هنا اعود لألتقي بمن ابحث عنه ، فكل المقربين لا بد ان اجد أثرهم الذي لن يتلاشى ، كلما تقدم بِنَا العمر كلما زادت رغبتنا في الحديث والفضفضه لمن نجده مريحا وقريبا من روحنا وفكرنا ، لذلك روحي وفكري اجدهما هنا ، وسافضفض لأخرج ما بمكنوني من الم ووجع ، فقبل ليلتان فقدت صديق درب طويل من مواليد الزمن الاجمل ويفقده عادت كل ذكرياتي التي تقاسمتها معه ، فبكيته بكاء من فقد الرفيق والأنيس ، في زمن القسوة والجفاف وندرة الرحمه ، لقد ذهب وتركني اعيش الم فراقه ، ابكي تلك الذكريات التي غادرت معاه الى غير رجعه . انا اؤمن بقضاء الله وسنته في خلقة ، لكن الفراق له وقعه وأثره وانا في سن بحاجه اليه فهو من كان يقرا صمتى ويدركه ، وهو من كانت كلماته بلسما يداوى جروحي ويزيل همومي ، هو اقرب لي من كل شيء ، لقد ادركت ذلك .......هنا أتوقف لان الكلام لن يحكيه او يصفه . رحم الله روحا أوجعني فراقها .
هل جرّبت فزع الليالي الأولى من الفقد ، حين تصحو من نومك مفزوعاً وكأنك تتلقى الخبر لأول مرة ! لتدرك بعدها أنك لا تحلم !!
هل جربت أن تمشي وسط ضجيج الناس فلا تسمع غير صراخ قلبك ؟!
هل لاحظت صمت الشوارع ؟ واختفاء الألوان ؟ وتفاهة الحياة ؟
هل ا نطفأت ؟ فسألوك ؟ مابال عينيك تذبل وجسدك يتهاوى ؟!
أنه ألم الفقد المروع !
ذاك الألم الذي يهزك حتى تفكر لأول مرة وكأنك آمنت حديثاً ، كيف جئنا ؟ وكيف نعود ؟ وإلى أين رحلو؟ وأين الملتقى ؟!
وعندما تجد الجواب في إيمانك الثابت ، تقترب من الله كطفل انهكه الضياع ! لتبكي على باب رحمته !
هل جربت كيف تتبدل مشاعرك لتحب الموت وتفهمه وتألفه وتشتاق له ؟! وكيف لا ؟! وقد طوى بجناحية من نحب ؟!
هل تذكرت آخر نظرة ؟ وهل بحثت في كلماته الاخيرة عن رسائل الوداع ؟!
.
.
هل تذكر كيف كان هادئا قبل الرحيل ... ؟
كلهم يهدأون قبل الرحيل .. ، تبرد نظرة اعينهم ، يحبوننا اكثر ... يودعوننا لكننا لا ننتبه ..
السؤال الجدي الذي اطرحه ، هل رايت وقد كان توأمك علامات لروحه حولك ؟
دقق فيما حولك ... ستشعر بروحه تحلق .
وبالذات في الزمان والمكان المرتبط بكما !
رحم الله ميتكم وجمعكم به في جنات الفردوس الاعلى .