حوار مع صديقي السلفي حول معركة القرضاوي !

الساعة 6

عضو ذهبي
لي صديق مفكر، محسوب على التيار الشرعي في السعودية، وقريب جدا إلى نفسي، ولطالما شاكسته في مسائل عدة بروح أخوية ودودة. وعندما أختلف معه أهاذره وأدعوه بالوهابي العتيق، ويدعوني بالصوفي المبتدع أو العصراني المميع، بيد أنها في جو أخوي خلاق. وجرت بيننا مراسلات حيال معركة الشيخ يوسف القرضاوي الأخيرة مع أخوتنا الشيعة، وعندما أبلغته بحيرتي عن سبب هذا التحول والانقلاب المفاجيء في موقف القرضاوي، وهو الرجل الذي تحمس للتقارب وبدأ مشروعها فعليا منذ أكثر من أربعة عقود، أجابني برؤيته للقضية برمتها، واستأذنته في نشرها كما وردتني لأنها إطلالة – بزعمي - للمعركة من وجهة نظر سلفية صرفة، تستحق قراءتها والتمعن فيها، بل وتحليلها ونقدها موافقة أو اعتراضا، وليس لي في هذه المقالة سوى هذه المقدمة لأنني سأترككم مع سطور صديقي السلفي الجميل، بحرفيتها كما جاءتني:

أخي عبدالعزيز: معركة الشيخ القرضاوي -في تقديري- لم يكن ناتجةً عن مبادرةٍ قرضاوية، بل هي ثمرة خطأ استراتيجي كبيرٍ وقع فيه (الروافض)، حين أخطئوا حساباتهم، فبادروا بالهجوم الشخصي على الشيخ يوسف مخالفين بذلك منهجهم العام والفعَّال في تحييد أمثال الشيخ القرضاوي، وإبعاده عن ساحة الجدل حول أصول المذهب الشيعي عن طريق إغراقه في وهمٍ كبيرٍ اسمه (الاتحاد في وجه العدو المشترك)، ذلك الاتحاد الذي لا وجود له إلا على منصات المؤتمرات والمهرجانات الخطابية والمقالات الصحفية السطحية التي تخدم مآلاتها المذهب الشيعي وتهدم المذهب السني شعر أصحابها بذلك أو لم يشعروا.

ولتوضيح ذلك دعني أشرح وأقول :

إن المفاهيم الشرعية السنية السلفية تتميز بالوضوح وموافقة الفطر والعقول الصحيحة، علاوةً على استفاضة الدلالات المؤيدة لها من القرآن والسنة. فهذه المزية هي سر قوة المذهب السني طيلة القرون الماضية. ولأجل هذه المزية فإن أي نزالٍ فكري مباشر وعادل بين تلك المفاهيم وبين المفاهيم الشيعية الخرافية الغارقة في الأساطير والمضحكات، فإن النتيجة محسومة –سلفاً- لصالح المفاهيم السنية السلفية.

واعتبر ذلك بما يجري كل عامٍ في حوارات (قناة المستقلة) فالوجوه تتغير، لكن النتيجة واحدة: غلبة ساحقة للمذهب السني، وفضيحة مجلجلة للشيعة، حتى وصل الأمر لصدور فتاوى من مراجع كبار بتحريم مشاهدة القناة.

و لأجل ضعف بنيان المذهب الشيعي، فإن شيوخه دائماً لا يحبذون المواجهة العلنية والجدل العقدي مع من يعرف أصول المذهب الشيعي، ويفضلون بدلاً من ذلك تخدير أهل السنة و رموزهم بالمؤتمرات الخطابية والمناسبات الرسمية عن الوحدة الإسلامية ونبذ الطائفية والاتحاد في وجه العدو المشترك. وفي حين يغرق كثيرٌ من رموز السنة في تلك المفاهيم المخدرة ينشط الشيعة على الأرض في نشر التشيع عبر وسيلتين فعالتين: (المال), و (الدعم السياسي والعسكري والاستخباراتي الإيراني)، فحققوا بهاتين الوسيلتين نجاحاتٍ في مناطق مختلفة من بلاد المسلمين.

وقد كان أكبر إنجازٍ حققه الشيعة في خصومتهم مع أهل السنة، نجاحهم في ترسيخ فكرةٍ مخادعةٍ مضللةٍ في (الوعي السني)، خلاصتها أن (مناقشة المعتقد الشيعي تعني تأجيج الطائفية). فبعد أن كانت مواجهة الانحرافات العقدية و الفكرية من أهم واجبات علماء الشريعة، تمَّ استثناءُ الانحرافات الرافضية من هذا الأصل، فصار كثيرٌ من الرموز السنية يسيرون في اتجاه معاكس، وغدا همهم الأكبر المنع والتحذير من أي بحثٍ علني في المعتقدات الشيعية، حرصاً على وحدةٍ إسلاميةٍ لا وجودَ لها.

وحين سرت هذه القناعة لدى شريحةٍ واسعةٍ من الرموز العلمية التي من المفترض أن تكون واعيةً بخطر الانحراف العقدي، كان من الطبعي أن ينتقل الداء بصورة أوسع وأخطر للساحة الإعلامية.
فصحفنا اليوم –مثلاً- بات من المعتاد أن ترى فيها نقداً للسلفية أو الوهابية أو الصحوة، أو هجوماً على داعيةٍ أو عالمٍ سني. فكل هذا ينظر له على أنه نقدٌ بناء يهدف للتصحيح؛ فالتراث ليس معصوماً، ولا أحد فوق النقد الحر. لكن أي حديث عن المعتقد الشيعي ورموزه، فإنه يفسر مباشرةً بأنه (طائفية مقيتة)!! وقد رأينا في قصة الشيخ القرضاوي كيف حرصت جريدة الرياض على نشر الاعتذار العلني البارز بعد نشرها تصريحات الشيخ التي نقلتها وسائل الإعلام في كل مكانٍ، ولم تعتذر عن نشرها سوى صحيفة محلية سعودية!!
وأعجب من هذا أن قسماً متخصصاً مثل (قسم العقيدة) بجامعة الإمام محمد بن سعود بات من العسير أن يسجل فيه بحث علمي يتعلق بالمعتقد الشيعي، مع أن مثل هذا الموضوع يمكن أن يطرح في أي جامعة عالمية. و لو كان هذا الموقف ناشئاً من توجيه رسمي أو قرار سياسي لهان الأمر، لكنه في كثير من الأحيان يكون ناتجاً عن تلك القناعة التي تسربت لبعض العقول، حين صار البحث العقدي يعني دعوةً للطائفية و الاحتراب الداخلي.

والعجيب أن أصحاب هذه القناعة من أهل السنة يشتكون (سراً) من تمدد المذهب الشيعي مع تهافت بنيانه الفكري، لكن لا يسألون أنفسهم عن سبب هذا التمدد والانتشار. ولو راجعوا أنفسهم فسوف يدركون أن سر ذلك يرجع لذلك الموقف المتخاذل الذي نجح الشيعة في إقناعهم به.

فالشيعة حين أقنعوا الرموز السنية بتحاشي البحث والنقد العقدي، فإنهم بذلك نجحوا في نزع وتنحية أمضى سلاح يملكه أهل السنة (سلاح الحجة والبرهان والفطرة والعقل)، فصار رموز أهل السنة يتحاشون الحديث عن (التشيع)، ويتشاغلون عوضاً عن ذلك بالحديث عن الوحدة واحترام المعتقدات (الانحرافات) الشيعية، في حين ينشط الشيعة على الأرض بمالهم وسياستهم في تشييع المناطق السنية.

وفي غفلة من أهل السنة، تم في العقدين الماضيين ابتلاع أربع عواصم سنية (بغداد، بيروت، دمشق، جزر القمر)، والعاصمة الرابعة في الطريق وهي (المنامة) في البحرين، والتي لم يبق أمام الشيعة وابتلاعها سوى أن يتحركوا. ولولا تعجل (الحوثي) في ثورته باليمن، لتحقق له تشييع صنعاء أيضاً. وكلما أحكم الشيعة قبضتهم على بلدٍ أو تمكنوا من اختراق منطقة سنية، استفاق نخبها ومثقفوها على واقعهم بعد فوات الأوان.



في ضوء هذا كله يمكن فهم موقف الشيخ القرضاوي، فهو من الشخصيات التي طالما تم تخديرها من قبل الشيعة منذ زمن، وقد أجهد نفسه كثيراً في الكتابة و الحديث والتعلق بسراب التقارب والتحذير من الطائفية.

لأجل هذا تعجَّب الناس من تصريحاته الأخيرة التي لا تتفق مع منهجه المعروف، وتساءل كثيرٌ منهم: ما الذي طرأ، وما الذي أصاب داعية التقارب؟
الجديد –يا أبا أسامة- هو أن النار وصلت إلى : (مصر).
و إذا كان المال اليوم هو الداعم الرئيس لنشر التشيع، فإن المال في مصر يصنع ما يعجز عن صنعه في أي بلد آخر ، فالعقول و الأقلام التي لم تحركها عنتريات نصر الله، حركتها الأموال الإيرانية المتدفقة.

والشيخ القرضاوي –غفر الله- استشعر هذا الخطر، حين زار مصر بعد حرب اليهود الأخيرة على لبنان، فرأى هناك ما صعقه من مظاهر رفضٍ لم يعهدها في مصر، حيث وصل الحال لدرجة شتم عائشة وعمر بن الخطاب في الصحافة المصرية وفي عناوين بارزة، وكانت سيارات الأجرة في الشوارع تحمل ملصقات لحزب الله، وصوراً لحسن نصر الله.

حينذاك تكلم الشيخ القرضاوي لإحدى الصحف المصرية معبراً عن معارضته لنشر التشيع في مصر السنية، بحجة أن ذلك سيؤدي لانقسام المجتمع المصري. وقد علق على كلامه آنذاك المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله، لكن كان تعليقه هادئاً ودبلوماسيا. ومرت تصريحات الشيخ القرضاوي بهدوء ونسيها الناس، وعاد الشيعة لنشاطهم.
ثم بعد قرابة السنتين، وقبل بضعة أسابيع أجرت صحيفة مصرية مقابلة مع الشيخ، فكرر كلامه الأول، وانتقد نشاط الشيعة في مصر. و قد كان بالإمكان نسيان هذا التصريح ودفنه كما دفن التصريح الأول، لكن الخطأ هنا جاء من الشيعة، حين خرجوا عن استراتيجيتهم (وتقيتهم) و منهجهم المعروف في امتصاص مثل هذه المواقف، فجاء ردهم هذه المرة عنيفاً ومستفزاً.
بدأت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء، فهاجمت الشيخ و رمته بالعمالة للصهيونية والماسونية , وأن الوهابية اشتروا ذمته. ثم جاء تصريح آخر شديد من فضل الله، و ثالث من التسخيري. وهنا تحولت المسألة عند القرضاوي إلى قضية شخصية، حين وجد نفسه مضطراً للدفاع عن نفسه، فأصدر بيانه المعروف، ثم تتابعت بعض المقالات في تأييده ، وأخرى في معارضته.


وأيا كان دافع القرضاوي، فإن تأييده في موقفه فرض متعين على أهل السنة، وبخاصةٍ من أولئك الذين يشاركونه في القناعات الحالمة، من مدمني (هيروين) التقارب و (بنج) تأجيل الخلافات. وقد اتصلت ببعضهم وطلبت منه مناصرة الشيخ، لكن لم أر ولم أكن أتوقع أن أرى لهم شيئاً، فالتعرض للشيعة مركبٌ صعبٌ بالنسبة للشخصيات الهاوية للموضات الفكرية العصرية، والحريصة على صورتها الإعلامية التي يجب أن تكون صورةً (متسامحة) بعيدة عن الجدل (الطائفي) الذي لا يليق بالمجددين ودعاة الانفتاح.

على أن موقف القرضاوي –وإن كان قوياً من جهة ثقل الشيخ الإعلامي-، إلا أنه ضعيف من جهة الحجة و البرهان. ذلك لأنه سبق أن أسقط سلاحه الأمضى حين التزم منذ زمن تجنب الجدل العقدي مع الشيعة.

فحجته التي يرفعها الآن هي: (لماذا ينشر الشيعة مذهبهم في مصر وهي بيئة سنية صرفة، قد يؤدي نشر التشيع فيها إلى انقسام المجتمع المصري). وقد قرأت له تصريحاً في كلمةٍ ألقاها بمؤتمر حوار المذاهب الإسلامية المنعقد بالدوحة مطلع (2007م)، فكان مما قاله: "لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في البلاد الخالصة للمذهب الآخر".

وكما ترى –أيها الفاضل- فهذا كلامٌ غريبٌ وحجةٌ ضعيفةٌ. فإذا كان الشيخ القرضاوي يتحاشى الجدل المذهبي، و يكره التشاغل بالرد على الشيعة، فإن الشيعي سوف يبقى معتقداً أن دينه حق وصواب وأنه هو الدين الحق، فبأي برهان أو حجة يمنعه القرضاوي من نشر دينه ومذهبه بطريقة سلمية. فليتشيع من يتشيع، وليتسنن من يتسنن، وليتعايش الجميع في (تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات). فهذا هو المنهج الذي طالما رسمه الشيخ يوسف للأمة، فما باله اليوم يخالفه؟!

ثم إن مقتضى كلام الشيخ القرضاوي أنه لا يجوز لأحد الدعوة للسنة في إيران!!
وأن من مصلحة إيران أن تبقى شيعية رافضيةً!
وحسب هذا المنطق فإن بقاء أهل السنة هناك على مذهبهم خطر يهدد وحدة إيران!
وأن من الخير لإيران أن يتشيع من بقي فيها على المذهب السني!
ومن يحاول نشر السنة هناك، فهو داعيةٌ للفتنة والانقسام!!

فهل هذا كلامٌ مقبول؟
وبأي شيء سيجيب الشيخ –عافاه الله- لو حدثه الشيعة بهذا المنطق؟

هذا الموقف الضعيف الذي وقفه القرضاوي سببه ما شرحته في بداية كلامي، وهو (أن القرضاوي ألقى سلاحه الأمضى والأقوى: سلاح الحجة و البرهان). فهو فيما مضى كان يكره أن يقول: مذهب أهل السنة هو دين الإسلام، والتشيع مذهب منحرف يجب على أهله البحث عن الحق. هو لا يريد الحديث بهذه اللغة (القديمة!)، ولا يريد أن يشغل نفسه بإقامة الحجج والبراهين في إبطال المذهب الشيعي، لأن هذا (جدل مذهبي لا فائدة منه!).
و الآن حين ابتدأ بنقد الشيعة، رأيناه يتحدث عن مناطق نفوذ. فهو يريد أن يبقى الشيعة شيعة، والسنة سنة، من غير أن ينشط أحد من مناطق نفوذ الآخر. (وهذا مسلك لن يوافق عليه لا الشيعة و لا السنة).

لأجل هذا جاءت ردود الشيعة عليه منطقية متفقة مع الأصل الذي اشترك معهم في بنائه؛ ففضل الله يقول له : ما الذي يزعجك في أن يتشيع سني، أو يتسنن شيعي، وهم كلهم مسلمون؟! وهل هناك حجر على أحد أن يختار المذهب الذي يقتنع به؟

هنا عاد القرضاوي مضطراً للغة (القديمة!)، وأكد أن التشيع مذهب متبدع.
لكن طلابه وأصحابه الذين رباهم على تحاشي هذه اللغة (العتيقة!) بادروا بانتقاده، و وصفوا تصريحاته بأنها تؤجج الطائفية.
ومن يدري فقد نسمع من بعض أولئك الطلاب -بعد عقود أخرى من الاستغفال- هجوماً على الشيعة، لكن بعد فوات الأوان، وقد نرى حينها من طلابهم من يرد عليهم ويصف كلامهم بالطائفية و التعصب.... ويا ليل ما أطولك...


_______________________________________________________


التعليق : في الحقيقة فهذا الحوار ، يضع وجهة النظر السلفية الحقة في

هذه القضية من أولها الى اخرها ، و هي ليست بجديدة حقيقة ، فلطالما

كانت وجهة نظر السلفية تسير في هذا الاتجاه .


المهم في هذه القضية ، ان ما يحصل للقرضاوي و غيره ، هو ذاته

ما يحصل على كافة الاطر المجتمعية في الدول العريية ، و في الكويت

خصوصاً ، لا سيما مع قضايا قد تعتبر تافهة .. ولكن في مضامينها هي

تعبر تعبيراً حقيقياً عما يحصل ، ولا ادل من ذلك قضية المسلسل الذي

تطرق الى قضية فقهية هامشية عند الشيعة الاثنى عشرية وهي المتعة !.


فلو تتبعت كافة القضايا في المقال ، لوجدت لها وجهاً في الواقع الكويتي

الخاص - وخصوصا في هذا المنتدى - ، و الواقع العربي العام ! فتنبه .






المقال للكاتب : عبدالعزيز قاسم .




احترماتي ..
 

BOFATMAH

عضو فعال
على أن موقف القرضاوي –وإن كان قوياً من جهة ثقل الشيخ الإعلامي-، إلا أنه ضعيف من جهة الحجة و البرهان. ذلك لأنه سبق أن أسقط سلاحه الأمضى حين التزم منذ زمن تجنب الجدل العقدي مع الشيعة.

الأخ الفاضل الساعة 6 وفقه الله..
قرأت هذا الحوار الذي تفضلت في نقله.. ووجدت أن تصريحات القرضاوي منطقية جداً (بالنسبة للواقع الذي لمسه هو مؤخراً بمجتمعه الصغير.. مصر).. إذ ازداد التشيع.. وظهرت أمور ما كان ينبغي لها أن تكون بمجتمع مستقر.

بمعنى.. متى نكف عن استمرارنا بالسعي والاصرار لتغيير الاخر معلنين بذلك رفضنا له وتحديه؟! (أيجب أن نكون سنة أو نكون شيعة لتستقر أمورنا؟!) على أحدنا أن يثق بالطرف الاخر - الطرف الأصغر مثلاً بالطرف الأكبر - كون الطرفين يدخلان في دين واحد ووطن واحد في الأصل كما يدعي كل منهما! لكن الشيعة غير راضين بهذه القسمة! الشيعة لم يقبلوا بهذا الكلام! (وان لم يصرحوا بذلك) وسعيهم لنشر التشيع بهذه العزيمة دليل على عدم رضاهم بسنية الاخر.. وأفعالهم هذه كذبت دعاواهم تلك! (هذه باعتقادي وجهة نظر القرضاوي).

أما بخصوص حجة القرضاوي فأقول.. ربما راها الكاتب ضعيفة لأنه - القرضاوي - أتى بحل عملي أكثر منه نظري.. رفض الرجل تكريس وقت البعض ليكون السعي في تسنن أو تشيع أبناء الوطن الواحد مسألة ملحة ومصيرية في الوقت الحاضر (وهو الذي يعتبره القرضاوي مثال حي في حد ذاته للطائفية) وكان ذلك منه بطريقة كما قلت عملية.. بمعنى أنك أنت يا مصري سنيا كنت أم شيعيا بمثابرتك هذه (حقيقة) أنت لاتريد وحدة الصف المصري..! (فما لكم يا مصريين.. نحن نسعى لردم الخلاف في الخارج ونصدم به في الداخل!)

أما عدم لجوئه للسلاح القوي وهو الحجة والبرهان في الجدل العقدي فلا أظن أن القرضاوي يجهل تأثيره فعلاً.. انما – والله اعلم - هو لايريد أن يزيد من حدة الموقف.. أو ربما أراد أن يأخذ المسألة من الاخر بنظرة رآها واقعية (ليرضى كل منكما بالاخر وليثق به.. أكرر.. وليثق به!).

النظرة للواقع تقول.. من تشيع فقد تشيع فعلاً ومن تسنن فقد تسنن فعلاً.. لكن ما سبب خوف الشيخ من المستقبل؟ اظن بأن سببه المؤشرات الخطيرة الحالية المتطرفة التي ظهرت ودلت على عدم احتمال أحد الطرفين العيش في ظل وجود الاخر.

فحجته التي يرفعها الآن هي: (لماذا ينشر الشيعة مذهبهم في مصر وهي بيئة سنية صرفة، قد يؤدي نشر التشيع فيها إلى انقسام المجتمع المصري). وقد قرأت له تصريحاً في كلمةٍ ألقاها بمؤتمر حوار المذاهب الإسلامية المنعقد بالدوحة مطلع (2007م)، فكان مما قاله: "لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في البلاد الخالصة للمذهب الآخر".

أظن أن الشيخ القرضاوي لم يغير موقفه تماماً بعد أن كان يحضر مؤتمرات التقريب بين المذاهب.. كان الرجل يسعى فعلاً للتقريب وأظنه ما زال يفعل وسيستمر والله اعلم!.. دليل ذلك.. كلام الكاتب نفسه حين قرأ للقرضاوي منذ عام ونصف تقريباً أنه قال: لايجوز ان يحاول مذهب نشر.. الخ.. وهذا الكلام لايختلف أبداً عن كلامه الحالي انما الفرق الان بانه خصص الأمر بمثال حي وهو بلده مصر!

جزاك الله خير.. وللحديث ان شاء الله بقية.
 

بو حمد

عضو بلاتيني
فصحفنا اليوم –مثلاً- بات من المعتاد أن ترى فيها نقداً للسلفية أو الوهابية أو الصحوة، أو هجوماً على داعيةٍ أو عالمٍ سني. فكل هذا ينظر له على أنه نقدٌ بناء يهدف للتصحيح؛ فالتراث ليس معصوماً، ولا أحد فوق النقد الحر. لكن أي حديث عن المعتقد الشيعي ورموزه، فإنه يفسر مباشرةً بأنه (طائفية مقيتة)!!


اعجبني كثيرا المقال و بالذات هذه السطور!!


للاسف الوضع الان في الكويت مثل ما ذكر,, يعني تكلم عن السنة و عن بن تيميه و الشافعي و بن مالك ولكن ان تكلمت عن الشيعه فانك طائفي !!

مع العلم بان كتب الشيعه تملأ بالطائفيه وهم اول الفرق التي ادخلت التكفير والفرقه في الاسلام..
 

7adsawy

عضو بلاتيني
اعتقد ان في كلام الاخ بعض الصحة واخالفه في كون ان الشيخ لم يعي خطورة اراءه سابقا

الشيخ لم يتغير لكنه كان ولا يزال وسطيا واللي (....) الشيعة فاق الوصف وخصوصا في ابادة

اخواننا السنة بالعراق شي خيالي .. الشيخ القرضاوي يقول ما يدين به اما الله تعالى ..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

kwt.store

عضو مخضرم
الإمام القرضاوي مجددا ً: إيران تغزو السنة

جريدة الجريدةالعدد 431 - 10/10/2008


القرضاوي مجددا ً: إيران تغزو السنة



جدَّد الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي «ادانته» لـ«محاولات ايران غزو المجتمعات السنية الخالصة بالفكر الشيعي»، وذلك في رسالة مطولة نشرتها الصحف القطرية أمس.
ووجه القرضاوي رسالته الى المفكر المصري أحمد كمال أبو المجد بعد مقالة لهذا الاخير في صحيفة «الدستور» القاهرية يوم 30 سبتمبر الماضي انتقد فيها موقف القرضاوي ودعا فيها الى الوحدة الاسلامية.
وقال القرضاوي في رسالته ان «الخطر في نشر التشيّع أن وراءه دولة لها أهدافها الاستراتيجية، وهي تسعى إلى توظيف الدين والمذهب لتحقيق أهداف التوسع ومد مناطق النفوذ، حيث تصبح الأقليات التي تأسَّست عبر السنين أذرعاً وقواعد إيرانية فاعلة لتوتير العلاقات بين العرب وإيران، وصالحة لخدمة استراتيجية التوسع القومي لإيران». وبعد ان سرد محاولاته من اجل التقريب بين المذاهب الاسلامية، قال القرضاوي «لكني وجدت ان المخطط مستمر وان الايرانيين مصممون على بلوغ غاية رسموا لها الخطط ورصدوا لها الاموال واعدوا لها الرجال وانشأوا لها المؤسسات، ولهذا كان لابد ان ادق ناقوس الخطر». ومضى الداعية السني يقول في رده على ابو المجد، «الغزو الشيعي للمجتمعات السنية أقر به الشيعة انفسهم»، مضيفاً ان «وكالة الانباء الايرانية (مهر) اعتبرت انتشار المذهب الشيعي في أهل السنة من معجزات آل البيت». (الدوحة - أ ف ب)

التعليق .... العلامة القرضاوي بحكم منصبه وخبرته بالحياة وعلمه الغزير
يعرف كيف يختار التصريح المناسب للوقت المناسب
فقد تبين في الفترة الحالية نية ايران بغزو المجتمعات السنية
فكان منه التصريح المبارك
فجزاه الله عن اهل السنة والجماعة كل الخير وألبسه ملبوس الصحة والعافية
 

الساعة 6

عضو ذهبي
الأخ الفاضل الساعة 6 وفقه الله..
قرأت هذا الحوار الذي تفضلت في نقله.. ووجدت أن تصريحات القرضاوي منطقية جداً (بالنسبة للواقع الذي لمسه هو مؤخراً بمجتمعه الصغير.. مصر).. إذ ازداد التشيع.. وظهرت أمور ما كان ينبغي لها أن تكون بمجتمع مستقر.

اتفق معك في انها منطقية جداً بالنسبة للشيخ القرضاوي ، و كل من سار في ركبه ، فهو بكل بساطة

يبين مدى الاستغفال الذي مارسه الايرانيون عليه .


بمعنى.. متى نكف عن استمرارنا بالسعي والاصرار لتغيير الاخر معلنين بذلك رفضنا له وتحديه؟! (أيجب أن نكون سنة أو نكون شيعة لتستقر أمورنا؟!) على أحدنا أن يثق بالطرف الاخر - الطرف الأصغر مثلاً بالطرف الأكبر - كون الطرفين يدخلان في دين واحد ووطن واحد في الأصل كما يدعي كل منهما!).

السعي لتغيير الاخر من وجهة نظر سنية ، هي واجب شرعي ، و هو بالمناسبة ليس مقابلاً لفكرة العيش

المشترك ، ولم يكن هذا محل اشكال اصلاً في الدول العربية على وجه الخصوص ..

فالشيعة العرب في الدول العربية افضل حالاً من اخوانهم الشيعة في مركز التشيع الايراني .

لكن الشيعة غير راضين بهذه القسمة! الشيعة لم يقبلوا بهذا الكلام! (وان لم يصرحوا بذلك) وسعيهم لنشر التشيع بهذه العزيمة دليل على عدم رضاهم بسنية الاخر.. وأفعالهم هذه كذبت دعاواهم تلك! (هذه باعتقادي وجهة نظر القرضاوي

وهل نشر العقيدة الشيعية ، - المصادمة لعقيدة المسلمين - بدأ مع مؤتمرات التقريب التي أسس لها

القرضاوي ، حتى يكتشف القرضاوي مؤخراً ان دعواهم كاذبة !؟

ام ان القرضاوي لم يقرأ عقائد الشيعة ولم يعرفها قبل تلك المؤتمرات ؟

ام ان القرضاوي لم يقرأ كلام علماء أهل السنة في هذه الطائفة عقدياً و تاريخياً ؟


كل هذه الاسئلة ، تبين وبكل بساطة ان القرضاوي ، احسن الظن - على احسن تقدير -

بمن لا يستحق .






أما بخصوص حجة القرضاوي فأقول.. ربما راها الكاتب ضعيفة لأنه - القرضاوي - أتى بحل عملي أكثر منه نظري.. رفض الرجل تكريس وقت البعض ليكون السعي في تسنن أو تشيع أبناء الوطن الواحد مسألة ملحة ومصيرية في الوقت الحاضر (وهو الذي يعتبره القرضاوي مثال حي في حد ذاته للطائفية) وكان ذلك منه بطريقة كما قلت عملية.. بمعنى أنك أنت يا مصري سنيا كنت أم شيعيا بمثابرتك هذه (حقيقة) أنت لاتريد وحدة الصف المصري..! (فما لكم يا مصريين.. نحن نسعى لردم الخلاف في الخارج ونصدم به في الداخل!)

القرضاوي طبقاً لتصريحاته ( قبل اشاراته نحو عقيدة الشيعة ) لم يكن يرى اي مشكلة في ان يكون الشيعي

شيعياً او السني سنياً ، او العكس .. فكلهم عنده سواء او على الاقل هكذا صوّر للناس عامة .


أما عدم لجوئه للسلاح القوي وهو الحجة والبرهان في الجدل العقدي فلا أظن أن القرضاوي يجهل تأثيره فعلاً.. انما – والله اعلم - هو لايريد أن يزيد من حدة الموقف.. أو ربما أراد أن يأخذ المسألة من الاخر بنظرة رآها واقعية (ليرضى كل منكما بالاخر وليثق به.. أكرر.. وليثق به!).

اي موقف هذا الذي يخشى منه القرضاوي زيادة في الحدة ، لا سيما ان مؤتمرات التقريب المزعومة

بدأت منذ زمن طويل يسبق اي حدة ، على الاقل في الصعيد العربي .. وما هو التقريب الذي كان

يطمح له القرضاوي السني ، من تسخيري الشيعي على سبيل المثال ؟


فكيف سيقترب منه مثلاً .. اوليس التقريب بحد ذاته مع العقيدة الشيعية هو بحد ذاته تضليل ؟

فاي اصل او فرع يعتقد به القرضاوي سيتنازل عنه في سبيل التقرب الى الشيعة ؟


أظن أن الشيخ القرضاوي لم يغير موقفه تماماً بعد أن كان يحضر مؤتمرات التقريب بين المذاهب.. كان الرجل يسعى فعلاً للتقريب وأظنه ما زال يفعل وسيستمر والله اعلم!.. دليل ذلك.. كلام الكاتب نفسه حين قرأ للقرضاوي منذ عام ونصف تقريباً أنه قال: لايجوز ان يحاول مذهب نشر.. الخ.. وهذا الكلام لايختلف أبداً عن كلامه الحالي انما الفرق الان بانه خصص الأمر بمثال حي وهو بلده مصر!
جزاك الله خير.. وللحديث ان شاء الله بقية

اما الكلام العام الذي اصدره سابقاً ، فهو تعبير عن ما رآه في مصر ، وليس في اي بلد اخر ،

وكل ما في الامر انه اعاده بتخصيص اكبر ، و للعلم فالقرضاوي لم يأت بجديد في كل اقواله المتأخرة

ولعلك تستذكر مقابلته مع رفنسجاني على قناة .. الجزيرة - ان لم تخني الذاكرة - .


الامر كما جاء في المقال ،فلو سكت الشيعة عن تلك التصريحات - كسابقتها - لما دار هذا الحوار اصلاً .

ولاستمر الحال على ماهو عليه .




النظرة للواقع تقول.. من تشيع فقد تشيع فعلاً ومن تسنن فقد تسنن فعلاً.. لكن ما سبب خوف الشيخ من المستقبل؟ اظن بأن سببه المؤشرات الخطيرة الحالية المتطرفة التي ظهرت ودلت على عدم احتمال أحد الطرفين العيش في ظل وجود الاخر.

لا اعتقد ان هذا هو السبب ، وليتك تراجع تصريحات الشيخ القرضاوي ، لا سيما قوله " اننا لم نحصن

علماء السنة " .


_________________________________________________________________________________

الشيخ القرضاوي قال ما املى عليه قلبه وضميره
ولا يخاف في ذلك لومة لائم

ليس من اهداف هذا المقال معرفة صدقية الشيخ القرضاوي أو خوفه من عدمه ، لانها ليست محل نقاش

أصلاً .





اعجبني كثيرا المقال و بالذات هذه السطور!!



للاسف الوضع الان في الكويت مثل ما ذكر,, يعني تكلم عن السنة و عن بن تيميه و الشافعي و بن مالك ولكن ان تكلمت عن الشيعه فانك طائفي !!

مع العلم بان كتب الشيعه تملأ بالطائفيه وهم اول الفرق التي ادخلت التكفير والفرقه في الاسلام.

ليتك تتكلم عن الشيعة ! فمسلسل يناقش قضية اجتماعية ، اصبح طائفيا ، فقط لانه تطرق الى المتعة !

تعرض عقيدة الشيعة ، واقول تعرض ، بدون تحليل ولا زيادة ولا نقص ، تصبح طائفياً ! .


شكراً على الاضافة ..



_________________________________________________________________________________________________________________




اعتقد ان في كلام الاخ بعض الصحة واخالفه في كون ان الشيخ لم يعي خطورة اراءه سابقا

مالذي تغير اذن ؟ واعني الفترة القبل الاخيرة ، قبل ان يتحدث عن سباب الشيعة للصحابة ولعنهم . ؟


الشيخ لم يتغير لكنه كان ولا يزال وسطيا

كيف هي الوسطية مع الشيعة ؟


واللي يسونه الشيعة فاق الوصف وخصوصا في ابادة

اخواننا السنة بالعراق شي خيالي .. الشيخ القرضاوي يقول ما يدين به اما الله تعالى ..

لا اعتقد ان الشيخ القرضاوي حفظه الله تعالى ، تطرق الى مسألة الشيعة والسنة في العراق في

تصريحاته الاخيرة .




احتراماتي للاخوة جميعاً .
 

العامري

عضو ذهبي
اتمنى ان يعي المسلمين مدى خطر المد المجوسي الفارسي وان تقوم حمله عليهم

فهم اشد خطرا من اليهود والنصارى
 

cast^away

عضو ذهبي
ربما يتبع المذهب الشيعى فى مصر من كان صوفى او من جماعة الله حى..التانى جاى...
هؤلاء سهل تحويلهم الى روافض...لأنه لافرق عندهم ..بعد ان كان يغرز جسده بأبر طويله ويعلق على رقبته مسابيح واشياء كثيره..سهل عليه ان يتحول الى رافضى ...فهو انتقل من ضلاله الى ضلاله اخرى..وهم كثيرون فى مصر...
او ان يكون صاحب مصلحه ويتم اغرائه بالمال...او بمنصب..
اما من استقر الدين الحق داخله..فمن الصعب جدا ان يتحول الى رافضى ويبدا باللعن والسباب واللطم وشق الراس..وباقى الطقوس الغريبه..

 

حمد

عضو بلاتيني
ها قد عاد الينا القرضاوي رئيس ما يسمى بالاتحاد الاسلامي بتصريحاته المشككة بالشيعة .

فهو يستكثر على الشيعة الدعوة للتعرف على مذهبهم وبنفس الوقت هو يستغل سقف الحرية العالي الذي تكفله الدول الغربية للمسلمين السنة للدعوة الى الدين الاسلامي - شارع السنة - بكل حرية , بل ان السنة استغلوا الحرية الغربية للتخطيط لشن العمليات الارهابية ضد الابرياء في اميركا ولندن واسبانيا , ايضا في لبنان والعراق والسعودية , ومخططاتهم بالكويت , وما يفعلونه في هذه الايام في سوريا وفلسطين وباكستان وافغانستان , ولا ننسى الجزائر والسودان واليمن , فهل من قام بكل هذه الافعال الاجرامية البشعة هم من اسميتهم بالتبشيريين الشيعة ؟ , ام انهم طلاب المشائخ السنة في كل مكان من العالم ؟! .

ايها القرضاوي اللا معتدل ..

لست انت من يحق له الحديث عن تطرف الشيعة , او تطرف اليهود او تطرف المسيحيين او غيرهم , وسلام على ما تبقى من السنة ان كنت انت محسوبا على معتدليها !.

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..
 

قناص خيطان

عضو فعال
القرضاوي يرد على أبو المجد


موقع القرضاوي/9-10-2008

الدوحة – وجه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - رسالة مفتوحة مطولة

إلى الدكتور أحمد كمال أبو المجد رد فيها على الانتقادات التي وجهها له أبو المجد على خلفية إثارة الشيخ لقضية المد

الشيعي في الدول العربية السنية.

وفي رسالته أبدى القرضاوي أيضا استغرابه من توالي انتقادات كتاب وعلماء من السنة لبيانه وتصريحاته الأخيرة التي

حذر فيها من المد الشيعي بين المسلمين السنة في الوقت الذي توقف فيه هجوم الكتاب والصحفيين الشيعة عليه.

وكان د. أبو المجد قد وجه انتقادات للعلامة القرضاوي في مقال نشرته جريدة " الدستور " المصرية يوم 30 سبتمبر

الماضي .

وهذا نص الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة الأستاذ الدكتور أحمد كمال أبو المجد

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ولقد قرأتُ رسالتك المنشورة في صحيفة (الدستور) المصرية، ودقَّقت النظر فيها.

وعجبتُ أن تصدر من مثلك، وأنت السياسي المجرِّب، والقانوني البارع، والإسلامي المعروف، وسليل العائلات

الشرعية العريقة أبوَّة وخؤولة .

والذي أدهشني في الرسالة: أنك تخاطبني وكأنك لا تعرفني، ولا تعرف اتجاهي، ولا مواقفي ولا تاريخي الفكري

والدعوي، على أننا طالما التقينا في مجالات شتَّى، في مصر، وفي قطر، وفي الجزائر، وفي البحرين، وفي الأردن، وفي

روما، وفي غيرها. وما كنتُ يوما من الأيام مهيِّجا ولا داعيا إلى فتنة ولا فُرقة. بل داعية إلى التقريب بين الفرق

الإسلامية، وحين سعيتُ إلى تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعوتُ فيه ممثِّلين لكلِّ الفرق والمذاهب المتَّبعة

والمعروفة في الأمة، التي لم تنشق عن الأمة تماما، ولم تمرُق من الإسلام وعقائده الأساسية.

فدعوتُ إخوة يمثِّلون كلَّ الطوائف والمذاهب الإسلامية: من الزيدية، ومن الإمامية الاثنى عشرية، ومن الإباضية،

وكان من الذين دعوتهم: آية الله محمد علي تسخيري، الذي عرَفتُه منذ سنين طويلة، وجَّهتُ إليه الدعوة، ورشحتُه

لمجلس الأمناء، ثم للمكتب التنفيذي، بل رشحتُه ليكون أحد نوابي، وأوصيتُ بانتخابه، وهذا كلُّه في إطار حرصي

على التقريب، والتوحيد، وهو تتمَّة لما قمتُ به في هذا المجال من المشاركة في مؤتمرات التقريب، التي عُقدت في

الرباط، وفي دمشق، وفي البحرين، ثم في الدوحة.

ولكن دعوتي إلى التقريب لم تكن مطلقة، بل كانت مقيَّدة، وكانت مشروطة، فمنذ مؤتمر المغرب، وأنا أبصِّر وأذكِّر

بالعقبات التي تقف في سبيل التقريب، وبدون معالجتها يصبح التقريب مجرَّد مؤتمرات تُعقد وتنفض، وتُسفر عن

قرارات وتوصيات هي حبر على ورق.

من هذه العقبات التي أكَّدتها في كلِّ مؤتمر:

1. الموقف من القرآن الكريم، وأنه كلام الله المكتوب في المصحف، لا يقبل الزيادة ولا النقصان.

2. الموقف من الصحابة وأمهات المؤمنين، الذين نقلوا إلينا القرآن، وحفظوا لنا السنن، وهم تلاميذ المدرسة

المحمدية، وهم الذين فتحوا الفتوح، وأدخلوا الأمم في الإسلام، فلا غرو أن أثنى عليهم القرآن، وأثنى عليهم

الرسول، وجعل قرنهم خير القرون بعد قرنه، كما سجَّل لهم التاريخ بطولات وصفحات ومواقف أخلاقية بمداد من

نور. فلحساب مَن نشوِّه تاريخ هؤلاء الأبطال؟ ولماذا يريد بعض منا أن يصوِّر تاريخ خير قرون الأمة وكأنه ظلمات

بعضها فوق بعض؟.

3. التوقف عن نشر المذهب الاعتقادي في البلاد الخالصة للمذهب الآخر. فإنك قد تكسب عشرة أو عشرين أو

مائة أو مائتين، أو ألفا أو ألفين، ولكن حين يكتشف المجتمع أنك تحاول تغيير عقائده، ومحاربه مذهبه، سيتَّجه إليك

باللعنة، وستقف الملايين كلُّها ضدَّك، ولكن الخطورة أن يتأخر هذا الاكتشاف.

4. الاعتراف بحقوق الأقلية، الدينية والسياسية، سواء كانت الأقلية سنية أم شيعية.

وهذا ما صارحتُ به الإخوة في إيران حين زرتُهم منذ عشر سنوات، في الولاية الثانية للرئيس محمد خاتمي، الذي

يتَّمتع بأفق رحب، وعقل متفتِّح، والذي قابل تحيتي بمثلها، حينما حضر إلى الدوحة منذ سنتين للمشاركة في أحد

المؤتمرات، وأصرَّ على أن يزورني في بيتي.

كما صارحت المشايخ وآيات الله حيثما لقيتُهم، في طهران، وفي قم، وفي مشهد، وفي أصفهان، المدن التي زرتُها.

من شأن النذير أن يصرخ:

وما تمنيتموه من أن لو كان إعلان موقفي هذا بيني وبين إخواني من علماء الشيعة في إطار محدود، بدل إعلانه على

عوام الناس في الصحف, أقول: هذا قد تمَّ يا دكتور خلال أكثر من عشر سنوات, تمَّ في مؤتمرات التقريب, وتمَّ

خلال زيارتي لإيران سنة 1988م بيني وبين علماء طهران وقم ومشهد وأصفهان. وتمَّ فيما كتبتُه من بحوث ورسائل

آخرها رسالة (مبادئ في الحوار والتقريب بين المذاهب "الفرق الإسلامية"), ولكني وجدتُ أن المخطط مستمر, وأن

القوم مصمِّمون على بلوغ غاية رسموا لها الخطط, ورصدوا لها الأموال, وأعدُّوا لها الرجال, وأنشأوا لها المؤسسات،

ولهذا كان لابد أن أدقَّ ناقوس الخطر, وأجراس الخطر -يا دكتور- لا تؤدِّي مهمَّتها ما لم تكن عالية الصوت, تُوقظ

النائم, وتنبِّه الغافل, وتُسمع القريب والبعيد. أرأيتَ أجراس إنذار الحريق؟ وما تُحدثه من دويٍّ هائل قد يُزعج

بعض مرهفي الحساسية, ولكن هذه طبيعتها.

وأنا أردتُ أن أنذر قومي, وأصرخ في أمتي, محذِّرا من الحريق المدمِّر الذى ينتظرها إذا لم تَصْحُ من سكرتها, وتتنبه

من غفلتها, وتسدَّ الطريق على المغرورين الطامحين الذين يطلقون الشرر فيتطاير, ولايخافون خطره!.

أنا النذير لقومي يا دكتور, والنذير لا يجلس في غرفة مغلقة ويصيح، وسيعلم المخالفون من قومي من قريب أني أنا

المصيب وهم المخطئون, ولا أحبُّ أن أتمثَّل بقول الشاعر:

أمرتهمو أمري بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد!

وقد قال تعالى في شأن قوم: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} [القمر: 4، 5].

على أن ما نبَّهت عليه، وما حذَّرت منه -يا دكتور- واضح كلَّ الوضوح, كالشمس في ضحى النهار, لا يحول

دونها سحاب ولا دخان.

فالغزو الشيعي للمجتمعات السنية أقرَّ به الشيعة أنفسهم, هل نريد أن نكون ملكيين أكثر من الملك؟.

لقد أقرَّ بهذا الرئيس السابق رفسنجاني, والذي يعدُّونه الرجل الثاني في النظام الإيراني في لقائي معه على شاشة

الجزيرة في 21/2/2007م.

فقد رفض أن يقول أىَّ كلمة في إيقاف هذا النشاط الشيعي المبيت, وقال: إنسان عنده خير كيف نمنعه أن يبلِّغه؟

ووكالة الأنباء الإيرانية (مهر) اعتبرت انتشار المذهب الشيعي في أهل السنة من (معجزات آل البيت)!

وآية الله التسخيري لم ينكر ذلك, ولكنه اعترض على تسميتي (التبليغ الشيعي) تبشيرا, وهو المصطلح المستعمل في

نشر النصرانية, وكأنه يشير بكلمة (تبليغ) إلى أن الشيعي مأمور بتبليغ مذهبه وعقيدته, كما أن الرسول مأمور بتبليغ

ما أُنزل إليه من ربه, وكلمة (تبشير) كما ذكرتُ في بيانى السابق, مقتبسة من تعبير الإمام محمد مهدي شمس الدين

رحمه الله.

وآية الله الشيخ محمد حسين فضل الله, أنكر عليَّ أني لم أغضب من أجل نشر التبشير المسيحي, كما غضبت من

أجل نشر التبشير الشيعي, وقد رددتُ على هذا الزعم في بياني السابق.

على أن الواقع العملي هو أصدق شاهد على ما أقول, فها نحن نرى مجتمعات سنية خالصة, لم يكن فيها من عشرين

سنة شيعي واحد, ولم يكن فيها أيَّ مشكلة تؤذن بصراع ديني فِرَقِي (طائفي) قد أمسى فيها شيعة يتحدثون

وينشطون ويتحرَّكون، ولهم صوت مسموع، ويطمعون أن يزدادوا ويكثروا، ويسعون إلى أن ينموا يتوسَّعوا.

ومَن يستريب في قولي، فلينظر إلى مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وغيرها، فضلا عن البلاد الإسلامية في

إفريقيا وآسيا، ناهيك بالأقليَّات الإسلامية في أنحاء العالم. بل يجب أن ينظر إلى أرض الإسراء والمعراج فلسطين، التي

حاول الشيعة في إيران اختراقها، وفُتن قليل منهم بذلك، كما حدَّثني بعض رؤساء الفصائل، وهذه جريمة لا تُغتفر،

لضرورة الفلسطنيين إلى التوحُّد لا إلى مزيد من الانقسام.

متى يكون الوقت مناسبا؟

والقول بأن تحذيري جاء في غير وقته: غير مفهوم. فمتى وقته إذن؟ أبعد خراب البصرة -كما يقال- يكون وقته؟

أعتقد أن هذا هو وقت البيان الواجب، بل ربما تأخَّرنا بعض الوقت، ومن المتَّفق عليه بين الأصوليين: أن تأخير البيان

عن وقت الحاجة لا يجوز.

ما الخطر في نشر التشيع في عالم السنة؟


وقد يسأل سائل: وما الخطر في ذلك؟

الخطر في ذلك نراه بأعيننا، ونلمسه بأيدينا، في بلاد الصراع المذهبي (الطائفي) الذي راح ضحيَّته عشرات الألوف

ومئات الألوف، كما هو جلي لكلِّ ذي عينين في العراق، مليشيات الموت، وتحريق المساجد والمصاحف، والقتل على

الهُويَّة، قتل كل من اسمه عمر أو عثمان أو عائشة، إلى آخر ما شهدناه من مآس تقشعر لها الأبدان.

كما شهدناه في لبنان، وفي اجتياح حزب الله أخيرا لبيروت، وما صاحبه من جرائم لا تكاد تصدَّق.

بل حسبنا ما يجري في اليمن الآن من صراعات دموية بين الحكومة من جهة وبين الحوثيين الذين كانوا زيدية مسالمين

ومتآلفين مع إخوانهم الشافعية، فلما تحوَّلوا إلى اثنى عشرية، انقلبوا على أعقابهم، يحاربون أهلهم، ويقاتلون قومهم.

وهذا مثل بارز يجسِّد الخطر الذي نخافه ونحذِّر من وقوعه.

الخطر في نشر التشيع أن وراءه دولة لها أهدافها الإستراتيجية، وهي تسعى إلى توظيف الدين والمذهب لتحقيق

أهداف التوسُّع، ومد مناطق النفوذ، حيث تصبح الأقليات التي تأسَّست عبر السنين أذرعا وقواعد إيرانية فاعلة

لتوتير العلاقات بين العرب وإيران، وصالحة لخدمة إستراتيجية التوسع القومي لإيران.

.. يتبع​
 

قناص خيطان

عضو فعال
إغلاق الملف:

وأعجب ما قرأتُه في رسالة صديقنا د. كمال أبو المجد، قوله: إن لي عندكم دعوة ورجاء، أن تسارعوا -دون انتظار

دعوة من أحد- إلى إغلاق هذا الملف بغير إبطاء، وكأنه ما فُتح!!.

ولماذا فُتح إذن؟ أفُتح بدون وعي؟ أم بوعي وبصيرة؟ وهل فُتح لأمر يستحقُّ أن يفتح من أجله أم فُتح عبثا ولهوا، أم

اعتباطا ومصادفة؟

إني فتحتُ هذا (الملف) لأني شعرتُ بالخطر يهدِّد أمتي بمزيد من الانقسام في المجتمع الواحد، ومزيد من الصراع،

فبادرتُ بتنبيه قومي على الخطر، ورجوتُهم أن ينتبهوا للمآلات وللمخاطر التي يمكن أن تحيق بهم.

إن الرائد لا يكذب أهله، والأمين لا يخون قومه، ولا يسع امرءا يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يغمض العين على ما

يجري من حوله من تشييع المجتمع السني، وهو ساكت.

كأنك تريدني يا دكتور، أن أخون ديني ورسالتي، وأن أضلِّل قومي وأمتي، وأن أنقض الميثاق الذي أخذه الله على

أهل العلم ليبيّن للناس الحقَّ ولا يكتمونه، وأن أكون شيطانا أخرس، حيث أرى بلاد السنة تنتقص أطرافها أمام

الغزو الشيعي، وأقف ساكتا، لأن السكوت من ذهب!

إن المناداة بإغلاق الملف فرار من المواجهة مع الواقع، والواجب في مثل هذه الحال هو المواجهة والتصدِّي ولكن

بالحكمة والاعتدال. وإن كان د. أبو المجد له كتاب (حوار لا مواجهة) ففي بعض المواقف أرى أنه لا بد من

المواجهة والحسم. ولكلِّ مقام مقال.

هل نحجر على نشر المذهب؟

وقد يتساءل البعض: هل المطلوب هو الحجر على نشر المذاهب الاعتقادية؟ ونقول: إن هذا إذا كان باتفاق أهل

المذهبين الكبيرين: السني والشيعي، فلا حرج. إذ يرى الحكماء من المذهبين أن لا حاجة إلى ذلك، لأن نشر المذهب

في جماعة المذهب الآخر يثير حساسية وفتنة وتحفُّزا للمقاومة، وهذا ينافي فكرة التقريب. وهو ما اتَّفق عليه العقلاء

من علماء المذهبين في لقاءات ومؤتمرات شتَّى (في الرباط والبحرين والدوحة). وتعاهدوا على ذلك، فيجب احترامه

ورعايته، {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [الفتح:10].

وأما إذا أُريد إطلاق الحرية في ذلك، فيجب أن يعلن الفريقان ذلك، وأن يتمَّ ذلك في وضح النهار، دون تسلُّل أو

عمل في الخفاء، وأن يكون سلاح الجميع الحجَّة والبرهان، لا المال والإغراءات المختلفة. وأن يكون من حقِّ كلِّ

فريق الرد العلمي على الفريق الآخر، وأن يسلِّح جماعته بالثقافة الواقية من الغزو. ولا سيما إذا كان غزوا منظَّما

يقوم به أفراد مدرَّبون، وتسنده دولة غنية كبيرة ذات رسالة.

فإن أول ما يقوم به الداعي إلى مذهب اعتقادي: أن يهاجم المذهب الآخر، ويبيِّن أنه ضلال وباطل، وأنه ينتهي

بصاحبه إلى النار، وأنه لن ينجِّيه من النار إلا اعتناق أصول المذهب الآخر، وهنا يجد المدعو نفسه مضطرًّا للدفاع،

وخير وسائل الدفاع الهجوم. فيهاجم مذهب الداعي، ويدلِّل على بطلان أسسه واحدا بعد الآخر. فيقول السني

للشيعي مثلا: إن دعوى وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعليٍّ بالخلافة له ولذريته من بعده، لا أصل لها في القرآن

ولا في السنة الصحيحة، وهي تتنافى مع ولاية الأمة على نفسها، وجعل أمرها شورى، {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}

[الشورى:38]، وقوله تعالى لإبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}

[البقرة:124].

واتهام الصحابة بكتمان الوصية وخيانة الرسول، واغتصاب حقِّ علي: يناقض ثناء الله عليهم في القرآن في أكثر من

سورة، وثناء الرسول عليهم، وثناء التاريخ عليهم، ويتناقض مع موقف عليٍّ الذي كان لهم مشيرا ومعينا، ولم يعلن

للناس يوما أن عنده وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولو كان هذا حقًّا لم يتنازل الحسن بن علي عن الخلافة التي بُويع بها، ويدعها لمعاوية حقنا لدماء المسلمين، وقد أثنى

عليه الرسول الكريم بموقفه.

ودعوى أن عليًّا رضي الله عنه وأحد عشر من ذريته أئمة معصومون لا يجوز عليهم الخطأ: لا دليل عليها من قرآن

ولا سنة، وقد أمرنا الله في عدد من آيات كتابه بطاعة الله والرسول، ولم يأمرنا بطاعة الأئمة، إلى آخر ما يقال هنا

من الردِّ على الدعاوى والشبهات، وهو كثير وطويل.

ويستطيع السني أن يعلن بكلِّ اعتزاز: أن مذهبه هو الذي يتوافق مع تطلُّعات البشرية المعاصرة إلى التحرُّر والمساواة،

دون تمييز لأسرة لها حقُّ حكمهم بغير اختيارهم، فلا وصية لهم ملزمة من السماء، ولا أحد له حقُّ العصمة، فلا

يعترض عليه.

لم أَحِدْ عن الوسطية:

بقي هنا الإجابة عن سؤال مهم وجَّهه إليَّ بعض الإخوة قائلا: إنك كنتَ دائما من دعاة الوسطية والاعتدال، حتى

عُرف هذا المنهج بك، وعُرفتَ به، وقال مَن قال عنك من الباحثين والمفكرين: رائد الوسطية. وهو ما نعتقده من

خلال مطالعتنا لتراثك ومواقفك، ولكنك في هذه القضية مِلْتَ بقدر ما إلى التشدُّد والمواجهة، فما تفسير ذلك؟

وأحبُّ أن أبيِّن هنا: إني لم أَحِدْ عن منهج الوسطية قيد شعرة، ولكن بعض الإخوة قد يفهمون الوسطية على غير ما

فهمتُها. فهم يحسبون أنها الميل إلى التيسير في كلِّ شيء، وأخذ موقف اللين في كلِّ أمر، وهذا ليس بصحيح.

فالوسطية عندي: أن أشدِّد في موضع التشدُّد، وأن ألين في موضع اللين. وأن أحرِّم حيث يجب التحريم، وأن أحلِّل

حيث ينبغي التحليل.

ولذا وقفتُ في موضوع (فوائد البنوك) مع المتشدِّدين، ولم أَمِل مع الذين يريدون أن يحلِّلوها بسبب وآخر،

وأصدرتُ كتابي (فوائد البنوك هي الربا الحرام)، وفي كثير من المواقف أتشدَّد تبعا للأدلة، وإن كان التيسير هو

الغالب عليَّ.

وفي القضايا المتصلة بالعقيدة، أقف كالجبل الأشم، لا أتزحزح، ولا أتزلزل، ومن هنا كان موقفي من الشيعة

والتشيع، وهذه هي الوسطية الحقَّة. وهو ما عبَّر عنه أبو الطيب -فأجاد- بقوله:

ووضع النِّدى في موضع السيف بالعلا مُضِرٌّ، كوضع السيف في موضع النِّدى!

رسالة إلى المفتونين بإيران:

وأخيرا كنتُ أودُّ من د. أبو المجد أن يوجِّه رسالته هذه -أو رسالة مثلها على الأقل- إلى المفتونين بإيران وحزب الله

من قومنا، بل من أصدقائه وأصدقائي، الذين يعز عليَّ أن أراهم في موقف يفتقد الشرعية، والذين لم تحدِّثهم

أنفسهم بكلمة نقد يوجِّهونها للذين أسفُّوا في خصومتهم معي، وافترَوا علي بالباطل، فخذلوني حيث تجب النصرة،

حتى كدتُ أتمثَّل بقول الشاعر:

وإخوان حسبتهمو دروعا فكانوها، ولكن للأعـادي!


وخلتهمو سهاما صائبات فكانوها، ولكن في فؤادي!

كنتُ أود من أبو المجد أن ينصح لهم مخلصا: أن يرفعوا الغشاوة عن أعينهم حتى يبصروا، وينزعوا أصابعهم من

آذانهم حتى يسمعوا، أجل، حتى يرَوا ويسمعوا ما يجري في بلاد السنة من حولهم، ولا يعتبروا ذلك شيئا لا يستحقُّ

الالتفات، فإن (فقه الموازنات) و(فقه الأولويات) الذي قالوا إنهم أخذوه منِّي، يوجب عليهم أن يعيدوا النظر في

(تنزيل هذا الفقه على الواقع)، فمن المهم أن يُعلم أن البلاء الذي لا يمكن تداركه وعلاجه بعد وقوعه مقدَّم فقها

وشرعا على البلاء الذي يمكن تداركه ووقوعه. ومن ذلك تغيير اعتقاد المرء من فرقة إلى فرقة، كانتقال المسلم من

السنة إلى الشيعة، فهذا إذا وقع لم يمكن تداركه بحال.

وقد كان (العراق) ذا أغلبية سنية كبيرة إلى القرن الثامن عشر، ثم بدأ الزحف المخطَّط في غفلة من الدولة العثمانية.

بل كانت (إيران) نفسها سنية، كما يشهد بذلك تاريخ علمائها في التفسير والحديث والفقه والأصول واللغة

والأدب والتاريخ وغيرها، ثم أصابها ما أصابها، وغدت اليوم دولة التشيُّع الكبرى في العالم.

ومن أغرب ما قاله هؤلاء الأصدقاء: إن تحذيرنا من الغزو الشيعي لمجتمعات السنة، وقوف مع الاستكبار الأمريكي،

أو الاستعمار الصهيوني، ولا تلازم بين هذا وذاك، فنحن نرفض الغزو الشيعي، ونقف في وجه الطغيان الأمريكي،

والعدوان الصهيوني، جنبا إلى جنب، ونؤيد المقاومة بكلِّ قوَّة ضد الصهاينة والأمريكان في فلسطين ولبنان والعراق

وأفغانستان.

وزعمهم أن موقفي المحذِّر من الغزو ينافي الدعوة إلى (الوحدة الإسلامية) غير مسلَّم، فالوحدة الإسلامية إذا لم تقُم

على أساس مكين من كتاب الله وسنة رسوله، لن تقوم لها قائمة. ولذا قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا

تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]. فالوحدة إذا لم تعتصم بحبل الله لا خير فيها، والإسلام يرى أن التفرُّق على الحقِّ خير

من الاتحاد على الباطل. ورحم الله ابن مسعود - رضي الله عنه - الذي قال: الجماعة ما وافق الحقَّ وإن كنتَ

وحدك. وحسبنا قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2]، ومثله

الاتحاد على الإثم والعدوان، منهيٌّ عنه ولا خير فيه.

كنا نتمنَّى من أصدقائنا أن يقولوا كلمة واحدة للذين نشتكي منهم: أن كفُّوا أيديكم عن المجتمعات السنية اليوم،

ولنتفرغ جميعا للصهيانة والأمريكان! ولكنهم لم يقولوها.

فهل يُراد منا أن ننام على آذاننا حتى يتم الغزو مهمَّته في عقر دارنا، وتتحوَّل مجتمعاتنا عن معتقداتها، وثوابتها، ونحن

في غفلة لاهون، وفي غمرة ساهون؟ وإذا رفعنا أصواتنا محذِّرين ومنذرين كنا مثيري فتنة بين المسلمين؟

وفي الختام، أريد أن أسجل هنا نقطة مهمة، فمن العجيب أن وكالة الأنباء الإيرانية قد صمتت، ومراجع الشيعة قد

توارَوا إلى الخلف، وتركوا أهل السنة يردُّ بعضهم على بعض، وهم يتفرَّجون! وهو مشهد مذهل حقًّا: ألا يوجد في

المجتمع الشيعي كاتب واحد ينتصر لموقفي، أي لأهل السنة، في إيران أو العراق أو لبنان أو الخليج! على حين نفر

من رجال السنة من هنا وهناك -ولا سيما في مصر بلد الأزهر- مَن ركب جواده، وامتشق سلاحه، دفاعا عن

الشيعة المظاليم!

اللهم إنا نشهدك على أننا لا نريد إلا الخير والسلام لأمة الإسلام. وكفى بك شهيدا. والسلام عليكم ورحمة الله

وبركاته.

أخوكم

يوسف القرضاوي
 

المجهر

عضو مخضرم
السؤال الذى يطرح نفسه :
هل تصاريح القرضاوى تساهم فى التعايش بين السنه والشيعه
ام تشعل اتون المذهبيه و الطائفيه ؟
 

سيف الدوله

عضو بلاتيني
هل الكويتين مع القرضاوى ؟
لا ننسى انه طبل لصدام حسين
فهل الكويتين يطبلون للقرضاوى الفاشل
بكل صراحه نريدهما منكم يا كويتين ولا نريد الغربان
 

سيف الدوله

عضو بلاتيني
جريدة الجريدةالعدد 431 - 10/10/2008


فجزاه الله عن اهل السنة والجماعة كل الخير وألبسه ملبوس الصحة والعافية


كيف تطبل له وقد شرشحه الالبانى ولم يعترف به ؟

الحقد طائفى عنصرى فقط لا غير
وهذه حقيقتهم من يخالفهم يقفون معم حى وان كانو لا يساوون عفطة عنز فى العلم
 

سيف الدوله

عضو بلاتيني
اتمنى ان يعي المسلمين مدى خطر المد المجوسي الفارسي وان تقوم حمله عليهم

فهم اشد خطرا من اليهود والنصارى


وماذا عن الخطر التكفير من بن دلان وزمرته الخبيثته ؟
ما هى ردة فعلكم عنهم
هل هم خطر ام غير خطر
اجب بلا توووووووووووووقييييييييييييييييياه:cool:
 

يوزر انتحاري

عضو بلاتيني
لماذا لاتركز إيران الخبيئة جهودها وتنشر الاسلام كالسنة في الدول الفقيرة الغير مسلمة ولمذا تحاول نشر التشيع في الدول العربية *المسلمة* التي لطالما طمعت بها أليست الدولة العربية كلها مسلمة ؟؟ هنا نعرف أن هذه المحاولات ماهي إلا كما قال القرضاوي مساعي ومطامع إيرانية توسعية .................. على فكرة الأموال التي تشتري بها إيران الأنفس في المغرب العربي وتشتري بها الأقلام الصحفية بعضها رتب لها أثرياء خليجيون ! الإيرانيون والشيعة كانوا دائما يحتجون بالقرضاوي ويشيدون به وهو من أبرز دعاة التقريب ! الحين قلبوا عليه وهو أكثر من امتدح من قبلهم سابقا وهو من أكثر الدعاة تسامحا مع المذاهب الأخرى لكن يوم كشفهم قلبوا عليه ! الحمدلله الذي أظهر الحق وكان الاخوة ومنذ فترة طويلة ينصحون القرضاوي ويذكرونه بما كان منهم وماجرى والتاريخ يعيد نفسه وبأن القوم قوم فتنة وخبث ولن يتغيروا أبدا وهدفهم ومطامعهم في أرضنا وفتنهم منذ قبل الإسلام معلومة ! لكن ماطاع لحد ماشاف بعينه واكتشف الخبث الإيراني الذي يستخدم الدين والتشيع مطية لأهداف توسعية استعمارية سياسية!
 

الساعة 6

عضو ذهبي
التعليق .... العلامة القرضاوي بحكم منصبه وخبرته بالحياة وعلمه الغزير
يعرف كيف يختار التصريح المناسب للوقت المناسب
فقد تبين في الفترة الحالية نية ايران بغزو المجتمعات السنية
فكان منه التصريح المبارك
فجزاه الله عن اهل السنة والجماعة كل الخير وألبسه ملبوس الصحة والعافية




في الحقيقة هو تصريح متأخر .. ولكنه ليس متأخر جداً .

_________________________________________________________________


1. الموقف من القرآن الكريم، وأنه كلام الله المكتوب في المصحف، لا يقبل الزيادة ولا النقصان.

هنا يقصد اعتقاد علماء الشيعة الاثنى عشرية بتحريف القرآن .


2. الموقف من الصحابة وأمهات المؤمنين، الذين نقلوا إلينا القرآن، وحفظوا لنا السنن، وهم تلاميذ المدرسة

تكفير صحابة رسول الله ، وعلى رأسهم ابي بكر و عمر ، و لعنهم وسبهم واتخاذ ذلك عقيدة .

3. التوقف عن نشر المذهب الاعتقادي في البلاد الخالصة للمذهب الآخر.
لو قال التوقف عن نشر العقائد الباطلة في اي مكان لكان اصوب .
4. الاعتراف بحقوق الأقلية، الدينية والسياسية، سواء كانت الأقلية سنية أم شيعية.


10 سنوات من محاولات التقريب لم تفلح ببناء مسجد واحد لاهل السنة في طهران.

وما تمنيتموه من أن لو كان إعلان موقفي هذا بيني وبين إخواني من علماء الشيعة في إطار محدود، بدل إعلانه على



عوام الناس في الصحف, أقول: هذا قد تمَّ يا دكتور خلال أكثر من عشر سنوات, تمَّ في مؤتمرات التقريب, وتمَّ
خلال زيارتي لإيران سنة 1988م بيني وبين علماء طهران وقم ومشهد وأصفهان. وتمَّ فيما كتبتُه من بحوث ورسائل
آخرها رسالة (مبادئ في الحوار والتقريب بين المذاهب "الفرق الإسلامية"), ولكني وجدتُ أن المخطط مستمر, وأن
القوم مصمِّمون على بلوغ غاية رسموا لها الخطط, ورصدوا لها الأموال, وأعدُّوا لها الرجال, وأنشأوا لها المؤسسات،
ولهذا كان لابد أن أدقَّ ناقوس الخطر, وأجراس الخطر -يا دكتور- لا تؤدِّي مهمَّتها ما لم تكن عالية الصوت, تُوقظ
النائم, وتنبِّه الغافل, وتُسمع القريب والبعيد. أرأيتَ أجراس إنذار الحريق؟ وما تُحدثه من دويٍّ هائل قد يُزعج
بعض مرهفي الحساسية, ولكن هذه طبيعتها.









الشيخ يقول ان موقفه ليس بجديد ، ولكنه آثر ابقائه ضمن دائرة مغلقة



لعله يأتي اكله ، ولكن وكما بينت في موضوع سابق ، انهم استغفلوه



هو ومن سار في ركب دعاوى التقريب الواهية .

ولكن لماذا لم نر ردة فعل شيعية من علماء الشيعة حول موقف

الشيخ ابان تلك المؤتمرات ؟


على أن ما نبَّهت عليه، وما حذَّرت منه -يا دكتور- واضح كلَّ الوضوح, كالشمس في ضحى النهار, لا يحول



دونها سحاب ولا دخان









لقد سبقك علماء السلفية ( الذين تسميهم انت وهابية )



بهذا النذير ، ولكن اقوالك حينها كانت السد المنيع لاولئك الشيعة .


إني فتحتُ هذا (الملف) لأني شعرتُ بالخطر يهدِّد أمتي بمزيد من الانقسام في المجتمع الواحد، ومزيد من الصراع،



فبادرتُ بتنبيه قومي على الخطر، ورجوتُهم أن ينتبهوا للمآلات وللمخاطر التي يمكن أن تحيق بهم.









لو قلت يا شيخ انها عقيدة باطلة لجمعت ومنعت .


فإن أول ما يقوم به الداعي إلى مذهب اعتقادي: أن يهاجم المذهب الآخر، ويبيِّن أنه ضلال وباطل، وأنه ينتهي
بصاحبه إلى النار، وأنه لن ينجِّيه من النار إلا اعتناق أصول المذهب الآخر، وهنا يجد المدعو نفسه مضطرًّا للدفاع،
وخير وسائل الدفاع الهجوم. فيهاجم مذهب الداعي، ويدلِّل على بطلان أسسه واحدا بعد الآخر. فيقول السني
للشيعي مثلا: إن دعوى وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعليٍّ بالخلافة له ولذريته من بعده، لا أصل لها في القرآن
ولا في السنة الصحيحة، وهي تتنافى مع ولاية الأمة على نفسها، وجعل أمرها شورى، {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}
[الشورى:38]، وقوله تعالى لإبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
[البقرة:124].
واتهام الصحابة بكتمان الوصية وخيانة الرسول، واغتصاب حقِّ علي: يناقض ثناء الله عليهم في القرآن في أكثر من
سورة، وثناء الرسول عليهم، وثناء التاريخ عليهم، ويتناقض مع موقف عليٍّ الذي كان لهم مشيرا ومعينا، ولم يعلن
للناس يوما أن عنده وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو كان هذا حقًّا لم يتنازل الحسن بن علي عن الخلافة التي بُويع بها، ويدعها لمعاوية حقنا لدماء المسلمين، وقد أثنى
عليه الرسول الكريم بموقفه.
ودعوى أن عليًّا رضي الله عنه وأحد عشر من ذريته أئمة معصومون لا يجوز عليهم الخطأ: لا دليل عليها من قرآن
ولا سنة، وقد أمرنا الله في عدد من آيات كتابه بطاعة الله والرسول، ولم يأمرنا بطاعة الأئمة، إلى آخر ما يقال هنا
من الردِّ على الدعاوى والشبهات، وهو كثير وطويل.
ويستطيع السني أن يعلن بكلِّ اعتزاز: أن مذهبه هو الذي يتوافق مع تطلُّعات البشرية المعاصرة إلى التحرُّر والمساواة،
دون تمييز لأسرة لها حقُّ حكمهم بغير اختيارهم، فلا وصية لهم ملزمة من السماء، ولا أحد له حقُّ العصمة، فلا
يعترض عليه.









فعلى اي شيئ هو التقريب الذي ترجوه يا شيخ ؟


وأخيرا كنتُ أودُّ من د. أبو المجد أن يوجِّه رسالته هذه -أو رسالة مثلها على الأقل- إلى المفتونين بإيران وحزب الله
من قومنا، بل من أصدقائه وأصدقائي، الذين يعز عليَّ أن أراهم في موقف يفتقد الشرعية، والذين لم تحدِّثهم
أنفسهم بكلمة نقد يوجِّهونها للذين أسفُّوا في خصومتهم معي، وافترَوا علي بالباطل، فخذلوني حيث تجب النصرة،
حتى كدتُ أتمثَّل بقول الشاعر:
وإخوان حسبتهمو دروعا فكانوها، ولكن للأعـادي!



وخلتهمو سهاما صائبات فكانوها، ولكن في فؤادي!






في الحقيقة ، هذا هو عين قول علماء السلفية ، فيك يا شيخ عندما احتاجت وقوف علماء اهل السنة ..
وأبيت انت الا دعاوى التقريب .



فوالله لا نقول كما قالت اليهود ، اذهب انت وربك فقاتلا هانحن قاعدون ..



بل نقول اذهب وربك فقاتلا انا معك مقاتلون .




وتركوا أهل السنة يردُّ بعضهم على بعض، وهم يتفرَّجون! وهو مشهد مذهل حقًّا: ألا يوجد في



المجتمع الشيعي كاتب واحد ينتصر لموقفي، أي لأهل السنة، في إيران أو العراق أو لبنان أو الخليج! على حين نفر
من رجال السنة من هنا وهناك -ولا سيما في مصر بلد الأزهر- مَن ركب جواده، وامتشق سلاحه، دفاعا عن
الشيعة المظاليم!





اما زلت يا شيخ تحسن الظن بهم ؟! ..



هل تعتقد بوجود شيعي واحد له قيمة ما .. سوف ينتصر لأهل السنة ؟!



هذا ما لم ولن يحدث ابداً ، فقد تشابهت قلوبهم .






موضوع ذي صلة :















احتراماتي ..​
 
أعلى