عمر بن معاويه
عضو مخضرم
تتميز بجبالها الخضراء وشواطئها الرملية
مازندران.. عروس الشمال الإيراني
سد البوز
غابة نور
استراحات عائلية
تلفريك نمك أبرود
تم النشر في 2014/10/30
زكريا محمد
مازندران.. عروس الشمال الإيراني، وزائر هذه المنطقة ينبهر بجمال الطبيعة الخلابة من جبال وسهول صبغها الله باللون الأخضر من الأشجار والأعشاب.
وبدعوة من الملحقية الثقافية لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في البلاد، قمنا كوفد صحافي يمثل الإعلام الكويتي بقضاء أسبوع في محافظتي مازندران وكيلان اللتين تقعان في شمال إيران تم خلالها زيارة المعالم السياحية لهاتين المحافظتين.
في أول يوم للزيارة، بعد وصولنا إلى طهران وانتقالنا في الباص لحوالي 9 ساعات الى محافظة مازندران، فان أول ما يلفت النظر في هذه المحافظة هو الأراضي الخضراء، حيث لا تشاهد بقعة صفراء أو رمالا.
وما يلفت النظر ايضا كثرة المطاعم وإعلاناتها البارزة «جلو وكته كبابي»، اضافة الى ان جميع المصنوعات سواء من الملابس أو العصائر والأغذية الموجودة في الأسواق تجدها صناعة إيرانية ولا يوجد أي شيء مستورد.
كانت الزيارة الأولى للوفد الإعلامي الى سد البوز، الذي يبلغ عمقه حوالي 80 م، ولم يمض على بنائه سنة، تحيط به الجبال الخضراء الشاهقة وتتوسطه جزيرة صغيرة، أما الأراضي القريبة منه فهي أملاك خاصة وسيتم طرحها للاستثمار بنظام (B.O.T).
يتحدث أصحاب الأراضي بان لديهم مشروعا كبيرا حول هذا السد الجميل من خلال اصلاح الطريق للوصول إليه وإقامة تلفريك وفندق ومطاعم ومواقع أخرى للأنشطة الرياضية، حيث يكلف هذا المشروع حوالي 70 مليون دولار، مؤكدين انهم يرحبون بالمستثمرين الكويتيين للمشاركة بهذا المشروع.
جلب المستثمرين
وقالت عضوة المجلس البلدي والمسؤولة عن إدارة الاستثمار في بلدية بابل مرمر فيروز بور إن دورها يختص في جلب المستثمرين الأجانب الى هذه المنطقة الجميلة رغم وجود مستثمرين من الأهالي، مشيرة الى ان أغلب السائحين الحاليين هم من الطلبة وذلك لاتصال مدن المنطقة بعضها ببعض.
وأضافت بور انه يوجد أماكن سياحية في مدينة بابل منها المياه الساخنة والشلالات والغابات الجبلية، اضافة الى ان محافظة مازندران تعتبر الثانية في مجال الزراعة الجذرية وهي الأولى في العلوم الطبية في المنطقة الشمالية لإيران.
وكشفت ان بابل تشتهر بوجود مستشفيات متقدمة في زراعة الكلى وجراحة القلب المفتوح وبؤبؤ العين، اضافة الى العلاج الطبيعي والعلوم الأساسية خصوصاً ان هناك حوالي 6 آلاف مهندس وحوالي ألفي محام.
وبينت ان 20 في المئة من انتاج ايران الزراعي يتم في محافظة بابل التي تشتهر بالحمضيات وزراعة الأرز، كما ان منطقة بابل محاذية لبحر قزوين وتشكل العصب الاقتصادي للمحافظة لوجود 3 سدود في محافظة بابل.
وقالت بور ان النساء يشكلن 40 في المئة من القوى العاملة في المحافظة، وليس لديهن أي مشكلة في التعامل مع الرجل لوجود احترام متبادل بين الجنسين، كما انه لا يمنع جلوس الرجل والمرأة في مكتب واحد لأنه لا يوجد تمييز بينهما.
أكبر المدن
وأوضح حاكم بابل رجب مولاي رئيسي ان مدينة بابل تعتبر من أكبر المدن في محافظة مازندران من حيث عدد السكن ومساحة الأرض، اضافة الى ارتفاعها العالي عن سطح البحر، حيث تتميز بوجودها في منطقة تضاريس كالجبال والغابات والبحار والأنهار.
واضاف رئيسي انه يوجد حوالي 220 بحيرة للزراعة وبمساحات مختلفة وتشتهر بزراعة الأرز اضافة الى وجود ما يزيد على 55 هكتارا من الحمضيات، كما يوجد فيها حوالي 22 جامعة ومعهدا ومركزا للعلوم، مؤكداً انه بامكان الراغبين في الاستثمار العمل في الزراعة والسياحة خصوصاً اننا نضع يدنا بيد المستثمر الأجنبي لتطوير المنطقة والاستفادة للطرفين.
علاقات صداقة
وأشاد محافظ مازندران د. ربيع فلاح جلودار في مؤتمر صحافي عقده مع الوفد الإعلامي في اليوم الثاني من الزيارة بالعلاقات بين دولة الكويت والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال جلودار ان المسؤولين يعملون على تطوير المحافظة من الناحيتين السياحية والتجارية، خصوصاً من خلال التعاون مع المستثمرين من أصدقائنا الكويتيين، مشيرا الى ان مازندران تتميز بقربها من البحر وفيها سهول وغابات وهي قريبة من العاصمة طهران وكذلك بحر قزوين.
وأضاف انه يوجد حوالي مليون هكتار من الغابات الخضراء، وعدد سكانها حوالي 3 ملايين و200 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 24 ألف كيلومتر مربع وتتميز بالهواء النقي ووفرة المياه والطقس الجميل، وشتاؤها يكون الجو فيه معتدلا وفي فصل الصيف درجة حرارها لا تزيد على 30 درجة، كما ان المنطقة خصبة للسكن والسياحة.
حماية الاستثمار
وكشف جلودار بانه يزور المحافظة سنوياً ما يزيد على 25 مليون سائح، وسياسة الدولة هي المحافظة على البيئة، اضافة الى وجود سياسة التقليل من قطع الأشجار، اضافة الى تخصيص 120 منطقة سياحية للاستثمار كمحميات وحدائق ومواقع جذب للسائحين اضافة الى الاستثمار في السياحة البحرية.
وقال مازندران فيها 3 موانئ رئيسية و3 مطارات، ويتم التبادل التجاري مع روسيا واذربيجان وقزغستان، كذلك علاقاتها جيدة مع الدول المجاورة بعد الانقلاب الاسلامي منذ 35 عاماً، مؤكداً وجود قانون واضح للعمل مع المستثمرين الأجانب، الذي يضمن أيضاً حق وحماية هؤلاء المستثمرين الذين بامكانهم تحويل أموالهم في أي وقت يشاؤون.
غابة نور
وفي اليوم الثالث من الزيارة تم التوجه لزيارة غابة نور والتي تعتبر من المناطق السياحية المهمة لمحافظة مازندران والتي تحتوي على طبيعة خلابة وأشجار نادرة ودائما ما تجدها ممتلئة بالسياح وخصوصا في العطلات للاستمتاع بطبيعتها الجذابة وجوها الرائع.
محمية طبيعية
وقال حاكم منطقة نور هادي خنجري في لقاء مع الوفد الإعلامي ان مساحة الغابة تبلغ حوالي 36 كيلو مترا مربعا وهي تعتبر من أكبر الغابات في منطقة الشرق الأوسط وبها أندر الأعشاب الطبيعية والنباتات ويزورها حوالي 20 مليون سائح سنوياً، مشيراً إلى أن من يزور محافظة مازندران لابد ان يزور الغابة لقربها من البحر وجوها اللطيف ولا يوجد بها أية حيوانات مفترسة.
واضاف ان بعض المناطق في الغابة يمنع دخولها أو قطع أخشابها وذلك للحفاظ على النباتات الطبيعية فيها وهي تعتبر محمية طبيعية.
الكرم المازندراني
وفي اليوم الرابع والأخير في محافظة مازندران، اقام مدير عام منظمة السياحة ديلفر بوزور مؤتمرا صحافيا تحدث خلاله عن أهمية مازندران. والقلاع الموجودة بها والبنية الاساسية المتواجدة، مشيراً الى انه ثبت للتجار الذين كان ينتقلون على طريق الحرير كرم اهل هذه المحافظة والتي كانت تعتبر جسرا بين الصين والبحر المتوسط.
وقال بوزور ان الكرم المازندراني ازداد بعد دخول الإسلام، خصوصا انه يوجد في هذه المحافظة جميع الفواكه عدا التمر، كما انه يوجد في بحر قزوين الاسماك التي ينتج منها الكافيار إضافة لوجود 100 فندق من فئات 3 و4 و5 نجوم، كما يوجد نبع سورت الذي تخرج منه المياه بألوان مختلفة ومغارة أدتو التي يرجع تاريخها إلى 11 الف سنة.
وكشف القائم بأعمال مدير عام شركة نارنجستان، علي شاهدي، أنه تم إنشاء عدة مناطق سكنية وفندق، ومشروع تجاري يقع على حوالي 120 ألف م2، إضافة إلى إنشاء فندق جديد من 43 طابقاً، متمنياً من المستثمرين العرب المشاركة في هذه المشاريع، وخصوصا ان هناك توجهاً لإنشاء جزيرة صناعية سياحية للاستجمام.
رامسر
وانتقلنا لزيارة منطقة رامسر، التي تعتبر شريطا ساحليا ضيقا، ومساحتها 2500 كيلومتر، وهي احدى أجمل السواحل الواقعة على بحر قزوين لقربها من الغابات الجبلية، كما تحتوي على حديقة تاريخية تبلغ مساحتها 60 ألف م2 ومبنى الحديقة يعود بناؤه إلى عصر الملك البهلوي الأول.
وقال حاكم منطقة رامسر، حسين سروري، في مؤتمر صحافي عقده، ان هذه المنطقة تعتبر من أقطاب المدن السياحية في شمال إيران وتتمثل بموقع جغرافي جيد وهي جاذبة للسياحة باعتبار ان لها باعا طويلة في هذا المجال منذ حوالي 80 عاما واراضيها خصبة.
واضاف سروري ان المنطقة فيها بحيرات مائية مسجلة دولياً، إضافة إلى الفنادق القديمة، وأحدها كان مركزاً لإقامة المؤتمرات الدولية، وبها غابات، أهمها سافرون وداني خاني، إضافة الى وجود التلفريك، مشيراً إلى إنه سيتم افتتاح مطار جديد يستوعب الطائرات العملاقة، ويبلغ طول احد مدرجاته 2500 م.
الإعفاء من الضرائب
وبيّن مدير عام المجمع السياحي في رامسر، خسرو نجفي، ان مشروع التلفريك باستطاعته استضافة 20 ألف سائح يوميا، حيث تقسم الخدمات للزائدين من خلال السياحة البحرية والتسوق.
وقال نجفي ان اغلب الزوار لهذه المنطقة هم من العراق والسعودية، مؤكدا ان قانون المستثمر الاجنبي يعفي المستثمرين من الضرائب لفترة محددة لمساعدتهم في عملية الاستثمار.
توأمة وبعثات طلابية
أبدى محافظ مازندران، د. ربيع جلودار، استعداده لتوقيع اتفاقية التوأمة مع أي من محافظات الكويت، اضافة إلى امكانية توقيع اتفاقية مع وزارة التعليم العالي لتبادل البعثات الطلابية بين الكويت وإيران، اضافة الى خط طيران مباشر.
اتفاقيات استثمارية
وقع المستثمر الكويتي جاسم اشكناني 3 اتفاقيات مع المسؤولين في محافظة مازندران، تمكنه من إقامة مشروع سياحي يحتوي على فندق وتلفريك وألعاب أطفال، وكذلك الاستفادة من الغابات من خلال إقامة مشاريع ترفيهية، إضافة الى جذب المستثمرين الكويتيين والخليجيين.
وأوضح اشكناني ان لديه توجهاً لتسيير رحلتين جويتين اسبوعيا الى المحافظة بصفته وكيلاً لطيران مهان.
نمك آبرود
قمنا بزيارة للمجمع السياحي في نمك آبرود وهي منطقة جبلية والصعود اليها يتم عبر التلفريك الذي يعبر الغابات والعيون من المياه المعدنية، وقبل المساء تتم رؤية الغروب الساحر الجميل.
وقال حاكم جالوسي محمد زندي ان هذه المنطقة تعتبر من أهم المناطق السياحية ويوجد خطان للتلفريك الذي يعتبر أكبر تلفريك ويبلغ طوله 2 كيلو متر ويزورها حوالي 7 ملايين سائح وخصوصا في أعياد النيروز.
وتمنى زندي من المستثمرين الأجانب الاستفادة من المميزات الموجودة للاستثمار، مؤكداً ان هناك دعما كبيرا للراغبين في الاستثمار في هذه المنطقة.
مشكلة السائحين
المشكلة الرئيسية التي يعاينها السائحون العرب في شمال إيران هي عدم وجود من يتحدث اللغة العربية او حتى اللغة الإنكليزية، اضافة الى عدم وجود فنادق 5 نجوم.
.........................