الشيخ الدكتور عبد العزيز بن ندى العتيبي : إذا الشعب يوماً أراد الحياة ...

ابن مفلح

عضو ذهبي
إذا الشعب يوماً أراد الحياة...

فيجب ان يعلم غاية وجوده وخلقه، فان من أسباب التفرق والاختلاف، عدم معرفة كثير من الناس للغاية التي من أجلها خُلقنا، وفي سبيلها تبذل الأرواح، وهي باب المخرج من الفتن والتفرق في الرأي وما يتبعه من تفرق للأبدان، لابد ان نعلم ان الله لم يبعث أنبياءه، ولا أرسل أحداً من رسله، لتكوين دولة، واقامة حكومة، وتأسيس مؤسسة على الأرض، بل كان الغاية من تكليفهم ليُوَحّد الخلق ربهم، ويعبدوا الله وحده لا اله الا هو، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالانْسَ الا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56)، أي: ليوحدوا، فخُلِقوا لايجاد أفراد يحققون العبودية والتوحيد الخالص لله في أنفسهم، فلا يعبد الا الله وحده لا شريك له، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا الا لِيَعْبُدُوا الَهًا وَاحِدًا لاَ الَهَ الا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (التوبة: 31)، فان الغاية من الوجود، عبادة الله وحده لا شريك له، فالله سبحانه وتعالى ما أرسل الرسل، ولا أنزل الكتب الا من أجل قلوب تنبض بالتوحيد، وأجساد تعبده وحده لا شريك له، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا ان اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: 36)، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ الا نُوحِي الَيْهِ أَنَّهُ لاَ الَهَ الا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25).

إذا الشعب يوماً أراد الحياة:
فان الحياة أقامها كثير من الأنبياء، وغادروا الدنيا بعد ان أقاموا تلك الحياة التي أرادوها وفق مراد الله في الحياة، ولم تكن لهم دول، وكذا أتباعهم من بعدهم فلم ينشئوا حكومة، ولا أسقطوا مؤسسة ولا غيروا نظاماً.
أنبياء جاءوا بالموحدين...ولم تكن لهم
ولا لأتباعهم دول وحكومات
لم تقم دعوة الأنبياء قط على ايجاد حكومات وانشاء دويلات، أو انقلابات واسقاط أنظمة وتغيير حكومات، فكانت دعوة قائمة على دعوة الناس لاخلاص العبودية لله، قال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ان أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاَ الَهَ الا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:2)، فقد روى البخاري (5752)، ومسلم (374/200) في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال: «عرضت على الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد...«الحديث.قوله: «يمر النبي معه الرجل«، ان هذا النبي لم يُوجِد دولة على الأرض بل جاء ومعه مُوَحِّد، «والنبي معه الرجلان«، أي: أنه جاء ومعه مُوَحِّدان، «والنبي معه الرهط«، «والنبي ليس معه أحد«، كان همهم عليهم السلام نشر التوحيد، فهولاء الأنبياء نجحوا في أداء ما كلفوا به من غير نقص ولا تقصير، فالسعيد من آمن بما جاؤوا به، وشهد ألا اله الا الله، والشقي من أعرض عن عبادة الله وحده.
وكذلك أتباع الأنبياء فان معاذاً عند ما ذهب الى اليمن لم يسع الى تأسيس دولة ونظام، ولا سعى لتأسيس حزب يدعو من خلاله لأهدافه، بل دعا لما دعا اليه الأنبياء، وكان همه ومطلبه هو ذات المطلب الذي حمله الأنبياء والرسل، لقد كان حريصاً على حمل الدعوة نفسها، وتبليغ التوحيد أتم بلاغ، فقد روى البخاري (1395)، ومسلم في صحيحهما (19) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث مُعاذاً رضي الله عنه الى اليمن فقال: «أدعهم الى شهادة ألا اله الا الله، وأني رسول الله، فان هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم ان الله قد افترض عليهم خمس صلواتٍ في كل يوم وليلة، فان هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وتُرَدُّ على فقرائهم».وفي رواية في البخاري (1458): «انك تَقْدَمُ على قومٍ أهلِ كِتابٍ، فليكن أول ما تدعوهم اليه عبادة الله». وفي روايةٍ للبخاريِّ (7372): «فليكن أول ما تدعوهم الى ان يُوَحِّدوا الله تعالى» .ذكر هذه الرواية البخاري رحمه الله في كتاب التوحيد - باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته الى توحيد الله تبارك وتعالى.
ملحظ: هنا يكشف زيف دعاة (الحاكمية)، أعني: حاكمية أبي الأعلى المودودي وسيد قطب، فمن يواري سوءة الحاكمية (حاكمية المثقفين)، حيث لا دولة لهؤلاء الأنبياء! الأمناء على ابلاغ التوحيد كاملاً، لأن المفكرين وأتباعهم يعلقون التوحيد بالسلطان، ولا دولة ولاسلطان، بل نشهد للأنبياء بتبليغ توحيد لله، والعبودية والاتباع في جميع شؤون العباد.فهل أقام الأنبياء التوحيد الخالص بلا (حاكمية القوم)؟! أم هم متهمون بالتقصير في ابلاغ دين الله.

إذا الشعب يوماً أراد الحياة:
فلا يخلط بين الوسائل والغاية، وأن يفرق بين الوسائل والغاية، ويميز الغاية تمييزاً واضحاً عن وسائلها، فلا يخلط بينها، حتى يجد الحياة التي يسعد بها، فعليه المعرفة بأن تكوين الدولة والمؤسسة وسيلة لا غاية، فتلك الوسيلة تأتي تبعاً لحماية التوحيد والقيام بمصالخ الموحدين، وبهذا يظهر لأصحاب العقول بأنه لا قيمة لتلك الوسيلة اذا عدمت الغاية، ولا حياة بالوسيلة اذا كانت الغاية غائية أو مفقودة.

إذا الشعب يوماً أراد الحياة:
فيجب عليه ان يخلص العبادة لله، ويحقق التوحيد لمولاه، الله لا اله الا هو، وحده لا شريك له، قال تعالى:{هُوَ الْحَيُّ لاَ الَهَ الا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قُلْ انِّي نُهِيتُ ان أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ ان أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر: 66-65)، ويأتي بكلمة التوحيد على الوجه المراد، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ الَهَ الا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} (محمد: 19)، فلابد من العلم المنافي للجهل بها، واليقين المنافي للشك، والقبول المنافي للرد، والانقياد المنافي للترك، والاخلاص المنافي لكافة أنواع الشرك وشوائبه، والصدق المنافي للكذب، والمحبة المنافية لضدها، محبة لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه.

إذا الشعب يوماً أراد الحياة:
فمن الخطر العظيم اعتقاد ان الحكم للشعب، يتصرف في مصالح العباد كيف شاء، بل ان الحكم لله الملك الواحد القهار، قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (المائدة: 50)، وقال تعالى:{انِ الْحُكْمُ الا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا الا ايَّاهُ} (يوسف:40)، وقال: {وَهُوَ اللَّهُ لاَ الَهَ الا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَالَيْهِ تُرْجَعُونَ} (القصص: 70)

إذا الشعب يوماً أراد الحياة:
فعليه التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واظهار شعائر الاسلام ما استطاع الى ذلك سبيلا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ اذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (الأنفال: 24)، وقال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} (الأنعام: 122)، فان الحياة كل الحياة هي في توحيد الله والعمل بالشرع المنزل من السماء، ففي طاعة الله ورسوله الخير كله، واذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلابد من ضبط أقواله وأفعاله وفق مراد الله، قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} (البقرة: 179)، وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل: 97).

إذا الشعب يوماً أراد الحياة:
فعليه العناية بالتوحيد علماً وعملاً ودعوة، وتنبيه الناس الى خطر هذه الأضرحة والقبور وأثرها على عقائد الناس، فلابد من التحذير منها، ودعوة الناس الى الابتعاد عنها، وان ما نراه من تعلق بعض الناس بها، وما يصاحبه من اعتقاد النفع والضر فيها، شرك يذكر بالشرك الذي جاء الأنبياء والرسل لانقاذ الناس منه، والعودة بهم الى دين الفطرة، حتى يأتي ذلك اليوم وتلك الحياة، فيُمكن الله لهذا الأمة طمس هذه الآثار التي تُعْبَدُ من دون الله أو مع الله وازالتها، تطهيراً للبلاد، وانقاذاً للعباد.والحمد لله رب العالمين.

د.عبدالعزيز بن ندَى العتيبي

****************************************************************

جزى الله الشيخ عبد العزيز على مقاله النافع هذا ، وللأسف أن هذه المقولة ( الكفرية ) أصبحت شائعة ً بين الناس ، ولا نجد أحداً من العلماء ( الحركيين ) ينكرها ، لأنه لا يريد أن يقف أبداً أمام أي كلمة تخدمه في تهييج الغوغاء حتى لو كانت هذه الكلمة تؤدي إلى الكفر .

 

ماجد11

عضو بلاتيني
استغفر الله الا يستحون من الكذب
الم يقم النبي صلى الله عليه وسلم دولة وجاهد وشرعت التشاريع حتى
المواريث التي ليست لها علاقة بالدولة والحكم تم تشريعها الم يجاهد ويفتح البلدان
ويهدد الامبراطوريات سبحان الله وماذا فعل اصحابة من بعده اليس اقاموا امبراطورية ونضموا الدواوين وصلحوا الارض وعينوا الولاه
 

"خليجية"

عضو مميز
إذا الشعب يوماً أراد الحياة...





****************************************************************

جزى الله الشيخ عبد العزيز على مقاله النافع هذا ، وللأسف أن هذه المقولة ( الكفرية ) أصبحت شائعة ً بين الناس ، ولا نجد أحداً من العلماء ( الحركيين ) ينكرها ، لأنه لا يريد أن يقف أبداً أمام أي كلمة تخدمه في تهييج الغوغاء حتى لو كانت هذه الكلمة تؤدي إلى الكفر .


لقد تصديتم أنتم لهذه الكلمة بكل شجاعة وإقدام وبينتم حكمها مأجورين وجزاكم الله خيرا.

ثانيا: من العار أن تكون وقفتكم مع الشعوب المقهورة مؤاخذتهم على هذه الكلمة فقط!

ثالثا: نجم الحركيين ـ على حد تعبيرك ـ الشيخ حامد العلي نقدها وأهدى لشعب تونس بكل ود وحب خيرا منها وإليكم إياها:




طلب بعض الأحبـاب التونسيين الأحرار من الشيخ إهداء أبيات لإنتصار الثورة التونسية فأختـار الشيخ هذه السبعة أبيات على وزن قصيدة شاعر تونس الكبير الشابيّ ، مع تصحيح الخطأ الشرعي في قوله ( فلابد أن يستجيب القدر ) ، وأهداها إلى شعب تونس البطـل:


إذا الشَّعب يوما سما للحياة ** فلابدّ لابــدّ أن ينتـصرْ
ولابدّ يوما يُطيحُ الطُّغـاة ** ويسترجعُ الحقَّ بعدَ الظَّفَـرْ
فتدنو إليه ثُريـَّا السَّمـا ** تحيِّي النضالَ كذاكَ القمـرْ
وتعزف لحنَ السُّعودِ النجومُ **وتهديـهِ تاج العـُلا بالدُّررْ
عليه بنـورٍ حروفٌ تقـول ** لتونسَ هذا الفخارُ العطرْ
لتونسَ ثـمَّ جميع الشعوب ** إذا ردَّد الشعب هذا الخـبَرْ:
طريقُ الحياةِ جهادُ الطغـاة ** كذاكَ الإلـهُ قضى في القدرْ
 

تأبط خيرا

عضو مميز
لاحول ولا قوة الا بالله

الحين ... الشيخ منزل نصائح للشعب و لازم يكون الحكم للكتاب و السنة و التوحيد


طيب وينك ما نصحت حسني ؟؟؟

هل كان يحكم بالكتاب و السنة ... او انك كنت ملتزم الصمت !!

يا اخي كمل الصمت ... و خلك علي السايلنت علي طول احسن

أو مسألة مزاج ... أو محاباة ... أو خوف

و الله ما ادري

و الله غريب امركم


 
أعلى