السلام عليكم...
المشلكة عند زملاءنا الشيعة أنهم يعتقدون أن أهل السنة والجماعة يفضلون معاوية بن أبي سفيان على الصحابة جميعا أو على علي بن أبي طالب وهذا أمر غير صحيح , فهناك فرق وبون في الصحابة رضي الله عنهم , لأنهم على طبقات في الفضل والفهم والعلم والتقديم والتضحية والسبق وغير ذلك , ولكن هذا لا يعني أن يكون عرض صحابي جليل كمعاوية رضي الله عنه تشرف برؤية النبي صلى الله عليه وسلم وعاش معه وتزوج من أخته , فكان يغشاه في منزله ويكتب الوحي بين يديه أن يكون عرضة للأحقاد أو لكل من هب ودب أو يطعن عليه وهو يعتقد في نفسه أنه بذلك ينصر علي أو الحسن أو الحسين رضي الله عنه ....
معاوية رضي الله عنه ليس كعلي رضي الله عنه , وعلي بن أبي طالب من أفضل المسلمين وأحسنهم ورابع أربعة , ولا يساوي الإنسان ذرة تراب داسها علي أو الحسن أو الحسين رضي الله عنهم جميعا , ومثلي لا يصلح لأن يصب الوضوء على أقدام هؤلاء السادة الأبرار , ولكن حبنا لعلي وللصحابة جميعا وللإسلام الذي كرم هؤلاء يجعلنا نستميت في الدفاع عن هؤلاء ونبذل كل الأوقات والأموال في سبيل نصرتهم أمام فهم مغلوط وحقد مكبوت وكلام مردود.
فمعاوية رضي الله عنه كان قائد جيش الشام الذي حارب علي رضي الله عنه , وكان هو المخطئ في فعله بينما كان علي رضي الله عنه هو المصيب , وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم عمار علامة على الفرقة الصحيحة ولذلك كان الناس يترقبون بعمار وليس علي أو معاوية , لأن الوضع كان شديد الصعوبة والفتنة شديدة الظلمة , والمسلمين كانوا معسكرين ورائحة الدماء تخيم على البلاد , والمسلمين لا ينقصهم الضعف ولا العدة ولا الهمة ولا الإرادة , والأمور كانت تتسارع جدا , وعمل المنافقين وأهل الريبة والشرور ينتشر في المجتمعات الإسلامية ينفخ في النار ويثير الأحقاد بين الناس ولا يدع وقتا للمصالحة ولكلام أهل النهى حتى وقعت الدواهي في ديار الإسلام.
ولهذا مدح النبي صلى الله عليه وسلم الحسن وهو بعد صغير لعمله العظيم في الصلح بين الفئتين , وسمي هذا العام بعام الجماعة عندما اجتمعت كلمة المسلمين كلهم خلف معاوية رضي الله عنه حاكم المسلمين , بعدما بايع الحسن والحسين معاوية على أن يكون هو الخليفة وأن يجتمع الجميع على رايته , وحدث هذا بالفعل , وهذا يعني أنه بالإضافة إلى كون معاوية صاحب الفضائل السابقة فإنه أيضا كان إمام الحسن والحسين رضي الله عنهما , ولم يخرج الحسين على معاوية فترة أحد عشر عاما إلى أن توفي معاوية رضي الله عنهم جميعا ثم رأى جواز الخروج بالسيف لإنكار المنكر , فكانت المصيبة والمجزرة العظيمة التي وقعت في أهل بيت رسولنا صلى الله عليه وسلم بعدما أدرك الحسين فداحة الغدر الذي وقع فيه من المتشيعة الأوائل , فأراد الرجوع إلا أن موقع أهل الشرور من هذه الفتنة حال دون ذلك...
الحب والبغض لابد أن يكونا في الله تعالى , ولا يمنع إنسان المحبة أو الألم من هذه المصائب أن يفتري أو يفجر في الخصومة , بل لابد أن يعدل في الرضا وفي الغضب وأن يعلم قدر منزلة هؤلاء الرجال في الشريعة الإسلامية , وأن الخطأ منهم ليس كالخطأ من غيرهم وإن كانوا متفاوتين في الفضل والعلم والحكمة, والله الهادي إلى سواء السبيل
.