[ أما قبل ]
قلقٌ وضيقُ نَفَسٍ ، ووجلٌ وخوفٌ يعتريني على مصر
الإسلام والعروبة ، وأقولها وبكل
صراحة :
لستُ مطمئنه البتة جرّاء ما يحدث في مصر
الإسلام والعروبة .
بعاطفتي ؟
نعم أؤيد ما كان وصار ولم ينته ، أما عقلي الذي أستمدُّ أفكارَه من عقيدةٍ ودينٍ ونظرٍ في عواقب الأمور ومآلاتها ؟! فـ لا وفي نفسي من الذي صَارَ أشياءُ << ماهي ؟ لا أعلم ولا أدري ، ولكن من استقرأ التاريخ يعرف .
مصر = ضيق في الميم ، وتوسّع في الصاد ثم انفراج في
الراء أخيرا وانتهاء !
ومن العجيب وغير المنطقي أن بعض بني قومي يجزم يقينا أن ما تمر به مصر هو انفراج للراء ! دون التحذير من ضيق الصاد
واختناق الميم !
وأخشى أن يكون هذا الجزم سببا لجنونٍ يدمر عقولنا
وحيلنا وأفكارنا !
فأعظم جنون هو الحزن والبكاء بعد
استبشار وفرح .
لا أؤيد - عموما - ولا أصفق ولا أشجع ولا أرفض ولا أمانع ما يحدث داخل هذه الفتنة العظيمة التي تستشري في جسد أمتنا الإسلامية من أقصاها إلى أدناها ، وكل ذلك لمعرفتي ويقيني بقول مَنْ عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو سبحانه ( سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) .
كلٌ منا يستطيع التصفيق فرحا وطربا ، لكن بعضنا يخشى أن تصفيقه وطربه سيضر باستقرار الآخرين ، ويُذهب عن الآخرين راحتهم وأمنهم،فكيتفي بالمراقبة من بعيد متمنيا أن يظفر المستبشرين بمقصودهم - دون أذى - ، وأن لا يعتري أرضهم خرابا أو نقصا ، كما أنه لا يود زعزعة هدوء الآمنين ممن هم حوله وبجانبه .
[ استفهام ]
هل سيأتي بعد مبارك عمر أو معاوية ؟
هل سيخلف أهل مصر خيارهم بعد الذي
انتزعوه وأسقطوه ؟!
سيزول الفقر أم يزداد
ويطغى ؟
كيف سيكون الأمن ؟ وهل الناس في أمان ؟
[ إشارة ]
الحقَّ أريدُ ولا يهمني الأشخاص ، واعٍ لما أقولُ ، فلستُ مستفيدًا ، ولم أكن إمعة ولكني محب لروح الأمة
وأسها وأساسها - مصر - فحنانيكم .
أسأل المولى سبحانه أن يحفظ لنا مصر وعلماء مصر وأن يوفق شبابها وكل محب للخير لها أن يقودها إلى
بر الأمان وشواطئ الاستقرار والعزّة .