يا شين وش ألّي .. مع البدو نَشّبك

" بديوي الوقداني " من فخذ الوِقدان من عتيبة .. شاعر نبطي من الطراز الأول توفي قبل أكثر من 250 عام ، عاش وأمضى حياته في بادية الحجاز .. يقال عنه أنه كان يسكن الطائف مجاورا لمدفن " إبن عباس " ولعله الصحابي عبدالله بن عبّاس رضي الله عنه وأرضاه ..

عاش بديوي .. حياة البادية آنذاك بما كان فيها من غزو بين القبائل وشظف العيش و المشقة طلبا للرزق .. والتنقل بالإبل إلى حيث توافر الكلأ من محلٍ إلى آخر .. إلى أنه قرر بعد أن أمضى زمنا يعيش حياة البادية كفردٍ منها .. أن يعتزل حياة البدو ولجأ فعلا إلى شريف " مكة " آنذاك وأصبح واحدا من خوياه أو من الرجال التابعين له..

لاحظ بديوي الوقداني حنين إبنه " عبدالعزيز " لحياة البادية .. وحرصه على مقاربة أبنائها الذين يفدون على مكة المكرمة للتبضع أو للحج .. فكان أن قال قصيدته التالية يذم فيها حياة البادية ويذم البدو ويحذر إبنه من مرافقتهم و يعيب عليه ذلك حين قال:

عبدالعزيز الليث ... يا سبع غابة ~~ يا شين وش ألّي .. مع البدو نَشّبك

ما أخبلك يا باغي من البدو ثابة ~~ البدو إن شـافت معك .. شي تنهبك

خل البدو ..... يا عللهم للذهـابة ~~ حيث إن مذهبهم مخـالـف لمذهبك

إحذر تطرف ...... ياخذونك نهابة ~~ وإلا ترافـقـهـم ........ يحتّون مزهبك

إن جَو على العيشة سواة الذيـابة ~ ترفع مخـالبهـم .. عن الزاد مخلبك

الديـك يذّن .... لو عليه الجنــابة ~~ و ال*** مـا يومن ولو كـان صـاحـبك

و رجالهم عنده من المدح صابة ~~ لو تسمعه في بعض الأحيان شيّبك

ولو جيت تذكر في النبي والصـحـابة مـا واحد(ن) صلى عليهم و جـاوبك

ما عندهم حشمة ولا لك مهابة ~~ وإن جيت تهرج .. طارف القوم كذّبك


يجدر القول أن الكاتب إبراهيم الخالدي وهو من الكتّاب الجيدين المحققين و المهتمين في التراث أصدر كتيبا عن حياة و شعر بديوي الوقداني يحمل إسمه و الكتيّب من إصدارات مجلة المختلف جاء فيه ذكر القصيدة التي أوردتها أعلاه

قبل أن أختم مشاركتي أود التطرّق إلى معاني بعض الكلمات لتوضيح المعنى للقاريء:


نشّبك : أنشبك وأشركك معهم ( جعلك في شرك )// باغي : يريد // ثابة : ثواب أو فائدة // لا علهم للذهابة : دعوة مفادها عسى الله يذهبهم // تطرف : اي تغفل عينك // يحتّون : أي يأتون على آخره //مزهبك : الزهاب هو أكل المسافر في الصحراء // صابة : بمعنى شيء عظيم.


منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول

تعليق: الافكار والقناعات قد تتغير من زمن لاخر ولكن، وارجو ان لايزعل البعض، في هذه الرواية الكثير من الافكار والقناعات اصبحت حقائق.
 
أعلى