أربعائيات : نفق الجاهلية الأولى
كيف يمكن أن نخرج من نفق الجاهلية الأولى لندخل إلى فضاء الإنسانية الرحب؟
في كل عاصمة عربية حديث عن التعصب، وتمترس وراء أفكار ومفاهيم طائفية وقبلية وفئوية. في الانتخابات العربية قوائم على أساس الجنس والطائفة والقبيلة، وفي العاصمة غير الديمقراطية سيطرة طائفة أو فئة تحمل شعارات الدولة والحرية، ولكنها تنتمي إلى فئة صغيرة لا تمثل المجتمع..!
متى نخرج من هذا الكهف الموحش؟ لنتذكر أن الإنسان قيمة بحد ذاته، وأن الإنسان الحر كائن بذاته لا بغيره. الإنسان النظيف يفترض ألا تكون نظافته مرتبطة بطائفة أو قبيلة، والإنسان المتسخ يفترض ألا تكون جرائمه مرتبطة بطائفة أو قبيلة..!
طوابير تصطف أمام صناديق الانتخاب، تحمل بطاقات كتب عليها أسماء طوائفها وأديانها. وطوابير تصطف كالقطيع وراء مرشح الطائفة أو القبيلة، بغض النظر عن كفاءته وقدراته..!
يموت زعيم الطائفة أو القبيلة الذي تحول إلى زعيم لحزب، فيخلفه ابنه لتستمر الزعامات الطائفية والقبلية تتحكم في رقاب العباد. يقوم زعماء هذه الطوائف والقبائل والأديان بالتقاتل تحت رايات لا علاقة لها بوطن أو مستقبل أو تنمية. رايات الجاهلية الأولى التي تتعصب لجنس أو لون أو جماعة، ويكون حطب معاركها البشر، وكأن هذه الجماهير لم تسمع «كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»..!
لماذا لا نكون صرحاء؟ من صنع هذه الزعامات وهتف لها وأعطاها قدسية زائفة؟!
أليس هو الجمهور المظلل الذي يركض وراء الأوهام. هل كان من الممكن أن يستمر عصر الإقطاع لولا رضى الفلاحين. الجمهور يخلق دكتاتورا قائدا، يصفق له وينفخه كالطاؤوس، حتى إذا عاث في الأرض فسادا وحرق البلاد والعباد، تذكر كثيرون أنهم كانوا ضحايا وهم. وظل كثيرون يهتفون للدكتاتور. هل يمكن أن نعيش من دون دكتاتور فرد قاتل، يطعمنا الشعارات ويأكل من لحمنا؟ سؤال لا بد أن نطرحه مع الأسف. وفي كل مرة يسقط صنم، نجد من يصفق لصنم آخر باسم الحرية والديمقراطية وفلسطين والعروبة والدين..! متى نخرج من النفق؟ متى ننضم إلى ركب الحضارة الإنسانية المتسامحة والعاشقة للإنسان؟!
وجهة نظري : ان هذا دل عدم وعينا وان انحدار الوعي لدينا اسفل مما تتوقعون .. أدعو الجميع لنتحرر من هذا النفق وان تكون حراً كما جعلك رب العباد
وأعلمو " أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
فقوموووو بالتغيير