تأخرتُ في الرد عامدا لأقيس ردة الفعل على عبارة الترحم على الطاغية صدام لعنه الله ولعن كل من عاونه وخرق الحصار وكانت بضائعه تصلنا في الكويت ونحن تحت الاحتلال ؛ وأول هؤلاء الذين خرقوا الحصار هم الفرس الذين تكسبوا من وراء الغزو وأوهموا الطاغية الذي أعماه الطمع أنهم معه وأخذوا منه كل ما يريدون !!! ،
بضائع إيران ابتداء من الكيك والبسكويت وانتهاء باللمبات الكهربائية دخلت إلى العراق ثم إلى الكويت عن طريق الحدود البرية التي لم تكن قطعا خاضعة لسلطة الإشراف على تنفيذ الحصار ؛ لكن كان ينبغي على إيران احترام قرارات الأمم المتحدة وهو ما لم تفعله الدولة الفارسية الانتهازية !!! ،
الوحيد الذي فهمني صح هو الرحال ؛ والعاقل الذي توقف ليتساءل منتظرا الرد مني هو أبو عمران ؛ أما المتعصبون فكما توقعت !!! ؛ فقط لأنني ترحمتُ على الملعون صدام عن قصد وعمد نسبوني إلى الوهابية ؛ علما بأن مشاركاتي التي تدل على عكس ذلك أكثر من أن تحصى ؛ وهو تماما الشيء نفسه الذي يفعله المتطرفون السنة حين تخالفهم حيث إنهم ينسبونك إلى الروافض كما يقولون !!! ،
إذًا فالمتطرفون سنة وشيعة يتحدثون بمنطق بوش : " من لا يكون معنا فهو ضدنا " !!! ...
على كل حال وحتى تتجلى قصة الترحم المقصود على الملعون صدام أقول :
لقد بدأت منذ أواخر عام 1989 م تحت الطاولة إرهاصات الخلاف بين العراق والكويت أو بتعبير أوضح نية صدام في اتخاذ إجراء ما ضد الكويت ؛ حيث جرت مكالمة ساخنة بين الطاغية والملك فهد رحمة الله عليه اتهم فيها الطاغية الملك بأنه يمالئ الكويت ضده !!! ،
وفي شهر يناير عام تسعين بدأت اتصالات كويتية أردنية لاحتواء الموقف حين زار الشيخ صباح الأحمد وزير الخارجية الكويتي آنذاك عمان ؛ وفي شهر مارس أبلغ مسؤول أردني مسؤولا كويتيا أن صدام يريد وربة وبوبيان ؛ لكن المسؤول الكويتي قال له إن صدام يريد كل الكويت !!! ،
في ظل هذه النوايا كان صدام يخشى استغلال إيران للموقف إن هو قام بعمل ما ضد الكويت ؛ فقرر القيام تحت تأثير سَيَلَاْنِ لعابه على نفط الكويت بمبادرة حسن نية تجاه إيران ؛ فخاطب رئيسها رفسنجاني في ذلك الوقت برسالة يوم 21 / 4 / 1990 م قال له فيها إن ما جرى بيننا وبينكم كان فتنة ؛ وإنه مستعد للحوار مع إيران وإعطائها كل ما ترغب !!! ،
وبالفعل فقد بدأ الحوار المباشر بين علي أكبر ولايتي وزير خارجية إيران وطارق حنا عزيز وزير خارجية العراق في 5 / 7 / 1990 م !!! ،
وفي الثاني من أغسطس وقع الغزو ؛ وبعده بأسبوعين وتحديدا يوم 16 / 8 / 1990 م بعث صدام برسالة علنية إلى رفسنجاني أعلن فيها عودته للالتزام باتفاقية الجزائر وإعطاء السيادة على نصف شط العرب لإيران !!! ؛ وقد كان تمزيق صدام لتلك الاتفاقية سببا في اجتياح قواته لإيران قبل ذلك بعشر سنوات !!! ،
ولا ينكر أحد على إيران حقها بأن تفرح بذلك على أساس أنه نصر لها ؛ لكن السياسة الإيرانية الخبيثة تعدت ذلك إلى حد مسارعة وزير خارجيتها بزيارة بغداد وإعلانه أن بلاده لا تحمل أي نوايا عدوانية تجاه العراق وهو ما كذبته تصرفات إيران مباشرة بعيد تحرير الكويت حين حركت عملاءها في جنوب العراق ؛ ثم انكرت لجوء الطائرات العسكرية العراقية إليها حين وضعها صدام بسفه تحت تأثير الطمع والخديعة الإيرانية وديعة لدى إيران !!! ،
وما بين 16 / 8 / 1990 و26 / 2 / 1991 م كانت إيران تخرق الحصار على العراق ؛ وكانت طهران معبر المسؤولين العراقيين أثناء القصف الجوي حين كانوا يذهبون إلى موسكو !!! ،
وفور انتهاء الحرب بالهزيمة المعلومة للعراق تغير وجه السياسة الإيرانية وانقلبت على العراق ؛ حينها قال السفيه صدام لعنة الله عليه وعلى من خدعه في خطابه يوم 2 / 3 / 1991 م : " لقد طعننا الإيرانيون بسكين الغدر حين أوهمونا أنهم معنا " !!! ؛ ولقد كان صدام يظن فعلا أن إيران معه إلى الحد الذي جعله يصرح لصحيفة ألمانية في سبتمبر عام 1990 م قائلا : " لماذا لا تسلك تركيا مسلك إيران ؟؟؟ !!! ؛ فرغم أننا خضنا معها حربا لمدة ثمان سنوات إلا أن وزير خارجيتها أكد أنه لا نوايا عدوانية لإيران تجاه العراق !!! " ،
إلى هذا الحد بلغت الخديعة الإيرانية مبلغها لدى صدام حين أوهمه رفسنجاني بإمكانية نجاحه في ضم الكويت وأنه سيكون الصديق الصدوق له ؛ وبعد انتهاء الحرب التي كان يدرك رفسنجاني حتمية وقوعها بحس السياسي المحنك غدت إيران ولا زالت القوة الإقليمية الأقوى في المنطقة !!! ،
لقد كنا بخير حين كانت هناك قوة توازي قوة إيران في المنطقة لتحقق معها التوازن ؛ فرحم الله تلك الأيام ؛ أقول رحم الله تلك الأيام وليس شخص صدام !!! ،
أما ترحمي على صدام في هذا الموضوع فقد كان فخا وقع فيه من يتهكم علي ويشكك في وطنيتي ويتهمني بالوهابية !!! ،
لكن على كل حال ؛ لنفترض أنني ترحمتُ على صدام من قلب محب فعلا فإنني لستُ الخائن الوحيد في هذا البلد !!! ،
نعم ؛ فقد تمت مكافأة الخائن الذي أبن قاتل أبنائنا بتوزيره ؛ فدعوني أترحم على صدام لعل مرسوما يصدر بتعييني رئيسا لمجلس الوزراء بعد حل البرلمان !!! ...
( المعلومات التي قمتُ بإيرادها هي خليط من متابعات شخصية وقراءة لكتاب حرب الخليج والملف السري ) ...
فقط همسة في أذن الزميل عجب بن معجب :
لا تقع ضحية التهريج من خلال الترويج لأحاديث موضوعة يفصلها بعض أرباب الإسلام السياسي على كيفهم ؛ فإنك في تلك الحالة ستكون صيدا سهلا للمتهكمين والساخرين !!! ....
الحين صدام هو اللى لاعن بو خامس الكويتيين ايام الغزو
اهو اللى هاجم و غزا و هدد باحراق الارض و الابار و فعل ذك
اهو اللى عذب و قتل و اخذ اسرى و اعدمهم
لكن الحق على الطليان !
كله بسبب دهاء رفسنجانى ..و خطة الفرس ..و استدراجهم لصدام
الحمار الذى صدقهم و هم الذين حاربوه ل 8 سنوات ..ليرجع بعدها الى شط العرب كما كان ..و يا زيد لا كن رحت و لاغزيت !!
على الاقل حط معاهم " غباء و سذاجة و جبن و جحوشية : صدام لكى نصدقك شوى !! الله يرحمه ( عندك )( و الملعون ) عندنا
فقط اذكرك ان صدام كان مبيت النية لغزو الكويت من ايام قصة : حقل الرميلة يوليو 1990 و كان تهديده واصل الامارات ايضا !!
تذكر فى مؤتمر القمة العربية فى بغداد ,, 1989 كان يوجه كلامه الى الامير الراحل و يلمز فيما سبفعله :
قطع الاعناق و لا قطع الارزاق !!
سويتوها قصة و ترقيع و عملاء !