البرلماني الجديد
عضو فعال
إلى السيد المحترم / بيل غيتس (Bill Gates)الرئيس السابق لشركة مايكروسوفت (Microsoft)
إلى السيد المحترم / ستيف بالمار (Steve Ballmer) الرئيس الحالي لشركة مايكروسوفت (Microsoft)
إلى جميع مستخدمي وعشاق ومعتنقي مذهب النوافذ (Windows)
إليكم جميعا ً أعلن إعتذاري وتوبتي.
كنت لأعوام طويلة مؤمنا متعبدا زاهدا في محراب الوندوز، أشرب من روافدها، وأتنفس فضاءاتها الرحبة الواسعة،
لا سلطان علي إلا سلطان الهوى وحدود إمكانيات الجهاز وما أريد فعله في تلك النوافذ.
كنت لأعوام طويلة لا أرى إلا ما تراه مايكروسوفت ولا أسمع إلا ما تريدني أن أسمع.
لا خيار لدي ولا اختيارات، كل رحلاتي تبدأ من زر التشغيل وحتى خيار الإيقاف في بساتين ومروج الوندوز،
لا أنظر خارج الأسوار،
لدي ما يكفيني ويغنيني عن إغراءات ذلك المجهول القابع خلف الأسوار.
عاصرتكم وعاصرتموني حتى شبنا سويا ً.
منذ أن كان الوندوز طفلا ً رضيعا ً يلقبونه بالرقم الثالث
وحتى شب وترعرع في أروقة التكنولوجيا بمسميات مرحلة المراهقة في السنوات والأعوام من 95
وحتى 2000 ودخلنا معا ً مرحلة النضوج والإتزان في الأكس بي و الفيستا و القادم الجديد "السابع".
لم أحمل غلا ً لأحد، كنت أحب الأخرين،
وندوزيون و غير وندوزيون، يونيكسيون وغير يونيكسيون، ماكنتوشيون وغير ماكنتوشيون، أتاريون وغير أتاريون.
الحب للجميع والحياة تسعنا جميعا ً ولكن الولاء لوندوز ومايكروسوف فقط،
و لا نبدل المعلوم بالمجهول، ولا الأعلى بالأدنى، ولا الأكبر بالأصغر، ولا الأشهر بالأقل شهرة، ولا المتبوع بالتابع.
حتى ذلك اليوم لا أعاده الرب الذي تسللت فيه جحافل الشيطان إلى بساتين الإبداع في مايكروسوفت
و استفردت بي في لحظات ضعف بشري لا يخلو منها قلب بشر ولا تمنعها دعوات الأباء والأجداء ولا صلواتهم.
يوم من الأيام التي لا تجد مثيلاتها في الرزنامة المعلقة على الجدار.
غابت فيه شمس الحقيقة وأختفى قمر المنطق، وتجمعت في سماءه غيوم التشكيك فهطلت منها أمطار التسرع والإندفاع.
ألتفت لأرى من أين يأتى ذلك الصوت الذي يحدثني. هل من قريب؟ أم من بعيد؟
لا هو بصوت أنس ولا أعتقد أن للجان أصوات مثله.
هو ما بين الصراخ والصفير وأحد من نصل السكين الحادة وأعرض من جدار برلين في حربهم الباردة.
لم أجد من يجيب،
//
و"ما أنت إلا بمستمع، فأسمع وطع ولا تبتدع".
كيف عشت كل تلك السنين في ضياع؟
أنت لا تعلم ما تفتقده.
أضعت عمرك في الوندوز و سلمت راية الكفاح إلى مايكروسوفت.
أخرج و استنشق الهواء النقي.
أبحث عن يونيكس أو الماكنتوش وستجد الفرق الكبير وستعلم حينها أين كنت وكيف ضعت وأضعت غيرك.
أذهب هناك إلى حيث لا شاشة زرقاء ولا فورمات ولا تعطيل.
أذهب هناك إلى حيث لا فيروسات ولا تروجونات ولا متطفلين.
أذهب هناك إلى نعيم التصاميم والملتيميديا التي على أصولها، ولا تتردد.
//
من أنت يا هذا؟ ولماذا أنا؟ هل أشتكيت لك؟ ومن الذي أرسلك؟ وماذا تريد مني؟
أذهب أذهب دعني دعني أتركني أتركني!
ولم يذهب ولم يدعني وبالتأكيد لم يتركني حتى أخذ مني أعز ما أملك في التكنولوجيا،
(ثقتي في النوافذ وفي مايكروسوفت وفي كل ما مضى).
راودتني نفسي الضعيفة على اليونكس مرة وعلى الماك مرات حتى استقرت على الماك
واعتقدت انني وجدت الخلاص العظيم،
ووصلت إلى حالة الرضا الكبير، وشربت من نهر الحكمة وينبوع المعرفة وأكلت من ثمار الإبداع أغلى ما في بساتينها.
أبدلت الوندوز الأسود بالماك الأبيض، وقديما ً قالوا القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود،
وثبت لي ان الأسود قد يكون في ظروف معينة أنسب من الأبيض وأكثر نفعا ً منه.
شهران كاملان بالتمام وأنا أجرب الماك في كل حال.
جالس وواقف. غاضب وفرحان. راضي وزعلان. مستعجل ومتأنى.
تحت ضغط العمل وخارجه. للإبداع و لتمضية الوقت. للتدوين وللرسم وللعب والشخبطة.
شهران كاملان بالتمام وأنا أقنع نفسي بأنني وجدت الخلاص وهربت من الجحيم ووجدت الجنة.
وأنا في الحقيقة لم أجد الجنة ولم أكن يوما ً في أي جحيم إلا جحيم خيالاتي المغشوشة.
اليوم أؤكد لكم توبتي وعودتي إلى الحق.
لا بديل للوندوز إلا وندوز آخر. وأعذروني لضعفي أمام وساوس الشياطين.
اليوم أعلن عودتي مرة أخرى إلى محراب الحق وسراط الحقيقة. إلى Microsoft Windows.
عسى أن تقبلوا توبتي وندمي.
أخوكم المخلص المولود من جديد / برلماني بن عربي / الشبكة الوطنية الكويتية / الكويت