في سياحة الكتب:10

freebook

عضو فعال
في سياحة الكتب:10


لا يمكن الاستغناء عن الكتب الطبية او كتب الصحة العامة التي يؤلفها عادة مختصون بتلك الفروع العلمية، لان باب المعرفة العلمية في تلك القضايا ليس حصرا على المختصين بها والا لرأينا ان كتب الفلسفة لا يؤلفها او يقرأها الا الفلاسفة والمختصون بها،وايضا كتب العلوم الانسانية الاخرى ليشمل كل فروع المعرفة...طبيعي ان قراءة تلك النوعية من الكتب او البحوث القريبة منها لا يمنح قرائها المقدرة على مزاولة العمل بها لاغراض الكسب المادي وغيره ولكن تمنحهم والمحيطين بهم الحد الادنى من المعرفة الضرورية التي تقيهم من الامراض ولكي يحافظوا على اللياقة البدنية في اعلى درجة من الحيوية،هذا بالاضافة الى ان المعلومات الطبية هي دائمة التجديد بمعنى ان بعض المعلومات المتداولة الان ليست على درجة عالية من اليقين ولذلك نرى انتشار الامراض من ناحية،وخروج نتائج البحوث الجديدة للعلن والتي تحطم المعلومات الشائعة!.


الوقاية دائما هي احدى اهم الوسائل للحفاظ على حيوية الجسم وايضا المجتمع من خلال توفيره الاموال الضخمة على العلاج، ولغرض المعرفة الطبية ايضا مآرب اخرى كثيرة! ولذلك نجد ان الاطباء والمختصين يتسابقون في نشر كتبهم بطريقة مبسطة كي تلائم جميع المستويات...


والكتاب الطبي الناجح هو لجميع المستويات...يفهمونه ويعملون به!.


الكتاب الاول:


موسوعة الريجيم والتغذية المثلى...تأليف باتريك هولفورد،والكتاب مؤلف من 464 ص طبعة 2008 بيروت عن المصدر الاصلي المؤلف عام 2005.


المؤلف هو اخصائي بريطاني للتغذية وله اكثر من 20 كتابا واسلوبه مبسط للغاية ويعتمد على بعض الاسس البسيطة في التغذية المثلى.


اشتهر المؤلف بأن لديه طريقة بأسمه لتخفيض الوزن والمحافظة على حيوية الجسموقد طبقها على نفسه بعد ان استوعب المبادئ الرئيسية التي تلقاها في دراسته،فكانت النتائج مثيرة ليست فقط في تخفيض الوزن بل وايضا على صحة بشرته وحيويتة جسمه وزوال الصداع النصفي الذي كان يؤلمه،فقد اكد ان البدانة تنتج من عدم التحكم بالسكر في الدم،كما انه واستاذه خالفوا القواعد قبل عقدين عندما اكدوا انه يمكن خسارة المزيد من الوزن عبر تناول مأكولات غنية بالبروتين والدهون!...


كان لهولفورد مؤسسة للتغذية وبحوثا عديدة مشهورة منها ان نقص مادة الزنك يؤدي الى بشرة غير صحية وضعف السيطرة على الشهية،كما ان لديه بحث حول الفيتامينات وتأثيرها على معدل ذكاء الاطفال بنسبة 9%...كما انه الاول الذي برهن عام 1990 على ان مضادات الاكسدة تقلل من احتمال الاصابة بالامراض المنتشرة...


المبادئ الخمسة الرئيسية لنظام هولفورد هي:


1-معدل السكر متوازن في الدم. 2-تناول الدهون الجيدة وتجنب السيئة. 3-التخلص من الحساسية الخفية. 4-تناول المكملات الغذائية المناسبة. 5-وتمارين رياضية يومية لمدة 15 دقيقة...شرح تلك المبادئ في الكتاب ومن المعلومات المثيرة ان الكمية المثلى لفيتامين سي في اليوم هي 1000 ملغرام والبرتقالة الواحدة هي بين 116-صفر لان بعض البرتقال يفتقده بالكامل! معنى ذلك اننا نحتاج الى 22 برتقالة يوميا على فرض 60 ملغرام في الواحدة! وعليه فأن الفواكه الاخرى مثل الفراولة التي لا تؤثر في الوزن وبعض المركبات الغذائية الاخرى تقوم بالتعويض عن هذا النقص المؤثر في الصحة...تناول في الفصل الثاني لماذا تفشل معظم الحميات الغذائية وشرح الاعتقادات الخاطئة الشائعة،من قبيل ان كل السعرات الحرارية متشابهة،وعمل جدول مع ذكر احصائيات مرعبة حول ارتفاع استهلاك السكر في بريطانيا للفرد الواحد سنويا الى 22 كلغ مع 38 كلغ اخرى بصورة غير مباشرة ضمن الاطعمة المختلفة،وفي امريكا ارتفع استهلاك السكر من 56 عام 1975 الى 71 كلغ عام 1999! مما جعل البدانة والامراض تنتشر هناك.


يركز في طريقته على التحكم بنوعية الاطعمة من خلال التركيز على البعض والتقليل من الاخر كما انه يضع منهاج كامل لتناول الاطعمة المختلفة بمقاييس تناسب الاعمار لغرض التحكم بوزن الجسم لانه الوسيلة الرئيسية لتخليصه من الامراض الشائعة ويدعمها بجداول مختلفة حول حجم الكميات وكمية السعرات الناتجة من تناول الاطعمة...


في الحقيقة كتاب قيم يحتوي على معلومات غزيرةحول الاطعمة الضرورية كما ان النتائج هي جيدة والتي اثتبت نجاح تلك الطريقة وهو جدير بالاقتناء والقراءة وتطبيق المبادئ الرئيسية فيه.


اختلاف البشر سواء في الموروثات الجسدية او في طريقة تناول الاطعمة وممارسة العادات المختلفة تؤدي الى اختلاف تقبل البشر لكافة الطرق المختلفة لتخفيض الوزن او المحافظة على حيويته من خلال تناول كميات محددة من الاغذية،فقد ينجح مع مجموعة معينة وقد تكون النتائج ضعيفة مع اخرى كما ان درجة الالتزام بالتعليمات ضرورية للحكم مسبقا على صحة الخطوات الاساسية في كل طريقة.


الكتاب الثاني:


المشاكل الطبية الحرجة...تأليف د.مارغريت ستيرن...الكتاب من 200ص وطبعة 2008 هي انيقة وجيدة.


تناولت المؤلفة فيه بعض اهم المشاكل الطبية التي تسبب الحرج لصاحبها خاصة اذا افصح في الحديث عنها،وقد ذكرت في المقدمة كيف ان سيدة توفيت نتيجة لامتناعها ذكر الآلآم المسببة لها والتي كان من الممكن انقاذ حياتها اذا ذكرت مشكلتها تلك للاطباء! وهي حالة شائعة بلا شك وخاصة في مجتمعاتنا العربية التي يغلب عليها سطوة العادات والتقاليد الاجتماعية التي تراعي المجموع على حساب راحة الفرد!.


تناولت المؤلفة بأسلوبها البسيط والشيق اهم المشاكل الصحية التي تسبب الحرج لصاحبها،مثل حب الشباب والبثور ورائحة الفم الكريهة والمشاكل الجنسية العديدة وقشرة الرأس ومشاكل الجلد والتعرق الذي يصيب بعض الاعضاء والشخير والامراض التي تصيب الاعضاء التناسلية والتي غالبا ما يكون الخجل مصاحبا للانسان اذا اصيبت بمرض محرج! وغيرها.


يمتاز الكتاب بشرح وافي عن تلك المشكلات الطبية كما تضع الحلول الناجعة لها من خلال ذكر الوصفات الطبية او الطبيعية لتجنب البعض منها او التخفيف من الآم الاخرى،وهو في الحقيقة كتاب يحتاجه كل انسان يشعر بالحرج الشديد من خلال البوح بالمعلومات لغرض حل مشكلته الصحية ،وهو ينفع اكثر شيء في المجتمعات المحافظة التي يصعب على المرأة بالذات البوح بمشاكلها الصحية والتي تراعي الظروف المحيطة على حساب معانتها الجسدية! مما يعني انه قد يتم تخليص بعض المرضى من تدهور حالتهم الصحية من خلال معرفة بعض الخطوط العريضة للمشكلة.


تضع المؤلفة عدد من الخيارات المتاحة امام صاحب المشكلة كي تساعده على حل المشكلة وبخاصة ذكر بعض الادوية الضرورية...


وفي الحقيقة ان معرفة المعلومات بالرغم من اهميتها هنا ولكن تبقى واجب زيارة الطبيب الحاذق كي يقوم بالفحوصات الطبية عن قرب فهي التي تمنح المريض قدرا من الراحة والثقة في حالة فرض ذكر المشكلة بدون ادنى خجل.


الكتاب يكسر حاجز الخوف والخجل من خلال تسليط الضوء على الحرج من ذكر المشاكل الطبية،وهو كتاب قيم وجدير بالقراءة والاقتناء...
 
أعلى