تابع تاريخ النصرانية

فى عام 254 م توفى العالم والفليسوف المسيحى القبطى أوريجانوس الذى كان فخر الكنيسة القبطية ومن كتبه القلسفية فى العقيدة المسيحية كتابه الأول " المبادئ الأولى " وكتابة الثانى " الشذرات "
فى عام قتل 260 م الأمبراطور فاليرنوس وجلس ابنه على عرش الأمبراطورية الرومانية عوضاً عنه
فى 265 م أخنار الشعب القبطى والكهنة مكسيموس ليصبح البطريرك رقم (15)
فى عام 268 قتل الأمبراطور الرومانى وجلس على العرش قائد أحد الجيوش الرومانية وكان أسمه كلوديوس الثانى
فى عام 270 م توفى الأمبراطور بالطاعون وجلس على العرش الأمبراطور أدريليانوس وقد كان قائد للجيوش الرومانية فى البلقان .
وفى عام 270 م ولد آريوس الذى قسم العالم المسيحى صاحب أكبر هرطقة فى التاريخ فى القرن الرابع الميلادى.
فى عام 274 م أختار الشعب القبطى والأساقفة والكهنة ثاؤا ليصبح البطريرك رقم (16) وهو أول من أنشأ الكنائس بالأسكندرية وكان المسيحيون قبله قبل هذا البطريرك يصلون فى المغارات والسراديب خوفاً من القتل وسفك دماؤهم والأضطهادات .. وقد بنى هذا البطريرك كنيسة السيدة العذراء وهى أول كنيسة يصلى فيها المسيحيين الأقباط جهاراً
فى 284 م جلس على عرش الأمبراطورية الأمبراطور دقليديانوس وكان دقليديانوس قائد لحرس القصر وبدأ هذا المبراطور بتنظيم الدولة الرومانية إدارياً وسياسياً وعسكرياً وأقتصادياً .. وأول من طبق الأقتصاد الحر .
فى عام 285 م أصبح الأنبا بطرس السابع عشر وقد اصدر البطريرك قراراً بان جميع الذين اجبروا لكى يدعوا للأوثان وكانوا ضعفوا وأفقدهم العذاب الشديد شعورهم وإحساسهم وأنكروا السيد المسيح . واصدر أمراً بقبولهم رعايا فى الكنيسة مرة أخرى بدون فحص أو قصاص أو عقاب بدنى أو روحى .
وبناء على قرار البطريرك بقبول التائبين فقد ذهب آريوس إلى البطريرك واعلن خضوعه وندمه فقبله ورسمه شماساً ورقى لوظيفة واعظ لفصاحتة وقدرته على الخطابة وكان آريوس يمزج اقوالة باقوال الفلاسفة ولكن لم يكن هذا هو الخط الكنسى البسيط التى أتبعته كنيسة الأسكندرية فى تعليمها , وكان آريوس بدا فى بدعة جديدة فى المسيحية فجردة البطريرك من وظيفته وأصدر قرار بحرمانه من الوعظ
وكان البابا بطرس قد كتب الكثير من الكتب ضد عبادة الأوثان فأنتشرت هذه الكتب وأغضبت الوثنيين فأمر المبراطور بالقبض عليه وامر بقطع رأسه وقطعت راسه فى منطقة بوكاليا بالأسكندرية .
وفى عام 286 م أختار الأمبراطور دقليديانوس شريكاً له من قواد الجيش الممتازين وهو ماكسيميانوس ليشاركه فى الحكم .. وأصدر أمراً بنقل مقر عاصمة الأمبراطورية إلى مدينة نيقومديا .. وكانت هذه الخطوة من أهم الخطوات فى أنتعاش المسيحية فى أوربا لأنه ترك روما للبطريرك الكاثوليكى فأنتشرت المسيحية هناك بشكل كبير وزاد تأثير ونفوذ المسيحيين .
وأمر دقليديانوس بتقسيم الأمبراطورية إلى أربع اقسام رئيسية على رأس كل منها حاكم .
وأعلن الأمبراطور نفسه إلهاً متشبها بالأباطرة الذين سبقوه والبطالسة والفراعنة , والأخطر من ذلك أن قرارة بالألوهية هذا صاحبه التوحيد بأن توحد جميع العبادات فى جميع أنحاء الأمبراطورية لشخصة أى تم ألغاء جميع العبادات وما على الساكنين فى ممتلكات وولايات الأمبراطورية الرومانية السجود وعبادة دقليديانوس وتقديسه فسجد له جميع من يؤمن بالديانات الأخرى , ورفض المسيحيين عبادته كإله .
فاصدر أمراً فى عام 302 بتطهير وظائف الدولة والجيش من المسيحيين وأخراجهم منها فى جميع انحاء الأمبراطورية الرومانية وبدا افظع أضطهاد تم فى العالم .
كما أصدر دقليديانوس أمراً تلو أمراً بجعل حياة المسيحيين مرة ومطاردتهم وقتلهم فأصدر أمراً بحرق الكنائس وهدمها .. واصدر أمراً بحرق جميع الكتب التى يعثر عليها فى منازل وكنائس المسيحيين ونحريم تداولها .
وأصدر أمراً بعدم تحرير العبيد المسيحيين إذا تمسكوا بالمسيحية .
أصدر مرسوما بسجن الأساقفة وتعذيبهم وأعدامهم إذا رفضو أنكار مسيحهم والأعتراف بألوهيته
وهكذا بدأت أفظع عمليات تعذيب وحشية فى تاريخ البشرية بقتل الملايين من المسيحيين فى العالم القديم

عيد الشهداء .. عيد النيروز
وكان يحكم مصر فى ذلك الوقت والياً رومانياً أسمه كولكيانوس .. وما أن أستلم هذا الوالى مرسوم الأمبراطور حتى بدأ أضطهاد المسيحيين الوحشى لأقباط مصر
وبدأ عصر الأستشهاد الحقيقى المكثف منذ حكم دقليديانوس فى عام 284 م لهذا صمم الأقباط أن تكون بداية السنة القبطية هو عصر دقليديانوس حيث أن المؤرخين رجحوا أن مصر وحدها قدمت أكثر من مليون شهيد على يد هذا السفاح الذى اسمه دقليديانوس ولما كان بداية عصر الأستشهاد هو العصر الرومانى إلا أن الأقباط قدموا الشهداء فى جميع العصور ونحن ما زلنا نقدم شهداء
وقد تفنن الرومان فى عمليات التعذيب فبعض المسيحيين القوا فى النيران أو تم حرق أجزاء من اجسامهم أو كشط جلدهم ووضعوا عليه الخل والزيت المغلى أو وضعوا أطرافهم فى الزيت المغلى وبعضهم أغرقوا فى البحر أو صلبوا ورؤوسهم منكسة أو تجويعهم حتى الموت أو تقريب فرعى شجر وربطهم وترك الفرعين فتتمزق الأعضاء .
وبعد استشهاد البطريرك رقم (17) أختار الشعب والأساقفة ارشيلاوس البطريرك رقم (18) وكان ارشيلاوس مديراً لمدرسة اللاهوت فى الأسكندرية ولكنه توفى بعد 6 شهور
ثم وقع الإختيار على الأنبا ألكسندروس واصبح البطريرك رقم ( 18)
وفى عام 305 تنازل كل من ألأمبراطور دقليديانوس وشريكة ماكسيميانوس عن العرش وتولى بدلاً منهما الأمبراطوران جاليريوس وقسطنطينوس وقد قسما الأمبراطورية الرومانية إلى قسمين الأول شرقى حكمه قنسطنطين ليبيا ومصر والشرق الأوسط واليونان وجعل عاصمة بلادة القسطنطينية والآخر غربى باقى شمال أفريقيا وأوربا .
وفى آخر ايام ألأمبراطور دقليديانوس أصيب بالعمى وكانت ترعاه أمرأة مسيحية .

كتاب الكامل فى التاريخ الطبقة الثانية من ملوك الروم
ثم ملك قسطنطين المعروف بأمه هيلانى في جميع بلاد الروم ، و جرى بينه و بين مقسيمانوس و ابنه حروب كثيرة ، فلما ماتا استولى على الملك و تفرد به ، و كان ملكه ثلاثاً و ثلاثين سنة و ثلاثة أشهر ، و هو الذي تنصر من ملوك الروم و قاتل عليها حتى قبلها الناس و دانوا بها إلى هذا الوقت .
و قد اختلفوا في سبب تنصره ، فقيل : إنه كان به برص و أرادوا نزعه فأشار عليه بعض وزرائه ممن كان يكتم النصرانية بإحداث دين يقاتل عليه ثم حسن له النصرانية ليساعده من دان به ، ففعل ذلك . فتبعه النصارى من الروم مع أصحابه و خاصته ، فقوي بهم و قهر من خالفه ، و قيل : إنه سير عساكر على أسماء أصنامهم ، فانهزمت العساكر . و كان لهم سبعة أصنام على أسماء الكواكب السبعة على عادة الصابئين ، فقال له وزير له يكتم النصرانية في هذا و أزرى بالأصنام و أشار إليه بالنصرانية . فأجابه ، فظفر ، و دام ملكه ، و قيل غير ذلك .
و هو الذي بنى مدينة القسطنطينية لثلاث سنين خلت من ملكه بمكانها الآن ، اختاره لحضانته ، و هي على الخليج الآخذ من البحر الأسود إلى بحر الروم و المدينة على البر المتصل برومية و بلاد الفرنج و الأندلس ، و الروم تسميها استنبول ، يعني مدينة الملك .
و لعشرين سنة مضت من ملكه كان السنهودس الأول بمدينة نيقية من بلاد الروم ، و معناه الاجتماع ، فيه ألفان و ثمانية و أربعون أسقفاً ، فاختار منهم ثلاثمائة و ثمانية عشر أسقفاً متفقين غير مختلفين ، فحرموا آريوس الإسكندراني الذي يضاف إليه الآريوسية من النصارى ، و وضع شرائع النصرانية بعد أن لم تكن ، و كان رئيس هذا المجمع بطرق الإسكندرية .
و في السنة السابعة من ملكه سارت أمه هيلاني الرهاوية ، كان أبوه سباها من الرهاء ، فأولدها هذا الملك ، فسارت إلى البيت المقدس و أخرجت الخشبة التي تزعم النصارى أن المسيح صلب عليها ، و جعلت ذلك اليوم عيداً ، فهو عيد الصليب ، و بنت الكنيسة المعروفة بقمامة ، و تسمى القيامة ، و هي إلى وقتنا هذا يحجها أنواع النصارى . و قيل : كان مسيرها بعد ذلك لأن ابنها دان النصرانية في قول بعضهم بعد عشرين سنة من ملكه . و في السنة الحادية و العشرين من ملكه طبق جميع مماليكه بالبيع هو و أمه ، منها : كنيسة حمص ، و كنيسة الرهاء ، و هي من العجائب .
ثم ملك بعده قسطنطين أنطاكية أربعاً و عشرين سنة بعهد من أبيه إليه و سلم إليه القسطنطينية ، و إلى أخيه قسطنس أنطاكية و الشام و مصر و الجزيرة ، و إلى أخيه قسطوس رومية و ما يليها من بلاد الفرنج و الصقالية ، و أخذ عليهما المواثيق بالانقياد لأخيهما قسطنطين .
ثم ملك بعده يوليانوس ابن أخيه سنتين ، و كان يدين بمذهب الصابئين و يخفي ذلك . فلما ملك أظهرها و خرب البيع و قتل النصارى ، و هو الذي سار إلى العراق أيام سابور بن أردشير فقتل بسهم غرب ، و قد ذكر أبو جعفر خبر هذا الملك مع سابور ذي الأكتاف و هو بعد سابور بن أردشير .
ثم ملك بعده يونيانوس سنة فأظهر دين النصرانية و دان بها و عاد من العراق .
ثم ملك بعده ولنطيوش اثنتي عشرة سنة و خمسة أشهر ، ثم ملك والنس ثلاث سنين و ثلاثة أشهر ، ثم ملك والنطيانوس ثلاث سنين . ثم ملك تدوس الكبير ، و معناه عطية الله ، تسع عشرة سنة ، و في ملكه كان السنهودس الثاني بمدينة القسطنطينية ، اجتمع فيه مائة و خمسون أسقفاً لعنوا مقدونس و أشياعه ، و كان فيه بطرق الإسكندرية و بطرق أنطاكية و بطرق البيت المقدس ، و المدن التي يكون فيها كراسي البطرق أربع : إحداهما رومية ، و هي لبطرس الحواري ، و الثانية الإسكندرية ، و هي لمرقس أحد أصحاب الأناجيل الأربعة ، و الثالثة القسطنطينية ، و الرابعة أنطاكية ، و هي لبطرس أيضاً ، و لثماني سنين من ملكه ظهر أصحاب الكهف .
ثم ظهر بعده أرقاديوس بن تدوس ثلاث عشرة سنة ، ثم ملك تدوس الصغير بن تدوس الكبير اثنتين و أربعين سنة ، و لإحدى و عشرين سنة من ملكه كان السنهودس الثالث بمدينة أفسس ، و حضر هذا المجمع مائتا أسقف ، و كان سببه ما ظهر من نسطورس بطرق القسطنطينية ، و هو رأس النسطورية من النصارى ، من مخالفة مذهبهم فلعنوه و نفوه ، فسار إلى صعيد مصر فأقام ببلاد إخميم و مات بقرية يقال لها سيصلح ، و كثر أتباعه ، و صار بسبب ذلك بينهم و بين مخالفيهم حرب و قتال ، ثم دثرت مقالته إلى أن أحياها برصوما مطران نصيبين قديماً .
و من العجائب أن الشهرستاني مصنف كتاب : نهاية الاقدام في الأصول ، و مصنف كتاب : الملل و النحل ، في ذكر المذاهب و الآراء القديمة و الجديدة ، ذكر فيه أن نسطور كان أيام المأمون ، و هذا تفرد به ، و لا أعلم له في ذلك موافقاً .
ثم ملك بعده مرقيان ست سنين ، و في أول سنة من ملكه كان السنهودس الرابع على تسقرس بطرق القسطنطينية ، اجتمع فيه ثلاثمائة و ثلاثون أسقفاً ، و في هذا المجمع خالفت اليعقوبية سائر النصارى .
ثم ملك ليون ست عشرة سنة ، ثم ملك ليون الصغير سنة ، و كان يعقوبي المذهب ، ثم ملك زينون سبع سنين ، و كان يعقوبياً ، فزهد في الملك فاستخلف ابناً له ، فهلك ، فعاد إلى الملك ، ثم ملك نسطاس سبعاً و عشرين سنة ، و كان يعقوبي المذهب ، و هو الذي بنى عمورية ، فلما حفر أساسها أصاب فيه مالاً وفى بالنفقة على بنائها و فضل منه شيء بنى به بيعاً و أديرة .
ثم ملك يوسطين سبع سنين ، و أكثر القتل في اليعقوبية .
ثم ملك يوسطانوس تسعاً و عشرين سنة ، و بنى بالرهاء كنيسة عجيبة ، و في أيامه كان السنهودس الخامس بالقسطنطينية ، فحرموا أدريحا أسقف منبج لقوله بتناسخ الأرواح في أجساد الحيوان ، و إن الله يفعل ذلك جزاء ما اتكبوه . و في أيامه كان بين اليعاقبة و الملكية ببلاد مصر فتن ، و في أيامه ثار اليهود بالبيت المقدس و جبل الخليل على النصارى فقتلوا منهم خلقاً كثيراً ، و بنى الملك من البيع و الأديرة شيئاً كثيراً ، ثم ملك يوسطينوس ثلاث عشرة سنة ، و في أيامه كان كسرى أنوشروان ، ثم ملك طبايوس ثلاث سنين و ثمانية أشهر ، و كان بينه و بين أنوشروان مراسلات و مهادة ، و كان مغرى بالبناء و تحسينه و تزويقه .
ثم ملك موريق عشرين سنة و أربعة أشهر ، و في أيامه ظهر رجل من أهل مدينة حماة يعرف بمارون إليه تنسب المارونية من النصارى ، و أخذت رأياً يخالف من تقدمه ، و تبعه خلق كثير بالشام ، ثم إنهم انقرضوا و لم يعرف الآن منهم أحد .
و هذا موريق هو الذي قصده كسرى أبرويز حين انهزم من بهرام جوبين فزوجه ابنته و أمده بعساكره و أعاده إلى ملكه ، على ما نذكره إن شاء الله .
ثم ملك بعده فوقاس ، و كان من بطارقة موريق ، فوثب به فاغتاله فقتله و ملك الروم بعده ، و كان ملكه ثماني سنين و أربعة أشهر ، و لما ملك تتبع ولد موريق و حاشيته بالقتل ، فلما بلغ ذلك أبرويز غضب و سير الجنود إلى الشام و مصر فاحتوى عليهما و قتلوا من النصارى خلقاً كثيراً ، و سيرد ذلك عند ذكر أبرويز .
ثم ملك هرقل ، و كان سبب ملكه أن عساكر الفرس لما فتكت في الروم ساروا حتى نزلوا على خليج القسطنطينية و حصروها ، و كان هرقل يحمل الميرة في البحر إلى أهلها ، فحسن موقع ذلك من الروم و بانت شهامته و شجاعته و أحبه الروم فحملهم على الفتك بفوقاس و ذكرهم سوء آثاره ، ففعلوا ذلك و قتلوه و ملكوا عليهم هرقل
.


 
أعلى