رسالة من القلب إلى القلب من مواطن ضجر ياسمو الرئيس
رسالة من القلب إلى القلب من مواطن ضجر ألماً وحرقة وأسى على الأوضاع العامة للبلاد والعباد يخطها إلى مقام سمو رئيس الوزراء
ما الذى دهانا..حتى بلغنا هذه المرتبة من الانحدار المروع?!
لقد ترددت كثيراً في كتابة هذه الخاطرة لسموكم، ليس خوفاً مما سيرد فيها ولانها حقائق مجمعة، ولا فيما سيصوره البعض لسموكم بأنه الخروج عن المألوف في مخاطبة المحكوم للحاكم أو ولي الأمر .. ولكنني أستطيع أن أوكد لكم يا سيدي بأن الموضوع لا يتعدى اكثر من مناجاة ابن لأبيه أو مأمور لولي امره في أمر يخص البيت الكبير الذي يجمعنا منذ الأزل وذلك من أجل تصحيح اعوجاجات طال أمدها الدامي في قلب كل كويتي مخلص، لذا اسمح لي أن اشرح لسموكم ما أحمله من حرقة وألم وحسرة أسطرها لشخصكم المكرم بلغة مخلصة ذات صدق معلن :
سيدي الكريم .. لقد تضاعف سكان البلد إلى ثلاثة أضعاف ونيف، ولن أبالغ بالقول أن ثلث الموجود يستنزف مقدرات الدولة لأنه شبه عاطل كالطفيليات عندما تلتصق بالجسم الحي وتبعاً لذلك تراهم في تسول دائم بالاشارات المرورية وعند المساجد وفي الاسواق ومجرد التفكير فيما سيفعلونه في حال يأسهم في تحصيل حاجتهم يجعل الانسان يرتعد خوفاً مما سيفعلونه ..! وكفلاؤهم من تجار الاقامات في تنصل كامل من المسؤولية، ولا رادع يردعهم عن غيهم ولا قانون دائم يحجم تحركاتهم وممارساتهم . ولم تكن المركبات بأحسن حال فلقد زاد حجم السيارات إلى حد لا تستوعبه الطرق نتيجة الزيادة غير المعقولة بعدد السكان وليسوا هم بمواطنين وإن كانوا وافدين فهم من قصدتهم بالثلث العاطل.. ولن أبالغ بالقول إن هذا الثلث العاطل قد دل طريق الرشوة والمرتشين في استخراج رخصة القيادة..!!، ووزارة الأشغال تفتقر للمخططين لعلاج حال الطرق التي شيدت منذ زمن لحسبة مليون نسمه ويمكن أقل وظنوا بأن الحسبة ستظل إلى أبد الآبدين، والطرق تشكو حالها من سوء الصيانة وعدم المبالاة.
الاستهتار بالقانون يا سيدي أصبح سمة يتباهى بها مخترق القانون، ولا رقيب دائم التواجد لتطبيق حدود القانون، واصبح الوافد مقلداً جيداً لبعض المواطنين في كسر هيبة القانون وتحدي السلطات , ولن أكون متعصباً أو منحازاً لبني جنسي من هذه النوعية من المواطنين الشاذين فالعقوبة يجب أن تكون مضاعفة عليهم ولكنهم يطبقون مقولة من امن العقوبة أساء الأدب، ولن أذكر بمآسي التاكسي الجوال وحوادثه وطغيانه في تسويق الممنوع كل الممنوع إلا في تأدية مهامه والمتمثلة في توصيل الركاب ولان مجرد الحديث عن مآسيه يربك المعدة ويصيب المرء بالغثيان من ممارساته، ولانه محمي من قبل فئة ضالة أبت إلا أن تكون في المقاعد الأمامية لاضعاف هيبة القانون وممارسة صلاحيته والمصيبة أن بعض هؤلاء الكفلاء هم من المتنفذين في بعض الوزارات المهمة والمعنية بالأمن والسلامة ... يا الله السلامه..!
لن أكون متعصباً أو منحازاً لبني جنسي من هذه النوعية من المواطنين الشاذين فالعقوبة
يجب أن تكون مضاعفة عليهم كونهم يفاخرون بمقولة «من أمن العقوبة أساء الأدب»!
أين وزير الأشغال عن عدم إنجاز الطرق الملتوية فوق الجسور الموجودة حالياً أو ما يعرف بـ «الفلاي أوفر» توفيرا وتقليصاً للازدحامات عند الاشارات المرورية
الملازمة للجسور؟
الاستهتار بالقانون بات سمة يتباهى بها المخترقون فلا رقيب دائم التواجد لتطبيق حدوده على أرض الواقع حتى تحول الوافد مقلداً جيداً لبعض المواطنين في كسر الهيبة وتحدي السلطات!
اتمنى عليك سيدي سمو الرئيس أن تشهد الدائري الرابع مثلاً في الذهاب لمنطقة الشويخ الساعة الخامسة عصراً،أو السالمية بالعكس الساعة السابعة مساءً ... مع الحماية المرافقة لسموكم ولكن بدون ترتيبات مرورية مسبقة..! أو اي طريق سريع اخر في محيط العاصمة وحولي.. بنفس الأوقات أو حتى بأوقات أخرى.
أرجوك يا والدي أن تعتذر من مضيفيك لزيارة أماكن عامة قد أعدت لاستقبالك وبأفضل حُلة وليس فيها ما يعيب مع خالص شكري للقائمين عليها، ووجه أمراً لمرافقيك بأن يصحبوك إلى مشروع مدينة الخيران السياحية، وأرجو منك الاستماع لنفر من مواطنيك من الذين أنفقوا الكثير من المال في استثمار لأبنائهم في المشاريع السكنية لتلك المنطقة وفوجئوا بعكس ذلك ولا سيما بمشاكل الروائح الكريهة في الليل بسبب القصور في تطبيق أبجديات البيئة في معالجة الأنفاق البحرية ومعالجة التربة بسبب جشع التجار في الاستعجال بانشاء مثل هذه المشاريع الحيوية وبدون دراسات تخصصية مستفيضة وما لازمها من تسيب من قبل قياديين في وزارات مسؤولة عن تلك المشاريع .. أنتم سموكم قد شهدتم قسمهم أمامكم ولكنهم لم يراعوا هذا القسم ولم يشهدوا بأنه عظيم ...! وإذا ما حامت بكم الطائرة العمودية أو في موكبكم الرئاسي في تلك الأرجاء فأرجو أن تشهدوا الخراب البيئي في مسالة تواجد البحيرات النفطية وما زالت، والغالب الأعظم قد نشف بسبب رحمة الطبيعة فينا من الاستمرار باستنشاق غازاتها السامة، واعلم انه سيكون امراً محيراً لكم في التساؤل عن عم البدء جدياً في استثمار المليارات التي خصصت من قبل الامم المتحدة للاصلاح والتأهيل البيئي ولم ينفذ منها شيء، ولكي تتيقنوا بأنفسكم بأن ما تم توثيقه وشرحه لكم من قبل قيادات نفطية وبيئية لا يعدو أكثر من ابر تخديرية لواقع مرعب ومحزن.. وإذا ما رغبتم سموكم بالعودة ليلاً إلى الديرة ارجو أن تعرجوا للعاصمة بالسيارة وتصلوها في الساعة التاسعة ليلاً للمشاهدة فقط .. وارجوك.. أرجوك خصص من وقتك ساعتين أو ثلاث في اليوم لتقوم بنفس الجولة ولمدة ثلاثة أو أربعة أيام لمشاهدة باقي المحافظات وبدون ترتيبات مسبقة..!! وصدقني يا سيدي فلن يعجبكم المنظر، وهذا هم قليل من مشاكل كثيرة...
لي رجاءُ حار يا سمو الرئيس بأن تطلب الخريطة السكانية لدولة الكويت لترى بعيني سموكم بأن الرقعة السكنية لاتتجاوز اكثر من 11 % من اجمالي مساحة الدولة والباقي متحفظ عليه بسبب الجهابذة قيادات القطاع النفطي والتي أبت إلا أن تكون الأراضي المتبقية نفطية ولم يتناه لأسماعهم تكنولوجيا الحفر الارتوازي وحقن الآبار...والتي تقوم على مبدأ زيادة الرقعة السكانية بغض النظر عن التواجد النفطي ..! وإلا لما سُكنت ولاية تكساس وهي تعوم على بحيرات نفطية..!
لا يفوتني يا سمو الرئيس أن أبلغكم بأننا كدولة قد حبانا رب العالمين بجون بحري كان يعتبر من الاجوان العالمية البحرية والغنية بالثروات السمكية، ولم يدرك أصحاب الفتاوى والشأن وهم كثيرون في البلد بأن امر إزالة ميناء الشويخ وتحويل اختصاصاته لميناء الشعيبة مع اتساعه سيكون أمراً محموداً انقاذاً لمستقبل الأجيال القادمة من المد اليومي من ناقلات تجارية تدخله لترمي فيه كل أنواع السموم من نفاياتها التشغيلية السامة بدون أدنى حس انساني من قباطنة تلك البواخر مستفيدين من نقص الشرائع البيئية وفرق الكشافة البيئيين لتطبيق الضبطيات القضائية بحقهم وهو أمر إن تم سيعتبر انجازاً أكثر من رائع وتاريخي في عهدكم لأن يستعيد جون الكويت عافيته ليبدأ إنجاز أكبر محمية بحرية فيه وتراقب بصفة دائمة من قبل مختصين كون جسر الصبية سيطل عليه..
والدي العزيز.. لن أذكر الوضع الشائك لمطار الكويت الدولي وموقعه الشائن والذي أشبع بحثاً ودراسة .. احسمها يا سمو الرئيس وأصدر أمركم الكريم بالبدء بازالة الموقع بعد إيجاد الموقع البديل وليكن موقع المطار القديم بداية التوسع السكاني والتجاري.
وإذا ذكرت موضوع التعدي العام للحفر العشوائي والجائر بحثاً عن المياه فتلك قصة أخرى محزنة تتعلق بفساد الأرض واستنزاف المياه الجوفية لأغراض غير أساسية وإن الأمر يجب أن يقف الان.. وان ناقشنا الفساد الذي طال معظم أجهزة الدولة والذي أصبح ينخر في جسد معظم الادارات الحكومية للدولة وقد آن الاوان لإيقافه.. سنقف مدهوشين من عظمة فساد البلدية والتي شهدتم سموكم بأن فسادها لا تطيق حمله الجمال .. وما زال .. وزاد، وانا عن نفسي أعرف أناساً فيها قد رافقهم الثراء الفاحش وهم كانوا معدمين نتيجة الرشاوى وقبض العمولات ..! وبودي يا سمو الرئيس أن يجيبني مسؤول في الأشغال عن موضوع عدم إنجاز الطرق الملتوية فوق الجسور الموجودة حالياً أو ما يعرف بـ(الفلاي أوفر) توفيرا وتقليصاً للازدحامات عند الاشارات المرورية الملازمة للجسور، ونحن دولة قد حباها الله بالخير الكثير ولكننا فقراء بالتخطيط وإنجاز العمل على أكمل وجه!
لن نتنازل أو نساوم على حق الوافد في الرعاية الصحية والاقامة الكريمة طالما أنه متواجد لتقديم خدمة للبلد ينجزها في وقت إقامته فيها ويغادرها بعد الانجاز مصحوباً بالسلامة وخير قد أنعم عليه به العزيز القدير وعائلته، ولكن يا سيدي الأمر الذي يحمل شبهات هو عندما يقرر هذا الوافد مستعيناً بكل ما أوتي من وسيلة وحيلة ليقوم بمساومة أهل البلد إن كان في موقع خدماتي كالطبابة أو الشؤون أو في اي وزارة من الوزارات الخدمية يلزمهم فيه باحضار قريبه أو قريبته مع العلم بأن الدولة ليس لها شأن بخدمات هذا القريب فيزيد عبء خدمات الدولة عليه ولربما أصبح هذا القريب عاطلاً عن العمل وأمنياً خطرا. ولك أن تتخيل يا سيدي لو افترضنا أن نصف الموجودين من الوافدين قد اتفقوا وقرروا في لحظة.. استخدام صلاحياتهم الوظيفية الخدمية والتي منحت لهم من قبل الدولة في جلب اقربائهم وبالتالي وجب الان استخراج رخص قيادة لهم وشراء السيارة من حراج السيارات والقانون المروري يا الله خير في مكانك راوح.. وتسجيل مدني وصحي .. الخ.،ولأن كما اسلفت شر الواسطة والرشوة قد نخر أيضاً جسد الوطن، وتدور الدائرة!!
يا سمو الرئيس .. لن أكون طموحاً لأن أرى مترو الأنفاق والطرق المفتوحة يسير في بلدي ليس تقليداً كألمانيا أو بريطانيا ولكن على الأقل مثل جارتنا الشقيقة والحبيبة على نفوسنا دبي في دولة الامارات العربية المتحدة والعضو الفاعل في مجلس التعاون الخليجي وتطبيقنا لنظام السير عندهم وآلية الحركة المنظمة لدى شقيقتها الكبرى أبوظبي ولقد آلمني يا سيدي قول من يفترض أنه محلل مالي واقتصادي مرموق لدينا في الكويت عندما سئل عن النهضة العمرانية وحداثة الطرق في دبي عنها في الكويت أجاب لا فض فوه ولامات حاسدوه بأن دبي مشروع تجاري والكويت مشروع دولة، وأنا أسال ببراءة إن كان يعتبر الخرائب في شرق والمرقاب وخيسة الروائح المجاورة لمستشفى الصدري والأراضي الفضاء في منطقة الصباح الصحية وغير المستغلة والشبرات المؤقتة منذ سنين في الشويخ الصناعية.. الخ تطوراً عمرانياً يمثل مشاريع دولة عن مناطق تمثل دولة دبي التجارية على حد قوله مثل الجميرة أو مرسى دبي التي يعجز فيها المرء السائح عن ايجاد حتى غرفة واحدة وعلى مدار السنة أوحتى الاعجاز في التصميم ويتمثل في دبي سكني ومنطقة سكنية تشرح القلب تسمى القصيص في دبي.. آسف يا سيدي يا سمو الرئيس فتلك النوعيات من البشر التي تسيء ولا تنفع وهم من فئة الذين ابتديت بهم كتابي هذا..! وأقول ايضاً بأنني لن أساوي نفسي بحركة العمران والهندسة المعمارية لدى جيراننا قطر والبحرين، ولا في التقدم العلمي من خلال صروح علمية خيالية لدى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية .. وأخيراً وليس آخراً وتعتبر شهادتي مجروحة فيها وسموكم خير من يوافقني على هذا الرأي وهو جمال وبساطة ورقي سلطنة عمان.
يا سمو الرئيس .. أنتم نوخذة سفينتا التي تعصف فيها الرياح، وإن رأيتم أحد الركاب قد فقد عقله وقرر رفع الشراع في هذا الجو العاصف، كان لزاماً أن تعنفوه بشدة وتحجروا عليه إن لزم الأمر انقاذا للسفينة ومن عليها من الانقلاب والغرق، والامر يسري على من حمل المثقاب وفهم نصائحكم قبل اوامركم بالخطأ أو أساء الظن بتسامحكم وطول بالكم وثقب بطن السفينة بدلاً من ساريتها لوضع مسمار لتثبيت العلم.. ولكن لن أعمم فان باقي ركاب السفينة منهم الحكيم والعاقل والمفكر وأصحاب الرأي السديد والمشورة.. وهم كثر، وحلمهم الانجاز في وطنهم إن أعطوا الفرصة.
هذا ما تقدم .. وهو غيض من فيض واعلم يا سمو الرئيس بأن طموحاتي وأقصى أمنياتي كمواطن أن أكون متحدثاً وبكل فخر في كل مجلس في الكويت أو في الخارج عن مناقب بلدي واسلوب العمل الذي انتظم فيها وقدرتنا المجتمعة في عودة العصر الذهبي من جديد لبلادنا.
فهل أمنياتي وطموحاتي بعيدة المنال ... أنا أسأل.!
ابنكم الدكتور شكري عبدالرحمن الهاشم