انتهينا فى الاجزاء السابقه من عرض الدوافع التى اغرت دول اوروبا الى المغامره فى عبور البحر المجهول للوصول الى جزر الهند...
وقد بدات البرتغال اولا فى بسط سيطرتها واسبانيا تلتهما هولندا لفتره ثم انجلترا ...لم تأتى هذة الدول للنزهه فى المنطقه او لتبادل الثقافه كما يزعم البعض....بل للمصلحه المباشره..وان كانت هذة المصلحه على حساب شعوب المنطقه...
ورأينا كم عانى اهالى تلك المناطق من ظلم هذة الدول الاستعماريه من قتل وتشريد واستنزاف للموارد ونقل العبيد وتجارة الرق من تلك البلاد...
ورأينا كيف تأثر العالم العربى الاسلامى من هذة الحروب المستمره قامت بها هذة الدول بسبب موقع العالم العربى الجغرافى الوسيط بين اوروبا ودول الشرق....وبصراحه لااعلم كيف يتحول كل هذا الاستبداد والاحتلال والوحشيه المخزيه الى مايسمى (عصر النهضه) ...
هو عصر نهضه لاوروبا..وبداية عصر الانحطاط للمسلمين...وسوف نرى اليوم كيف بدأ الاستعمار الفرنسى للدول العربيه...هذة الدوله البغيضه صاحبة الماضى الاسود.. فى احتلال وقتل واستعباد الشعوب الاخرى ..تسمى اليوم كذبا وزورا عاصمة النور ..ورمز الثقافه...
الاستعمار الفرنسى للجزائر...
كانت فرنسا ايام الثورة الفرنسيه(1798) محاصره من بقيه دول اوروبا بسبب قيام حكومة الثورة بالغاء الملكيه المطلقه..ومزايا الاقطاعيين..وقبضه الكنيسه الكاثولوكيه على مفاصل الدوله...ولا تريد هذة الدول ان تتأثر بما يحدث فى فرنسا ...فأضطرت فرنسا ان تستورد القمح من الجزائر..نتج عنه تراكم الديون على فرنسا ...
وفى العام(1827) اثناء زيارة القنصل الفرنسى (دو فال) للـ (الداى حسين) حاكم الجزائر من قبل الدوله العثمانيه فى هذة الحقبه من التاريخ ..طالب (دو فال) بسداد الديون البالغه 20 مليون فرنك للجزائر.. وانه لم يرد خبر عن مراسلات الداى لملك فرنسا...
.فرد عليه القنصل ان..." ملك فرنسا لايتنازل لمراسلة الداى"...فغضب الداى حسين فطرده...فانسحب القنصل دو فال مهددا بتيليغ حكومته بما اسماه اهنتة شرف فرنسا...لم تكن هذة الحادثه سوى ذريعه للهجوم واحتلال الجزائر لدوافع اقتصاديه واخرى دينيه...كما كانت فرنسا تشعر انها حامية الكاثوليكيه وان انتصارها على الجزائر هو بمثابة انتصار المسيحيه على الدين الاسلامى....
الداى حسين مع القنصل دو فال
وفى العام(1830) توجهت قوه فرنسيه قصفت فيها العاصمه الجزائر واحتلتها بعد مقاومه ضعيفه الاهالى..
السفن الفرنسيه متجه الى سواحل الجزائر..
واستمر احتلال فرنسا للجزائر حتى عام (1962)...
ارتكبت قوات الاحتلال الفرنسى العديد من الجرائم ضد المدنيين العزل التى سجلها التاريخ ....
يروى العقيد مون تانياك (1842)
..."اخبرنى بعض الجنود ان ضباطهم يلحون عليهم الا يتركوا احدا حيا بين العرب..وكانوا يخافون ان يتركوا احدا على قيد الحياة حتى لايجلدوا"
"لقد محا الجنرال لاموريسيير من الوجود خمس وعشرين قريه فى خرجه واحده..انها اكثر عمل انعداما للانسانيه"
"ان الجنرال لاموريسيير يهاجم العرب ويأخذ منهم كل شيئ ..نساء اطفال مواشى..يختطف النساء..يحتفظ ببعضهن رهائن والبعض الاخر يستبدلهن بالخيول..اما الجميلات منهن فنصيب للضباط "..
ويقول النقيب لافاى بعد مئه سنه من الاحتلال(1948)...
"لقد احرقنا قرى لقبيله بنى سنوس..لم يتراجع جنودنا امام قتل النساء الاطفال العجائز..ان اكثر الاعمال وحشيه هى قتل النساء بعد اغتصابهن..كان هؤلاء العرب لايملكون شيئا يدافعون فيه عن انفسهم"..
كانت هذة الاعمال الوحشيه تتم تحت سمع وبصر المسؤولين وبتوجيه من بعضهم...حتى اصبح اسم الجزائر بلد المليون شهيد...
انتهى الاحتلال بعد مقاومه عنيفه من اهالى..بعد رفضه لتلك الاعمال وعدم تأثر الشعب الجزائرى من الضغوط الفرنسيه ...
فلم يكن للاعانات ولا المساعدات التى تقدمها الارساليه التبشيريه..ولا التعليم الفرنسى ولا المستوطنين الفرنسيين فى تغيير هويه الشعب الجزائرى المسلم..وواجه الشعب الجزائرى تلك الاساليب برفع شعار..
(( الاسلام ديننا..والعربيه لغتنا والجزائر موطننا))
وفى العام (1954) اندلعت الثورة الوطنيه الجزائربه للتحرير ...وبعد سنوات من القمع الفرنسى والقتل والمقاصل التى اطارت بالرؤوس..نالت الجزائر حريتها فى العام 1962
قادة الثورة الجزائريه..
لم تكن فرنسا منشغله بالجزائر فى تلك الفتره فقط...بل كان نشاطها الاستعمارى مستمر ...
فقد احتلت مصر على يد بونابارت ((1798-1801))..تحت ذريعة تخليص مصر من سلطه الباكوات..
- احتلال تونس (1881-1954) حين ادعت فرنسا ان بعض القبائل التونسيه اغارت على الحدود الجزائريه فمات فرنسا باحتلال تونس..
- استعمار المغرب (1912-1954) حيث استغلت فرنسا فرصه قيام بعض القبائل بالثوره على حاكم المغرب..فأرسلت قواتها لاحتلال المغرب
- استعمار جيبوتى (1884-1977) تسللت عبر التجاره فى جيبوتى..ثم استولت على البلاد..
- استعمار سوريا ..بعد ان وجهت انذارا الى الملك فيصل بن الحسين مدته 48 ساعه تطلب اليه قبول الانتداب الفرنسى وتسريح الجيش السورى..وقبل ان تنتهى المده اندفعت القوات الفرنسيه وهزمت القوات السوريه بقياده يوسف العظمه واحتلت دمشق فى عام (1920)...
هذا هو تاريخ الاستعمار الاسود ..لهم هدف واحد على اختلاف مشاربهم الا وهو امتصاص خيرات البلاد..
يتبع...