بسم الله الر حمن الرحيم
التكفير والتقريب لا يجتمعان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وبعد
فقد اطلعت على مقال كتبه المتروك في جريدة الوطن يوم الأحد الموافق 3 / 10 / 2010 بعنوان أهل البيت في القرآن 0 ودعا إلى الحوار والتقريب بين السنة والشيعة ، ثم أورد الآية (وقفوهم إنهم مسؤولون ) ففسرها بالولاية , وقد ذكر كلاما طويلا منه ما هو بعيد عن الحقيقة ومنه ما يتضمن تدليسا وبترا للنصوص وإساءة عظيمة لشريحة كبيرة من المسلمين بناء على روايات تتضمن غلو في علي رضي الله عنه لا تصح بل تصدم نصوص القرآن وسأذكر ذلك باختصار .
أولا: من تدليساته وبتره للأقوال قوله : قال الآلوسي صاحب التفسير (وقفوهم إنهم مسؤولون ) بعد ما أتى بأقوال فيها : وأولى هذه الأقوال أن السؤال عن العقائد والأعمال ، ورأس ذلك : لاإله إلا الله ، ومن أجلّه ولاية علي ( كرم الله وجه ) 0 انتهى ما نقله المتروك ولي على هذا الكلام ملاحظتان : الملاحظة الأولى : قد دلس المتروك على القراء بأن الآلوسي يقول بالولاية لعلي رضي الله عنه فقط وهذا خطأ منه ولذلك بتر النص وسأذكر كلام الآلوسي بالنص قال(.... ومن أجلّه ولاية علي كرم الله تعالى وجهه وكذا ولاية إخوانه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) فالآلوسي جعل الولاية لعلي ولإخوانه من الخلفاء الراشدين بخلاف المتروك الذي بتر النص وهو يزعم الدعوة للحوار بين السنة والشيعة ومع الأسف فإن البعض يتباكون على الوحدة وهم يلقون الشبه ويبترون النصوص يثيرون البلابل على صفحات الجرائد ولو سكتوا لسكنت الفتنة
الملاحظة الثانية : أن المتروك أوهم القراء أن الآلوسي يعتقد بالولاية التي هي من عقيدة الأثني عشر وهذا أيضا خطأ فالولاية التي يريدها المتروك هي الإمارة والولاية الكبرى والولاية التي يريدها الآلوسي ولاية الإيمان التي للمؤمنين والموالاة التي ضد المعاداة ولا ريب إنه يجب موالاة المؤمنين على سواهم ولذلك قال الآلوسي في تفسيره وهو يرد على من يقول بالولاية وأنها منصوصة لعلي وهي الولاية الكبرى فقال : ( ولا يخفى أن هذا من مفترياتهم .... لكن لا دلالة في الجميع على ما يدعونه من الإمامة الكبرى والزعامة العظمى )
فانظر إلى الإساءة للمسلمين ممن لا يعتقد بهذا الغلو – الولاية - : قال المتروك : عن ماذا يسأل الناس يوم القيامة ؟ وكان جواب المتروك عن الولاية وذكر الآية ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) وذكر حديثا من كتاب ابن شهر آشوب مناقب آل أبي طالب وهي روايات لا تصح وهي تخالف صريح القرآن حيث قال ( قال إذا كان يوم القيامة أمر الله أن يسعر النيران ...فيسألون هذه الأمة نساءهم ورجالهم على القنطرة الأولى عن ولاية علي بن أبي طالب وحب آل محمد فمن أتى به جاز القنطرة ومن لم يحب أهل بيت نبيه سقط على أم رأسه في قعر جهنم ولو كان له من أعمال البر عمل سبعين صديقا ) وفي رواية في الكتاب نفسه المعتمد عند المتروك ( إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب وذلك قوله تعالى (وقفوهم انهم مسؤولون ) قال الخوئي في كتاب الطهارة مجلد9 ص27 ( لا يصح صومه ولا صلاته ولا عبادته ممن لا يعترف بالولاية من غير خلاف ) وأيضا المجلسي في بحار الأنوار مجلد23 ص390 وابن المطهر الحلي في كتابه منتهى المطلب مجلد 1 ص522 ( إن الإمامة من أركان الدين وأصوله ) فالمتروك يقرر ويؤصل هذا المعتقد الذي يؤدي إلى تكفير المسلمين قاطبة مع أن الولاية لم تذكر في كتاب الله عز وجل والله عز وجل يقول ( اليوم أكملت لكم دينكم ) مع أن الله سبحانه ذكر في القرآن الحدث الأكبر والأصغر { أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ } وذكر الغائط { أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ } وذكر الله أصول الإيمان وأركان الإسلام ولم يذكر الولاية مما يدل أنها من الغلو كما قال تعالى عن اليهود { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ }
ثم لو تدبرت سياق الآية التي ذكرها المتروك لعلمت أن ما ستدل به بعيدا كل البعد عن مفهوم القرآن ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) فانظر أيها القارئ إلى الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها لا علاقة لها بولاية علي رضي الله عنه لا من بعيد ولا من قريب قال تعالى { هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } ثم قال تعالى بعدها {
إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } فبين الله أنهم لا يؤمنون بيوم الفصل وكانوا يعبدون آلة من دون الله ويقولون عن رسولهم لشاعر مجنون فبالله عليكم أين ذكر الولاية في الآية ثم لا ينقضي عجبك من هذه العقيدة وهي عقيدة الغلو فالمتروك يرى لو أن الرجل أتى بأعمال البر عمل سبعين صديقا ولم يؤمن بالولاية سقط على أم رأسه في قعر جهنم ) ثم لماذا لا يسأل الإنسان عن محبة الله وعن توحيده وعبادته لأن الله لم يخلق الخلق لأجل إنسان وإنما خلق الإنسان لعبادة الله واظهار محبته كما قال تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } وقال تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } وقال تعالى { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } فالله خلق الخلق ليعبدوه ويخلصوا له العبادة وليس من المعقول أن دخول الجنة مترتبة على الولاية لا على عبادة الله وأما حب أهل البيت والصحابة فهذا من الدين وليس كل الدين ثم الكراهة والبغض والتدابر الذي يحصل بين المسلمين لا يصل إلى درجة الشرك الأكبر والكفر الأكبر بل القتال الذي أشد من البغض والذي قد يكون منشأه الكراهة لم يخرجهم الله عن دائرة الإيمان كما قال تعالى { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } وهذه المخالفات الشرعية إذا مات الإنسان عليها فهي تحت مشيئة الله بخلاف الشرك الأكبر والكفر الأكبر كما قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وكذلك أيضا الله سبحانه وتعالى ينزع ما في صدور المؤمنين من غل فيما حصل بينهم في الحياة الدنيا برحمته وكرمه كما قال تعالى { وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ }
قال ابن تيمية رحمه الله وهو يرد على الذين يعتمدون على الروايات المدسوسة والموضوعة من غير النظر إلى سندها ومتنها ، قال و يتمسكون بالمنقولات المكذوبة و الألفاظ المتشابهة و الأقيسة الفاسدة و يدعون المنقولات الصادقة بل المتواترة و النصوص البينة و المعقولات الصريحة ) وأما ما ستدل به المتروك بروايات أبي نعيم والنقاش والثعلبي فقد قال ابن تيمية ( و أما ما يرويه أبو نعيم في الحلية أو في فضائل الخلفاء و النقاش و الثعلبي و الواحدي و نحوهم في التفسير فقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن فيما يروونه كثيرا من الكذب الموضوع } لذلك أقول للمتروك أن أكثر الروايات التي تذكر في كتب التاريخ وغيرها روايات موضوعة ومكذوبةوأرادوا من وضع هذه الروايات تمزيق وحدة المسلمين ومع الأسف أنبعض الجهال الذين لا علم لهم قد تلقفوا هذه الروايات والأحاديث والله عز وجل يقولعن اليهود«يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله» أقول إن معرفة علمالرواية وعلم مصطلح الحديث ، علم لا يناله إلا الجهابذة من أهل العلم
حيث أنه علم دقيق لا يصل إليه إلا الندرة منهم والمتروك يدرك تماما أن هذا العلم لا يحيط به علما وأن بضاعته في علم الحديث روايةً ودرايةً مزجاة ولعل هذا السبب الذي جعله وغيره يتلقف الروايات من غير تمحيص والله المستعان والحمد لله رب العلمين
التكفير والتقريب لا يجتمعان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وبعد
فقد اطلعت على مقال كتبه المتروك في جريدة الوطن يوم الأحد الموافق 3 / 10 / 2010 بعنوان أهل البيت في القرآن 0 ودعا إلى الحوار والتقريب بين السنة والشيعة ، ثم أورد الآية (وقفوهم إنهم مسؤولون ) ففسرها بالولاية , وقد ذكر كلاما طويلا منه ما هو بعيد عن الحقيقة ومنه ما يتضمن تدليسا وبترا للنصوص وإساءة عظيمة لشريحة كبيرة من المسلمين بناء على روايات تتضمن غلو في علي رضي الله عنه لا تصح بل تصدم نصوص القرآن وسأذكر ذلك باختصار .
أولا: من تدليساته وبتره للأقوال قوله : قال الآلوسي صاحب التفسير (وقفوهم إنهم مسؤولون ) بعد ما أتى بأقوال فيها : وأولى هذه الأقوال أن السؤال عن العقائد والأعمال ، ورأس ذلك : لاإله إلا الله ، ومن أجلّه ولاية علي ( كرم الله وجه ) 0 انتهى ما نقله المتروك ولي على هذا الكلام ملاحظتان : الملاحظة الأولى : قد دلس المتروك على القراء بأن الآلوسي يقول بالولاية لعلي رضي الله عنه فقط وهذا خطأ منه ولذلك بتر النص وسأذكر كلام الآلوسي بالنص قال(.... ومن أجلّه ولاية علي كرم الله تعالى وجهه وكذا ولاية إخوانه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) فالآلوسي جعل الولاية لعلي ولإخوانه من الخلفاء الراشدين بخلاف المتروك الذي بتر النص وهو يزعم الدعوة للحوار بين السنة والشيعة ومع الأسف فإن البعض يتباكون على الوحدة وهم يلقون الشبه ويبترون النصوص يثيرون البلابل على صفحات الجرائد ولو سكتوا لسكنت الفتنة
الملاحظة الثانية : أن المتروك أوهم القراء أن الآلوسي يعتقد بالولاية التي هي من عقيدة الأثني عشر وهذا أيضا خطأ فالولاية التي يريدها المتروك هي الإمارة والولاية الكبرى والولاية التي يريدها الآلوسي ولاية الإيمان التي للمؤمنين والموالاة التي ضد المعاداة ولا ريب إنه يجب موالاة المؤمنين على سواهم ولذلك قال الآلوسي في تفسيره وهو يرد على من يقول بالولاية وأنها منصوصة لعلي وهي الولاية الكبرى فقال : ( ولا يخفى أن هذا من مفترياتهم .... لكن لا دلالة في الجميع على ما يدعونه من الإمامة الكبرى والزعامة العظمى )
فانظر إلى الإساءة للمسلمين ممن لا يعتقد بهذا الغلو – الولاية - : قال المتروك : عن ماذا يسأل الناس يوم القيامة ؟ وكان جواب المتروك عن الولاية وذكر الآية ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) وذكر حديثا من كتاب ابن شهر آشوب مناقب آل أبي طالب وهي روايات لا تصح وهي تخالف صريح القرآن حيث قال ( قال إذا كان يوم القيامة أمر الله أن يسعر النيران ...فيسألون هذه الأمة نساءهم ورجالهم على القنطرة الأولى عن ولاية علي بن أبي طالب وحب آل محمد فمن أتى به جاز القنطرة ومن لم يحب أهل بيت نبيه سقط على أم رأسه في قعر جهنم ولو كان له من أعمال البر عمل سبعين صديقا ) وفي رواية في الكتاب نفسه المعتمد عند المتروك ( إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب وذلك قوله تعالى (وقفوهم انهم مسؤولون ) قال الخوئي في كتاب الطهارة مجلد9 ص27 ( لا يصح صومه ولا صلاته ولا عبادته ممن لا يعترف بالولاية من غير خلاف ) وأيضا المجلسي في بحار الأنوار مجلد23 ص390 وابن المطهر الحلي في كتابه منتهى المطلب مجلد 1 ص522 ( إن الإمامة من أركان الدين وأصوله ) فالمتروك يقرر ويؤصل هذا المعتقد الذي يؤدي إلى تكفير المسلمين قاطبة مع أن الولاية لم تذكر في كتاب الله عز وجل والله عز وجل يقول ( اليوم أكملت لكم دينكم ) مع أن الله سبحانه ذكر في القرآن الحدث الأكبر والأصغر { أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ } وذكر الغائط { أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ } وذكر الله أصول الإيمان وأركان الإسلام ولم يذكر الولاية مما يدل أنها من الغلو كما قال تعالى عن اليهود { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ }
ثم لو تدبرت سياق الآية التي ذكرها المتروك لعلمت أن ما ستدل به بعيدا كل البعد عن مفهوم القرآن ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) فانظر أيها القارئ إلى الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها لا علاقة لها بولاية علي رضي الله عنه لا من بعيد ولا من قريب قال تعالى { هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } ثم قال تعالى بعدها {
إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } فبين الله أنهم لا يؤمنون بيوم الفصل وكانوا يعبدون آلة من دون الله ويقولون عن رسولهم لشاعر مجنون فبالله عليكم أين ذكر الولاية في الآية ثم لا ينقضي عجبك من هذه العقيدة وهي عقيدة الغلو فالمتروك يرى لو أن الرجل أتى بأعمال البر عمل سبعين صديقا ولم يؤمن بالولاية سقط على أم رأسه في قعر جهنم ) ثم لماذا لا يسأل الإنسان عن محبة الله وعن توحيده وعبادته لأن الله لم يخلق الخلق لأجل إنسان وإنما خلق الإنسان لعبادة الله واظهار محبته كما قال تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } وقال تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } وقال تعالى { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } فالله خلق الخلق ليعبدوه ويخلصوا له العبادة وليس من المعقول أن دخول الجنة مترتبة على الولاية لا على عبادة الله وأما حب أهل البيت والصحابة فهذا من الدين وليس كل الدين ثم الكراهة والبغض والتدابر الذي يحصل بين المسلمين لا يصل إلى درجة الشرك الأكبر والكفر الأكبر بل القتال الذي أشد من البغض والذي قد يكون منشأه الكراهة لم يخرجهم الله عن دائرة الإيمان كما قال تعالى { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } وهذه المخالفات الشرعية إذا مات الإنسان عليها فهي تحت مشيئة الله بخلاف الشرك الأكبر والكفر الأكبر كما قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وكذلك أيضا الله سبحانه وتعالى ينزع ما في صدور المؤمنين من غل فيما حصل بينهم في الحياة الدنيا برحمته وكرمه كما قال تعالى { وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ }
قال ابن تيمية رحمه الله وهو يرد على الذين يعتمدون على الروايات المدسوسة والموضوعة من غير النظر إلى سندها ومتنها ، قال و يتمسكون بالمنقولات المكذوبة و الألفاظ المتشابهة و الأقيسة الفاسدة و يدعون المنقولات الصادقة بل المتواترة و النصوص البينة و المعقولات الصريحة ) وأما ما ستدل به المتروك بروايات أبي نعيم والنقاش والثعلبي فقد قال ابن تيمية ( و أما ما يرويه أبو نعيم في الحلية أو في فضائل الخلفاء و النقاش و الثعلبي و الواحدي و نحوهم في التفسير فقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن فيما يروونه كثيرا من الكذب الموضوع } لذلك أقول للمتروك أن أكثر الروايات التي تذكر في كتب التاريخ وغيرها روايات موضوعة ومكذوبةوأرادوا من وضع هذه الروايات تمزيق وحدة المسلمين ومع الأسف أنبعض الجهال الذين لا علم لهم قد تلقفوا هذه الروايات والأحاديث والله عز وجل يقولعن اليهود«يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله» أقول إن معرفة علمالرواية وعلم مصطلح الحديث ، علم لا يناله إلا الجهابذة من أهل العلم
حيث أنه علم دقيق لا يصل إليه إلا الندرة منهم والمتروك يدرك تماما أن هذا العلم لا يحيط به علما وأن بضاعته في علم الحديث روايةً ودرايةً مزجاة ولعل هذا السبب الذي جعله وغيره يتلقف الروايات من غير تمحيص والله المستعان والحمد لله رب العلمين
كتبه / فيحان الجرمان
التعليق: نشكر الشبكة الوطنية على اتساع هامش الحرية في منتداها
ونحن نتعجب من الكاتب على المتروك في مقالاته ونحمد الله على وجود مشايخ سلفيين يبينون اخطاءه الواردة في كتاباته ويبينون للعامة العقيدة السليمة الخالية من الدرن والشوائب
التعليق: نشكر الشبكة الوطنية على اتساع هامش الحرية في منتداها
ونحن نتعجب من الكاتب على المتروك في مقالاته ونحمد الله على وجود مشايخ سلفيين يبينون اخطاءه الواردة في كتاباته ويبينون للعامة العقيدة السليمة الخالية من الدرن والشوائب