أرجو من الإدارة الكريمة ألا تقوم بدمج الموضوع مع أي موضوع آخر.
ما الذي يحصل؟
للأسف أن هناك الكثير من الآراء التي طرحها بعض الأخوة الكويتيين بعيدة كل البعد عن الواقع, فهي تعكس جهل وتعصب الكثير منهم تجاه البدون أنفسهم أو في اتجاهات أخرى سأبينها في المقال, فضلا عن المزدوجين فكريا وأصحاب المبادء المتلونة الذين اشرت لهم سابقا بأنهم يرددون شعارات الحرية والقانون وحقوق الإنسان بينما هي بالنسبة لهم مفصّلة تفصال حسب أهوائهم وأمزجتهم.
زيارة المالكي والتظاهرات
نية خروج شباب البدون للمظاهرات لم تكن بعد تصريحات رئيس الجهاز المركزي لشؤون البدون صالح الفضالة أثناء زيارة نوري المالكي للكويت, بل للتذكير, فقد سبق وأعلن تجمع الكويتيين البدون (هنا) في بيان له نشر بتاريخ 7 فبراير 2011 رفضه الخروج بالإعتصام الذي أعلنت عنه مجموعات شبابية إلكترونية غير محددة الإسم والهوية أمام اللجنة التنفيذية لشؤون البدون بتاريخ 19 فبراير 2011 لأسباب مذكورة في البيان نفسه, ولو رجعنا إلى تاريخ زيارة المالكي لوجدنا أنها كانت بتاريخ 16 فبراير 2011, فالفارق بين ما تم تداوله عن الاعتصام بين أوساط البدون وبيان تجمع (تكون) وما بين زيارة المالكي, نجد أنه بعيد وليس قريب, وهذا يدحض كلام البعض أن خروج البدون كان بسبب خوفهم من كشف حقيقتهم بعد تصريحات الفضالة عن "بدون العراق" بعد لقاءه بالمالكي! فبهدوء بإمكان الحكومة التعاون مع العراق والدول الأخرى لمعرفة إن كان هناك من البدون من يحملون إثباتات تثبت تزويرهم دون الحاجة للإثارة الإعلامية السخيفة .
خروج مبكر
الأمر الآخر, أن هناك من يتسائل لماذا خرج البدون يوم الجمعة 18 فبراير ولم يخرجوا كما أعلنت المجموعات الإلكترونية يوم السبت 19 فبراير أمام اللجنة التنفيذية بمنطقة العارضية الصناعية, وهنا نقول أن فارق اليوم الواحد لا يُذكر, فالواضح أن من دعى عبر المنشور الموزع في أوساط البدون وتحديدا في شعبيات الجهراء, أراد أن يستغل جموع الناس في المساجد في صلاة الجمعة على غرار ما حدث في عدد من الدول العربية, وهذا ما حدث ببساطة!
المحرض محمد والي العنزي
أما بخصوص محمد والي العنزي, فعلى الصعيد الشخصي كتبت مقالا (هنا) أرفض وجوده كموجه من الخارج, لأني أعلم أن هناك من سيخرج ليستغل اسمه ويجعل لتظاهرات وأنشطة البدون "رأس" حتى يتم تخريبها عبر ما يتم تناقله وترديده بأنه هو (المحرض الأول والأوحد وصاحب الأجندات...الخ), ولكن حتى نكون منصفين فقد كتب العنزي بيانا (هنا) بتاريخ 14 فبراير 2011 يعلن فيه "انضمامه" إلى قرار تجمع (تكون) ولجنة الكويتيين البدون بتأجيل الاعتصام إلى ما بعد الأعياد الوطنية.
ولكن... لأن هناك الكثير والكثير من الشباب البدون الذين لا يهمهم آراء ونصائح وقرارات وبيانات تجمع (تكون) أو لجنة الكويتيين البدون أو حركة محمد العنزي, فإنهم قرروا الخروج لأنهم يرون أنفسهم بحاجة لهذا الخروج لإيصال أصواتهم دون الحاجة لجهة منظمة مثل حركات الشباب "الداخلية", ولأنهم على ما يبدو كانوا ومازالوا أذكياء, فلم يعلنوا عن أسمائهم حتى لا يقعوا بما وقع فيه الشباب الناشطين في الحركات "الداخلية" حيث أن أسمائهم وعناوينهم معروفة ويتم رصدهم وتعقبهم وتحديد تحركاتهم, وهذا طبعا تصرف جيد من قبل الناشطين بأنهم يعملون تحت الشمس وليس لديهم ما يخبؤونه, ولكن بالنسبة لشباب المظاهرات فإنهم يريدون - كما بينت - العمل على غرار الحركات الناشطة في الدول العربية كما حصل في مصر, حيث أن الداعين الحقيقيين للتظاهرات لم يطلوا برؤوسهم إلا بعد أن زُرعت الثقة في قلوب الناس للخروج والتظاهر.
ومحمد العنزي حسب متابعتي للساحة البدونية خلال السنوات الثلاث الأخيرة, يجده عدد من الناس ملهماً لأسباب:
- أنه من أوائل من خرجوا على شاشات التلفزة للتحدث عن قضية البدون من البدون أنفسهم وهذا غيّر عند أبناء هذه الفئة مفاهيم كثيرة وشجع الشباب للتحرك سلميا.
- هو يرى نفسه أنه من أبناء هذه الفئة وظُلم في بلده فخرج ليجد حياةً كريمة, وبعد الاستقرار, عمل لإبراز قضيته بغض النظر إن كانت طريقته تعجب البعض أو لا تعجبهم.
- كثير من الشباب البدون لا يرونه مسيئا للكويت ولنظامها وشعبها, وإنما يرونه يتحدث عن الممارسات الحكومية السلبية تجاه البدون وتسليط الضوء عليها لمحاولة إيجاد حل من الخارج , وهذا بالطبع كاف ٍ ليدفع بعض الكويتيين لأن يروه مسيئا للكويت ونظامها وشعبها.
بالنسبة لي أراه صادقا, ولكني كتبت في رسالتي له التي أشرت لها أعلاه بأن وجوده ضمن منظومة الناشطين البارزين تجعله رأساً لأي حدث ((وهو ليس كذلك)) مما قد يدفع السلطة لاعتبار حل قضية البدون مسألة "عناد" معه, فضلا عن أن وجوده في الخارج يجعله بعيدا عن أرض الواقع وهذا قد يساهم في التأثير على قراراته التي يتخذها وبياناته التي يكتبها وينشرها كأن تكون مثلا شديدة اللهجة في الوقت الذي يريد أبناء الداخل التهدئة, أو تأتي بقراءة غير سليمة أو غير دقيقة مما يجعلها تؤثر بخط سير الناشطين في الداخل.
إيران والعدالة والدار
أما مسألة (إيران/ قناة العدالة/ جريدة الدار), فرغم رأيي الشديد ضد إيران, إلا أن مسألة تحريض إيران وقناة العدالة ومحمود حيدر للشباب البدون للتظاهر هو ضرب من السخافة والجنون والغباء, قد أقبل الرأي القائل أن هناك محاولة لاستغلال الحدث والنفخ فيه لوجود نية لإشاعة عدم الاستقرار في الخليج عموما وليس الكويت والبحرين فقط, ولكن أن يكونوا هم المحرضين والموجهين الأوائل فهذا غير سليم وغير دقيق, فالمتظاهرون حسب الصور التي اطلعت عليها فيها كثير من السُّنة الذين أعرفهم (باعتباري من سكان الصليبية) .. بل في أحد المواقع البدونية قرأت من يدعو إلى تظاهرة أخيرة قبل الأعياد للتنديد بالتدخل الإيراني, والتدخل الإيراني المقصود به هو الخبر الذي نشرته صحيفة الوطن ( هنا) نقلا عن خبر لصحيفة إيرانية تشير إلى انتقال الثورة إلى الكويت, وفي حقيقة الأمر إن كانت هناك تظاهرة ستحصل مستقبلا سأكون حريص على تواجد مثل هذه اللافتة لتصل إلى إيران وأذنابها وإلى أصحاب الفتنة بالمرة.
أكثر من تظاهرة
موضوع خروج أكثر من تظاهرة في وقت واحد وفي أكثر من منطقة, فهذا لا يحتاج إلى ذكاء, فالأمر - بالنسبة لي - لا يعدو عن كونه حماس وفزعة وتعاطف البدون مع البدون, بالإضافة إلى من وجد في الأمر فرصة مناسبة جدا للخروج ودعم التظاهرات حتى لا تضعف, وللأسف هناك من لا يعرف طبيعة "عيال الصليبية والشعبيات" تحديدا, فهم أهل "فزعة" حتى في مواقف مثل هذه, والدليل وجود سعوديين وكويتيين بين المتظاهرين سبب خروجهم هو تعاطفهم مع أصدقائهم, بالإضافة إلى وجود الأطفال والمراهقين الذين يُعرف عنهم عندنا في الصليبية تواجدهم في مشاجرات الكبار كنوع من الدعم الذي يكون غالبا مؤثر وإن كان هذا خطئ بإقحام الصغار في مثل هذه المواقف إلا أنها طبيعة المناطق والأحياء الشعبية التي نجد فيها الصغار أرجل - في الغالب - من كبار كثير من مناطق المترفين!!
شغب
للأسف أن الكثيرين كانوا يتوقعون الأحداث الأخيرة, وخير شاهد ما تضمنته مقالات الكتّاب خلال السنوات الأخيرة عن أن البدون قنبلة موقوتة, وبالتالي وجود شغب بغض النظر عمّا إذا كان هناك استفزاز من قبل قوات الداخلية أم لا, يعتبر أمرا طبيعيا لمجموعات شبابية ترى نفسها منبوذة ومهمشة في بلد يرونه بلدهم الوحيد الذي لا يعرفون غيره (وإن كان الشغب في الأصل مرفوض), والحكومة تتحمل مسؤولية كبيرة, وعليها القيام بتحركات "ملموسة", فالتحركات الملموسة ستمتص غضب الشباب, فهم الآن اعتادوا الخروج إلى الشارع, ولم تأثر بهم الاعتقالات, ولا حتى إشاعة/خبر وفاة شابين من البدون, وهذا مؤشر خطير يدعونا إلى أن نقول: اللهم سلم سلم.
الشهداء البدون
كنتُ ممن صدق وجود قتلى, وذلك بعدما قرأت الاسماء والأعمار, وقد أثر بي هذا تأثيرا شديدا, ولكن ولله الحمد لم يتم تأكيد الخبر حتى الآن, كأن نعرف على الأقل من هم أهل المتوفين, ولكني حتى الآن أنتظر خبرا عن وجود أهل المتوفين حتى أعرف شخصيا حقيقة الأمر وعمّا إذا كانت الجثث بالفعل في الثلاجة بقصد تأجيل تسليمها إلى ما بعد الأعياد, مع وجود ترهيب لذوي المتوفين للتكتيم على الموضوع بتواطئ من عدد من مؤسسات الدولة بالتصريح بالنفي, أم أن الأمر إثارة لمحاولة الإستمرار بإشغال البلد بموضوع مظاهرات البدون, وهذه لعبة وإن كانت ذكية, إلا أنها سيئة وغير لائقة।
ختاما
أرجو أن يكون القراء قد استوعبوا رأيي وتحليلي للموضوع, وأن لا يكون للتعصب دور في تشكيل آرائهم.
خالص تحياتي
الموضوع في مدونة (بدونيات حنظلة)
http://7anthala-q8.blogspot.com/2011/02/blog-post_21.html