أولا و قبل أن يتهمني أحد
فأنا من أبناء القبائل
و يمكنكم إعتبار هذا الموضوع
نوعا من نقد الذات للذات
و محاولة لفهم أنفسنا بأنفسنا
قبل أن نحاول أن نفهم الأخرين
ألاحظ في طباع عدد غير قليل
من أبناء القبائل
قساوة في الطبع
و غياب للإظهار العلني
للمشاعر الإنسانية
فالزوج يخجل من البوح بما يكنه
لزوجته على الملأ
و الأب يخجل من إظهار اي
مشاعر عاطفية لأبنائه
أمام غيره من الرجال
و الابن يحاول إظهار نفسه
بمظهر القوي عاطفيا
و الغير مبالي
أمام أقرانه
قد يقول قائل أن السبب في
هذه القساوة في الطباع و العواطف
سببها البيئة الصحراوية التي
تطبع الإنسان بطبيعتها الجافة
و قد أفهم مثل هذا الطرح لو أنه
كان منحصرا في من هم فعلا
عاشوا في الصحراء
لا أبناء القبائل الحاليين
ممن لا يعرف عن الصحراء
إلا خيام عطلة الربيع
و من الحياة في الصحراء
إلا خمسة عشر يوما
يقضيها في جنوب الكويت
في أجمل فصول السنة
أحد الأصدقاء يرويلي قصة
حدثت له مع والده
يقول هذا الصديق:
توفي لي صديق دراسه
و لم أكن أعرف من اهل المتوفي
إلا هذا الصديق
فلما حان موعد الدفن في المقبرة
قلت أذهب لأصلي على هذا الصديق
و أعزي أهله فيه
دار الحديث بيني و بين والدي
عما سأفعله هذا اليوم
فقلت له أني ذاهب للمقبرة
فسألني أن كنت أعرف أحدا
من أهل المتوفي؟
فقلت له لا
فقال إذا لا تعرف إلا المتوفي؟
فقلت له نعم
فقال علام الذهاب إذن؟
صديقك و توفى
و أهله لا يعرفونك
أن أتيت أو لم تأت!
أنتهى كلام الصديق
و بعيدا عن الثواب في الصلاة على الميت
و الصداقة التي يجب أن تحترم
حتى بعد الممات
مالذي جعل ذلك الشخص
يقسى إلى هذه الدرجة؟
و يتحلى بهذا الطبع الخالي من
العواطف الإنسانية؟؟
هل هي البيئة الصحراوية التي تربى فيها؟
هو لم يتربي إلا في بيئة مدنية متحضرة!
الأمثلة عديده و لكن
ساكتفي بهذا القدر
و لعل الفكرة من الموضوع
تكون قد وصلت للجميع