كتبه / عمر المرادي / 9 – 3 - 2011
الآن صرت أقرب للإعتقاد أن العد التنازلي للنظام السوري بدأ منذ أيام , وخصوصا عندما تسارعت خطواته تحت ضوء النهار و على عينك يا تاجر , في الوقت نفسه بدأ الشارع السوري يستعد ماديا ومعنويا وعلى كلّ الصعد , لمواجهة أي ظرف طارئ في الأيام القادمة , والتي لا يعلم ما تأتي به إلا الله تعالى .
وفي ضوء الأحداث المتسارعة على الساحة العربية , وخصوصا نجاح التجربة الثورية لإسقاط الأنظمة في تونس ومصر , ومن خلال ما يحدث في ليبيا والتي نسأل الله أن تتوج جهود المسلمين فيها في اسقاط طاغيتها القذافي و من و الاه فيها , وفي خضم كل ما سبق لابد لنا كمتابعين أن نقف ونسأل أنفسنا السؤال التالي : هل استفاد الحاكم والمحكوم في سورية , من تجارب الآخرين وما واكبها من تطورات عربية وعالمية ؟ أقول مجيبا : بالنسبة للحاكم في سورية استفاد بلا شك , وبدأ الإعداد ليل نهار , لثورة سورية أبية في وجهه تسقطه عن عرشه البعثي الطائفي الذي بقي قابعا على صدور المسلمين في سورية قرابة الخمسين عاما .
و هنا لابد لنا أن نقرأ ونستعد لما يدور خلف الكواليس المفضوحة للنظام السوري , وما يدبر له لوأد أي ثورة قد تتأجج في وجهه في الأيام المقبلة , وما تاريخ 15 آذار / مارس 2011 عنا ببعيد , لذلك أوجب الله علينا إعداد العدة المعنوية والمادية لمواجهة طاغوت لا يقل شراسة عن أبيه المقبور حافظ أسد أو من حليفه معمر القذافي , ومن هذا المنطلق أرسم خطوات تقريبية لتحركات النظام السوري بعد انطلاق أول شرارة للثورة السورية , معتمدا بعد التوكل على الله تعالى , معتمدا على تجارب الآخرين ممن سبق السوريين , ولا تعني أنها من المسلمات بأي حال من الأحوال , وقد تتغير الخطط بالنسبة للحاكم والمحكوم في أي لحظة تبعا لمجريات الأحداث .
خطوات الحاكم ( النظام ) السوري :
أولا = الإعلام :
1 – سيمنع النظام السوري في الأيام الأول للثورة , وسائل الإعلام العربية والعالمية من تغطية الأحداث .
2 – سيقطع الإنترنت وبشكل كامل, ووسائل الإتصال السلكية واللاسلكية ,
3 – سيزيل أكبر قدر ممكن من الصحون اللاقطة للقنوات الفضائية , حتى يبقي الشعب بعيدا عن أي تأثير خارجي .
4 – التشويش على القنوات الفضائية من خلال أجهزة أرضية متطورة .
5 – التشويش على الإذاعات الموجهة لسورية بما فيها الـ bbc العربية .
6 – وسائل الإعلام الرسمية ستبقى في الساعات الأولى على وتيرتها المعتادة في بث برامجها اليومية , وبعدها ستنتقل لتروي بالصوت والصورة الرواية الرسمية لتلك الأحداث بما فيه تشويه سافر للحقائق .
ثانيا = الأمن :
1 – سينشر عناصر من كافة الأجهزة الأمنية بما فيها : المخابرات الجوية و المخابرات العسكرية والأمن السياسي وأمن الدولة .
2 – سينزل قطعا من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الموالية للنظام و بقيادة ماهر أسد شقيق بشار أسد .
3 – سيقوم الجيش بإنزال قطعا عسكرية معينة , تتكون بشكل كبير من العلويين بحيث يكسب ولائهم .
4 – تحليق للطيران الحربي في سماء المدن السورية و إطلاق للقذائف على الأراضي الخالية لتخويف الناس و ربما سيضرب في عمق الأحياء السكنية .
ثالثا = المواجهة :
1 – في الساعات الأولى لانطلاق الثورة ( و يعتقد أن تبدأ الشرارة الأولى من المنطقة الشرقية وخصوصا مدينة الحسكة ) سيبدأ النظام بإطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين العزل , ظنّا منه أن ذلك سيخيف البقية .
2 – اسقاط عدد غير قليل من القتلى وابقائهم لساعات في الشوارع حتى يرهب الآخرين .
3 – القبض على المئات او الآلاف من المتظاهرين , لتخفيف وطأت التحرك في الشارع .
4 – تحرك بعض وحدات الأجهزة الأمنية صوب الأحياء السكنية والتنكيل بأهلها , حتى يرعب الشباب والرجال فيعودوا لبيوتهم ويتركوا المظاهرات .
5 – نشر الشائعات المختلفة , عن نهب المحلات والبنوك والبيوت , والتعدي على أعراض الناس , من خلال مكبرات الصوت للمساجد أو السيارات المتحركة .
6 – تنظيف الشوارع من خلال الدفاع المدني من الدماء والجثث , حتى يتم تصويرها فيما بعد وكأن شيئا لم يكن .
رابعا = تحرك المسؤولين :
1 – منذ عشرة أيام وأكثر والمسؤولون السوريون يقومون ببيع جنوني لعقاراتهم , ونقل لأموالهم لخارج القطر عن طريق لبنان .
2 – استخراج تأشيرات سفر لزوجات وأبناء المسؤولين للسفر للدول الأوروبية , والأكثرية تم تسفيرهم بالفعل .
خامسا = الخطوات التي بدأها النظام :
1 – نقل الإرشيف الوطني السوري إلى منطقة في جبال اللاذقية
2 – نقل الأسلحة الإستراتيجية إلى مختلف مناطق الساحل السوري
3 – إخلاء المقرات الأمنية والإستخباراتية من معظم ملفاتها ونقلها لجهة غير معلومة ويعتقد أنها في سراديب مدينة القرداحة القريبة من اللاذقية .
4 – مطار الباسل في القرداحة ومطار اللاذقية يشهدان تحركا غير طبيعي , ونقل لتجهيزات وصناديق وبأعداد كثيرة , تحت حماية وحراسة أمنية مكثفة .
5 – وضع خطة من كبار الشخصيات في الطائفة العلوية للإستقلال بالساحل السوري وبجبال اللاذقية وإقامة دولتهم الثانية .
6 – بعض العواصم الأوروبية واللاتينية قد استعدت للإعتراف بتلك الدولة حال قيامها , بحجة دعم الأقليات .
خطوات المحكوم ( الشعب السوري ) :
أولا = الإعلام :
1 – على القادرين ماديا أن يدخلوا إلى سورية من خلال تركيا أو العراق أو لبنان أجهزة بث أنترنت فضائي , في حال أغلق النظام السوري المجال الإعلامي , ويكون في كل مدينة عشرة أجهزة أو أكثر , وكل ساعة يتم نقلها من مكان لآخر حتى لا تكتشف للأجهزة الأمنية .
2 – إدخال أجهزة لاسلكية يتم استخدامها للتنسيق بين المجموعات خلال فترة انقطاع الإتصالات الأرضية والخلوية , يتم تغيير تردداتها كل ساعة مع كلمة للسر .
3 – ادخال أجهزة للتشويش على الأجهزة اللاسلكية التابعة للأمن , حتى يتم افشال الترابط بين القيادة والعناصر الأمنية على الأرض .
4 – على كل سوري دخل في الجيش العربي السوري ويعرف أين تتواجد و تتوزع الخطوط الأرضية العسكرية الخاصة , عليه أن يعمل على تعطيلها بين المدن , وبشكل مدروس ومكتوب , حتى يتم الإستفادة منها لاحقا , وأحيانا يضع أجهزة بسيطة للتنصت على أوامر القيادات فيما بينها إذا كانت في المدينة نفسها .
5 - على المواطنين تسجيل وتوثيق كل تحرك أمني , على أجهزتهم المحمولة ومن خلال آلات التصوير الخاصة بهم , وتحميلها على أكثر من قرص , خوفا من اتلاف بعضها .
6 – على أهالي المدن القريبة من الحدود , أن يرسلوا ما تم تصويره وتوثيقه , مع السائقين العاملين على الخطوط الدولية وخصوصا بين بيروت – دمشق وخط طرابلس- حمص وخط دمشق - عمان وخط حلب - اسطنبول وخط دير الزور – بغداد وغيرها من الخطوط الدولية , مع اتخاذ الإحتياطات من عدم اكتشاف أماكن تلك الأقراص , مع علمنا أن الأمن على الحدود سيصادر كل ما قد يقع عليه عينه من أجهزة خليوية أو حواسيب شخصية أو أقراص أو ذواكر شخصية .
7 – حرق صور لبشار أسد وأبيه حافظ المقبور , ومحاولة هدم و تكسير وإزالة تماثيل ومجسمات لحافظ أسد و باسل أسد المتوزعة في كل المدن السورية , ونشر تلك الصور حتى يتم كسر حاجز الخوف لدى المواطنين .
8 – استخدام مكبرات الصوت في المساجد لتحريك الشارع وتنظيمه وتوجيهه وإعلامه بالمستجدات .
9 – القيام ومن الآن بنشر صور على اليوتيوب وغيرها من الوسائل الإعلامية وفيها حرق لصور بشار أسد .
10 – الإستمرار بالكتابة على جدران المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية
العبارات الثورية , في كل شارع وحيّ ومدينة وحتى على الطرق الرئيسية بين المدن , ونشرها على الإنترنت .
ثانيا = المواجهة :
1 – تعطيل السير في المدن السورية وخوصا مدينة دمشق من خلال افتعال الحوادث المرورية الغير مؤذية على الصعيد الشخصي , أو ترك السيارات وبشكل عرضاني أما إشارات المرور , حتى نستطيع شل حركة ألأجهزة الأمنية , أو أي جهة أخرى حكومية .
2 – أقترح بعض الأماكن التي قد تشل الحركة وبشكل كلي في العاصمة ومنها : جسر فيكتوريا , جسر الثورة , دوار كفر سوسة , الأنفاق , الجسور , اتوستراد المزة , طريق المطار , إغلاق منطقة المالكي والمهاجرين كليا , الصالحية , الحمراء , والعفيف , أبو رمانة .
3 – إغلاق المداخل الرئيسية للمدن وبأي طريقة كانت ومن كل الإتجاهات , حتى نمنع أكبر قدر ممكن من آليات الجيش من دخول المدن , وخصوصا طريق دمشق حمص عند عقدة حرستا .
4 – الإعتماد في الضربة الأولى للثورة على المدن الصغيرة في ريف دمشق كالغوطة والجديدة وحرستا ودوما والضمير وعدرا ومعربا والتل وقطنا وغيرها الكثير , و ريف حلب كاعزاز ومنبج والباب وغيرها الكثير , والمناطق البعيدة في المنطقة الشرقية , وذلك لسهولة القضاء على عناصر الأمن المتواجدين فيها بقلة , ومعرفة سكانها بعضهم بعضا مما يسهل تنظيم أنفسهم بسرعة أكبر , وإعلان تلك المدن وبمختلف الوسائل القضاء على فلول النظام ونجاح ثورتهم , مما يؤدي لوهن نفسية الجيش والعناصر الأمنية الطائفية العلوية .
5 – تنظيم اللجان الشعبية وعلى الفور في أي مدينة أو حيّ أو شارع يسقط بيد الثوار , حتى لا تقع الفوضى أو يستفاد من الفوضى الآنية .
ثالثا = التحرك نحو المقرات الحكومية والعسكرية البسيطة :
1 – القصر الرئاسي ( قصر الشعب – قصر تشرين )
2 – مبنى التلفزيون في ساحة الأمويين وفيه يتواجد تقريبا عشرة عناصر أمنيين مسلحين بأسلحة خفيفة , يمكن القضاء عليهم والدخول للمبنى وإعلان البلاغ رقم واحد .
3 – حماية ما تبقى من أموال في البنوك الحكومية والخاصة .
4 – التوجه نحو سجون عدرا وصيدنايا لفك أسر المواطنين السوريين هناك
5 – التوجيه نحو المقرات الأمنية وإلى جميع الأفرع الأمنية وبشتى توجهاتها والإستيلاء عليها ووضع حماية شعبية عليها وعلى ما تبقى فيها من وثائق لم تهرب .
6 – التحرك نحو القطع العسكرية الشعبية الصغيرة والمراكز العسكرية البسيطة في الأحياء والمدن , للإستيلاء على أسلحتها .
7 – الإستيلاء وحماية صوامع الحبوب ومخازنها ومطاحنها من عمليات سلب أو نهب أو تخريب .
رابعا = خطوات السوريين المتواجدين في الخارج :
1 – العمل على الإتصال بكل وسائل الإعلام العربي والأجنبي , ووضع العالم في صورة الوضع وحقيقته من غير تشويه للحقائق والتي سيتعمدها النظام السوري .
2 – تكثيف المناشدات والإستغاثات لجميع المنظمات العربية والعالمية للضغط على النظام السوري .
3 – العمل على بث كل ما يصلهم من معلومات من ذويهم في الداخل في أي وسيلة مقروئة أو مسموعة أو مرئية .
4 – العمل الإعلامي المكثف مع وسائل الإعلام المناهضة للنظام السوري في لبنان .
5 – تغيير أسماء المتصلين والمتحدثين لمن لهم أبناء وزوجات في داخل سورية لكيلا يتم الإنتقام منهم من قبل النظام السوري .
6 – على السوريين المقيمين في الخارج العمل على تحشيد الرأي العام لتجهيز قوافل المساعدات لأهلنا في سوريا حال انهيار النظام وأزلامه .
7 – التنسيق الفوري والمباشر ومن الآن بين القوى الداخلية والخارجية
8 – عدم التنسيق وبأي شكل من الأشكال مع أي جهة سورية معارضة في الخارج كانت سابقا سببا في تجويع وذل وقتل السوريين وخصوصا عبدالحليم خدام ومن معه أو رفعت أسد عم بشار أسد ومن معه .
خامسا = التحرك نحو المسؤولين السوريين :
1 – كتابة المقالات على الإنترنت المهددة لحياة كل مسؤول سيقف مع النظام
2 – كتابة المقالات المحرضة للجيش على الإنقلاب على النظام الدموي بشار
3 – تهديد كل مسؤول بكتابة اسمه على شوارع مدينته أو مكان سكنه بأنه سيشنق في ساحة الأمويين وعلى مرأى من أهله وذويه , مع مصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة .
سادسا = الإستعداد الإيماني و هو المقدم على كل شيء :
1 – الإسراع في التوبة إلى الله تعالى
2 – إرجاع الحقوق لأهلها
3 – الدعاء لله تعالى في السرّ والعلن , ليلا ونهارا
4 – الإكثار من الأعمال الصالحة , والمداومة على الأذكار
سابعا = العهدة العمرية لأصحاب الطائفة العلوية :
في أول أيام الثورة , سأنشر إن شاء الله تعالى , العهدة العمرية لأصحاب الطائفة العلوية , تتضمن عهد المسلمين وذمتهم , على بنود يأمن بها العلويون على أنفسهم وأموالهم بموجبها , وأهم ما فيها أنها موجهة لكل علوي . ممن لم يكن له يد من قريب أو من بعيد , في أذية مسلم من أهل السنة والجماعة أو أي سوري له ذمة عند المسلمين , ولم يؤذه في نفسه وماله وعرضه قديما أو حديثا , ولم يضع يده في يد النظام العنصري البعثي خلال أيام الثورة .