تحت تأثير الحشيش . .

تأبط شعراً

عضو جديد
هذه القصيدة تصوير كركوتيري لشخص يتعاطى الحشيش , فيدخله في أوهام حقيقية وشعور سيء ضاق به ذرعاً , فانهار به في نوبة جنون .. قائلا للأشياء من حوله : قفي خارجي لكي أرى الداخلين وأبصر وجه عدوي. . !


دعتنـي ليـلـةً أمُّ الفـواسـقْ
فساورني اضطـرابٌ لايفـارقْ

أكـادُ أجـنُّ وحـدي لاسميـرٌ
يؤانسنـي ولاخــلٌّ مُـوافـقْ

شربتُ سجـارةً لُفّـتْ بـرجسٍ
على (نكسٍ) من الأفغانِ فائـقْ

فكنتُ كمن أتـاهُ نذيـرُ شـؤمٍ
يهـدّدهُ بقـربِ قـدومِ سـارقْ

فأُنصتُ ثم أُصغي فـي سكـونٍ
كأنـّي سامـعٌ للبـابِ طـارقْ

ولم أسمعْ سوى خفقـانِ قلبـي
كأنَّ عليـهِ تنْهـالُ المطـارقْ

وخلتُ الليلَ مما طـالَ دهـراً
وكالساعاتِ أصبحـتِ الدقائـقْ

فلاصاحٍ أنا من فـرطِ ذعـري
ولافي النومِ والأحـلامِ غـارقْ

لبثتُ بلاحـراكٍ فـي مكانـي
كعصفورٍ يـرفُّ عليـهِ باشـقْ

وأصبح واقعُ الأشياء عندي
كأوهامي خلتْ منها الحقائقْ

وصوتي خانني وغـدا لسانـي
لشدّةِ رعدتي بالحلـقِ لاصـقْ

وضاعتْ حيلتي في ضبطِ نفسي
ولم يكُ لي من الآمـالِ بـارقْ

شعوري لايصورهُ قصيدٌ
ولا فنٌ.. ولا تمثيلُ حاذقْ

أرى الأصواتَ ,أسمعُ أيَّ لونٍ
كما لو أنّهُ بالرعبِ ناطقْ

فخوفي حاصلٌ من كـلِّ شـيءٍ
ومن لاشيءَ’ صدقنـي ووافـقْ

يريني(الكيفُ) سيفاً فوق رأسي
وحولي ينصبُ الوهمُ المشانـقْ

وأشباحٌ يصورّهـا اضطرابـي
تهاجمنـي فأحسَبهـا فيـالـقْ

ولستُ مبالغاً في شـرحِ حالـي
فأبياتي علـى قولـي تُصـادقْ

أضاعَ الكيفُ مني نصفَ عمري
وحتماً مابقي في الإثـر لاحـقْ

لقد أقسمتُ لستُ أبيتُ وحـدي
أعبُّ سجـارةً والجـوُّ رائـقْ

ولا أقضي حياتـي فـي تعـاطٍ
ولو نزلتْ على رأسي الصواعق

فلا (الاتكيتُ) يحكمني بؤنسي
وعربدتي طقوسٌ عن أفارقْ

وليس يُطيقُ رأسي مثـلَ هـذا
وكم في الكيفِ قد كُتبتْ سوابقْ

وحسبي أنني دمّرتُ زوجي
فإنْ ذُقت الحشيشةَ فهي طالـقْ
___
 


عزيزي تأبط شعرا

ما هو جدير بالذكر في هذه القصيده البديعه هو انك حافظت على وزن القصيده وقافيتها وشكلها الكلاسيكي وفي نفس الوقت ادخلت عليها غرضا من اغراض المدرسه الشعريه الحديثه وهو رسم الواقع بحروف شعريه

لله درك ، لا فض فوك
لا عدمنا هذه الشعريه ..


 
أعلى