اليوم وجدت خبر عنه أترككم مع الخبر :
صواريخ الحلفاء قتلت 12 من افراد اسرته وشوهت جسده...
علي عبّاس «رمز حرب العراق» يصبح بريطانياً
صلاح أحمد من لندن
GMT 18:30:00 2010 الإثنين 7 يونيو
أصبح علي عبّاس اخيرا يحمل الجنسية البريطانية. ورغم ان صواريخ الحلفاء قتلت 12 من افراد اسرته وشوهت جسده خلال الحرب على العراق، يؤكد علي انه لا يشعر بأي ضغينة إزاء الشعب البريطاني الذي اصبح جزءا مهما من أسباب استرداده العافية وتصالحه مع الذي حدث.
قبل سبع سنوات، وفي أوج حرب الحلفاء على صدام حسين، أصابت الصواريخ الأميركية أحد أحياء بغداد وقصفت منزل الصبي علي عبّاس (12 عاما). فقتلت 12 من أفراد أسرته وأقاربه بمن فيهم والداه وأشقاؤه. وفقد هو في تلك الحادثة المأساوية ذراعيه وعانى جسده من حروق بلغت 60 في المائة منه.
وبناء على طلب الأطباء العراقيين، نُقل الصبي الى الكويت حيث بدأ علاجه على نفقات الدولة قبل أن تستقبله بريطانيا. والتقطت له صور فوتوغرافية تناقلتها وسائل الإعلام الدولية على مختلف مشاربها فهزت ضمير العالم إزاء أهوال الحرب وشجاعة صبي صغير دفع أغلى ثمن يمكن ان يتصوره الإنسان. ولذا فقد صار علي «رمزا» للحرب وللثمن الذي دفعه العراق نفسه.
وفي بريطانيا أدخل علي مستشفى «كوين ميري» اللندني حيث ضمدت جراحه الباقية وصممت له ذراعان اصطناعيتان. ثم أقام في منطقة ويمبلدون بجنوب العاصمة، حيث بدأ تأهيله لممارسة حياة طبيعية من دراسة ولعب مع الأصدقاء وتمتع بخيرات الحياة.
ولم تهمله وسائل الإعلام البريطانية فكانت تزوره بين الفينة والأخرى وتنقل للعالم أخباره. وكان آخر هذه الأخبار هو حصوله وهو في سن التاسعة عشرة الآن على الجنسية البريطانية في حفلة خاصة، بعدما أمضى في البلاد الفترة التي تؤهله للحصول عليها.
وتبعا لوسائل الإعلام التي غطت المناسبة، فقد ألقى علي كلمة عبر فيها عن امتنانه لبريطانيا التي استقبلته «بقلب مفتوح ومحب». وقال: «سيظل قلبي عراقيا على الدوام، لكنني الآن بريطاني أيضا. كم أحن الى أبوي ولا تمر علي لحظة بدون أن افكر فيهما وأتمنى رضاءهما عني».
ومضى قائلا: «حصولي على الجنسية سيساعدني في شتى النواحي، لأنني أصبحت جزءا من هذا المجتمع الذي قدم لي الكثير، وأود الآن أن أرد اليه شيئا من جميله. لدي هنا العديد من الأصدقاء وأحب لغة البلاد وثقافتها وتقاليدها». وأضاف ضاحكا: «أحب أيضا السمك وشرائح البطاطا وغداء الأحد من لحم البقر المشوي وأعتقد أن هذا يثبت أنني بريطاني».
وقالت صحيفة «ديلي ميرور» إنها التقت بعلي بعد تسلمه الجنسية. فقال لها إنه بالرغم من أن صواريخ الحلفاء هي المسؤولة عن المأساة المروّعة التي غيرت حياته مرّة وإلى الأبد، فهو لا يشعر بأي ضغينة إزاء الشعب البريطاني. وأضاف قوله: «قد يُدهش بعض الناس أمام حقيقة أنني سعيد ببريطانيتي الجديدة بينما بريطانيا كانت جزءا من القوات التي أصابتني بأكبر جراح حياتي ودمرت اسرتي والشعب العراقي. لكن البريطانيين أبدوا عطفا غامرا تجاهي وساعدوني فوق التصور، فأصبحوا جزءا مهما من أسباب استردادي العافية وتصالحي مع ما حدث. كلّي عرفان لهم وسعيد بأن أكون الآن واحدا منهم».
علي عباس (19 عاما) خلال حفلة تسلمه شهادة الجنسية البريطانية