محطــــــــات.. مع رحلة قلم

رحلة قلم

عضو فعال
محطاتٌ حياتي وحياتي محطات..
يصبو بيَ الأملُ ويحرقني الوجلُ..

ألا ليتَ شعري والضحكُ والدمعات..
باتوا على صمتٍ أو رجلواْ فأرتجلوا..


وبعد...
اصدقائي الاخوة والاخوات اعضاء الوطنية الكويتيه..
لا اخفيكم مدى إعجابي بهذا الملتقى الذي يزدهرُ بوجودكم..
ومدى سعادتي بأن اكون فرداً من أفراده..
ولعلني أضع هذه " المحطات المتواضعة " التي يزينها عبوركم ومروركم
تحت ظلّ أشجارها وأفكارها وأسرارها وأخبارها وقصصها ومضحكاتها ومحزناتها
وجميع الالوان التي قد تلامس وجدان القلوب وتعزفُ على أوتارها
وتغذي أفكارنا وتُشبع ذواتنا المُطّلعه وعيوننا المستمعه..

أريدُ أن أَعرفَ وأُعرف, وآخذُ وأصرف
معكم وبكم .. بعيونكم وقلوبكم..
وحتماً سـ اكونُ راضياً تمام الرضى عندما أجد زياراتكم فقط..
لا أقولُ بأني المستغني عن وقودَ مشاركاتكم وإثراءاتكم التي سوفَ تكون نجوماً مضيئةً
في سماءِ هذا المُتصفّح الذي آمل بأن لا يكِلَّ ولا يمِلَّ من يطأُ خبوته وبساتينه فيبذر البذور ويقطفُ الزهور..

ولكم من المعاني آسماها ومن عبارات الشكرِاجزاها
وتقبلوا تحياتي وتقديري الصادق..

مُسمياً بالله مع أول محطة من هذه المحطات...






رحلة قلم...
 

رحلة قلم

عضو فعال
( اجعل السقف مناسبا )
37239_11255077104.jpg


جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له:
امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا على قدميك ..


فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون ..
سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها ..
ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد ..
سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه ..
لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد ..
ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً ..!!
فقد ضلّ طريقه وضاع في الحياة ..
ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد ..
لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة..
لأنه لم يعرف حد الكــفاية أو ( القناعة ).

 

رحلة قلم

عضو فعال
(قصةٌ من ثلاث دقائق)

qijig46ph4kj.jpg


حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.



لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علاماتx بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.



وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!



لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".



وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".



أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".



بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".



وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي!!



وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.

وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".



مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.



وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".



وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!



لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!

واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.



فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.



(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويُعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).

.........

× إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً ..

× والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب،

× ولا بالمظهر عن المخبر،

× ولا بالشكل عن المضمون.

× يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام،

× وأن تسبر غور ما ترى،

× خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار،

× موّارة بالعواطف،

× والمشاعر،

× والأحاسيس،

× والأهواء،

× والأفكار.






انتهي....
 

رُبـّـمــا

عضو مخضرم
سنربط الأحزمة ..

أتوقع أن الرحلة ستكون مذهلة وسط هذه الهالة الفكرية العريقة ..

تبارك الله ..

استمر اخينا المحترم رحلة قلم ..

نحن من يسعد بهذا الحبر .. وهذا الكم الفاخر من الإنجاز الذهني ..​
 

رحلة قلم

عضو فعال
( أريد الطلاق )

heartbroken.gif

عدت للمنزل وكانت زوجتي بانتظاري ، وقد أعدّت طعام العشاء ، أمسكت يدها وأخبرتها بأنه لدي شي أخبرها به ، جلست بهدوء تنظر إلي بعينيها، أكاد ألمح الألم فيهما ، شعرت أن الكلمات جمدت بلساني، لكن يجب أن أخبرها ...
'' أريد الطلاق ''.. خرجت هاتان الكلمتان من فمي بهدوء، لم تبد زوجتي متضايقة مما سمعته مني لكنها بادرتني بهدوء وسألتني : '' لماذا '' ؟!
نظرت إليها طويلاً وتجاهلت سؤالها مما دفعها للغضب بأن ألقت ملعقة الطعام وصرخت بوجهي : '' أنت لست برجل ''...
في هذه الليلة لم نتبادل الحديث ، كانت تنحب بالبكاء ، أعلم أنها تريد فهم ماذا حدث لزواجنا لكني بالكاد كنت أستطيع إعطائها سبباً حقيقياً يرضيها في هذه اللحظة ، أحسست بأن زوجتي لم تعد تملك قلبي ... فقلبي تملكه امرأة أخرى الآن إنهّآ جيين ...
أحسست بأنني لم أعد أحب زوجتي ، فقد كنا كالأغراب ، إحساسي بها لم يكن يتعدّى الشفقة عليها ...
في اليوم التالي وبإحساس عميق بالذنب يتملكني، قدمت لزوجتي أوراق الطلاق لكي توقع عليها، وفيها أقر بأني سوف أعطيها المنزل والسيارة و30٪ من أسهم الشركة التي أملكها.
ألقت لمحة على الأوراق ثم قامت بتمزيقها ، فالمرأة التي قضت 10 سنوات من عمرها معي أصبحت الآن غريبة عني ، أحسست بالأسف عليها ، ومحاولتها لهدر وقتها وجهدها، فما تفعله لن يغير من حقيقة اعترافي لها بحبي العميق لــ ''جيين''، وأخيراً انفجرت زوجتي أمامي ببكاء شديد ، الأمر الذي كنت قد توقعت منها أن تفعله...
بالنسبة لي بكاؤها كان مصدر راحة فهو يدل على أن فكرة الطلاق التي كانت تراودني أسابيع طويلة قد بدأت تصبح حقيقة ملموسة أمامي ...
في اليوم التالي عدت إلى المنزل في وقت متأخر من الليل لأجدها منكبّةً تكتب شيئاً ، لم أتناول ليلتها العشاء وذهبت على الفور للنوم ، وسرعان ما استغرقت بالنوم ، فقد كنت أشعر بالتعب جراء قضائي يوماً حافلاً بصحبة ''جيين''، فتحت عيني في منتصف الليل لأجدها مازالت تكتب ... في حقيقة الأمر لم أكترث لها كثيراً وأكملت نومي مرة أخرى.
في الصباح جاءت وقدمت لي شروطها لقبول الطلاق ، لم تكن تريد أي شيء مني سوى مهلة شهر فقط ...!!! لقد طلبت مني أنه في هذا الشهر يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا حتى نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان كأي زوجين ، سبب طلبها هذا كان بسيطاً بأن ولدنا سيخضع لاختبارات في المدرسة ، وهي لا تريد أن يؤثر خبر الطلاق على أدائه بالمدرسة ...
لاقى طلبها قبولاً لدي ، لكنها أخبرتني بأنها تريدني أن أقوم بشيء آخر لها ، طلبت مني أن أتذكر كيف حملتها بين ذراعي في صباح أول يوم زواجنا ، ثم طلبت مني أن أحملها لمدة شهر كل صباح من غرفة نومنا إلى باب المنزل !!!
اعتقدت لوهلة أنها قد فقدت عقلها !!! لكن حتى أجعل آخر أيام لنا معاً تمر بسلاسة ، قبلت أن أنفذ طلبها الغريب ...
لقد أخبرت ''جيين'' يومها عن طلب زوجتي الغريب فضحكت وقالت باستهزاء : بأن ما تطلبه زوجتي شيء سخيف ، ومهما حاولت هي أن تفعل بدهاء لن يغير حقيقة الطلاق فهو واقع لا محالة ...
لم نكن أنا وزوجتي على إتصال جسدي منذ أن أعربت لها عن رغبتي بالطلاق ، فعندما حملتها بين ذراعيي في أول يوم أحسست أنا معها بالارتباك ، تفاجأ ولدنا بالمشهد فأصبح يصفق ويمشي خلفنا صارخاً فرحاً: ''أبي يحمل أمي بين ذراعيه''، كلماته أشعرتني بشيء من الألم ، حملتها من غرفة النوم إلي باب المنزل مروراً بغرفة المعيشة ، مشيت عشرة أمتار وهي بين ذراعي أحملها ، أغمضت عينيها وقالت بصوت ناعم خافت : لا تخبر ولدنا عن الطلاق الآن ، أومأت لها بالموافقة وإحساس بالألم يتملكني ، إحساس كرهته ، خرجت زوجتي ووقفت في موقف الباص تنتظر، وأنا قدت سيارتي إلى المكتب.
في اليوم التالي تصرفنا أنا وهي بطبيعية أكثر، وضعت رأسها على صدري ، استطعت أن اشتم عبقها ، أدركت في هذه اللحظة أنني لم أمعن النظر جيداً في هذه المرأة منذ زمن بعيد، أدركت أنها لم تعد فتاة شابّة ، على وجهها رسم الزمن خطوطاً ضعيفة ، غزا بعض اللون الرمادي شعرها ، وقد أخذ الزواج منها ما أخذ من شبابه ، لدقيقة تساءلت ماذا فعلت أنا بها ...
في اليوم الرابع عندما حملتها أحسست بإحساس الألفة والمودة يتملكني اتجاهها إنها المرأة التي أعطتني 10 سنوات من عمرها ...
في اليوم الخامس والسادس شعرت بأن إحساسنا بالمودة والألفة أصبح ينموآ مرة أخرى ، لم أخبر ''جيين'' عن ذلك ، وأصبح حمل زوجتي صباح كل يوم يكون سهلاً أكثر وأكثر بمرور مهلة الشهر التي طلبتها ، أرجعت ذلك بأن التمارين هي من جعلتني قوياً فسهل حملها ...
في صباح أحد الأيام جلست زوجتي تختار ماذا ستلبس.!، لقد جربت عدداً لا بأس به من الفساتين لكنها لم تجد ما يناسبها فتنهدت بحسرة قائلة: ''كل فساتيني أصبحت كبيرة علي ولا تناسبني''، أدركت فجأة أنها أصبحت هزيلة مع مرور الوقت ، وهذا هو سبب سهولة حملي لهآ ...
فجأة استوعبت أنها تحملت الكثير من الألم والمرارة في قلبها ، لا شعورياً وضعت يدي على رأسها بحنان ، في هذه اللحظة دخل ولدنا وقال : '' أبي حان الموعد لتحمل أمي خارج الغرفة '' ، بالنسبة إليه رؤية والده يحمل أمه أصبح جزءاً أساسياً من حياته اليومية، طلبت زوجتي من ولدي أن يقترب منها وحضنته بقوة ، لقد أدرت وجهي عن هذا المنظر لخوفي بأنني سأغير رأيي في هذه اللحظة الأخيرة ، ثم حملتها بين ذراعيي أخرجتها من غرفة النوم إلى الباب الخارجي مروراً بغرفة المعيشة وهي تطوق عنقي بيديها بنعومة وطبيعية ، ضممت جسدها بقوة كان إحساسي بها كإحساسي بها في أول يوم زواج لنا، لكن وزنها الذي أصبح خفيفاً جعلني حزيناً...
في آخر يوم عندما حملتها بين ذراعيي لم أستطع أن أخطوآ خطوة واحدة ، ولدنا قد ذهب إلى المدرسة ، ضممتها بقوة وقلت لم أكن أتصور أن حياتنا كانت تفتقر إلى المودة والألفة إلى هذه اللحظة ...
خرجت وقدت السيارة وترجلت منها بخفة ولم أغلق الباب خلفي خوفاً مني من أن أية تأخير قد يكون السبب في تغيير رأيي الذي عزمت عليه، صعدت السلالم بسرعة، فتحت ''جيين'' الباب وهي تبتسم وبادرتها قائلاً : ''أنا آسف جيين لكني لم أعد أريد أن أطلق زوجتي''...
نظرت جيين إلي مندهشة ومدت يدها لتلمس جبهتي وسألتني : هل أنت محموم..؟ رفعت يدها عن جبيني وقلت لها : ''أنا حقاً آسف جيين ... لكني لم أعد أريد طلاق زوجتي، قد يكون الملل تسلل إلى زواجي لأنني وزوجتي لم نكن نقدر الأشياء الصغيرة الحميمة التي كانت تجمعنا ، وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا ، الآن أدركت أنه بما أنني حملتها بين ذراعيي في أول يوم زواج لنا لابد لي أن أستمر في حملها حتى آخر يوم في عمرنا ''.
أدركت ''جيين'' صدق ما أقول وعلى قوة قراري، عندها صفعت وجهي صفعة قوية ، وأجهشت بالبكاء وأغلقت الباب في وجهي بقوة ، نزلت السلالم وقدت السيارة مبتعداً ، توقفت عند محل بيع الزهور في الطريق ، واخترت حزمة من الورد جميلة لزوجتي ، سألتني بائعة الزهور ماذا تكتب في البطاقة ، فابتسمت وكتبت : ''سوف استمر أحملك وأضمـّـك بين ذراعيي كل صباح إلى أن يفرقنا الموت''.
في هذا اليوم وصلت إلى المنزل وحزمة ورد بين يدي وابتسامة تعلوآ وجهي ركضت مسرعاً إلى زوجتي ، لكن .. وجدتها وقد فارقت الحياة في فراشها ، لقد كانت زوجتي تكافح مرض السرطان لأشهر طويلة دون أن تخبرني ، وأنا كنت مشغولاً مع ''جيين'' ولم ألاحظ ذلك ،
لقد علمت زوجتي أنها ستموت قريباً ، وفضلت أن تجنبني أي ردة فعل سلبية من قبل ولدنا لي ، وتأنيبه لي في حال مضينا في موضوع الطلاق ، على الأقل هي رأت أن أظل أكون الزوج المحب في عيون ولدنا.
................


لا المنزل الفخم ولا السيارة ولا الممتلكات أو المال في البنوك هي مهمة ،
المهم هو التفاصيل الصغيرة الحميمة في حياتكم ، هي أهم شي في علاقاتكم ، هذه الأشياء الصغيرة هي مصدر السعادة ،،،،
فأوجدوا الوقت لشركاء حياتكم ، واستمروا في عمل هذه الأشياء الصغيرة لبناء المودة والألفة والحميمية ...







انتهى...
 

رحلة قلم

عضو فعال
سنربط الأحزمة ..


أتوقع أن الرحلة ستكون مذهلة وسط هذه الهالة الفكرية العريقة ..

تبارك الله ..

استمر اخينا المحترم رحلة قلم ..


نحن من يسعد بهذا الحبر .. وهذا الكم الفاخر من الإنجاز الذهني ..




سوف نسير بهدوءٍ ورفق سيدة ربما.. :)
لذا.. لا أعتقد أننا سوف نحتاجُ لربط الأحزمة كي يتسنى لنا مشاهدة الطبيعة من كل جانب..

الأخت ربما.. حقيقة انا سعيد جداً بهذه العطرة من الكلمات..
وأسعدُ اكثر بمتابعتكم ومرافقتكم لي في هذه المحطات المتواضعه..

فـ شكراً بحجم السماء..


ومضه/ قرأتُ في هواياتك تربية الأنارب..!! وأعجبني ذلك -:)
 

0utsider

عضو بلاتيني
مساك الله بالخير اخوي الفاضل ،،،،،،،،

مواضيعك ممتعه وغنيه جدا بالموضوعات الادبيه الرفيعه والمعاني الرائعه ،،،،،،،،،،والاجمل انها اخرجتنا من الاجواء السياسيه البغيضه والمزعجه ،،،،،،،،،،، متابعينك اخوي وشكرا للموضوع والمواد الحلوووه ،،،،،:وردة:
 

ولنا أثر

عضو بلاتيني
الله الله ... رحلة عذبة بحق اخي الكريم

قد استمعت هنا حقا .. قرأت على عجل (اريد الطلاق )


لعل لي عودة سيدي الكريم لقراءة التفاصيل .. فكلنا اصابه الملل ..


رحلة قلمك جديرة بالمتابعة ..
 

خولة

عضو مخضرم
جميلة هي رحلة قلمك .. وفعلا اخرجتنا .. واراحتنا من الاخبار السياسية الساخنة .. سوف اكون من المتابعين لهذه الرحلة الجميلة .
 

رحلة قلم

عضو فعال
( قصة طريفة لطيفة فيها حكمة )

3855299651303804213.jpg

كان الملوك يحضرون مجلسهم العام بعد حضور الناس ،
لكي يقوم الناس بجماعتهم لتعظيمهم ولا يقومون لأحد ،
وفي يوم كان مع الداخلين بهلول العاقل ، وكان ملك زمانه وخليفة الظاهري هارون الرشيد .
ولما دخل هارون وقبل جلوسه على كرسيه قام بهلول وجلس على كرس
الملك قبله.!! وبقي هارون واقف ، فأخذ الحرس بهلول
و بدءوا يجلدونه ويضربوه ويركلوه أمام الملك والناس .
فأخذ بهلول بالبكاء بالعويل والصياح العالي والصراخ ،
وبعد فترة من الضرب والجلد والركل ، أمر هارون الرشيد بالكف عنه .
وقال له هارون: هل أوجعك الضرب والجلد ؟
قال بهلول : لا !!.
فقال له هارون : إذن لماذا هذا البكاء والعويل والصياح والصراخ إذا لم يوجعك الضرب؟
قال بهلول : بكيت عليك و أعولت على حالك ولم أبكي على نفسي !!
فقال هارون : وكيف والضرب والجلد وقع عليك والبكاء والصراخ صدر منك ؟!!
فقال بهلول : أنا جلست على هذا الكرسي أقل من دقيقة أنالني
من الضرب من الجند والحرس ما قد رأيت لولا أن تأمرهم بالكف
عني لما كفوا ، وأنت جالس على هذا الكرسي سنين فكم ستحصل عليه من الضرب
والجلد من جند الله وملائكته وحرس جهنم ولا يكف عنك ،
فلذا شغلني حالك عن حالي وبكيت عليك .
فيقال : استحسنه الحاضرون وأعتبر كلام بهلول حكمة علمية وعملية
مع ما فيه من موقف طريف ونادر وعجيب ويدل على الذكاء
والفطنة في الوعظ ، ولكن بتصرف يحسب أوله من الجنون والبساطه.


........

الجهاد كلمة حق..
اللطافة بوابة عبور النصيحة الى كل القلوب..








انتهى..
 

رحلة قلم

عضو فعال

( نظرات )
untitledcw6%5B1%5D.jpg


جلست فتاة شابة في المقهى مع زوجها
الذي اتفق معها ان يصاحبها معه الى بعد انتهاء العمل
ارتشفت الشاي وجالت بنظرها في المكان
فرأت شابا ينظر اليها ويبتسم
لم تعره انتباها واستمرت في شرب الشاي
بعد دقائق اختلست نظرة بطرف عينيها
الى حيث يجلس الشاب فرأته مازال ينظر اليها
وبنفس الابتسامة , تضايقت جدا من هذه الوقاحة
وعندما جاء زوجها اخبرته
نهض الزوج واتجه نحو الشاب
ولكمه لكمة قوية في الوجه اطاحته ارضا
نظرت الفتاة الشابة نظرة إعجاب الى رجولة زوجها
ودفاعه عنها في مقابل نظرات الشاب الوقحة
وخرجا من المقهى يدا بيد
بعد لحظات نهض الشاب بمساعدة عامل المقهى
ووضع نظارته السوداء على عينيه
ورفع عصاه وتحسس طريقه الى خارج المقهى
لقد كان الرجل أعمى لا يبصر..


.........


الحيـاة . . ليست كمـا تبـدو دائمـاً..







انتهى..
 

ولنا أثر

عضو بلاتيني
مؤلم جدا ... احببت الشابة لنقائها و طهرها

لكني كرهت زوجها لانه لم يتثبت ابدا

الامور لا تبدو كما هي لاول وهلة صدقت اخي الكريم ..

و لا زلنا لرحلة قلمك من المتابعييين ..

شكرا بحجم السماء ..
 

شارلوك هولمز

عضو بلاتيني


أمتعتني يمحطاتك التي تقطعها برحلة قلمك

حينما أكون في الدوام أقرأ الجرائد اليومية لأخذ وقت مستقطع مع نفسي

قلذلك سيكون موضوعك وقت مستقطع مع قصصك الرائعه عندما تتوقف عجلة النشاط في الشبكة

رحلة قلم ....:وردة:
 

رحلة قلم

عضو فعال
مساك الله بالخير اخوي الفاضل ،،،،،،،،

مواضيعك ممتعه وغنيه جدا بالموضوعات الادبيه الرفيعه والمعاني الرائعه ،،،،،،،،،،والاجمل انها اخرجتنا من الاجواء السياسيه البغيضه والمزعجه ،،،،،،،،،،، متابعينك اخوي وشكرا للموضوع والمواد الحلوووه ،،،،،:وردة:

ومسائك أجمل عزيزي Outsider ..
لقد اسعدني جداً تعليقكم وإنطباعكم الكريم عن هذه المحطات.
وابهجتني مرافقتكم الكريمه.. لا عدمنا وجودكم جميعاً..
اتشرف بمتابعتكم ومشاركتكم...

فـ شكراً عدد قطرات المطر..




رحلة قلم
 

رحلة قلم

عضو فعال
الله الله ... رحلة عذبة بحق اخي الكريم
قد استمعت هنا حقا .. قرأت على عجل (اريد الطلاق )


لعل لي عودة سيدي الكريم لقراءة التفاصيل .. فكلنا اصابه الملل ..​


رحلة قلمك جديرة بالمتابعة ..​



مالعذبُ إلا نسناسُ عبوركم وحضوركم عزيزي ولنا أثر..
أنا مُبهج وسعيد بهذه الحفاوة الكريمة من لدنكم..
يسعدني ويشرفني أنكم بمرافقتنا في هذه الرحله..

فـ شكراً بعدد قطرات الندى..






رحلة قلم
 

رحلة قلم

عضو فعال
جميلة هي رحلة قلمك .. وفعلا اخرجتنا .. واراحتنا من الاخبار السياسية الساخنة .. سوف اكون من المتابعين لهذه الرحلة الجميلة .




نحنُ بحاجةٍ ماسة إلى إستجمامٍ فكري وبدني ولو بعض الوقت من كل يوم..
فالحياة مليئة بالتعب والمشاغل والمشاكل,, واكبرُ مشكلة هي مشكلة التفكير.

القديرة الاخت خوله.. الجميل هو مروركم ومرافقتكم لنا هذه الرحلة المتواضعه..
يشرفني ويسعدني أنكم فالجوار دوماً.. لا عدمنا جواركم ونقائكم...

فـ شكراً بطُهر المطر..





رحلة قلم
 

سور الوطن

عضو بلاتيني
(قصةٌ من ثلاث دقائق)


فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.



][/CENTER]

نعم استاذي الفاضل: السيدة تومسون بالفعل تعلمت

كيف تكون معلمة ومربية فاضلة ومميزة بسبب الطالب والدكتور الحالي.

اذا شعر الطالب بالراحة النفسية و الطمانينة تجاه معلمه

فان ذلك سببا هاما في التحصيل العلمي للطالب وتفاعل الطالب مع المعلم في الفصل،

للاسف كثير من المعلمين يفرقون بالتعامل بين الطلبة

وهذا تصرف سلبي جدا من المعلم

فاذا شعر الطالب بان المعلم يميز بين الطلبة

هنا يفقد المعلم احترامة وثقته من بقية الطلبة،

بالفعل خانتنا العبره من هذه القصة الجميلة

وانشاء الله سوف نقرأ باقي المواضيع المميزه لزميل جديد مميز.:وردة:
 

رحلة قلم

عضو فعال
مؤلم جدا ... احببت الشابة لنقائها و طهرها

لكني كرهت زوجها لانه لم يتثبت ابدا

الامور لا تبدو كما هي لاول وهلة صدقت اخي الكريم ..

و لا زلنا لرحلة قلمك من المتابعييين ..

شكرا بحجم السماء ..


الطهارةُ دئماً تنظرُ بعين الرحمة لكل باب..
فقد كان يهديها الإبتسامة وإن لم يكن يراها..
فأهدته لكمةً وإن لم تكن تعرفه..
ولذلك.. رسبا في هذا الإمتحان..

ومع ذلك نقول .. ان الأمور ليست كما تبدو..
والعبرة في الإعتبار.. لا في الإنتصار..

الكريم ولنا أثر.. أهلاً بك مراتٍ ومرات..
اسعد بهذا التواجد من لدنكم.. لا عدمنا حضوركم..


شكراً بحجم السماء..





رحلة قلم
 
أعلى