مواقف المشايخ والعلماء من أسطول الحرية

سعيد

عضو ذهبي
اليهود وجريمة البحر للشيخ محمد صالح المنج

Images_interview_2010_june_00000000_9ra1_300_0.jpg


فمما يُدمي القلب ، وتَدمع له العين ، ما أصاب إخواننا شهداء النصرة ممن قامت بقلوبهم غيرة الإيمان والنخوة والمروءة ، فهبوا لنصرة إخوانهم المظلومين... ففاجأهم إخوانُ القردة والخنازير بهجوم مباغت في مشهد بشعٍ اختلطت فيها الدماء بالمياه .
1- اليهود هم اليهود : أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية ، وأبعدهم من الرحمة ، وأقربهم من النقمة ، امتلأت قلوبهم بالحسد والحقد، يرتكبون المجازر تلو المجازر ، (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) .
وهذا الحدث من طبيعة النفس اليهودية الساعية للإفساد والقائمة بالإجرام ، وقد فعلوا ما هو أكبر من ذلك ، فهم قتلةُ الأنبياء، وسفكة الدماء ، كذبوا على الله ، وحرفوا كتبه ، وأكلوا السحت ، ونقضوا المواثيق والعهود.
2- ليست بأولى جرائمهم : وقد أخبرنا سبحانه وتعالى بجملة من كبائرهم فقال : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ) ، (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ) ، (وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ ، وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ).
هذه بعض جرائم اليهود في القرآن ، واليوم تلطخت أيديهم بدماء القتلى من مسلمين وغيرهم ممن جاء لنجدة المظلومين المحصورين .
3- اليهود لا يراعون في أحد ذمةً ولا عهداً : ولا يخافون اللّه في خلقه، كما أخبرنا تعالى بقوله: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً)،وقال: (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً).
وقد رأينا ذلك واضحاً في الوحشية اليهودية تجاه أناس عزَّل من بلدان مختلفة لا يملكون من أمرهم شيئاً ، وهكذا اليهود ( وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً ) .
4- اليهود جبناء : ويتجلى خوفهم في تسترهم عن أي معلومات تتعلق بالقتلى أو الجرحى الذين تم نقلهم للمستشفيات.
5- اليهود قوم بهت : زعموا كذباً وزوراً وجود أسلحة في السفن المحملة بالمساعدات الغذائية ، وتحججوا بأن ركاب السفينة قاوموا بالسلاح ، لتبرير جريمتهم .
6- (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ) : وهذا واضح في استخدام الطائرات والسفن الحربية لمقاتلة أشخاص عزَّل .
7- الاستهداف الإسرائيلي رسالة موجهة إلى المسلمين جميعاً : وفحوى الرسالة : حذارِ ثم حذارِ من محاولة التفكير في نصرة أهل غزة !!
8- الأتراك المسلمون يعيدون إلى الأذهان الارتباط بين العثمانيين والأمة الإسلامية ، ويوقظون في النفوس الحنين إلى الخلافة الإسلامية التي تحمي حمى المسلمين في كل أنحاء العالم.
9- كان واضحا في هذه العملية القصد اليهودي في الانتقام من اليقظة الإسلامية التركية ، فقد ساءهم ما يقوم به الأتراك من دور فعال في الدفاع عن حقوق المستضعفين من المسلمين .
10- المسلمون كالجسد الواحد : فالخليط الإسلامي في السفن البحرية ( متطوعون من تركيا ، الكويت ، الجزائر ، لبنان ، الأردن ...) يعكس تضامن المسلمين مع إخوانهم المستضعفين مع تباعد الديار .
11-بدا واضحاً للعيان الفرق بين الجهود الفعلية التي يقوم بها أهل السنة من قارات العالم ، وبين أصحاب الادعاءات الفارغة من أهل البدع الذين يقومون بالتمثيل والعويل وإلقاء الخطب الرنانة في التباكي على القدس ، والمتاجرة بقضية فلسطين .
12-( وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ) : فالذين قتلوا في نصرة إخوانهم المسلمين شهداء خاطروا بأنفسهم لامداد إخوانهم .
13- ( دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ) : لا بد من الحذر من الأصابع الخفية من الذين يكتبون في الشبكة العالمية للتحريش بين الشعوب العربية والإسلامية في هذه الأزمة ( ولَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) ، ويجب الكف عن الملاسنات وتبادل الاتهامات انطلاقاً من العصبية البغيضة.
14- الشجب والغضب مفيد ، لكنه لا يكفي : فلا بد أن تكون ردة الفعل على قدر الحدث، فهناك دماء سفكت في البحر ، ولا بد أن يأخذ الجاني جزاءه .
15- ( لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) : فمع فداحة الحدث إلا أننا ندعو للتفاؤل ، وتلمس جوانب الخير في هذه المصيبة ، ومن مظاهر الخير : تعاطف المسلمين من جاكرتا إلى طنجة مع إخوانهم في فلسطين ، بالإضافة إلى تزايد الكره العالمي لليهود .. فدول تسحب سفراءها ، وأخرى تلغي زيارات رسمية مقررة ، وثالثة تستدعي سفراء اليهود احتجاجاً ، ومؤتمرات هنا واجتماعات هناك ، واحتجاجات واستنكارات .
16- عدم اليأس من الدعاء : وقول البعض نحن ندعو من عشرات السنين ، فماذا استفدنا .. يدل على انعدام الإيمان في القلب ، وعدم معرفة قيمة الدعاء ، فلقد أصيبت دولة اليهود بنكبات كثيرة ، ومصائب بعض قادتهم فيها عبرة وعظة وما خبر شارون المجرم عنا ببعيد ، (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ).
17- (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) : تقول إحدى النساء: لقد صرخت تلك المرأة وا معتصماه ، ونحن المسلمات اليوم لا نعرف لمن نصرخ .
ونقول : إننا نستنجد بالله عز وجل وحده ، ونناشده الفرج .
18- تذكير بحصار شعب أبي طالب: نتذكر في هذه الحادثة أن من نقض حصار شعب أبي طالب كانوا كفاراً ، شعروا بالظلم الواقع على المسلمين ، فتنادوا فيما بينهم لتمزيق وثيقة الحصار ، فيوجد من عقلاء الكفار من يقيضهم الله للوقوف مع المسلمين والاحتجاج على اليهود ، وتحدث لتحركاتهم فوائد ومنافع .
19- قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت : فالناشط الإنجليزي "بيتر فينر" البالغ من العمر ثلاثة وستين عاماً يعلن إسلامه من على ظهر سفينة مرمرة إحدى سفن أسطول الحرية، ثبته الله وجعله ممن أسلم على ما سلف من خير.
20- الوقف الإسلامي عبادة جليلة : ومن مظاهره وصوره الجديدة أن السفينة " بدر" المشاركة في الحملة تم شراؤها بصدقات المسلمين لتكون وقفاً على مهمات الإغاثة في الكوارث والنكبات.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ويعلي كلمته ، وأن ينصر أولياءه ، ويخذل أعداءه ، ويجعل كيدهم في نحورهم ، ويكفى المسلمين شرهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه
 

سعيد

عضو ذهبي
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على قافلة الحرية

itihad.gif


بسم الله ناصر المستضعفين، وقاصم الجبارين، ومذل المتكبرين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله و صحبه أجمعين.
(وبعد)

فقد فجع فجر هذا اليوم العالم بجريمة نكراء جديدة ارتكبتها الأيادي الصهيونية ضد "قافلة الحرية" أو " أسطول كسر الحصار" وهو يتكون من عدد من السفن تضم حوالي 750 مناصرا لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أربع سنوات، وهم يمثلون مواطني 50 دولة من بينهم عدد من البرلمانيين والمثقفين والنشطاء الحقوقيين وبعض وسائل الإعلام.
قرر هؤلاء الأحرار أن يقوموا برحلتهم هذه التي انطلقت من أكثر من دولة ليلتقي جميعها في المياه الدولية بالقرب من جزيرة قبرص محملين بعدد من المواد الغذائية والطبية وبعض مواد البناء، ليكسروا بها الحصار الذي تفرضه الدولة الصهيونية على قرابة مليوني فلسطيني في قطاع غزة منذ الحرب الظالمة، متحدّين التهديدات الإسرائيلية التي أطلقتها بمنعهم من الوصول إلى القطاع.
وفي حدود الساعة الرابعة من صبيحة هذا اليوم الإثنين 31 مايو بتوقيت مكة المكرمة، وقبل أن تصل هذه القافلة إلى المياه الإقليمية لغزة بحوالي 20 ميلا وهي لازالت في المياه الدولية حاصرتهم السفن والبوارج الإسرائيلية الحربية والطوافات من فوقهم لإنزال الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح على متن هذه السفن المسالمة، متجاوزين ومتحدّين بذلك كل القوانين والأعراف الدولية التي تنظم حركة الملاحة في المياه الدولية، فتصدى هؤلاء الأبطال لهذه الجيوش التي كانت تعد بالمئات بصدورهم العارية وأياديهم البيضاء الطاهرة، فرفضوا الانصياع لأوامر هذه القوات المدججة بتحويل وجهتهم إلى أحد الموانئ الإسرائيلية، فما كان من هذه القوات المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة إلا أن تنطلق بإطلاق الرصاص عشوائيا على هؤلاء المسالمين لإرهابهم وتخويفهم وجعلهم يمتثلون لأوامر تحويل الوجهة بالقوة، فأصابوا منهم العشرات من بينهم إلى حد كتابة هذا البيان حوالي 19 شهيدا و26 جريحاَ أغلبهم من الإخوة الأتراك من أحفاد السلطان عبد الحميد كما صرح أحد المشاركين في القافلة قبل انطلاقتها من السواحل التركية.
وأمام هذه التطورات الخطيرة جدا، وهذه الهمجية الصهيونية التي لا ترقب في مؤمن إلاّ ولا ذمة، ولا ترعى لأحد عهدا ولا حرمة، والتي تقتل المدنيين بكل جرأة، ولا تراعي أي ضابط أخلاقي أو قانوني، متحدية الإرادة الدولية، ومنتهكة كل القوانين والأعراف والمواثيق المتعارف عليها بين شعوب هذا العالم، مما جعلها ككيان فوق العقاب والحساب، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعلن ما يلي:
1- أن هذا الكيان وبإقدامه على هذه الجريمة البشعة والنكراء يؤكد من جديد سياسة الإجرام التي عرف بها مع شعبنا الفلسطيني على امتداد أكثر من 80 سنة، منذ قيام دولته وقبل أن تقوم. وما هذه الجريمة إلا دليل آخر على أن هذا الكيان يجب أن يوضع في قفص المجرمين العالميين، و يحاصر مسؤولوه على أنهم (مجرمو حرب) من الدرجة الأولى.
2- يحييّ الاتحاد هؤلاء الأحرار الذين تكبدوا مشاق هذه الرحلة، ويترحم على شهدائهم الذين سقطوا من أجل الحق والعدل والحرية، وضد الحصار والظلم والاحتلال، ويدعو للجرحى بالشفاء العاجل.
3- كما يحيّي الاتحاد وبشكل خاص الاخوة الأتراك الذين شاركوا في هذه القافلة والذين زاد عددهم عن ثلثي المشاركين ومن ورائهم سائر الشعب التركي البطل، وكذلك الحكومة التركية النبيلة والشجاعة، التي ساندت ودعمت هذه القافلة منذ انطلاقتها، وكذلك تحركها العاجل والمشرف بعد وقوع الجريمة، ونقول لهم: إن مواقفهم المشرفة من قضية فلسطين ومن حصار غزة، ومن قضية القدس والمسجد الأقصى، ستضاف إلى الموقف التاريخي الذي خطه السلطان عبد الحميد الثاني رحمة الله عليه حين رفض أن يبيع أو يتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين الى اليهود.
4- يدعو الاتحاد جميع الشعوب العربية والاسلامية وجميع الأحزاب والقوى الوطنية وأحرار العالم، رجالهم ونسائهم، شيوخهم وشبابهم إلى التظاهر والتعبير عن رفضها السلمي لهذه الجريمة الهمجية البشعة، وتكثيف هذا التظاهر يوم الجمعة القادم ودعوة الخطباء في المساجد إلى التنديد بهذا الجرم الكبير واعتباره يوم غضب شعبي إسلامي ضد العدو الصهيوني، ويوم نصرة لشعب غزة الصابر والمصابر المظلوم.
5- يجدد الاتحاد دعوته للجهات الرسمية العربية ممثلة في الحكام والملوك والجامعة العربية والسلطة الفلسطينية بالتوقف عن التحاور وطرح مبادرات سلام مع هذه العصابات المجرمة التي لا تعرف للسلام طريقاَ ولا تؤمن إلا بقانون الغاب، فأقل ما يمكن أن نفعله أن لا نكون في من يساهم في تجميل صورة هذا الكيان وإبرازه وكأنه بالفعل يؤمن بالحوار والسلام، فاسحبوا هذه المبادرة العربية التي قتلها هذا العدو وأشبعها موتا بهذه الأعمال الإجرامية التي يرتكبها باستمرار.
6- يدعو الاتحاد كل أعضائه المنتشرين في كافة أنحاء العالم أن يكونوا في مقدمة الصفوف، ويتقدموا كل التحركات السلمية التي تندد بهذه الجرائم الصهيونية، وأن لا يدخروا جهدا في كشف خبث هذا الكيان الإجرامي الدموي الخارج عن كل تعاليم الأديان وقيم الأخلاق، ومواثيق حقوق الإنسان، وعن كل القوانين والأعراف الدولية، مستخدمين في ذلك كل ما لديهم من إمكانيات إعلامية وتقنية وخصوصا على شبكة الانترنت حتى نكشف جرائمه لكل أحرار العالم.
7- ويجدد الاتحاد دعوته إلى العرب والمسلمين والشرفاء في العالم: أن يقاطعوا البضائع الصهيونية، وكذلك بضائع أمريكا التي تناصر الدولة الصهيونية بالحق وبالباطل، فأقل ما يجب على المظلوم ألا يربح ظالمه.
8- وإننا على يقين أن شعب غزة وشعب فلسطين منصور في النهاية {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات:173،172] وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" ثم تلا: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102].
{وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ} [هود:122،121].

رئيس الاتحاد
أ.د. يوسف القرضاوي

 

سعيد

عضو ذهبي
الدكتور سلمان العودة

كفى سكوتًا على الظلم .. أوقفوا المفاوضات أيها الحاكمون!
العربدة الصهيونية لا تقف عند حدٍّ، والتطرف الأعمى لا يبالِي بأرواح الأبرياء، ومتى تعوَّدنا من هؤلاء المغتصبين إلا الاستخفاف بالدم، والاستهانة بالحياة البشرية والاحتكام إلى منطق البطش والقوة.
إنّ العدوان السافر على أسطول الحرية الّذي يحمل راية المساعدة الإنسانية، وينتظم العديد من الأحرار في العالم بمختلف بلدانهم ودياناتهم، لهو عدوان على الإنسانية ذاتها، واستهتار بالقيم الّتي عاش الناس وماتوا من أجلها.
وإسرائيل تعبر بذلك عن الهلع والخوف من مستقبلها، والإحساس المتزايد بالهزيمة؛ فالذئب أعدى ما يكون جريحًا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
لقد وجدوا أنّ الهجوم على غزة زادهم عزلة عالمية، ووسع دائرة الكراهية لهم، وإن اغتيالهم للمبحوح فضح أساليبهم الدنيئة واستهانتهم بالأنظمة وعدم إقامتهم وزنًا لأي اعتبار، وها هم يقدمون على هذا العمل الحقير غير آبِهين بقيمة إنسانية ولا خائفين من أحد، والله لهم بالمرصاد.
لا نتوقع أن يتنادى حكامنا لغضبة إسلامية تُعيد الحق إلى نصابه، ولم نتعود هذا خلال فترات التعسف والظلم والعدوان الطويلة، خاصة مع الانحياز الرسمي الأمريكي لصالح أمن إسرائيل مهما كانت جرائمها.
كلّ ما نتمناه من حكامنا أن تتضامن مع شعوبها، وأنّ تسمح لغضبتها أن تصل إلى أسماع الغافلين، وأن تعبر عن رفضها للظلم الذي يحيق بإخوانها وأبنائها وبناتها في فلسطين، وأن تتجاوب مع نزيف الدماء، وأنَّات الثكالَى ودموع اليتامى.
وكل ما نتمناه أن يجدوا جرأة ليعلنوا وقف المفاوضات مع العدو الغاشم وسحب جميع المشاريع التصالحية وسدّ طرق التواصل السياسي والتجاري مع دولة الاحتلال.. ولندع لأجيال المستقبل أن تنجح فيما فشلنا نحن فيه.
إنّ العجز عن هذا القدر من الاجتماع لهو مدعاة للتساؤل!
إنّ إقدام الحكومة اليمينية الصهيونية على استخدام السلاح في مواجهة هَبّة إنسانية، لهو دليل على الضعف والتراجع والهلع الّذي يرسم سياسة الكيان الصهيوني، والخوف كثيرًا ما يُعمي الإنسان عن مخاطر ما يفعل، وسنن الله ماضية في هؤلاء المجرمين، فإذا لمْ يجدوا من يحاربهم بالسلاح؛ فسيجدون من سنن الله الكونية وحكمته في أعدائه المجرمين ما ينخر فيهم من داخلهم، ويلحق بهم الهزيمة من حيث لم يحتسبوا، كما ذكر ذلك في كتابه الكريم.
وها هو "الرعب" الموعود يظهر جليًا بغير مواربة {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} إنها الهزيمة النفسية؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار.
نعم لتتحدث وسائل الإعلام، وليصرخ القادرون، ولتعرض المواقع الإلكترونية الحدث ساعة فساعة، وأدعو العلماء والدعاة والإعلاميين إلى مواكبة الحدث والتغطية الإعلامية الناجحة التي تفضح القرصنة الصهيونية.
وليكتب الأدباء والشعراء والكاتبون مقالات الاحتجاج، وليرفع الصبية والشيوخ والعباد أكُفَّ ضراعتهم لرب السماوات والأرض؛ استنزالاً للرحمة لأولئك الشهداء الأبرار، واستنزالاً للخزي والعقاب الرادع الأليم على القوم الظالمين ومن ساندهم ووقف معهم سرًّا أو علانية، أو سكت وهو قادر على الرفض والإدانة، وإنها لحلقة في سلسلة متصلة من الصراع بين الحق والباطل {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
 

سعيد

عضو ذهبي



مجزرة أسطول الحرية.. رؤية جديدة



الكاتب د. راغب السرجاني
16586_image002.jpg

عايشتُ الساعات الأولى لحملة أسطول الحرية المتجهة إلى غزة المحاصرة -والتي قادها أكثر من 750 ناشطًا حقوقيًّا وإغاثيًّا من 40 دولة من دول العالم، منهم 100 سيدة و400 تركي و100 عربي، والباقون من الاتحاد الأوربي والمنظمات الحقوقية- بل وشاركتُ بشكل مباشر في جمع التبرعات لتمويل هذه الحملة من خلال عدة مؤتمرات في كثير من المدن الإيطالية، وغمرتني سعادة كبيرة أن أصبحت القضية الفلسطينية محل اهتمام المنصفين في العالم رغم اختلاف أعراقهم ولغتهم ودياناتهم، وتحرك قلبي مع تحرك الأسطول من ميناء أنطاليا التركي يوم 28 مايو الماضي، وكلي أمل أن يصل سالمًا إلى أهلنا في غزة بما يحمله من مساعدات إنسانية متنوعة، منها ستة آلاف طن من الحديد، وألفا طن من الإسمنت، إضافةً إلى مولدات كهربائية وأجهزة طبية وأدوية، وكمية كبيرة من المعونات الغذائية والدوائية.

ولكن حدث ما لا تشتهيه الأنفس، وضرب الكيان الصهيوني الأسطول وأوقع مجزرة جديدة تكتب في تاريخه الأسود، وسقط 19 شهيدًا وجرح أكثر من 70 ناشطًا أغلبهم من الأتراك، فعندها تذكرت قول الله I عن غزوة بدر: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 7]. لقد خرج صحابة رسول الله r لطلب عير قريش، ولكن الله U كان يريد لهم شيئًا آخر، وخيرًا عظيمًا لن يتحقق بحصولهم على العير.

اللافت للنظر أن القائمين على تجهيز أسطول الحرية لم يألوا جهدًا في تجهيزها، فقد استكملوا كل الأسباب التي تؤدي إلى نجاحها ووصولها بأمان إلى أهل غزة دون أن يتعرض لها الكيان الصهيوني، حيث ضمت عددًا لا بأس به من البرلمانيين الأوربيين والحقوقيين الدوليين، وكذلك فإن أغلب الأسطول من الأتراك الذين تربطهم علاقة وثيقة بالكيان الصهيوني، كل هذا أحدث نوعًا من الضغط الإعلامي المتميز الذي يؤدي إلى نجاح مهمة الأسطول، ولكن أبى الله إلا أن يحدث أمرًا آخر.

لقد اتخذ الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو وباراك قرارًا بضرب أسطول الحرية، كما اتخذ أبو جهل قرارًا بخروج قريش لـ"بدر" رغم نجاة القافلة التي كان يقودها أبو سفيان، فكان في ذلك هلاكه وهلاك عدد كبير من صناديد الكفر، وسيكون في ذلك هلاكهم بإذن الله.

16586_image003.jpg

ولنا مع مجزرة أسطول الحرية عشر وقفات كاملة تثبت لنا قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].

الوقفة الأولى: سقط في مجزرة الحرية 19 شهيدًا، هؤلاء الشهداء هم وقود النصر المرتقب، فدماء الشهداء دائمًا ما تزكي القضية وتقدمها خطوات للأمام، فأبشروا بالنصر، وصدق الله العظيم القائل: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 4-7].

الوقفة الثانية: بعد هذه المجزرة ستشهد الأيام القادمة انقلابًا كبيرًا في العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني، بدأ بخطاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان عقب وقوع المجزرة، والذي حذر فيه الكيان الصهيوني من معاداة تركيا؛ لأن عداوتها قوية مثل صداقتها. كما ألغى ثلاث مناورات عسكرية مع الكيان الصهيوني، ومباراة كرة القدم لمنتخب بلاده للشباب مع الصهاينة، واستدعى السفير التركي من تل أبيب، ودعا المنظمات الدولية والإقليمية للاجتماع لبحث هذه الجريمة.

كما صرح أردوجان خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة إسماعيل هنية بعد وقوع المجزرة قائلاً: "سنظل ندعمكم مهما كان الثمن ولو بقينا وحدنا".

يُذكر أن علاقات تركيا بالكيان الصهيوني قد شهدت في السنوات الأخيرة توترًا ملحوظًا، زاد بشدة بعد الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة نهاية عام 2008م، حيث أعلنت تركيا رفضها لهذه الحرب، ورفضها أيضًا للحصار المفروض على القطاع منذ منتصف العام 2006م، وكان انسحاب أردوجان من إحدى جلسات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بعد مشادة كلامية مع الرئيس الصهيوني شمعون بيريز عاملاً آخر من عوامل زيادة التوتر.

الوقفة الثالثة: خسر الكيان الصهيوني بعض علاقاته المتميزة مع بعض الدول الأوربية التي لها تمثيل برلماني وحقوقي ضمن أسطول الحرية، ومنها على سبيل المثال بلجيكا، وكذلك السويد التي أعلن رئيس الاتحاد السويدي لكرة القدم لارس اكه لارغل إلغاء مباراة لكرة القدم كانت مقررة بين منتخب بلاده للشباب والكيان الصهيوني قائلاً: "ككل الناس، نحن مشمئزون من العنف ومندهشون مما شاهدناه، ولم يكن من المنطقي خوض المباراة في ظل هذه الظروف". وأضاف أن الاتحاد السويدي سيقبل بأي قرار يتخذه الاتحاد الأوربي، ردًّا على إلغاء المباراة.

بل امتد أثر هذه المجزرة إلى جمهورية نيكاراجوا التي أعلنت عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني؛ ردًّا على المجزرة التي ارتكبها بحق (أسطول الحرية). يذكر أن فنزويلا وبوليفيا قد قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني بعد حرب غزة الأخيرة.

16586_image006.jpg

الوقفة الرابعة: مجزرة أسطول الحرية أحيت القضية في قلوب الكثيرين داخل البلاد الإسلامية وخارجها؛ فالنفس الإنسانية قد يصيبها الملل والخمول من تكرار بعض الأحداث، بل قد يعتريها نسيان القضية من الأساس، ولكن الله يأبى إلا أن تظل القضية الفلسطينية محط أنظار العالم كله، فتُحيى في قلوب العالمين بمثل هذه الأحداث، وصدق المثل القائل: "رامية بغير رام". وما شهده العالم من مظاهرات وفعاليات بعد هذه المجزرة خير شاهد على ما نقول، فقد تظاهر الآلاف في تركيا واليونان وباريس وبريطانيا ومصر وأمريكا وفرنسا وإيران... وغيرها ضد هذا الاعتداء المجرم، كما حاول المتظاهرون اقتحام بعض السفارات الصهيونية في أغلب هذه الدول.

الوقفة الخامسة: هذه المجزرة فرصة للجاليات الإسلامية في الغرب والأحرار في العالم أن يستغلوا ما حدث من غطرسة وحمق من الكيان الصهيوني، ويشرحوا للعالم عدالة القضية الفلسطينية، وهذا شيء منطقي في ظل حدث مجرم كهذا، وما يحدث من مظاهرات عالمية يخرج فيها الأحرار في كل مكان بداية يجب أن يعقبها خطوات على هذا الطريق، وإصرار هؤلاء الأحرار على خروج أسطول جديد للحرية يحمل معونات أخرى لغزة يؤكد أن القضية الفلسطينية ستصبح حديث العالم خلال الأيام القادمة، وهذا ما أكده الدكتور محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب المصري، وأحد المشاركين في هذه الحملة قائلاً: "لقد اتفق كل المشاركين في الحملة الأولى لأسطول الحرية، الناجون من المجزرة الصهيونية على تسيير أسطول الحرية الثاني، وأن المجزرة زادت من حماسة الأحرار حول العالم لتقديم المزيد من الدعم وإخراج العديد من أساطيل السفن لقطاع غزة".

16586_image007.jpg

الوقفة السادسة: رغم تخلف العالم الإسلامي إعلاميًّا وسيطرة الإعلام الصهيوني على معظم القنوات الفضائية والصحف والمجلات إلا أن مجزرة أسطول الحرية فرضت نفسها على كل وسائل الإعلام العالمية صهيونية وغير صهيونية، والتي بدأت في عرض الحدث بصورة شبه منصفة، وحمّلت الكيان الصهيوني مغبة ما حدث وفشله الذريع في التعامل مع مدنيين يحملون معونات إنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.. فها هي صحيفة واشنطن بوست تعلن فشل الجيش الصهيوني في التعامل مع أسطول الحرية مما أثار العالم كله، وتؤكد أن سماح الكيان الصهيوني للأسطول بدخول غزة أفضل من إرسال قوات خاصة لاعتراضه، وسردت الصحيفة بعض تبعات هذه الأزمة على الكيان الصهيوني، مثل الإدانات المستمرة على مدى أشهر، وتعرض عملية السلام للخطر، وكذلك العلاقات الصهيونية التركية.

كما أكدت صحف الكيان الصهيوني ضعف وفشل الجيش، وطالبت وزير الدفاع إيهود باراك بالاستقالة فورًا، وقالت صحيفة معاريف: "إن العملية البحرية أمام شواطئ غزة، كانت سخافة مطلقة، وخليطًا من الإخفاقات التي ولدت حفلة مخجلة".

الوقفة السابعة: أثر هذه المجزرة التي تعرض لها أحرار العالم على شعب غزة عميق وإيجابي إلى أبعد الحدود، يفوق عشرات المرات الأثر الذي يتركه وصول الأسطول إلى غزة سالمًا؛ لأنه ألقى في قلوبهم العزيمة والصمود وسط هذا الحصار البغيض، ولقد اعترف الكيان الصهيوني بفشله في كسر إرادتهم، فقالت صحيفة هآرتس الصهيونية: "إن الحصار على غزة أخفق ولم يضعف حماس، وقد فرضته الحكومة السابقة، وتخشى الحكومة الحالية إلغاءه؛ لئلاّ تتهم بالضعف".

ثم ها هم أحرار العالم يرسلون رسالة صمود أخرى إلى المحاصرين في غزة: نحن نشعر بكم، ومستعدون للتضحية بأرواحنا من أجلكم، ومن أجل كسر الحصار الذي فرضه الكيان الصهيوني عليكم.

الوقفة الثامنة: كشفت هذه المجزرة الأنظمة العربية والإسلامية المترهلة التي لا تعمل إلا بأوامر من الولايات المتحدة، والتي لا تحرك ساكنًا في قضية مصيرية كقضية فلسطين، ولا تشعر بشعبها الذي يمتلئ بغضًا من أفعال الكيان الصهيوني، واكتفت أغلب الأنظمة بالشجب والاستنكار لما حدث، ولم تسعَ لقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان المجرم الذي يقتل المدنيين بلا رحمة، ولم تتحرك لمقاطعته سياسيًّا واقتصاديًّا، فهذه هي اللغة التي يدركها الصهاينة، لغة القوة في المواقف والأفعال.

الوقفة التاسعة: بعد مجزرة أسطول الحرية ظهرت بوادر جديدة تدعو الفصائل الفلسطينية إلى التواصل والالتحام من أجل مواجهة الكيان الصهيوني المعتدي، فخرج بعض قادة الفصائل يعلنون إدانتهم لهذا الحدث الإجرامي البشع، ودعوتهم للمصالحة كما حدث من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واستقبال حماس لهذه الدعوة بالترحاب، وهذا ما عبر عنه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قائلاً: "ما يجري الآن بمنزلة (لحظة تاريخية) للمصالحة الفلسطينية، ونحن في حركة حماس مستعدون لتوقيعها، ونطالب سلطة فتح بإنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، ورفض المفاوضات معه؛ لأنها لا تخدم إلا الكيان المحتل". وأضاف: "تعالوا -لحركة فتح- نتصالح على ثوابتنا وحقوق شعبنا ومقاومة الاحتلال، وترتيب بيتنا الفلسطيني في إطار السلطة والمنظمة، وتعزيز ديمقراطيتنا، وتعزيز شراكتنا معًا".

الوقفة العاشرة: حركت هذه المجزرة مشاعر العالم أجمع، فبدأ تحرك عالمي نشط يدعو إلى (فك الحصار) عن غزة ودخول المعونات، كما يدعو إلى إعادة إعمارها بعد اعتداء الكيان الصهيوني الأخير عليها، فها هي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون -ولأول مرة- تصف الوضع في قطاع غزة بأنه غير مقبول ولا يمكن أن يستمر، وطالب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة سلطات الاحتلال الصهيوني برفعٍ فوريٍّ للحصار المفروض على قطاع غزة، واصفًا الحصار الصهيوني بأنه "خطأ لا يمكن احتماله".

كما طالبت الصين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها باحترام القانون الدولي وبإنهاء الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، واصفًا الوضع بالشرق الأوسط بأنه يمر بمرحلة دقيقة. ودعت كل من روسيا والاتحاد الأوربي إلى فتح فوري للمعابر من وإلى قطاع غزة أمام المساعدات والسلع والمواطنين، كما طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإنهاء الحصار المفروض من جانب الكيان الصهيوني على قطاع غزة، وقالت في مقابلة تلفزيونية إنها أجرت اتصالاً هاتفيًّا مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، طالبته فيه برفع الحصار؛ "لأنه أمر غير سليم، انطلاقًا من الدواعي الإنسانية". وفي نفس السياق ربطت تركيا على لسان وزير خارجيتها أحمد داود أوجلو بين إعادة علاقاتها مع الكيان الصهيوني برفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

هذا ما نراه بأعيننا، ولكننا على يقين أن ما لم ندركه بعد من الخير سيظهر لنا تباعًا مع مرور الأيام؛ لندرك في يقين أن الله U يدافع عن الذين آمنوا، وصدق ربنا القائل: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة: 21].

ولا يعنى هذا أننا سعداء لحدوث مجزرة أسطول الحرية البشعة التي أحزنت القلوب وأدمعت العيون، ولكننا ننظر برؤية جديدة للحدث، نقرأ من خلالها عظمة تدبير الخالق Y الذي يدبر ويعلم صدق إخواننا المحاصرين في غزة، ونجاحهم في الابتلاء الرهيب الذي وضعوا فيه منذ أعوام، وصدق الحق -تبارك وتعالى- القائل: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]. وفي ذلك عبرة لأولي الألباب.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ونسأل الله U أن يعز الإسلام والمسلمين.
 

سعيد

عضو ذهبي
m31SQ-O6dk_82320854.jpg



بيان رقم 710
المتعلق بالهجوم الصهيوني على أسطول الحرية بالمياه الدولية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. وبعد:
ففي هجمة عدوانية تمردت على المواثيق الدولية، وتجاوزت كل القيم الأخلاقية، والمبادئ الإنسانية هاجم فجر اليوم المئات من الجنود الصهاينة الذين كانت تدعمهم الطائرات المروحية, والبوارج البحرية أسطول الحرية المحمل بمواد إغاثة غذائية وطبية المتجه نحو قطاع غزة المحاصر منذ ثلاث سنوات، وذلك في المياه الدولية، على بعد 20 ميلا بحريا عن القطاع.
وقد استخدم المهاجمون الصهاينة بحق المتضامنين على أسطول الحرية الرصاص الحي والغازات الخانقة، مما أسفر الوضع عن قتل 16 متضامنا وجرح خمسين، بينهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في القدس الذي أصيب بجروح خطيرة ـ على ما يبدو ـ والدكتور هاني سليمان رئيس البعثة اللبنانية في السفينة.
وفي خطوة معبرة عن التمادي في الطغيان يصر الكيان الصهيوني حتى اللحظة على اعتقال جميع المتضامنين في سجونه، عقوبة على قيامهم بهذه المهمة الإنسانية النبيلة.
ان هذا الكيان يثبت للعالم بهذه الجرائم انه غير سوي، وأنه مصاب بمرض سيكولوجي، فيه عقدة الحقد على كل ما هو عمل إنساني ونبيل، وهذا يجعل منه مصدر خطر على البشرية كلها.
إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذه الجريمة المروعة؛ فإنها تدعو المجتمع الدولي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، وجميع القوى والمنظمات العالمية ذات العلاقة إلى ممارسة الرد المناسب على هذا التمادي في الشر والظلم، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة التي أصبحت اليوم تثير سخرية الكيان الصهيوني بها، بدلا من أن تكبح جماحه.
وتحيي الهيئة جميع المتضامنين على أسطول الحرية، الذين كانوا بحق رسل سلام، وأبطال رسالة إنسانية عظيمة، سائلة المولى عز وجل أن يتغمد بالرحمة من قضى منهم نحبه شهيدا، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
الأمانة العامة
17 جمادى الآخرة 1431 هـ
31 / 5 / 2010 م

 

مشعل ابوبدر

عضو فعال
انا اللي مضايقني عدم التكلم على سفر نساء من غير محرم بل والمصيبه سفر بنت من غير علم ابوها !!

سؤال وهل كره اليهود وخبثهم يحتاج حادثه كحادثت السفينه حتى نتكلم !!!

للأسف بعضهم يريد ان يستغل الحادثه للتحريض على حكام المسلمين كالعنوان اللي كتبه سلمان العوده .

ماهكذا تورد الأبل
 

National Socialist

عضو ذهبي
ذكرتني بميكي ماوس!!

ما شفنا احد من اللي ورم كرشهم من فلوس الشعب في مركب الحرية!!

قاصين عليكم والله
 

عصير رقي

عضو فعال
ذكرتني بميكي ماوس!!

ما شفنا احد من اللي ورم كرشهم من فلوس الشعب في مركب الحرية!!

قاصين عليكم والله
صدقت انك ما شفت احد من اللي ورمت كروشهم من فلوس المساكين الملعوب عليهم وماخذين فلوسهم باسم ....ال5..واللي حتى مو حافضين جزء واحد من ثلاثين جزء من القران;)
 
الوقفة الأولى: سقط في مجزرة الحرية 19 شهيدًا، هؤلاء الشهداء

الرد:1-لايجزم بشهادة أحد وانما يقال -نحتسبه عند الله شهيد -

2-قد يكون من ضمن القتلى من هم من غير المسلمين ،لان الاتراك عددهم 10الذين ماتوا فلو وجد فيهم واحد غير مسلم-أي من دول أخرى-غير مسلمة فكيف يقال عن هؤلاء شهداء

-----------------------------------------------------------------
سئل فضيلة الشيخ: عن حكم قول فلان شهيد؟

فأجاب بقوله: الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين:

أحدهما: أن تقيد بوصف مثل أن يقال: كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص؛ لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله r، ونعنى بقولنا: جائز: أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقًا لخبر رسول الله r.

الثاني: أن تقيد الشهادة بشخص معين, مثل أن تقول لشخص بعينه: إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي r، أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري ـ رحمه الله ـ لهذا بقوله: (باب لا يقال فلان شهيد) قال في الفتح (90/6): (أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي) وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيدًا, ولعله قد يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم, ولكن قولوا كما قال رسول الله r: (من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد) وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد ابن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر أ.هـ كلامه.

ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيدًا أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي r مشيرًا إلى ذلك: (مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله). وقال: (والذي نفسي بيده لا يُكْلَم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دمًا, اللون لون الدم ، والريح ريح المسك). رواهما البخاري من حديث أبي هريرة. ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن. والرجاء مرتبة بين المرتبتين، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولاً في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.

ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة, وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي r، بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه, وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالىـ.

وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق، لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه ـ سبحانه وتعالىـ.

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين

(منقول)
 

العزة لله

عضو فعال
الوقفة الأولى: سقط في مجزرة الحرية 19 شهيدًا، هؤلاء الشهداء

الرد:1-لايجزم بشهادة أحد وانما يقال -نحتسبه عند الله شهيد -

2-قد يكون من ضمن القتلى من هم من غير المسلمين ،لان الاتراك عددهم 10الذين ماتوا فلو وجد فيهم واحد غير مسلم-أي من دول أخرى-غير مسلمة فكيف يقال عن هؤلاء شهداء

-----------------------------------------------------------------
سئل فضيلة الشيخ: عن حكم قول فلان شهيد؟

فأجاب بقوله: الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين:

أحدهما: أن تقيد بوصف مثل أن يقال: كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص؛ لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله r، ونعنى بقولنا: جائز: أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقًا لخبر رسول الله r.

الثاني: أن تقيد الشهادة بشخص معين, مثل أن تقول لشخص بعينه: إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي r، أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري ـ رحمه الله ـ لهذا بقوله: (باب لا يقال فلان شهيد) قال في الفتح (90/6): (أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي) وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيدًا, ولعله قد يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم, ولكن قولوا كما قال رسول الله r: (من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد) وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد ابن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر أ.هـ كلامه.

ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيدًا أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي r مشيرًا إلى ذلك: (مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله). وقال: (والذي نفسي بيده لا يُكْلَم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دمًا, اللون لون الدم ، والريح ريح المسك). رواهما البخاري من حديث أبي هريرة. ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن. والرجاء مرتبة بين المرتبتين، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولاً في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.

ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة, وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي r، بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه, وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالىـ.

وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق، لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه ـ سبحانه وتعالىـ.

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين
(منقول)



كل مسلم مات في هذه الفاجعة نحسبه شهيد بإذن الله تعالى .
 
أعلى