ماساة الذات الانسانيه

كتبت اخر المشاركات ووجدت موضوع لاخونا الحانوتي فعلاا

ماقصتك والموت والخوف منه والهرووب والقلق ودفن الانفس حيه ؟؟؟

نعم نخاف ونكره الموت ومن منا يطيقه وهو سيترك من يحب وملذات الدنيا نعم نهرب

ومع هروبنا نفضل ان نعيش كل يوم في يوومه

لبن قاعده اتخيلك وانا اقرا لك انك مشغل بخوور وتقول موتوا موتواا ؟؟ وتهف البخور

حفظك الله يا حانوتي الشبكه والحياه حلوه والاحلى هروبنا لهاا
 

0utsider

عضو بلاتيني


انا مهووووووووووووس بالموت ،،،

حياج الله تعالي تغدي معانا بالمقبره ،،،،،،،،،،،،الموضوع كتبته بالمقبره ،،،،،،،،،،،

شكرا لمرورك وتعليقك الطريف وموضوعاتي مايقراها احد لاني اكتبها علي مستوي العقل العالي ...


انست وشرفتي ،،،،،،،، قارئتي المفضله ههههههههها . شكلج دمج خفيف شيجيبج لموضوعاتي !!!!!!!.
 
انا مهووووووووووووس بالموت ،،،

حياج الله تعالي تغدي معانا بالمقبره ،،،،،،،،،،،،الموضوع كتبته بالمقبره ،،،،،،،،،،،

شكرا لمرورك وتعليقك الطريف وموضوعاتي مايقراها احد لاني اكتبها علي مستوي العقل العالي ...


انست وشرفتي ،،،،،،،، قارئتي المفضله ههههههههها . شكلج دمج خفيف شيجيبج لموضوعاتي !!!!!!!.

السمووحه وبالتوفيق
 

0utsider

عضو بلاتيني








هذا اللذي يسمونه : المــــــــــــــــــــــــــــــــوت

"" الجزء الرابع ""

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=--=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-







يشعر الانسان ، كل انسان ، بطبعه ، بالانزعاج والفزع والخوف والاضطراب ان هو ادرك بحواسه او تخيل في عقله المجرد ، ان ذاته مهدده بخطر من الاخطار ، سواء كان خطرا ماديا قد يسبب له الاذي في جسمه كالمرض او الاصابه او الحوادث المختلفه او حتي الشيخوخه ، او كان خطرا معنويا ، كتعرضه للاهانه والاحتقار والازدراء والتقليل من شانه او شعوره بانه مرفوض ومنبوذ ، او ان هناك خطرا يهدد قدرته علي اشباع حاجه او شهوه من شهواته وحاجاته ، فذات الانسان هي اعز مايملكه في هذا الكون ، اذ ان الذات الانسانيه ، تعتبر اقدس المخلوقات والموجودات علي الاطلاق .




الانسان ، كل انسان ، يحب ذاته ويعشقها الي حد الهيام اللذي لاحدود له ، وعندما يجد الانسان نفسه قادرا علي ان يعي ذاته ، فانه يدرك انه لازال علي قيد الحياة ، فيشعر بالسعاده والاطمئنان والارتياح ، لكن الموت المرعب المخيف يثير الخوف والرعب والفزع لانه سيجعل الانسان عاجزا تماما عن ان يعي ذاته او يدركها ، كما ان الموت سيجعل الانسان عاجزا تماما عن حماية ذاته بعد الموت ، ذلك ان القدره علي وعي الذات وما يعتمل بها من تاثرات نتيجه ماتدركه من العالم الخارجي اونتيجة ما يحدث في داخلها ، مهمة العقل او الروح ، وهي التي ستختفي عند الموت ، وعند الموت ، سيفقد الانسان (( اداة )) الادراك والوعي الذاتي ، وهذا هو الالم الحقيقي والالم المفجع والرهيب ، اللذي يسحق الانسان في نفسه ويرسم السواد في عيون قلبه .



اعتاد الانسان ان يدرك ذاته وهي علي قيد الحياة ، وهذا مدعاة طمانينه وسعاده له ،وقسوة الموت والمه تكمن في انه سيحرم الانسان من قدرته علي ادراك ذاته وهي علي قيد الحياة .



فالموت سيقضي علي ذاته حتما ، وعلي اداة ادراك الذات .



ان مهمة الانسان الرئيسيه في الحياة وشغله الشاغل ، والدافع الرئيسي لافعال الانسان وتصرفاته هو حماية الذات وحماية حياته ، حماية ذاته ، وموته سيجعل ذاته في مهب ريح الاخرين وتحت رحمتهم وسيجردها ممن يدافع عنها ، وسيجعله عاجزا عن الدفاع عن ذاته المقدسه تقديسا مطلقا وهذا سبب خفي يثير الرعب والفزع والهلع في نفس الانسان .



وفيما يتعلق بالحيوان ، فان الموت اخف وطاة عليه مما هو علي الانسان ، ذلك ان الحيوان عندما يشعر بذاته طالما انه علي قيد الحياة ، فانه يشعر بذاته باعتباره موجودا خالدا الي الابد ، فالحيوان يعيش دون ان يدرك او ان يعي انه سيموت في يوم من الايام ، كما هو الحال البائس مع الانسان ، فالحيوان ليس له عقل يعرف بواسطته الموت ، او حتي يدري بوجوده ، والحيوان لايدرك العدم والتجريد ، بينما الانسان يدرك العدم والتجريد ، فحياة الحيوان تتميز بالثبات في داخل النوع ذلك انه لايدرك انه سيموت ولايدرك حتمية موته .



فالحيوان يعيش منتميا الي نوعه او جنسه ، اكثر من كونه يعيش منتميا الي ذاته ، ورغم وجود الذات الحيوانيه ، الا ان الحيوان لايدرك ذاته اذ انه لاعقل له والعقل هو وسيلة ادراك الذات ، وبالتالي فانه لاوجود للذات الحيوانيه ، طالما انه لايوجد عقل لصيق بها يستطيع ان يدركها .



الا ان الانسان يتميز عن الحيوان بان له عقل ، وظهور العقل لدي الانسان كان بمقتضي ارتباط ضروري ، ولان الانسان لديه عقل ، ولان العقل هو اداة معرفة الموت ، فان الانسان يشعر بشعور يقيني بالانزعاج والضيق والتوتر والخوف بسبب ادراكه بيقين الموت .



ولان الانسان الفرد ، بذاته ، يدرك انه ميت لامحاله ، لذلك فانه لايهتم لبقاء النوع الانساني ، لان بقاء النوع الانساني لايعني للانسان الفرد شيئا ، طالما ان موت الانسان الفرد يقيني لاشك فيه ابدا ، وطالما ان موت الانسان الفرد بذاته لايعني شيئا ، أي شئ ، بالنسبة للنوع الانساني .



فالانسان الفرد يريد البقاء له وحده ، له هو بذاته ، ولايهمه مسالة بقاء النوع الانساني من عدمه ، فالانسان الفرد يشعر بانه منعزل عن النوع الانساني ، لان الموت هو موته هو بذاته ، وليس موت النوع الانساني ، بمعني ان وعي الانسان بالموت وخوفه منه جعل الانسان الفرد يهتم اهتماما شديدا بموته هو بالذات .




ولان الانسان من صميم طبيعته انه يتمسك بالحياة والبقاء ، لذلك فانه يخاف الموت ويكرهه ويانف منه لان الموت يشكل تهديدا فعالا وحقيقيا ويقينيا لما يسعي الانسان بكل دأب واصرار للدفاع عنه والتمسك به ، وهو حقه في الحياة والبقاء لاطول مده ممكنه علي قيد الحياة .



فالرغبه في الحياة والبقاء لدي الانسان ، رغبه يقينيه لاواعيه وعفويه تلقائيه ، بينما الموت ، هو لفت انتباه ، الي انه سيفقد هذه الرغبه العنيفه القابعه في اعماق قرارة نفسه .



ويسعي الانسان ، بطبعه ، الي تجاهل وتناسي والتشاغل عن هذا اللذي سيقضي علي حياته ، واللذي ينتظر كلا منا في نهاية المطاف ، وهذه النهايه اليقينيه المحتومه الاليمه المرعبه هي التي تخلع علي نصيبنا من الوجود في الزمان طابعا اسودا ماساويا تعيسا ، يثير في النفس صنوفا من العذاب والالام والمراره ، وتجعل طعم الفحم الاسود والتراب اليابس هو الطابع الماساوي القاسي اللذي يطبع حياتنا التي تنتهي بامكانية الموت .




فالموت ممكن يقيني ولانه امكانيه فانه سيتجلي يوما ما في لحظة ما ، في مكان ما ، الي الوجود ، ليقضي بظهوره علي وجودنا وعلي كل امكانيه اخري ، انه الموت ، وماادراك مالموت .


والموت ليس انجازا ولانجاحا ، انما هو فشل حتمي وهو نهاية ليست سعيده بالمره ، وانما هو نهايه تحمل بين طياتها ، كل الالام المرعبه والموجعه في اعماق النفس الانسانيه البائسه ، والانتباه يبلغ عند الموت اقصي اقصي درجاته للميت نفسه او لمن يدرك موت الاخر، فالموت امر جدير بالانتباه والاهتمام ، ولايمكن له الا ان يكون كذلك . بل ان الانسان يمكن له الا يعير اهتماما لاي موضوع اخر ، سواء له هو بذاته ام للاخرين ، الا انه لايملك الا ان يهتم للموت ، سواء موته هو ام موت الاخرين .



ان الموت يدمر الذات الانسانيه تدميرا هائلا مريعا ، ويلحقها بعالم العدم ، والموت لايعبا بالذات الفرديه للانسان ، وبدون الذات ، وبدون وجودها وبعد فقدها ، فانه لاقيمة لاي عالم ولاي كون ، ولاية وجود ، فبغير الذات لاوجود للماضي ولاللحاضر ولاالمستقبل ولاوجود للاخرين القريبين والبعيدين منا وعنا . فالعالم كله يفقد قيمته بالنسبة للانسان الذات ، عند فقد الذات ، فلاقيمة لشئ ولاوجود لشئ ، بعدم وجودالذات وموتها .



ان الانسان اذا ماتعرض لاعتداء من شخص معين ، فانه قد يبرر هذا الاعتداء ، واذا فشل في مجال معين فانه يمكنه ان يبرر هذا الفشل ، وان عجز عن القيام بعمل ما فانه ، بطريقة او باخري يبرر هذا العجز ، واذا مرض فانه يمكنه ، بطرق ما ، وبعون من الله تعالي ، ان يشفي ، فالانسان من صميم طبيعته هي القدره علي التبرير واختلاق الاعذار ، لكن الانسان عند مواجهة الموت فانه تنعدم الوسيله لديه وتموت كل حيله عنده لتبرير هذا السقوط المرعب ، هذا السقوط الاكبر ، هذا الفشل الحتمي المريع ، وهو الموت .



والموت مجهول تماما للانسان ، والانسان يخاف مايجهل ، وهذا مايزيد الانسان خوفا ورعبا وذعرا منه ، فالموت هو ذلك الجبار العنيف اللذي لديه القدره التي لاشك فيها في ان يحيل كل شئ وخلال ثواني معدوده الي لاشئ الي العدم .



كيف يحب الانسان الموت ، واعز مايملكه الانسان هو حياته وذاته ، والموت جاءه لكي يحرمه من اعز مايملكه ، جاء ليحرمه حياته . والموت قاسي بطبيعته ، ولايمكن ان يكون خلافا لذلك ، ولحظة انفصال اداة الادراك والوعي ، " العقل او الروح " ، عن الذات ، ليست باللحظه السهله لان الانسان قد اعتاد ان يدرك نفسه وذاته وهو علي قيد الحياة .



والانسان هو الكائن الحي الوحيد في هذا الوجود اللذي يدفن موتاه ويقوم بتخزينهم وحفظهم في الارض ، ورغم تسليم الانسان ويقينه بحتمية الموت التي لايعتريها أي شك ، ادني شك ، الا ان السبب الخفي لقيام الانسان بدفن موتاه انما هو عائد في حقيقة الامر وعمقه ، الي ان الانسان في قرارة نفسه وعمق اعماقه يرفض موت من يحبهم كما انه يرفض موته هو بالذات ، فالانسان لايريد لمن مات ان يموت ، هو فقط مستسلم للموت وعاجز عن فعل شئ ، لكنه لايريد موت من مات ، كما انه لايريد موته هو ، فمهما قال الانسان انه متيقن من الموت ، الا انه في حقيقة الامر لايريد الموت ولايطيقه .




وكل انسان يشعر في قرارة نفسه انه يجب الايموت ، وانه لايستحق الموت ، وان من يحبهم كان يجب الايموتوا ،،،، لكن ماباليد حيله ، أي حيله ، فالموت لاخلاص منه ولافرار ولامهرب .



والحديث عن الموت ،،، لم ينتهي ولن ينتهي عن هذا الحد ،،،،، ولازال للحديث بقيه ........ بس لما يصير لي خلق ،،، والواضح ان شهيتي مفتوحه علي الموت .








اللبن المتجمد








 

0utsider

عضو بلاتيني








هذا اللذي يسمونه : المــــــــــــــــــــــــــــــــوت

"" الجــــــــــــــــــزء الخامس ""



=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=







يبدو ان الشهيه اليوم مفتوحه بس مو حيل علي سوالف الموت ومواضيعه الرهيبه ، لذلك اليوم ، كتبت بعض الخواطر ، اللي تمشي الحال ، عن الموت ، وماادراك مالموت ، والسالفه مع الموت مطوله بعض الشئ ، بس المزاج والخلق لك عليه وموذاك الزود ، للاسف طبعا .


يتصف الموت بالفرديه من جهه ، وباللا شخصيه من جهة اخري .


فالانسان مكتوب عليه انه عندما يموت فانه يموت بمفرده ، يموت هو بنفسه وبذاته ، فالموت هو موتي انا بالذات ، او موته هو بالذات ، او موتك انت بذاتك ، فليس شخصا اخر هو من يموت بدلا منك ، فالموت فردي بحت ، لانيابة فيه ولاوكاله .



والانسان يتالم بمفرده ، ويتعذب بمفرده ، ويعاني الحرمان والشقاء بمفرده ، ويمرض بمفرده ، واذا آلمه ضرسه فانه هو من يتالم وليس احدا اخرا سواه ، واذا كسرت رجله او يده فان الكسر يؤلمه هو بذاته ويكون لرجله او يده هو لايد ولارجل شخص اخر ، فلايمكن ان يتالم شخص مثلما يتالم من كسرت قدمه ، والتعاطف مع المبتلين لايعني باي حال من الاحوال اننا قد صرنا مثلهم او شعرنا بألمهم تماما كما يعايشونه هم انفسهم وكما يشعرون بمرارته وقسوته ، فالالم يمارس قسوته علي من اصيب به لاعلي سواه مهما كان قريبا منه او يهمه امره ، واذا اودع شخصا السجن لاي سبب كان ، فان السجن وعذابه وضيقه وقسوته وظروفه الصعبه وطول الانتظار وبطء الوقت ، يعانيها السجين نفسه اللذي يعايش السجن وليس شخصا اخرا سواه ، وان كان متعاطفا معه ، فالتجربه الحيه لايعرف شدة وطاتها الا من عايشها معايشه حقيقيه وتجرع مرارتها بنفسه .



والرغبة القويه اللامحدوده للانسان في التخلص من المه وعذابه الشخصي ، او من موته الشخصي ، او رغبته المحمومه الجامحه في خلاص من يهمه امره من عذابه والمه وشقائه او من موته ، لاقيمة لها ولاتعطي اية نتائج تذكر ابدا .


وعندما يعاني الانسان لحظات الاحتضار المريعه والاقتراب من الموت ، فان اشد مايعذبه ويذيق نفسه معاني القسوه المرعبه ، هو انه سيموت لوحده ، وسيستمر الناس والوجود من بعده ، ولانيابة ابدا ولاوكالة في ان يموت احدا سواه .



والمؤلم في الموت انه يشكل للانسان اعلي درجات ومعاني الانفصال ، ففي الموت يحدث الانفصال الحتمي المرعب الذي لاتستطيع قوه في الكون ان تمنعه او ان تعيق توقفه ، وهو انفصال لايريده احد لانه مؤلم جدا للنفس ، فعندما ينفصل الانسان عن وضع معين كان قد اعتاد عليه ، فانه يشعر بالالم والضيق والاغتراب ، الا ان الموت يشكل انفصالا كاملا تاما بل وتبلغ اعلي درجات الانفصال عند الموت ، حيث انه انفصال عن الكون والوجود نفسه ، وانفصال رهيب بين سر الحياة والجسم ، ويمثل فقدانا لوضع كان فيه الانسان حيا ، وهو ينتقل مرغما مجبرا الان الي وضع يكون فيه الانسان ميتا ، كما انه انفصال يثير الرعب والذعروالفزع لانه انفصال عن الاخرين ، والموت انفصال للانسان عن ماضيه وعن مايحيط به وعن المستقبل ، انه الانتقال المرعب المخيف من وضع يعرفه الانسان تماما وقد اعتاد عليه وهو وضع الحياة، الي وضع الموت وهو وضع مجهول ، لم يسبق لاحد ان عايشه معايشة حقيقيه ، انه الانتقال الي العالم الغريب .



عندما يقع الانسان في مشكلة ما اوموقف حرج صعب ، او يحتاج لشكل من اشكال المساعده ، فان الناس هنا يستطيعون ، الي حد ما ، ان يقدموا المساعدة لبعضهم البعض ، وان ينقذوه مما هو فيه ، الا ان احدا لايستطيع ان يساعد احدا تجاه حتمية الموت ، فلاالاطباء ولاالاهل ولاالعائله ولااي كان يستطيع ان يقدم شيئا او يملك تقديم شيئا لمن قارب علي الموت ، فسلطة الانسان معدومه تجاه موته هو بنفسه تماما ، كما ان سلطة الاخرين تجاه من قارب علي الموت معدومه تماما ، اذ ان فرص المساعده للناس تجاه بعضهم البعض في مواجهة الموت هي فرص معدوووومه تماما ، ولامجال ولاامل في ان يقدم أي انسان أي شكل من اشكال المساعده لاي انسان اخر ، وحب الناس وتعاطفهم مع بعضهم البعض ، تجاه الموت لاقيمة له ، ورغبتهم اللامحدوده والشديده في عدم موتهم هم انفسهم او موت من يهمهم امرهم لاقيمة له ابدا ، فرغبة الانسان بالبقاء وعدم الموت ، لايابه بها احد وهي رغبه معدومة القوه وعاجزة تماما عن ان تعبر عن نفسها او ان تفرض وجودها .



ومن المهام الرئيسيه الملقاة علي عاتق الانسان هو انه يجب ان يسعي ماوسعه الجهد لتقديم كل ماهو ايجابي ونافع لنفسه ، والانسان بطبعه يحب نفسه ويحب السعي لخدمتها وراحتها وتقديم الخير لها ، ورغم ذلك فان الانسان عاجز تماما عن ان يقدم لنفسه شيئا تجاه حتمية موته اليقيني ، فالانسان يقدم لنفسه مايمنع عنه الفقر والحاجه والعذاب والمراره والمرض والتعب ، الا انه يقف مكتوف الايدي تماما تجاه موته اللذي لامفر منه ابدا ، فرغم القوه الهائله لحب الذات وحرص الانسان علي نفسه وخوفه عليها ورغم قوة حب الخير للنفس ، كمحركات هائله وقويه جدا لسلوك الانسان الا انه يجد ان هذه الامور القويه ليست ذات قيمه ولادور لها في تخليصه من الموت المحتوم ، وتصبح عقيمه عاجزه عن فعل شئ تجاه الموت .



ورغم ان الانسان اناني ، بطبعه ، الا ان انانيته هذه والتي طالما حركت سلوكه وقامت بتوجيهه لاشباع هذه الانانيه الطاغيه ، الا انها لاتفعل شيئا ابدا امام الموت واللذي محله هو الانسان الفرد بذاته ، فالموت من القوه بحيث انه يقضي ويسحق علي هذه الانانيه الطاغيه بكل قوه واقتدار ويحيلها الي عدم .



وهكذا نجد ان الموت يتسم بالفرديه بصوره كبيره ليس لها منازع في فرديتها .


كما ان الموت يتسم بسمة اخري وهي سمة (( اللاشخصيه )) ، بمعني ان الموت ليس موجها لشخص معين بذاته بحيث انه سوف يستثني من عداه ، وليس الموت قاصرا علي من يتميز بمميزات معينه ، بحيث ان من لايمتلك هذه المميزات فانه لاياتيه الموت ومن يمتلكها فانه سيكون سائرا نحو الموت ، فالموت يشمل الجميع ، فهو يشملني انا ، ويشمله هو ، ويشملك انت ، فلا استثناءات لدواعي شخصيه او غير شخصيه من حتمية الموت ، بينما قد نجد ان شخصا ما لم يرزق باولاد ولم يشتري قصرا كبيرا ، هذه الامور ومثلها قد تقتصر علي اناس واشخاص معينين دون الاخرين ، فهي شخصيه بحته بينما الموت لاشخصي ابدا ، ولاياتي او يذهب لاسباب شخصيه ، وهكذا نجد ان الموت ورغم اغراقه بالذاتيه فهو بعيد كل البعد عن الشخصانيه .



وليس هناك شروطا او جراءات او اعمالا بحيث انه بتوافرها او بقيامنا بها ، فاننا سنكون بمناي عن الموت ، فالموت لايابه باي تفضيل لاي انسان عن اخر ، فليس لديه اناسا مفضلين علي اناس ، ايا كانت اسباب التفضيل .



ومن الممكن للانسان ان ينظر لنفسه نظرة تفضيل عن الاخرين ، بشتي صور التفضيل ، او ان يغتر بانه لديه ماليس لدي الاخرين او مالا يمكن للاخرين ان يمتلكونه ، ويحق للانسان ان يفتخر بكل صور الفخر والتباهي علي الاخرين ، الا انه لايملك ابدا ، ان يمتدح نفسه او يشعر بافضليته علي الاخرين بعدم موته ، فالموت يكسر انف الانسان ويمرغ غروره في التراب ، وعصي علي الانسان ان يفتخر بانه لاياتيه الموت .




ومن شدة شخصانية الموت ، انه وان كان قد داهم القتيل او المذبوح وتمكن منه ، الا ان هذا لايعني ان القاتل سيكون بمناي عن الموت ، لا ، ابدا ، فالموت يشمل القتيل ويشمل القاتل ، فكون الانسان قاتلا فلا يعني هذا ان القاتل سيكون بمناي عن الموت ، وسيسحق كلا منهما ، اذا جاء الوقت المحتوم وفي المكان اللذي ستتم فيه عملية الموت المرعبه .



وحرص الانسان اللامحدود علي البقاء في الدنيا وعلي قيد الحياة ، هي رغبه وحرص لايقيم الموت لهما وزنا ولايابه بهما ، ولايهتم بها ، وكون ان الموت لايابه ولايراعي هذه الرغبه المحمومه للانسان في البقاء علي قيد الحياة والابتعاد عن الموت ، فان هذا يسبب للانسان الالم والحسره والياس والشقاء والاستسلام اللذي لامفر له منه ابدا .



رغبه متوقده في البقاء وعدم الموت ، يقابلها يأس تام من القدره علي تلبية هذه الرغبه ، هذا هو حال الانسان مع الموت .!!!!.


وحرص الانسان علي الاهتمام بصحته بالغا مابلغت درجاته ، ومهما كان سعيه محموما ملتهبا من اجل البقاء والحفاظ علي حياته ، فانه لن ينتهي الا بالموت ، فلا اسباب يمكن لها ان تعطل الموت او تمنعه ، فالموت قوه هائله يستحيل التفاهم معها باي شكل من الاشكال .



قد يكون الانسان يمارس عادة من العادات السيئه التي قد تؤدي الي هلاكه وهلاك صحته ، فان شعر ان هذه العادات قد باتت تهدد حياته تهديدا حقيقيا وانها باتت تقربه من الموت فانه سيبادر ، في سبيل الهرب من الموت والتمسك بالحياة الي ترك هذه العادات السيئه ، وكل هذه الامور لاطائل من ورائها ، فالطريق نحو الموت يسير فيه الانسان ولن تمنعه اية اجراءات واهتمامات واحترازات ، فالموت لاينفع معه اية وسيله واية حيله .



وحرص الانسان علي الحياة واهتمامه بالبقاء واهتمامه بصحته المقصد والغايه منه ، هو الايموت هنا والان ، فالانسان يشعر في قرارة نفسه انه طالما لم يمت هنا والان ، فانه لن يموت ابد الدهر ، وفي هذا الشعور عزاء كبير للانسان ومصدر راحه عظيم .



ومتي ماكان موعد موت الانسان وايا كانت السن التي قد بلغها ، فان هوشعر ان موته قد اقترب منه ، فانه في قرارة اعماق نفسه يعتقد ان الوقت لازال مبكرا علي موته ، وان الموت يجب الا ياتي هنا والان ، ويشعر بجوع حقيقي شديد للبقاء في الحياة ، فالحياة قابله للموت رغم انها لاتريد الموت ، وهذا الصراع بين ارادة الحياة وحتمية الموت هومنبع الالام والاسقام والاحزان التي مالبثت تطغي علي الانسان ، فالانسان مهما نهل من عقود الحياة وقرونها ، ومهما شرب من كاس الزمان ، فانه في حالة جوع وعطش لاتشبع للحياة وللبقاء علي قيد الحياة ، ولايشعر الانسان بما عاشه في الحياة الدنيا انما هو يشعر بما تبقي له من عمر وايام معدوده في الحياة ، فعشرات السنين التي سبق وان عاشها ، لاتداوي الالام العنيفه التي تجعل النفس قاتمه ، والتي يسببها شعور الانسان بان ايامه قد باتت معدوده ، والحياة لايمكن للانسان ان يشبع منها ابدا ، ولايمكن للعقل ان يتصور امكانية ان يشبع الانسان من الحياة ومن البقاء .



وان مات شخص قريب او عزيز ، فانه مهما كانت عدد السنوات التي سبق وان عاشها في الحياة الدنيا ، فاننا نشعر انه قد مات صغيرا ، وان اوان موته ، للاسف ، ماينبغي ان يحل هنا والان ، وانه ماكان يجب ان يموت الان ، فاذا كان هذا هو موقفنا تجاه موت الناس الاخرين ، فكيف ياتري يكون موقفنا من موتنا نحن ، او موتي انا بالذات ، ومن المستحيل ان يقول الانسان او ان يشعران موعد موته قد حان .




كتبه اليوم // روح اللبن الجامد
 

0utsider

عضو بلاتيني





هذا اللذي يسمونه : المــــــــــــــــــــــــــــــــوت

"" الجــــــــــــــــــزء السادس ""


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-





قرائي الاعزاء ،،،



كخخخخخ ، اللي يسمعك تقول قرائي الاعزاء يقول قراءك واقفين طوابير طوابير ، مثل الطوابير اللي علي الطماط ، او واقفين طابور من خط العبدلي الي خط الوفرة علي قولة عبدالحسين عبدالرضا ببساط الفقر ، عموما وقوف الناس عند طوابير الطماط مبرر ، لان الانسان شهواني ، والاكل شهوه شديده لاتقاوم ، والانسان يتبع شهواته ويتكلم مجرد كلام عن الفضيله والاخلاق والقيم ، لكنه لايتصرف بافعاله وسلوكه وفقا لما يقوله ، انما يتصرف بسلوكه بما يشبع شهواته وغرائزه التي لايمكن ان تشبع . عموما قرائي الاعزاء ، قد تجدون بعض الافكار والخواطر مكرره وعذري هو انني اكتب من عقلي ومن وحي افكاري ومااذكره ، لذا اقتضي التنويه .



نواصل السير نحو الموت المحتوم ،،،،،، والحديث اللذي لايمل عنه ..........



نقول ان الانسان يمكنه ان يشهد أي حدث يقع في هذا العالم سواء مشاهده مباشره عينيه او غير مباشره ، واذا كان لكل حدث زمان ومكان وكيفيه فان الانسان قد يشهد ويدرك أي حدث في الدنيا ، خاصة اذا كان هذا الحدث قد تم في حضوره ووجوده وكان شاهدا عليه ، الا ان الانسان من المستحيل ان يشهد حادثة موته هو ، رغم ان الموت موته هو بنفسه وبذاته ، فالنفس لاتشهد موتها بذاتها والحواس لاتدرك موتها والوعي والادراك لايعيان ولايدركان موتهما ، لان الموت موت لكل هذه الامور بذاتها والتي كانت تعمل بكل طاقاتها علي ايام الحياة ، كما ان الانسان بالاضافة الي انه لايعرف كيفية موته فانه لايعي ولايدرك الكيفيه التي مات او يموت فيها عند الموت ، وهذا من عجائب الامور ان لايدرك الانسان ولايشهد حادثة وزمان ومكان موته ، اذ ان هذه مهمة الاخرين لامهمته هو .



ان الانسان عندما يكون بصدد القيام بعمل عزيمه او وليمه او انجاز عمل معين او استقبال حدث معين او استقبال شخص ما ، فانه يعد العده ويتخذ كافة الاجراءات الممكنه للاستعداد لهذه المناسبات ، الا ان الانسان لايستطيع ان يعد العده ويقوم بالاستعدادات لاستقبال الموت ، فالموت ياتي دون اذن مسبق منه ، فليس من طبيعة الموت انه يستاذن احدا وليس من طبيعته انه يابه لاية استعدادات يقوم بها من جاء دوره وحان موعد موته ، كماان الموت لاينتظر دعوة منا لكي ياتي ، فالموت كائن متقدم يسير من طبعه الي الامام ولايعرف التراجع الي الخلف ، فالموت لايحمل اية صفه من صفات التراجع او التردد ، وهو كائن غير قابل للهزيمه ابدا ابدا ابدا .فالموت كائن لايعرف الا طعم الانتصار ، ولاوجود للهزيمه او للتراجع في قاموسه .


قد تمر علي الانسان عدة تجارب تتكرر في حياته عدة مرات ، وقد تتحول الكثير من الاعمال الي عادات يصعب علي الانسان الخلاص منها والفكاك من قيدها ، الا ان الموت ليس تجربه اوخبره يمكن ان تتكرر بحياتنا عدة مرات ، كما انه لايمكن ان يتحول الي عاده ، فالموت عمليه ينتفي معها التكرار انتفاءا تاما ، فالموت لايتكرر وانما يتم مرة واحده ولذلك فان احدا لايستطيع ان يتكلم عن الموت باعتباره ذاتا ، او باعتباره حدثا مشاهدا معاشا معايشة وجوديه محضه ، ولان الانسان يموت مرة واحده فان هذا يجعل الموت عصيا علي الوصف ، كذلك فان الموت لايمكننا ان نشعر به او ندري عنه عندما يتمكن منا تماما ويقضي علينا قضاءا تاما .



نعم ساموت ، انا من سيموت ، انا الانسان الفرد ساموت ، ستموت ذاتي وهي اداة الاتصال والاحساس بالعالم والوجود الخارجي ، والعالم ليس موقوفا في وجوده او استمراره علي وجودي ، ساموت انا ، انا اللذي ادركت ذاتي في فترة وجودي المتحقق المحض ، من يوم ولادتي ومجيئي الي هذا العالم الي يوم موتي ، ساموت وساغار هذا الوجود وهذا الكون وهؤلاء الناس ، وساغادر جسدي اللذي رافقته طيلة رحلة بقائي في هذه الدنيا ، وهذا الوجود المجهول الغامض ، ساغادر الي العالم الاخر ، وسيقبع جسدي تحت التراب في احضان باطن الارض ، في احضان امي الارض التي خلقت من ترابها ، واللذين سيدفنونني سيحملونني الي قبري اللذي ساقيم فيه مليارات السنين الي ان ياتي اليوم الموعود ، وبعد ان يتموا مهمتهم في دفني فانهم سينصرفون الي شؤونهم والي حياتهم ، فالموت موتي انا ، الموت هو موت ذاتي ، وموت وعيي وادراكي انا ، ولن يتاثر الكون ولااستمرارية الوجودبموتي ، ولن تقف حركة المرور او زحمة الشوارع بسبب موتي او بسبب دفني ، ولن تتعطل المصالح ولن تتوقف الدوائر الحكوميه والشركات ، وسيبقي النك نيم مالي وبريدي الالكتروني ، يستقبل الرسائل ولن يرسل شيئا بعدموتي ، وتلفوني النقال سيموت معي فلن يرسل ولن يستقبل ، وسيمسح الناس رقمي النقال من تلفوناتهم ، وسيمضي الناس الي اعمالهم ومصالحهم واشغالهم والي اشباع شهواتهم وغرائزهم ، ويعيشون منتظرين ، لاشعوريا ، ينتظرون اليوم اللذي يكون مصيرهم مثل مصيري ، لتتكرر ماساة الحياة وعذاب الانسان الفرد وعذاب الذات الانسانيه ، في وجودها القاسي المرير العسير ، وستستمر الحياة من بعدي ومن بعد موتي ، وكان شيئا لم يكن ، فموتي ليس هما لدي الاخرين يذكر او ذي اعتبار انما هو همي انا وموتي انا وانا من يشعره ويدركه ويعيه ، والحياة مستمره متدفقه منسابه لاتبالي بموتي ولابموت احد أي احد ، فهي اقوي من كل الناس .



والحياة بقوتها الهائله ، مثلها مثل القطار يسير في طريقه المستقيم اللذي لايحيد عنه ابدا ، اوهي كالصاروخ المنطلق بمنتهي القوه الي الاعلي ، فسقوط شخص من القطار ، سقوطا ماساويا غير مقصود اونزوله منه نزولا اختياريا لن يعيق سير القطار ولااستمرارية سيره وانطلاقته ، ان موتي الخاص ليس حدثا ذا شان الا بالنسبة لي انا فقط ، فبموتي فانني انا من فقد وجوده ، وليس وجود الاخرين او وجود الحياة يتاثر بموتي ، فموتي هو حدث تافه ، يتكرر مليارات المرات ويتكرر كل يوم ، ولايمكن ان يمر يوم دون ان يتكرر مشهد موتي ابدا ، فموتي ليس بدعا وليس شيئا جديدا اوحادثا فريدا من نوعه ، وليس حادثا شاذا ، فالموت حادث يتكرر كل لحظه وليس له الا ان يتكرر في كل لحظه ، ورغم ذلك فان الموت حادثه جديده وماهي بجديده ، فهو حادثه جديده بالنسبة لي انا ، فانا لم امت قبل هذه المره ، وليست جديده بالنسبة للاخرين او للحياة ، فالحياة قد اعتادت الموت وشبعت منه حتي صار بالنسبة لها امرا غير ذي بال او اهميه ، كل الناس يموتون كل يوم وكل لحظه فما معني موتي من بين موت المليارت من بني الانسان ، انه الموت اكبر مثير كوني للحزن والشجن والكدر والرعب والخوف والذعر وانقباض القلب وضيق النفس .



ورغم ان الموت هو المصير النهائي للانسان ، فان العقل الانساني قد وقف عاجزا تماما امام فهم الموت ، فالموت يمثل قمة القمم للمجهول في حياة الانسان ، بل هومجهول المجهول ، ومهما حاول العقل الانساني معرفة اسرار الموت او كينونة الموت اوماهيته ، فانه لاجدوي ابدا ، ولن يستطيع ان يتوصل لهذا السر الرهيب مهما فعل ومهما حاول ، فالموت استطاع بكل اقتدار ان يكسر انف الفضول الانساني وان يوقف قدرة العقل الانساني علي المعرفه عند حدها، وقد استطاع الانسان ان يتطور في مجالات عده الا انه وقف عاجزا تماما عن معرفة الموت او كيفية التعامل معه ، وليس هذا بغريب ، اليس هذا هو اللذي يسمونه : الموت .



وكل مايمكن للعقل الانساني ان يفعله امام الموت هو وصفه من خلال تاثيره علي الانسان ، نفسيا وجسمانيا وفلسفيا .


والقضيه الاعقد والتي تشغل العقل الانساني ليست هي الموت فحسب ، انما مسالة : ماذا بعد الموت ، والي ماسيؤول اليه مصير الانسان ، في مرحلة مابعد الموت ، وكل انسان في اعماق اعماق قراة نفسه يخاف الموت ، ويخاف مصيره بعد الموت ، وهو خوف مفروض علي الانسان ولامفر منه ولامهرب لكن الانسان ، يتظاهر ويتصنع عدم خوفه من الموت .



ان الخوف من مفارقة مباهج الحياة ومن العدميه المجهوله شئ نفسي كامن في اعماق الانسان ، ولاوسيلة للانسان للتهرب منه اوكتمه واخفائه ، اذ ان الانسان مفطور علي الحديث عن الموت والتساؤل عن مصيره المحتوم بالموت او مابعد الموت ، ولايملك خلاصا من هذا المصير الاسود .


ولولا ان الانسان قد او تي قدرة هائلة علي تجاهل الموت ، او بالاحري القدره علي تجاهل التفكير بالموت لما تخلص الانسان ابدا من فكرة الموت وسيطرتها علي نفسه وعقله ، فهي فكره قويه ملحاحه تفرض نفسها علي الانسان اللذي يهرب من الموت الي أي ملجا ماوسعه الهرب ، فالالم والمرض والامراض المزمنه والحوادث والمصائب وموت الاخرين الاقرباء او الغرباء ، ودخول المستشفي لمرض او للزياره واحاديث الناس ودفن الموتي ورؤية المقابر وجثث الموتي ، كلها تذكر الانسان بالموت ، وتجليه امامه وتستحضره في عقله ، والموت كامن اصلا في اعماق الانسان ، وهو فقط متشاغل عنه ، لاهي وساهي ليس الا ، ولايستطيع الانسان ان يفعل اكثر من هذا لمقاومة الموت ، واي مثير خارجي او الم صغير اوحادث كفيل باثارة هذا الوحش وهذا البركان الخامد المتحفز في اعماق الانسان .



ان من عجائب الانسان وغرائبه ، ومااكثرها ، ان الانسان لايعرف السعاده ولايشعر بها ان كان سعيدا ، ولايعرف الراحه ولايشعر بها ان كان مرتاحا ، اذ ان السعاده تنتهي الي تعاسه والراحه تنتهي الي تعب ، والصحه تنتهي الي مرض ، والشباب ينتهي الي شيخوخه ، بمعني ان السعاده مستحيل ان تؤدي الي سعاده ، انما السعاده هي الطريق المحتوم الي التعاسه ، والراحه لاتؤدي ولاتنتهي الي راحه انما الي تعب ، قل مثل ذلك عن الحياة ، فالانسان لايعرف ولايشعرها الا عندما يقترب من الموت ، ومثلما ان التعاسه تنتهي الي سعاده والتعب الي راحه ، كذلك فان الموت ينتهي الي الحياة وهي الحياة الابديه ، فالحياة تنتهي بالموت والموت ينتهي الي حياة الخلود .



ولم وموبس ولم ، لا ، وبعد لن ينتهي الحديث عن الموت ،،،،،،،،،، فالي الملتقي ،،، بس يصير لي خلق ،،،،،،،،،،،،،





روح // اللبن الجامد
 

0utsider

عضو بلاتيني







هذا اللذي يسمونه : المــــــــــــــــــــــــــــوت

"" الجــــــــــــــزء السابع ""


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-==-








نواصل حديثنا ، دون توقف ودون هواده عن الموت ، فكما ان الموت منطلق نحونا دون توقف ، فقط نحن لاندري ولانعي ، كذلك فاننا سننطلق بالحديث عن الموت دون توقف ، وهذا اقصي مانستطيعه تجاهه .



يصعب علي الانسان عادة ان كان مستغرقا في الحياة ، ان يترك عملا قد اعتاد عليه ، وان يقوم بعمل يستثقله وان كان ينبغي عليه القيام به ، ورغم صعوبة هذه المعادله المعقده عند الانسان ، الا ان الموت ، او بالاحري شعور الانسان بان الموت قد بدا يداهمه كفيل تماما بجعل الانسان يقوم صاغرا بوضع هذه المعادله الصعبه موضوع التنفيذ العملي فعلا .



فلو ان شخصا كان قد اعتاد التدخين ، بحيث انه قد صار من المستحيل عليه تركه ، فانه سيتركه ان هو اخبره الطبيب انه قد اصيب بالسرطان او انه علي وشك ، وحصلت هذه الحادثه مرات كثيره وشاهدتها بنفسي ، كما ان الانسان قد يكون ينبغي عليه ان يقوم بعمل ريجيم او ممارسة المشي ، للحفاظ علي صحته ، فانك تجده يستصعب القيام بهذا العمل صعوبة بالغه ، طالما انه علي قيد الحياة ، لكن ماان يخبره الطبيب ان قلبه متعب وان عليه عمل ريجيم للاكل ، فانه ، وبدافع الخوف من الموت ، فانه سيقوم بعمل الريجيم غصبا عنه ، فالموت او اقترابه عامل فعال في تحريك سلوك الانسان بصوره فعاله . في حين تعجز عجزا تاما ، ملايين الكتب والنصائح عن احداث ذرة تغيير في الانسان ، وان احدثت تغييرا فهو تغيير مؤقت ، اذ سرعان مايعود الانسان الي ماكان قد اعتاده .



ان من طبيعة الانسان انه يسعي جاهدا ودون اي مماطله او تسويف للقيام ، باي عمل او شئ تفاديا للموت ولدفعه عنه .



فان أي عمل نعتقد انه يستحيل علينا ان نعمله ، او اننا نتكاسل عن القيام به رغم قدرتنا علي القيام به ، او أي عمل نريد تركه لكننا لانستطيع تركه لاننا اعتدناه ، وصار يعطينا شعورا بالارتياح ، كل هذه الاعمال نستطيع ان نقوم بها بمنتهي السهوله واليسر والاصرار ، لو اننا قمنا بها لدفع الموت والنجاة والهرب منه .



هناك من الناس من قد يهرب من القيام باعمال ايجابيه نافعه ، لانه قد اعتقد ، نفسيا ، في قرارة نفسه ، ان هذه الاعمال قد تشكل خطرا او تهديدا لحياته ، وهذا من عجائب الامور ، ان يتمسك الانسان بالحياة ولو كان التمسك بها والنجاة من الموت علي حساب حرمانه من امر ايجابي يحبه ويريده لكن خوفه من الموت يحول بينه وبين الحصول عليه والوصول اليه .



وهكذا نجد ان رغبة الانسان في تفادي الموت يعد ، محركا هائلا لسلوك الانسان وتغييره واصلاحه ، في اتجاهات تعجز عنها تماما الاف السبل والنصائح والتوجيهات والوسائل الاخري .....................


ان حتمية الموت هي ماتجعل الانسان يعمل ويتحرك في الحياة ، فلو ضمن الانسان الخلود فان أي عمل سيكون عبثا لاطائل من ورائه ولاقيمة له ، بل ان الانسان لو كان مخلدا فانه لن يعمل اصلا ، فالموت ليس هو من يعطي الحياة معني العبث ، بل ان عدم الموت هو اللذي يجعل الحياة عبثيه لاطائل من ورائها ولامعني لها ، والانسان دونا عن الحيوان يدرك ويعي حتمية الموت ، واستحالة الخلود ، وهذا مايدفع الانسان دونا عن الحيوان للعمل المتواصل مدي الحياة ، ولو كان الانسان خالدا لجلس علي سريره مرتاحا مستريحا مدي الحياة .



وفكرة الموت قد تتسلط علي الانسان تسلطا رهيبا ، والانسان في سبيل خلاصه من تسلط هذه الفكره ومن حتمية الموت ، فانه يلجا الي حيلة التناسي والتجاهل والتشاغل عنها بالملهيات والمسليات ، والواقع ان هذا الامر يعد خيانة كبري من الانسان لذاته ، ذاته التي ليس لها مثيل وليس لها بديل ، لانه وعلي اعتبار استحالة ان يتخلص الانسان من فكرة الموت بالقضاء عليها نهائيا ، فان هذه الفكره التي يتجاهلها الانسان ماوسعه التجاهل ، ستقفز الي ذهنه ان عاجلا ام اجلا ، وتناسي الموت مهما طال فان تاثيره محدود ، لكن تذكر الانسان للموت تاثيره شديد جدا علي الانسان ، بمعني ان الانسان يتاثر وينفعل ويتفاعل مع تذكره للموت ، اكثر مما ينفعل ويتفاعل عند تناسيه للموت ، والسبب واضح هو ان تناسي الموت والتشاغل عنه يفصل عقل الانسان عن ذاته ويبعدها عنه ، وتذكر الموت يعيد عقل الانسان الي ذاته .



وهكذا فان الانسان مهما تناسي الموت وتجاهله فانه ماان يتذكره او ماان تتسلل الي الانسان فكرة الموت ، حتي يدب الخوف والاضطراب والقلق والتوتر والبلبه والاهتزاز فالموت ليس بالعمليه السهله ابدا ، فاذا كان الموت كفكره ليس سهلا ويثير الاضطراب والفزع في النفس ، واذا كان موت الاخر ، رغم انه ليس موتي ، يثير الرعب والخوف والحزن والاسي في نفس الانسان ، فما بالك باقتحام الموت لاجسامنا وارواحنا بمنتهي العنف والقسوه والرهبه .



ويشعر الانسان بالخوف نتيجة سببين رئيسيين ، لهما تاثير قاسي وشديد علي نفسه ، فمن جهه يخاف الانسان من الامور التي تواجهه في الحياة وماقد يواجهه من مشاكل وصعوبات ومواقف حرجه ومصائب في العالم الخارجي ، خاصة اذا كانت هذه المواقف خارجه عن نطاق سيطرته وقدراته ، ومسالة حلها لاتخضع لسيطرته وارادته .



ويخاف الانسان اشد مايخاف منه ، وهو اقسي خوف علي الاطلاق بعد خوفه من اللحظات الاولي للموت ، عندما يجد نفسه عاجزا وغير قادر علي ان يقدم لنفسه شيئا او ان يكون عاجزا عن خدمة نفسه بنفسه ، انها اشد صور الازراء بالانسان التي من الممكن ان تزري الدنيا بها وتجور فيها علي الانسان ، فيشعر باقسي درجات المراره والالم والعذاب والشقاء ، عندما يجد نفسه عاجزا عن الاستغناء عن خدمات الاخرين له ، ويجد نفسه مضطرا للاستعانة بالاخرين للقيام بما يجب ان يقوم به هو لنفسه وبنفسه وباشد خصوصياته ، انه شئ مؤلم حقا ، ان يجد الانسان نفسه عاجزا عن خدمة نفسه بنفسه باموره الخاصه او غير الخاصه ، فان وصل الانسان الي هذه المرحله من مراحل وصور شقاء الانسان وعذابه ، فان الموت يكون حاجة ضروريه لاغني له عنها .



ويخاف الانسان ايضا من الاسباب التي يعتقد انها ستؤدي به الي الموت والهلاك .


وكون الانسان يصبح عاجزا عن خدمة نفسه بنفسه ، ومايسببه له ذلك من رعب وخوف وذعر ، فان الموت هو صوره مرعبه مثيره للفزع والخوف عندما يدرك الانسان نفسه انه بعد الموت ، سيكون تحت رحمة الاخرين ، وتحت تصرفهم الكامل وبين ايديهم ، وان سلطته علي نفسه قد انعدمت تماما ، والموت في حقيقة عمقه هو انعدام قدرة الانسان تماما علي ان يقدم لنفسه شيئا ، وفصل كامل وشامل بين الانسان وذاته ، وبعد الموت سيقوم الاخرين بكل مايلزم للخلاص طويل المدي منه من خلال الاجراءات المتبعه قانونيا ودينيا للميت ، ثم بعد ذلك دفنه وتخزينه في حضن امه الارض التي كانت الخلقه الاولي من ترابها . ان امكانيات الانسان بعد الموت تصبح في عالم العدم ، فلا غني له عن الاستعانه بامكانيات الاخرين ، وانعدم ، بموته ، الاستقلال الفردي اللذي كان السمه الرئيسيه لاعتباره حيا .



يميل الانسان ، بطبعه ، نحو التفرد والانفصال والاستغناء عن الاخرين ، فليس سهلا ابدا علي نفس الانسان ، ان يجد نفسه بحاجة الاخرين ، لاي سبب كان . وهذا من الدوافع الرئيسيه لخوف الانسان من الموت ، اذ ان الموت يعني فقدان الانسان لفرديته التي يعتز بها .



وعندما كان الانسان جنينا في بطن امه ، فانه يكون في حالة توحد واتصال تامين مع امه ، وبالتالي فانه يكون عاجزا تماما عن ان يقدم شيئا لنفسه ، فالجنين في بطن امه يكون معدوم الامكانيات تماما تجاه نفسه ، وعاجزا الايكون معتمدا علي الغير ، يعني كانه ميت ، وطالما انه علي قيد الحياة ومستغرق فيها ، فانه يشعر بالامان والاطمئنان طالما انه قادر علي ان يخدم نفسه بنفسه ، فان شعر بانه لابد له من الاعتماد علي الغير انتابه الضيق والقلق والتوتر والاضطراب والانزعاج ، وسعي جاهدا نحوالتفرد والانفصال ، وعندما يفكر بالموت او يشعر انه قد اقترب من موته حتي يشعر بالرعب والفزع والخوف والهلع ، لان الموت بالنسبة له انما هو في حقيقة عمقه عودة به الي الحال التي كان عليها في بطن امه ، حيث كان يعيش معتمدا علي الغير بصورة تامه ، وان الموت سيجعله معدوم الامكانيات تماما ، وانه لن يعود قادرا علي الاعتماد علي نفسه ، فهو عند الموت سيعود الي ماكان عليه عندما كان في رحم امه ، وهي حياة لايريدها ابدا ولايطيقها ، لانها تعني له فقدان القدره علي الاعتماد علي النفس .




وكأن خطر فقدان الفرديه وانعدامها هو الموت بل هو اقسي من الموت واشد وطاة .



يهدف الانسان في حياته الي تحقيق ذاته ، لينال الشعور اللذيذ المقدس المسمي بالساتسفاكشن ، وبالتالي من اشد اشكال الالام القاسيه المؤلمه التي قد تصيب الانسان هي ان يشعر انه سيموت دون ان يحقق ذاته ، دون ان ينال الشعور بالساتسفكشن ، فهنا تجده واقع بين نارين كلا منهما نارا حاميه ساخنه لاترحم ، فمن ناحيه يجد نفسه في مواجهه حتميه مع الموت لاقبل له بها ، ولامجال للانسحاب منها ، فالمواجهه مع الموت حتميه ، خاسره ، لامجال للفوز فيها ابدا ولاحتي بالوهم والتخيل ، ولاطريق للانسحاب منها ، ومن ناحيه ثانيه يجدنفسه يموت وقد فشل في حياته فشلا ذريعا ، ولم يحقق مايريده ومايصبوا اليه ، ولم يستطيع ان ينجز مايريد انجازه ، فهو سيموت وقد فشل في حياته ، ولم يستطيع ان يستفيد من قدراته وامكانياته الذاتيه ، ان شعور الانسان انه سيموت حتما ودون ان يعيش ويحقق مابخاطره ومابنفسه ان يحققه هو شعور دامي للنفس ومرير ولايعادله أي شعور اخر بالمراره والقسوه والالم والصعوبه .



والواقع ، فان الانسان امام حتمية الموت ، فانه ان فعل مهما فعل ، وحقق مهما حقق ، فانه لن يشعر بالاكتفاء ، والشبع والرضا ، فلو ان الموت قد داهم احدهم وكان ذو انجازات كبيره وعظيمه ، وسالناه امام مواجهته الحتميه للموت ، هل تشعر انك حققت شيئا ، وانك حققت كل ماتريده ، هل تشعر انك لم يعد عندك رغبات او امنيات تسعي لتحقيقها ، فان جوابه القطعي سيكون : لا ، والف ، لا ، فامام الموت ليس هناك انسان يشبع اويمكن ان يشبع من الحياة ومما قام به من انجازات .



واذا شعر الانسان بان ساعات بقائه علي قيد الحياة قد باتت معدوده زاد شوقا وحبا وتعلقا وهياما بهذه الدنيا التي لاتريده وترفضه وهو يريدها ويتمسك بها ويعض عليها بالنواجذ .


مشكلة الانسان مع الموت تتجلي احدي صورها في استحالة الانسان ان يخضع الموت لسلطته وارادته ، فالموت غير قابل للتعامل معه باية صوره من الصور ، فعندما يكون الانسان بصدد القيام بعمل يعلم يقينا بقدرته علي انجازه وتجاوزه بسهوله وحسم نتائجه لصالحه ، وان هذا العمل خاضع تحت سيطرته فانه يشعر بالامن والامان والثقه ، والهدوء ويبعد عنه الخوف والقلق والتوتر وعذاب الترقب والانتظار ، الا ان الانسان يدرك تماما ان ساعة الموت المحتوم لامجال للتغلب عليها واخضاعها لارادته ، وان نتائج المعركه الشرسه مع الموت محسومه مسبقا لصالح الموت ضد الانسان ، فهو لايدري ايضا ماللذي ينتظره بعد الموت .



ان جسد الانسان يخاف ويرتجف ويفزع ويرتعد بمجرد التفكير او السماع بتلك النهايه التي هي من القدره والقوه بحيث يمكن لها ان تقضي عليه وتمحوه محوا تاما وتلحقه الي عالم التراب وبالتالي يكون مجرد تراب كاي تراب لاقيمة له .



فلايمكن ، لايمكن ، لجسم يشعر بالخوف والذعر واقتراب الموت منه ، لايمكن لجسم كهذا ، ان يكون ماده .


ولايتوقف الحديث عن الموت ، فاللحديث بقيه ،،، بس يصير لي خلق ،،،،، والخلق لازال شغال ،، وعال العااااااااااال ...








اللبن الجامد

out sider







 

0utsider

عضو بلاتيني









هذا اللذي يسمونه : المـــــــــــــــــــــــــــــــــــوت


"" الجـــــــــــــــــــزء الثامـــــــــــــــن ""

=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-







في طريقنا المحتوم نحو الموت ، لانتوقف ، فكما انه هو لايتوقف عنا ، ايضا نحن لانتوقف عنه ، لذا فهيا بنا نواصل الحديث الشيق المثير عن الموت .



ليس هناك من الكائنات الحيه من يخاف الموت ويخشاه كماالانسان ، فالانسان يخاف حتي من مجرد ذكر الموت والتحدث عنه ، بينما الكائنات الحيه الاخري لاتعاني من مثل هذه الماساة ، وآية ذلك ان الانسان يهتم اهتماما بالغا وغير عادي بالاموات من بني الانسان ، ولدي الانسان رغبه محمومه بالخلاص من جثثهم باي شكل وباسرع وقت ممكن ، وبما او تي من طرق متعدده ، وهناك من الناس من قد وصل به تقديس الموت الي ان عبد الموتي ، !!!!!، واهتم الناس نتيجة خوفهم العميق من الموت بالطقوس الجنائزيه وبمراسيم الدفن وجماليات القبور وتزيينها ، فالانسان دونا عن غيره من اخوانه من ابناء الكائنات الحيه الاخري ، يهتم ايما اهتمام بالمراسيم والمظاهر الاحتفاليه وطقوس دفن الموتي .



عندما يبكي الانسانا انسانا اخرا ميتا ويحزن عليه ، فهو لايبكي الميت قدر ان موت فلانا من الناس ، انما يثير الاعماق الخفيه في قرارة الانسان التي تخشي ان تفقد ذاتها وحياتها ، فالانسان يري موته الحتمي بموت الاخرين ، فكأنه يبكي علي نفسه ، اذ مانفع البكاء علي الميت مع العلم ان البكاء بالغا مابلغت درجته ومدته وحدته وشدته فانه لن يعيد الاموات، لانه يدرك في قرارة نفسه ان مصيرا كهذا سيؤول اليه ، وانه كان لاهيا ساهيا عنه ، لكن موت قريبه قد اثار الشجن في نفسه وذكره بموته هو ، واصعب شئ في الكون علي الانسان ان يعي موته وفقدانه لذاته .



وعندما يزين الانسان قبور اخوانه الموتي ، فانه يريد ان يقول انه يريد ان يكون قبره جميلا بعد موته ، وان دفني في التراب شئ قاسي رغم اهميته القصوي لي بعد موتي ، فيقول انني اريدكم ان تجملوا قبري وتقوموا بتزيينه ، كما اقوم انا بتزيين قبر فلانا المتوفي ، فالبقاء بين التراب الي يوم القيامه قد يزعجني ميتا كما انه يزعجني حيا .



وهكذا نجد ان الانسان يقوم ب (( صيانة )) موتاه ومراعاتهم ومداراتهم رغم موتهم ، ويعمل علي حمايتهم وحفظهم ، فيعمد الي تخزين موتاه وكنزهم ، وهذا الانسان المسكين عندما يخزن موتاه ويحفظهم ويداريهم لاندري هو يحفظهم مماذا ، ومن أي خطر قد يحيق بهم ويهدد حياتهم التي انتهت خلاص ، طالما انهم اموات اصلا ولاخطر ولاخوف عليهم ابدا ، ان الانسان يقوم بهذا العمل لكي لايري جثث الاموات بعد موتهم بوضع مزري مشين وقد صاروا جثثا متعفنه ، وحتي لايري بام عينه الحال والمصير الماساوي اللذي سيؤول اليه هو بنفسه بعد موته ، واللذي لن يسلم منه ،حتي لايري نفسه وقد صارت في عالم العدم ، وهوعاجز عن ان يقدم لنفسه شيئا ، ولايريد ان يدري او ان يتصور ان مصيره هو ايضا ، وهو مصير محتوم ، انما سيكون مثل مصير هؤلاء الموتي اصحاب الجثث الهامده الخامده المتعفنه .



ان الانسان بقيامه بالحرص علي دفن موتاه بصوره مهيبه ، ومحافظته علي جثث موتاه ، انما يريد ان يقول او يتيقن انه بعد موته هو بنفسه ، فان هناك من سيهتم به ، وانه لن يكون جثه هامده متعفنه ملقاة في مهب الريح او علي قارعة الطريق ، وفريسه للحيوانات الضاله ، وكأن هناك اتفاقا عالميا بين بني الانسان ، مفاده ان تدفنني وادفنك ، اينا اسبق من صاحبه بالموت ، او ان من يموت قبل الاخر فان علي الحي واجب دفن الميت ، وهكذا .



فالانسان الحي يدفن الانسان الميت ، حتي يجد هو نفسه من يدفنه بعد موته ، فالميت بحاجه الي من يدفنه من الاحياء ، والاحياء لابد لهم من دفن موتاهم حتي يغيب عنهم المصير الاسود اللذي سيؤولون اليه ، ان عاجلا ام اجلا .



ان الانسان لايريد ان يدرك وان يعي عن حقيقته وحقيقة جسده الميت وماسيؤول اليه ، انه يهرب من شعوره الذاتي وادراكه اليقيني بانه مسيره ومصيره الي الفناء والعدم المجهول ، فهو يري الفناء قد حل باخوانه من بني الانسان وان الدور قادم عليه هو بنفسه وذاته وجسمه وان مصيره في يوم من الايام مثل مصير هؤلاء الموتي ، اللذين آل مصيرهم الي التراب ولم يبقي منهم سوي جيفه متعفنه ستكون فريسه سهله وعاجزه عن المقاومه لديدان الارض المتوحشه .



ان اعماق النفس الانسانيه ترفض الموت رفضا قاطعا ، وتتمسك ، بطبعها ، بالحياة وتميل اليها ، فالنفس تهرب من الموت وتنزع نحو الحياة والبقاء ، والواقع انه لااهمية ابدا لقبول النفس او رضاها او رفضها للموت ، فالموت لايبالي ابدا برغبتها بالبقاء وتمسكها بالحياة ، فالموت اقوي بملايين المرات من هذه الرغبه اللامحدوده .



ان في نفس الانسان شعورا طاغيا لايقبل العدم ، والنفس ترفض الموت لانها تشعر بانه سيرسلها الي العدم ، وبنفس الوقت صور لها العقل الانساني المحدود بطبعه ، ان حياتها هذه تحمل بين طياتها معني الخلود ، فلان العقل الانساني محدود بطبعه فهو لايستطيع ان يتخيل الخلود في العالم المادي الحاضر الماثل امامنا ، فالنفس الانسانيه تشعر في قرارة اعماقها بانها تنطوي علي حقيقه (( انطولوجيه )) ، لاياتي عليها العدم المحض او الفناء ، فذات الانسان تدرك في اعماقها انها غير قابله للفناء ، فالموت ليس موتا لكل مافي الانسان ، ويستحيل ان يكون الموت موتا لكل الانسان ، انما الموت هو موت للجسم الانساني فحسب ، وهذا يعني ان شعورنا بالخوف والفزع من الموت يعد دليلا علي الخلود .


ان من طبيعة النفس الانسانيه انها تنزع وتميل الي كل ماتتاثر به ، لانه حقيقي بالنسبة لها ، وان لم تدركه بالحواس الخمس ، والنفس تنزع نحو الخلود ، ومجرد نزوعها نحو الخلود يعد دليلا عليه .



ان الفناء كامن في صميم كل ماده ، ومنها الكائنات الحيه بمختلف انواعها ، الا انه ان كان فناء الماده متصورا وممكنا ، لكن كيف يتسني لنا ان نتصور فناء العقل او فناء الروح ، او "" سر الحياة "" ، فالفناء من صميم طبيعة الماده ، لكن ليس من طبيعة العقل او الروح ان تفني ابدا ، فلا شك ابدا في ابدية العقل .



فالفناء يقع علي الماده ، والماده جزئيه ذاتيه ، اما العقل ، والعقل كلي ، فلا يقع بل يستحيل ان يقع الفناء عليه ، لانه لافناء للكل ، انما الفناء والموت للمظهر اللذي تظهر به الذات .


لايستطيع الانسان ان ينظر الي الموت باعتباره حادثة نهائيه ، او انها اخر الاحداث التي تجري علي مسرح حياتنا ، كما ان في اعماق الانسان من لايستطيع ان يقتنع ان الموت هو نهاية المطاف ونهاية كل شئ ، فالموت ليس هو الحقيقه النهائيه او المطلقه ، ونفس الانسان يؤلمها اشد مايؤلمها ان تتصور ان يومها هذا لن يعقبه غدا ، او ان لحظتها الانيه لن تتبعها لحظه قادمه ، وهذه الحاله الانسانيه المريعه تؤدي الي الشعور بالخوف والرعب والذعر بكل ماتحمله هذه الكلمات من معني .



ان كل ماهو عقلي مجرد لايخضع للزمان او للمكان ، فاللذي يشغل حيزا من المكان والزمان هو الماده ، وهو محل الفناء ، كما ان كلما هو (( حق )) لايمكن ان يكون حقا ، مالم يكن متصفا بصفات (( الكليه )) و (( الابديه )) ، فلايمكن تصور امر ما جزئي انه حق كلي ، ففناء الذات لايعني بحال فناء الكل ، وكل مافي العقل هو (( كلي )) و (( ابدي )) ، وخارج عن نطاق الزمان والمكان ، فالفكراعلي بكثير وارقي من ان ينزل لمستوي الصيروره المحضه ، كما انه لايسير عليه الانحلال النهائي .



وهذا يقودنا الي ان تعيش تصادما مؤلما جدا بين حياة الفكر وفناء الموجود المفكر ، اذ كيف للانسان ان يحتوي العقل الابدي والكلي والخارج عن نطاق الصيروره ، وبنفس الوقت يحتوي الجسم الفاني ، وهذا مايدفع الانسان ، وهو محق في ذلك ، الي الاستغراب والعجب والذهول ، اذ انه لايستطيع ان يتصور فنائه فناءا تاما وهو اللذي يحمل بين طياته العقل ، والانسان ينزعج من الموت ويضيق به لانه يحمل له معني الفناء ، ولان الانسان غير قابل للفناء ، كاصل ، لذلك تجده يخاف من الموت ويجزع منه ويفزع ، لانه مساس لصميم طبيعته التي تتميز بالخلود ، ولان الانسان يحمل في جزء كبير منه عالما عقليا مجردا ، يشكل 90/ من حقيقة الانسان ، فان هذا يدل علي ان "" اللاوجود "" هو بالنسبة الي الذات الانسانيه امر لاسبيل الي تصوره ، ان لم يكن شيئا غير ذي معني بتاتا .


ورغم ان الموت يتكرر امامنا منذ الازل مليارات المرات ، وبصوره يوميه ومستمره الا ان الانسان لم ولن يعتاد الموت بحيث انه يصبح امرا عاديا لايؤدي الي الشعور بالجزع والرعب والفزع ، والانسان اللذي يكتم ويكظم ويكبت شعوره بالجزع والفزع والخوف من الموت ويمنع اظهاره امام الاخرين ، فان هذا لايعني بحال من الاحوال انه لايشعر بالخوف وانفطار القلب والحزن والفزع من الموت ، وهكذا فالموت لايمكن التعود عليه ابدا ، فلابد من ان تشعر به النفس لانه يمتلك قدرة عجيبة علي اعادة العقل الي الذات ، وهذا مايجعل مسالة اعتياد الانسان للموت مسالة غير وارده علي الاطلاق ، فاذا كان من صميم ومضمون العاده انها تؤدي الي ان الانسان يقوم بالعمل المعتاد دون وعي او انتباه ، فان الانسان عند الموت يبلغ به انتباهه ووعيه ذروة ذروة القمه ، وهكذا لايمكن اعتياد الموت سواء موت الاخر ام موتنا نحن ، فالموت ، ورغم تكراره مليارات المرات ورغم وقوعه بالجمله وفي كل مكان وزمان ، فلازال واقعة مذهله مرعبه وغير مالوفه بتاتا ، فالانسان لايريد ان يعتاد الموت ، لان اعتياده الموت سيجعله مجبرا علي ان يقر بصحة وحتمية تلك الحقيقه التي يرفضها العقل وتشمئز وتانف منها النفس ، ويضيق منها القلب والنفس ويهابها الجسم .



ومن عجائب الموت حقا ، انه يجمع بين صفتين متناقضتين كل التناقض ، فهو معروف في مجال معين الي درجة اليقين التام من جهه ، وهو مجهول جهلا تاما ، في مجال اخر ، من جهة اخري .



فمن ناحيه نجد الانسان يدرك ادراكا يقينيا تاما انه ميت لامحاله ولاخلاص ، الا انه ورغم هذه الحتميه ، فانه يجهل هذا الامر (( الحتمي )) ويجهل ماهيته وحقيقته، جهلا تاما لامجال ولاامل لمعرفة أي شئ عنه مهما كان بسيطا اوهينا ، فبقدر يقين الانسان بالموت الا انه لايجهل شيئا قدر جهله لهذا اللذي يسمونه (( الموت )) ، واللذي لايد لاحد ولاسلطان لاحد عليه !!!!!.



ان لحظة الموت انما هي في حالة تاجيل مستمر ، والانسان في حالة عمل مستمره لاللخلاص من لحظة الموت نهائيا ، انما لتاجيلها ، والعجيب ان الانسان يشعر شعورا يقينيا انه بنجاحه في تاجيل لحظة الموت ، وكان الموت قد ابتعد عنه الي الابد ، فالشعور ببقاء الانسان الي الابد هو شعور فطري غريزي رغم حتمية الموت !!!!!، وهكذا نجد ان لحظة الموت هي في حالة تاجيل مستمره ، بحيث انه لايعود لها حضور آني ، حتي تصبح وكأنها لحظه لن تاتي ابدا ، كما ان العقل الانساني الحي ، يجد نفسه عاجزا تماما عن ان يحددها بزمان معين ، فلحظة الموت مجهول تام رغم يقينيتها ، وهذا الموت يجمع بين نقائض رهيبه غريبه تثير الحيره فعلا في هذا اللذي يجمع كل هذه المتناقضات في اعماق ذاته ، وفي كل الاحوال فانه لامفر ابدا ، مهما طال التاجيل وطال ، من موت الموجود المفكر مهما طال الزمن .



ان الانسان يستطيع ان يربط أي مناسبه بتاريخ معين ، الا انه لامجال امامه ليربط ويحدد تاريخا معينا او لحظة معينه يقينيه لاجدال فيها لوقوع الموت سواء موت الاخر ، ايا كان هذا الاخر ، او موته هو .



وعندما يفيق الانسان من غفوته ويجد نفسه لازال علي قيد الحياة ، فانه سيعتقد ان الموت قد نسيه ، علي الاقل حتي هذه اللحظه ، وكأن الموت بنسيانه للانسان الفرد يدفع بالانسان لان يشعر بان الموت قد نسيه الي الابد ، او علي الاقل لاطول مده ممكنه ، فاذا جاء مايذكره بالمصير المحتوم لبني الانسان ، قال الانسان قولته الشهيره ، المهم ليس هنا والان ، المهم ان يتاجل الموت ، رغم حتميته .انه فرار مستمر مما ليس منه فرار .


وسنواصل الحديث عن الموت حتي الموت وحتي ياتينا اليقين ،،،،،،،،،،،،، والخلق والمزاج عال العال وشغاااااااااااال .






اللبن الجامد
outsider



 

0utsider

عضو بلاتيني







في الانسان وحش اسمه : الاحتياج والشهوات ...



=-=-=-=-=-=-=-=-=-==-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=--=-=-






اليوم ماصار لي خلق اكتب عن الموت ، وساعاود الحديث عن الموت قريبا جدا ، وساتحدث اليوم عن الانسان والشهوات ، وحبي الاول والاخير هو فهم الانسان كماااهو وليس كما ينبغي ان يكون ، لذلك فلست اعد نفسي مصلحا ولااستطيع ان اكون ، ولااحب ان اكتب عن الاخلاق والمثاليات التي لايسير عليها الانسان في حياته اليوميه العاديه ، وعن ماينبغي ان يكون عليه الانسان ، فهناك ملايين المصادر التي تتحدث عن هذه المواضيع ، واليوم نتحدث عن جانب مهم من جوانب الانسان لنفهمه كما هو .




لايملك الانسان الا ان يشعر بالاحتياج لشئ ما ، ايا كان هذا الشئ ، وهذه معضله حقيقيه لافكاك منها ابدا ولاخلاص ، فالانسان يشعر بالاحتياج ولايستطيع مهمااااا فعل الايشعر بالاحتياج .



والشعور بالاحتياج فينا فينا ، مهما اشبعناه ، فلاخلاص منه ، فهو فينا فينا ، مهما لبينا نداؤه .


ومهما قال الانسان انه لايحتاج ، ومهما كرر هذا القول ملايين المرات وعدد من السنوات ، ومهما اعلي صوته ورفعه بانه لايحتاج ، فانه لايستطيع الا ان يحتاج . ومهما تصرف الانسان باعتباره لايحتاج بافعاله ، فانه يتصرف ، نعم ، لكن هذا لايعني انه بداخله قد صار فعلا ، كائنا بشريا لايحتاج .



من الممكن للانسان ان يتصرف بسلوكياته بحيث انه لاينقاد لشهواته ، ويمكن للانسان ان يتحدث عشرات السنين بلسانه انه لايشتهي ولايحتاج ، الا انه مجرد كلام ، اذ ان الشهوات تعمل بداخله بكل طاقاتها ، وعدم تلبية نداءتها الملحاحه لايسكتها ولايضعفها ابدا ، بل يزيدها قوة وقسوة وشراسة وافتراسا .



والشهوات هي من القوه والشراسه انها تعبر عن نفسها بشتي الصور ، مهما اسكتناها وتجاهلناها ، وتصرفنا بخلافها ، فما الامراض النفسيه والعصبيه والجسمانيه والجرائم والافعال الشاذه وغيرها ، الا تعبيرات في حقيقة عمقها عن الشهوات الانسانيه التي لن يتم اشباعها .



فان لم تجد الشهوه حقها في الاشباع بالطرق الطبيعيه المشروعه ، لجات للطرق الغير مشروعه ، وان سدّت بوجه حقها في الاشباع بالطرق المشروعه والغير مشروعه ، لجات الي التسبب في الامراض النفسيه والجسمانيه والعصبيه والاضطرابات النفسيه الحاده والانطواء والانزواء والانعزال وكراهية النفس واشمئزاز المحروم من نفسه ومن الدنيا والمجتمع ، كما ان الحرمان يؤدي الي الاصابه بالعقد النفسيه .



واسوا مايمكن ان يشعر الانسان بالاحتياج له هو ان ينال شيئا من مدح الاخرين واعجابهم به ، وهي غريزه بشريه ، او ان يسعي لتجنب ذم الاخرين ونقدهم وتعييبهم عليه .


عندما تري الانسان نائما ، فانه نام لان النوم احتياج طاغي لدي الانسان ، لايستطيع ان يتخلص منه ابدا ، فالنوم شهوه وشهوه لذيذه لاتقاوم .


وعندما تري شخصاما يمارس تسلية ، او عملا ضارا او تافها ، فاعلم ان الشعور بالاحتياج للتسليه ، و " النحشه " من الشعور بالضيق هو احتياج بشري ، وهو من اسوا الاحتياجات ان لم نفهمه تماما ونعيه ، اذ انه قد يقودنا الي مايضرنا ولاينفعنا او قد يقودنا الي كل ماهو تافه ، لمجرد الحصول علي " شوية " متعه وارتياح .



وان رايت انسانا ، رجلا او امره ، والغالب الحريم هم اكثر من يقوم بهذه المهمه ، يفرفر بهالاسواق لاشغل ولامشغله ، ويشتري بمنتهي النهم والشهوه المتلظيه اشياءا ماديه ، لايحتااااااجها لامن بعيد ولامن قريب ، فاعلم انه يتحرك بايعاز عنيف لاسبيل له لمقاومته ، من شهوة النفس الانسانيه للاستحواذ علي الماديات ، فالنفس الانسانيه تعشق عشقا لاحدود له ولايقف عند حد ،للاستحواذ والتملك للاشياء الماديه ، حتي لوكانت قواري جاي او اقلاصات او جدور او ادلاغ مطاطي اوقلم رصاص او قلم ازرق ناشف .المهم ان تستحوذ نفس الانسان علي شئ مادي ، ايا كان هذا الشئ ، علشان تستانس شوي ، وهي وناسه مؤقته اذ سرعان ماتزول .



وليس شرطا ابدا ان يسعي الانسان للاستحواذ او التملك لشئ مادي ، لانه يحتاجه فعلا او لان له فيه منفعه ، انما هو تلبية ، مجرد تلبيه ، لشهوة الاستحواذ بحد ذاتها ، لااكثر ولااقل ، الا ان الانسان قد يسعي للاستحواذ علي ماهو مادي لان شخصا اخرا قد حصل عليه وتملكه ، وعندما يري الانسان " اخيه " الانسان ، قد استحوذ علي شيئا ماديا شعر بالقلق والاضطراب والتوتر والانزعاج والغيره والحسره ، والاندفاع لشراء مالايحتاجه ابدا ، انما للشراء لان شخصا اخر ، قد يهمه امره وقد لايكون ، قد اشتراه !!!!!!!!!!.



وعندما يسعي الانسان للحصول علي ماحصل عليه اخيه الانسان فانه يجد في هذه الشهوه الملتهبه المتوقده المتحركه ، دافعا له للحركه ، فالانسان قد يشتهي شيئا فقط لمجرد ان شخصا اخرا قد حصل عليه ، وليس لانه يريده فعلا او بسبب منفعه او حاجه فعليه .


شعور الانسان بالاحتياج لايقف عند حد ، ولايمكن اشباعه او اسكاته ، باية وسيله ، فان حرم نفسه فانه سيشعر بالاحتياج اكثر واكثر ، وان اشبع شهوته ، جاع الي اشباعها مرة اخري .



ان الانسان يركض ويركض ويركض ، وراء هدف او حاجه ، فان اشبعه ووصل اليه وحصل عليه ، احتاج او ابتكر او خطر له هدف او حاجه اخري .


فالشهوه ، حيه ، نابضه ، متحركه ، متململه ، لاتهدا ولاتسكن ولاتسكت ، ولايمكن لها ان تسكت ، واذا (( منتم مصدقيني )) ، اسالوا الناس اللي تفرفر بهالاسواق وتشتري مالاتحتاجه .



الواقع ان الانسان يشتهي وهو لايدري انه يشتهي ، ويسعي بمنتهي الالحاح والقوه لاشباع شهواته وهو لايدري بهذا ، انه مسير لاسباب داخليه عنيفه ، فالشهوه هي القائد الحقيقي والخفي للانسان ، ومهما انكر الانسان هذه الحقيقه فلن يغير هذا من الامر شيئا ، فالشهوه تثيره وتدفعه للتحرك لاشباعها دون ان يدري .



كل مايستطيع ان يفعله الانسان تجاه هذا الانقياد الرهيب وراء الشهوات هو البحث عن تبريرات منطقيه ، يقبلها هو دون غيره ، غالبا ، لهذا التحرك اللاشعوري وراء الشهوات .


انك ان وجدت شخصا ما ، يفرفر بهالاسواق ويشتري مالايحتاجه ، وصرخت باذنه منبها اياه انك تشتري مالاتحتاجه ، لاخرج لك مليون مبرر ومبرر ، لانه اصلا يشتهي وهو لايدري انه يشتهي ، ويسعي وراء الشهوه واشباعها وهو لايدري بذلك ابدا ابدا ابدا .


وستذهب كل تنبيهاتك له ادراج الرياح او كصرخة في واد او نفخة في رماد .



هناك ظاهره طبيعيه معروفه وهي ظاهرة " السراب " والغريب العجيب في امر السراب ، هو انه رغم ان الانسان يدركه بحاسة البصر الا انه لاوجود حقيقي عيني له ، والانسان مهما بذل من الجهد لملامسة هذا السراب فانه يستحيل عليه ذلك ، وكذلك الماديات ، والاشباع المادي من اجل اسكات شهوة الاستحواذ المادي لدي الانسان ، فرغم وجود الاشياء الماديه ، فعلا ، الا ان الانسان ان هو حصل عليها مهما حصل ، وانه اقتني منها مهما اقتني ، فهو اقتناء لاطائل من ورائه ، بمعني انه لن يتمكن من اشباع الشعور بالاحتياج ،زلن يكتفي بكل ماحصل عليه واستحوذ عليه ، فهو في حالة جوع مادي يستحيل اسكاته ، الا ،،،،،، اللهم بالموت .



ان من صميم طبيعة الانسان انه في حالة بحث دائم ، لايهدا ولافتر ، عن كل مايبعث في نفسه الاثاره والشحن النفسي ، لينعشه ويثير فيه الهيجان ، ويبعد عنه الشعور بالملل والضجر والفتور ، وهي مشاعر رئيسيه في الانسان ، لاتطاق ولاقبل للانسان بتحملها ابدا ، فهو يهرب منها الي أي مهرب يجده امامه .



ولكن المثير يصبح مع التكرار مملا ، فتجده يبحث عن شئ اخر يبعث الاثاره والشحن النفسي في نفسه التي كدها واتعبها الملل والفتور والضجر ، انه الانسان ، لغز الوجود الدائم .


قد يتوق الانسان ويشتاق وتحرقه اللهفه لاقتناء شئ ما ، او القيام بعمل ما ، الا انه ومع حصوله علي ماتحرق لاجله وتشوق اليه ، فانه يصبح باردا ثلجيا جامدا ، فتجده يبدع ويبتكر ويطور اشياء اخري ، تعطيه مشاعر اثاره وهيجان نفسي ووناسه ، الا ان هذه بدورها تصبح ممله ثقليه فاتره ، فيبحث عن مثير اخر وهكذا الي مالانهايه ،،،،،،.



فالملل والضجر والفتور هم الاباء الشرعيين لكل جديد وتطور وابداع .


نلاحظ ان الانسان يتطور في العالم الخارجي والمادي بصروه لامحدوده ، ولاتتوقف عند حد ، بدافع من شعوره المفترس بالاحتياج ، الا ان الانسان يبقي هو هو علي ماهو عليه ، وحش جائع مفترس لايشبع ، فالعالم المادي الخارجي يتطور والعالم الداخلي للانسان هو هو علي ماهو عليه من ملايين السنين ، فالانسان هو الانسان في كل مكان وزمان .


وهكذا فان التطور دائما وابدا يتم في العالم الخارجي والمادي ، مع الابقاء علي طبيعة الانسان هي هي كما هي ، لاتتغير ابدا ، لابمرور الزمان ولابتغير المكان .


ولم يكن الانسان يقنع او سيقنع بالحصول والاكتفاء بالاكل والشرب وحفنه من المال ، انما هو يسعي وراء مايعطيه شعورا بالفخر والزهو والتميز عن الاخرين ، ويسعي للحصول علي مايجلب له مدح الاخرين وثنائهم ونظرتهم له باحترام . فقد يسعي الانسان للحصول علي شئ مادي ، ليس لان هذا الشئ ذي قيمه لها بال او لانه يحتاجه فعلا ، بل لان هذا الشئ يجلب له اعجاب لاخرين ويمنحه مشاعر الفخر والزهو والكشخه والتميز ويجعل الاخرين يشيرون له بالبنان ، أي بالاصبع .


فماللذي يدفع الحريم والرجال الحلوين لشراء الساعات والشنط والاكسسوارات الغاليه المكلفه ، الا ، لاجل لفت نظر الاخرين ونيل اعجابهم والشعور بالفخر والزهو ، وهي طبيعه بشريه يصعب التخلص منها بسهوله .


ان الهم والغم يتلبس الانسان ان هو فكر فيما لايمتلكه وليس عنده ، فما عند الانسان ومايمتلكه فانه يشعر تجاهه بالبرود والجمود ، وماعند الانسان لاقيمة له ولايثير فيه المشاعر والاحاسيس الحاره الساخنه الملتهبه ، كذلك يشعر الانسان بالهم وتتوقدشهوة التملك ان هو راي مايمتلكه غيره ومايفتقر هو اليه .


يلتهب الانسان ويستعر ويشتعل تجاه كل ماليس عنده ، ويشعر بالبرود والفتور تجاه ماعنده .


وليس هناك من يمتلك القدره علي ان يوقف جماح هذا الوحش المفترس بداخل الانسان ، وهو وحش الشهوه ، فهو وحش كاسر جائع لايشبع ولايسكن ولايسكت ، هو وحش متحرك ، نهم ، لايمتلئ ،ابدا لايمتلئ ، ولايكتفي .


الموت ، الموت هو الوحيد القادر علي اسكات هذا الوحش ، فالموت هو الاخر حاجه ماسه لاغني للانسان عنها ابدا ، فاذا كان الانسان يسعي بكل حراره للحصول علي مالايحتاجه ومايحتاجه ، الا انه يهرب من الحصول علي اغلي حاجه من حاجات الحياة وهي الموت ، وسبب هرب الانسان من الموت ، هو ان الموت هو العدو اللدود للشهوه ، فالشهوه تخاف من الموت خوفا شنيعا لاحدودله ، لالسبب ، الا لانه هو الوحيد في هذا الكون القادر علي اسكاتها .





اللبن الجامد

outsider
 

فريمان

عضو مخضرم
بالصدفة وقعت على موضوعك وقرأت المقالة الاولي فصدق كلام لي قلته لك في مشاركة سابقة ان لديك مشكلة وهي (فوبيا القلق من الموت ) والحقيقة في منظوري الخاص ان الناس لاتخاف الموت لانها تعرف انها ستموت يوما ما لكن الخوف الكبير من مرحلة مابعد الموت والذي في رأيي انه لن يحدث شئ فالموت كالنوم الذي يفعله الانسان يوميا وطوال حياته والفرق الوحيد بينه وبين الموت ان الانسان في حالة الموت لايفيق ابدا والى الابد يبقى في مكانه .

اتمنى اننى عالجت القلق من الخوف عندك فلا تخاف وتمتع بحياتك شريطة ان لاتؤذي نفسك وغيرك .
 

0utsider

عضو بلاتيني
بالصدفة وقعت على موضوعك وقرأت المقالة الاولي فصدق كلام لي قلته لك في مشاركة سابقة ان لديك مشكلة وهي (فوبيا القلق من الموت ) والحقيقة في منظوري الخاص ان الناس لاتخاف الموت لانها تعرف انها ستموت يوما ما لكن الخوف الكبير من مرحلة مابعد الموت والذي في رأيي انه لن يحدث شئ فالموت كالنوم الذي يفعله الانسان يوميا وطوال حياته والفرق الوحيد بينه وبين الموت ان الانسان في حالة الموت لايفيق ابدا والى الابد يبقى في مكانه .

اتمنى اننى عالجت القلق من الخوف عندك فلا تخاف وتمتع بحياتك شريطة ان لاتؤذي نفسك وغيرك .




هلااااااااااااااااااااااااا فريمان ياهلا ويامرحبا من حبا ودبا وركب القليلبا يبا ،،،،،،، علي قولة خالد العبيد ،،،،،،،،،،،،،،،،،

مشكور للمرور يالغالي ،،،،،،،،،،،،


وانت بمشاركه وحده شخصتني وعالجتني ،،،،،،،،،،، يه يه يه يه شنو ساااااااااااااحر ههههههههاي ..................



ياعزيزي انا اقصد بالقلق ليس القلق المعروف بالطب النفسي ، انما القلق بمعاناه الفلسفي ، ويصعب شرحه بسهوووله ............


شكرا للتشخيص والعلاج ،،،،،،،،،،،،،،:D:D:D:D:D
 

0utsider

عضو بلاتيني







وحـــــــــــــــــــــــــــــــش مفترس ، اسمه الشهوات



*************************************************************






موضوع اليوم موضوع واااقعي تماااما ، خالي من المواعظ والمثاليات والنماذج العليا ، انما هو يتعلق بالانسان كما هو .


اشير بداية ، كما هو دأبي ، الي انني اتكلم عن الانسان كما هو وليس كما ينبغي له ان يكون ، فلست داعية اخلاق او فضيله ولااصلح ان اكون ، لانني لست مقتنعا بتاثير الحديث الاخلاقي علي الانسان تاثيرا حقيقيا وتركت هذه المهمه لمن يحبها ومااكثرهم !، فالانسان لايتاثر بالاخلاق ولايتفاعل معها انما يتاثر بالشهوات والغرائز والرغبات وهي مايتفاعل معه الانسان ، كما انه يجب ان نعترف انه من ساااابع المستحيلات ان نفهم الانسان باعتباره ملاكا ، لسبب بسيط هو ان الانسان ليس ملاكا اصلا ، ولايمكن ان يكون ، انما مفتاح فهم الانسان ، كل انسان ، هو الشهوات والغرائز والرغبات وفهم ومعرفة مايريده ، وليس شئا اخرا ، ولايمكن ان نمر بطريق الاصلاح للانسان ان لم نمرمن نافذة الشهوات والرغبات والغرائز ، فسبب سوء اخلاق الانسان وعذابه والامه ومعاناته هو حرمانه من الشهوات والرغبات والغرائز ، اذ ان تجاهلها وعدم اشباعها وعدم فهمها وفهم كيفية التعامل معها ، يولد معاناة في النفوس لاتطاق ولاتحتمل ، وكل الم وعذاب ومراره يعانيها الانسان ، سببها الحرمان من الشهوات والرغبات .


ولست اعير اهتماما لكلام المثاليين البعيدين عن الواقع كل البعد ، واللذين لايبالون بعذاب المحرومين والمساكين ، طالما انهم اشبعوا غرائزهم وشهواتهم .


وليس من السهل اصلاح الانسان بالكلام الجميل المجرد قبل اشباع شهواته ، اذ ان سبب كل انحراف ومرض والم نفسي ، هو عدم اشباع الشهوات والغرائز الملتهبه .


ان شهوه واحده فقط لاغير ، او عقده نفسيه واحده فقط لاغير ناتجه عن عدم اشباع الشهوات ، كفيله بتحريك سلوك الانسان اكثر ملايين المرات ، من ملايين النصائح والمواعظ والكتب والكلام التوجيهي المباشر .


فحصول الانسان ، كل انسان ، ولااستثناء ، علي شهواته ورغباته واشباعه لغرائزه يؤثرعليه ايما تاثير ، وعدم حصوله علي الشهوات والرغبات واشباع غرائزه ، ايضا يؤثر عليه تاثيرا هائلا واي تاثير ، فاعظم مؤثر علي الانسان علي الاطلاق هو حصوله او عدم حصوله علي اشباع لشهواته ورغباته وغرائزه .


لم يكن الانسان في يوم من الايام كائنا اخلاقيا ابدا ، هو يتكلم عن الاخلاق ، نعم ، لكنه مجرد كلام لااكثر ولااقل ، اذ ان الانسان لايتصرف بافعاله وسلوكياته وردود افعاله بايعازمن الاخلاق الحميده او السعيده ، انما يتصرف بسلوكياته وبردود افعاله بايعاز من شهواته وعشقه لذاته وانتصاره لنفسه وشعوره بانه كائن لايجوز المساس به ويتصرف بما تمليه عليه ساعة الضروره ومتطلبات الموقف اللذي يعيشه هنا والان ، ثم ياتي بعد ذلك ليتحدث ، مجرد حديث حول الاخلاق !!!!، ويبقي كلامه عن الاخلاق ، كلام مجرد كلام .



ان الانسان يتصرف ويفعل مايحلو له اولا ، ويقوم بعمل مايشبع شهواته وغرائزه وملذاته ، ثم بعد ذلك ياتي ليبرر ويغطي افعاله هذه ، فهو يغطيها بالف غطاء وغطاء ، ولايعدم الانسان الحيله ، باي حال من الاحوال ، لايجاد مليار ومليار عذر وعذر لتبرير أي فعل أي فعل أي فعل كان قد قام به او يريد القيام به .







اللبن الجامد الشهي


outsider
 

0utsider

عضو بلاتيني







وحش شهــــــــــــــــــوة المال وحب الفلوووووووووووووووس


"" الجــــــــــــــــــزء الاول ""

*************************************************************









واليوم نتحدث لكم عن واحده من اشد الشهوات قسوة وعنفا علي الانسان ، وهي شهوة المال وحب الفلوس .


شهوه ليس لها شبيه ولامثيل في قوة تاثيرها العنيف اللامحدود علي نفس الانسان وجسمه وكل كيانه ، شهوه لاتقاوم ولاتحتمل ولاتطاق ، وهي من القوه بحيث انها يمكن لها ان تحرك سلوك الانسان مهما كان راغبا بعدم الحركه ، انها المحرك الاول لسلوك الانسان بلامنازع .



ان هذه الشهوه هي من القوه بحيث انها تستطيع ان تحرك كل من لايريد او يرغب بالتحرك ، وتثير وتستثير كل ماهو بارد .



شهوه الكل يحبها ، دووون استثناء ، ونفس الانسان تنزع نحوها نزوعا لايضاهيه نزوع ، ولاتنزع نفس الانسان الي شئ قدر نزوعها لشهوة المال وحب الفلوس .




قد يقول قائل من بني الانسان انه لايحب الفلوس ولايميل الي المال ، ونقول له كااااذب كاااااذب ، كااااذب ، انت تقول هذا ككلام بلسان ليس الا ، الا ان لك نفسا خفيه تضطرم في الاعماق وتهفوا وتنزع نزوع الانسان اليابس حلقه والناشف فمه نحو جرعة ماء لذيذعذب .



قد يكره الانسان كل شئ في الدنيا ، واي شئ في الدنيا ، واي شخص في الدنيا ، الا ان الانسان ، كل انسان ، يستحيييييييل ان يكره شهوة المال وحب الفلوس ، فهي شهوه غير قابله للكره او ان تكون محلا للكراهيه من قبل قلب الانسان ونفسه ، فهي الحب اللذي ليس قبله حب وليس بعده حب .



وشهوة المال وحب الفلوس وعشق الفلس والدرهم والدينار ، هي الشهوه الاولي في قائمة شهوات الانسان ، وهي ايضا تحتل المركز الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس ،،، وحتي العاشر ، واي شهوه اخري ، فانها تاتي بعدها بالدور الحادي عشر ، باعتبارها تحتل المراكز العشره الاولي لدي الانسان ، كل انسان .



هذه الشهوه كالنار الحرّاقه ، الجائعه ، والنار دائما جائعه ، بل ولاتستطيع الا ان تكون جائعه ، وان كانت نفس الانسان اوراق شجر يابسه جافه ناشفه ، فان شهوة المال وحب الفلوس هي النار التي تتلذذ وتشتهي ان تحرق اوراق الشجر اليابسه هذه ، فالنار وهي شهوة المال وحب الفلوس تحب وتشهتي ان تحرق اوراق الشجر اليابسه وهي نفس الانسان ، ونفس الانسان وهي كاوراق الشجر اليابس قابله تماما للاحتراق بهذه النار الملتهبه الناريه الحاده المسعوره ، انها شهوه صعبة المراس تتلف القلب وتجعل الروح تشوي علي الفحم الحار الملتهب ، انها شهوة تُوجد الحسره وتضخمها وتشعلها في نفس الانسان ، انها شهوه تفجر براكين النفس المحمومه ، وتوقد جحيما من الحسرة والجمر الاحمرلايطاق ولها اوار ملتهب في اعماق الانسان الخفيه ، شهوه تجعل الانسان ونفسه الخفيه تزحف وتحبو علي بطنها من اجل ارواء عطش لايمكن ارواؤه هو عطش شهوة المال وحب الفلوس ، انها الحلم الحسير اللذي يداعب خيال الانسان ويشحن نفسه ، انها التي طالما انزلت دموع النفس حسرة عليها وتالما ، انها التي تحرق عظام الانسان وتجعلها في لظي ساخن متوقد .



والانسان يعالج هذه النيران المستعره التي توقد اوارها هذه الشهوه في اعماقه الخفيه يعالجها بالاكاذيب والتظاهر بعدم حب المال وانكاره حب الفلوس ولذتها وشهوتها المسعوره ، وكتم هذا العشق الغريزي المجنون اللامحدود ، ومداراة كل ذلك بالحديث عن الفضيله والزهد والقناعه ، وهو حديث لايسمن ولايغني من جوع ، وان كان له تاثير مخدرومهدئ لمن لا يملك المال .



الانسان يعشق شهوة المال ويحب الفلوس في اعماقه وفي قرارة نفسه ،الا انه ينكر ذلك بلسانه ،وهو انكار لايقنع نفس الانسان ابدا ، ولايمكنه ذلك ، فنفس الانسان لاتصدق كلام لسانها امام الاخرين من انه لايشتهي المال ولايحب الفلوس . فمهما تصنع الانسان وتكلف وتزيف عدم حبه للفلوس فانه يبقي في قرارة نفسه عاشقا متلف القلب بالمال والفلوس ، كما انه سرعان ماينكشف عند اول تعرض له لمساله ماليه او حدوث نقص في امواله .





ان علاقة الانسان ب "" اخيه "" الانسان ، ايا كانت قوة هذه العلاقه ومتانتها ، وايا كانت صلة الانسان بهذا الانسان ، فانها قد تسوء ، لسبب او لاخر ، وقد يكره بعضهما البعض ، أي ان أي شكل من اشكال علاقات الانسان باي شخص اخر او أي شئ اخر ، قد تسوء وتخرب ، الا ان علاقة الانسان بشهوة المال وحب الفلوس ، من المستحيل ان تسوء ، وان كره الانسان أي شئ واي شخص ، فانه مستحيييل ان يكره شهوة المال وحب الفلوس ، وان طالبنا الانسان بان يكره المال وحب الفلوس ، فاننا في الواقع نطالبه بالمستحيل وبمالايستطيعه اصلا ، فشهوة المال وحب الفلوس شهوه غير قابله ، باي حال من الاحوال ، ان يكرهها الانسان .



حب الانسان للمال والفلوس اصيل فيه وغير طارئ عليه .





قد يقول الانسان بلسانه انه يكره الفلوس ولايحب شهوة المال ، الا انه في داخل نفسه وفي قرارة اعماقه كااااذب ، فهو في قرارة نفسه يحب المال ويعشق شهوة الفلوس والمال ، فهو يقول انه لايحب شهوة المال والفلوس بلسانه ، الا انه يشعر ويحس بمشاعر واحاسيس حب وعشق وهيام وشغف طاغيه نحو المال ونحو الفلوس ، فالمال والفلوس لذه لذيذه ليس مثلها لذه وليس مثلها شهوه .






اللبن الغني


outsider
 

0utsider

عضو بلاتيني







وحش شهــــــــــــــــــوة المال وحب الفلوووووووووووووووس


"" الجــــــــــــــــــزء الــــــــــــثاني ""



*************************************************************






نواصل سوالفنا الحلوه عن الشهوه الحلوه والاحلي ، شهوة المال وحب الفلووووووووس ، فنقول :



ان الانسان ، كل انسان ، قد يصاب بالملل والضجر والقرف والزهق من أي شئ ومن كل شئ في الكون ، ومن أي شخص، وقد يأنف الانسان من كل شئ ومن كل شخص في الكون ، فالملل طبيعه انسانيه لاخلاص منها ولافكاك ، الا ان الشئ الوحيد اللذي لايمل الانسان منه ولايشعر تجاهه بالضجر ولايانف منه هو شهوة المال وحب الفلوس . فهي شهوه غير قابله للكراهيه ابدا ابدا ، ولامجال لذلك ابدا ، كما انها شهوه لاتثير الملل والضجر في النفس باي حال من الاحوال وباي شكل من الاشكال ، فهي الحب الكبير ، الحب اللامحدود لدي الانسان ، وان كذب الانسان وقال بخلاف ذلك ، فانه يكذب علي نفسه ، ولايكذب ، ولايمكنه ان يكذب علينا مهما قال وزعم انه لايحب الفلوس ولايشتهي المال والفلس والدرهم والدينار وسائر العملات .



وقد يكف الانسان عن طلب أي شئ في الكون ، الا ان المستحيل كل المستحيل ان يتوقف الانسان عن طلب المال وحب الفلوس ، فهي شهوه لاتقبل ابدا ولاترضي ولايمكن للانسان ، أي انسان ، ان يكف عن طلبها او يتوقف عن عشقها والهوس فيها والركض ورائها ماوسعه الركض .


ان الانسان عندما يشعر بالجوع او العطش ، فانه عندما ياكل او يشرب قدرا كافيا من الطعام والشراب ، فانه سيشبع وسيتوقف عن الاكل والشرب ، فالجوع والعطش يمكن اشباعهما واسكات اصواتهما عند حد معين ، الا ان شهوة الانسان للمال وحبه للفلوس لايمكن اشباعه بمبلغ معين ، ويستحيل علي الانسان يستحيييييل ، ان يحدد مبلغا معينا من المال بحيث انه اذا اعطيناه له او حصل عليه ، فانه سيكتفي ويتوقف عن الشعور بالاشتهاء للمال وحب الفلوس علي غرار مايحدث معه عند اشباع شهوة الاكل والشراب ، فشهوة المال وحب الفلوس ، ليست كغيرها من الشهوات يمكن اسكاتها باشباعها عند حد معين ، فهي شهوه لاتشبع ولاتسكت ولاتقف عندحد معين ولايمكن للانسان ان يصل الي حد الاكتفاء منها .



والناس لايقيمون وزنا للانسان المحترم واللذي يتمتع بالاخلاق العاليه ، ان لم يكن لديه مال وفلوس ، او علي الاقل لديه مصدر رزق ، فلاقيمة لاخلاق الانسان مهما كانت عاليه او راقيه او انيقه ومهما كانت مدعاة احترام ، ومهما كان الانسان محبوبا من الناس ، فانه لاقيمة له عندهم ان لم يكن لديه مال وفلوس ، بل انه كاااااااااااااذب من يقول انه يحترم فلانا ويحبه ويقدره رغم ان فلانا لامال لديه وليس لديه فلوسا ولاوظيفه ، لسبب او لاخر ، فالناس يحبون من عنده مال وفلوس ووظيفه محترمه ، فالاخلاق لاتجلب حب الناس واحترامهم ان لم يكن مع هذا الانسان (( الخلوق )) مالا وفلوسا كثيره .




واللذي ليس لديه فلوس ومال ، تجده انسانا محتقرا لاقيمة له عند اللئام من بني الانسان ، وليس شيئا يجعل الانسان محتقرا في نظر الاخرين سوي الفقر وانعدام المال والفلوس او مصدر الرزق ، وتجده مسكينا مغلوبا علي امره ومثار شفقه ومسكنه وعطف عند الطيبيبن من الناس ، والواقع ان من ليس لديه مال او فلوس ، مسكين ولايمكن له الا ان يكون مسكينا ، فنظرة الاحتقار والازدراء تؤذيه وتؤلمه وتعذبه وتوجعه في نفسه وتحط من كرامته ، ونظرة الشفقه والمسكنه تعذبه اكثر واكثر من نظرة الازدراء وتجعله يشعر انه مسكين مغلوب علي امره يشعر بالذل والمسكنه في قرارة نفسه .



فالناس يحترمون صاحب المال والفلوس ولو كان عديم الاخلاق منحطا ، ويحتقرون او يشفقون علي صاحب الاخلاق الراقيه اللذي لايملك مالا او فلوسا .


لو ان غنيا ولديه مالا وفيرا كثيرا ، مشي عاريا تمااااما في الشارع ، فان الانسان سيلتمسون له الف عذر وعذر ومبرر ، وسيجدون مليارات المبررات لتبرير فعلته الشنيعه ، وسيهب المدافعين عنه باعداد غير محدوده للدفاع عنه بكل مااوتوا من سبل الدفاع ، لالسبب الا لانه غني ، والناس يحترمون ويهابون الغني ويتملقونه ويتزلفونه ، مهما كانت اخلاقه قذره سيئه ، ولوكان يسير " امفصخ " سلط ملط بالشارع .



ولو ان فقيرا مسكينا لايملك قوت يومه ، جالسا في بيته ، لايؤذي احدا ولايسيئ لاحد ، فان الناس يصمونه بكل ماهو قذر وشنيع ويحتقرونه ماوسعهم الاحتقار، رغم اخلاقه العاليه ونفسه الخلوقه .


ولاقيمة للانسان ، أي انسان ، في المجتمع وعند الناس ، من غير المال والفلوس والغنى ، والفقير محتقر ذليل بين الناس ولاقيمة له ، وفي احسن الاحوال هومثار شفقه وعطف الاخرين ، بل ان الانسان لاقيمة له حتي عند نفسه ان لم يكن لديه المال والفلوس ، كما انه لاقيمة له عند أي من المقربين منه ، ومن يقول غير ذلك فهم انسان كااااذب كذااااب اشر .




والاشد كذبا هو من يقول ان للفقير قيمه او احترام عند الناس وفي المجتمع ، مهما كانت اخلاقه عاليه ونفسه طيبه ومهما كان يحترم الاخرين ويحبهم ، فالاخرين ليسوا بحاجه لاحترام الفقير اللذي هم يحتقرونه اصلا في قرارة انفسهم ويزدرونه او يشفقون عليه ويعطفون عليه ، فاحترام من لايملك المال والفلوس للاخرين شئ غير ذي قيمه وغير ذي بال ، ولايريد الاخرين احترامه لهم ولايسعون له ، وعدم حصول الناس والمجتمع علي احترام الفقير امر ليس مدعاة الم وحزن وقلق ، فلاحاجة للانسان باحترام من يشعر تجاهه بالشفقه او بالازدراء والاحتقار .



ان الناس يريدون ان يكسبوا حب ورضا اصحاب الاموال والفلوس والاغنياء واصحاب النفوذ ، وليس مهما عندهم ان يكسبوا حب الفقير ورضاه ، الفقير اللذي يزدرونه ويحتقرونه ، وفي احسن الاحوال يشفقون عليه ويعطفون عليه ، ويكسر خاطرهم .



ان هذه الشهوه المجنونه ، شهوة المال وحب الفلوس لاتقف عند حد ، ولايشبعها او يسكتها مقدار او مبلغ معين ، وهي شهوه ملحاحه لاتكف ابدا عن الطلب ، فاذا كانت الشهوه المتوحشه المسعوره الناريه الاخري وهي شهوة الجنس ، قد تقف عند عمر معين ، وقد يتم اشباعها واسكاتها بالممارسه الجنسيه لعدد من المرات ثم تسكت ، واذا كانت الشهوه الجنسيه محدوده بزمان ومكان معين ، اذ انها ليست مستعره متوقده في كل مكان وفي كل وقت ، الا ان صاحبتها شهوة المال وحب الفلوس ، لاتقف عند حد معين ، ولاتقف عند عمر معين قد يصل اليه الانسان ثم تسكت كما هو الحال في شهوة الجنس الناريه ، فهي مستمره ومشتعله طالما ان الانسان علي قيد الحياة ، وهي شغاله شغاله ومشتعله مشتعله ، في كل مكان وزمان .



والامر والاقسي من كل ذاك وذاك ، هو ان هذه الشهوه كلما لبيت ندائها الملحاح واشبعتها ، فانها تعاود التوقد والاشتعال اكثر واكثر ، فمن طبيعة هذه الشهوه الغريبه ان اشباعها يؤدي الي تجويعها واثارتها اكثر واكثر !!!!! ، وان تركتها دون اشباع ذبحتك وآلمتك وعذبتك ، وان اشبعتها جاعت وقالت هل من مزيد ، فمن غرائب وعجائب هذه لشهوه المفترسه انها ابدا جائعه متحفزه ، وان اشباعها يجعلها تجوع اكثر واكثر ، فهي جائعه من جهه ، ولاتشبع ابدا ، من جهه اخري .



فهي شهوه غير قابله بتاتا للاشباع ، والانسان طماع ، بطبعه ، ولايمكن ان يكون سوي كذلك .


في كثير من الاحيان يقول الانسان ، بلسانه ، انه لايحب المال ولايميل له ، وقد يتظاهر بذلك فعلا ، الا ان السؤال ، هل فعلا ، قد خلا قلبه من حب المال والشبق والتشوق والتلهف اليه وعليه ؟؟؟؟؟!!!!.


وهل يمكن لقلب انسان ، أي انسان ، ان يخلوا من حب المال ، وسائر الشهوات .؟؟؟.


يتكلم الانسان انه لايريد المال ولايحب الفلوس ويزعم كذبا انه لايميل اليها ، وبنفس الوقت والتو واللحظه هو يسعي للمكانه الاجتماعيه ونيل احترام الناس وتجنب تحقيرهم له وازدرائهم له وشفقتهم وعطفهم عليه ، ولاوسيلة له لنيل هذه المكانه الاجتماعيه الا بالحصول علي الفلوس والاموال الكثيره ، فهي الاداة الفعاله لنيل احترام الاخرين واعجابهم وتجنب عطفهم وشفقتهم وازدرائهم ، فالانسان يحب ان يحبه الناس وان يحترمونه ، ويحب ان ينال اعجابهم ومدحهم وثنائهم عليه ، ولايحب الانسان شيئا قدر حبه للمكانه الاجتماعيه وكثرة الاموال والفلوس .



لاشئ يؤذي الانسان ويؤلمه ويوجعه كما يؤذيه ويوجعه في اعماق نفسه ، عندما يكون محط احتقار المجتمع والناس والاقربون ، وازدرائهم ، او محل شفقتهم وعطفهم عليه ، ولايحتقر الناس بعضهم البعض ، ولايعطف او يشفق الناس علي بعضهم البعض ، الا بسبب قلة المال والفقر والمسكنه ، وانعدام المكانه الاجتماعيه .


واسوا خلق الله علي الاطلاق ، هو من يطالب الناس بترك حب المال والفلوس ، ونبذ المكانه الاجتماعيه ، ويدعو الناس ليلا نهارا ، سرا وجهارا ، الي هجر الدنيا وملذاتها وطيباتها وحلاوتها ، وفي نفس الوقت واللحظه تجده يجري ماوسعه الجري ويركض حتي تتقطع انفاسه ، ويتعب اشد التعب من اجل المال والفلوس وشهوتهما الحارقه ، وتجده يسعي ماوسعه السعي للمكانه الاجتماعيه المحترمه ، انه اناني ، والانسان اناني ، بطبعه ، انه يريد خير الدنيا وملذاتها وطيباتها له هو دون سواه .


والمال والفلوس والغني والثروه هي التي تمنح الانسان شعورا بالفخر والزهو والتميز عن الاخرين ، وهي التي تجعل الانسان محط انظار الاخرين ، والانسان يحب التميز عن الاخرين ويحب لفت نظر الاخرين له ، ولم تكن الاخلاق الحميده التي قد يتمتع بها البعض ، في يوم من الايام هي الوسيله الفعاله لتلبية هذه الرغبه المحمومه لدي الانسان ، خاصة اذا كانت الاخلاق الحميده لايرافقها الفلوس والاموال ، بل ان المال والفلوس هي الوسيله للقيام بهذه المهمه التي يعجزعنها كل ماعداها .



ولايمكن باي حال من الاحوال وباي شكل من الاشكال ان تكون للانسان قيمه اجتماعيه او احترام دون ان يكون ذا مال وفلوس كثيره ، فالاخلاق الحميده وحدها ليست كافيه لجلب احترام الاخرين او المكانه الاجتماعيه .


وعندما يشعر الانسان بالشفقه والعطف علي الفقراء والبؤساء والمحرومين ، فانه الشعور البديل والوحيد واللذي لابديل سواه ، لشعور الاحتقار والازدراء والاذلال لهذه الفئه من الناس ، فالفقراء والبؤساء لايملك الناس تجاههم سوي ان يشعروا بهذين الشعورين ، الشفقه والعطف او الازدراء والامتهان والاحتقار ،ولامحل في قلب الانسان لمشاعر الاحترام والتوقير والتقدير ، ل " اخوانه " في الانسانيه من الفقراء والمساكين والبؤساء .



وكثيرا مايكون الشعور بالشفقه اكثر ايلاما من الشعور بالاحتقار والازدراء ، والفقير والمسكين ، لايملك الا ان يكون متالما وموجوعا من قبل الانسان الاخر ، فليس الشعور بالشفقه والعطف بافضل ولاارحم من الشعور بالازدراء والاحتقار ، فكلاهما نار حراقه .


وهناك من يتكلم كثيرا ويعلن انه يكره المال والفلوس ولايحبهما ، والواقع ان اللذين يقولون هذا هم اولئك اللذين لم يحصلوا علي المال والفلوس ، وهم يقولونه ليس لانهم ، فعلا ، يكرهون المال ولايحبون الفلوس ، لا ، طبعا ، لكنهم يقولون هذا لانهم لم يحصلوا علي المال والفلوس ، وليتجنبوا احتقار الناس لهم وازدرائهم لهم ، وليتجنبوا شفقة الناس عليهم وعطفهم المؤلم الموجع لهم في اعماق النفس .


ان اقسي مايمكن للدنيا ان تقسوا به علي الانسان ، هي ان تجعله يحتاج للاخرين ليحصل علي المال والفلوس ، واقسي حاجه يمكن ان يحتاج الانسان الاخرين بها ، هي حاجته للمال والفلوس من الاخرين ، فالحاجه للاخرين من اجل الحصول علي المال والفلوس ، ذل ومهانه وكسر للنفس ومثار شفقه موجعه وعطف مزري من قبل الاخرين لهذا المسكين اللذي مال عليه الزمان ، والحاجه للاخرين في أي شئ اخر ، عدا المال والفلوس ، رغم مافيها من الم واهانه وذل وشعور بالمراره والانكسار ، الا انها ارحم ، علي الاقل ، من حاجة الانسان ل " اخيه " الانسان بسبب المال والفلوس ، فاقسي حاجه ممكن ان يحتاجها الانسان وتكون عند الاخرين هي حاجته للمال والفلوس .



ان الفقر والحاجه للمال والفلوس ، مدعاة ذل واحتقار للفقير من قبل الاخرين ومن قبل نفسه ، والغني والمال والفلوس مدعاة عز واعزاز واحترام ومهابه ، واحترام للغني من الاخرين ومن نفسه ، فالفقير مهان ذليل من الناس ومن نفسه ، والغني مهاب محترم من الناس ومن نفسه ، وهذا قانون من قوانين الحياة ، لاينكره الا من ينكر الواقع الاليم للانسان ، ومن ينكره لايكذب علي احد قدر كذبه علي نفسه ، ومن يقول غير ذلك فلن يصدقه احد ، ولاحتي نفسه .



ان الاكل والشرب واللبس والمأوي ، هي حاجات انسانيه ماسه وضروريه لاغني للانسان عنها باي حال من الاحوال ، لكن هذه الحاجات الاساسيه لايجلبها ، بطريقه تضمن احترام الانسان وتحفظ له كرامته وتجنبه شفقة الاخرين وعطفهم عليه ، الا المال والفلوس .




كما ان " الكشخات " وحب الظهور والزينه وحب " الترزز " والظهور والبروز امام اعين الاخرين لايمكن ان تاتي الا بالمال والفلوس ، والمال والفلوس وحدهما ، والانسان يحب نظرة الاعجاب من الاخرين ، ولايخاف من شئ قدر خوفه من نظرةالازدراء والاشمئزازوالاحتقار والعطف والشفقه ، بسبب الفقر والحاجه من الاخرين .



وشهوة المال والفلوس لها تاثير ليس كمثله تاثير علي نفس الانسان ، فحصول النفس علي الاموال والفلوس يؤثر عليها ، ويغير حالتها من حال الحزن والتعاسه والالم ، الي حال الفرح والسعاده والمتعه والوناسه ، وعدم حصول النفس علي الاموال والفلوس يؤلمها ويعذبها ويجرحها في العمق ، ويجعلها عرضه لاشد وابشع مايمكن ان يتعرض له الانسان وهو ان يكون محط انظار الاخرين وازدرائهم له وشفقتهم عليه ، والمال والفلوس هي التي تشكل غطاءا يحمي الانسان من نظرة الاحتقار والازدراء والشفقه ، ولايحمي الانسان شئ من هذه الامور المؤلمه سوي المال والفلوس .



والمال والفلوس اهم من الصحه ومن اشياء اخري كثيره ، ومهما قلل الناس من اهمية المال والفلوس فهومجرد كلام كاذب لايصدقه حتي الشخص نفسه اللذي يهرف به ، فالمال والفلوس احب شئ الي الانسان ، من أي شئ اخر ، بل ان المال والفلوس اهم من الصحه ، لان الانسان لايحتقر الانسان بسبب المرض ، انما يحتقر الانسان " اخيه " الانسان من اجل الفقر وقلة المال والفلوس .


والواقع ان من الامور المؤلمه جدا جدا والمتعلقه في هذه الشهوه البشريه المرعبه المثيره ، هي انه يمكن ان نقول بكل ثقه انه لايوجد ولايمكن ان يوجد انسانا يشبع او يستطيع ان يشبع من هذه الشهوه ، اذ تبقي مشاعر الحاجه والاشتهاء للمال حيه تنبض لاتنطفئ ولاتسكت ابدا .

فهي نار ملتهبه متوقده كلما اشبعتها صاحت جائعة هل من مزيد .

ايها الانسان ، ان شئت ام ابيت ، انكرت ام اعترفت ، انت كائن مالي تحب الفلوس ، هل تستطيع ان تقول : لا ،،، الجواب : لا ،،،،،،،،،،،،، ؟؟؟.



اللبن الجامد جدا


outsider
 

.. [ مفاز ] ..

عضو فعال
اللبن الجامد جدا ،، مضى وقت ولم تسبر أغوار هذه النفس عبرة هذه الزاوية ،، فأنا لخبرهـا بالأشـواق ،، انا بالإنتظــار وأقترح عليك بنقل هذه الموضوع الى الشبكة الحرة .. وكل عام وأنت بخير أخي ..
ولـفريمان ،، كيف تكون متأكد من أنّه لا حيـاة بعد الموت ..؟ يا تُرى !
 

.. [ مفاز ] ..

عضو فعال
لا انه يهرب من الحصول علي اغلي حاجه من حاجات الحياة وهي الموت ، وسبب هرب الانسان من الموت ، هو ان الموت هو العدو اللدود للشهوه ، فالشهوه تخاف من الموت خوفا شنيعا لاحدودله ، لالسبب ، الا لانه هو الوحيد في هذا الكون القادر علي اسكاتها .

الموت ما هو إلا حاجة من حاجات الآخرة .. هو مفتاح واحد تغلّق بهِ أبواب الدُنيـا وتفتح بهِ أبواب الآخرة أسأل الله أن يهوّنه علينـا
 

0utsider

عضو بلاتيني
الموت ما هو إلا حاجة من حاجات الآخرة .. هو مفتاح واحد تغلّق بهِ أبواب الدُنيـا وتفتح بهِ أبواب الآخرة أسأل الله أن يهوّنه علينـا



اهلا وسهلا فيك اخوي او اختي مفاز ،،،،،،،، والحقيقه معلش اعتذر للتاخير عن الرد بسبب الظروف والاهم من ذلك هو " الخلق والمزاج " فالكتابه تاتيني ولااستطيع انا ان اذهب اليها .


مع اني من نوعية الناس اللي كله مالهم خلق الا انني اليوم فجاه انفتحت نفسي للكتابه عن موضوعي المفضل وهو (( الانسان )) اغرب مخلوق في الكون .

حياك الله ،،،،،،،،،،،،
 

0utsider

عضو بلاتيني





الرقيه الشرعيه ،،، وغياب العقل




=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=








ويييييييين منذ مده ليست بالقصيره فان وحش الكتابه عن الانسان لم يزورني ، الا انني اليوم قرات موضوعا في جريدة الوطن عن موضوع الرقيه الشرعيه ، فاوعزت لي " وحش " الكتابه الخفي بهذا الموضوع .


فاليوم نقول :


تعرض الدين الاسلامي ، في مسيرته الطويله الي العديد من الاساءات مقصوده كانت ام غير مقصوده ، والواقع ان هذه الاساءات منبعها ، بطريقة او باخري ، هو الجهل وانعدام العقل ، ولعلي لااغالي ان قلت ان اعظم اساءه تعرض لها الدين الاسلامي هي مسالة " الرقيه الشرعيه ".



طبعا الرقيه الشرعيه امر قام به الرسول صلي الله عليه وسلم ، ولاجدال في شرعيته ابدا ، لكن المصيبه هي في هذه الاضافات والاساءات المريره التي تعرضت لها مسالة الرقيه الشرعيه ، والتي ادت الي تشويه هذا الامر تشويها مريعا .كما ادي التمادي والمبالغة في استعمال الرقيه الشرعيه الي استغلال الدين ابشع استغلال وبصوره مزريه .



اصبح الوضع في زماننا هذا وضعا بائسا بالنسبة لموضوع الرقيه الشرعيه ، فاصبحت هناك " محلات " و" دكاكين " والامر والانكي هو انه قد اصبح هناك عندنا مايسمي ب " عيادات الرقيه الشرعيه "!!!!!!!.



بل ان هناك من العيادات المخصصه للرقيه الشرعيه من يقوم بفتح ملف ، كخخخخخخ ، (( للمريض )) ههههههههآي ، ويحددون له موعدا للمراجعه ، ويعطونه (( كرتا )) !!!!! للمواعيد كخخخخخخخ.ويخضع للعلاج والمتابعه من قبل من يسمي ب " الراقي ".



فتجد (( احدهم )) قد استاجر سردابا او شقه في مكان ما ، وكتب عليها لافته شنيعه هي : (( عيادة للرقيه الشرعيه )) ، وهذا من الامور التي تثير الضحك والسخريه للاسف الشديد ، ويعتبر مؤشرا علي مدي الجهل اللذي آل اليه العقل الانساني عندنا .


فهل كان الرسول صلي الله عليه وسلم ، او احد اصحابه الكرام ، يجرؤ علي ان يسيئ لكتاب الله ، ويفتتح مايسمي " عياده للرقيه الشرعيه " ، هل قام الرسول صلي الله عليه وسلم او احد اصحابه رضي الله عنهم بمثل هذا العمل الشنيع بتخصيص مكان يسمي عيادة الرقيه الشرعيه ؟؟؟، ولان الرسول صلي الله عليه وسلم ، واصحابه الكرام لم يمارسوا هذا العمل الباطل ، فان هذا يعني ان مايسمي ب" الرقيه الشرعيه " بشكلها الحالي يعتبر بدعه وضلالا ، واساءة بالغه للدين الاسلامي ولكتاب الله عزوجل .



يتحرك الانسان بسلوكه وتصرفاته وافعاله بايعاز عنيف شديد الوطاه يستحيل مقاومته ، من شهوة المال وحب الفلوس ، ثم بعد ذلك ينكر الانسان انكارا تاما انه يتصرف حبا للفوس وبسبب شهوة المال ، ويدعي كذبا انه يتصرف بسلوكياته حبا لله ولرسوله ولخدمة الناس وانه فعل مافعل لاسباب دينيه بحته ، لوووووووووول ، وايضا هههههههههآي .



الغالبيه العظمي لمن يعاني من أي شكل من اشكال المعاناة انما يعاني بسبب شهوة المال وحب الفلوس ، ولانه محروم من القدره علي اشباع هذه الشهوه العنيفه ، فانه عادة يمرض نفسيا وجسمانيا وعصبيا ، فيلجا الي هؤلاء " الرقاة الشرعيين " واللذين هم بدورهم دافعهم الاول لهذا العمل هو شهوة المال وحب الفلوس ، وهكذا نجد ان الانسان ، يدور من حيث يدري او لايدري في دائرة شهوة المال وحب الفلوس ، فالمريض صار مريضا بسبب شهوة المال وحب الفلوس ، وصاحبنا " الراقي " صار راقيا بحثا عن المال وحب الفلوس .



المريض اللذي يراجع " عيادات الرقيه الشرعيه " ، يراجعها لانه مرض بسبب انه جائع جوعا شديدا للمال وحب الفلوس ، وصاحبنا " الراقي الشرعي " وحش مفترس يشتهي المال ويحب الفلوس ، وهو ايضا بدوره جائع للمال وحب الفلوس ، وهكذا تتجسد امامنا صوره هائله مرعبه لوحشية الانسان وقوة وقسوة الافتراس عنده ، فالراقي الجائع للمال وحب الفلوس يفترس " اخيه بالانسانيه " المريض بدروه بسبب جوعه للمال وحب الفلوس .




آآآآآآآآآه منك ايها الانسان ومن حبك للمال والفلوس ، التي تدفعك لافتراس اخيك الانسان المريض ، وهو علي قيد الحياة .



ان هؤلاء اللذين يسمون انفسهم " رقاة شرعيين " يرتكبون جريمه بشعه وهي اقسي واقصي مايمكن ان يتصوره قلب الانسان وعقله من قدره للانسان علي ارتكاب الجريمه ، وهذه الجريمه هي جريمة استغلال الام واوجاع وعذابات هؤلاء المساكين البؤساء التعساء المحرومين ، سواءا رجالا كانوا او نساءا ، واللعب علي مشاعرهم واحاسيسهم وضيم الامهم والضحك علي قلقهم وارقهم وشقائهم ، وهذه الانتهازيه الشرسه القاسيه ، والانسان انتهازي ، بطبعه ، تنم عن روح اجراميه قاسيه متغلغله في اعماق نفوس هؤلاء .



ان للحرمان الام مفزعه تتسبب بالاوجاع النفسيه للانسان المحروم ، وتحطم نفسه وتوقد الجحيم في اغوار نفسه وتجعل نفسه تضطرم علي براكين حطب ونيران الحسره والحرمان ، والانسان المحروم يجب ان نرحم الامه ونعينه ونساعده ، لاان نستغل الامه النفسيه وامراضه الجسمانيه ، من اجل اشباع شهوة المال وحب الفلووووووس ، وهي شهوه لاسبيل للانسان ، مهماااااااا فعل ، ان يشبعها او يسكتها او يخرسها ، وهي شهوه من شدة شراستها انه يستحييييييييييل علي الانسان الخلاص منها ، فما يستحيل علي الانسان اسكاته او اخراسه ، كيف له ان يتخلص منه .



ان اقوي ميزه يتميز بها الانسان عن صاحبه الحيوان ، هي هذه القدره الهائله التي يتقنها كل انسان ، وهي القدره علي تبرير التصرفات والسلوكيات الشنيعه التي يرتكبها الانسان ، من حيث يدري او لايدري ، فالكائن الوحيد في الكون اللذين يجيد الاعتذار عن افعاله وسلوكياته بالغا مابلغت بشاعتها وقذارتها وقسوتهاهو : الانسان .



لااريد ان اطيل ،،،،، لكنني احب ان اتحدث الان عن الاسباب التي تؤدي الي لجوء الناس لما يسمي ب " عيادات الرقيه الشرعيه " .



اعتقد ان السبب الرئيس اللذي يجعل الناس يلجؤون الي الرقيه الشرعيه هو الحرمان اللذي يعانونه نتيجة عدم قدرتهم علي اشباع شهواتهم وغرائزهم ورغباتهم ، والتي ان لم يتم اشباعها بالطرق المشروعه ، فان هذه الشهوات هي من القوه والعنف بحيث ان عدم اشباعها ، لاي سبب كان ، فانه يجعلها تعبر عن نفسها ، بصوره عنيفه شرسه قاسيه ، تدمر الانسان المحروم البائس ايما تدمير .



فتظهر علي شكل امراض جسمانيه وعصبيه ونفسيه ، والحرمان من اشباع شهوه من الشهوات وغريزه من الغرائز هو مايؤدي الي ان يعاني الانسان معاناة مريره من الفراغ الروحي والنفسي ، حيث ان هذه الشهوات والرغبات تحفر وتحفر في اعماقه ، من حيث يدري او لايدري .



ان الحقيقه العميقه الخافيه للانسان هي ان الانسان هو مااراده ولم يحصل عليه .


اكاد اجزم جزما تاما ، ان النساء المسكينات اللائي يراجعن مايسمي ب" عيادات الرقيه الشرعيه " هن النساء والحريم اللائي يعانين من الحرمان العاطفي ، ويشعرن شعورا شنيعا مريعا بالحاجه للاشباع العاطفي ، وايضا الحرمان الجنسي يلعب دورا خطيرا في تحطيم الانسان ، رجلا كان ام امراه ، من حيث يدري او لايدري ، والغالب انه لايدري ، مالم يكن طبعا ، من اصحاب الوعي العالي .



ان الشهوات والغرائز والرغبات هي امر اصيل في كل انسان وليست امرا مكتسبا او طارئا عليه ، والشهوات والغرائز والرغبات هي قوه شرسه عنيفه مدمره لايمكن اسكاتها وكظمها وكتمها لانها قوه ملحاحه مهما كتمتها وكبتها فانه تعبر، يعني تعبر عن نفسها ، وهي تعبر عن نفسها بصوره مدمره وقاسيه وعنيفه ولاترحم من لايشبعها ابدا .



يعتقد البعض انه بامكانه بمايسمي بقوة الاراده والاصرار والضغط الشديد علي النفس ان يقاوم الشهوات والرغبات والغرائز ، والمصيبه ، ان المقاومه الشرسه للشهوات والغرائز والرغبات ، انما يؤدي الي استعار وزيادة ومضاعفة قوة ووحشية وعنف وقسوة هذه الشهوات والغرائز والرغبات .



والشهوات والرغبات والغرائز لاتضعف ولاتسكت ولاتنكتم ولاتهدا ولاتركد حتي لو كان الجسم ضعيفا تعبا متهالكا مريضا ، فهي شهوات عمياء ، هي تشتهي وتشهتي وتشهتي وتشتهي فحسب ، ولايهمها ابدا ابداابدا ، مدي قدرة المرء علي اشباعها وتلبية ندائها وصراخها الملحاح ، ولايهمها مدي ملائمة ظروف من يعاني من الحاحها وصراخها علي تلبية ندائها او مدي قدرته علي اشباعها .



كما ان صوت العقل و " الركاده " بالغا مابلغ الحاحه وقوته فانه لايجدي معها نفعا ولايفلح ابدا في اسكاتها .



ان كل انسان يعاني في حياته ، من أي شكل من اشكال المعاناة ، فان سبب معاناته شيئا واحدا فقط لاغير وهو : انه يريد شيئا ، لكنه لايستطيع الحصول عليه .


واشد الشهوات برايي قسوة علي الانسان ، وهي السبب الخفي لامراضه بمختلف انواعها ،والامه وعذابه وشقائه وتعاسته وهمه وغمه ،وهي مايؤدي به الي الذهاب الي " عيادات الرقيه الشرعيه " ، هي هذه الشهوات :




1- شهوة المال وحب الفلوس ،وعدم وجود مصدر للرزق .وهي اشد شهوه في الكون ، ولامنافس لها اطلاقا .
2- شهوة الحب العاطفي ، وميل الرجل للمراه ، وميل المراه للرجل .
3- شهوة الجنس ، وهي الاخري من اشد الشهوات التي تسببت بالامراض المختلفه للمليارات من الناس ، والانسان هو هو في كل زمان ومكان .
4- شهوة تملك الماديات ، والاستحواذ علي كل ماهو مادي ، وهي تختلف عن شهوة الفلوس ، يعني مثل شهوة تملك سياره جديده للكشخه ، او ساعه جديده ، او ملابس كشخه تصلح لممارسة غريزة " الترزز " ، او الحصول علي اثاث وسيراميك للبيت .
5- شهوة حب نيل اعجاب الاخرين ومدحهم وثنائهم ولفت الانظار الي ذات الشخص نفسه .



بنظري ان حرمان الانسان من هذه الشهوات مجتمعه ، او من احداها ، هو مايؤدي ، الي تعاسة الانسان وعذابه وشقائه ، ومن ثم اضطراره ، من حيث يدري او لايدري ، الي البحث عن " عياده للرقيه الشرعيه ".



اسالوا اي امره او رجل ، " يراجع " هذه العيادات المخصصه للرقيه الشرعيه ، اسالوه عن معاناته ، وافهموه ، تماما ، افهموه كماااااااا هو ، كانسان ، لاكما ينبغي له ان يكون ، اي يجب الا نفهمه كملاك ، فانكم ستجدون ان سبب الوضع النفسي المزري اللذي يعانيه ، انما هو حرمانه وعدم قدرته علي اشباع هذه الشهوات كلها او احداها ، ومن جهة اخري ، عدم قدرته علي ان يطيق ويحتمل الالم والعذاب والمراره والشقاء اللذي يسببه له هذا الحرمان الشنيع من الام ، وهذه الحاله تجسد ماساة الضياع الانساني باجلي صورها واكثرها وضوحا .



مشكلة الانسان تكمن ان قدرته علي اشباع شهواته ليست امرا خاضعا لسيطرته ومزاجه ، يعني موعلي كيفه ، انما هي مقيده بملايين القيود والسدود والموانع . فهو يشتهي ويرغب ويريد ، ولايستطيع بل يستحيل عليه الايشتهي او لايرغب او لايريد ، ومن هنا تتشكل وتنمو الالام والحسرات والتعاسه والامراض وكافة اشكال المعاناة .



فالانسان واقع بين شقي الرحا ، بين شهوات ورغبات وغرائز لاتهدا ولاتسكت ولاتهجع ، وبين امكانيات محدوده لاشباع هذه الرغبات والشهوات ، وهي دائره مفرغه او شرك وفخ يقع فيه الانسان ، كل انسان ، ويعاني الامرين بسببه ، من حيث يدري او لايدري .



كما ان الانسان يعاني ، وهو ينسب سبب معاناته الي اسباب كثيره ومختلفه لكنها ، للاسف الشديد ، بعيدة كل البعد ، عن السبب الحقيقي للمعاناة المريره القاسيه التي توقد البراكين واوار الجحيم في اعماق الانسان ، فهو يعاني ولايدري سبب معاناته ، فسبب المعاناة الانسانيه للانسان ، في كل مكان وزمان ، هي الحرمان الشنيع من قدرته علي اشباع شهواته وغرائزه ورغباته .



ان تسعه وتسعين بالميه من الجرائم انما تعود الي رغبة المجرم في اشباع شهوه من شهواته او غريزه من غرائزه ، فالحرمان من اشباع الشهوات والغرائز والرغبات هو الاب الشرعي للجريمه والامراض والتعاسه والشقاء والعذاب والتمرد والعصيان .



ايها الانسان انت كائن شهواني ، تبي تزعل والا ترضي انت كائن شهواني ، ولاسبيل لك الا ان تكون كذلك .


وفي كل الاحوال كان ولازال وسيبقي الانسان ، لغز الوجود الدائم ، ودون منازع .






outsider
الغريب / اللامنتمي
 
أعلى