صانع التاريخ
عضو بلاتيني
تناقلت الأخبار تصريحات عراقية مستاءة مما تم عرضه في مسلسل ساهر الليل حول أحداث فترة غزو واحتلال القوات العراقية للكويت إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين .
جاءت هذه التصريحات من بعض نواب البرلمان العراقي وكذلك من بعض كُتاب مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا هذا المسلسل بذيئا ومسيئا للعراق والعراقيين !
نحن إن أردنا التعقيب على كلام هؤلاء العراقيين فعلينا قبل ذلك أن نجرد أنفسنا من اندفاعات العواطف كي لا يكون ما جاء في مسلسل ساهر الليل هو عنواننا سواء أمام العراقيين أو غيرهم ، وبناء على ذلك نود توضيح نقاط نراها مهمة حول هذا اللغط المُثار بخصوص مسلسل ساهر الليل :
أولا – ليس لدينا ككويتيين ما نخجل من ذكره حول فترة غزو واحتلال بلادنا ، فالحادثة جريمة بكل المقاييس وقد تبرأ منها شرفاء العراق أنفسهم وعلى رأسهم الضباط المئة وعشرين الذين رفضوا دخول الكويت يوم الأول من آب أغسطس عام 1990 م فتم إعدامهم على يد جلاوزة استخبارات الرئيس الراحل صدام حسين والذي لم يكن يقبل قاموسه كلمة ( لا ) من المدنيين فكيف بالعسكريين ؟
والحقيقة أنه من المآخذ الكبرى على الإعلام الكويتي هو إهماله لتضحيات هؤلاء الشهداء حيث كان الأحرى بالكويتيين توثيق هذه الحادثة سواء في كتاباتهم أو إنتاجاتهم الفنية حول تلك الحقبة .
ثانيا – إن أجهزة القمع والتعذيب التي كانت قائمة في العراق إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين كانت تتعامل بقسوة وبذاءة مع كل مَن تتسلط عليهم سواء في البلدان المحتلة أو حتى من أبناء الدولة المُبتلاة بهم ، وما تم عرضه حول ذلك في مسلسل ساهر الليل لا يساوي شيئا إذا ما قورن بما حدث فعلا للعراقيين قبل غيرهم على يد هذه الأجهزة الأمنية والتي يلعنونها هم اليوم ويتبرؤون منها ، فلماذا يغضبون مما تم عرضه في مسلسل ساهر الليل في حين تزخر عدد من القنوات الفضائية العراقية بروايات كثيرة حول قسوة وقمع أجهزة الأمن الصدامية ، وقد سمعتُ شخصيا عبر إحدى تلك القنوات شخصا يتحدث عن معاناته ووصل به الأمر حد الاستهزاء بلهجة أهل تكريت ووصفها بأنها قذرة ؛ وهذا ما لم يحدث في مسلسل ساهر الليل !
ثالثا – من المؤسف أن العراقيين دائما يضخمون كل قضية إزاء الكويت ويحملونها ما لا تحتمل ، ومن المؤسف أيضا أن الكويتيين يهتزون بسبب ذلك الأسلوب نتيجة ارتباط بعض أوساطهم بمصالح نفعية بُنيت على الاحتلال الأنجلوفارسي للعراق ، وحتى تزول هذه الحساسية فإنني أقترح إنتاج برنامج وثائقي أو مسلسل مشترك كويتي عراقي يوثق أحداث تلك المحنة التي عاناها الشعبان الجاران ابتداء من فترة ما قُبيل الغزو العراقي للكويت عام 1990 م مع ذكر الحقيقة كاملة وانتهاء بجريمة غزو واحتلال العراق عام 2003 م ، فَالْغَزْوَاْنِ مرفوضان جملة وتفصيلا من الناحيتين الأخلاقية والقانونية وهذا ما يتفق عليه شرفاء العراق والكويت .
بقي أن نقول بأن أحداث ساهر الليل وغيره من المسلسلات والمسرحيات الكويتية التي وثقت حقبة الغزو وكذلك البرامج الوثائقية تحدثت بإسهاب عن قمع وبطش سلطات الاحتلال العراقية آنذاك ، لكنها لم تجرؤ ولن تجرؤ على الحديث عن الكويتي النذل الذي شارك صدام حسين وأزلامه في نهب الكويت بل تعداه بمراحل !
فما دام الكويتيون لا يجرؤون على ذكر حقيقة ما حصل لبلدهم كما يجب فإن عليهم التوقف عن إنتاج أي أعمال إعلامية حول تلك الحقبة إلى أن يأتي اليوم الذي يتمكنون فيه من ذكر كل الحقيقة ، وإنه لقريب إن شاء الله .
جاءت هذه التصريحات من بعض نواب البرلمان العراقي وكذلك من بعض كُتاب مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا هذا المسلسل بذيئا ومسيئا للعراق والعراقيين !
نحن إن أردنا التعقيب على كلام هؤلاء العراقيين فعلينا قبل ذلك أن نجرد أنفسنا من اندفاعات العواطف كي لا يكون ما جاء في مسلسل ساهر الليل هو عنواننا سواء أمام العراقيين أو غيرهم ، وبناء على ذلك نود توضيح نقاط نراها مهمة حول هذا اللغط المُثار بخصوص مسلسل ساهر الليل :
أولا – ليس لدينا ككويتيين ما نخجل من ذكره حول فترة غزو واحتلال بلادنا ، فالحادثة جريمة بكل المقاييس وقد تبرأ منها شرفاء العراق أنفسهم وعلى رأسهم الضباط المئة وعشرين الذين رفضوا دخول الكويت يوم الأول من آب أغسطس عام 1990 م فتم إعدامهم على يد جلاوزة استخبارات الرئيس الراحل صدام حسين والذي لم يكن يقبل قاموسه كلمة ( لا ) من المدنيين فكيف بالعسكريين ؟
والحقيقة أنه من المآخذ الكبرى على الإعلام الكويتي هو إهماله لتضحيات هؤلاء الشهداء حيث كان الأحرى بالكويتيين توثيق هذه الحادثة سواء في كتاباتهم أو إنتاجاتهم الفنية حول تلك الحقبة .
ثانيا – إن أجهزة القمع والتعذيب التي كانت قائمة في العراق إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين كانت تتعامل بقسوة وبذاءة مع كل مَن تتسلط عليهم سواء في البلدان المحتلة أو حتى من أبناء الدولة المُبتلاة بهم ، وما تم عرضه حول ذلك في مسلسل ساهر الليل لا يساوي شيئا إذا ما قورن بما حدث فعلا للعراقيين قبل غيرهم على يد هذه الأجهزة الأمنية والتي يلعنونها هم اليوم ويتبرؤون منها ، فلماذا يغضبون مما تم عرضه في مسلسل ساهر الليل في حين تزخر عدد من القنوات الفضائية العراقية بروايات كثيرة حول قسوة وقمع أجهزة الأمن الصدامية ، وقد سمعتُ شخصيا عبر إحدى تلك القنوات شخصا يتحدث عن معاناته ووصل به الأمر حد الاستهزاء بلهجة أهل تكريت ووصفها بأنها قذرة ؛ وهذا ما لم يحدث في مسلسل ساهر الليل !
ثالثا – من المؤسف أن العراقيين دائما يضخمون كل قضية إزاء الكويت ويحملونها ما لا تحتمل ، ومن المؤسف أيضا أن الكويتيين يهتزون بسبب ذلك الأسلوب نتيجة ارتباط بعض أوساطهم بمصالح نفعية بُنيت على الاحتلال الأنجلوفارسي للعراق ، وحتى تزول هذه الحساسية فإنني أقترح إنتاج برنامج وثائقي أو مسلسل مشترك كويتي عراقي يوثق أحداث تلك المحنة التي عاناها الشعبان الجاران ابتداء من فترة ما قُبيل الغزو العراقي للكويت عام 1990 م مع ذكر الحقيقة كاملة وانتهاء بجريمة غزو واحتلال العراق عام 2003 م ، فَالْغَزْوَاْنِ مرفوضان جملة وتفصيلا من الناحيتين الأخلاقية والقانونية وهذا ما يتفق عليه شرفاء العراق والكويت .
بقي أن نقول بأن أحداث ساهر الليل وغيره من المسلسلات والمسرحيات الكويتية التي وثقت حقبة الغزو وكذلك البرامج الوثائقية تحدثت بإسهاب عن قمع وبطش سلطات الاحتلال العراقية آنذاك ، لكنها لم تجرؤ ولن تجرؤ على الحديث عن الكويتي النذل الذي شارك صدام حسين وأزلامه في نهب الكويت بل تعداه بمراحل !
فما دام الكويتيون لا يجرؤون على ذكر حقيقة ما حصل لبلدهم كما يجب فإن عليهم التوقف عن إنتاج أي أعمال إعلامية حول تلك الحقبة إلى أن يأتي اليوم الذي يتمكنون فيه من ذكر كل الحقيقة ، وإنه لقريب إن شاء الله .