفكير العلمي هي المسؤول الرئيس عن عجز كليهما عن حسن تدبير شؤون المجتمع في الوقت الحاضر.

لقد وهب الله العقل للإنسان لكي يحكم به على ما يصادفه في الحياة فهو ميزان للحكم على الواقع، وواجب الإنسان أن يوقن بصدق ما يقبله عقله فقط، ويعتبر ما يرفضه عقله وهماً كالسراب يحسبه الناظر ماء ولكن لا نصيب له من الحقيقة. أما إذا دام الإصرار على تصديق ما يمجّه العقل فما عساها تكون فائدة هذه المنحة العظمى التي منّ الله بها على الإنسان وميّزه بها عن الحيوان. فكما أن الإنسان لا يكذّب ما يراه بعينيه أو ما يسمعه بأذنيه فكذلك لا يسعه إلاّ أن يصدّق بما يعيه ويقبله عقله. والحقّ أن العقل يفوق ما عداه من وسائل الإدراك فكل الحواس محدودة في قدراتها بالنسبة للعقل الذي لا تكاد تحدّ قدراته حدود، فهو يدرك ما لا يقع تحت الحواس ويرى ما لا تراه العين وينصت لما لا تصله إلى سمعه الآذان، ويخرق حدود الزمان والمكان فيصل إلى اكتشاف ما وقع في غابر الأزمان ويبلغ إلى حقائق الكون ونشأته والناموس الذي يحكم حركته. ومن الحق أن كل ما عرفه الإنسان من علوم وفنون واكتشافات وآداب هي من بدع هذا العقل ونتاجه. أفلا يكفي عذراً إذن لمن ينكرون الدين في هذه الأيام أن كثيراً من الآراء الدينية التي قال بها المفسرون القدماء مرفوضة عقلاً، ومناقضة للقوانين العلمية والقواعد المنطقية التي توصل إليها العقل؟

والمبدأ المرادف للمبدأ السابق هو مسئولية الإنسان في البحث عن الحقيقة مستقلاً عن آراء وقناعات غيره، وبغض النظر عن التقاليد الموروثة والآراء المتوارثة عن السلف والقدماء مهما بلغ تقديره لمنزلتهم ومهما كانت مشاعره بالنسبة لآرائهم. وبعبارة أخرى يسعى لأن تكون أحكامه على الأفكار والأحداث صادرة عن نظر موضوعي نتيجة لتقديره ورأيه تبعاً لما يراه فيها من حقائق. إن الاعتماد على أحكام وآراء الغير تَسبّبَ في الإضرار بالفكر الديني والتفكير العلمي وملكة الإبداع في كثير من الأمم، فإحباط روح البحث والتجديد التي نعاني منها اليوم كانت نتيجة التقليد الأعمى واتباع ما قاله السلف والتمسك بالموروث بدون تدقيق في مدى صحته أو نصيبه من الحقيقة أو اختبار أوجه نفعه*.

فواجبنا اليوم أن نتحرّى الحقيقة ونترك الخرافات والأوهام التي تشوب كثيراً من تصورات ومفاهيم وتفاسير السلف في مختلف الميادين وعلى الأخص فيما يتعلق بالمعتقدات والتفاسير الدينيّة. لقد خلق الله العقل في الإنسان لكي يطلع على حقائق الأشياء لا ليقلد آباءه وأجداده تقليداً أعمى. وكما أن كل من أُوتِيَ البصر يعتمد عليه في تبيّن الأشياء، وأن كل من أُوتِيَ السمع يعتمد عليه في التمييز بين الأصوات، فكذلك واجب كل من أُوتِيَ عقلاً أن يعتمد عليه في تقديره للأمور ومساعيه لتحري الحقيقة واتباعها. وذلك هو النصح والتوجيه الإلهي حيث قال تعالى: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمَعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهِ مَسْئُولاً"٧‬.

وإهمال المرء الاستقلال في بحثه وأحكامه يورث الندامة. فقد رفض اليهود كلاّ من رسالة المسيح ورسالة محمد نتيجة لإحجامهم عن البحث المستقلّ عن الحقيقة واتباع التقاليد والأفكار الموروثة، من ذلك نبوءات مجيء المسيح - التي وِفقاً للتفاسير الحرفية التي قال بها السلف - أنه سيأتي مَلَكاً ومن مكان غير معلوم بينما بُعث المسيح فقيراً وجاءهم من بلدة الناصرة، وبذلك أضلّتهم أوهام السلف عن رؤية الحقيقة الماثلة أمام أنظارهم ومنعتهم عن إدراك المعاني الروحانية المرموز إليها في تلك النبوءات. ثم أدّى التشبث بمفاهيم السلف إلى بث الكراهية والعداوة بينهم وبين أمم أخرى دامت إلى يومنا هذا. وما ذلك إلاّ بسبب الانصراف عن إعمال العقل والاستقلال في التعرف على الحقيقة*.

ومن مبادئ الدين البهائي التحرّر من جميع ألوان التعصب*. فالتعصبات أحكام ومعتقدات نسلّم بصحتها بدون مزيد بحث أو تحرٍّ لحقيقتها، ونتخذها أساساً لتحديد مواقفنا، وعلى هذا تكون التعصبات جهالة من مخلّفات التفكير القبليّ، وأكثر ما يعتمد عليه التعصب هو التمسك بالمألوف وتجنب الجديد، لمجرد أن قبوله يتطلّب تعديلا في القيم والمعايير التي نبني عليها أحكامنا*. فالتعصب نوع من الهروب، ورفض لمواجهة الواقع.

بهذا المعنى، التعصب أيّاً كان، جنسياً أو عنصرياً أو سياسياً أو عرقياً أو مذهبياً، هو شر يقوّض أركان الحقّ ويفسد المعرفة، بقدر ما يدعم قوى الظلم ويزيد سيطرة الجهل. وبقدر ما للمرء من تعصّب يضيق نطاق تفكيره وتنعدم حريّـته في الحكم الصحيح*. ولولا هذه التعصبات لتجنّب الناس في الماضي كثيراً من الحروب والاضطهادات والمظالم والانقسامات*. ولا زال هذا الداء ينخر في هيكل المجتمع الإنساني، ويسبّب الحزازات والأحقاد التي تفصم عُرَى المحبّة والوداد*. إنّ الرسالة البهائيّة بإصرارها على ضرورة القضاء على التعصب، إنمّا تحرّر الإنسان من نقيصة مستحكمة، وتبرز دوره في إحقاق الحقّ وأهميّة التمسك بخصال العدل والنزاهة والإنصاف في كل الأمور*.

ومن مبادئ الدين البهائي مبدأ التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع الإنساني بُغيَةَ القضاء على الفقر المدقع*. فالعَوَز قد كان وما زال داءٌ يهدّد السّعادة البشريّة ويحرم الفقراء من الضروريات ويسلبهم الحياة الكريمة، كما يزعزع الفقر أركان الاستقرار والأمن في المجتمع. وقد اقتصرت محاولات الماضي في معظم الأحيان على الصّدقات الخيرية فردية أكانت أم جماعية، ولم يصل العزم على القضاء على الفقر في أي وقت سابق إلى درجة الوجوب والإلزام على المجتمع. ولذا طال أمد الفقر واستشرى خطره في وقتنا الحاضر، وأصبح أقوى عامل يعوّق جهود الإصلاح والتنمية في أكثر المجتمعات*، وامتدّت شروره إلى العلاقات بين الدّول والجماعات لتجعل منه سبباً لأزمات حادّة وأخطار عظيمة.

ولا يعني ذلك أن المساواة المطلقة بين الناس في النواحي المادية للحياة ممكنة أو أن من ورائها جدوى ما دامت كفاءات البشر غير متساوية. إلاّ أن من المؤكّد أيضاً أنّ لتكديس الثروات في أيدي الأغنياء مخاطر ونكسات لا يُستهان بهما*. ففي تفشّي الفقر المدقع إلى جوار الغنى الفاحش مضار محقّقة تهدّد السكينة التي ينشدها الجميع، وإجحاف يتنافى مع العدل ومع مشاعر الأخوّة التي يجب أن تسود بين الناس، ولذلك ينبغي إعادة تنظيم وتنسيق النظريات الاقتصادية على أسس روحانية حتى يحصل كل فرد على نصيب من ضرورات الحياة الكريمة كحقّ لا صَدَقَةً. فإن كان تفاوت الثروات أمراً لا مفرّ منه، فإنّ في الاعتدال والتوازن ما يحقّق كثيراً من القيم والمنافع، ويتيح لكل فرد حظّاً من نعم الحياة*. لقد أرسى حضرة بهاء الله هذا المبدأ على أساس ديني ووجداني، كما أوصى بوضع تشريع يكفل المواساة والمؤازرة بين بني الإنسان، كحقّ للفقراء. وأوصى حضرته بالفقراء في مواضع كثيرة من وصاياه: "لا تحرموا الفقراء عمّا أتاكم الله من فضله وإنه يجزي المنفقين ضعف ما أنفقوا إنه ما من إله إلاّ هو له الخلق والأمر يعطي من يشاء ويمنع عمّن يشاء وإنه لهو المعطي الباذل العزيز الكريم"٨.

ومن واجبات البهائي السعي إلى اكتساب الصفات الملكوتية والتخلّق بالفضائل الأمر الذي أكد عليه حضرة بهاء الله: "الخُلُق إنه أحسن طراز للخَلْق من لدى الحقّ، زيّن الله به هياكل أوليائه، لعمري نوره يفوق نور الشمس وإشراقها*. مَن فاز به فهو من صفوة الخَلْق، وعزّة العالم ورفعته منوطة به"٩، فمن بين الغايات الرئيسة للدين تعليم الإنسان وتهذيبه*. وما من رسول إلا وأكّد على هذا الهدف الجليل الذي ينشد تطوير الإنسان من كائن يريد الحياة لذاتها، إلى مخلوق يريد الحياة لما هو أسمى منها، ويسعى فيها لما هو أعزّ من متاعها وأبقى، ألا وهو اكتساب الفضائل الإنسانيّة والتخلّق بالصفات الإلهيّة تقرّباً إلى الله "إن أوامره هي الحصن الأعظم لحفظ العالم وصيانة الأمم*. نوراً لمن أقرّ واعترف وناراً لمن أدبر وأنكر"١٠.

أمر حضرة بهاء الله في الكتاب الأقدس: "زيّنوا رؤوسكم بإكليل الأمانة والوفاء، وقلوبكم برداء التقوى، وألسنكم بالصدق الخالص، وهياكلكم بطراز الآداب، كل ذلك من سجيّة الإنسان لو أنتم من المتبصّرين*. يا أهل البهاء تمسّكوا بحبل العبودية لله الحقّ بها تظهر مقاماتكم وتثبت أسماؤكم وترتفع مراتبكم وأذكاركم في لوح حفيظ"١١. فالقرب إليه تعالى ليس قرباً ماديّاً، ولكن قرب مشابهة وتَحَلّ بصفاته بقدر كفاءة الإنسان*. وهذا يفرض على البهائي أولاً: السّعي للتعرّف على التعاليم والأحكام الجليلة التي أظهرها مشرق وحيه ومطلع إلهامه*، وثانياً: اتّباعها في حركته وسكونه، وفي ظاهره وباطنه: "إنّ الجنود المنصورة في هذا الظهور هي الأعمال والأخلاق المرضية، وإنّ قائد هذه الجنود تقوى الله"١٢. فالعمل بما أنزل الله هو فرع من عرفانه، وليس المقصود بعرفان الصفات الإلهية التصوّر الذهني لمعانيها، وإنّما الاقتداء بها في القول والعمل وفي ذلك تتمثّل العبوديّة الحقّة لله، تـنزّه تعالى عن كل وصف وشبه ومثال*. وقد أوجز حضرة بهاء الله هذه الحقيقة في قوله: "قل إن الإنسان يرتفع بأمانته وعفّته وعقله وأخلاقه، ويهبط بخيانته وكذبه وجهله ونفاقه*. لعمري لا يسمو الإنسان بالزينة والثروة بل بالآداب والمعرفة"١٣.

وينهي الدين البهائي عن ارتكاب الفواحش وما لا يليق بمرتبة الإنسان من القتل والضرب والشجاج، والسرقة والخيانة، والغش والخداع، والسلب والنهب وحرق البيوت، ويحرّم الزّنا واللواط والخمر والمخدرات، والقمار والميسر، ويحذر من الكذب والنفاق والغيبة والنميمة والجدال والنزاع. كما تنفرد تعاليم الدين البهائي بتحريم الرقّ والتسوّل وتعذيب الحيوان وتقبيل الأيدي والرياضات الشاقة، فضلاً عن رفع أحكام الرّهبنة والكهنوت والاعتراف بالخطايا طلباً للغفران*. وتأمر بالصوم والصلاة، وتلاوة الآيات في كل صباح ومساء، والتأمل في معاني الكلمات الإلهية، وتقوى الله، وإسلام الوجه إليه في كل الأمور، والعفّة والطهارة، والعدل والإنصاف، والعفو والتسامح والصبر وسعة الصدر، وتحصيل العلوم والفنون النافعة. وتوصي بإكرام الوالدين ورعاية حقهما، وبتربية الأولاد وتعليمهم بنيناً وبناتاً، وبالتزام المجتمع بتعليم الأولاد عند عدم مقدرة الأبوين*.‬
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المبادئ التي أعلنها حضرة بهاء الله (الجزء الثاني)

ومن مبادئ الدين البهائي المساواة في الحقوق والواجبات بين الرجال والنساء*. لأن ملكات المرأة الروحانيّة وكفاءتها لعبودية ساحة الأحدية فضلاً على قواها العقليّة لا تفترق عمّا أوتي الرجل منها، وهذه هي جوهر الإنسان وحقيقته، فالمرأة والرجل متساويان في الصفات الإنسانيّة، وقد أكّد سبحانه وتعالى مراراً أَنَّ خَلْقَ الإنسان جاء على صورة ومثال الخالق، لا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى*. وليس التماثل الكامل بين الجنسين في وظائفهما العضويّة شرطاً لتكافئهما طالما أن علّة المساواة هي اشتراكهما في الخصائص الجوهريّة، لا الصفات العرضيّة*. إنّ تقديم الرجل على المرأة في السابق كان لأسباب اجتماعيّة وظروف بيئيّة لم يعد لهما وجود في الحياة الحاضرة*. ولا دليل على أن الله يفرّق بين الرجل والمرأة من حيث الإخلاص في عبوديّـته والامتثال لأوامره والتحلّي بالأخلاق المثالية؛ فإذا كانا متساويين في ثواب وعقاب الآخرة، فلِمَ لا يتساويان في الحقوق والواجبات إزاء أمور الحياة الدنيا؟

عدم اشتراك المرأة في الحياة العامة في الماضي اشتراكاً متكافئاً مع الرجل، لم يكن أمراً أملته طبيعتها بقدر ما برّره نقص تعليمها وقلّة مرانها، وثقل أعباء عائلتها، وعزوفها عن النزال والقتال*. أمّا وقد فُتحت اليوم أبواب التعليم أمام المرأة، وأتيح لها مجال الخبرة بمساواة مع الرجل، وتهيّأت الوسائل لإعانتها في رعاية أسرتها، وأضحى السلام بين الدول والشعوب ضرورة تقتضيها المحافظة على المصالح الحيويّة للجنس البشري، لم يعد هناك لزوم للحيلولة بينها وبين المساواة. إنّ تحقيق المساواة بين عضوي المجتمع البشري يتيح الاستفادة التامة من خصائصهما المتكاملة، ويسرع بالتقدم الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والسياسي، ويضاعف فرص الجنس البشري لبلوغ السعادة والرفاهية والاستقرار.

ومن مبادئ الدين البهائي إيجاد نظام تتحقّق فيه الشروط الضروريّة لاتحاد البشر وضمان دوامه*. وبناء هذا الاتحاد يقتضي دعامة سندها العدل لا القوّة، وتقوم على التعاون لا التنافس، وغايتها تحقيق المصالح الجوهريّة لعموم البشر، حتى تحظى البشرية بعصر يجمع بين الرخاء والنبوغ على نحو لم يسبق له مثيل*. وقد فصّل حضرة بهاء الله أسس هذا النظام البديع في رسائله إلى ملوك ورؤساء دول العالم في إبّان وجوده في سجن عكّا، وكان من بينهم ناپليون الثالث، والملكة ڤكتوريا، وناصر الدين شاه، ونيقولا الأول، وبسمارك، وقداسة البابا بيوس التاسع، والسلطان عبد العزيز، ودعاهم للعمل متعاضدين على تخليص البشريّة من لعنة الحروب وتجنيبها نكبات المنازعات العقيمة.

ولكن قوبل نداؤه هذا آنذاك بالاستنكار والرفض لمخالفته لكل ما كان متعارفاً عليه في العلاقات بين الدول*. لكن وجدت هذه التعاليم طريقها إلى تفكير المسئولين عن تدبير شئون البشريّة، وفرضت نفسها على مجريات الأحداث الدوليّة، ووجد جزء منها طريقه للتطبيق بالتدريج حتي أضحت اليوم مبادئ هذا النظام الدولي - في نظر أهل الخبرة والتدبير - الحلّ الأمثل للمشاكل العالمية، ويراها المفكّرون في زماننا من مسلّمات أي نظام عالمي جاد في إعادة تنظيم العلاقات بين المجموعات البشريّة على نمط يحقّق الأمن والرفاهية والعدل في العالم. ومن أركان هذا النظم الذي أعلنه حضرة بهاء الله حوالي سنة ١٨٦٨م :

نبذ الحروب كوسيلة لحلّ المشاكل والمنازعات بين الأمم، بما يستلزمه ذلك من تكوين محكمة دوليّة للنظر فيما يطرأ من منازعات، وإعانة أطرافها للتوصّل إلى حلول سلميّة عادلة.



تأسيس مجلس تشريعي على النطاق الدولي لحماية المصالح الحيويّة للبشر وسنّ القوانين اللازمة لصون السلام في العالم.



تنظيم إشراف دولي يمنع تكديس السلاح على نحو يزيد عن حاجة الدولة لحفظ الأمن والنظام داخل حدودها.



إنشاء قوّة دوليّة دائمة لفرض احترام القانون وردع أي أمّة عن استعمال القوّة المسلحة لتنفيذ مآربها.



إيجاد أو اختيار لغة عالميّة ثانويّة تأخذ مكانها إلى جانب اللغات القوميّة تسهيلا لتبادل الآراء، ونشرا للثقافة والمعرفة، وزيادة للتفاهم والتقارب بين الشعوب.

وخير ما تُختم به هذه المقتطفات من المبادئ والتعاليم البهائية نُصْح حضرة بهاء الله لأوليائه المخلصين:‬

"إنّا ننصح العباد في هذه الأيام التي فيها تغبّر وجه العدل وأنارت وجنة الجهل وهُتك ستر العقل، وغاضت الراحة والوفاء وفاضت المحنة والبلاء، وفيها نُقضت العهود ونُكثت العقود، لا يدري نفس ما يبصره ويعميه وما يضلّه ويهديه*.

قل: يا قوم دعوا الرذائل وخذوا الفضائل، كونوا قدوة حسنة بين الناس وصحيفة يتذكّر بها الأناس، من قام لخدمة الأمر له أن يصدع بالحكمة ويسعى في إزالة الجهل عن بين البريّة، قل أن اتحدوا في كلمتكم واتفقوا في رأيكم واجعلوا إشراقكم أفضل من عشيّكم، وغدكم أحسن من أمسكم*. فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزينة والثروة والمال، اجعلوا أقوالكم مقدّسة عن الزّيغ والهوى وأعمالكم منزّهة عن الريب والرياء*. قل لا تصرفوا نقود أعماركم النفيسة في المشتهيات النفسيّة ولا تقتصروا الأمور على منافعكم الشخصيّة*، أنفقوا إذا وجدتم واصبروا إذا فقدتم إنّ بعد كل شدّة رخاء ومع كل كدر صفاء، اجتنبوا التكاهل والتكاسل وتمسّكوا بما ينتفع به العالم من الصغير والكبير والشيوخ والأرامل، قل إيّاكم أن تزرعوا زؤان الخصومة بين البريّة وشوك الشكوك في القلوب الصافية المنيرة*.

قل: يا أحبّاء الله لا تعملوا ما يتكدّر به صافي سلسبيل المحبّة وينقطع به عرف المودّة، لعمري قد خلقتم للوداد لا للضغينة والعناد، ليس الفخر لحبّكم أنفسكم بل لحبّ أبناء جنسكم، وليس الفضل لمن يحبّ الوطن بل لمن يحبّ العالم*. كونوا في الطّّرف عفيفاً، وفي اليد أميناً، وفي اللسان صادقاً، وفي القلب متذكّراً، لا تسقطوا منزلة العلماء في البهاء ولا تصغّروا قدر من يعدل بينكم من الأمراء، اجعلوا جندكم العدل وسلاحكم العقل وشيمكم العفو والفضل وما تفرح به أفئدة المقرّبين"١٤.‬





--------------------------------------------------------------------------------

١. بهاء الله، الإشراق الأول، ألواح حضرة بهاء الله (بروكسل، دار النشر البهائية في بلجيكا، ١٩٨٠) ص ٢٣
٢. بهاء الله، الإشراق التاسع، المرجع السابق ص ٢٨
٣. سورة الحديد، آية ١٦
٤. بهاء الله، منتخباتي من آثار حضرة بهاء الله (آنكنهاين، لجنة نشر الآثار الأمرية، الطبعة الأولى) فقرة ٧٠
٥. بهاء الله، منتخباتي من آثار حضرة بهاء الله، فقرة ١٠٧
٦. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص ٥٢
٧. سورة الإسراء، آية ٣٦
٨. بهاء الله، منتخباتي من آثار حضرة بهاء الله، فقرة ١٢٨
٩. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص ٥٢
١٠. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص ٦٨
١١. الكتاب الأقدس، فقرة ١٢٠
١٢. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص ٢٥
١٣. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله (بروكسل، دار النشر البهائية في بلجيكا، ١٩٨٠) ص ٧٥
١٤. بهاء الله، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص ١١٧-١١٨
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لماذا البهائيه دين

[FONT=Arial (Arabic)][FONT=Times New Roman (Arabic)]البهائيه دين[/FONT]



[FONT=Times New Roman (Arabic)]لا خلاف أن غاية الدين هي الوفاق والوداد بين البشر,ومع ذلك جعله الناس منذ بداية الخليقة مصدرا للشقاق والجدال والقتال,علي الرغم من تناقض ذلك مع الطبيعة الروحانية لجميع الأديان التي يركز جوهرها علي التراحم والبر والإحسان,فالدين يفرض حسن معاملة الغير.وقد يكون السبب وراء التحيز والتعصب ما تلقيه قداسة الدين في روع أتباعه من امتناع البحث الحر في معتقداته,إلي جانب ما يفرضه التقليد المتوارث من أخذ تعاليم الدين عن رجال متخصصين دون تحليل أو تمحيص,وكلا الأمرين معدوم الأساس,ومؤداهما ضعف نفوذ الدين ذاته,وتسلط التعصب علي أفكار الناس.ولو واجه كل فرد نفسه اليوم باحثا عما حمله علي اعتناق دين دون غيره,وعما يثبت صدق الدين الذي اعتنقه لأدهشه الجواب.وقبل أن يفيق من دهشته يأتيه سؤال آخر وهو:إن كان هذا الدين الذي اعتنقه حقا فلماذا لم يؤمن به الآخرون؟ ولماذا يعترض عليه أصحاب الديانات الأخري؟.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]إن الناظر في تاريخ الأديان,والمدقق في تسلسلها يري أن التاريخ يعيد نفسه,وأن الاعتراض علي الأديان يسير علي نفس المنوال والنسق,ويدرك أن رؤساء الدين السابق في كل زمان هم أول من يقومون بالاعتراض,ولا يسعهم إلا تكفير كل من يؤمن بهذا الدين,فهم يؤمنون فقط بما سبقهم من رسالات,لأنها جاءت صريحة في كتابهم,أما ما يأتي من بعدها فيعتبرونه ضلالا وافتراء,هذا علي الرغم مما في كتبهم المقدسة من تحذير بأن لا يسلكوا مسالك التكذيب والعصيان,وأن لا يكونوا حائلا بين الله وعباده,كما امتلأت الكتب السماوية بقصص الأقوام الغابرة,وكيف كانت عاقبة تكذيبهم لرسلهم واعتراضهم عليهم,مع التلميح إلي الكوارث التي حاقت بهم لرفضهم الدين الجديد من دون بينة ولا كتاب منير.ولكن مازالت المأساة تتكرر في كل ظهور فيقيسون الرسالة التالية بما تهوي أنفسهم ويسعون للقضاء عليها.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]وهكذا نري أن ما دأبت عليه الأوساط الدينية هو نبذ معتقدات الغير دون ترو في بحثها,وذلك نتيجة لعدم تطبيق معايير موضوعية لتعريف الدين علي نحو علمي,ولتمييزه عن غيره من الحركات الفكرية,والمذاهب الفلسفية.فغياب المقاييس العقلية المجردة يسهل سيطرة العواطف والميول الشخصية في الحكم علي ما يدور في وجدان الآخرين.ومن هذه الأحكام ما خرجت به بعض الصحف مؤخرا عن البهائية,وعلاقتها بالأديان الأخري في أعقاب حكم القضاء الإداري باستلزام القانون إثبات الدين البهائي كغيره من الأديان في شهادات الميلاد والبطاقات الشخصية للتعرف علي حقيقة الانتماء الديني لصاحب البطاقة.فأثار هذا الرأي القانوني التساؤل عما إذا كانت البهائية دينا,أم مذهبا,أم حركة فكرية؟ ولذلك نبادر بعرض بعض المعايير التي يمكن الاعتماد عليها في التعرف علي الطبيعة الروحانية لهذا الدين,مع الإقرار سلفا بصعوبة الاعتماد علي الأدلة العقلية وحدها في مجال يختص به الفؤاد,ويحكم عليه الضمير,وتطوف حوله مشاعر الحب والولاء:[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]1- أهم ما يميز الدين -أي دين- هو الإيمان بوجود خالق مدبر للكون فوق عالم الطبيعة,مسيطر علي العالم المشهود,إله لا شريك له ولا نظير,وجوده المهيمن عزيز علي الوصف,ومستعص علي الإدراك,وجود فريد ممتنع علي العقل البشري المحدود,لأن البون الفاصل بين علو الواجد ودنو الموجود مانع للإدراك,وهذا في صلب ما يعتقده البهائيون,وقد أوجزه عبد البهاء -المبين لرسالة بهاء الله- بشكل مبسط في مقتطف نشرته مجلة وادي النيل في الثاني من محرم سنة 1330:[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]فإذا كانت حقيقة الجماد والنبات والحيوان والإنسان حال كونها كلها من حيز الإمكان,ولكن تفاوت المراتب مانع أن يدرك الجماد كمال النبات,والنبات قوي الحيوان,والحيوان فضائل الإنسان,فهل من الممكن أن يدرك الحادث حقيقة القديم ويعرف الصنع هوية الصانع العظيم؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]2- ومع ذلك التفاوت بين الغيب والشهود يركز الدين علي دوام الرابطة الوثيقة بين الله والخلق,فمنه تستمد الكائنات نشوءها وبقاءها ومنتهاها بتبعية لا تعرف الاستقلال,ومن عليائه يتنزل الهدي للإنسان,وعليه اعتماده,وبه رجاؤه,وله مآله,ولكن التلقي المباشر ممتنع,والواسطة بينهما رسل مرسلة تحكي عن الحقيقة الخافية,وتظهر مشيئتها وتفرض عبادتها,وتحذر من عاقبة العصيان في الآخرة والأولي.فهل يوجد في البهائية خلاف هذا؟ يقول بهاء الله:[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]إن جميع الأنبياء هم هياكل أمر الله الذين ظهروا في أقمصة مختلفة,وإذا ما نظرت إليهم بنظر لطيف لتراهم جميعا ساكنين في رضوان واحد,وطائرين في هواء واحد,وجالسين علي بساط واحد,وناطقين بكلام واحد,وآمرين بأمر واحد.وهذا هو اتحاد جواهر الوجود والشموس غير المحدودة والمعدودة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]3- وعبودية الإنسان لخالقه واعتماده عليه تستلزم ذكره وعبادته وتقواه فيجعل الدين مواقيت لها وشروطا,ومناسك لأدائها,فهي جوهر علاقة العبد بربه,لذا نجد للعبادات في كل دين أركانا أساسية يقوم عليها,مثل الصلاة ولكنها تختلف من دين إلي دين,والصوم أيضا يختلف في كل دين عن الآخر,وهكذا في الزكاة والحج,فهذه الأركان مع أنها من الثوابت,ولكن طريقة أدائها تختلف من دين إلي آخر وتغيير أسلوبها من دين إلي دين رغم ثبوتها هو تأكيد لاستقلاله,حيث إن لكل دين أماكنه المقدسة,ومناسباته الخاصة به.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]لقد جاء في الكتاب الأقدس:قد فرض عليكم الصلاة والصوم من أول البلوغ أمرا من لدي الله ربكم ورب آبائكم الأولين.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]4- ويشرع الدين -فضلا عن العبادات والأوامر والنواهي- أحكاما للأحوال الشخصية وما يتبعها من روابط ضرورية لبناء الأسرة,التي هي الوحدة الأساسية في كل المجتمعات,وعلي قدر قوة بنائها وتماسكها يتوقف البناء الاجتماعي للأمة بأسرها.والمطلع علي الأحكام التي جاء بها الدين البهائي بخصوص الزواج والأسرة يجد أنها لا تختلف كثيرا عن المعمول به في معظم الشرائع,فهي تشترط رضاء الطرفين,ووالديهما,ولكن تفرض الاكتفاء بزوجة واحدة,وإبعاد احتمالات الطلاق وإتاحة الفرص للتوفيق بين الزوجين وذلك بإرجاء الطلاق لمدة سنة كاملة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]5- ويشترط الدين أن يكون الانتماء إليه عن رضا حر دون إكراه أو إغراء أو تأثير,بعد البحث والاستقصاء بالقدر الذي يجلب الاطمئنان لقلب كل فرد.ولو أن حقيقة الدين لا تقاس بتعداد أتباعه,إلا أن انتشار الدين البهائي خلال قرن ونصف القرن في أقصر بقاع الأرض,وتأثير كلمته الخلاقة وقدرتها علي اقتلاع جذور الشحناء والبغضاء من بين الذين آمنوا به,وبعثهم في خلق جديد تسوده إخوة صادقة,هو خير شاهد علي تأثير الكلمة الإلهية الموحدة,وعلي نفوذ القدرة الكامنة في تعاليم هذا الدين,وهو خير مذكر لحاجة عالم يئن من تفتت وحدته وتشتت أفكاره إلي الهداية التي جاء بها هذا الدين,والتي هي في حقيقتها الدرياق الشافي لما يعتريه من أمراض.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]6- ومن أسس الدين أن الإنسان مسئول عن أعماله خيرا كانت أم شرا,ولو أنه قد يلقي بعض الثواب أو العقاب في الحياة الدنيا,ولكن حسابه الكامل يكون بعد الموت.فلنتأمل ما تفضل به حضرة بهاء الله في الكلمات المكنونة:حاسب نفسك في كل يوم من قبل أن تحاسب لأن الموت يأتيك بغتة وتقوم علي الحساب في نفسك.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]7- ومن خصائص الدين أيضا إخباره عن أحداث الماضي والإفصاح عن رؤاه للمستقبل مخبرا بيقين راسخ عن نبوءات تزداد بتحقيقها قلوب المؤمنين اطمئنانا,ويري فيها المتشككون بينة قاطعة.وقد أنبأ بهاء الله في ألواحه المرسلة إلي ملوك الأرض ورؤسائها في عام 1868 وهو في سجن عكا بما ستؤول إليه أحوالهم والانقلابات التي ستقع في العالم سواء بضياع الملك من أيدي أولئك الملوك الذين لم يستجيبوا للنداء الإلهي,أو بانقضاء عهد الكهنوت الذي حال بين الناس وبين التوجه إلي الله.ولنأخذ علي سبيل المثال إنذاره لنابليون الثالث بأن عزه زائل وأن الذلة تسعي عن ورائه,إلا أن يتمسك بحبل الله المتين,وقد تحقق هذا قبل مضي عامين علي هذا التحذير,حيث خسر نابليون الحرب البروسية واستسلم لبسمارك في أوائل سبتمبر 1870 وثارت باريس عليه بعد ذلك بيومين وخلعته,وبقي سجينا حتي عام 1871 ثم قضي نحبه في منفاه,ومن بعده فقد بيوس التاسع السلطة لنفسه ولخلفائه وانحسر سلطانه في مدينة الفاتيكان,كما فقد السلطان عبد الحميد الخلافة والملك,وقتل ناصر الدين شاه علي يد واحد من أنصار الأفغاني,وهكذا هتكت حرمة سلاطين ذلك الزمان واجتث ملكهم وزال إلي غير رجعة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]خلاصة القول إن أحداث العالم وأحواله سارت في الوجهة التي عينها بهاء الله فتحررت الشعوب واستقلت,وفقدت أوربا منزلتها القديمة,وتشكلت المنظمات الدولية,وتأسست محاكم لحل المنازعات بين الدول بالطرق السلمية,والتزمت الحكومات دوليا باحترام حقوق الأفراد الموجودين علي أراضيها,وانقضي عهد الرق ونظام الإقطاع والسخرة والاستعمار,وبدت في الآفاق نواة لنظام عالمي علي النحو الذي رسمته رؤية حضرة بهاء الله.ومازالت أمور العالم توالي هذه المسيرة بخطي حثيثة حتي تستكمل الشوط وتؤول إلي ما أنبأ به.ولكن حذار من أن يظن الناس أن هذا البناء المادي مهما بلغ من الدقة والإتقان أنه ما جاء الدين البهائي لتحقيقه فقط,وإنما هو هيكله الخارجي وأداته المادية,أما جوهره الذي أسماه بهاء الله الصلح الأعظم فلا يتحقق إلا بإقبال أهل العالم طواعية إلي إسلام الوجه لله والاستجابة إلي ندائه والسلوك في سبيله علي النحو الذي أنزله علي لسان مبعوثه إلي العالم في هذا العصر.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]هذه أساسيات أية رسالة سماوية,ولكن لا يعني ذلك تسليم السلطات بحقيقتها في وقت ظهورها,سواء أكانت تلك السلطة دينية أم سياسية,فقد رفض فرعون رسالة موسي محذرا قومه بأن موسي جاء ليبدل دينهم,وحرض علي قتله مدعيا أن يوسف عليه السلام هو خاتم المرسلين,فهل أوقف اعتراض فرعون وحكمائه انتشار الشريعة الموسوية وشيوعها؟ ولكن ما لبث قوم موسي أن كرروا الخطأ نفسه عند ظهور المسيح فهاج علماؤهم وماجوا,ورفضوا قبوله وحكموا عليه بالكفر,وعلي رسالته بالبطلان.وبالنظر إلي الرسالة المحمدية,من الذي رفضها ولايزال يحكم بعدم سماويتها حتي الآن؟.ونخرج من ذلك بأن الديانة اليهودية تأسست بناء علي قول موسي وحده إلي أن شهد لها المسيح,كما تأسست المسيحية بقول المسيح وحده إلي إن شهد الإسلام بصدقها كديانة سماوية,لذا فإن الديانة البهائية لا تتوقع أن يشهد لها الرؤساء ورجال الدين,لأنهم يعترفون بما سبق دينهم من أديان,ويرفضون كل ما يأتي من بعد,وهذه سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]هذه هي جملة العناصر التي توفرت في الأديان السماوية السابقة علي نحو منتظم وبها تميزت الأديان عن غيرها من الحركات والمذاهب الفكرية,ومن ثم يمكن اتخاذها قسطاسا للحكم وتمييزا للدين عن غيره بطريقة موضوعية لا مكان فيها للميول الشخصية,وقد أوردنا ما يؤيد وجود كل عنصر من هذه العناصر في الديانة البهائية مما يحسم الخلاف حول طبيعتها ويؤيد أنها شاملة لكل العناصر التي احتوت عليها الأديان السماوية الأخري.وهذا ما دفع أكثر من مائة وستين دولة إلي الاعتراف بالدين البهائي,وقبول هيئاته الإدارية علي أنها هيئات دينية كما اعترف العديد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني في أطراف المعمورة بأن الدين البهائي دين مستقل عن غيره من الأديان.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]فإذا استبعدنا الفتاوي التي تستند إلي الميول الشخصية واعتمدنا في أحكامنا علي المقاييس الموضوعية انتهينا إلي أن البهائية تشترك مع غيرها من الأديان فيما حوته من عبادات ومعتقدات وحدود وأحكام,ويتحتم بناء علي ذلك الإقرار بأنها ديانة قائمة علي ما تقوم عليه الأديان من أركان .[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا,اعدلوا هو أقرب للتقوي.[/FONT]



[FONT=Times New Roman (Arabic)]لمزيد من المعلومات[/FONT]]
http://www.bahai.com/arabic/




[/FONT]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

regrego

عضو مخضرم
بارك الله فيك اخي طالب علم

ان نعمة التوحيد من النعم التي انعم الله بها على اصحاب العقول

مشكورا على الموضوع الجميل
 

الفودري

عضو بلاتيني
شكرا لكم لتفاعلكم ...

و شكرا للنائب وليد الطبطبائي على معارضته لهم و الاعتراف بهم في الكويت
 

النابغة

عضو بلاتيني
شكرا لكم لتفاعلكم ...

و شكرا للنائب وليد الطبطبائي على معارضته لهم و الاعتراف بهم في الكويت


الأخ العزيز الفودري ...

البهائية غير "البهرة" :)

دستوريا ً حرية الإعتقاد مطلقة ... مالم يخالف ذلك الآداب العامة.

مادة 35

حرية الاعتقاد مطلقة ، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الاديان طبقا للعادات المرعية ، على الا يخل ذلك بالنظام العام او ينافي الاداب .

لذلك مالم يخالف إعتقاد الشخص النظام العام أو ينافي الأداب ... فتلك مسألة بينه و بين خالقه.

ودمتم......
 

ستانفورد بينيه

عضو بلاتيني
[FONT=Arial (Arabic)][FONT=Times New Roman (Arabic)]البهائيه دين[/FONT]



[FONT=Times New Roman (Arabic)]لا خلاف أن غاية الدين هي الوفاق والوداد بين البشر,ومع ذلك جعله الناس منذ بداية الخليقة مصدرا للشقاق والجدال والقتال,علي الرغم من تناقض ذلك مع الطبيعة الروحانية لجميع الأديان التي يركز جوهرها علي التراحم والبر والإحسان,فالدين يفرض حسن معاملة الغير.وقد يكون السبب وراء التحيز والتعصب ما تلقيه قداسة الدين في روع أتباعه من امتناع البحث الحر في معتقداته,إلي جانب ما يفرضه التقليد المتوارث من أخذ تعاليم الدين عن رجال متخصصين دون تحليل أو تمحيص,وكلا الأمرين معدوم الأساس,ومؤداهما ضعف نفوذ الدين ذاته,وتسلط التعصب علي أفكار الناس.ولو واجه كل فرد نفسه اليوم باحثا عما حمله علي اعتناق دين دون غيره,وعما يثبت صدق الدين الذي اعتنقه لأدهشه الجواب.وقبل أن يفيق من دهشته يأتيه سؤال آخر وهو:إن كان هذا الدين الذي اعتنقه حقا فلماذا لم يؤمن به الآخرون؟ ولماذا يعترض عليه أصحاب الديانات الأخري؟.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]إن الناظر في تاريخ الأديان,والمدقق في تسلسلها يري أن التاريخ يعيد نفسه,وأن الاعتراض علي الأديان يسير علي نفس المنوال والنسق,ويدرك أن رؤساء الدين السابق في كل زمان هم أول من يقومون بالاعتراض,ولا يسعهم إلا تكفير كل من يؤمن بهذا الدين,فهم يؤمنون فقط بما سبقهم من رسالات,لأنها جاءت صريحة في كتابهم,أما ما يأتي من بعدها فيعتبرونه ضلالا وافتراء,هذا علي الرغم مما في كتبهم المقدسة من تحذير بأن لا يسلكوا مسالك التكذيب والعصيان,وأن لا يكونوا حائلا بين الله وعباده,كما امتلأت الكتب السماوية بقصص الأقوام الغابرة,وكيف كانت عاقبة تكذيبهم لرسلهم واعتراضهم عليهم,مع التلميح إلي الكوارث التي حاقت بهم لرفضهم الدين الجديد من دون بينة ولا كتاب منير.ولكن مازالت المأساة تتكرر في كل ظهور فيقيسون الرسالة التالية بما تهوي أنفسهم ويسعون للقضاء عليها.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]وهكذا نري أن ما دأبت عليه الأوساط الدينية هو نبذ معتقدات الغير دون ترو في بحثها,وذلك نتيجة لعدم تطبيق معايير موضوعية لتعريف الدين علي نحو علمي,ولتمييزه عن غيره من الحركات الفكرية,والمذاهب الفلسفية.فغياب المقاييس العقلية المجردة يسهل سيطرة العواطف والميول الشخصية في الحكم علي ما يدور في وجدان الآخرين.ومن هذه الأحكام ما خرجت به بعض الصحف مؤخرا عن البهائية,وعلاقتها بالأديان الأخري في أعقاب حكم القضاء الإداري باستلزام القانون إثبات الدين البهائي كغيره من الأديان في شهادات الميلاد والبطاقات الشخصية للتعرف علي حقيقة الانتماء الديني لصاحب البطاقة.فأثار هذا الرأي القانوني التساؤل عما إذا كانت البهائية دينا,أم مذهبا,أم حركة فكرية؟ ولذلك نبادر بعرض بعض المعايير التي يمكن الاعتماد عليها في التعرف علي الطبيعة الروحانية لهذا الدين,مع الإقرار سلفا بصعوبة الاعتماد علي الأدلة العقلية وحدها في مجال يختص به الفؤاد,ويحكم عليه الضمير,وتطوف حوله مشاعر الحب والولاء:[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]1- أهم ما يميز الدين -أي دين- هو الإيمان بوجود خالق مدبر للكون فوق عالم الطبيعة,مسيطر علي العالم المشهود,إله لا شريك له ولا نظير,وجوده المهيمن عزيز علي الوصف,ومستعص علي الإدراك,وجود فريد ممتنع علي العقل البشري المحدود,لأن البون الفاصل بين علو الواجد ودنو الموجود مانع للإدراك,وهذا في صلب ما يعتقده البهائيون,وقد أوجزه عبد البهاء -المبين لرسالة بهاء الله- بشكل مبسط في مقتطف نشرته مجلة وادي النيل في الثاني من محرم سنة 1330:[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]فإذا كانت حقيقة الجماد والنبات والحيوان والإنسان حال كونها كلها من حيز الإمكان,ولكن تفاوت المراتب مانع أن يدرك الجماد كمال النبات,والنبات قوي الحيوان,والحيوان فضائل الإنسان,فهل من الممكن أن يدرك الحادث حقيقة القديم ويعرف الصنع هوية الصانع العظيم؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]2- ومع ذلك التفاوت بين الغيب والشهود يركز الدين علي دوام الرابطة الوثيقة بين الله والخلق,فمنه تستمد الكائنات نشوءها وبقاءها ومنتهاها بتبعية لا تعرف الاستقلال,ومن عليائه يتنزل الهدي للإنسان,وعليه اعتماده,وبه رجاؤه,وله مآله,ولكن التلقي المباشر ممتنع,والواسطة بينهما رسل مرسلة تحكي عن الحقيقة الخافية,وتظهر مشيئتها وتفرض عبادتها,وتحذر من عاقبة العصيان في الآخرة والأولي.فهل يوجد في البهائية خلاف هذا؟ يقول بهاء الله:[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]إن جميع الأنبياء هم هياكل أمر الله الذين ظهروا في أقمصة مختلفة,وإذا ما نظرت إليهم بنظر لطيف لتراهم جميعا ساكنين في رضوان واحد,وطائرين في هواء واحد,وجالسين علي بساط واحد,وناطقين بكلام واحد,وآمرين بأمر واحد.وهذا هو اتحاد جواهر الوجود والشموس غير المحدودة والمعدودة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]3- وعبودية الإنسان لخالقه واعتماده عليه تستلزم ذكره وعبادته وتقواه فيجعل الدين مواقيت لها وشروطا,ومناسك لأدائها,فهي جوهر علاقة العبد بربه,لذا نجد للعبادات في كل دين أركانا أساسية يقوم عليها,مثل الصلاة ولكنها تختلف من دين إلي دين,والصوم أيضا يختلف في كل دين عن الآخر,وهكذا في الزكاة والحج,فهذه الأركان مع أنها من الثوابت,ولكن طريقة أدائها تختلف من دين إلي آخر وتغيير أسلوبها من دين إلي دين رغم ثبوتها هو تأكيد لاستقلاله,حيث إن لكل دين أماكنه المقدسة,ومناسباته الخاصة به.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]لقد جاء في الكتاب الأقدس:قد فرض عليكم الصلاة والصوم من أول البلوغ أمرا من لدي الله ربكم ورب آبائكم الأولين.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]4- ويشرع الدين -فضلا عن العبادات والأوامر والنواهي- أحكاما للأحوال الشخصية وما يتبعها من روابط ضرورية لبناء الأسرة,التي هي الوحدة الأساسية في كل المجتمعات,وعلي قدر قوة بنائها وتماسكها يتوقف البناء الاجتماعي للأمة بأسرها.والمطلع علي الأحكام التي جاء بها الدين البهائي بخصوص الزواج والأسرة يجد أنها لا تختلف كثيرا عن المعمول به في معظم الشرائع,فهي تشترط رضاء الطرفين,ووالديهما,ولكن تفرض الاكتفاء بزوجة واحدة,وإبعاد احتمالات الطلاق وإتاحة الفرص للتوفيق بين الزوجين وذلك بإرجاء الطلاق لمدة سنة كاملة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]5- ويشترط الدين أن يكون الانتماء إليه عن رضا حر دون إكراه أو إغراء أو تأثير,بعد البحث والاستقصاء بالقدر الذي يجلب الاطمئنان لقلب كل فرد.ولو أن حقيقة الدين لا تقاس بتعداد أتباعه,إلا أن انتشار الدين البهائي خلال قرن ونصف القرن في أقصر بقاع الأرض,وتأثير كلمته الخلاقة وقدرتها علي اقتلاع جذور الشحناء والبغضاء من بين الذين آمنوا به,وبعثهم في خلق جديد تسوده إخوة صادقة,هو خير شاهد علي تأثير الكلمة الإلهية الموحدة,وعلي نفوذ القدرة الكامنة في تعاليم هذا الدين,وهو خير مذكر لحاجة عالم يئن من تفتت وحدته وتشتت أفكاره إلي الهداية التي جاء بها هذا الدين,والتي هي في حقيقتها الدرياق الشافي لما يعتريه من أمراض.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]6- ومن أسس الدين أن الإنسان مسئول عن أعماله خيرا كانت أم شرا,ولو أنه قد يلقي بعض الثواب أو العقاب في الحياة الدنيا,ولكن حسابه الكامل يكون بعد الموت.فلنتأمل ما تفضل به حضرة بهاء الله في الكلمات المكنونة:حاسب نفسك في كل يوم من قبل أن تحاسب لأن الموت يأتيك بغتة وتقوم علي الحساب في نفسك.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]7- ومن خصائص الدين أيضا إخباره عن أحداث الماضي والإفصاح عن رؤاه للمستقبل مخبرا بيقين راسخ عن نبوءات تزداد بتحقيقها قلوب المؤمنين اطمئنانا,ويري فيها المتشككون بينة قاطعة.وقد أنبأ بهاء الله في ألواحه المرسلة إلي ملوك الأرض ورؤسائها في عام 1868 وهو في سجن عكا بما ستؤول إليه أحوالهم والانقلابات التي ستقع في العالم سواء بضياع الملك من أيدي أولئك الملوك الذين لم يستجيبوا للنداء الإلهي,أو بانقضاء عهد الكهنوت الذي حال بين الناس وبين التوجه إلي الله.ولنأخذ علي سبيل المثال إنذاره لنابليون الثالث بأن عزه زائل وأن الذلة تسعي عن ورائه,إلا أن يتمسك بحبل الله المتين,وقد تحقق هذا قبل مضي عامين علي هذا التحذير,حيث خسر نابليون الحرب البروسية واستسلم لبسمارك في أوائل سبتمبر 1870 وثارت باريس عليه بعد ذلك بيومين وخلعته,وبقي سجينا حتي عام 1871 ثم قضي نحبه في منفاه,ومن بعده فقد بيوس التاسع السلطة لنفسه ولخلفائه وانحسر سلطانه في مدينة الفاتيكان,كما فقد السلطان عبد الحميد الخلافة والملك,وقتل ناصر الدين شاه علي يد واحد من أنصار الأفغاني,وهكذا هتكت حرمة سلاطين ذلك الزمان واجتث ملكهم وزال إلي غير رجعة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]خلاصة القول إن أحداث العالم وأحواله سارت في الوجهة التي عينها بهاء الله فتحررت الشعوب واستقلت,وفقدت أوربا منزلتها القديمة,وتشكلت المنظمات الدولية,وتأسست محاكم لحل المنازعات بين الدول بالطرق السلمية,والتزمت الحكومات دوليا باحترام حقوق الأفراد الموجودين علي أراضيها,وانقضي عهد الرق ونظام الإقطاع والسخرة والاستعمار,وبدت في الآفاق نواة لنظام عالمي علي النحو الذي رسمته رؤية حضرة بهاء الله.ومازالت أمور العالم توالي هذه المسيرة بخطي حثيثة حتي تستكمل الشوط وتؤول إلي ما أنبأ به.ولكن حذار من أن يظن الناس أن هذا البناء المادي مهما بلغ من الدقة والإتقان أنه ما جاء الدين البهائي لتحقيقه فقط,وإنما هو هيكله الخارجي وأداته المادية,أما جوهره الذي أسماه بهاء الله الصلح الأعظم فلا يتحقق إلا بإقبال أهل العالم طواعية إلي إسلام الوجه لله والاستجابة إلي ندائه والسلوك في سبيله علي النحو الذي أنزله علي لسان مبعوثه إلي العالم في هذا العصر.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]هذه أساسيات أية رسالة سماوية,ولكن لا يعني ذلك تسليم السلطات بحقيقتها في وقت ظهورها,سواء أكانت تلك السلطة دينية أم سياسية,فقد رفض فرعون رسالة موسي محذرا قومه بأن موسي جاء ليبدل دينهم,وحرض علي قتله مدعيا أن يوسف عليه السلام هو خاتم المرسلين,فهل أوقف اعتراض فرعون وحكمائه انتشار الشريعة الموسوية وشيوعها؟ ولكن ما لبث قوم موسي أن كرروا الخطأ نفسه عند ظهور المسيح فهاج علماؤهم وماجوا,ورفضوا قبوله وحكموا عليه بالكفر,وعلي رسالته بالبطلان.وبالنظر إلي الرسالة المحمدية,من الذي رفضها ولايزال يحكم بعدم سماويتها حتي الآن؟.ونخرج من ذلك بأن الديانة اليهودية تأسست بناء علي قول موسي وحده إلي أن شهد لها المسيح,كما تأسست المسيحية بقول المسيح وحده إلي إن شهد الإسلام بصدقها كديانة سماوية,لذا فإن الديانة البهائية لا تتوقع أن يشهد لها الرؤساء ورجال الدين,لأنهم يعترفون بما سبق دينهم من أديان,ويرفضون كل ما يأتي من بعد,وهذه سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]هذه هي جملة العناصر التي توفرت في الأديان السماوية السابقة علي نحو منتظم وبها تميزت الأديان عن غيرها من الحركات والمذاهب الفكرية,ومن ثم يمكن اتخاذها قسطاسا للحكم وتمييزا للدين عن غيره بطريقة موضوعية لا مكان فيها للميول الشخصية,وقد أوردنا ما يؤيد وجود كل عنصر من هذه العناصر في الديانة البهائية مما يحسم الخلاف حول طبيعتها ويؤيد أنها شاملة لكل العناصر التي احتوت عليها الأديان السماوية الأخري.وهذا ما دفع أكثر من مائة وستين دولة إلي الاعتراف بالدين البهائي,وقبول هيئاته الإدارية علي أنها هيئات دينية كما اعترف العديد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني في أطراف المعمورة بأن الدين البهائي دين مستقل عن غيره من الأديان.[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]فإذا استبعدنا الفتاوي التي تستند إلي الميول الشخصية واعتمدنا في أحكامنا علي المقاييس الموضوعية انتهينا إلي أن البهائية تشترك مع غيرها من الأديان فيما حوته من عبادات ومعتقدات وحدود وأحكام,ويتحتم بناء علي ذلك الإقرار بأنها ديانة قائمة علي ما تقوم عليه الأديان من أركان .[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا,اعدلوا هو أقرب للتقوي.[/FONT]



[FONT=Times New Roman (Arabic)]لمزيد من المعلومات[/FONT]]
http://www.bahai.com/arabic/




[/FONT]

عزيزي سلطان المجايري لدي سؤال بسيط عن البهائية وهو هل تعتبرون البهائيه دين سماوي منزل من الله ؟

خصوصاً وانك ذكرت هنا في هذا المقطع :

وتأمر بالصوم والصلاة، وتلاوة الآيات في كل صباح ومساء، والتأمل في معاني الكلمات الإلهية

وهل كلمات الكتاب الأقدس هي كلمات الله ؟!
 

ابوعبدالله

عضو مميز
يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جمع الأشياء . - يقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات وان الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال . - يقدسون العدد 19 ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً وعدد الأيام 19 يوماً ، وقد تابعهم في هذا الهراء المدعو محمد رشاد خليفة حين ادعى قدسية خاصة للرقم 19 ، وحاول إثبات أن القرآن الكريم قائم في نظمه من حيث عدد الكلمات والحروف على 19 ولكن كلامه ساقط بكل المقاييس . - يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزاردشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس الأول . - يوافقون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح . - يؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق مع مذهبهم . - ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار . - يحرمون الحجاب على المرأة ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال . - يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم . - يؤولون القيامة بظهور البهاء ، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام . - والصلاة تؤدي في تسع ركعات ثلاث مرات والوضوء بماء الورد وإن لم يوجد فالبسملة بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات . - لا توجد صلاة الجماعة إلا في الصلاة على الميت وهي ست تكبيرات يقول كل تكبيرة (الله أبهى). - الصيام عندهم في الشهر التاسع عشر شهر العلا فيجب فيه الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب مدة تسعة عشر يوماً ( شهر بهائي ) ويكون آخرها عيد النيروز 21 آذار وذلك من سن 11 إلى 42 فقط يعفى البهائيون من الصيام . - تحريم الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية . - ينكرون أن محمداً - خاتم النبيين مدعين استمرار الوحي وقد وضعوا كتباً معارضة للقرآن الكريم مليئة بالأخطاء اللغوية والركاكة في الأسلوب . - يبطلون الحج إلى مكة وحجهم حيث دفن بهاء الله في البهجة بعكا بفلسطين .


bhaaaaaa.jpg




بالاضافه الى المحاضره التي وضعتها في توقيعي للشيخ محمد حسان
تفضلو المحاضره الثانيه للشيخ عبدالمنعم المبدئ هنــــــــــــــــــــــــا
للتوسع هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

الاعياد عند البهائيه هنـــــــــــــــــــــــــــــــا
 

regrego

عضو مخضرم
جزيت الجنة يا بو عبدالله نعم هم يقولون انهم ليسوا طائفة من المسلمين اصلا و انهم بهائين و هذا دين مستقل

و الي يريد التاكد يدخل على الموضوع الي انا حاطه في فيديو عنهم و هم يعترفون بانفسهم بان لهم دين مستقل خاص بهم

الله يهدي الجميع ان شاء الله الى الاسلام الصحيح و اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم
 

الفودري

عضو بلاتيني
أخوي النابغة

دستوريا

دين الدولة الإسلام

هذه الجلمة فقط هي أكبر حجة على وجوب تطبيق الشريعة كاملة

لأن الإسلام عقيدة و شريعة

و لكن سامح الله من فسر هذه المادة

و إن كنت تحبهم

أشفق عليهم و بين لهم الحق لكي يخرجوا من الظلمات إلى النور

لا أن تعينهم على الفساد
 
رد علي الاخ/ ستانفورد بينيه

عزيزي سلطان المجايري لدي سؤال بسيط عن البهائية وهوهل تعتبرون البهائيه دين سماوي منزل من الله ؟/


خصوصاً وانك ذكرت هنا في هذا المقطع :

اقتباس:
وتأمر بالصوم والصلاة، وتلاوة الآيات في كل صباح ومساء، والتأمل في معاني الكلمات الإلهية

وهل كلمات الكتاب الأقدس هي كلمات الله ؟!
==============================================================الاخ الكريم
تقول
,وهل تعتبرون البهائيه دين سماوي منزل من عند الله
نعم نحن نؤمن بأن البهائيه دين سماوي من عند الله وقد شرحت اسباب ذلك في مقاله لماذا البهائيه دين
======================================================
وتأمر بالصوم والصلاة، وتلاوة الآيات في كل صباح ومساء، والتأمل في معاني الكلمات الإلهية

وهل كلمات الكتاب الأقدس هي كلمات الله ؟!

===============================================================
البهائيه مثل اي دين
لها شريعتها المستقل التي تشتمل
الصلاه والزكاه والصيام والحج والمواريث وفي كتاب الاقدس الذي نؤمن بانه شريعه الهيه
فيه كل ما ينظم نواحي الحياه
للبشر في كل شئ يخطر علي بالك
ارجوان تقراءه علي الموقع المرسل

وانا اشكر ك لانك سألت اصحاب الشأن ولم تفعل مثل ما فعل الاستاذ الدكتور الاكاديمي الذي ضرب عرض الحائط بكل اساليب البحث العلمي ولم يرعي
امانه البحث ولا الموضوعيه في تحري الحقيقه فيما يكتب فكتب عن كل ماليس في البهائيه ولم يكتب اي
شئ عن البهائيه
http://reference.bahai.org-2.html#pg[FONT=Arial (Arabic)]ظ…3[/FONT]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد علي الاخ/ ستانفورد بينيه

تقول
عزيزي سلطان المجايري انت جاوبت السؤال الاول مشكوراً ولكنك لم تجاوب عن السؤال الثاني بوضوح ؟

وسؤالي هو
اقتباس:
وهل كلمات الكتاب الأقدس هي كلمات الله
=============================================================
الاخ الكريم
تقول
:
وهل كلمات الكتاب الأقدس هي كلمات الله
قلت في ردي


وفي كتاب الاقدس الذي نؤمن بانه شريعيه الهيه فيه كل ما ينظم نواحي الحياه
للبشر في كل شئ يخطر علي بالك





نعم كتاب الاقدس كتاب الهي انزله الله علي حضره بهاء الله فكل كتب حضره بهاء الله وحي الهي(كلمات الله)
بما فيها كتاب الاقدس
مع خالص محبتي لشخصكم الكريم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى