عاش الزعيم ومات محمد هنيدي (( حقائق تاريخية ))

منذ اكثر من عشر سنوات تزيد او تنقص انتشر في مصر ظاهرة الشباب الجدد (( ترا في كل مكان مثلهم مو غريبة ))للقضاء على جيل شباب الامس وشيوخ اليوم


بعد انتشار فلم (( الاسماعلية رايح جاي )) كما نشرت الجرايد في تلك السنة عقدت الامال على محمد هنيدي لكي يأخذ مكانة عادل امام الكوميدية وتجهز محمد هنيدي لكي يتوج ملكا بالاختيار بعد عادل امام الذي اصبح في النزع الاخير (( وراحت عليك …..ح تاخذ زمنك وزمن غيرك عجايب ))


المهم نزل الفلم المرتقب (( صعيدي في الجامعة الامريكية )) وانتشرت الكلمة المرعبة (( مات الزعيم وعاش محمد هنيدي ))

عادل امام انسان ذكي ويعرف عواقب الامور ويعرف كيف (( يحافظ على عرشه جيدا )) خرج في مقابلة مذاعة واخبر جميع الناس انه يبارك لهم وان الشباب ينبغي عليهم ان يقودوا (( المستقبل )) ولكنه وبدون أي ازعاج او مضايقة خرج من صمته لكي يقول (( البقاء للاصلح )) (( واللي يطالع فوق تنكسر رقبته ))


وفعلا اصبح محمد هنيدي (( فقاعة صابون )) و (( العاب نارية )) وبقي عادل امام زعيم الكوميديا العربية

ماذا نستفيد من هذا الخبر ؟؟؟

نستفيد ان السياسة مثل التمثيل هما سواء ((صبها وحقنها ))
ففي ناس تحب تبرز نفسها وهي ما عندها القدرة على التحمل او الصبر على ((مجامر الكرام ))

وان الظهور السريع يصاحبه الهبوط السريع

محمد هنيدي ظهر في سنة ومات نجمه في سنة

ومحمد هنيدي اعتمد على شيخوخة الكبار ونسي ان الكبير كبير (( معه تجاربه وحكمته ))

وهو مغرور بشبابه وشقاوته (( وهما ممتعان في ساعة واحدة)) ثم يرجعان الى لا شي

وهكذا عالم السياسة يبرز اناسا سريعا حتى يظن المرء انها آية هذا العصر وباقعة هذا الدهر

ونسي هذا المسكين ان الناس تحب اللون الجديد والشقاوة التي تعطيهم المرح الكاذب ولو الى حين
وخير ما نختم به مقالنا هذا

قول العرب ((من اشتهر قبل حينه افتضح في حينه ))

وهذا واضح من التخبط في المشي وضياع البداية فجهلت النهاية


ونسي ان الحق يتضح مع طول النقاش وطول الصبر والرجوع الى ما في النفوس من الخير

عاش الزعيم ومات الغش والخداع



 
أعلى