جميعنا تابع ما حصل من مظاهرات للبدون في الصليبية وقبلها في تيماء وما حصل فيها من بعض المراهقين مسلوبي الحقوق من رشق للحجارة، وغاز الشرطة المسيل للدموع وأعيرتها المطاطية لتفريقهم، بعض متابعي الأحداث أصلا كان يحمل حقدا دفينا -أقرب للعنصرية- على هذه الفئة، فجاءت له هذه المظاهرات لتكون المثال الوحيد الذي يستدل به على أنهم دخلاء على هذا البلد لا يحترمون قوانينه! متجاهلا تضحية آبائهم اللذين ماتوا لتحيا الكويت، وأسروا لتبقى حرة، متجاهلا صمت شباب البدون لأكثر من أربعين عاما وتحملهم أشد أنواع التضييق والحرمان من حقوق تتمتع بها حيوانات دول أخرى فضلا عن آدمييهم، يتغنى تارة بالتركيبة السكانية وخطر تجنيس البدون عليها، متناسيا أنهم سنة وشيعة وحضر وبدو وأن هذه التركيبة هي تركيبة الشعب الكويتي أصلا! وكأن عذر التركيبة السكانية يسوغ له ظلم الناس وحرمانهم حقوقهم.. أتراه جوابا ينجيه من عذاب الله يوم القيامة حين يسأل لماذا حرمتهم حقوقهم؟ يحاول تارة أخرى أن يكون أكثر منطقية ويحتج بالقول بأن بعضهم يحمل جنسية وإثباتات دول أخرى مجاورة، سيظن القارئ بأن هذا هو العذر المقبول الذي يبرر له أفعاله إذ أنه لا ينتمي لهذا البلد أصلا كونه يحمل جنسية بلد آخر، ولكن الحق شيء علمنا إياه رسولنا الكريم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم في حديثه الذي رواه البيهقي عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لو يُعطى الناس بدعواهم ، لادّعى رجالٌ أموال قوم ودماءهم ، لكن البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر ) حديث حسن. كلنا يرضى بكلامه صلى الله عليه وسلم الذي أرشدنا أن البينة على المدعي، نرضى بأن من يحمل أي اثبات لأي دولة أخرى ليس له حق، ولكن نريد البينة! والدعاوى إن لم يكن لها بينات فأهلها أدعياء.. إن لم تتوفر الأدلة فالحل أيضا أخبرنا به صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث بقوله: واليمين على من أنكر. اليمين يرضى به حتى القضاة من الشهود ليستدلوا به على صدقهم، لماذا لا يرضونه ممن أقيمت عليه الدعاوى؟ سيردد بعضهم المثل الشوارعي قالوا للكذاب إحلف قال جاني الفرج، شوارعي لقوله صلى الله عليه وسلم : ” من حلف بالله فليصدق ومن حُلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض فليس من الله ” رواه بن ماجه وحسنه الحافظ. إذا إما دليل أو يمين، فإن لم يرض بهن فعلى الدنيا السلام.
البعض الآخر قولهم مضحك مبكي، يظهرون مالا يبطنون ، ينكرون التقية ويعتبرونها كذبا ويفتون بذلك ويفعلونها.. نعم يفعلونها والله على ما أقول شهيد.. سأذكر لكم قصة حدثت قبل سنوات معدودة رأيت تفاصيلها بعيني وسمعتها بأذني؛ تذكرون حلقة الشيخ نبيل العوضي الله يحفظه عن معاناة البدون؟ تكلم فيها عن بعض المشاكل التي يعيشها البدون مع بعض أفراد اللجنة التنفيذية لمعالجة أوضاعهم، انتشر بعدها مقطع بلوتوث لاتصال هاتفي مع الشيخ نبيل العوضي وأحد مشايخ السلف في الكويت، كان عتبا شديدا موجه للشيخ نبيل من الطرف الآخر، وفي الحلقة القادمة اتصل في البرنامج وتكلم بعصبية ووبخ الشيخ نبيل العوضي بأن ماقاله عن معاناتهم غير صحيح وأنهم عراقيون لا يستحقون التجنيس. بعد هذه الحادثة بأقل من شهر انعزمت أنا ومجموعة كبيرة من الشباب المطاوعة البدون في مخيم، وكانت المفاجأة من صاحب الدعوة أنه دعا الشيخ الذي كان ضد البدون في حديثه مع نبيل العوضي، هدف الدعوة كان لتبرير الشيخ موقفه من الحادثه ومن قضية البدون حتى لا تكون هناك نفرة بين الشباب من جهة ومشايخ السلف من جهة أخرى. بدأ الشيخ كلامه عن القضية وتبريراته التي كانت أقبح مما تبرره، يقول أنا معكم ومع قضيتكم وأنكم مظلومون، ولكن.. البدون في كثير منهم شيعة!!!! وأنا ما أقدر أقول على الهوا هذا الكلام!!! فقلت أنهم عراقيين وما يصير يتجنسون!!! يا الله.. أيعقل هذا الكلام من هذا الرمز؟؟ أتعقل التقية من مفتي بتحريمها؟ ووالله لا أريد الحلف بأن دافعه الأول والأخير هو الفكر الجويهلي في ضرب القبائل، إذ لا يعقل بأن يظلم الشخص ويطالب بعدم رفع الظلم عنه فقط لأنه شيعي، وهل يجوز ظلم اليهودي فضلا عن الشيعي؟ هذا الشيء جعل شياب البدون السنة غير المتعلمين يترضون على كل نائب شيعي يطالب بحقوقهم ويبصقون على التلفاز إذا ظهر أمثال أحمد باقر من قيادات السلف ويقولون هذيله مطاوعتكم ما يخافون الله.
أقول هذا الكلام مدافعا عن المظلومين من البدون، حيث لا ينكر منصف أن منهم مندس مزور ظالم لنفسه مشتريا ذل نفسه بائعا أغلى ما يملك -بعد دينه- عزة نفسه وكرامتها.. أقول هذا الكلام في نفس الوقت الذي أقول فيه وأعتقد أن المظاهرات تصرف خاطئ ضررها أكبر من نفعها خصوصا في هذا الوقت الذي تكثر فيه المناسبات الوطنية، وخصوصا إن صاحبتها أعمال شغب.
البعض الآخر قولهم مضحك مبكي، يظهرون مالا يبطنون ، ينكرون التقية ويعتبرونها كذبا ويفتون بذلك ويفعلونها.. نعم يفعلونها والله على ما أقول شهيد.. سأذكر لكم قصة حدثت قبل سنوات معدودة رأيت تفاصيلها بعيني وسمعتها بأذني؛ تذكرون حلقة الشيخ نبيل العوضي الله يحفظه عن معاناة البدون؟ تكلم فيها عن بعض المشاكل التي يعيشها البدون مع بعض أفراد اللجنة التنفيذية لمعالجة أوضاعهم، انتشر بعدها مقطع بلوتوث لاتصال هاتفي مع الشيخ نبيل العوضي وأحد مشايخ السلف في الكويت، كان عتبا شديدا موجه للشيخ نبيل من الطرف الآخر، وفي الحلقة القادمة اتصل في البرنامج وتكلم بعصبية ووبخ الشيخ نبيل العوضي بأن ماقاله عن معاناتهم غير صحيح وأنهم عراقيون لا يستحقون التجنيس. بعد هذه الحادثة بأقل من شهر انعزمت أنا ومجموعة كبيرة من الشباب المطاوعة البدون في مخيم، وكانت المفاجأة من صاحب الدعوة أنه دعا الشيخ الذي كان ضد البدون في حديثه مع نبيل العوضي، هدف الدعوة كان لتبرير الشيخ موقفه من الحادثه ومن قضية البدون حتى لا تكون هناك نفرة بين الشباب من جهة ومشايخ السلف من جهة أخرى. بدأ الشيخ كلامه عن القضية وتبريراته التي كانت أقبح مما تبرره، يقول أنا معكم ومع قضيتكم وأنكم مظلومون، ولكن.. البدون في كثير منهم شيعة!!!! وأنا ما أقدر أقول على الهوا هذا الكلام!!! فقلت أنهم عراقيين وما يصير يتجنسون!!! يا الله.. أيعقل هذا الكلام من هذا الرمز؟؟ أتعقل التقية من مفتي بتحريمها؟ ووالله لا أريد الحلف بأن دافعه الأول والأخير هو الفكر الجويهلي في ضرب القبائل، إذ لا يعقل بأن يظلم الشخص ويطالب بعدم رفع الظلم عنه فقط لأنه شيعي، وهل يجوز ظلم اليهودي فضلا عن الشيعي؟ هذا الشيء جعل شياب البدون السنة غير المتعلمين يترضون على كل نائب شيعي يطالب بحقوقهم ويبصقون على التلفاز إذا ظهر أمثال أحمد باقر من قيادات السلف ويقولون هذيله مطاوعتكم ما يخافون الله.
أقول هذا الكلام مدافعا عن المظلومين من البدون، حيث لا ينكر منصف أن منهم مندس مزور ظالم لنفسه مشتريا ذل نفسه بائعا أغلى ما يملك -بعد دينه- عزة نفسه وكرامتها.. أقول هذا الكلام في نفس الوقت الذي أقول فيه وأعتقد أن المظاهرات تصرف خاطئ ضررها أكبر من نفعها خصوصا في هذا الوقت الذي تكثر فيه المناسبات الوطنية، وخصوصا إن صاحبتها أعمال شغب.