فيصل البيدان
عضو بلاتيني
الحكومة و بدعة نائب الخدمات
كثيراً ما يتردد ذكر وصف ( نائب الخدمات ) ، و دائماً ما يتم تصنيف نواب الأمة لشقين ، الأول ( نائب خدمات ) و يعتبره الكثيرون أنه نائب حكومي ( بصام ) ! و الثاني ( نائب مواقف ) و يعتبره البعض نائب معارضة ! و لكن هل سألت نفسك يوماً : من الذي صنع ( نائب الخدمات ) ؟ من الذي أبتدع الفكرة و نماها حتى أصبحت سمة أساسية في نصف أو أغلبية نواب الأمة !
أولاً: نائب مجلس الأمة دوره الأساسي هو تشريع القوانين التي تخدم الوطن و المواطن ، و مراقبة أعمال السلطة التنفيذية .
ثانياً: الحكومة ملزمة بتقديم خدماتها لجميع المواطنين بالمساواة و العدل .
ثالثاً: البدعة هي استحداث شيء لم يكن موجود و غير متعارف عليه في السابق .
أن الحكومة هي السبب الرئيسي في ابتكار شخصية ( نائب الخدمات ) ، و ذلك بسبب قيام الحكومة بمنح الاستثناءات و المميزات لبعض أفراد المجتمع ، و ذلك لأنهم من طرف النائب الفلاني ! مع أنه الأجدر من الحكومة أن تقدم هذه الاستثناءات و المميزات لجميع أفراد المجتمع بالتساوي لتسود العدالة .
و لكن الحكومة تأبي أن تطبق مبدأ المساواة بين أفراد المجتمع ، و تنتهج شعار ( فرق تسد ) ! أن الحكومة تمنح هذه الاستثناءات للبعض حتى يصنعوا بها قاعدة شعبية من الناخبين ، لتضمن نجاحهم في الانتخابات ، و ليكون هؤلاء النواب إلى جانب الحكومة في التصويت داخل قاعة عبدالله السالم ! أنها لعبة سياسة أقرب ما تكون إلى لعبة كرة القدم ( عطني باص و أرد لك باص ) !
و مع انتشار الوعي السياسي لدي أفراد المجتمع ، أصبح الشارع الكويتي يستنكر ( نائب الخدمات ) ، و بما أنه ( لكل فعل ، ردة فعل ) أستوعب بعض النواب و المرشحين فكر و توجه الشارع الكويتي ، و ركبوا موجة المعارضة التي سوف توصلهم إلى البرلمان و تثبتهم فيه ، للأسف أن هؤلاء النواب المتخفين بزى المعارضة و الوطنية ليسوا إلا ( نواب خدمات ) ! غير أنهم لم يقدموا خدمات و معاملات لعامة المواطنين ، و أنما قدموا هذه الخدمات لأنفسهم من خلال حصولهم على المناقصات ، و بعض المعاملات الهامة لقواعدهم الانتخابية ، و قبولهم الرشوة على أنها هدية !
أنهم موجودين بيننا ، منهم من أبناء القبائل و من الحضر ، و أيضاً من الذين يعملون تحت غطاء الحركات السياسية و التيارات الدينية ، للأسف أنهم ( علي بابا ) ! و لكن هناك أمل مع وجود نواب معارضة صادقين في طرحهم و نواياهم .
///////////////////////////
تم نشر هذا المقال في جريدة الشاهد اليومية :
الثلاثاء 16/6/2009
العدد 471
صفحة 19 – مقالات
الرابط المباشر للمقال هو :
http://alshahed.net/index.php?option=com_content&task=view&id=33883