يقول بعض المتابعين للوضع
بان السعودية هي أخر القلاع السنية امام إيران.
ولو إنهارت فلن يبقى أمامنا إلا إيران.
ويرددونها بشكل ساذج او خبيث
بان السعودية هي أخر القلاع السنية امام إيران.
ولو إنهارت فلن يبقى أمامنا إلا إيران.
ويرددونها بشكل ساذج او خبيث
هذا هو التعبير المسرحي المطعم بالإخراج الجميل
حيث تقدم المملكة كما لو كانت خط الدفاع الأخير ضد المد الشيعي!
هذه المقولات لو دققت فيها ستجدها بسهولة انها ليست اكثر من شعارات,
ولست محتاجا لأي تحليل عسكري أو تحليل سياسي
او تحليل تاريخي أو تحليل إجتماعي او تحليل جيوسياسي.
بل بمجرد نظره بسيطة متجاوزا الشعار تنتهي المشكلة!
سوف يتبين لك ان هذه مجرد شعارات وحكي فاضي, بل بالعكس
النظام الحالي هو نموذج كشف البلد ليس فقط امام الخطر الشيعي والخطر الإيراني,
بل امام كل الأخطار المحيطة بالبلد والمنطقة.
بلد ماعنده جيش، والجيش الذي عنده هو ورقي شكلي
ومجرد جسم وهمي لسرقة مقدرات البلد والتي تاتي تحت عنوان صفقات سلاح.
بالنظر إلى الدوله سوف تجد انها لم تقم "حقيقة" على مبدأ وقضية
بل كان الهدف هو مشروع عبدالعزيز الملكي وبمساعده بريطانية.
حيث حرص النظام على الحذر من الشعب وتجهيله
وإبعاده عن الشعور بالمسؤلية وإشغالة بالشهوانيات والتفاهة.
فلا هو بالذي سمح لهم بالتدرب فيما بينهم لردع الصائل
ولا هو بالذي بنى جيش قوي قادر على حماية الحرمين.
إذن بالعكس!
النظام الحالي بتركيبته السياسية الحالية, وتركيبتهم العسكرية, وتركيبة البلد
إجتماعيا تحت هذا النظام هو الوضع المثالي لأي إجتياح أقليمي, لأنهم
معتمدين على أمريكا في الحماية الخارجية. فالسان حالهم يقول: خلنا نفسد الناس ونستمتع
بهذا البلد بأراضيه وأمواله , مقدراته بـ رجاله بـ نسائه بـ أطفاله بـ أسمه
بـ دينه بـ مشايخه, نستمتع فيه, وخل الذي يحمينا - يحميهم هم - الأمريكان
فليس هناك خطة ليصبح البلد معتمد على نفسه سواء بجيش منظم او على
نفسه من خلال تدريب الشعب للتعامل مع الاخطار – مثل إسرائيل كل الشعب المدني مدرب .
فالوضع الحالي هو الوضع المثالي لإختراق البلد سواء بجيش أو بعصابات منظمة
والبلد ينهار خلال أيام, أضعف حتى من الكويت لما دخلها صدام 1990
فالحقيقة هنا أن إيران – وهذه يمكن يستغربها بعض الناس – ولكنها حقيقة وأحفظوها مني
وأنقلوها عني وانشروها بين الناس – إيران بعد ما أستلم الحكم رفسنجاني, ورفسنجاني إنسان براغماتي
وذكي, غير الإستراتيجية الإيرانية . حيث كانت الإستراتيجية مبدئية بحتة, الشيطان الاكبر أمريكا
والشيطان الأصغر هم ال سعود, ونحن نعاديهم بشكل مطلق... هكذا كانت الإستراتيجية الإيرانية
حقيقتً وشعاراتً. مدرسة رفسنجاني مدرسة نفعية ذات هامش وإستعداد للتعامل مع
هامش التخفيف من الشعارات والتعامل مع المعطيات المحلية تعامل فيه مصلحة إيران
كـ دولة بغض النظر عن النواحي المبدئية. فـا قررت إيران تحت مدرسة رفسنجاني بعد وفاه الخميني و
خاصتا حينما رصدوا تحرك تيار إصلاحي سني منذ نهايه الثمانينات وبداية التسعينات
حيث ان إيران ذات قدرات إستخباراتية مستقلة وإيران دولة رسالة – نشر المذهب الشيعي –
حينما لاحظت إيران الشيعية من خلال إستخباراتها ومن خلال عملائها الكثير في بلاد الحرمين
المشروع السني الإصلاحي النظيف والنزية, مشروع ليس مثل مشروع علماء بن سعود ولا مشروع التيارات المشبوهة ولا هو مشروع شيوعي ولا ليبرالي أو حتى قومي ناصري ..
لاحظت ان هذا التيار ياخذ أرضية قوية وتحول إلى رأس حربة في تمثيل المجتمع السني بصورة حضارية
يناسب الواقع وبنفس الوقت ملتزم إلتزاما كاملا بالكتاب والسنه, فليسوا مثل حركة الاخوان التي أخترقها بن سعود وتلاعب بها قبل ان تنظج وتمكن من توجيها بالشكل الذي مكنه من القضاء عليها ولا حركة الجهيمان.
حيث لأول مره في بلاد الحرمين يتكون تيار سني حظاري ملتزم بالكتاب والسنة وذو منهجية متماسكة وقوية وبنفس الوقت يقدم أطروحات حضارية شاملة ذات أساس متين قادر ان يبنى علية بناء إجتماعي و سياسي جديد.
فا من خلال رصد إيران للوضع أدركوا ان هذا التيار الصاعد وهذا التوجه خطر أستراتيجي بعيد المدى. وإيران كانت قبل ذلك قد تبنت معارضة النظام السعودي
وخلخلته وإضعافه بعتباره رأس حربة لأمريكا. ولكن حينما تكون التيار السني الإصلاحي, إيران أتخذت رأيا اخر
حيث أن النظام السعودي رغم انه رأس حربة للأمريكان وحاليا هو الذي يمثل السنه و الـ "وهابية" .. الخ
إلا أنه نظام فاسد!, ونظام قابل للإختراق, وقابل للتخريب, ونظام يخرب البلد ويخرب المجتمع.
ولو قامت إيران بإضعافه لساعدت من غير ان تقصد في صعود هذا التيار السني وإستلامه المسئولية وزحزحة النظام السعودي.
حيث لو أستلم زمام الامر في الحرمين نموذج سني صالح ونزية وتحت يديه الحرمين والنفط (القوتين الروحية والمادية)
لاشك سوف يستقطب الغالبية العضمى من العالم الإسلامي و فسوف تهمش إيران بسهولة.
فإذن الحل الإستراتيجي لـ إيران هو ان يبقى النظام السعودي رغم كل معائبه.
حيث أدركت إيران أن التيار السني الجديد يصنع نفسه وقد اوجد له موطئ قدم وأنه يتسع, وأنه إذا سمح له بان يتسع فسوف
يكون هناك نموذج سني حاكم نظيف, ليس نموذج سني فاسد مفسد قبيح صوره مشوهة لأهل السنه تتوفق عليها أيران بسهولة
بصفتها صوره جيده للنموذج الشيعي! والذي يقارن حكم بن سعود بـ إيران يرى الفرق
سوف يرى ناس تعرف تتعامل مع شعبها , ناس عندهم إنتخابات, عندهم شفافية, عندهم محاسبة, عندهم جيش ضخم, عندهم ثلث إنتاج بن سعود من النفط و4 أضعاف الشعب
ومع ذلك عندهم البطالة أقل والجريمة أقل والفقر أقل ..
فالذي بيقارن النموذج الشيعي مع النموذج السني سوف يرى الفرق
ضاهريا سوف يكون النموذج الشيعي أفضل
ولذلك سوف تكون هناك قابلية للتشيع بشكل كبير
فلو خرج نموذج سني نظيف وتحت يديه الحرمين وهذا المخزون الهائل من النفط فلن يكون هناك حظور لـ إيران
وين تقدر تنافس؟ وين تقدر تنشر التشيع في أفريقيا ولا في أندونيسيا ولا في الجزائر ولا في أوربا ؟
كيف تستطيع ان تنشر التشيع أمام النموذج السني النظيف؟
فـ من مصلحة إيران أن يستمر هذا النظام السني الفاسد
بل من مصلحة إيران أن تحافظ عليه !!
وأن تضعف معارضية من السنة الملتزمين
لذلك جمدت إيران كل طرحها العدائي ضد الحكومة السعودية, وقررت التفاهم معها بكل حاجة بما فيها الحجاج.
وأعطت تعهد للحكومه السعودية أن لا عمل مسلح ضد الحكومة السعودية
وكذلك قامت بالضغط على الطائفة الشيعية للتنازل عن المعارضة .
وتحول الموقف الإيراني وأستمرت العلاقة السعودية الإيرنية الجيدة
إلى درجة ان السعوديين انخدعوا و وصلوا إلى مرحلة أصبحوا يتحدثون عن دور وساطي بين امريكا وأيران, أصبحوا يشعرون انهم موقع ثقة بين الطرفين.
وأستمرت العلاقة الجيدة حتى حرب العراق الأخيرة, في بداية الحرب لم يكن هناك مشكلة
في البداية كانت حسابات ال سعود أن ينهار صدام وتشكل حكومة معارضة
على الطريقة الأمريكية وربما تضطر أمريكا للبقاء أشهر وربما سنوات ثم تنسحب ولكن ماتصير فيه مقاومة و دور إيراني بهذا الشكل
حيث أن منطق ال سعود ان أمريكا على كل شيء قديرة
ولم يتوقعوا أن تتورط امريكا كل هذه الورطة
فلو علموا أن الورطة هذه سوف تنقلب عليهم
سواء انتصرت إيران أو أنتصرت المقاومة السنية
في كلا الحالتين بن سعود ماكلها ماكلها .. كن ماساعدو امريكا حتى
لا يتورطوا بهذه النتيجة حيث انهم لم يستشرفوا الواقع الحالي.
الان حصلت المشكلة وأصبح النفوذ الإيراني نفوذا ثقيلا جدا وبعلم امريكا العاجزة عن عمل اي شيء.
أمريكا تورطت, هي أزاحت صدام وألغت الجيش والشرطة وشكلت جيشا جديدا يكاد يكون أيرانيا بصراحة وشرطة إيرانية بالعراق، فالذي أدار الوضع بالمنطقة هو إيران, وهذا من البراقماتية الإيرانية
حيث دعموا المشروع الأمريكي في العراق حتى سقط صدام وحتى يخترقوا العراق من تحت المضلة الامريكية ومن ثم يحفروا لأمريكان
وبالمثل في افغانستان, امريكا خلصتهم من الطالبان وصار لإيران نفوذ قوي في أفغانستان.
فالورطة الامريكية أصبحت عميقة
فلو دعمت المجاهدين السنه تكون دعمت الجهاد ضدها
ولو دعمت الشيعة تكون دعمت إيران
تطلع من العراق؟ .. راحت منها المنطقة كلها
فعلا ورطة خطيرة جدا
الأن إيران هي الدولة الوحيدة التي لم تتورط
وفي أسوأ الأحوال توقف نفوذها وتترك العراق
ولكن الفرصة عالية جدا لإيران أن يتوسع نفوذها وأن يتقسم العراق ويصبح الجنوب الغني نفطيا ملكا لإيران, عمليا حتى لو لم يكن معلنا أنه ملكا لإيران,
فتصبح إيران على مشارف الكويت والحفر ورفحا وبقية المدن المحاذية للعراق
يعني الان أصبحت إيران محاذية للحدود السعودية مباشرة, غير الصواريخ التي ممكن ان تطلق من الساحل الإيراني على النفط السعودي.
فالوضع بعد غزو العراق جعل من إيران دولة عضمى صاحبة النفوذ والتي تلعب أدوارا ضخمة بالمنطقة حيث تتلاعب بدول مجلس الأمن, الصين وروسيا حاطتهم في جيبها !
الروس في الواجهة والصين إحتياط
لأنها تلعب لعبات صح!
وإيران عندها أوراق كثيرة ممكن تستخدمها ضد مجلس الامن وضد اي اعتداء من قبل امريكا أو غيرها
وفي الحالة التي تكون أيران هي المحتلة الفعلية للعراق.. فنحن نعلم أنه ليس هناك حل لأبن سعود غير دعم السنة, وإذا علمنا أن الذين يقاتلون المشروع الإيراني في العراق هم المجاهدون شبيهون بالقاعدة
وهؤلاء يعتبرون ال سعود اعداء لا يقلون عن الأمريكان في العداوه
فليس لأبن سعود أي اوراق يلعب بها في الساحة العراقية
ولو كان للقوات السنية شان سوف تجتاح بن سعود بكل قوه
وهذه هي اللغة التي سمعناها من البغدادي وأمثاله من القيادات السنية المقاتلة في العراق
كيف لأبن سعود أن يحل المشكلة ؟
فهذا هو الوضع المثالي لإيران
إيران تبي واحد مثل بن سعود, مغفل, غبي, ماعنده جيش, جعل البلد في وضع ضعيف وبائس, ومنع الناس من أن ينظموا انفسهم, ولم يستطع ان يستخدم القوى الموجودة في العراق
ولم يبقي أي أوراق يلعب بها على مستوى السنة
حيث كل القوى السنية بالعراق تنظر نظرة عدائية شديدة لـ ال سعود
فإذن من تريدون افضل من ذلك للإيرانيين من بن سعود؟
غباء بالسياسة, حمق في العلاقات المحلية, ماعنده جيش, ماعنده تنظيم إجتماعي لصد الصائل عند اللزوم, ولم يسمح للناس أن ينظموا أنفسهم!
وليس هناك امل أن يقوم أبن سعود بتغيير هذا الوضع
ولاحتى برامج بالتلفزيون أو بالتعليم ولا في الإعلام تحسس الناس أن هناك خطر وأن لابد للناس ان يتهيئوا لمواجهته
بل بالعكس, الوضع لا يزال فساد وإنحراف ومخدرات .. وكأننا نعيش إحتفالات مستمرة !
فأي بديل وأي خيار أحسن من هذا بالنسبة لإيران؟
من هناك افضل من ال سعود يقدم كـ قيادة في بلاد الحرمين بالنسبة لأيران؟؟
ليس هناك أفضل من النظام السعودي بالنسبة لـ إيران
حيث يمثل هذا النظام بوابة لإجتياح دول الخيج الغنية نفطيا وتملك نفط المنطقة كلها, حيث جعل من نفسه بوابة على كل الدول التي خلفه وجعلها لقمة سائغة للإيرانيين متى ما شائوا وباللحظة المناسبة يبتلعونها.
وبالتالي يكون نفط العراق وإيران والخليج, حوالي 30 مليون برميل يوميا تحت سيطرة إيران
أي قوة عظمى ممكن ان تكون إيران بعد هذا؟
وفي حال تمكن المجاهدين السنة من العراق فهم لا شك سوف ينتقمون من السعودية بسبب خيانه حكامها ووقوفهم البطولي مع الامريكان وتطريدهم للمجاهدين وأعتقالهم
فما ذنبنا ان يمثلنا هؤلاء وندفع ثمن حماقاتهم وخيانتهم؟
المقوله أن السعودية اخر قلعة سنيه أمام إيران مقوله ساذجة وغبية.
منقول من الساحه العربيه للاخ / مشرد بلا خطيئه
التعليق :
انا نقلت الموضوع بعنوانه ولم اغير منه شيئ (إيران لا تريد زوال ال سعود ,, أغرب تحليل !) التحليل هذا ليس بغريب وهذا مايشعر به اهل السنه المخدوعين بآل سعود وعداوتهم لأيرآن ويحآول البعض تجاهل حقيقه أن علاقتهم حميمه كما هي علاقتهم مع إسرآئيل بالسر بينما هم في العلن يعلنون عداوتهم الخآدعه ..