أنقل لكم هذا الحوار الذي يدور في مدونة فرناس و الذي دار بينه و بين العضو القدير و الزميل العزيز "بو حسين " من منتدى الشبكة الليبرالية السابقة.
و حتى لا أطيل الحديث اليكم ما يدور:
للتذكير: سيتم مسح أي مشاركة الى حين انتهاء الحوار
ليخرج الفالي من الكويت ... وليخرج معه كل صاحب فكر متطرف
إن المجتمعات المدنية المعاصرة، والتي تتفوق علينا في كل شيء وبلا استثناء، قد تجاوزت بمراحل عديدة الصراع الطائفي أو العرقي أو الفكري والذي يتبنى منهج التفتيت المتعمد لاللحمة الوطنية أو تهديد الإستقرار الإجتماعي. لا يوجد هذا الصراع، الطائفي العرقي، إلا في المجتمعات التي تندرج بجدارة تحت العنوان العريض "العالم الثالث". وإذا كان العالم الثالث يتطرق إلى معايير اقتصادية محددة، فإن مجتمعات دول الخليج العربي، ومنها الكويت، لا ينطبق عليها أصلاً هذا الوصف لأنها مجتمعات ريعية غير منتجة تعيش على بيع سلعة واحدة فقط، النفط، ومن دون حتى أن يكون لهم الفضل في اكتشافه، أو تطوير صناعته، أو تحديث تقنياته، أو تشجيع البحوث العلمية المتعلقة به. فجامعة الكويت مثلاً، ومعها معهد الأبحاث، وبعد مئات الملايين من الدنانير التي صرفت على الكويتيين لتأهيلهم كـ "دكاترة" في الطب والهندسة والعلوم، فإن هؤلاء الـ "دكاترة" في مؤخرة العالم أجمع في مجالات الأبحاث والتفرغ لما تعلموه. فالأغلبية العظمى مشغولون إما في صراع المناصب أو الإستقطاب المذهبي والعرقي والسياسي أو اعتبار الـ "دكترة" وظيفة يبقى فيها إلى التقاعد من دون أي ترقية لأن نتاج ابحاثه لا يرقى إلى المستوى المطلوب لترقيته إلى "استاذ!". مجتمع يصرف على هؤلاء مئات الملايين من الدنانير ليكتشف فجأة أن دكتور الهندسة الميكانيكية يفشل في انتخابات مجلس الأمة مرات متكررة ثم "يدور" على وزارات الدولة كلها كوزير، ومن ضمنها وزارة الصحة، لا لشيء إلا لأنه "دكتور" كان يتهافت طلبة التخصص على الإنسحاب من مواده لأنه "لا شرح ولا فهم ولا درجات"، وليكتشف هذا المجتمع أن دكتور مستشفى الولادة وأمراض النساء نائب في البرلمان وإقتصادي فاشل من الدرجة الأولى، وليكتشف أن دكتور الهندسة الكيميائية هو زاهد من الدرجة الأولى في تخصصه ويريد أن يتحول إلى "داعية إسلامي"، مجتمع كهذا يستحق أن يبقى في آخر درجات سلم التحضر، ولكنه ربما في أعلى سلم المدنية التي يشتريها بأموال الريع النفطي. وإذا كان هذا هو حال نخبه المتعلمة فما هو حال باقي الشعب؟
إن المجتمع الكويتي هو مجتمع "متفرغ". هو متفرغ لأنه غير منتج أصلاً، ويتخفى تحت عناوين البطالة المقنعة حتى يأخذ نصيبه من توزيع الثروة الناضبة آخر كل شهر. وبسبب تفرغه هذا وعدم انتاجيته فإن يملك الوقت الكافي ليكون طرفاً فاعلاً جداً في الصراع المذهبي والطائفي والعرقي. هو لا يعمل حتى في وقت العمل، ولذلك يستغل هذا الوقت الضائع في أمور الصراع وتفتيت المجتمع. ولذلك هو كفريق يستقدم ويدافع ويبرر، ويقابله فريق آخر يطالب بترحيل ويهاجم ويرفض، أشخاص ممقوتون على المستوى الفكري وعلى مستوى القناعة، وبعد قليل تتبدل الأدوار، فمن كان يستقدم يطالب بترحيل، ومن كان يدافع أصبح يهاجم، ومن كان يبرر أصبح يرفض، وهكذا يمر الزمن ويزداد معه البؤس الفكري للمجتمع الكويتي. الشعب الكويتي لا يريد أن يفكر إلا على مستوى الفرد الشخصي وعلى حساب المجتمع، وعلى أحسن الأحوال هو لا يريد أن يفكر إلا على مستوى المذهب أو القبيلة وعلى حساب المجتمع، وليذهب كل انسان مختلف إلى الجحيم.
محمد باقر الفالي، رجل طائفي من الدرجة الأولى. هاجم عقائد الغالبية العظمى من الشعب الكويتي وبإسلوب فج خرج إلى حد الوقاحة. دخل وسوف يخرج مُهاناً. ما هي القضية المركزية والمحورية التي جعلت هذا الشعب، للمرة المليون، مستعداً أن ينقسم على نفسه طائفياً وعرقياً؟!
ليخرج من الكويت مع لزوم مطالبة الطائفة الشيعية نفسها بترحيله قبل غيرهم. إذ لو انعكست الآية، وقال أحد ابناء الطوائف الأخرى عن أحد أئمة الشيعة ما قاله الفالي عن النبي عيسى أو عن الصحابة المقدسين عند الطائفية السنية، لقامت الدنيا، للمرة المليون وواحد، ضد هذا الشخص على اساس اتهامه بالطائفية والنصب. وليس قضية القرضاوي عنا ببعيد.
كفى!
ما لكم؟!
رجل متطرف في قناعاته وخطبه، فليذهب غير محفوظ ولا سالم، وليلحقه كل متطرف آخر، سني أو شيعي، إلى حيث القت رحلها أم قشعم.
ولكنكم شعب تريدون أن تموتوا وينسى الناس ذكركم بعد قليل من ذهابكم.
فرناس
و حتى لا أطيل الحديث اليكم ما يدور:
للتذكير: سيتم مسح أي مشاركة الى حين انتهاء الحوار
Fernas
ليخرج الفالي من الكويت ... وليخرج معه كل صاحب فكر متطرف
إن المجتمعات المدنية المعاصرة، والتي تتفوق علينا في كل شيء وبلا استثناء، قد تجاوزت بمراحل عديدة الصراع الطائفي أو العرقي أو الفكري والذي يتبنى منهج التفتيت المتعمد لاللحمة الوطنية أو تهديد الإستقرار الإجتماعي. لا يوجد هذا الصراع، الطائفي العرقي، إلا في المجتمعات التي تندرج بجدارة تحت العنوان العريض "العالم الثالث". وإذا كان العالم الثالث يتطرق إلى معايير اقتصادية محددة، فإن مجتمعات دول الخليج العربي، ومنها الكويت، لا ينطبق عليها أصلاً هذا الوصف لأنها مجتمعات ريعية غير منتجة تعيش على بيع سلعة واحدة فقط، النفط، ومن دون حتى أن يكون لهم الفضل في اكتشافه، أو تطوير صناعته، أو تحديث تقنياته، أو تشجيع البحوث العلمية المتعلقة به. فجامعة الكويت مثلاً، ومعها معهد الأبحاث، وبعد مئات الملايين من الدنانير التي صرفت على الكويتيين لتأهيلهم كـ "دكاترة" في الطب والهندسة والعلوم، فإن هؤلاء الـ "دكاترة" في مؤخرة العالم أجمع في مجالات الأبحاث والتفرغ لما تعلموه. فالأغلبية العظمى مشغولون إما في صراع المناصب أو الإستقطاب المذهبي والعرقي والسياسي أو اعتبار الـ "دكترة" وظيفة يبقى فيها إلى التقاعد من دون أي ترقية لأن نتاج ابحاثه لا يرقى إلى المستوى المطلوب لترقيته إلى "استاذ!". مجتمع يصرف على هؤلاء مئات الملايين من الدنانير ليكتشف فجأة أن دكتور الهندسة الميكانيكية يفشل في انتخابات مجلس الأمة مرات متكررة ثم "يدور" على وزارات الدولة كلها كوزير، ومن ضمنها وزارة الصحة، لا لشيء إلا لأنه "دكتور" كان يتهافت طلبة التخصص على الإنسحاب من مواده لأنه "لا شرح ولا فهم ولا درجات"، وليكتشف هذا المجتمع أن دكتور مستشفى الولادة وأمراض النساء نائب في البرلمان وإقتصادي فاشل من الدرجة الأولى، وليكتشف أن دكتور الهندسة الكيميائية هو زاهد من الدرجة الأولى في تخصصه ويريد أن يتحول إلى "داعية إسلامي"، مجتمع كهذا يستحق أن يبقى في آخر درجات سلم التحضر، ولكنه ربما في أعلى سلم المدنية التي يشتريها بأموال الريع النفطي. وإذا كان هذا هو حال نخبه المتعلمة فما هو حال باقي الشعب؟
إن المجتمع الكويتي هو مجتمع "متفرغ". هو متفرغ لأنه غير منتج أصلاً، ويتخفى تحت عناوين البطالة المقنعة حتى يأخذ نصيبه من توزيع الثروة الناضبة آخر كل شهر. وبسبب تفرغه هذا وعدم انتاجيته فإن يملك الوقت الكافي ليكون طرفاً فاعلاً جداً في الصراع المذهبي والطائفي والعرقي. هو لا يعمل حتى في وقت العمل، ولذلك يستغل هذا الوقت الضائع في أمور الصراع وتفتيت المجتمع. ولذلك هو كفريق يستقدم ويدافع ويبرر، ويقابله فريق آخر يطالب بترحيل ويهاجم ويرفض، أشخاص ممقوتون على المستوى الفكري وعلى مستوى القناعة، وبعد قليل تتبدل الأدوار، فمن كان يستقدم يطالب بترحيل، ومن كان يدافع أصبح يهاجم، ومن كان يبرر أصبح يرفض، وهكذا يمر الزمن ويزداد معه البؤس الفكري للمجتمع الكويتي. الشعب الكويتي لا يريد أن يفكر إلا على مستوى الفرد الشخصي وعلى حساب المجتمع، وعلى أحسن الأحوال هو لا يريد أن يفكر إلا على مستوى المذهب أو القبيلة وعلى حساب المجتمع، وليذهب كل انسان مختلف إلى الجحيم.
محمد باقر الفالي، رجل طائفي من الدرجة الأولى. هاجم عقائد الغالبية العظمى من الشعب الكويتي وبإسلوب فج خرج إلى حد الوقاحة. دخل وسوف يخرج مُهاناً. ما هي القضية المركزية والمحورية التي جعلت هذا الشعب، للمرة المليون، مستعداً أن ينقسم على نفسه طائفياً وعرقياً؟!
ليخرج من الكويت مع لزوم مطالبة الطائفة الشيعية نفسها بترحيله قبل غيرهم. إذ لو انعكست الآية، وقال أحد ابناء الطوائف الأخرى عن أحد أئمة الشيعة ما قاله الفالي عن النبي عيسى أو عن الصحابة المقدسين عند الطائفية السنية، لقامت الدنيا، للمرة المليون وواحد، ضد هذا الشخص على اساس اتهامه بالطائفية والنصب. وليس قضية القرضاوي عنا ببعيد.
كفى!
ما لكم؟!
رجل متطرف في قناعاته وخطبه، فليذهب غير محفوظ ولا سالم، وليلحقه كل متطرف آخر، سني أو شيعي، إلى حيث القت رحلها أم قشعم.
ولكنكم شعب تريدون أن تموتوا وينسى الناس ذكركم بعد قليل من ذهابكم.
فرناس