عمر بن معاويه
عضو مخضرم
عن بوابة القاهرة
http://www.cairoportal.com/global-journalism/12373
من هو كبير الجواسيس بالشرق الأوسط؟
قالت صحيفة "ذا ديلي بيست" الأمريكية، إن مصر بعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي بها ستتحول إلى "بلاعة" لدولارات وأموال السعودية، التي أصبحت تعاني مشاكل جمة بسبب الأوضاع بالمنطقة برمتها.
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب كريستوفر ديكي، إن النزاع المستمر في مصر والانهيار الاقتصادي فيها حول البلاد إلى "حفرة بلا قرار" تبلع المليارات من الدولارات السعودية،وإن استمرار ذلك الوضع في مصر سيؤثر على السعودية نفسها التي تتراجع أهميتها الإستراتيجية تدريجيا وتبتعد عنها الولايات المتحدة تدريجيا لذا تحاول الرياض البحث عن "حاضن جديد".
وتابعت إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي لا يقل عمره الآن عن تسعين عاماً، قضى حياته وأنفق ما لا يحصى من المليارات من الدولارات في محاولة لنشر الاستقرار في المنطقة من وجهة نظره، إلا أنه لم يجن ثمار ما دفع من أجله فقد صعق الربيع العربي السعوديين وأرعبتهم حالة الفوضى التي عمت المنطقة نتيجة لذلك، ولم يجدوا حتى هذه اللحظة الوسيلة الفعالة لاستعادة الهدوء.
وأشارت الصحيفة، في المقال المطول الذي ركزت فيه أساسا على الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية، إلى أن الأمير بندر يقود تغيرا دراماتيكيا في السعودية ربما يؤدي إلى انهيار الدولة برمتها.
ووصفت الصحيفة الأمريكية الأمير بندر ،بأنه "كبير الجواسيس في منطقة الشرق الأوسط"، مشيرة الى أنه "يهدف حالياً إلى سحق جماعة الإخوان المسلمين رغم أنها مجموعة سنية"، موضحة أنه أيضا في حالة "تحالف مع اسرائيل رغم أن لا معاهدة سلام بين تل أبيب والرياض حتى الآن"، حسب قولها .
وكشف المقال عن الكثير من الحقائق بشأن حياة الأمير بندر انه "بعد أن كان مشهوراً في واشنطن بسيجاره وحفلاته وسحره، غدا الأمير بندر بن سلطان الآن يقاتل إيران في سوريا ويندد بإدارة أوباما".
وقالت:"إنه حينما كان الأمير سفيراً لبلاده في واشنطن، كم دارت حوله الأنخاب. وكم دخن بندر بن سلطان من السيجار الفخم وكم احتسى من الكونياك الأكثر فخامة على مدى ثلاثين عاماً قضاها مرسالاً للملكة العربية السعودية ومدافعاً عن مصالحها وسفيراً لها، كان بندر يقص حكايات مدهشة حول السياسيين والملوك، كان بعضها، ويا للمفاجأة، حقيقياً".
وأضافت أن صحفيي واشنطن أحبوا فعلا الأمير بندر، فلا أحد كان يضاهيه في علاقاته بأصحاب النفوذ في المواقع العليا، ولا أحد مثله كان يأتي بالأموال الطائلة ليوزعها بهدوء بكميات كبيرة ليساعد أصدقاءه.
وأشارت الى أن الأمير بندر كان قد رتب عبر السنين تخفيضات في سعر النفط العالمي خدمة لجيمي كارتر ورونالد ريجان وبوش الأب وبوش الإبن. كما رتب بأمر من مدير السي آي إيه بيل كيسي، ومن وراء ظهر الكونجرس، تمويل حروب ضد الشيوعية في نيكاراجوا وأنجولا وأفغانستان، كما كان على علاقة حميمة بديك تشيني ومقرباً جداً من عشيرة جورج إتش دبليو بوش، أباً وأماً، وأبناءً وبنات، حتى أنه بات يدعى "بندر بوش".
وقالت الصحيفة الأمريكية ان الأمير بندر الآن أصبح جاسوساً، أو، بشكل أدق، كبير الجواسيس في الشرق الأوسط،وأضافت:"إنه رأس الحربة في برنامج سعودي واسع من العمل السري والإنفاق الواضح الذي أسهم في الإطاحة بالحكومة المنتخبة للإخوان المسلمين في مصر ويسعى إلى تشكيل جيش إسلامي جديد في سوريا".
وتابعت انه دون فهم هذا الرجل وفهم مهمته، فلا سبيل في الحقيقة إلى فهم ذلك الذي يجري في أكثر مناطق العالم اضطراباً في الوقت الحالي،موضحة أن هدف بندر هو إضعاف قوة إيران من خلال سلخ حلفائها بشار الأسد وحزب الله عنها، والحيلولة دون أن يحصل ملالي إيران على الأسلحة النووية، وإحباط مخططاتهم في المنطقة، وخلعهم من الحكم إذا وجد إلى ذلك سبيلاً،كما يهدف في نفس الوقت إلى "سحق جماعة الإخوان المسلمين تلك المنظمة السنية التي تتظاهر بالدفاع عن الديمقراطية وفي نفس الوقت تناهض الأنظمة الملكية بقوة ".
وقالت إنه تخلل برنامج الأمير بندر بعض التحالفات المثيرة للاهتمام، فبغض النظر عن عدم وجود معاهدة سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل لكنه طبق المثل "عدو عدوي هو صديقي"، لذا فقد أصبح بندر في الواقع العملي حليفاً لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو في العداوة لإيران، حيث يقول عن ذلك المؤرخ روبرت ليسي صاحب كتاب "داخل المملكة: ملوك ورجال دين، حداثيون وإرهابيون، والنضال من أجل العربية السعودية": لقد باتا متحدين، الأمر الذي يبعث على الفضول. لقد كان بندر دوماً نزاعاً نحو تحدي الأعراف والالتفاف حول القواعد، أو كما يقول ليسي" بندر إنسان لا يخجل ولا يخشى".
وأضافت أنه كأنما يكرر ما يقوله نتنياهو من حين لآخر أراد الأمير بندر في الشهور الأخيرة أن يكون معلوماً لدى الجميع بأن أكبر عقبة تعيق تحقيق أهدافه هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وينقل عن بندر أنه أخبر بعض الدبلوماسيين الأوروبيين الشهر الماضي أن المملكة العربية السعودية قد تقوم بـ "نقلة كبيرة" لتنأى بنفسها بعيداً عن تحالفها القائم منذ زمن طويل مع الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن الصحيفة قالت إن بعض السعوديين من رفقاء بندر ومعارفه أكدوا أنه إنما قصد التنفيس عن غضبه، إلا أن بعض متابعيه عن قرب والمطلعين على شؤون عمله يظنون بأن جزءاً من النقلة التي تحدث عنها قد يكون محاولة توطيد علاقة أكثر حميمية مع باكستان المتسلحة نووياً، مشيرة إلى أن رئيس وزراء باكستان نواز شريف، الذي انتخب مؤخراً، كان قد عاش في حمى العائلة الحاكمة في العربية السعودية طوال العقد الماضي تقريباً،وأنه في عام ٢٠٠٩ تنبأ الصحفي والأكاديمي دافيد أوتاوي، مؤلف السيرة الذاتية للأمير بندر بعنوان "رسول الملك" بأنه:"إذا أصبحت إيران قوة نووية وهددت المملكة فإن باكستان يمكن أن تغدو الحامي الأساسي لها والمدافع عنها بدلاً من الولايات المتحدة".
وقالت إن نسبة كبيرة من ذلك تعود إلى حالة الإحباط التي يشعر بها السعوديون تجاه أوباما، الذي جازف مراراً وتكراراً خلال السنوات الأخيرة بموارد ومكانة المملكة العربية السعودية دون مردود يذكر فسوريا مازال كارثة غارقة في الدماء على مسافة قصيرة من البوابة السعودية وها هو العراق ينزلق بشكل مستمر نحو هاوية الحرب الطائفية بين الشيعة (المدعومين من قبل إيران) والسنة كما أن النزاع المدني المستمر في مصر والانهيار الاقتصادي فيها حول البلاد إلى حفرة بلا قرار تبلع المليارات من الدولارات السعودية.
وأضافت انه حتى في لبنان الصغير، تمكن الإيرانيون وحلفاؤهم في حزب الله من سحب البساط من تحت أقدام السعوديين وتغلبوا عليهم وعلى رجالهم. حينما تخلى بندر عن موقعه كسفير لبلاده في واشنطن عام ٢٠٠٥، استلم منصب مستشار الملك للأمن القومي، تلك الوظيفة التي تفتقر مهام صاحبها إلى تعريف واضح المعالم. كانت إحدى أولى مهامه في ٢٠٠٦ هي تشجيع الإسرائيليين سراً بالمضي قدماً في حربهم الضروس ضد حزب الله في جنوب لبنان. إلا أن حزب الله دافع عن نفسه فارضاً على الإسرائيليين الانسحاب. صحيح أنه خرج من الحرب مضرجاً بالدماء إلا أنه لم يركع وخرج بمصداقية أكبر بكثير مما توفر له في أي وقت سابق.
وأشارت إلى أن رؤية الأمير بندر للبنان كانت حتى تلك اللحظة منحرفة بشكل عجيب حتى إنه دعم، ولفترة ما، ترشيح سمير جعجع، القائد السابق للكتائب المسيحية المارونية المتوحشة، لمنصب الرئيس القادم في البلاد فبعض أمراء الحرب اللبنانيين الآخرين الذين عملوا مع بندر يشتكون من أنهم لم يعودوا يتمكنون من الوصول إلى رئيس الاستخبارات السعودي عبر الهاتف. وكأنه يختفي لعدة أيام كل حين حيث يقولون في بيروت بأن ملك السعودية عبد الله لم يعد يحب سماع كلمة “لبنان” تلفظ في حضرته.
http://www.cairoportal.com/global-journalism/12373
من هو كبير الجواسيس بالشرق الأوسط؟
قالت صحيفة "ذا ديلي بيست" الأمريكية، إن مصر بعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي بها ستتحول إلى "بلاعة" لدولارات وأموال السعودية، التي أصبحت تعاني مشاكل جمة بسبب الأوضاع بالمنطقة برمتها.
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب كريستوفر ديكي، إن النزاع المستمر في مصر والانهيار الاقتصادي فيها حول البلاد إلى "حفرة بلا قرار" تبلع المليارات من الدولارات السعودية،وإن استمرار ذلك الوضع في مصر سيؤثر على السعودية نفسها التي تتراجع أهميتها الإستراتيجية تدريجيا وتبتعد عنها الولايات المتحدة تدريجيا لذا تحاول الرياض البحث عن "حاضن جديد".
وتابعت إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي لا يقل عمره الآن عن تسعين عاماً، قضى حياته وأنفق ما لا يحصى من المليارات من الدولارات في محاولة لنشر الاستقرار في المنطقة من وجهة نظره، إلا أنه لم يجن ثمار ما دفع من أجله فقد صعق الربيع العربي السعوديين وأرعبتهم حالة الفوضى التي عمت المنطقة نتيجة لذلك، ولم يجدوا حتى هذه اللحظة الوسيلة الفعالة لاستعادة الهدوء.
وأشارت الصحيفة، في المقال المطول الذي ركزت فيه أساسا على الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية، إلى أن الأمير بندر يقود تغيرا دراماتيكيا في السعودية ربما يؤدي إلى انهيار الدولة برمتها.
ووصفت الصحيفة الأمريكية الأمير بندر ،بأنه "كبير الجواسيس في منطقة الشرق الأوسط"، مشيرة الى أنه "يهدف حالياً إلى سحق جماعة الإخوان المسلمين رغم أنها مجموعة سنية"، موضحة أنه أيضا في حالة "تحالف مع اسرائيل رغم أن لا معاهدة سلام بين تل أبيب والرياض حتى الآن"، حسب قولها .
وكشف المقال عن الكثير من الحقائق بشأن حياة الأمير بندر انه "بعد أن كان مشهوراً في واشنطن بسيجاره وحفلاته وسحره، غدا الأمير بندر بن سلطان الآن يقاتل إيران في سوريا ويندد بإدارة أوباما".
وقالت:"إنه حينما كان الأمير سفيراً لبلاده في واشنطن، كم دارت حوله الأنخاب. وكم دخن بندر بن سلطان من السيجار الفخم وكم احتسى من الكونياك الأكثر فخامة على مدى ثلاثين عاماً قضاها مرسالاً للملكة العربية السعودية ومدافعاً عن مصالحها وسفيراً لها، كان بندر يقص حكايات مدهشة حول السياسيين والملوك، كان بعضها، ويا للمفاجأة، حقيقياً".
وأضافت أن صحفيي واشنطن أحبوا فعلا الأمير بندر، فلا أحد كان يضاهيه في علاقاته بأصحاب النفوذ في المواقع العليا، ولا أحد مثله كان يأتي بالأموال الطائلة ليوزعها بهدوء بكميات كبيرة ليساعد أصدقاءه.
وأشارت الى أن الأمير بندر كان قد رتب عبر السنين تخفيضات في سعر النفط العالمي خدمة لجيمي كارتر ورونالد ريجان وبوش الأب وبوش الإبن. كما رتب بأمر من مدير السي آي إيه بيل كيسي، ومن وراء ظهر الكونجرس، تمويل حروب ضد الشيوعية في نيكاراجوا وأنجولا وأفغانستان، كما كان على علاقة حميمة بديك تشيني ومقرباً جداً من عشيرة جورج إتش دبليو بوش، أباً وأماً، وأبناءً وبنات، حتى أنه بات يدعى "بندر بوش".
وقالت الصحيفة الأمريكية ان الأمير بندر الآن أصبح جاسوساً، أو، بشكل أدق، كبير الجواسيس في الشرق الأوسط،وأضافت:"إنه رأس الحربة في برنامج سعودي واسع من العمل السري والإنفاق الواضح الذي أسهم في الإطاحة بالحكومة المنتخبة للإخوان المسلمين في مصر ويسعى إلى تشكيل جيش إسلامي جديد في سوريا".
وتابعت انه دون فهم هذا الرجل وفهم مهمته، فلا سبيل في الحقيقة إلى فهم ذلك الذي يجري في أكثر مناطق العالم اضطراباً في الوقت الحالي،موضحة أن هدف بندر هو إضعاف قوة إيران من خلال سلخ حلفائها بشار الأسد وحزب الله عنها، والحيلولة دون أن يحصل ملالي إيران على الأسلحة النووية، وإحباط مخططاتهم في المنطقة، وخلعهم من الحكم إذا وجد إلى ذلك سبيلاً،كما يهدف في نفس الوقت إلى "سحق جماعة الإخوان المسلمين تلك المنظمة السنية التي تتظاهر بالدفاع عن الديمقراطية وفي نفس الوقت تناهض الأنظمة الملكية بقوة ".
وقالت إنه تخلل برنامج الأمير بندر بعض التحالفات المثيرة للاهتمام، فبغض النظر عن عدم وجود معاهدة سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل لكنه طبق المثل "عدو عدوي هو صديقي"، لذا فقد أصبح بندر في الواقع العملي حليفاً لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو في العداوة لإيران، حيث يقول عن ذلك المؤرخ روبرت ليسي صاحب كتاب "داخل المملكة: ملوك ورجال دين، حداثيون وإرهابيون، والنضال من أجل العربية السعودية": لقد باتا متحدين، الأمر الذي يبعث على الفضول. لقد كان بندر دوماً نزاعاً نحو تحدي الأعراف والالتفاف حول القواعد، أو كما يقول ليسي" بندر إنسان لا يخجل ولا يخشى".
وأضافت أنه كأنما يكرر ما يقوله نتنياهو من حين لآخر أراد الأمير بندر في الشهور الأخيرة أن يكون معلوماً لدى الجميع بأن أكبر عقبة تعيق تحقيق أهدافه هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وينقل عن بندر أنه أخبر بعض الدبلوماسيين الأوروبيين الشهر الماضي أن المملكة العربية السعودية قد تقوم بـ "نقلة كبيرة" لتنأى بنفسها بعيداً عن تحالفها القائم منذ زمن طويل مع الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن الصحيفة قالت إن بعض السعوديين من رفقاء بندر ومعارفه أكدوا أنه إنما قصد التنفيس عن غضبه، إلا أن بعض متابعيه عن قرب والمطلعين على شؤون عمله يظنون بأن جزءاً من النقلة التي تحدث عنها قد يكون محاولة توطيد علاقة أكثر حميمية مع باكستان المتسلحة نووياً، مشيرة إلى أن رئيس وزراء باكستان نواز شريف، الذي انتخب مؤخراً، كان قد عاش في حمى العائلة الحاكمة في العربية السعودية طوال العقد الماضي تقريباً،وأنه في عام ٢٠٠٩ تنبأ الصحفي والأكاديمي دافيد أوتاوي، مؤلف السيرة الذاتية للأمير بندر بعنوان "رسول الملك" بأنه:"إذا أصبحت إيران قوة نووية وهددت المملكة فإن باكستان يمكن أن تغدو الحامي الأساسي لها والمدافع عنها بدلاً من الولايات المتحدة".
وقالت إن نسبة كبيرة من ذلك تعود إلى حالة الإحباط التي يشعر بها السعوديون تجاه أوباما، الذي جازف مراراً وتكراراً خلال السنوات الأخيرة بموارد ومكانة المملكة العربية السعودية دون مردود يذكر فسوريا مازال كارثة غارقة في الدماء على مسافة قصيرة من البوابة السعودية وها هو العراق ينزلق بشكل مستمر نحو هاوية الحرب الطائفية بين الشيعة (المدعومين من قبل إيران) والسنة كما أن النزاع المدني المستمر في مصر والانهيار الاقتصادي فيها حول البلاد إلى حفرة بلا قرار تبلع المليارات من الدولارات السعودية.
وأضافت انه حتى في لبنان الصغير، تمكن الإيرانيون وحلفاؤهم في حزب الله من سحب البساط من تحت أقدام السعوديين وتغلبوا عليهم وعلى رجالهم. حينما تخلى بندر عن موقعه كسفير لبلاده في واشنطن عام ٢٠٠٥، استلم منصب مستشار الملك للأمن القومي، تلك الوظيفة التي تفتقر مهام صاحبها إلى تعريف واضح المعالم. كانت إحدى أولى مهامه في ٢٠٠٦ هي تشجيع الإسرائيليين سراً بالمضي قدماً في حربهم الضروس ضد حزب الله في جنوب لبنان. إلا أن حزب الله دافع عن نفسه فارضاً على الإسرائيليين الانسحاب. صحيح أنه خرج من الحرب مضرجاً بالدماء إلا أنه لم يركع وخرج بمصداقية أكبر بكثير مما توفر له في أي وقت سابق.
وأشارت إلى أن رؤية الأمير بندر للبنان كانت حتى تلك اللحظة منحرفة بشكل عجيب حتى إنه دعم، ولفترة ما، ترشيح سمير جعجع، القائد السابق للكتائب المسيحية المارونية المتوحشة، لمنصب الرئيس القادم في البلاد فبعض أمراء الحرب اللبنانيين الآخرين الذين عملوا مع بندر يشتكون من أنهم لم يعودوا يتمكنون من الوصول إلى رئيس الاستخبارات السعودي عبر الهاتف. وكأنه يختفي لعدة أيام كل حين حيث يقولون في بيروت بأن ملك السعودية عبد الله لم يعد يحب سماع كلمة “لبنان” تلفظ في حضرته.
التعديل الأخير: