هنا مربط الفرس يا عزيزي، وما عليك إلاّ أن تسأل عن عدد الذين تصدر بحقهم أحكان ثم يتم نقضها في الاستئناف، وأيضاً القضايا التي يرفضها القضاء شكلاً بسبب بطلان إجراءات التحقيق، والقضايا التي تأمر فيها لمحكمة بإعادة التحقيق.
كما يجدر أن أشير إلى مسألة أخرى، وهي تركيز البعض على تحصين القضاء عموماً دون تميز بين انتقاد أحكام أو إجراءات قد يُرتكب فيها أخطاء، وعلى سبيل المثال، نشر المحامي نواف الياسين في جريدة الأنباء قبل بضعة أيام بيان ضد موقف الجاسم من النيابة، ولكنه هو نفسه وقبل نشر بيانه بيومين قال: أنا مع بو عمر في ما يتخذه من إجراءات قانونية لكنني أرفض أن تنهز صورة القضاء جدام الناس، لأن القضاء هو الملجأ الأخير، وأقر الياسين أن هناك أخطاء فادحة تحصل باستمرار، وضرب أمثلة كثيرة على هذه الأخطاء، وقال ما عليك إلاّ أن تقرأ مذكرة محامي عن تصرفات قاضي أول درجة في محكمة الاستئناف.
منذ عشرات السنين وإلى اليوم يعتبر القضاء هو الملاذ الأخير، ومن أجل صيانة مكانة القضاء لابد من تنقية الجسم القضائي مما قد يشوبه من وقت لآخر، فبالنهاية القاضي إنسان يُخطئ ويُصيب، وكذلك النائب العام ووكيل النيابة، وكان الأجدر بهم أن يحرصوا على صورة الجسم القضائي بأن يُحاسبوا أفراده قبل أن يُطالبهم غيرهم بذلك.