كويتي في زمن الإحتلال

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
كويتي في زمن الإحتلال
بقلم//ياسين الحساوي

فتح أبنائي ملفات قديمة لي وكان بها بعض الإجتهادات في مقاومة الإحتلال العراقي الغاشم
وذلك حسب ما كان باستطاعتي لخدمة وطني في ذلك الوقت المؤلم والمظلم والمفاجيء

لكون احساسنا ومشاعرنا كانت في حب العرب ونصر العروبة كما كانوا أهل الكويت ومازالوا
ليصدُم حاكم العراق إيماننا بغزو جيوشه لبلدنا تحت ذرائع واهية لمجرد الطمع متناسيا
ما كانت الكويت تبذل الغالي والنفيس لمساعدته في تقوية ونمو العراق بحكم الإنتماء العربي

ولأن سياسة دولتي إنسانية مع جميع دول العالم رفضوا الإحتلال وتعاضدوا لتحرير الكويت.

فكانت النتيجة وبالا قاسيا على العراق وشعبه الشقيق ومازالت نتائجة المريرة مستمرة عافاهم الله
وبالمقابل عودة الحق والوطن للكويتيين والحمد لله.

وسأنشر هنا بعضا من تلك الملفات لتوثيق أن الكويتي لم يقطع الأمل قط في تحرير وطنه.

من نضال شعراء الكويت ضد احتلال الوطن
لا يتوفر وصف للصورة.
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
وهذا لقاء مع جريدة الأنباء وكانت تصدر من القاهرة
وبه تأكيدي بأن حاكم العراق لن يرتدع ويترك الكويت إلا بالقوة وهذا ماحدث



ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
وهذه مشاعر إنسان فقد عنوانه في وطنه


لا يتوفر وصف للصورة.
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
ذهبت إلى البحرين للعمل بتاريخ 7/28 لظروف عملي على أن أعود إلى الكويت يوم 8/1
للإجتماع مع مؤسسة عالمية لعمل يتعلق بالشركة الكويتية التي أدير أعمالها


في 7/29 أبلغوني بتأجيل قدومهم مدة إسبوعين وبما أن العائلة قد رحلت
إلى لندن منذ بداية عطلة المدارس فقررت أن أقضي الإسبوعين بمرافقتها
ثم أعود للكويت للإجتماع مع المؤسسة العالمية

وصلت إلى لندن برحلة ليلية لم أذق نوما بها..ثم قضيت النهار مع بعض الأصدقاء
وذهبت للنوم مساء وبعد ساعتين فوجئنا بطرقات قوية على بابنا ليخبروني بغزو العراق


ارتعشت فزعا وفتحت التلفاز لمحطة ال cnn فإذا بها تعرض تفاصيل تحركات الجيش العراقي
صدمنا لهول الخبر فلم نستطع النوم ونحن بحيرة وهلع لما سيحدث لأهالينا وأقاربنا من بلاء

وبدأت حياة جديدة مع العائلة والجيران الكويتيين بالتأني في المحاورة والإجابة على التساؤلات
يتبع
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
وبدأت حياة جديدة مع العائلة والجيران الكويتيين بالتأني في المحاورة والإجابة على التساؤلات
يتبع
نعم بدأت حياة جديدة مضطربة وقلقة بالمشاعر والتفكير الكل يبكي خوفا
من مكروه يصيب أهله وأحبابه الموجودين في الوطن الذي أصبح محتلا ويتخوف من المستقبل الذي أظلم


لم أبك أمام عائلتي التي انهمرت بالبكاء محاولا قدر جهدي للتخفيف عن أهوالهم ومشاعرهم المكسورة
بتأكيدي لهم بأنه حدث سياسي سينتهي قريبا بإذن الله
ونحن لم نؤذ أحدا كي يعاقبنا رب العالمين
بل سيفرجها والله مع الصابرين

طلبت من مكتبنا في الخبر أن يرسل موظفا لحدود الكويت مع هاتف هوائي لنتمكن من الإتصال بأهلنا
والإطمئنان عليهم وذلك بعد أن قطع المحتل خطوط الهاتف عن بيوت الكويت..

علم جيراننا الكويتيين بالأمر فصاروا يحتشدون بشقتنا يوميا

لنخبر المندوب على الحدود بهواتف أهاليهم ليطمئنوا على أحوالهم حتى قُطعت جميع الهواتف
بعد5 أيام من الغزو.

وطوال إسبوعين وأنا أجاهد لمنع البكاء والنحيب متعذرا بنفس الأسباب كي يهدءوا..
وبعد ذلك بدأت أشعر بفقدان الأمل..
فتسللت إلى الحمام أعزكم الله وأغلقته تم أجهشت بالبكاء لساعات فلا أريد أحدا أن يراني وقد نفذ صبري
بعدها قررت الذهاب للسعودية لأرى ما يمكنني فعله

ولاشك بأن العين بصيرة واليد قصيرة .. سأكون قرب الأحداث.

يتبع
 
التعديل الأخير:

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
فاتني أن أذكر أنه بثاني أيام الغزو ذهبت مع بعض الشباب لمقابلة السفير وكان يومها علي الريس
فقيل أن عنده اجتماع فانظرنا بالصالة بعد مدة خرج من مكتبه رجل مقطب الجبين الى الخارج فجلس

معنا السفير يناقشنا بما ستؤول إليه الأوضاع وأخبرنا أن الأمير وحكومتنا تبذل قصارى جهدها لاحتواء
الحدث والعمل على دحر المعتدي بالتعاون مع الأشقاء والحلفاء..
سأله أحدنا عن الشخص الممتعض

الذي خرج بالتو فأجابنا السفير بأنه يدعى عبدالباري عطوان مالك جريدة العرب اللندنية جاء يساومني
بالمال ليكون مدافعا عن الحق الكويتي ويطلب 100 الف جنيه شهريا فرفضنا طلبه فخرج غاضبا..

بعد أيام استلمنا عبد الدولار بالأكاذيب وأصبحت جريدته منبرا لادعاءات العراق ضد الكويت.


المهم وصلت السعودية لأُفاجأ بنزوح عشرات العائلات للمملكة قبل أن يقفل الجيش العراقي الحدود
وكثير منهم لايملكون إلا القليل زارني بعضهم في مكتبنا يشكون الحال فأخبرت العم مبارك الحساوي
مالك الشركة بالأمر وطلب مني إعانتهم فورا بقدر المستطاع ففعلت وأكثر ومشاعري تتعاطف معهم
ومع الذين لم يتمكنوا من الخروج ..


ولأني قلق حول أحوال إخوتي وأخواتي وأبنائهم قررت التسلل للكويت عبر الحدود لأكون معهم ..
واتصلت بمن عرفت أنهم دخلوا وخرجوا لإنقاذ أهلهم كي أكون معهم فيالمرة القادمة...


علم العم بالأمر فاستشاط غضبا وهو يقول إنك تساعد إخوتنا هنا فكيف ستساعدهم
وأنت مأسور في الكويت فطالما يُسمح لللأردنيين بالدخول والخروج إبعث محاسبنا الأردني ليطمئننا
على أهلك وكذلك على عائلتي التي رفضت الخروج..وابعث لهم بعض المال يعينهم على الحياة ورسائل
لنطمئن على أحوالهم....
رحم الله العم فقد كان داعما للجميع في السراء والضراء.
يتبع
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
نعم أصيح موظفنا الأردني حلقة التواصل مع أهلنا وأحبابنا يسلمهم خطاباتنا وبعض الدولارات
لهم ويعود برسائلهم لنا المتضمنة أحوالهم ومعاناتهم وصمودهم والأهم أنهم بخير سالمين.

ومضت أيام كالسنين لاتتوقف مشاعر الخوف عليهم حتى أخبروني بأن فرقة عسكرية احتلت
منزلي الواقع بمشرف قبال ثانوية مشرف للبنات ولأن أمامه ارتداد كبير كنت جعلته حديقة للصغار
حفرته عساكر الفرقة وجعله خنادقا لهم ليحمون أنفسهم في حال دخول قوات التحالف الكويت.


طبعا خبر مزعج لي وللعائلة لوجود أعز مانملك من مقتنيات من تراث حياتنا الشخصي صغارا وكبارا
وقبل ذلك كان أخي الصامدقال أن هناك بعض فرق الجيش صارت تحتل البيوت الخالية من السكان
بسبب السفر في العطلة الصيقية

فأخبرته بوجود حلويات ومأكولات جافة في مخزني خذها ووزعهاعلى المحتاجين..

طبعا كنت أقصد السلاح والذخيرة ليوزعها على أبطال المقاومة فكان هناك رشاشا
مرخصا وبنادق صيد ومسدسين
ولأنه لم يستطع الخروج بها جمعها ووضعها في سقف الغرف
بعد فتح سطحة المكيف المركزي وإعادة لصقها بينما جمع معظم القطع الثمينة وكدسها بإحدى
الغرف ولصق على جدار بابها ألواحا خشبية كنوع من الديكور لم تنتبه لها العساكر عند احتلالهم للبيت

كان عملا ذكيا ولكن المعضلة بكيفية إخفاء السيارات..وهذه حكاية أخرى
يتبع
 

مستشار كويتي

عضو بلاتيني
اكبر غلطه كانت تواجدي بالغزو بالكويت ....كدت ان اموت عشر مرات ....للاسف الدوله كلها انهارت بلحظات بجيشها وقيادتها العسكريه وجهازها الامني بكل انواعه ....ولم ارى روح قتاليه الا ماندر هنا وهناك ....المجرم حاشد له جيوش وارتال من مئات الدبابات والكل يتكلم عن غزو الكويت المؤكد ولكن وزاره الدفاع لم تستعد وكأن الجيش موجود لحفظ السلم والامن داخل الكويت فقط وليس لصد اعداء الكويت الخارجين...الحوثيون المجرمون الان يواجهون درزن من قوات الدول العربيه ولم يستسلموا منذ اربع سنوات كما فعل جيشنا واستسلم خلال ساعتين .... انا بصراحه اعتقد اننا نعاني من القياده الحقيقيه والوطنيه الحقيقيه .....ولايزعل مني احد ...فما حصل لنا لم يحصل واستسلم شعب كامل بكل ذلك العتاد خلال لحظات ......
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
اكبر غلطه كانت تواجدي بالغزو بالكويت ....كدت ان اموت عشر مرات ....للاسف الدوله كلها انهارت بلحظات بجيشها وقيادتها العسكريه وجهازها الامني بكل انواعه ....ولم ارى روح قتاليه الا ماندر هنا وهناك ....المجرم حاشد له جيوش وارتال من مئات الدبابات والكل يتكلم عن غزو الكويت المؤكد ولكن وزاره الدفاع لم تستعد وكأن الجيش موجود لحفظ السلم والامن داخل الكويت فقط وليس لصد اعداء الكويت الخارجين...الحوثيون المجرمون الان يواجهون درزن من قوات الدول العربيه ولم يستسلموا منذ اربع سنوات كما فعل جيشنا واستسلم خلال ساعتين .... انا بصراحه اعتقد اننا نعاني من القياده الحقيقيه والوطنيه الحقيقيه .....ولايزعل مني احد ...فما حصل لنا لم يحصل واستسلم شعب كامل بكل ذلك العتاد خلال لحظات ......
شاءت الظروف أن تكون داخل الكويت وشاءت ظروفي أن أكون خارجها بعد تأجيل الإجتماع المتفق عليه
وفي جميع الأحوال كانت ظروفا قاسية جدا على جميع الكويتيين بلا استثناء

ماذا تتوقع من جيش صغير حسب تعداد البشر أمام رابع جيش في العالم حسب الإحصاءات ذلك الوقت
الكويت تقع بين دول ذات جيوش هائلة ومدججة بمختلف أنواع الأسلحة..السلاح الوحيد الذي يردعهم
هو السلاح النووي والذي لن يقبل أسياد العالم أن نمتلكه..ولكن هناك سلاح فتاك هو سلاح المال
استخدمته الكويت أحسن استخدام لتقهر جيوش الغزاة الغادرة ولهذا تمكنت من تحرير وطنها

هل تذكر جملة المرحوم سعود الناصر عندما سأله قائد أميركي حول من يدفع تكاليف الجيوش فرد حاسما:
' send the bill' أرسل الفاتورة..جملة جعلتها الصحف العالمية عناوين لها ذلك اليوم.

شكرا لمشاركتك بوجهة نظرك التي لاغبار عليها أخي مستشار كويتي
 

مستشار كويتي

عضو بلاتيني
اخي الكريم .....صحيح ان الجندي العراقي كان لاقيمه لحياته امام القياده العراقيه وجيشهم كان جيشا جرارا دك ايران دك ووصل الى عبدان مخترقا المحمره وداخلا اكثر من ثلاثمائه كيلو بالعمق الايراني باتجاه طهران .... ولكن ماهي فائده الجيش اذن ولما التجنيد الزاميا اذن ولما شراء كل تلك الترسانه ...خلاص نلغي وزاره الدفاع .... اخي لايوجد شعب بالعالم ينظر بتلك النظره لوطنه ويستسلم بتلك الطريقه الجبانه .... اخي الم تصمد كوبا بوجه امريكا في حرب خليج الخنازير Bay Of Pigs ومن ثم تنتصر وكذلك الم تصمد فيتنام بوجه امريكا بالرغم من استعمالها للسلاح الكيماوي The Orange Agent وفيتنام كتكوت بالنسبه لحجم وقدره امريكا .... الم تصمد اسرائيل في مواجهه كل جيوش العرب مجتمعه وتنتصر في ثلاث حروب او اكثر ... اليست تايوان الان لها جيش يستعد لصد الصين وجيوشها .... الم يكن المسلمين في صدر الاسلام بسطاء ومن ثم تفوقوا على الفرس والروم .....اخي حتى لو انتصر العدو الا يجب اراقه الدماء التى يجب ان تكون رخيصه امام تراب الوطن ....

كذلك ان كان القرار هو هروب واستسلام الا كان يجب ابلاغ الشعب بذلك القرار والسيناريو لكي نقب مع القابين ونهرب .... طيب وعندما انهزم الجيش الكويتي بلحظات فما فائده المقاومه الكويتيه ولما كانت القياده تشجعها على المقاومه وهي هاربه بالخارج مما ادى الى موت وسحق وسجن واعدام الكثيرين ....خلاص قولو لنا اهربوا ومن ثم سندفع الفاتوره .....

شوف الاعلام يشجعنا على التضحيه بينما القياده انهارت من اول كحه عراقيه .....لاقيمه للحياه اخي بلا وطن والوطن اغلى من الروح والام والاب والمال وكل شي ... شوف مثلا هالاغنيه لم يكن لها اي تطبيق حقيقي في بدايه الغزو واحتلال الكويت ....
 
التعديل الأخير:

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
كان عملا ذكيا ولكن المعضلة بكيفية إخفاء السيارات..وهذه حكاية أخرى
توجه أخي عيسى ومعه قريب لنا لمقابلة قائد الفرقة التي احتلت منزلي وهو لواء ضخم الجثة يدعى عبدالجبار
وسألوه عن سبب احتلالهم للمنزل فقال إنها أوامر عسكرية ثم وعدهم بعدم الإضرار في المنزل.هنا قال له أخي:
ومن يضمن تصرفات العسكر من سرقة محتوياته ؟ فرد حازما أنا أضمن

فكر أخي قليلا لأنه لن يستطيع إخراجهم
مهما جادلهم وخوفا أن يتعرض لغضب اللواء فقال..
حسنا دعنا نخرج السيارات وابقوا بالبيت حتى تخرجوا منه .
فوافق على ذلك قائلا:وهذا لإثبات وعدي لك..وأمر بعض العساكر لمساعدة أخي بإخراج السيارات وتم له ذلك.
إلا أن في الطريق تعرضوا لنقاط تفتيش وكادوا أن يصادروا السيارات لأنها تحمل أرقاما كويتية وكانت السلطات
قد أمرت بمصادرة أي سيارة لاتحمل الأرقام العراقية..ولحسن الحظ أن أحد عساكر عبدالجبار كان في الموقع
أخبرهم بأوامر اللواء بالسماح لأنه قايضهم بأخذ العربات مقابل السماح بالسكن في منزلهم..فتم الإنقاذ..
وهناك مواقف ولحظات عصيبة واجهها أبناء وطني ولكنهم تخطوها بشجاعة وبسالة.

أولادي في لندن ووالدتي وإخوة وأخوات في القاهرة بحكم إجازة الصيف بخلاف من هم في السعودية والخليج.
وواجبي أن أنتقل لأماكن وجودهم لأطمئن على أحوالهم وأداء مسئوليتي لأني كبير العائلة مهما أشقاني الأمر.


في لندن شاركت الأستاذ محمد الرميحي بتأسيس وتحرير جريدة الكويت حسب طلب الإعلام الكويتي..وفي
القاهرة أنشد لي بعض المطربين قصائدي النضالية وفي إحدى الأغاني كنت من ضمن الكولار"الكورس"وقد
أنشد لي طلال مداح وأحمد الجميري بجانب إخوتهم من مطربي الكويت..فتعاضد الأشقاء كان في جميع المجالات.

وهناك معضلة شديدة بدأت تلوح بفكري وهي مواصلة دراسة أولادي بعد نهاية الصيف والخوف على مستقبلهم.
يتبع
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
وهناك معضلة شديدة بدأت تلوح بفكري وهي مواصلة دراسة أولادي بعد نهاية الصيف والخوف على مستقبلهم.
في نهاية سبتمبر لم نكن نعرف متى ستتحرر بلدنا وأبنائي في مراحل مختلفة بالدراسة..فانشغل فكري كيف يستمرونوخصوصا الكبار لأن الصغار فتحت لهم الشقيقة المملكة السعودية مدارس الإبتدائي فانضم لهم أولادي الصغار.
ولكن لدي 3 بنات الكبرى سنة أولى بالجامعة والثانية في الرابعة الثانوي والثالثة في الثاني ثانوي..

كل تفكيري كيف أضمن لهن الدراسة للحفاظ على مستقبلهن العلمي

أخذت الكبرى والثانية إلى جامعة "Kings colege'مترجيا المسئول أن يقبلهما..فطلب إجراء إختبارات شفهية وتحريرية لهما فوافقت..وطلب مني أن أكون بعيدا عنهما فذهبت لساحة الجامعة منتظرا نتيجة الإختبار,,
وبعد ساعتين استدعاني ليخبرني بقبول ابنتي الكبرى مع النصح بأن تقدم الثانية إمتحان ال "A level' ,i' وهو يعادل الثانوية,,فرحت بالنتيجة لأن دراسة الجامعة 3 سنوات بلندن وإبنتي لن تخسر سنة..

والثانية قدمت ال A LEVEL وقُبلت في جامعة QWEENS MEREY مع اعتذاري لعدم دقة الأسماء الإنجليزية..المهم ارتحت للنتائج ودفعت كل الطلبات المادية لتعليم أبنائي
وأما الثالثة
فقد طُلب منها تقديم الثانوية ثم الأدفانس ليفيل وحسب تخصصها قُبلت في "UCL'ونالت شهادة تخصص نادرة بالكويت

ثلاثتهن نجحن بامتياز مع مرتبة الشرف وكنت مستغربا ذلك لكون دراستهن باللغة العربية وليست الإنجليزية رفعن رأسي.
قبل تخرجهن وبعد شهور من انتمائهن في الدراسة تحررت الكويت في شهر مارس 91 ومُنعت العائلات من دخول الكويت
قبل 3 أشهر لتطهيرها من مخلفات الإحتلال من ألغام وغيرها من مسببات الدمار

وكان الهاجس هل أوقف دراستهن
وأعود بهن للكويت أو أجعلهن يستمرن بالدراسة في إنجلترا...
كان هاجسا مضنيا بسبب من سيبقى معهن ليحميهن من
عواقب وجودهن وحدهن في دولة لها طباع متحررة عكس طباع بلادنا الملتزمة دينيا وأخلاقيا..
يا ألله ما العمل..فقد قطعن شوطا دراسيا بتفوق لم أتوقعة..فهل أقتل هذا التفوق...انتظروا ما فعلت

يتبع
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
يا ألله ما العمل..فقد قطعن شوطا دراسيا بتفوق لم أتوقعة..فهل أقتل هذا التفوق...انتظروا ما فعلت
طبعا فرحتنا بالتحرير لاتعادلها فرحة في الكون حمدنا الله كثيرا وشكرناه سنعود لحياتنا وعنواننا وأحبابنا.
ياشارعي الأول .. لك حبي وأشجاني
مهما الفراق طول .. راح تبقى عنواني


وفكرت بمستقبل بناتي الثلاث فقد قطعن شهورا بالدراسة وعند موعد رجوع الكويتيين للوطن يكنً قد
قطعن السنة الدراسية الأولى .. سألتهن ماذا يفضلن؟فأجمعن على الإستمرار في لندن لعلو مستوى التعليم

فانتظرت نتيجتهن فكانت عالية جدا لم أتوقعها منهن خصوصا وإنها المرة الأولى يدرسن باللغة الإنجليزية
فقررت أن يكملن دراستهن ولكن السؤال الأكبر من سيبقى معهن ليحميهن إن أصابهن مكروه أو مرضن..

أمهن لاتستطيع فلديها الصغار وهم أربعة..وأنا لا أستطيع بحكم العمل من التفرغ لهن..فخطرت لدي فكرة
أن نجد مربية كبيرة في السن تكون متواجدة معهن في شقتنا تراعيهن وتقوم بأعمال البيت.

فعلا قابلنا عددا من السيدات بخلاف أجورهن العالية لهن طلبات غير مريحة..يعملن فقط 8 ساعات باليوم

مع غرفة خاصة مزودة بالفديو والتلفزيون وعدم إزعاجهن وقت الراحة وأن يكون السبت والأحد عطلة اسبوعية
لم أقبل أيا منهن خصوصا لرفضي تركهن للمنزل السبت والأحد..صديقة انجليزية نصحتني بجلب راهبة مسيحية
تعرف الله وقالت إنها تعرف واحدة تقبل التطوع وليس العمل بمقابل ستبلعها بالأمر وبعد يومين أبلغتني

أنها بمهمة إنسانية خارج لندن.
عدنا جميعا للكويت بعد نهاية سنتهن الأولى وخلال شهرين لم أجد حلا..أنا أثق ببناتي ثقة كبيرة ولكن خوف
الأبوة يتملكني لذلك عدت معهن إلى لندن وبقيت شهرا كاملا رغم احتجاج الشركة فقد كنت مستعدا للإستقالة
إن ضغطوا علي..

خلال هذا الشهر عرفتني ابنتي الكبرى على صديقة دراستها اليابانية والتي أبدت استعدادها
بالسكن معها في حال عدم تواجد أي من العائلة ثم وجدت سيدة هندية مثقفة سكنت معهن فارتحت وسافرت
سأعود إلى يوم التحرير..
يتبع
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
في فجر 17 يناير 91 بدأت غارات طائرات التحالف بقصف مواقع الجيش العراقي مما اضطره للإنسحاب
باتجاه العراق وكانت مجزرة طريق الموت "شارع الجهراء"المؤدي إلى العبدلي وثم صفوان جنوب العراق.
كانت خسائره فادحة بالمعدات والأرواح بشكل مخيف يدمي القلوب لم تحسب قيادته هذا الأمر إطلاقا
بل كانت تتوقع حرب الشوارع لهذا ملأت مواقع الكويت بالخنادق لتكون حامية للجيش الذي لم يكن أمامه
سوى الهرب فكانت المذبحة..ولكنه أحرق ودمر كل شيء بالكويت وخصوصا آبار النفط.

في هذا اليوم بدأ التفاؤل بتحرير الوطن يصل لمنتهاه فامتنع النوم والهدوء وكانت ولأول مرة أكتب بتفاؤل:
ستعود البسمة للإنسان .. وتعود الزهرة للأغصان

وسيجري الجدول في دلٍ.. وسيشدو البلبل بالألحان
فكويتي الحرة لن تُسبى .. ستظل منارا للأزمان .....
نُشرت القصيدة كاملة بالصحافة الكويتية والخليجية.

حملت الرحال للمرة العاشرة إلى وطني الثاني السعودية لأكون بالقرب من الأحداث بعد أيام من بدء الحرب
بدأ الجيش العراقي بإطلاق صواريخ على الرياض والمنطقة الشرقية ولكنها كانت كمفرقعات أطفال بلا
أضرار تذكر وكان أحد الصواريخ انفجر بمكان خالٍ قرب موقعي بمدينة الخبر.

أصبح المكتب الإعلامي الكويتي بالخبر نشطا بشكل مذهل في نشر أخبار تقدم جيوش التحرير وتقهقر جيوش
العراق تحت رئاسة الدكتور بدر اليعقوب الذي أصبح وزيرا للإعلام بعد التحرير..


وعندما اقترب موعد إعلان التحرير طلب المسئولون الكويتيون من الشعب الكويتي عدم دخول الكويت إلا بعد
3 أشهر لتنظيف البلد من مخلفات الحرب من سلاح وألغام وأي مخلفات ضارة..وسيسمحون فقط للإعلاميين

ولحسن الحظ يعلم الدكتور أن لي مساهمات إعلامية في الكويت والخليج فاستلمت من المكتب بطاقة

إعلامي تسمح لي بدخول الوطن حال إعلان التحرير...
أخيرا سأحتضن تراب مولدي وحياتي وألتقي بأحبابي..
يتبع
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
أخيرا سأحتضن تراب مولدي وحياتي وألتقي بأحبابي..
ما أن أعلن جورج بوش الأب بأن الكويت عادت حرة للشيخ سعود الناصر في الأمم المتحدة 2/26
حتى عمت الأفراح بين الكويتيين داخل الوطن وخارجه وجميع أهلنا في الخليج وبعض المحبين العرب.


وكان اليوم الأول خُصص للدبابات ومدرعات وقوات التحالف لتطهير الأراضي من كل مخلفات الدمار
وقضيت اليوم الثاني بتعبئة سيارتي بكل أنواع الغذاء والشراب والفواكه والبيض والحلويات والخضار
في الصندوق الخلفي وعلى المقاعد الخلفية والأمامية بحيث لا يمكن لأحد الركوب معي واتجهت
لوطني صباح ثالث أيام التحرير وكلي شوق لرويته واحتضانه وطبعا للأهل والأحباب بعد هجران قسري.

سرت بسرعة كبيرة وما أن دخلت الكويت حتى فوجئت بظلام ودخان وحرائق تلوح نيرانها من بعيد أبكت

عيوني وأدمت قلبي وصرت أردد ستعود كويتي للعلا بإذن الله..كانت الطرق بها حفر نتيجة تفجيرات
وبعض المباني محترقة أو مضروبة بصواريخ حتى عدد من الجسور تعرضت للتكسير..

وصلت بعد جهد بسبب بعض الحفر والمطبات التي أتلفت سيارتي لبيتنا الكبير حيث يسكن به بعض
من إخوتي وأخواتي وأبنائهم وقبل أن أطرق الباب سجدت على تراب الأرض حمدا وشكرا لله كما فعل
كل كويتي عاد لوطنه...

طرقت الباب ففتحه أخي عيسى فهتف صائحا لإخوته تعالوا فكبيرنا وصل..طبعا من كثر العناق والأحضان

سقط كل ما كان على رأسي من غترة وطاقية وعقال..كان الوقت ضُحى ولكن بلا شمس والظلام يعم
والأنوار مضاءة بواسطة آلة كهربائية تعمل بالبنزين.

وتهافت الصغار والكبار على الحلويات والكاكاو بعد أن
أنزلنا كل ما كان في السيارة من أغراض..والبنات فرحن بالعطور المختلفة التي أحضرتها لهن.
وبدأت مرحلة إعادة حياتنا الطبيعية وتفقد الأصدقاء والأحباب للإطمئنان عليهم..وثم بيتي المهجور.
يتبع
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
وبدأت مرحلة إعادة حياتنا الطبيعية وتفقد الأصدقاء والأحباب للإطمئنان عليهم..وثم بيتي المهجور.
في صباح اليوم الثاني والذي لايختلف عن مسائه بسبب ظلام دخان حرق الآبار ذهبت مع عيسى لتفقد
بيتي الذي أُحتل من قبل العراقيين فلم أجد سوى الفوضى بكل أنحائه وعلى جميع الحوائط الداخلية والخارجية
شعارات التمجيد لصدام حسين..ووجدت كثير من الشنط تحوي مسروقات مختلفة من البيوت ومن المدارس

وصدمني منظر أن أجد بعض البراز في الغرف والصالات بينما الشراشف ووسادات النوم في الحمامات
وأظن سبب ذلك الجو الحار بعد قطع الكهرباء وتوقف المكيفات فتكون الحمامات أبرد من باقي الغرف,,


وفي البيت وجدت حقائب ولفافات عديدة تحوي مسروقات من بيوت الجيران ومدارس الأطفال بما فيها الكراسي
كل تلك الحقائب واللفافات تم فتحها من قبل الشباب الكويتي وربما أخذوا المهم فيها..فقد وجدت عند دخولي
لمنزلي بعض الشباب يفتشون وطلبت منهم المغادرة ولكن لم أتمكن من السيطرة لعدم قدرتي على قفل الأبواب


وخلال بحثي في البيت وجدت حقائب كانت مخفية خلف ستائر الصالة حيث الجدار مائلا فيها لم ينتبه لها الباحثون
وأظنها كانت تابعة للظباط وكما علمت أنهم غادروا فجأة بلا تخطيط خوفا من الموت وتركوا حارسهم في المنزل
ولم يخبروه بفرارهم وهذا ما أخبرني أحد رجال المقاومة حيث واجهوا صعوبة بإقناعه أن الحرب انتهت وجنوده فروا

فكسروا الباب وصادروا أسلحة مختلفة ملأت سيارتين نسافتين تم تسليمها للشرطة.

فتحت الحقائب فوجدت بها بضائع ثمينة وذهب وكاميرات وملابس راقية فاحتفظت بها حتى يأتي اليوم لإرجاعها
لأصحابها وهذا ما فعلته بعد عودة العائلات الكويتية للوطن..حيث وضعت كل هذه المسروقات على طاولات
في حديقة منزلي ودعوت جيراننا لاسترجاع ما يخصهم..بعد 3 أيام لم يبق سوى كاميرا وفيديو وتلفزيون صغير
فقلت لتكن هذه من غنائم الحرب وفاز طباخنا بالتلفزيون والفيديو واحتفظت بالكاميرا .

المهم بعد تفقدي لبيتي المحتل ذهبت أبحث عن أصدقائي العزيزين وحمدت الله على وجودهم وكان أحدهم
عبدالكريم عبد القادر ولي صورة معه ذلك اليوم الرابع من التحرير..ليت من يخبرني كيف أحولها للشبكة من الهاتف
يتبع
 

جواهر*

مشرفة
طاقم الإشراف
بحث عن أصدقائي العزيزين وحمدت الله على وجودهم وكان أحدهم
عبدالكريم عبد القادر ولي صورة معه ذلك اليوم الرابع من التحرير..ليت من يخبرني كيف أحولها للشبكة من الهاتف
استاذي العزيز ياسين قواك الله، مستمتعة بقراءة هذه الذكريات والاحداث رغم انها حزينة واسترجعت معك ايام كانت عصيبة مازالت بالذاكرة صور الجنود تجولهم سياراتهم و أصوات الطائرات المدافع الرصاص وغيرها الكثير ،كنت واهلي من صمد ولم نخرج من الكويت، وعسى الله يديم علينا الأمن والأمان ويحفظ بلدنا من كل شر وسوء وفتن...

طريقة تنزيل الصورة من الهاتف للمنتدى اسفل هذا المربع
خيار [أرفاق ملفات] اضغط عليه واتبع الخطوات
والله يعطيك الصحة والعافية ويبارك بعيالك
 
كويتي في زمن الإحتلال
بقلم//ياسين الحساوي

فتح أبنائي ملفات قديمة لي وكان بها بعض الإجتهادات في مقاومة الإحتلال العراقي الغاشم
وذلك حسب ما كان باستطاعتي لخدمة وطني في ذلك الوقت المؤلم والمظلم والمفاجيء

لكون احساسنا ومشاعرنا كانت في حب العرب ونصر العروبة كما كانوا أهل الكويت ومازالوا
ليصدُم حاكم العراق إيماننا بغزو جيوشه لبلدنا تحت ذرائع واهية لمجرد الطمع متناسيا
ما كانت الكويت تبذل الغالي والنفيس لمساعدته في تقوية ونمو العراق بحكم الإنتماء العربي

ولأن سياسة دولتي إنسانية مع جميع دول العالم رفضوا الإحتلال وتعاضدوا لتحرير الكويت.

فكانت النتيجة وبالا قاسيا على العراق وشعبه الشقيق ومازالت نتائجة المريرة مستمرة عافاهم الله
وبالمقابل عودة الحق والوطن للكويتيين والحمد لله.

وسأنشر هنا بعضا من تلك الملفات لتوثيق أن الكويتي لم يقطع الأمل قط في تحرير وطنه.

من نضال شعراء الكويت ضد احتلال الوطن

لا يتوفر وصف للصورة.
خطأ العمر هو إعتداء دولة عربية على شقيقتها فبدلا من الد الادنى للوحدة وهو التكامل الاقتصادى نعتدى على بعضنا البعض وافرح ياغرب على العرب
 
أعلى