اقرأ وأسقطها على حالنا الآن (اهديها للمقتول محمد المطيري ومن سبق ومن سيلحق)

في مقدمه كتاب استاذنا المرحوم بإذن الله عثمان عبد الملك الصالح لكتاب النظام الدستوري والمؤسسات الدستوريه في الكويت ج1
قال:
إن مكامن الحريه هي ضمائر حية ، وقلوب زكيه ، وعقول ذكيه.. فإن هي أخمدت روحها في مكامنها ، فلا دساتير تنفع ، ولا قوانين تردع ، ولا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر والقسر والاستبداد والحجر.
فينكمش الصدق وترتفع هامات الكذب.. وتتوارى الشجاعه ويسود الجبن . وينزوي الوفاء ، فتنشط الخيانه ، وينكس العدل رأسه ويعم الظلام وتتعالى صيحات النفاق وتغني شياطينه على أنغام الطبقيه والمحظوظيه والمحسوبيه قصائد المدح الوثني الذي يمتهن آدميه الانسان ويزري بالمادح والممدوح ، ويتغذى على هذه الثمار الخبيثه أبالسة النفاق وساده المشعوذين المسبحين قياما وقعودا وعلى جنوبهم ابان الليل وطوال النهار بذكاء المستبد وفطنه ونفاذ بصيرته .
فيجمد الفكر ، ويشرد الذكاء ، وينمحي الابداع ، ويقع المجتمع كله في عثرة قاتله، مهلكه ، تؤدي به الى التدني وقاع الهبوط وتدفع به الى أسفل سافلين.
أما اذا عاشت الحريه حقيقيه في الضمائر والأفئده والأذهان .. فليست بحاجه الى دساتير ولا قوانين ولا محاكم ، لتنبت شجرة تخرج شطأها فيستغلظ فتستوي على سوقها .. تورق الخير ، وتزهر المحبه ، وتثمر الأمان ، وارفة الظلال ناشره للعدالة ، رافعه للهضيمه ، راعيه للسلام.. يحصحص الحق فوقها ويصدع ، ويزهق الباطل تحتها ويدمغ ، فيتولى من حولها أبالسة الأخلاق وشياطين المتنفعين فزعه مذعوره هاربه .. فتكسى النفس بنور الخير..
وتتسارع الى ساحاتها أخلاق الحريه ومبادئ المساواة في موكب مهيب ، امامه الشجاعه والصدق ، ومن خلفه الأمانه والوفاء ن ومن بين يديه الرحمه والمحبه والعداله ، فيعود الفرد بشرا سويا من حيث جوهره النفسي وحقيقته الروحيه التي فيها نفخه الهيه جعلته أهلا لتقع الملائكه له ساجدين ،وبأن يكون خليفة الله في الأرض ، ليعمرها باسم الله مهتديا بإرشاداته في الحكم بالحق ومراعاة العدل وإفاضة الخير والبر .. شجرة مباركة لا شرقيه ولا غربيه ، يغمرها نوران .. نور الحريه والعقل ، ونور السماواة والعدل..
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور...

انتهى كلامه رحمه الله،،،
ولا رحم الله من بدل الدستور فأصبح ابليسا يمشي على الأرض...
ولا حول ولا قوة الا بالله...
 
أعلى