( معلق أنا على باب المشفى ،
و جبهتي لسكرات الموت محنية ،
لأنني لم أحنها بالذل حية ،
حاولت استبيان صورتي المنعكسة على زجاج النافذة المقابلة ،
أرى رأسي تتدلى على صدري ،
صرخ في وجهي من خلف كمامته البيضاء ،
قبل أن يغرس مشرطه بين أحشائي )
ـ زنديق ، مارق ،
تخطيت كل الخطوط الحمراء ...
( تذكرت ما حدث...
أطلقت المسكينة لساقيها العنان ،
انطلقت كالريح ،
آلاف السيقان القوية تدق الأرض خلفها تلاحقها ،
قلبها ينفطر من هول المفاجأة ،
معقول ؟
لهذه الدرجة ؟
لا فارق عندهم بين رجل و امرأة ؟
ألهذه الدرجة عماهم التعصب ؟
أي مسلمين هؤلاء ؟
أنفاسها تتسابق متهافتة ،
أخذت تصرخ و تصرخ و لا مجيب ،
صرخات توسلاتها...
الحمدلله من قبل و من بعد
و هي دي الكورة
لا فائز على طول الخط
و لا منهزم على طول الخط
الاثنين كسبانين
ممارسة الرياضة
لو مورست كرياضة
بدون تعصب من قبل الصغار
إن شاء الله الفوز لمصر بكأس إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي
دمتم بحفظ الله
شكرا جزيلا لطيب ردك
أختنا الفاضلة
عليا
و إذا ماكانت النتيجة غير
فهي إرادة الله
و لكل مجتهد نصيب
المشكلة أننا جعلنا الهدف من الرياضة الفوز
بينما من المفروض
أن الرياضة الهدف منها الممارسة فقط
دون النظر لمن الفائز بالأهداف
فالحقيقة أن الجميع في المباراة يخرج فائزا
حتى حكم المباراة و...
الله يعطيك ألف عافية
أخوي عبد الله
معك حقبالفعل
فلكل مجتهد نصيب
و لكن برغم الاجتهاد
فالتوفيق من رب العالمين أولا و اخيرا
و لكن الله يحب ألا نكون متواكلين عليه
و دعواتك لمصر
و لكن
إذا فازت الجزائر
فهنيئا لها
و سنكون إن شاء الله أول المشجعين لها في كأس العالم
فهي بلد مسلم عربي شقيق
و تحيتة حب...
( صبغت الإشارة الحمراء وجهي بالحذر ،
توقفت مضطرا ،
أدق بيدي على مقود السيارة ،
قدماي تهتز بشدة ،
بدأ القلق يفترسني ،
مددت يدي أخرج هاتفي المحمول ،
تطلعت إلى الوقت ،
ما هذا ؟
الساعة قاربت على الثامنة و الربع ،
غير معقول ،
لن ألحق بالمباراة في البيت ،
مستحيل ،
ماذا أفعل الآن ؟
دقائق و ستنطلق...
( نظرت لأعلى ،
انتابني خوف شديد من شدة صراخه ،
أخذ المنبر الخشبي يرتعد من تحته ،
حاولت استبيان ما يقول ،
لا فائدة ،
صراخه أخذ يتعالى و يتعالى )
ـ حرام عليكم ، حرااااااام عليـكــــــــــــــم ،
حرااااااام ، حرااااااااااام ،حرااااااااااااااااااااااااااام
( أخذ يصرخ بها حتى بح صوته ،
عندها...
تراقصت الصورة بعيني ،
حاولت كبت هذه التأوهات التي تفور بصدري ،
دمعة ساخنة فرت على خدي ،
خفت أن يلمحها احد ، مددت أطراف أصابعي أمسحها ،
يبدو أنه أحس بما يعتريني ،
بادرني )
ـ ما بك يا محمد ؟
( تنهيدة فلتت مني خارجة ،
تلعثمت الحروف فوق شفتاي )
ـ لا ... لا شيء يا أبي ... فقط بعض أمواج من الخواطر...
حاولت الفرار و لو للحظات من هذا الجو الصاخب ،
هذه السحب من الدخان الذي عبأ المكان ،
انزويت إلى إحدى الشرفات ،
سحبت شهيقا عميقا ملأت به رئتاي ،
لذة برودة الهواء المنعش و عبقه أخذني مما أنا فيه ،
تطلعت إلى البدر ، وجدته يتابعني ،
ازدادت ابتسامته اتساعا ،
بسط جناحه ،
صعدت سعيدا ،
راح يسبح بي...
اختلط الحابل بالنابل ، الجميع يفرون في كل اتجاه ،
النار تفترس بشراهة كل ما يعترض طريقها ،
تقفز من بيت لبيت كالبرق ،
صرخات الاستغاثة تتعالى هنا و هناك ،
ألسنة اللهب تطاول النخيل ،
سحب الدخان الأسود تحجب الرؤية ،
الضوء و الحرارة الناتجة عن النيران حول الليل ظهرا ،
على أطراف القرية هناك ،
صوت...
سحبني الظمأ عنوة من بين دفء أغطيتي الصوفية ،
نهضت من نومي على مضض ،
جلست أحاول إقناع نفسي بحتمية الذهاب للارتواء ،
روعة و حلاوة الدفء في هذه الليالي الباردة لا تعادله لذة أيا كانت ،
من المفروض ألا أتراجع عن الذهاب ،
حاولت بل شفتاي التي تشققت من شدة الجدب بلساني ، أجابني العدم ،
مرارة جفاف حلقي...
جزاكم الله خيرا
على طيب ردكم
و لكن
مع شديد احترامي للأستاذ الفاضل
الدكتور زغلول النجار
فالمقصود في الآية الكريمة من وجهة نظري المتواضعة
هو الوهن المادي: أن بيت العنكبوت هو من الناحية المادية البحتة أضعف بيت على الإطلاق, لأنه مكون من مجموعة خيوط حريرية غاية في الدقة تتشابك, مع بعضها البعض...