قصة قصيرة _ الباب الملعون

وضاح العجمي

عضو فعال
قبل التحدي , ولبى دعوة زميله عباس اللحوح .....




اراد ان يكشف زيف مغامراته الرومانسية التي ابتكرها خياله المريض....




كذلك هو واثق من نفسه , فلاشي يدعو للتوتر , وقبل قليل كان في مجلس ابيه




الصباحي المتفائل , الذي تعج فيه رائحة القهوة الزكية .......




وقد اخذ جرعته الصباحية من حكايا كبار السن النبيلة, وعالمهم الرومانسي




الحقيقي البديع .........




قبل راس ابيه , وانطلق بسيارته لمنطقة " حولي " , لم يزعجه زحامها ,




فاليوم دافئ وجميل




لم يعكره الا حديث الامس, بينه وبين زميله عباس ........




_ طيعني تعال الشقة وشوف


_اقول استريح ماعندك ماعند جدتي , وجدتي اخير منك بعد


_اذا ماطلع كلامي صحيح اتفل بويهي


_من صدقك انت !!! هذولي مثل النجوم تشوفهم ولا تقدر توصلهم




مازالت ضحكة عباس الخرقاء وابتسامته الساخرة تسيطر على مسامعه......




وتوتره قليلا ,وبدا ترددها اقوى من تردد البرنامج الصباحي في اذاعة الكويت .....




وصل في الموعد المحدد وفي المكان الموعود , في تلك البناية الحقيرة التي بدت




كشيخ مكلوم اهمل ابناؤه عنايته وهندامه ........




وطرق باب الشقة الملعون .......




.......................................................................................................................




" سهرتنا هالليلة خلوها صباحي "




كانت الاغنية في استقباله , وبدت كترحيب بقدومه .....




دخل من النهار الى الليل بسرعة ضوئية ...........




فالضوء خجول رغم عهر المكان , والموسيقى الصاخبة قطعت الكلام لتتقارب




الشفاه المريضة ...........




ودخان السجائر المخلوط بالاطياب الرخيصة والعرق وبخار انفاس السكاري




بدت كسحابة تحف المكان بكل الشياطين والشرور .............




ينظر , فلا يرى الا العباءات السوداء التي تكشف عن لحم ابيض رخيص .........




يتسمع فلم يعد يسمع الا كما يسمع الغرقان انفاسه فقط ............




لحظات لم يعد يشعر فيها .......




اصبح روبوتا , ينتظر الاوامر فقط ........




هذه تجلسه, وتلك تحدثه وخدها يلامس خده ,واخرى تدور حوله وترقص .........




وهناك في زاوية المكان وعلى اريكة مستهلكة , جلس "كافور الاخشيدي "




وقد بعث من جديد سلطانا تحيطه الحرائر او الجواري , فلافرق ...........




وقد تفضل اخيرا وانتقى واحدة سيحملها لغرفته السلطانية




ولرق لعبودية !!!! ..........




يمره عباس والكاس وابتسامته الساخرة المعهودة لم تفارقا شفتيه , وعيناه




الذابلتان تنطقان بانتصاره , ولسان حاله يقول : " قيس كان احمقا , فقد مات



من اجل ليلى ؟؟!!.......................




...........................................................................................................................




يغني خالد عبدالرحمن فتخشع لرومانسية كلماته تلك القلوب الفارغة المسكينة ....




وتخضع لحضور فروسيته كل النفوس المريضة .............




فتحزن ........




وتبكي.......




وتستغل.......




وتقع مشاعرها الحائرة في شراك الماكرين ..................




.............................................................................................................................




تحطمت كل الصور الذهنية المثالية التي رسمتها بيئته وتربيته كقطعة زجاج .................




فلا اثر هنا لعباءة امه .......




ولاول مرة, راى السواد الحقيقي للعباءات السوداء !!! ..........................



فهذا المكان بالتاكيد لم يخطر ابدا على خياله المبدع , وهذه الرائحة ليست عبق العود



الزكي الذي يعرفه جيدا ...............



ود لو انه لم يعرف من الكرة الارضية غير مجلس ابيه ..........



تمنى لو ان له يدين خرافيتين يدفع بهما عقارب. الزمن , الى حيث لحظة خروجه



في ذلك الصباح ...............




.............................................................................................................................




تجمعت قيمه النبيلة المهزومة من جديد , كانما هي جنود مزقتها الصدمة الاولى للعدو




المباغت , ولكنها كرت مرة اخرى لثبات قائدها ...............




استجمع مابقى من ادراكه واحاسيسه , وابتسم ابتسامة عباس الماكرة




والواثقة .................





.............................................................................................................................




تهزه بيديها, لينتبه لها , فهي منذ جلس تحدثه وهو في غيبوبة حسية ,




جسده ملقى كانه قطعة اثاث ..........................




ينتبه لقسمات وجهها الطفولي الي بدا يهرم قبل اوانه , يثيره قدها المليح ,




يتامل عينيها , تلك العينان التي صورها بيت راكان بن حثلين الشهير ..........




واخلي اللي في محاجر عيونه


خيل ن مشاهير ن تطارد باهلها





_ انت شسمك ؟


_ وضاح


_تدرس في المعهد ؟


_ لا


_متزوج ؟


_ ايه


_ ياويلي منكم يالرياجيل , كلكم كذا , تصدق رفيقتي هذيك الطويلة ,


زوجها كان .....


_ زين انتي ليش كذا ؟ من قال انش حقيرة ورخيصة ؟!


_ اقول اترك مني خرابيطك وخلصني , تبي او ماتبي ؟


_ ايه ابي ...... ايوالله ابي ......


ابي تسوين شي زين في حياتش , وتدليني على الباب الملعون .
 

VICTOR HUGO

عضو ذهبي
سلمـت

أناملـك عزيزنا وضـاح

القصـة القصيـرة فـن ليس بالسهـل

طـوعـت المفـردات

و انسابـت في قلوبنـا و عقولنا

كما ينسـاب المـاء في مجـراه الطبيعـي

بسـلاسـة تكتنفهـا لـذة

فأوصلـت الفكـرة التي تلخصـت حسب

فهمي المتـواضـع

أن الأساسـات القويمـة تحافـظ

على أي مبنى من التشويـه و الإنهيـار

و أنـه دوما و أبـدا

الصـدق يبقـى و التصنـف جهـالـة

لك الـود و التقـديـر ...
 
اسمح لي ان انفض الغبار عن هذه الجوهرة

فقد درت في المنتدى وعبثت باشياءه

فوجدتها وقد علاها الغبار

فماكان منى الا ان مسحتها فعادت متالقة

من جديد .....قد اختلف معك في فكرة العمل

وفي المشكلة الاجتماعية التي تطرحها

بجراة ولكن لا اجد الا ان ابدي اعجابي

بهذا العمل الوجداني الرائع

فشكرا لك
 

وضاح العجمي

عضو فعال
هذه اللغة أعرفها جيدا

فهي لاتخرج الا من في أديب أريب

ملاحظتك على العين والراس

شكرا لك ايها السامق

لك الود بحجم السماء

تحياتي
 

داشه عرض

عضو ذهبي
لست بحاجه لكلمة يسلمو //

ولست بحاجه لمجاراة الخاطر بكلمات ياسلام / ورائع ما كتبت



بالفعل ماكتبت هنااااااا قصه قصيرة لها معنى


كثيرا هي الصدمات بالواقع

لأ ناس محترفين في لبس الأقنعه

ليس الستار هو العيب ولكن العيب ماهو خلف الستار

لا نضع اللوم على زمان ومكان لا يتغير الا عندما نغيره



سلمت يمينك .......
 

وضاح العجمي

عضو فعال
لست بحاجه لكلمة يسلمو //

ولست بحاجه لمجاراة الخاطر بكلمات ياسلام / ورائع ما كتبت



بالفعل ماكتبت هنااااااا قصه قصيرة لها معنى


كثيرا هي الصدمات بالواقع

لأ ناس محترفين في لبس الأقنعه

ليس الستار هو العيب ولكن العيب ماهو خلف الستار

لا نضع اللوم على زمان ومكان لا يتغير الا عندما نغيره



سلمت يمينك .......



سيدتي الكريمة....انت رائعة حين توغلت في عمق النص


شرفت بحضورك العطر .. وقراءتك الذكية


لك الشكر والتقدير وحدائقه النظرة
 
أعلى