سقوط دولة الخلافة في مصر
سقوط دولة الاخوان المسلمين في مصر هو الطريق الصحيح والمنطقي والمتوافق مع العقل والمنطق وسائر متطلبات الحياة .
ليس هناك ادنى شك ان اطاحة الجيش بدولة الاخوان واغتصاب السلطة التى اتت بارادة شعبية هو ظلم بيّن وظاهر لايحتاج حتى الى حكم محكمة ليؤكد هذا الظلم وهذا الاجحاف وبالرغم من هذا الظلم الا انه ظلم عادل وفي مكانه وزمانه الصحيحين وهو لصالح الامة العربية !!!.
لم يأتي محمد مرسي الى سدّة الحكم ممتطيا دبابة او سيفا لكنه اتي عبر صناديق الاقتراع ومن خلال انتخابات حرّة ونزيهه لايشوبها شك بشهادة الجميع ولاول مرة يحدث ذلك في مصر وبفارق بسيط من الاصوات لاتتعدى 50% بينما منافسه اقل من ذلك بقليل ....لكن العرب كعادتهم في قلب الاوراق ومفاهيم السياسة والاخلاق والدين والقيم فقد اعتقدوا ان ما يمارسونه من خلال الصناديق هي ديمقراطية وقد نسوا او تناسوا ان لاديمقراطية ولا احزاب تقوم على عقائد دينية في ديمقراطيات العالم بل تقوم الديمقراطية وهي منتج غربي صرف على احزاب ومبادئ سياسية وطنية ليس من بينها اديان وعقائد والا اصبحت المسألة برمتها طائفية وعنصرية وغابت عنها الدولة المدنية والتى تعزز القول ان الدين لله والوطن للجميع .
ان التفسير الحقيقي لما حصل في مصر ليس انقلابا عسكريا على سلطة منتخبة ولكنه انقلاب العالم الذي تمثّله امريكا واوروبا وروسيا واليابان وكندا واستراليا ودول عربية والدول الخليجية....وووووو...الخ والذين لايريدون ايران اخرى في مصر او تونس او سوريا او اليمن او ليبيا او السودان او الصومال .....انهم لايريدون دولة خلافة اسلامية ايا كان مذهبها وشكلها لايريدون طالبان اخرى ....هذا باختصار التفسير لما حدث في مصر .
ان استمرار دولة الاخوان في مصر خطر على شعب مصر وعلى مصر نفسها وعلى دول الخليج والعرب والعالم ....ان ذلك يؤدي الى التناحر الطائفي والتمزّق والعنصرية ويؤدي الى نشوء دول اخرى اساسها طائفي ومذهبي .
ان قرار القوات المصرية المسلّحة كان قرارا صحيا ومنطقيا ويسير في صالح مصر لكن لكل شئ ثمن فالاخوان لن يسكتوا عن حق اُغتصب منهم وسيحاولون في الايام القادمة استرجاعه ليس عن طريق الصناديق وليس عن طريق المحاكم بل عن طريق الذبح على الهوية مثلما فعلت جبهة الانقاذ الاسلامية في الجزائر من عام 1992 حتى عام 2002 والمسماة بالعشر السنوات السود بذبح الشعب الجزائري حيث نجح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في القضاء على جبهتهم بالقوة وانهاها بالتفاوض على صفقة بان يلقوا السلاح ويعفو هو عن الجميع بما فيهم من كانوا في السجون .....ربما يتكرر السيناريو هنا في مصر .