مخاض فكري

2030A

عضو بلاتيني
الحلقة الأولى

ذات يوم صحبت ابني إلى مركز الملك سلمان للعلوم والتكنلوجيا . ليبدأ دورته في صناعة الريبوتات , تركته مع أستاذته الباكستانية مع مجموعة من الأطفال وجلست في صالة فسيحة مع الأباء والأمهات الذين حضروا برفقة أطفالهم ..



كانت الصالة أشبه بمعرض علمي مجسدة فيه كثير من النظريات العلمية والظواهر الطبيعية بشكل واقع افتراضي .

الجاذبيه , الصوت . الضوء , والكثير من المهارات كالطيران ومشاريع التجارة والرياضيات ومهارة الخط .. وغيره



وفي الزوايا كانت فصول الدورات موزعة حسب الفئة العمرية التي تبدأ من سن الخمس سنوات . وحسب التخصصات العلمية . وهي دورات تقام باللغة الإنجليزية على يد أساتذة وأكاديميين غير عرب .



لذلك كان هناك عدد كبير من الأجانب الأمريكان والأوربيين مع أطفالهم .



عندما دخلت وقفت ثواني اختار مكان جلوسي بعناية . ثم توجهت نحو طاولة تجلس عليها أم سعودية برفقة أطفالها الثلاثة المتفاوتة أعمارهم , والذين انطلقوا نحو فصولهم المختلفة وبقيت معها أبادلها النظرات الأولى بعد إلقاء السلام وتبادل التحية ..



للوهلة الأولى عرفت نوعية هذه السيدة دون أن تتكلم , عرفت ذلك من تلك النظرة البلهاء التي رمتني بها !!





هذه النظرة رأيتها في عيون الساذجات وأنا استصدر رخصة القيادة مع أول مجموعة . وكأنني كنت أسطو على بيوتهن أو أسرق ماكان حكرا لهن !!



هؤلاء الذين يرون في قيادة السيارة اكسسوار وفي حضور دورات مختلطة مع عوائل أجنبية ميزة بحد ذاتها صعب عليهم أن يفهموا حضور سيدة محتشمة لمحفل علمي أو خروجها بسيارتها تكللها هيبة السواد .



هذه النظرة الحانقة تؤكد لي حالة الاحباط التي أصابت دعاة التغريب ورواده , الذين يرون استحالة اجتماع العلم بالإيمان , واستحالة حياة المرأة بحجاب . .

لا أعرف كيف فكر هؤلاء الحمقى أن المرأة السعودية ستنأى بنفسها عن كل فرص العلم والحياة أو تغير جلدها ومبادئها لتدخل حلبة الصراع ...
 

هارون الرشيد

عضو بلاتيني
(لا أعرف كيف فكر هؤلاء الحمقى) سؤال كان قائما لسنين طويلة وبإجابته وجدت الراحة والهدوء. الإجابة يا سيدتي بكل بساطة ارث تاريخي ثقيل جدااااا كتم أنفاس العقل فمات. ذلك الإرث التاريخي كان نتاج عقل ولكن ليس ذلك العقل الساذج وانما عقلا يريد تأثيرا يمكنه من السيطرة على غالب العقول فنجح في ذلك، لكن بعض العقول حصنت دفاعاتها ورفضت أن تتنازل عن حريتها . الآن تلك العقول ستقوم بشن هجوم معاكس عليه وستنتصر .نقرأ في الماضي ونشاهد الحاضر عندها سنجسد المستقبل .
كن أنت ولا تكن هو أو هم ، يعادونك، يسخروا منك ، يبتعدون ، لا بأس ولا ضرر من ذلك ، المهم أن تواصل طريق أنت وستصل
سؤال أم عبدالله كم هي مخالفاتك من ساهر الشرير؟
 

2030A

عضو بلاتيني
(لا أعرف كيف فكر هؤلاء الحمقى) سؤال كان قائما لسنين طويلة وبإجابته وجدت الراحة والهدوء. الإجابة يا سيدتي بكل بساطة ارث تاريخي ثقيل جدااااا كتم أنفاس العقل فمات. ذلك الإرث التاريخي كان نتاج عقل ولكن ليس ذلك العقل الساذج وانما عقلا يريد تأثيرا يمكنه من السيطرة على غالب العقول فنجح في ذلك، لكن بعض العقول حصنت دفاعاتها ورفضت أن تتنازل عن حريتها . الآن تلك العقول ستقوم بشن هجوم معاكس عليه وستنتصر .نقرأ في الماضي ونشاهد الحاضر عندها سنجسد المستقبل .
كن أنت ولا تكن هو أو هم ، يعادونك، يسخروا منك ، يبتعدون ، لا بأس ولا ضرر من ذلك ، المهم أن تواصل طريق أنت وستصل
سؤال أم عبدالله كم هي مخالفاتك من ساهر الشرير؟

حسنا لا أدري إن كنت ستثبت بعد الحلقة الثانية على رأيك أو لا ؟!!
ولا إن كنت سأصبح برأيك من تلك العقول التي تحمل ذاك الإرث الثقيل أو لا !:rolleyes:

سنرى بعد الحلقة الثانية ..

بخصوص ساهر .. لازال سجلي ولله الحمد بلا مخالفات , ثمة مشكلة واجهتني بالبداية وتجاوزتها .. تقدير السرعة المناسبة مع المسافة قبل التوقف عند إشارة المرور ..
 

هارون الرشيد

عضو بلاتيني
حسنا لا أدري إن كنت ستثبت بعد الحلقة الثانية على رأيك أو لا ؟!!
ولا إن كنت سأصبح برأيك من تلك العقول التي تحمل ذاك الإرث الثقيل أو لا !:rolleyes:

سنرى بعد الحلقة الثانية ..

بخصوص ساهر .. لازال سجلي ولله الحمد بلا مخالفات , ثمة مشكلة واجهتني بالبداية وتجاوزتها .. تقدير السرعة المناسبة مع المسافة قبل التوقف عند إشارة المرور ..

[/QUOT
الرأي بالنسبة لي يعتمد على المعطيات.
الحلقة الثانية سأقرأها ووفق ما فيها سأعلق عليها .
عندي عقدة من ساهر لذلك سألتك عنه.
 

2030A

عضو بلاتيني
الحلقة الثانية ..

تنبيه ...

اعتذر في هذه الحلقة عن قسوة الأسلوب والنقد , وأؤكد على أن حديثي ليس شاملا ولا عاما لفئة بعينها , بل يخص أشخاصا وحالات مفرده لا تمثل ذخيرة الوطن من المبتعثين ولا نساء بلدي الذين أنا واحده منهن بكل فخر .
هو مجرد مخاض فكري , فالفكر السليم سيبقى والمشوه السقيم سيموت قبل أن يولد في بلد أسس على التقوى ... ;)

..........................................................................................

على بعد أمتار مني .. شدني فضول لتأمل المنظر ...



كان أحد الأباء يجلس على طاولة لوحده ... بدا من هندامه وهيئته أنه من أولئك الفخورين بشهاداتهم من الجامعات الغربية ! .. كيف عرفت ؟؟

تعلمت أن أعرفهم في صالات المطارات, في الأسواق والمستشفيات , من اللغة الانجليزية التي يتحدثون بها مع أطفالهم , من وجوههم الخالية من الشوارب أو اللحى , من نظرة التعالي والفوقية والازدراء التي يرمون بها البسطاء والمتدينين والمحجبات , من لغتهم المرصعة بالمصطلحات الأجنبية . من نظرة التقديس لكل ما هو غير وطني أو محلي !



لم تكذب ظنوني .. فماهي إلا لحظات حتى اقتربت منه امرأة سعودية استأذنته الجلوس على نفس الطاولة وجلست , بينما انطلق طفلها نحو فصله الدراسي !!!



التفت حولي اتفقد المقاعد الخالية فوجدت الكثير منها لم تراها تلك السيدة لسبب أو لآخر ..

أدركت بعدها .. أنه نوع من الاكسسوار الذي تقتضيه المرحلة . ممارسة التطور والثقافة والحرية بمفهومهم ,.

ضحكت بقرارة نفسي عندما بدأآ تبادل الحديث عن تربية الأطفال ومستقبلهم العلمي ( على مايبدو ) .. , ثم تبادلا الدعوات لشرب القهوة .. هكذا فهمت عندما قام الرجل وأحضر كوبين !!



قلت في نفسي هذه عاهات الابتعاث للخارج دون أحقية أو استحقاق

انتبهت بعدها لمضيفتي على نفس الطاولة والتي انشغلت بالبحث بمتعلقاتي الشخصية عن اسماء الماركات !! كيف عرفت ؟؟!



تعلمت أن أعرفهم في بيئة العمل والاجتماعات , من أحاديثهم ونظراتهم البلهاء

ولم تكذب ظنوني فحديثي معها لاحقا أثبت حدسي ...



أشفقت عليها وهي تدقق بكل شيء بي حتى بملابس طفلي الذي كان يجري نحوي بين وقت وآخر .. وددت بلحظة لو أنبهها لحذائي ( أكرمكم الله ) فقد فاتتها ماركة أديداس الرياضية التي انتعلها , لعلها تهدأ وتقتنع بذاتها المتضخمه وهي تجلس معي .


التتمة بالحلقة القادمة .. تحياتي .

 

هارون الرشيد

عضو بلاتيني
ما وصفتي به المتعالين يليق بهم ، وانا اعلم انك لا تعممين ذلك على كل خريجي الغرب. لكن استوقفني حليقي الشارب واللحية فقد وجدت فيه تعبيرا ينم عن إستياءك من منظرهم ، احترم وجهة نظرك وأختلف معها بالرغم من اني أملك شنبا غليضا وكثا. تلك حرية شخصية لا يحق لنا انتقادهم عليهم ما دام سلوكهم لا يمس غيرهم .أعود مرة اخرى لهؤلاء المتعالين ومن جعلهم يتعالون اليست ثقافتنا؟ نعم هي ثقافتنا فنحن عندما يتخرج احد ابناءنا من هناك نركز على اعلان انه خريج بريطانيا او أمريكا كذلك نظرة الحكومه لهؤلاء الخريجين على انهم مميزين ، اليست الحكومه هي أيضا من افراد مجتمعاتنا وورثت ثقافتنا وتاثرت بها. ام عبدالله الكريمة لا انكر ان هناك جوانب ايجابيه في ثقافتنا ولكن تلك الجوانب الايجابيه لن تنهض بنا فالسلبية تكبلها ودليلي وبرهاني هو ما نعيشه من ثبات وهؤلاء الذين نلعنهم كل جمعه وبادواتهم( المكرفون ، الجوال ، التطبيقات ، التلفزيون.....الخ ) متقدمين جدا عنا فما هو السبب يا ترى !؟ هل هو بابتعادنا عن الإسلام ؟ حسنا اذا كنا نعرف السبب فلماذا لا نعالجه ، سيأتي من يقول انها مؤامرة الغرب علينا ، حسنا اذا كنا نعلم انها مؤامره فلماذا لا نواجهها !؟ سيأتي من يقول نحن بحاجه للوحدة من اجل المواجهه ، حسنا لماذا لا نتوحد؟ سياتي من يقول الغرب لن يسمح لنا بذلك .......الخ. ذلك أيتها الاخت الكريمة أم عبدالله أسمحي لي حماسي الزائد والذي حول الموضوع من إجتماعي إلى سياسي .
 

2030A

عضو بلاتيني
ما وصفتي به المتعالين يليق بهم ، وانا اعلم انك لا تعممين ذلك على كل خريجي الغرب. لكن استوقفني حليقي الشارب واللحية فقد وجدت فيه تعبيرا ينم عن إستياءك من منظرهم ، احترم وجهة نظرك وأختلف معها بالرغم من اني أملك شنبا غليضا وكثا. تلك حرية شخصية لا يحق لنا انتقادهم عليهم ما دام سلوكهم لا يمس غيرهم .أعود مرة اخرى لهؤلاء المتعالين ومن جعلهم يتعالون اليست ثقافتنا؟ نعم هي ثقافتنا فنحن عندما يتخرج احد ابناءنا من هناك نركز على اعلان انه خريج بريطانيا او أمريكا كذلك نظرة الحكومه لهؤلاء الخريجين على انهم مميزين ، اليست الحكومه هي أيضا من افراد مجتمعاتنا وورثت ثقافتنا وتاثرت بها. ام عبدالله الكريمة لا انكر ان هناك جوانب ايجابيه في ثقافتنا ولكن تلك الجوانب الايجابيه لن تنهض بنا فالسلبية تكبلها ودليلي وبرهاني هو ما نعيشه من ثبات وهؤلاء الذين نلعنهم كل جمعه وبادواتهم( المكرفون ، الجوال ، التطبيقات ، التلفزيون.....الخ ) متقدمين جدا عنا فما هو السبب يا ترى !؟ هل هو بابتعادنا عن الإسلام ؟ حسنا اذا كنا نعرف السبب فلماذا لا نعالجه ، سيأتي من يقول انها مؤامرة الغرب علينا ، حسنا اذا كنا نعلم انها مؤامره فلماذا لا نواجهها !؟ سيأتي من يقول نحن بحاجه للوحدة من اجل المواجهه ، حسنا لماذا لا نتوحد؟ سياتي من يقول الغرب لن يسمح لنا بذلك .......الخ. ذلك أيتها الاخت الكريمة أم عبدالله أسمحي لي حماسي الزائد والذي حول الموضوع من إجتماعي إلى سياسي .



لهذا نبهت في مقدمة الحلقة بأنني لا أعني فئة بعينها ...

حليق الشارب أو اللحية , والمرأة المختلفة عني بطريقة حجابها , ليسو هم المقصودين بحد ذاتهم , بل المقصود الفكر اللذي يحمله شخص يختار لنفسه مظهرا مما ذكرت , يدعم فكرته به ... ستدرك ما أعنية في الحلقة الثالثة ...

المبتعثون ثروة وطنية , وأغلبهم كان جديرا بالثقة الوطنية .. لكننا في فترة كنا نبتعث الأكفأ في التخصصات الدقيقة . فلما فتح الابتعاث على مصراعية ليشمل الأكثر كما لا نوعا وفي تخصصات ثانوية , عرفنا العاهات الفكرية .....

تحياتي
 

2030A

عضو بلاتيني
الحلقة الثالثة

بدأت السيدة إدارة عجلة الحديث بيننا والذي كان أشبه بصراع فكري يجسد المرحلة التي نعيشها .

سألتني بالبداية عن المركز والتخصص الذي اخترته لطفلي وسألتها بدوري عن دورات أطفالها . فعرفت أنها تقضي جل الفترة الصباحية والمسائية بالمركز لالتحاق أطفالها بأكثر من دوره .



بدت مبهوره بمستوى المركز العلمي كونها قضت سنوات طويلة من حياتها خارج المملكة بحكم عمل زوجها الديبلوماسي .



قالت لي أنها تمنت دورات علمية بهكذا مستوى بالخارج لكنها تكلف أضعاف التكلفة المادية هنا ..



بعد لحظات صمت , قرأت بعينيها حديثا ذو مغزى ولم تكذب ظنوني كالعادة ..



سألتني كمقدمة لفكرتها التي تود أن ترسلها لي : أنتي قبيلية ؟

قلت : نعم .

هي : من أي القبائل ؟

أنا : .........

هي : هل تتوقعين أنني قبيلية ؟

أنا : حقيقة لم أتوقع شيء . ولم أفكر بهذا

هي : من ملامح وجهي . ألم تخمني ؟

أنا : صدقا لم أخمن .

قالت بأسلوب غريب : أنا قبيلية من ..........

قلت : والنعم

حدثتني عن شبكة القبائل المجتمعه بنسبها من ناحية الأخوال والأعمام والزوج . وكأنها تحاول إقناعي بما لم أهتم به أصلا ..



ومن شدة استماتتها بإقناعي بدأت أشك بصدقها .:rolleyes:



لا أدري لماذا أحسست أنني أجلس على طاولة فيصل القاسمي ومتجهه نحو صدام فكري لم يبدأ بعد لكنني أحسسته بنظرات عينها ومن أبواب المواضيع التي بدأت تطرقها معي . بدت تدفن براكين في نفسها وتبحث عن فرصة لتفجيرها من خلال الحوار .



سألتني عن مدرسة طفلي . ولم يكن الهدف طبعا أن تعرف الجواب بقدر ما كانت تريد أن تعقب بالحديث عن مدارس أطفالها VIP وتكلفتها المادية السنوية وتكاليف المدرسين الخصوصيين فوقها !!



استغربت اعتمادي على نفسي في تدريس ولدي دون الحاجة لمدرس خصوصي ! وبدت غير مصدقة جدوى ذلك !



والحقيقة أن تلك السنوات التي قضتها هذه السيدة في الخارج جعلتها تجهل تماما القفزة التعليمية والاقتصادية التي شهدها المجتمع السعودي . استطعت أن ألمح ذلك في استماتتها بإقناع نفسها بتميزها عبر طرح الأسئلة والاستقصاء .

وأستطيع أيضا أن أتخيل صدمتها وإحباطها حين اكتشفت أن كل ما توهمته من ميزات منحها لها العيش بالخارج يحظى بها المواطن البسيط بالسعودية .

فأمامها سيدة سعودية منقبة بمؤهل علمي , تلبس الماركات العالمية و تقود سيارتها بنفسها , وتحظى بمراكز علمية متقدمة , ويدرس طفلها بمدارس الانترناشونال وتجلس معها على طاولة واحدة وبمكان واحد .:)



سألتني : كيف يسير تعليم طفلك بمدارس الانترناشونال ؟

أنا : بشكل ممتاز لولا أن ذلك كان على حساب مواد اللغة العربية والدين . استطعت أن أتلافى ذلك بإلحاقة بحلقة مسائية لتحفيظ القرآن الكريم .



اتسعت عيناها هلعا وباستنكار عجيب قالت : حلقة تحفيظ القرآن ؟!! بالمسجد ؟!!



أنا : نعم . مالمشكلة ؟

هي : مستحيل أن ألحق أطفالي بهكذا مكان وسط الارهابيين !!:oops::oops:




التتمة بالحلقة القادمة .
 

2030A

عضو بلاتيني
الحلقة الرابعة :

كنت قد اعتدت أن أصحب طفلي لمسجد قريب عصر كل يوم ليحفظ أجزاء القرآن الكريم الأولى على يد شيخ فاضل وبمعية رفقة صالحة تحفهم الملائكة وتعطر ألسنتهم بذكر الله فيستقيم اعوجاج اللغة العربية عند صغيري . وتتفتح مداركه , ويختلط بالرجال الرجال , بعيدا عن مدرسته الأجنبية المختلطة والصغيرات والمعلمات الرقيقات ..

وجدتها فرصة ليلبس طفلي يوميا الزي العربي الوطني الثوب الأبيض بياض قلبه , حتى لاينسى هويته ومن يكون .



أمام المسجد حديقة صغيرة بملعب رياضي للصبية . أجلس فيها كل يوم انتظر صغيري , وعيني لا تفارق بوابة المسجد تراقب خروجه . كي لايظل ولا يتوه , فهو لازال طفل صغير بالكاد يحفظ طريقه وعينه تبحث عني وسط الزحام بهلع كلما خرج من بوابة المسجد ...



اجمل اللحظات هي تلك التي يجري فيها نحوي صغيري بشوق .. ممسكا ببطاقة تقييمه اليوميه ملوحا لي بها فرحا , فأجري نحوه مخافة أن يعبر الطريق قبل وصولي لآخذ بكفه الصغيرة ونعبر الطريق بأمان ..



اعتاد صبية التحفيظ أن يخرجوا من المسجد لملعب الكرة مباشرة. وكنت ارفع ثوب صغيري واربطه على وسطه ليجري نحوهم يشاركهم لعب كرة القدم .. وهو مزهوا بنفسه , فهذه الحركة تعطيه شعورا بأنه كببير كما فهمت من ابتسامته ونظرة عينه !



لم أكن أتخيل أبدا أن أقابل من يصف المسجد وأهله بالإرهاب ومن أبناء بلدي , نحن الذين تربينا في ظلال المساجد !! فمالذي حدث !! وكيف تجرأت هذه السيده !!:confused:



سألت تلك السيدة بذهول واستنكار : عفوا ؟!! من تقصدين بالارهابيين ؟!!:(



هي : هؤلاء أهل اللحى .. كيف تستأمنينهم على صغيرك ؟ ألا تخشين سموم أفكارهم ؟ كيف تتركينه وسط هكذا رفقة !!



يا زمان العجايب !!:oops:



أنا : حلقات تحفيظ القرآن بالمساجد لا وظيفة لها سوى تحفيظ الصغار كتاب الله . لادروس ولا محاضرات خارج ذلك .



هي : ولو ... أهل اللحى يخاف المرء منهم .

انا : لماذا تصرين على نعتهم بلحاهم !! ولماذا الخوف من شخص لمجرد أنه يطبق سنة رسول الله في مظهره ؟

هي : الإسلام جوهر لا مظهر .



انا : ولأن الإسلام جوهر لا مظهر لا يحق لك الحكم على الناس من مظهرهم .



هي : سأخبرك شيئا !

تهيأت لسماع ذاك الشيئ المهم الذي ستخبرني به وتقنعني .



هي : هل تعرفين أن هؤلاء الملتحون ينعتونهم بالشوارع والمكاتب بأمريكا بالارهابيين !:)



أنا : ولأنهم ينعتونه بأمريكا بالارهابي , وجب علي تصديق ذلك ؟

هل يعرف الأمريكان ديننا أكثر منا ؟!



لا حظوا معي تقديسها لفكر الغرب ولو كان تحقيرا لها ولدينها ...



فجأه قلت لها : هل تقبلين أن يحكم عليك أحد بالسوء لمجرد انك كاشفة الوجه ؟؟



انتفضت كمن لدغتها عقرب !!

قالت : لا وجه للمقارنه

قلت : وجه المقارنة هو انه كما يرى المجتمع الامريكي الملتحي ارهابيا , كثير في مجتمعنا يرى كاشفة الوجه امرأة سيئة . وان كنت ترفضين الحكم على الناس بمظهرهم فعليك احترام من اختار اللحية كمظهر له ولا تحكمي عليه بالسوء .



كانت جملتي قاسية جدا عليها , لكنها الطريقة الوحيدة لتدرك بشاعة فكرتها ..

حاولت أن تتماسك وتستجمع ثقتها بنفسها وهي تقول : هل أنا امرأة سيئة بنظرك ؟



أنا : لا أبدا يا عزيزتي ... أنا لا أحكم على الناس بمظهرها . وقد تكونين أقرب إلى الله مني . لكنني أصور لك بشاعة الحكم على الناس بمظهرها .



التتمة بالحلقة القادمة .:rolleyes:
 

2030A

عضو بلاتيني
الحلقة الأخيرة

قالت كمن وجدتها فرصة لتفجر براكين غضب خامد بداخلها ؟

هي : هل تعرفين أن أغلب المتهمات بالجرائم الأخلاقية هن المنقبات !!

أنا : حقا ؟!! وأين هذه الأحصائية ؟ اطلعيني عليها ..



هي : الموضوع لايحتاج لإحصائية رسمية . فكثير منهن يتخفين خلف النقاب لممارسة الجريمة

أنا : هذا لا علاقة له بالنقاب ( الحجاب ) فوسائل التخفي كثير , ومن الطبيعي أن يخفي المجرم وجهه حتى لو كان رجلا .. وعموما لا أحد يدعي الملائكية .



هي : هل تظنين بأنني مجبورة على الفضيله ؟؟ لقد عشت خارج المملكه حيث كل ممنوع متاح لي . فلم ارتكب ذنبا واحدا ..



أنا : عظيم .. وهل تظنين بأن كل من يعيش بالمملكة مجبور على الفضيلة ؟ يا عزيزتي ليس هناك أسهل من ارتكاب المعصية ولو كنت خلف جدران أربعة .



هي : لقد اخترت طريقة حجابي عن قناعة ولست مجبورة تحت تهديد نظرة المجتمع ! أنا لست منافقه .



أنا : :rolleyes:



هي : هل أنتي حقا مقتنعة بوجوب غطاء الوجه ؟؟! وطمس هويتك ؟

أنا : لو لم أكن كذلك . لما فعلته .

هي : بسخرية وعدوانية واضحة : اقنعيني !

أنا : لا أقنعك ولا تقنعيني .. صدقا لا أهتم بذلك . لا أحد ينكر عليك قناعتك . المهم أن تكوني مقتنعة فعلا !!



بدت لا تفهم ما أعنيه .. فقالت : كيف لا أكون مقتنعه !

أنا : هناك فرق بين من يتبع هواه وبين من يؤمن بأنه يفعل ماهو مباح شرعا .

هي ببلاهه : كيف ؟:oops:



أنا : أقصد .. ان كنت مقتنعه حقا بجواز كشف الوجه . فيجب أن لا يكون ذلك بزينه .. بلا بوتكس . وبلا نفخ شفايف .. وبلا نمص حواجب ..

ابرزي هويتك كما هي دون تزوير ... واكشفي وجهك كما هو دون نفاق ! ...



ارتبكت فجأه وتغير لونها .... قالت وهي تتحسس وجهها :

_ على فكره أنا لا أضع شيئا على وجهي بالعادة ... وكل ملامحي طبيعيه .

أنا : :rolleyes:



في اليوم التالي ... دخلت الصالة إياها .. وجلست على إحدى الطاولات وحدي .. عن يميني انتبهت إلى الأب إياه .. وقد جلس أيضا هذا الصباح بمعية الأم إياها على نفس الطاولة .. يتبادلان الحديث ويتشاركان شرب القهوه ...



بالجانب الآخر ... انتبهت إلى أحداهن وقد كانت تراقبني عن بعد .. فلما وقعت عيني بعينها . نظرت ألي مليا بتركيز .. ثم انصرفت إلى الحديث مع من حولها .. وبين الفينة والأخرى كانت تسترق النظر نحوي !!



فكرت مليا .. أين يمكن أن أكون قد قابلتها ..

وجهها مألوف لدي ...

فكرت وفكرت وفكرت ... ثم تذكرت , وضحكت ملئ الشدق :D

كانت هي ذاتها السيده التي تحاورت معها بالأمس , وقد تعمدت هذا اليوم أن تصبغ وجهها بكل ألوان المكياج من النوع الثقيل الخاص بالسهرات !



وصدقا لا زلت لا أفهم لماذا فعلت ذلك ؟ ولماذا اعتقدت أنها ستستفزني أو تثيرحفيظتي !



في لحظة ... اقتربت مني سيدة أجنبية شقراء , وقف زوجها على استحياء يراقب من بعد . ومعها أطفالها ,

قالت بالانجليزية : سيدتي هل يمكن أن نجلس معك على نفس الطاولة , أنا وأطفالي !!!

أنا : أوه .. طبعا .. تفضلي , يمكن لزوجك الجلوس أيضا . فسأنتقل للطاولة الأخرى وسط الأمهات



بدت ممتنة جدا .. هي وزوجها !!



بينما تأملت أنا تصرف هذه العائلة الأجنبية , كيف احترمت ثقافة بلادنا , فتنحى زوجها عن الجلوس معي على طاولة واحدة .. وفضل الوقوف بعيدا . إنهم يفهمون جيدا معنى الحرية .


 

Way one

عضو مخضرم
أستاذتي أم عبدالله . . . .

قبل أيام قرأت بشكل سريع و بلا تركيز موضوع " مخاض فكري " ، و قبل قليل قرأته بتمعن ، و هو من أجمل المواضيع التي قرأتها مؤخرا" ، موضوع فائق الاهمية ، يتعلق بماهيتة و كيفية حياة السعوديين بالخارج ، سواء العاملين بالجهات الحكومية المختصة أو المبتعثين للدراسة ، و لاشك أن ماكتبه قلمك المميز ينطبق على أهل الخليج عموما" ، فالبيئة واحدة و الثقافة واحدة و حتى اللهجات متقاربة جدا" .

لكني لاحظت أستاذتي المحترمة أنك في الحوار مع السيدة السعودية ذات الفكر التغريبي ( كما فهمت من القراءة ) إنك كنت قاسية عليها ، و كان إنتقادك حادا" ، لست في معرض الدفاع عنها ، لكني و مما واجهت في الحياة فهمت أن هذه النماذج من الناس هكذا كانت حياتهم ، و هذه طريقة تفكيرهم ، عصرتهم الحياة في الغرب ، و واضح أيضا" أنهم لم يقابلوا نماذج جيدة من الوطن ( شرواك أختي الفاضلة ) لذا تعرض الفكر لخلل ما ، و تقمصتهم فكرة معينة أتفق معك في خطأها ، لكن علينا حين نقابلهم أو نواجههم أن نتعامل معهم بطريقة تثير إستحسانهم و محاولة سحبهم للمريع الجيد و الفكر القويم ، و أعلم بصعوبة ذلك ، و شبه أستحالته ، إنما المحاولة قد تكون فيها جدوى ، على الاقل تأخذي أجر المجتهد ..

موضوع هادف و أسلوب رائع في الكتابة ، و اتمنى المزيد من هذه المواضيع المميزة التي تثير في عقل القارئ التساؤلات و الإستفهامات ..

شكرا" أستاذة أم عبدالله ..
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A

2030A

عضو بلاتيني
أستاذتي أم عبدالله . . . .

قبل أيام قرأت بشكل سريع و بلا تركيز موضوع " مخاض فكري " ، و قبل قليل قرأته بتمعن ، و هو من أجمل المواضيع التي قرأتها مؤخرا" ، موضوع فائق الاهمية ، يتعلق بماهيتة و كيفية حياة السعوديين بالخارج ، سواء العاملين بالجهات الحكومية المختصة أو المبتعثين للدراسة ، و لاشك أن ماكتبه قلمك المميز ينطبق على أهل الخليج عموما" ، فالبيئة واحدة و الثقافة واحدة و حتى اللهجات متقاربة جدا" .

لكني لاحظت أستاذتي المحترمة أنك في الحوار مع السيدة السعودية ذات الفكر التغريبي ( كما فهمت من القراءة ) إنك كنت قاسية عليها ، و كان إنتقادك حادا" ، لست في معرض الدفاع عنها ، لكني و مما واجهت في الحياة فهمت أن هذه النماذج من الناس هكذا كانت حياتهم ، و هذه طريقة تفكيرهم ، عصرتهم الحياة في الغرب ، و واضح أيضا" أنهم لم يقابلوا نماذج جيدة من الوطن ( شرواك أختي الفاضلة ) لذا تعرض الفكر لخلل ما ، و تقمصتهم فكرة معينة أتفق معك في خطأها ، لكن علينا حين نقابلهم أو نواجههم أن نتعامل معهم بطريقة تثير إستحسانهم و محاولة سحبهم للمريع الجيد و الفكر القويم ، و أعلم بصعوبة ذلك ، و شبه أستحالته ، إنما المحاولة قد تكون فيها جدوى ، على الاقل تأخذي أجر المجتهد ..

موضوع هادف و أسلوب رائع في الكتابة ، و اتمنى المزيد من هذه المواضيع المميزة التي تثير في عقل القارئ التساؤلات و الإستفهامات ..

شكرا" أستاذة أم عبدالله ..


أهلا أخي الكريم ...

معك حق كان ردي قاسيا ... اتفق في ذلك .

لكنها قسوة متعمدة لولاها لن تستطيع تلك السيدة إدراك قسوة حكمها على المتدينيين ومظاهر التدين ..

أحيانا تحتاج القلوب الميتة لصعقة كهربائية قوية تعيدها للحياة ...

لا يمكنك أن تقنع طفل غر وجاهل .. بخطورة لمس اللهب مالم يحترق ... وهكذا

برأيي وقد أكون مخطأه أن اللين الذي يجب أن تواجه به ملحدا أو كافرا يجهل الحق ... لاينبغي أن يكون مع مسلم لاتنقصه الحقيقة ..

وإلا ما شرع ربنا حد الردة ...


ذات سنة من السنوات الماضية في منظر لا ينسى ... وفي سوق بالقاهره . رأيت رجلا مصريا يهان بسبب لحيته , وتنتزع منه حقوقه الوطنية .

سيكون مثله في بلادنا كثير ... إن تغاضينا وأرخينا الحبل

الاختلاف طبيعي وحتمي .... والحوار ان لم يكن قائما على الاحترام فلا جدوى منه

سعدت بردك ... تحياتي

.
 

Way one

عضو مخضرم
أتفق مع كثير ممن ذكرتي أستاذتي المحترمة ، و كذلك أختلف و لاشك مع جزء مما تطرقت له . و الإختلاف لايفسد للود قضية أستاذتي و أختي الفاضلة ..

أسعدك الله ..
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A
أعلى