محظوظ ٌ أنتَ يا مزيد !

حنظلة

عضو ذهبي
محظوظ ٌ أنتَ يا "مزيد" !






محظوظ ٌ أنت يا "مزيد", فقد رزقك الله - منذ ولادتك - بما يتمناه الكثيرين في زمننا هذا, رُزقت بنعمة " اللا عقل " .. حيث تعيش حياة ً بسيطة هانئة, لا تحمل هما أو تعرف مشكلة, ولا تُتعب نفسك أو أهلك أو حكومتك, بالبحث عن وظيفة, هوية, أو حقوق, فأقصى ما يمكن أن تطلبه (هذا إن لم يتوفر), هو أن تملئ معدتك بالطعام, وأن تجد وسادة تضع عليها رأسك لتنام بسلام.

لا تُفكر أنت طبعا, فما الداعي للتفكير؟ فماذا تريد أن تصنع لتفكر؟ التفكير لمن غضب الله عليهم وابتلاهم "بالعقل", يفكرون ليجدوا لأنفسهم مخرجا لمشاكلهم, يجرون جري الوحوش, للبحث عن رزق لإطعام أسرهم وأبنائهم, ومحاولة تأمين مستقبل للأجيال القادمة, يفكرون ويصارعون أنفسهم, يفكرون ليطالبوا بحقوق كثيرة, يفكرون جاهدين لمحاولة عمل شيء, فيُقمعون قمعا, ويجرون الويلات على أسرهم.

لا تفكر أنت بالقمع, فأنت حر مقدام وحقوقك مضمونة, ومن يفكر أن يسلبك حقا فإنك سترد عليه بلا تردد, فأذكر ذاك المراهق الذي "سلبك" علبة عصير السانكيست, فلم تفكر ! , بل قمت وبسرعة بصفعه وركله ومطاردته حتى أخذت "حقك".

يسعون هم للمتاعب بحكم الظروف التي صنعها الساسة, ويواجهون الطواغيت والمنافقين والمتخاذلين, وتسعى أنت للضحك واللهو والمرح فقط, ولا تراعي أحدا, فقد ضحكت ولعبت حتى في المساجد, وأنت تركض ناحية المصلين وهم راكعين لتقفز عليهم - بحجمك الثقيل - ليتساقطوا واحدا تلو الآخر.

لم تُتعب نفسك بالتفكير بالزواج طبعا, فكم خادمة هربت من المنزل بسببك بعد أن أنهيت كل المسائل المستعجلة التي فاجئتك !

وكل من سمع اسمك في منطقتنا أو شاهدك تتمشى ابتسم وضحك, فالناس أحبوك وصيتك وصل إلى الجميع, بل حتى عندما توفاك الله قبل سنوات, كان الجميع يترحم عليك رغم أن القلم مرفوع عنك, لأنك كنت تتمتع بنعمة " اللا عقل ".

محظوظ ٌ أنت يا مزيد, كيف لا وبعد أن أخذت نصيبك كاملا من الدنيا نجدك انتقلت إلى الجنة إن شاء الله, فلا عقل تفكر به لتُحاسَب على فكرة سيئة طبقتها.


نعم... محظوظ ٌ أنت يا مزيد, وبات هناك من يود استئصال عقله ليرتاح من كل شيء, فهذا هو الحل الأنسب في زمننا هذا.
 
أعلى