في ليلة السابع والعشرون من رمضان لهذا العام وبينما أنا جالس بين أروقة المسجد الحرام وإذبي أسمع ذلك الصوت العذب الشجي لذلك الطائر الذي لطالما ارتبط بذلك المكان العظيم فهنيئاً له بتلك المنزله وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء , وقد كنت جالس أنذآك أتناول مما أفاءه الله علي من الأطعمه وفي الحقيقة كانت أميزها تلك القهوة " الشمالية "
. والتي هي من ( صنع إيديه وحيات عنيه ) , حيث أخذت أقلب ناظري في تلك البقعة الطاهرة المعظمة , و العجيب أنني أرى وأشاهد من كل أصناف وأجناس العالم " الغني والفقير , البعيد والقريب .. إلخ وقد اجتمعوا في تلك البقعة الطاهرة يرجون رحمة الباري جل في علاه , وأنظر الى جهة اليمين وإذ بالعمال يحملون على أكتافهم تلك الترامز التي يضعون بها ماء زمزم كي يعيدون تعبأتها من جديد استعداداً لصلاة القيام , وأنظر جهة الشمال الأخرى وأرى عمال النظافة يصولون ويجولون في ذلك المكان تحسباً لأي شيء يعكر صفوة حجاج وعمار بيت الله ,
كل ذلك حتى يؤدي المعتمر تلك الرحلة الايمانية وهو بأفضل حال , وأرفع وأنظر فوقي وأشاهد ذلك الصرح المعماري الذي قل نظيره في تلك البلاد وإلى تلك الساعة التي أبهرت دول الغرب والعالم أجمعه ,
وأنظر الى الجهة الأخرى فأجد تطوراً عمرانياً جديداً قل أن يكون له نظير .
وقد أخبرت وعلمت مؤخراً بأنه سوف يبدأ هذا العام تشغيل قطار المشاعر والذي سوف يستوعب ويحمل فوقه أكثر من 70 ألف راكب وسيزيل 30 % من ذلك الإزدحام الذي نشاهده في تلك الأعوام الماضية لموسم الحج .
أخذت أتأمل وأقلب ناظري بين مقبل ومدبر , ونفسي تحدثني ياآآآلله كم والله نحن في نعمة عظيمة في ظل حكام تلك البلاد , وكيف لو كان ذلك المكان العظيم عند دولة أخرى من الدول كيف يكون الحال آنذآك , هل سنجد تلك الخدمات , أم هل سنجد مثل تلك المعاملة الحسنة التي يشعر بها الكل من حولنا بمختلف طوائفهم وجنسياتهم , وأقول الحمدلله أن تلك البلاد في ظل حكومة من إنتدب نفسه خادماً للحرمين الشريفين وأطلق ذلك اللقب بعز وشرف ومهابة .
اخوتي الأحبة
من ينظر لحال تلك الحكومة وتلك البلاد ـ لا يجدها تتميز بقوة عسكرية أو قنبلة ذرية أو تطور تكنولوجيا يضاهي به تلك الدول المتقدمة , لا لا بل توجد من الدول المجاورة الصغيرة من هي أقل منها مساحة وشعباً وقد فاقتها تقدماً وتطوراً في شتى المجالات , ولكن ما سر تلك الهيبة التي نجدها نحن والكثير من دول العالم أجمعه فضلاً عن الدول الإسلامية لحكومة هذه البلاد ومليكها , والله ما هي إلا بتلك الهيبة التي أعطوها وعظموا بها ذلك المكان المقدس والمعظم فعوضهم الله جل وعلا ورزقهم هيبة في قلوب عباده , ومن يجزى بالإحسان يجزى بالإحسان , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : ( من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينيه ) م. الترغيب والرهيب .
وأنا هنا لست بصدد تبجيل وتمجيد تلك العائلة الكريمة لا والله بل هو والله واقع ملموس الكل منا يتفق عليه , على الرغم من بعض الأمور التي لا أوافقهم عليها أنا شخصياً إلا أنني أؤمن بأن الأنسان ليس بكامل .
ختاماً أيها المباركون :
أسأل الله جل وعلا أن يعزهم بطاعته ويعلي شأنهم على ما قدموه للإسلام والمسلمين و أسأله سبحانه أن يطيل بعمر خادم الحرمين الشريفين وأن يختم له على خير وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير ..
وأترك المايك لكم لمن يريد الاضافة
والوايلي يحيييكم ..
ملاحظة : تلك الصور التي تشاهدونها من كآمرتي الخاصة Canon . :إستحسان: