hamadalkuwait
عضو فعال
سمو الأمير قلوبنا دارك
وضحة أحمد جاسم المضف
walmudhafpen@hotmail.com
جريدة المستقبل / 15 يناير 2011
سمو الأمير قلوبنا دارك
صاحب السمو: أكتب إلى سموكم من باب الواجب الوطني المطلوب قاصدة النصح إبراء للذمة وأسال ربي القبول والسداد.
صاحب السمو: لو عدنا وتصفحنا كتب التاريخ عن سيرة الحكومات نجد مدى تأثير المستشارين “الحاشية” في إتخاذ القرارات التي ينتج عنها عدل هنا أو جور هناك لأن هؤلاء المستشارين أقرب الناس إلتصاقا بصانع القرار وفي الأغلب يكون هؤلاء المستشارون متوارين لا يخرجون إلى العلن إلا ما ندر ودورهم غالبا في الظل ملتزمين الصمت خاصة مع وسائل الإعلام..والتاريخ يروي لنا أن الكثير من الحكومات أقالت العديد من مستشاريها عندما رأت ضعفا في الأداء أو خللا في خدمة كيان الدولة أو بعدما شعرت بنعومة أفكارهم بعد أن باتوا لا يلقوا بالا لما تجده هذه الشعوب من معاناة .. بل أن البعض منهم لم يكونوا منظرين من واقع عملي بل من بروج عاجية حتى أدخلوا بلدانهم في خدش حقوق الإنسان من نوع آخر لا يغتفر وهو ما لا يليق بحملة فكر وبصيرة .. فأين بعض المستشارين من المشاكل التي يغص بها شعب بأكمله ومظاهرة ندوات سلمية مدفوعة الثمن .. وكرامة تراق هنا “ لله دره إبنك عبيد الوسمي” وأرواح هناك على وشك أن تزهق “ لله دره إبنك محمد السندان “ .
صاحب السمو : والله إن واعز الحق يداهمني منذ الوقائع الأخيرة التي مرت على بلدي بكل أبجديات الجرح الغائر مع تواري عقلاء هذا الوطن وتزامنا مع ظهور إعلام يصول ويجول .. يقتات على فرز بغيض لمكونات المجتمع رافعا راية الوحدة الوطنية ذريعة في زمن رخصت فيه الأوطان والأعراض .. يا صاحب السمو في جعبتي الكثير من أنماط التغيير لإقتراحه راجيه أن أضيف قطرة من بحر دون أن أؤكد فكرة الإقالة أو تغيير عتبة الباب التي حاول البعض الإشارة إليها.. تطلعا للتغيير لمواكبة التطورات التي علينا الأخذ بها .
صاحب السمو : إسمح لي أن أقرئك الإقترح التالي راجية أن تتخذ الحكومة صفاً ثانياً من المستشارين “ من 30 إلي 40 عاما “ وصفاً ثالثاً من المستشارين من الشباب الكويتي الواعد “ من 20 إلي 30 عاما “ ومن الأهمية بمكان الإستماع لرأي الأطفال النابغين “ من 12 إلي 14عاما “ ولنا في قصيدة “ حلم أجيال “ للطفل حمد بوناشي أسوة حسنة الذي أبهر بها رؤساء دول الخليج العام الفائت.. هذا مع التأكيد على إبقاء للمستشارين الحاليين .. فصفة الوفاء أصيلة بأسرة الحكم لا يمكن إغفالها.. وهذا ليس إنتقاصا بالمستشارين الحاليين بل لأخذ مختلف الآراء وإستمزاجها .. فالتغيير والتجديد مطلوب في هذه المرحلة وينبغي أن يؤسس بشكل صحيح فإننا لا نستطيع أن نبني بيتا جديدا من طوبات قديمة ونحن نملك الألوف من الطوب الجديد .. وما سلف إشارة لكي ندفع بالكويت لمستقبل مشرق أكثر تقدما وأكثر قفزات نوعية من أجل إقامة المجتمع النموذج الذي نراهن على أنه سيكون الممثل الإسترشادي الأول لكل دول المنطقة لنثب للعالم كله عمليا وليس للبعض وبدون نقطة دم واحدة أننا صانعو الديمقراطية وأهلا لها.
صاحب السمو : يخطئ من يتصور أن ما يحدث في الكويت مجرد إجراءات محلية تفرضها ظروف سياسية خاصة، وفي هذا الخصوص نعرف جميعا رحلة هذه التداعيات وما نتج عنها من قرارات وإجراءات ليست محل نقاش هنا.. ولكن كيف أن مجلس الأمة الكويتي، ولأول مرة في التاريخ العربي، يستجوب رئيس الوزراء ومن أسرة الحكم ؟! .. فهذه حرية بحد ذاتها وليبرالية إن صح التعبير ودستورية بالتأكيد .. حيث لا يذكر التاريخ أن إستجوب مجلس نيابي خليجي أو عربي رئيس وزرائه مثلما حدث عندنا هنا في الكويت .. حدث هذا في عصرك وزمانك وهذا يحسب لسموك .. فسموك تعتبر أهم شخصية ليبرالية على الصعيد الخليجي والعربي وتوازيا مع هذا السياق أصبحت التجربة الديمقراطية “ صناعة كويتية أصيلة “ لا على الصعيد المحلي فقط بل العربي ولا يمكن نكرانها ويحق لسموك وأهل الكويت أن يفخروا بها .
صاحب السمو : عرفناك بحق سياسيا محنكا وعمليا واقعيا تشارك الأمة في أحلك ظروفها تقف صدراً للأحداث دائما تبذل الجهد والعطاء من أجل أن يخرج وطننا سالما معافي دون نقطة دم واحدة على الرغم من أحابيل السياسة ودهاليزها التي تشبه بيت جحا لتصنع مستقبل شعب دائما في وفائه وعطائه حظٌ من كلماتك .. والدي قبل أن أستأذن سموك بالإنصراف أود أن أذكر أن فرانسيس فوكوياما المفكر السياسي الأمريكي الفذ إشترط لإحداث أي تغيير في واقع الشعوب أنه لا بد من سياسة عليا تتبني هذا التغيير وإلا كان ما ذكرت نفخا في رماد .. وأني متيقنة أن سموك ستتبني ما إقترحته هنا .. بصرك الله وأعانك يا سمو الأمير .. بكل الحب لك يا والدي وولي أمري لزيادة جرعتي في حب هذه الأرض الطاهرة التي تدعى “ الكـــويت “.
“ اليوم ذكري وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه .. وقفت مرات عديدة على قبر سموه عند زيارة قبر والدي رحمة الله عليه رافعة كف الدعاء مستذكرة بحرقة قصة حياة وجهاد وإنتصارات ومآثر رجال بنوا نهضة كويتنا الغالية رحمة الله عليهم جميع هم السابقون ونحن اللاحقون « .
المصدر / جريدة المستقبل
تعليقي : المستشاريين وما ادراك ما المستشارين والكاتبة ابدعت بالمقال ولمست جرح الشعب كله مشاكلنا من هالمستشارين
المقال جرئ وصريح يعطيك العافية يا بنت الكويت والله يستر عليك ويكفيك شر هالمستشاريين
الله يرحم ويغفر للأمير الراحل الشيخ جابر