الطاعن بالاسلام بماذا يتميز

محب الصحابه

عضو مخضرم
ذكر ابن القيم الأسباب المانعة من قبول الحق في كتابه (هداية الحيارى) ..
فذكر أولها وهو الجهل ، وهو الغالب على الناس ، فإنه من جهل شيئًا عاداه ..
ثم بعده البغض والعداوة والحسد ..
وهذا تجده كثيرًا في اليهود والنصارى لأنهم ينشئون على كراهية الإسلام ..
كالصهاينة الغاصبين الذين يرضعون بغض الإسلام وأهله مع ألبان أمهاتهم ..
وكذلك كالنصارى القاطنين بلاد المسلمين ، وفيهم البغض والكره أبلغ وأظهر ..
ثم السبب الثالث وهو الإلف والعادة والتربية ..
فإن من نشأ على دين أو عقيدة وكان أهله كلهم عليها وأصحابه ومجتمعه لا يحيد عنها ..
لأن في تحوله عن دينه تحولاً عن حياته كلها وعلاقاته البشرية قاطبةً ، وبداية حياة وعلاقات جديدة ..
وهذا لا يقدر عليه معظم الناس ..
ثم السبب الرابع وهو الجاه والعز والهوى ..
فإن كثيرًا من الناس يرى أن الحق سيحرمه من جاهه وعزه وشهواته وأغراضه ..
وهذا مانعٌ قوي تجده في كثير ممن عرف الحق وخشى من إعلانه لأجل منصب أو جاه أو مركز اجتماعي ..
ثم السبب الأخير وهو الخوف على النفس أو المال من التلف ..
كأن يحرمه قبول الحق من المصروف أو الميراث أو يخاف أن يؤذيه قومه أو أهله أو عشيرته ..
وهذه كلها أسباب هامة يجب وضعها في الاعتبار ..

وقضية الهداية أعظم وأكبر بكثير من مجرد شبهة تردها أو حجة تلقنها ..
فالإنسان كمخلوق أعقد بكثير وفيه من النزعات والرغبات والأهواء ما يحيد به عن الحق ..
لهذا يجب مراعاة هذه الأمور جميعها عند الدعوة إلى الله ..
ومن خبر مجال الدعوة إلى الله عرف أن أكثر الصوارف عن الحق هي من هذا القبيل ..
فهاهم أهل المعاصي والذنوب ، هل تحسبهم لا يعلمون أنهم على معصية ..؟
بل يعلمون ، لكن غلبتهم شهوتهم وأهواءهم ..
فهذا يكذب لينال منفعة أو يدفع ضررًا ..
وذلك يسرق ليأخذ غنيمة أو مكسب ..
وذاك يسمع الأغاني ليستمتع باللذة ..
وهكذا أهل المعاصي لا يكفي معهم الحجة والدليل والبرهان ..
بل الموضوع أعمق من هذا وأعقد ..
لهذا كان كثير من مخاطبات القرآن الكريم تراعي الناحية النفسية للمستمع ..
فتجد في القرآن الترهيب والترغيب وذكر الجنة وملاذها والنار وعذابها ..
وتجد هذا الكلام مغرقًا في التفاصيل بشكل يستغربه بعض الناس ..
والمقصد هو أن القرآن كما يخاطب العقل فهو يخاطب الوجدان ..
لأن بعض الناس قد لا يمنعه الدليل الواضح ويمنعه الخوف من العذاب أو الطمع في النعيم ..
وانظر كذلك إلى شرائع الإسلام ..
فإنها كما حرمت بعض الأمور وجعلتها مستحقة للعذاب الأخروي ، جعلت لها حدودًا وعقوبات دنيوية ..
ثم جاءت بتدابير وقائية مانعة ضد المحرمات وسدت ذرائع الحرام ..
فلم تقتصر على التحريم العقلي فقط ، بل امتدت إلى العقوبة والتدابير الوقائية ..
والموضوع كبير جدًا والكلام فيه لا ينتهي ..
والله أعلم وأحكم .:إستحسان::وردة:​
 
أعلى