World on Wheelz
عضو ذهبي
المتوكل على الله بأنتظار أن تكمل ما بدأته ولا تعر أنتباها للمشاركات الصبيانيه .
ايصرت الحياه في حي فقير من احياء الكويت العشوائيه تحديدا في عشيش الموقع في ستينيات القرن الماضي ولدت لأب امي لايعرف الكتايه والقراءه اب متسلط قاسي وامي كانت امراءه بسيطه ضعيفة الشخصيه وطيبه الى حد السذاجه وكان المجتمع من حولي مجتمع غبي جاهل قاسي لايختلف فيه الذكور عن ابي ولا الاناث عن امي ترعرت في جو ظلامي اشبه بالعصور الوسطى .........
الحي عباره عن بيوت من الصفيح منتشره بشكل عشوائي وأغلبية السكان من البدو حديثي الاستيطان ويقع في منطقه صحراويه نائيه وعلى مسافة 30 كيلوا من مدينة الاحمدي
كان والدي عاملا في شركة النفط في درجه متدنيه من السلم الوظيفي حبث كانت طبيعة عمله ناطورا على انابيب النفط ولم يكن يفصح عن حقيقة مهنته لاسباب راجعه الى تضخم الذات عنده حيث كان يردد دائما انه سليل عائله ذات مجد رفيع ورئاسه في قبيلته ويتهكم بشكل مستمر على من حوله ويحاول الانتقاص منهم امامنا نحن ابنائه وبعض خاصته ويجد في ذلك اشباعا لنقصه ولم يكن ذلك امامهم بل حينما نكون وحدنا وكان يحدثنا عن بطولاته في العمل بشكل يومي حتى كنا نعتقد انا وامي واشقائي بأن والدي صاحب مركز كبير جدا في عمله فهو حسب زعمه يوظف ويفصل ويعاقب وهكذا
وبسبب ادعاء والدي كنت اعتقد انني حين اكبر فأن المجد والسلطه بأنتظاري لاني انا الابن الاكبر وسوف ارث عن والدي الزعامه والسلطه والمال كما اوحى لنا فكانت والدتي تردد على مسامعنا انا واخوتي وعجايز الاقرباء السلطه التي يتمتع بها زوجها في المجتمع حيث اسرت لنا ذات مره انه على علاقه وثيقه بالشيوخ لاسيما امير البلاد الذي لايرد لأبيكم طلبا مهما كان فهو يطلق المساجين مهما تعاضم شرهم .. كانت والدتي شديدة الفخر بأبي وشديدة الايمان بأقواله حتى ولو ادعى النبوه فأن اول من يصدقه والدتي فبرغم ايذاءه الدائم لها وضربها يشكل مبرح امامنا الا انها تراه اعظم رجل في الدنيا
كانت والدتي تتمتع بغباء وافر وبكمية حنان لاتنفد ابدا تنهمر دموعها بغزاره على اتفهه الاسباب وتتطوع دائما للعمل على مساعدة نساء الجيران في اعداد الولائم المفاجئه وارضاع اطفال الحاره .. والدتي تنحدر من احدى الاسر التي انقرضت وهي تنتمي لقبيلة ابي ولكن لم يبقى من افراد اسرتها الا هي وابن عم لها طاعن في السن لم يرزقه الله بالذريه وكانت والدتي اذا اغضبها والدي تقول لنا بالسر وبصوت خافت ان ابيها اطيب من والد ابي وان عائلتها ارفع مستوى من عائلة ابي ولكن حظها السيئ جعلها من نصيبه رغم كثرة خطابها من اعيان ووجهاء قبائل الباديه ..
كنت صغيرا لا ادرك الاحداث من حولي وكنت احاول ان استوعب اساطير والدي فالعالم من حولي هو ابي والاحداث تنطلق من بيتنا ولانعرف ان كان هناك بشر غيرنا نحن سكان المقوع فلم اعي ان هناك مناطق اخرى او اننا ننتمي لدوله ...
سوف اكمل الموضوع في وقت اخر ان رغبتم في ذلك ...
قد اكون سافلا كما يعتقد البعض ولكني احترم صراحتي وفخور بسفالتي لانكم لاتدركون اللذه الروحيه حين يتجرد الانسان من قضبان النفس اللوامه ومن سياط جلد الذات اني اكتب لكم بعد ان يأست من محادثة نفسي
بعد سنوات من السكن في بيت الصفيح انتقلنا الى منطقه نموذجيه بعد ان منحت الحكومه لوالدي بيت حكومي دخل محدود في المنطقه العاشره نقلنا متاعنا الى البيت الجديد وظفرت انا بغرفه لي وحدي بعد ان كنت انام انا واخوتي في غرفه واحده قام ابي بتأثيث غرفتي وكان عباره عن دوشق قطني دون سرير وسجاده حصير وكنت ممتن جدا لوالدي على هذا الاثاث الباذخ وكانت غرفة امي مجهزه بفراش اسفنج كبير يعلوه غطاء من الساتان نستخدمه انا واخوتي في غيابها بالقفز عليه ويوجد في غرفتها مايسمى منضد اما الصاله فيوجد بها منضد كبير وضعت امي فوقه رواق بيت الشعر والمنضد لونه احمر وعليه رسومات ورق اللعب الحاص والكلفس ونجوم وهكذا وكان ذلك الاثاث دارج في كل البيوت المجاوره ....
يتبع
أمتلاء فناء المنزل بعشرات الاطفال حيث اصبح منزلنا مدينة ملاهي لايوجد في المنزل اثاث ذو قيمه يمكن اتلافه فكان اثمن شئ نمتلكه هو تلفزيون 20
انا لم اجد الوقت والجرأه الكافيه لكي اتحدث مع الاولاد ولاهم يجرأون فكنا نحن الاولاد نتبادل النظرات ونسترق السمع بصمت دون ان نلفت نظر أباءنا حتى لانتورط في اغضابهم هكذا نتصور نحن الصغار بأن الاحاديث في حضرة الكبار هو خطيئه