استغربت من إطراء المرشح عبد الفتاح السيسي على عدد من الدول العربية.. وما أعرفه أن يتحدث المرشح ـ حال تناول الخارج في برنامجه ـ عن رؤيته في حل أزمات بلاده الخارجية إن وجدت، لا أن يوزع الثناء والتحيات على هذه الدولة وعلى تلك..إلا إذا كان يتحدث من موقع الرئيس الفعلي للبلاد، من قبيل المجاملات الدبلوماسية المعروفة، فيما اكتفى بتحذير قطر ونصحها بـ"عدم خسارتها لمصر أكثر من ذلك؟!".. ولم يقدم رؤية لتسوبة الأزمة معها!
في السياق ذاته فجر المشير مفاجأة مذهلة، حين كشف أن دولا خليجية قدمت 20 مليار دولار مساعدات لمصر منذ 3 يوليو الماضي.. أي في أقل من عام!
والمدهش أن ينفرد المشير وحده في الكشف عن هذا الرقم الخيالي الذي تلقته سلطة ما بعد الإخوان، ولا يصدر من أي مسؤول رسمي آخر: لا رئيس الجمهورية المؤقت ولا رئيس وزرائه ولا وزير الخارجية.. ولا أي من وزراء المجموعة الاقتصادية.. إنما صدر من وزير الدفاع المستقيل، وهو المنحى الذي لا يحتاج إلى مشقة في تفسير معناه الحقيقي.
ليس بوسع أحد ـ بعد سماع ذلك من المشير نفسه ـ أن يقتنع بما قاله بأنه بعد الإطاحة بمرسي، انصرف إلى مكتبه في كوبري القبة، وترك البلد يديرها عدلي منصور.. فالاطلاع على تفاصيل المساعدات غير المسبوقة التي قدمها خليجيون للقاهرة، لا يمكن أن تتاح إلا لأرفع مسؤول في الدولة.. وهذه "القرائن" مهمة في التعرف على المؤهلات الحقيقية للمرشح المثير للجدل، وقدرته على إقالة مصر من عثراتها، استنادا إلى تجربته خلال الشهور الثمانية الماضية.
والحال أن رقم المساعدات كان صادما، ليس فقط لأنه الأكبر في تاريخ العلاقات المصرية الخليجية، وإنما لأنه قدم بشكل "سري" إلى أن كُشف عنه مؤHخرا على لسان المشير عبد الفتاح السيسي، ولا يعرف المصريون عن تفاصيله شيئا، وما إذا كانت ديونا أم قروضا أم هبات لا ترد.. وإذا كان من الثابت أن الدول لا تتصرف بمنطق "الجمعيات الخيرية" ولا تدفع أموالها بمنطق "المحسنين" من أهل الخير، فإنه من الطبيعي أنه قدم "مقابل" شروط معينة، ولنا أن نتساءل عن "الثمن" الذي ستقدمه القاهرة لقاء هذا السخاء والحنان الخليجي المدهش!
السيسي الوحيد الذي تحدث عن هذه المساعدات، وعليه أن يكمل جميله ويعلن عن أوجه انفاقها.. أين ذهبت؟!.. وعلى عدلي منصور نفسه قبل أن يغادر قصر الاتحادية أن يخلي طرفه بشفافية وأن لا يترك للاسترخاء في بيته قبل أن يجيب على هذا السؤال أين ذهبت الـ 150 مليار جنية (20 مليار دولار) التي قبضها نظامك من الظهير الخليجي المؤيد لعزل الرئيس السابق؟!
المشير السيسي كشف عنها.. وقال إنه لا يحكم.. ومن في الحكم هو رئيس المحكمة الدستورية العليا.. يعني "الشيلة" كلها في رقبة منصور.. وعلى الأخير أن يبرئ ذمته، ويكشف عن الحكام الحقيقيين إذا كان مجرد رئيس "تسيير أعمال" بسيطة وليست أعمالا ضخمة تعدل ما يزيد عن 20 مليار دولار.. لا نعرف عنها شيئا.
محمود سلطان
Almesryoonmahmod@gmail.com
في السياق ذاته فجر المشير مفاجأة مذهلة، حين كشف أن دولا خليجية قدمت 20 مليار دولار مساعدات لمصر منذ 3 يوليو الماضي.. أي في أقل من عام!
والمدهش أن ينفرد المشير وحده في الكشف عن هذا الرقم الخيالي الذي تلقته سلطة ما بعد الإخوان، ولا يصدر من أي مسؤول رسمي آخر: لا رئيس الجمهورية المؤقت ولا رئيس وزرائه ولا وزير الخارجية.. ولا أي من وزراء المجموعة الاقتصادية.. إنما صدر من وزير الدفاع المستقيل، وهو المنحى الذي لا يحتاج إلى مشقة في تفسير معناه الحقيقي.
ليس بوسع أحد ـ بعد سماع ذلك من المشير نفسه ـ أن يقتنع بما قاله بأنه بعد الإطاحة بمرسي، انصرف إلى مكتبه في كوبري القبة، وترك البلد يديرها عدلي منصور.. فالاطلاع على تفاصيل المساعدات غير المسبوقة التي قدمها خليجيون للقاهرة، لا يمكن أن تتاح إلا لأرفع مسؤول في الدولة.. وهذه "القرائن" مهمة في التعرف على المؤهلات الحقيقية للمرشح المثير للجدل، وقدرته على إقالة مصر من عثراتها، استنادا إلى تجربته خلال الشهور الثمانية الماضية.
والحال أن رقم المساعدات كان صادما، ليس فقط لأنه الأكبر في تاريخ العلاقات المصرية الخليجية، وإنما لأنه قدم بشكل "سري" إلى أن كُشف عنه مؤHخرا على لسان المشير عبد الفتاح السيسي، ولا يعرف المصريون عن تفاصيله شيئا، وما إذا كانت ديونا أم قروضا أم هبات لا ترد.. وإذا كان من الثابت أن الدول لا تتصرف بمنطق "الجمعيات الخيرية" ولا تدفع أموالها بمنطق "المحسنين" من أهل الخير، فإنه من الطبيعي أنه قدم "مقابل" شروط معينة، ولنا أن نتساءل عن "الثمن" الذي ستقدمه القاهرة لقاء هذا السخاء والحنان الخليجي المدهش!
السيسي الوحيد الذي تحدث عن هذه المساعدات، وعليه أن يكمل جميله ويعلن عن أوجه انفاقها.. أين ذهبت؟!.. وعلى عدلي منصور نفسه قبل أن يغادر قصر الاتحادية أن يخلي طرفه بشفافية وأن لا يترك للاسترخاء في بيته قبل أن يجيب على هذا السؤال أين ذهبت الـ 150 مليار جنية (20 مليار دولار) التي قبضها نظامك من الظهير الخليجي المؤيد لعزل الرئيس السابق؟!
المشير السيسي كشف عنها.. وقال إنه لا يحكم.. ومن في الحكم هو رئيس المحكمة الدستورية العليا.. يعني "الشيلة" كلها في رقبة منصور.. وعلى الأخير أن يبرئ ذمته، ويكشف عن الحكام الحقيقيين إذا كان مجرد رئيس "تسيير أعمال" بسيطة وليست أعمالا ضخمة تعدل ما يزيد عن 20 مليار دولار.. لا نعرف عنها شيئا.
محمود سلطان
Almesryoonmahmod@gmail.com