التيارات الفكرية والسياسية الكويتية

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
في امان الله / التيارات الفكرية والسياسية الكويتية (1 من 5) / أزمة التيار التقدمي!

مقالاتي خلال هذا الاسبوع ستتركز حول التيارات الفكرية والسياسية الكويتية، ولا اقصد التنظيمات والتجمعات وحدها فحسب، من حيث تكوينها، ومسارها التاريخي، وواقعها الراهن، وما تواجهه من تحديات؛ وتعانيه من أزمات، وآفاق تطورها واستحقاقاته... وسأبدأ بتيار التقدم والحداثة بتنويعاته الليبرالية، والقومية، واليسارية، وأُعقِبَه بالتيار الإسلامي والمحافظ بتلاوينه الإخوانية، والسلفية، والشيعية، والمحافظة الاجتماعية.

على أمل أن تكون هذه المقالات محفزاً للتفكير والحوار بين أصحاب الرأي من مختلف هذه التيارات، بهدف الفهم والتفهّم والتفاهم: فهم الذات والواقع...وتفهّم الآخر والمستجدات...والتفاهم حول ما يمكن أن يكون أرضية مشتركة للعمل الوطني، بما يعود بالنفع على مجتمعنا...وما هذه إلا محاولة قد تصيب أو تخطئ، أو بالأحرى قد تصيب وتخطئ معاً!

لا يستطيع أحد أن ينكر الدور التاريخي الإيجابي لتيار التقدم والتحديث في المجتمع الكويتي، الذي برز منذ بدايات القرن العشرين، وكانت قاعدته الاجتماعية الأساسية تتمثل في النخبة التجارية والفئات المستنيرة، التي يعود إليها الفضل في التصدي الشجاع لاستبداد الحكم العشائري عهود ما قبل الاستقلال والدستور، ومجابهة الواقع الاجتماعي بقيوده وتقاليده البالية، ومحاولة النهوض بالحالة الثقافية البائسة والمتخلفة، وكذلك ما قامت به من دور رائد في إطلاق المبادرات من أجل تأسيس التعليم النظامي، وإرسال البعثات إلى الخارج، وتعليم البنات، واستحداث نظام البلدية، وتطوير الإدارة والخدمات العامة، وقيام المجالس المنتخبة، والمشاركة الشعبية، ووضع ثلاث وثائق دستورية للبلاد: وثيقة شورى 1921، وقانون صلاحية المجلس في 1938، ودستور 1962، وتحديث التشريعات والقوانين والنظام القضائي، والانفتاح على العالم الحديث... وما خاضته من معارك متعددة سواءً داخل الحكم، مع الحكم وضده، أو في إطار المجتمع ضد تيار التقليد والجمود داخل المجتمع الكويتي، أو في مجابهتهما معاً، وذلك في مختلف هذه القضايا والمحاور.ولكن المسار الصاعد لتيار التقدم والتحديث في المجتمع الكويتي توقف، وأخذ يراوح مكانه أو يتراجع، منذ منتصف ستينيات القرن العشرين بعدما واجه ثلاثة تحولات سلبية كبرى:

أولها: التحولات السلبية، التي طرأت على المجتمع الكويتي عموماً، وكذلك على واقع الطبقة البرجوزاية والوسطى خصوصاً، جراء الطبيعة الريعية للاقتصاد، وسيطرة الحكم على المورد الاقتصادي الأساسي، والاتكال المتزايد على الانفاق الحكومي المتعاظم، وتكريس دولة الرعاية، وتنامي الفئات الطفيلية والاستحواذية، وسيادة القيم السلبية للمجتمع الاستهلاكي، والتدخل في تكوين المجتمع الكويتي، وتكريس النزعات المناطقية والفئوية والقبلية والطائفية.

وثانيها: تخلي الحكم عن ذلك التوافق التاريخي الرائع، الذي تحقق في عهد المغفور له الشيخ عبداللّه السالم بين «مشروع الحكم» ومشروع بناء الدولة الكويتية الحديثة، الذي يمثله دستور 1962، وكانت البداية المؤسفة إسقاط حكومة ديسمبر 1964، التي كان قوامها الأساسي يتشكل من النخبة التجارية، ثم تزوير انتخابات 25 يناير 1967، وبعدها الانقلابان الأول والثاني على الدستور في العامين 1976 و1986، وما رافقهما وتبعهما من تحالفات سياسية واجتماعية مستجدة، واستهداف مقصود ومتعمد للقوى الحيّة داخل المجتمع الكويتي والعمل على محاصرتها وتهميشها وإضعافها!

وبرز التحول السلبي الثالث على المستوى الفكري والسياسي والمزاج أو الميل الجماهيري بعد هزيمة حرب يونيو 1967، التي كشفت عمق أزمة نظم الحكم «التقدمية» غير الديموقراطية خصوصاً في مصر عبدالناصر، وأزمة الحركة القومية، والبروز الوقتي للبديل اليساري الناشئ حينذاك ثم استهدافه وضربه، وانطلاقة البديل الإسلامي المسماة بـ «الصحوة»، ومحاولات المعسكر الغربي فترة الحرب الباردة استغلال التوجه الإسلامي لعزل التيار التقدمي بتلاوينه اليسارية والقومية، واستهداف أفكاره وقيمه ومبادئه.

وجراء تلك التحولات الثلاثة اهتزت الأرضية الاقتصادية والاجتماعية والأسس السياسية والفكرية لتيار التقدم والتحديث في المجتمع الكويتي وضعف نفوذه وتقلص امتداده الجماهيري، وبدأت تبرز ملامح أزمته... وللحديث صلة...

---------

المصدر: الرأي العام


سلسلة مقالات مهمه للكاتب أحمد الديين .. نبدأ بنشرها من مصدرها الأساسي (جريدة الرأي العام) و سنتابع نشرها حالما تنشر هناك ...

تعليقاتكم على الموضوع مهمة و لا شك ... و تثري الموضوع ...

تحياتي
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
في أمان الله / التيارات الفكرية والسياسية الكويتية (2 من 5) / أزمة الاتجاهين القومي واليساري!

برز الاتجاه القومي كأحد مكونات تيار التقدم والتحديث في المجتمع الكويتي منذ ثلاثينيات القرن العشرين، وذلك في إطار نمو الحركة القومية العربية خصوصاً في بلدان المشرق العربي...حيث تكشف الوثائق المنشورة في كتاب الاستاذ شفيق جحا الحركة العربية السرية (جماعة الكتاب الأحمر) 1935- 1945 مشاركة عدد من الشخصيات الكويتية من أفراد النخبة التجارية والمثقفين المستنيرين في تلك الحركة، وكان بعضهم مساهماً بارزاً في حركة مجلس الأمة التشريعي في العامين 1938 و1939.

ولاحقاً تشكّل في الكويت فرع ناشط لحركة القوميين العرب، بقيادة الدكتور أحمد الخطيب والأستاذ جاسم القطامي، وكان يمثل القوة الأساسية للحركة الوطنية الكويتية في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين بالتحالف مع النخبة التجارية المستنيرة، التي كان يتزعمها القطب الوطني التاريخي المرحوم عبدالعزيز الصقر، وكان ذلك التحالف القوة الدافعة في اتجاه التحديث، والإصلاح، والمطالبة بالمشاركة الشعبية فترة ما قبل الاستقلال والدستور، وبعدها حتى تزوير انتخابات 1967.

ولم يكن «البعث» كتنظيم قومي ذا دور مؤثّر في الحياة السياسية الكويتية، بل كان ضعيفاً ومحدود التأثير خصوصاً في الخمسينيات والستينيات، ولعلّه برز بعض الشيء خلال الثمانينيات تحت تأثير النزعة القومية المناصرة للحرب العراقية الإيرانية، مع ملاحظة أنّ هناك قوميين عارضوها...وأياً كان الأمر فإنّه يُسجل لزعيم هذا التوجه المرحوم فيصل الصانع عضو مجلس الأمة الأسبق موقفه الوطني المشهود في عدم التعاون مع السلطة المحتلة فترة الغزو، حيث دفع حياته هو وعدد من أفراد أسرته ثمناً لذلك الموقف الشجاع.

أما الاتجاه اليساري، فرغم أنّه بدأ تحركه منذ عقد الخمسينيات، إلا أنّه تعرض حينذاك إلى هجمة قوية تحت تأثير الدعاية المناهضة للشيوعية واليسار، التي ساهم فيها الاتجاه القومي، مما حدّ من وجوده ونشاطه... ولاحقاً ارتبط الظهور الفعلي للاتجاه اليساري في الكويت ببروز الاتجاه اليساري الجديد في المنطقة العربية بعد هزيمة حرب يونيو 1967، حيث اتخذ الاتجاه اليساري الكويتي في بادئ الأمر نزعة مؤيدة للاتجاه السائد في صفوف اليسار العربي والعالمي حينذاك الداعي إلى «العنف الثوري»، إلا أنّه منذ بداية السبعينيات تخلى عن ذلك النهج واتخذ اتجاهاً تقدمياً يسارياً متعاطفاً مع الاتحاد السوفياتي، وتركّز نشاطه في صفوف النقابات العمالية والطلبة عبر تنظيمي «اتحاد الشعب»، و«حركة التقدميين الديموقراطيين»، التي كانت تنظيماً قومياً تقدمياً ذا نزعة يسارية.

وعلى المستوى الفكري والسياسي، شكّلت هزيمة يونيو من العام 1967 ضربة قوية شديدة للاتجاه القومي في الكويت، وما أعقبها بعد ذلك من تداعيات: أزمة النظم الحاكمة «التقدمية» غير الديموقراطية، والانشقاق داخل حركة القوميين العرب ثم تصفية وجودها كتنظيم على الصعيد القومي...أما الضربة القاصمة، التي تعرض لها الاتجاه القومي العربي، فتمثلت في جريمة غزو نظام صدام الكويت واحتلالها تحت دعاوى «قومية» كاذبة!

في حين شكّل سقوط الاتحاد السوفياتي وبلدان المعسكر الاشتراكي السابق الضربة القاصمة، التي تعرض لها الاتجاه اليساري.

وعلى الصعيد المحلي، جاءت الأوضاع، التي نشأت خلال الانقلاب الأول على الدستور في العام 1976 لتمثل نقطة انعطاف حادة أدت إلى اختلال موازين القوى السياسية المحلية، حيث استهدف الحكم التيار التقدمي بمختلف توجهاته، وسعى من أجل عزله وتهميشه، سواءً عبر استغلاله بعض مكونات التوجه الإسلامي، أو تأجيجه النزعات القبلية الطائفية، وكذلك إفساده النظام الانتخابي، مما أدى إلى إضعاف المعارضة التقدمية.

وأمام هذه الضربات، التي تعرض لها الاتجاهان القومي واليساري في الكويت، بدأ التحول العام، خصوصاً بعد التحرير، نحو الاتجاه الليبرالي.

وللحديث صلة...


------------

المصدر: الرأي العام
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
في أمان اللّه / التيارات الفكرية والسياسية الكويتية (3 من 5) الاتجاه «الليبرالي» فرضية أم واقع؟!

بعد التحرير، وفي محاولة لتجاوز أزمة الاتجاهين القومي واليساري، وجد العديد من أفراد النخب الثقافية والسياسية الكويتية من المنتمين إلى هذين الاتجاهين في الليبرالية ملجأ بديلاً، خصوصاً أنّ الليبرالية برزت كفكرة «منتصرة» بعد سقوط الاتحاد السوفياتي!

والملاحظة الأساسية أنّ كثيرين، في الكويت، ممَنْ انتقلوا فعلاً أو ادعوا الانتقال من مواقعهم القومية واليسارية السابقة إلى الاتجاه الليبرالي، أو مَنْ يُطلق عليهم هذا الوصف، لم يكونوا مطلعين بشكل كافٍ على الليبرالية كاتجاه فكري، واقتصادي، وسياسي، وتطورها التاريخي، وتناقضاتها... إذ كان انتقالهم سريعاً من دون نقد جاد ومعمّق لأفكارهم القومية أو اليسارية السابقة، التي تخلوا عنها، وإن لم يكونوا جميعهم قد تخلوا عنها، حيث اكتفى معظمهم بالتبرؤ الساذج منها وترديد الشعارات السطحية المناقضة لها، ولم يتفحصوا بدقة الاتجاه الفكري الجديد، الذي انتقلوا إليه، أو ادعو انتقالهم له، أو اتهِموا بذلك، وقليل منهم ربما قرأ عنه أو حوله، خصوصاً أنّ الليبرالية مصطلح ملتبس بعض الشيء عندما نتناولها من مداخل مختلفة فلسفية، أو اقتصادية، أو سياسية، وإن كانت بشكل عام تتركز حول فكرة التحرر... حيث اهتمت في البداية وفقاً لمفهومها التقليدي بتحرير التجارة «دَعه يمر... دَعه يعمل»... ولاحقاً انتقلت إلى المجال السياسي حيث قُرنت الليبرالية بالديموقراطية، وهما ليستا كذلك تماماً... ناهيك عما شهده الاتجاه الليبرالي في العالم من تغيرات في مواقفه الاقتصادية – الاجتماعية، فبينما كان الليبراليون يؤيدون سابقاً دولة الرفاه والحقوق النقابية، فإنهم منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين اتخذوا مواقف تدعو إلى تقليص ضمانات دولة الرفاه وتقييد النقابات، وأصبح الميل السائد ضمن الاتجاه الليبرالي هو الميل «الليبرالي الجديد» الداعي إلى: تعظيم الأرباح مع التخلي عن المسؤولية الاجتماعية لرأس المال، وإطلاق المنافسة من دون قيود أو حدود أو حماية، والخصخصة، وتصفية دور الدولة، والتحلل من الهوية والثقافة الوطنية!

وهناك ملاحظة طريفة تسترعي الانتباه، وهي أنّ «الليبراليين» الكويتيين، في معظمهم، لم يطلقوا يوماً هذه التسمية على أنفسهم، كما لم يطلقوها على تجمعاتهم وكتلتهم النيابية، وإنما هي تسمية أطلقها عليهم منافسوهم وخصومهم، أو اسبغتها عليهم الصحافة، وربما كان هذا إقرارا مسبقاً وصحيحاً بأنّ معظمهم ليس ليبرالياً ولم يَدَّعِ ذلك أصلاً، أو هي محاولة تجنب الملابسات، التي يحملها هذا المصطلح اللاتيني الأصل!

وفي الوثائق الأساسية للتنظيمات القائمة، وعلى أرض الواقع والممارسة السياسية، نلاحظ أنّ هناك من جهة فارقاً بين الميل العام لدى «التجمع الوطني الديموقراطي»، الذي ينحو إلى «الليبرالية الجديدة»، وبين «المنبر الديموقراطي»، الذي لا يزال في وثائقه البرنامجية يتمسك بتوجهاته التقدمية العامة، ولا يقر تماماً التوجه «الليبرالي الجديد» خصوصاً في الميدان الاقتصادي – الاجتماعي، كما نلاحظ من جهة أخرى أنّ بعض قياديي «المنبر الديموقراطي» ونشطائه يحمل ميولاً «ليبرالية جديدة»، وهذا ما انعكس على الخطاب السياسي والبرلماني للمنبر فترة من الوقت، وذلك على خلاف توجهات وثائقه البرنامجية والطبيعة الشعبية لقواعده الاجتماعية تاريخياً، بحيث أصبح الأمر مادة للصراع الداخلي منذ نهاية العام 2000 مع «التيار الشعبي» داخل المنبر في الموقف تجاه قضايا الخصخصة، والرسوم على الخدمات، وحقول الشمال، وقانون التأمينات الاجتماعية، والمنظور الإسكاني، أولوية الإصلاح الاقتصادي، وكلفته الاجتماعية!

وتبقى أخيراً ملاحظة جديرة بالتوقف أمامها وهي أنّ الخطاب السياسي الانتخابي لمرشحي المنبر، وتحديداً خطاب مرشحَيه الأستاذين عبداللّه النيباري ومحمد عبداللّه العبدالجادر في المعركة الانتخابية الأخيرة اتسم بشكل عام بالنفس الشعبي التقدمي، وهذه قد تكون بداية «عودة الوعي» أو «عودة الروح» إلى «المنبر الديموقراطي»... أما «التجمع الوطني الديموقراطي» فلم يكن له حضور واضح في الآونة الأخيرة، وإن كان في الغالب لا يزال محافظاً على توجهاته «الليبرالية الجديدة» ولكن من دون أن يسميها كذلك!

وللحديث صلة...

-------------

المصدر: الرأي العام
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
في أمان اللّه / التيارات الفكرية والسياسية الكويتية (4 من 5) / التيار الإسلامي تنويعات وتحديات!


التيار الاسلامي تيار له قاعدته الواسعة في اطار مجتمع مسلم كالمجتمع الكويتي، وله امتداده التاريخي، ولكن النشأة الفعلية لهذا التيار في أشكاله التنظيمية الدعوية ولاحقاً السياسية بدأت على يد المرحوم عبدالعزيز العلي المطوع في العام 1947 عندما أسس أول شعبة للاخوان المسلمين في الكويت، وان كانت قد مارست نشاطها العلني لاحقاً في بداية الخمسينيات عبر «جمعية الارشاد الاسلامية» ومجلة «الارشاد»... وفي بداية الستينيات تأسست «جمعية الاصلاح الاجتماعي» لتضم التيار الاسلامي المحافظ القريب من توجهات الاخوان المسلمين، ولعلّ معركة تعديل المادة 206 من قانون الجزاء في شأن منع الاتجار بالخمور كانت أهم المعارك، التي خاضها الاخوان المسلمون عبر مجلس الأمة، مع أنّهم لم يكونوا ممثلين فيه، اذ سبق أن خاضت شخصيات اسلامية انتخابات المجلس التأسيسي ومجلس الأمة الأول الا أنّها لم تتمكن من الفوز فيها لأسباب عديدة، أهمها المزاج الجماهيري العام!

وأما السلفيون فتعود تشكيلاتهم الأولى الى أواسط الستينيات، ولكنهم لم يتمكنوا من تأسيس «جمعية احياء التراث» الا في بداية الثمانينات بعد فوز عدد من عناصرهم في انتخابات مجلس الأمة الخامس، مع ملاحظة ما شهدوه لاحقاً من خلافات وانقسامات ومراكز قيادية مختلفة وتنافس انتخابي في صفوفهم، ربما كانت أبرز تجلياته تأسيس «الحركة السلفية» وما تبعها من تحولات!

وتعود المشاركة الجديّة الأولى للتيار الاسلامي عموماً باخوانه وسلفييه وشيعته في الانتخابات النيابية وعضوية البرلمان الى العام 1981 عندما فاز في انتخابات الفصل التشريعي الخامس لمجلس الأمة سبعة من النواب الاسلاميين هم الاخوة: حمود الرومي، وعيسى ماجد الشاهين (عن الاخوان)، وجاسم العون، وخالد السلطان (عن السلف)، والسيد عدنان عبدالصمد، والدكتور محسن جمال، والدكتور ناصر صرخوه (عن التيار الاسلامي الشيعي).

وفيما يتصل بالاخوان والسلف، فعلى الرغم من السوابق التاريخية لخوض انتخابات المجلس التأسيسي ومجلس الأمة الأول، الا أنّ هناك مسائل شرعية كانت لا تزال عالقة في شأن خوض الانتخابات والمشاركة في المجالس النيابية، وهذا ما أدى الى تأخر مشاركتهم فيها، بالاضافة الى عدم توافر متطلبات التعاطي مع الشأن السياسي المحلي، والعناصر المناسبة من المرشحين... وهذا ما تحقق في النصف الثاني من السبعينيات، ولعلّ جانباً كبيراً منه تمَّ بالاستفادة من اتجاه الحكم الى تهميش التيار التقدمي واضعافه بعد الانقلاب الأول على الدستور في العام 1976!
وأما التيار الاسلامي الشيعي، فجاء خوضه انتخابات العام 1981 وفوزه فيها بعد تحولات سياسية واجتماعية هامة، تمثلت بداية في الموقف الانتقادي لما أُطلق عليها «ديوانية الشباب» تجاه غالبية النواب الشيعة من التجار التقليديين، الذين سحبوا توقيعاتهم من المذكرة الصادرة عن عدد من أعضاء مجلس الأمة المنحلّ في العام 1976، وكانت تلك نقلة هامة لمركز التأثير السياسي في صفوف الطائفة الشيعية الكويتية من الشخصيات التجارية التقليدية الى النشطاء الشباب، والخروج من النشاط في الاطار الطائفي الى الاطار الوطني العام، وتبعها امتداد مركز التأثير الى «جمعية الثقافة الاجتماعية»، والتحولات اللاحقة لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وبروز خط الامام والالتفاف الواسع حوله، ما أسهم في تعزيز مركز ثقل هذا التيار، وان كان قد شهد لاحقاً العديد من التحولات على ضوء بعض التجارب المريرة، والتحالفات والخلافات في اطار «الائتلاف الاسلامي الوطني»، الذي تأسس بعد التحرير... الى أن جرى تكوين «التحالف الاسلامي الوطني» في النصف الثاني من التسعينيات، وفي المقابل تشكلت جماعات منافسة أخرى، مع ملاحظة ما تميّز به «التحالف الاسلامي الوطني» من تركيز اهتمامه حول القضايا الوطنية الكويتية، وعدم حصره في الشأن الطائفي، وحرصه على توثيق صلته مع التيارات السياسية الأخرى، واندماج نوابه في صفوف «كتلة العمل الشعبي» ذات الوجهة المعارضة.

وأخيراً، فعلى المستوى العام للتيار الاسلامي في الكويت، وربما بشكل أخص التيار الاسلامي السني «الحركة الدستورية الاسلامية»، والسلفيون بتوجهاتهم المختلفة، فانّ هناك أسئلة وتحديات واستحقاقات تتطلب التوقف أمامها والتعامل الجاد معها ومحاولة تلبيتها أو حسم أمرها، من بينها الأسئلة التالية: هل التنظيمات الاسلامية القائمة هي جماعات دعوية، أم تنظيمات عقائدية، أم أنّها تجمعات وحركات سياسية؟... وما هو الموقف الواضح من الديموقراطية وليس «المشاركة الشعبية» فحسب؟... والموقف تجاه المرأة؟... ومدى التشدد أو التسامح في الموقف تجاه الحريات الشخصية والثقافة والفن؟...والموقف من التيار التقدمي في المجتمع؟ هل هو الخصم والعدو؟ أم يمكن التوافق معه حول مطالب وقضايا وطنية واصلاحية، مثلما حدث على الأرض في التحركات المطالبة بعودة العمل بالدستور، واصلاح النظام الانتخابي؟...وما الموقف من الحكم؟... وهل يمكن أن تتحول «الحركة الدستورية الاسلامية» الى حزب ديموقراطي اسلامي شبيه بالأحزاب الديموقراطية المسيحية في الغرب؟ وما هي آفاق تطور «حزب الأمة» واحتمالاته؟ وغير ذلك من أسئلة هي في الواقع تحديات واستحقاقات لا يمكن القفز عليها... وللحديث صلة...


------------

المصدر: الرأي العام
 

حمد

عضو بلاتيني
شكرا على النقل زميلي الحساوي , ما ورد بهذه المقالات هي حقيقة تاريخية , هذه السلسلة المقالات يجب ان توثق فهي تحكي اهم مراحل الحياة بالكويت .

وهناك ملاحظة طريفة تسترعي الانتباه، وهي أنّ «الليبراليين» الكويتيين، في معظمهم، لم يطلقوا يوماً هذه التسمية على أنفسهم، كما لم يطلقوها على تجمعاتهم وكتلتهم النيابية، وإنما هي تسمية أطلقها عليهم منافسوهم وخصومهم، أو اسبغتها عليهم الصحافة، وربما كان هذا إقرارا مسبقاً وصحيحاً بأنّ معظمهم ليس ليبرالياً ولم يَدَّعِ ذلك أصلاً، أو هي محاولة تجنب الملابسات، التي يحملها هذا المصطلح اللاتيني الأصل!
نعم التيار التحرري بالكامل تمت تسميته بالتيار الليبرالي بالكويت لذلك افرق شخصيا بين الليبرالية وبين الليبرالية الكويتية المتعارف عليها لدى المواطن العادي .
شكرا للاستاذ احمد الديين و بإنتظار المقالة الاخيرة لهذه السلسلة .
 

الفضلي

عضو فعال
أول شي أشكرك عزيزي الحساوي على طرحك مقالات الأستاذ أحمد الديين والتي أراها عبارة عن وجهة نظر الكاتب عن تاريخ التيارات السياسية في الكويت والتحولات التي طرأت عليها....فبالتالي هي وجهة نظر كاتبها.....وبالتالي هي قابلها للرد والنقاش....وراح أحاول اكتب ملاحظاتي عن الفقرة الأولى ( أزمة التيار التقدمي )......لا أحد ينكر دور الرعيل الأول في نشر الحرية والنظام الديمقراطي للمجتمع الكويتي والذي تجلى بالدستور الكويتي....ولكن أعتقد من الخطأ سحب هذا الانجاز لتيار التقدم والتحديث الذي يقصده الكاتب ( أي التيار الغربي إذا صحت التسمية) واعتقد الأسطر الأخيرة في الموضوع تدل على نوعية التيار المقصود....أنا أعتقد أن حركة الإصلاح الكويتي كانت من ضمن حركات إصلاح تعم العالم الإسلامي والمنطقة العربية على وجه الخصوص....وكانت هذه الحركات تعتمد على الإصلاح الإسلامي بشكل واضح وخير دليل على ذلك هو مسمى الخطوة الأولى من الإصلاح : وثيقة شورى 1921، وهذا المصطلح إسلامي يدل على مرجعية الإسلام لقادة الإصلاح وبالطبع هذه المرجعية لا تمثل شي لتيار الغربي ومن هنا يجب علينا الفصل بين الرعيل الأول ( قادة الحركة الإصلاحية ) والتيار الغربي.....أما بالنسبة لحديث الكاتب عن دعم غربي للحركات الإسلامية على حساب التيار الغربي في المنطقة.....فأعتقد هذا الحديث فيه الكثير من المغالطات.....فلا يعني دعم الأمريكي لجماعة معينة لتصفية حساباتها مع المعسكر الشرقي هو دعم للحركات الإسلامية في المنطقة.....بالعكس الدول الغربية كانت الداعم الرئيسي للتيار الغربي في المنطقة وأعتقد هذا باعتراف قادة التيار......
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
شكرا ً للأخوة على التعليق ... و نحن في إنتظار الجزء الأخير من المقالات ...

تحياتنا للكاتب أحمد الديين ...
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
شكرا على النقل زميلي الحساوي , ما ورد بهذه المقالات هي حقيقة تاريخية , هذه السلسلة المقالات يجب ان توثق فهي تحكي اهم مراحل الحياة بالكويت .


نعم التيار التحرري بالكامل تمت تسميته بالتيار الليبرالي بالكويت لذلك افرق شخصيا بين الليبرالية وبين الليبرالية الكويتية المتعارف عليها لدى المواطن العادي .
شكرا للاستاذ احمد الديين و بإنتظار المقالة الاخيرة لهذه السلسلة .


مشاكل تعريف التيار التحرري الذي يطلق عليه التيار الليبرالي في الكويت خلقتها معضلة التضارب بين الطبع المحافظ للمجتمع الكويتي نسبيا ً ... و بين بعض المبادئ الأساسية في الفكر الليبرالي ... و هو ما خلق لدينا حالة جديدة من (الليبرالين تشفير الكويت) ... أي لاهم طالوا عنب الليبرالية و لا بلح غيرها ...

تحياتي لك ...
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
أول شي أشكرك عزيزي الحساوي على طرحك مقالات الأستاذ أحمد الديين والتي أراها عبارة عن وجهة نظر الكاتب عن تاريخ التيارات السياسية في الكويت والتحولات التي طرأت عليها....فبالتالي هي وجهة نظر كاتبها.....وبالتالي هي قابلها للرد والنقاش....وراح أحاول اكتب ملاحظاتي عن الفقرة الأولى ( أزمة التيار التقدمي )......لا أحد ينكر دور الرعيل الأول في نشر الحرية والنظام الديمقراطي للمجتمع الكويتي والذي تجلى بالدستور الكويتي....ولكن أعتقد من الخطأ سحب هذا الانجاز لتيار التقدم والتحديث الذي يقصده الكاتب ( أي التيار الغربي إذا صحت التسمية) واعتقد الأسطر الأخيرة في الموضوع تدل على نوعية التيار المقصود....أنا أعتقد أن حركة الإصلاح الكويتي كانت من ضمن حركات إصلاح تعم العالم الإسلامي والمنطقة العربية على وجه الخصوص....وكانت هذه الحركات تعتمد على الإصلاح الإسلامي بشكل واضح وخير دليل على ذلك هو مسمى الخطوة الأولى من الإصلاح : وثيقة شورى 1921، وهذا المصطلح إسلامي يدل على مرجعية الإسلام لقادة الإصلاح وبالطبع هذه المرجعية لا تمثل شي لتيار الغربي ومن هنا يجب علينا الفصل بين الرعيل الأول ( قادة الحركة الإصلاحية ) والتيار الغربي.....أما بالنسبة لحديث الكاتب عن دعم غربي للحركات الإسلامية على حساب التيار الغربي في المنطقة.....فأعتقد هذا الحديث فيه الكثير من المغالطات.....فلا يعني دعم الأمريكي لجماعة معينة لتصفية حساباتها مع المعسكر الشرقي هو دعم للحركات الإسلامية في المنطقة.....بالعكس الدول الغربية كانت الداعم الرئيسي للتيار الغربي في المنطقة وأعتقد هذا باعتراف قادة التيار......

الأخ الفضلي ...

أتفق معك في الجزئية الأولى من ردك و أختلف معك في الثانية ...

أما ما أتفق معك فيه فهو واضح ... أما الإختلاف فهو في معارضتك لحديث الكاتب عن دعم غربي للحركات الإسلامية في وقت ما .. و هذا أمر مثبت تاريخيا ً و يعود إلى فترة المد الشيوعي و محاولة الإتحاد السوفيتي السابق الوصول إلى المياه الدافئة (الخليج) .. و هذا المد أرغم الغرب على دعم تيار مضاد لهذا المد و لم يجد أفضل من التيار المحافظ الإسلامي ليدعمه في تلك الفترة ...

تحياتي لك
 

حمد

عضو بلاتيني
الحكومات بالمنطقة معروفه توجهاتها لتلك السنوات ولو ان ادعى البعض منهم الالتزام بفكرة العدم الانحياز , والعلاقة بين الاسلاميين والحكومات الموالية للغرب ايضا معروفة و لم يكن هناك اي تضاد بين الغرب والحركات الاسلامية والدليل على ذلك ظاهر لمن تتبع حوادث الكويت السياسية ( بالاخص مجلس 80 ) , لا اعتقد ان هناك من عايش تلك المرحلة وينكر هذا الوضع الذي كان قائما بالكويت .
التقسيمات التي ذكرت في سرد الاستاذ الديين التاريخي انتهت ولم تبقى سوى بقلوب وعقول كبار السن من الساسة ( ولا اعتقد ان هناك منافس للدكتور احمد الخطيب بعشقه للقومية ومع ذلك يطلق عليه بالشارع لقب عميد الليبراليين !) وتحولت هذه التقسيمات الى ( ليبرالي - راديكالي ) وقد يأتينا بالطريق تقسيمه جديدة باضافة الشيعة الى هذين التيارين وذلك يعتمد على احداث العراق .
شخصيا , احترم الحاضر الاسلامي بالكويت ( حدس , حزب الامة ) ولكن ماضي الحركات الاسلامية ملئ بالتلون و بالتحالفات مع السلطات ضد الشعوب والنقابات و للعلم فإن الحركات الاسلامية كانت تحرم الانتخابات الى ان جاء زمن الصحوة واقتحمت هذه الحركات الانتخابات وللأسف فقد دخلت بالمعسكر الخاطئ و والت الحكومة ضد التيار التقدمي بدآ من النقابات العمالية وصولا للانتخابات التشريعية .
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
في أمان اللّه / التيارات الفكرية والسياسية الكويتية (5 من 5) / صراع تناحري؟ أم تعددية وطنية؟!


بدايةً، أرى أنّ أي تناول جاد للعلاقة بين التيارات الفكرية والسياسية الكويتية يقتضي تجنب استخدام التسميات الهجائية المبتذلة من شاكلة «التيار المتأسلم»، و«المتأسلمين»، و«بني علمان»، و«القومجية»، و«المتياسرين»، ذلك أنّ هناك تياراً إسلامياً، مثلما هناك تيار وطني، وهناك تيار تقدمي... والتسميات هنا لا تعني أنّ التيار الإسلامي يحتكر وحده الإسلام، كما لا يحتكر التيار الوطني الوطنية، ولا يحتكر الاتجاه التقدمي ضمن التيار الوطني التقدمية، وإنما الأمر متصل بتحديد المرجعيات والمنطلقات والأولويات، فمرجعية التيار الإسلامي ومنطلقاته وأولوياته هي الإسلام، ومرجعية التيار الوطني ومنطلقاته وأولوياته هي المواطنة، والدولة الوطنية، وكذلك أولوية الاتجاه التقدمي هي قضية التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي... ولكن دون أن يعني ذلك بالضرورة أن التيار الإسلامي يتنكر للانتماء الوطني أو يهمل القضايا الوطنية، أو أن التيار الوطني يعادي الدين الإسلامي، أو أن الاتجاه التقدمي في مجمله اتجاه تغريبي يتنكر للهوية!

الأمر الآخر، ضرورة رفض النزعة الاستئصالية، فالتيار الإسلامي قائم وله جذوره الدينية والحضارية والاجتماعية ووجوده التنظيمي والفكري والسياسي، كما أنّ التيار الوطني تيار قائم وله امتداده التاريخي وأرضيته وقواعده، وكذلك الاتجاه التقدمي، وذلك بغض النظر عن قوة هذا التيار أو ذاك وضعفه وانتشاره أو انحساره، فعلى سبيل المثال فقد كان التيار التقدمي باتجاهاته القومية واليسارية طوال عقدي الستينيات والسبعينيات هو التيار الأقوى في الشارع والمُمَثَل في مجلس الأمة، ولم يكن هناك حضور سياسي ملموس للتيار الإسلامي، بينما اليوم، ولأسباب عدة، من بينها، وليس بالضرورة أولها استهداف الحكم للتيار التقدمي ومحاولته المستمرة عزله وتهميشه، فإنّ هناك حضوراً واسعاً للتيار الإسلامي، وهذا التبدّل أمر طبيعي!

المهم أنّه لا يمكن استئصال أي تيار، اللّهم إلا إذا كان هناك مَنْ يسعى إلى إشعال حرب أهلية دموية طاحنة والعيــــاذ باللّه، وهـــذه أيضـاً ليســــت مضمــــونة النتــــــائج، فالحرب الأهليــة في أسبانيا بين الملكيين والجمهوريين، التي انتصر فيها الملكيون بقيادة الجنرال الفـــــاشي فرانكـــو لم تتمكن من استئصال اليسار، والحرب الأهلية، التي أشعلها جنرالات الجيش الجزائري والقوى الحاكمة بقطعهم الطريق على العملية الانتخابية، التي حقق فيها إسلاميو جبهة الإنقاذ فوزاً ساحقاً لم تتمكن من استئصال التيار الإسلامي، ودفع الجميع ثمنها غالياً!

وبالتالي، فليس هناك من بديل غير التوافق على أرضية ليس فقط للعيش المشترك، أو التعايش السلمي، فهذا أمر قائم، وإنما للتفاهم والعمل الوطني المشترك من أجل خدمة مجتمعنا، ومعالجة مشكلات بلادنا وإصلاح أحوالها، ومحاولة النهوض بها، والتصدي للتحديات، التي تواجهها، وتلبية استحقاقات التنمية، في إطار الدولة الدستورية، وهذا يعنينا جميعاً، يعني الحكم، ويعني الأمة، يعني التيار الإسلامي، ويعني التيار الوطني، ويعني المنتمين إلى التيارات وغير المنتمين.

وهناك أرضية لذلك التوافق تتمثل في دستور 1962، الذي يضع أسس بناء الدولة الكويتية الحديثة ونظام الحكم، وهي دولة مستقلة عربية دينها الإسلام والشريعة مصدر رئيسي من مصادر تشريعها، إمارتها وراثية، ونظام الحكم فيها ديموقراطي السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً، حيث يحدد الدستور المقومات الأساسية للمجتمع الكويتي، ويكفل حقوق الأمة جماعات وأفراداً، ويضمن الحريات الشخصية والعامة، ويبين الحقوق والواجبات، وينظم العلاقة بين السلطات... ولا أحسب أنّ هناك أرضية أفضل من دستور 1962 للتفاهم والتوافق والعمل الوطني المشترك.

ولدينا تجربة تاريخية ملموسة تؤكد حقيقة أنّ الكويتيين جميعاً دافعوا عن دستورهم، وتمسكوا به، ورفضوا محاولات تعطيله، بل انّ هذا الدستور لم يكن مجرد مكسب شعبي، وإنما هو أيضاً مكسب للحكم عزز به شرعيته.

وبالطبع، هناك قضايا محورية أساسية يمكننا أن نتوافق ونتفاهم ونعمل معاً من أجل تحقيقها، ولنا جميعاً مصلحة في ذلك، وهي محاربة الفساد والمفسدين، وسيادة القانون، وضمان تكافؤ الفرص، وبناء مجتمع ودولة المواطنين الأحرار المتساوين، بغض النظر عن طوائفنا، وقبائلنا، وعائلاتنا، ومناطقنا، وتوجهاتنا، مع حرصنا التام على أولوية السلم الأهلي في مجتمعنا، وضمان أمن الوطن الكويتي وحريته وسيادته.

باختصار، هذا ممكن، وهذا واجب، وهذه مسؤولية وطنية... وبعد ذلك من حقنا أن نختلف ونتنافس، بل حتى نتصارع، ولكن ليكن صراعاً ديموقراطياً!


-------------

المصدر: الرأي العام
 

المشرف العام

مراقب
طاقم الإدارة
وهناك أرضية لذلك التوافق تتمثل في دستور 1962، الذي يضع أسس بناء الدولة الكويتية الحديثة ونظام الحكم،

التعددية السياسية في المجتمع هي أمر مطلوب قبل ان تكون أمر واقع و موجود ... لأن الإنفراد بالعمل السياسي دائما ً ما يولد الديكتاتورية السياسية و التعسف و أحادية الرأي ... و هذه الأمور لا تصلح في ظل نظام يفترض أنه نظام ديموقراطي فيه مساحات كافية للتعدد السياسي.

دستور 1962 يجب إعتباره أفضل قاعدة مشتركة من الممكن أن تتجمع عليها التيارات السياسية الناشطة في الساحة الكويتية ... و يكون بمثابة المرجع الفاصل لإي إختلاف في الرؤى و النظرات السياسيه بين هذه التيارات!

تحياتي للجميع ..
 
أعلى