التخلف نعمة ....!!

logo.jpg
دروازة بن علاج



التخلف.. نعمة..!


كتب صلاح العلاج




الكويت بلد انعم الله علينا فيه بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى امن وأمان وثروة مالية وشباب ومنطقة مستقرة امنيا وسياسيا بغض النظر عما يحاول الآخرون و منذ قرون تصويره لنا على أنها عبارة عن برميل بارود قابل للانفجار في أي لحظة أو هكذا يريدون لنا أن نكون مع العلم أن هذه النظرية تنطبق على معظم دول العالم ولكن..!

لا أريد أن اخرج عن موضوع النعم وأريد تسليط الضوء على نعمة عظيمة انعم الخالق بها علينا في الكويت خاصة ألا وهي التخلف..!

نعم... التخلف نعمة وهذه بشارة أزفها للقيادات الوسطى في البلد ممن يعانون من التخلف أقول لهم (ابشروا) فإن ما تعانون منه هو في الواقع نعمة..!

وذلك لسبب بسيط فانه عندما تكون متخلفا فأنت وببساطة لست مضطرا لأن تتعب نفسك و تفكر أو تخترع أي شيء على الإطلاق ! فقد قام الآخرون بذلك نيابة عنك وسبقوك بمراحل وكل ما عليك فقط هو أن تنظر للآخرين كيف يتصرفون حيال الأمور وبكل بساطة.. قلدهم !

على سبيل المثال انظر كيف قاموا بحل مشكلة المرور في بلدانهم و.. قلدهم!
والصحة والتعليم والخدمات العامة والتنمية البشرية والمالية والإدارية والعلوم والتكنولوجيا وكل ما اعلم انك لا ولم ولن تفهم فيه المطلوب منك فقط هو... أن تقلدهم!
هكذا وبكل بساطة وبدون تعقيدات ولا تشغل مخك (اللي مودينا ورا الشمس)!

وأنا بدوري أناشد وأطالب وأحث القيادات الوسطى على التمسك والتشبث بما حباهم الخالق به من نعمة التخلف وليسمح لي (دايل كارنيجي) بأن استبدل مقولته الشهيرة (دع القلق وابدأ الحياة) لتصبح عندنا دع التفكير وابدأ.. التقليد..!

وفي الحقيقة لننظر للموضوع من منظور ايجابي فبذلك مثلا تقل دعاوى الناس عليكم ليل نهار..!

كما يمكنكم التفرغ أكثر مما انتم فاضين والالتفات لمشاكلكم الشخصية مع من حولكم من الموظفين والإدارات ولأمور أكثر تفاهة وسخافة وسذاجة..!

وتخيل بعد هذا كله يتم شكركم وتكريمكم وذلك على إنكم قلدتم الآخرين وطورتم البلد..!


وأخيرا أود أن أذكركم و أناشدكم وقبل فوات الأوان بألا تشدوا حيلكم بالتقليد فاخشى أن نصل إلى مرحلة نجاريهم فيها ونصل إلى مصافهم ونتوقف!
كون انه لا يوجد شيء جديد نقلده و.. (نتوهق ) وتتوقف التنمية..!

ونعود إلى ما يشبه واقعنا الحالي التعيس من زحمة شوارع وسوء خدمات وفساد إداري وأمور يعجز القلم عن أن يسطرها.



وعاشت التنمية !

salah.alelaj@gmail.com

جريدة عالم اليوم - الكويت
العدد : 1130
© www.alamalyawm.com
 
أعلى